مدرس الرياضيات الأستاذ طلعت فؤاد انتقل إلى رحمة الله
http://www.7fz.net/uploads/images/7fz-80e12227ae.jpg
الأستاذ طلعت فؤاد مدرس الرياضيات من مدرسة حمدان بن محمد للتعليم الثانوي
أنتقل إلى رحمة الله بعد سكتة قلبية فرحل جسداُ رحل جسداً وسيبقى علمه وصورته في ذاكرتنا
رحل عنا بعد سنين عشناها سرنا نتذكر تلك الأيام بين حلوها ومرها وحتى مرها كانت معاه حلوة ..
رحل عنا بعد أن كرس حياته في خدمة أجيال وأجيال وأجيال تتوالى الأجيال ويبقى هو إلى أن رحل وترك أثر لايمكن لطول الزمان أن يمحيه وستبقى ذاكرتنا محتفظة بهذا الشخص المعلم المخلص ...
رحل جسدأ وبقي كل ما قاله لنا صدى يتردد على مسامعنا في كل حين وآخر ...رحل عنا وهذه هي قسوة الحياة كلنا سنرحل وكلنا سنشرب من الكأس الذي لامفر منه .....
كم تفطر قلبي حين قرأت اللائحة عند باب المدرسة ! فلم أصدق ما قرأته عيناي فدخلت إلى المدرسة ورأيت العيون تلوح بالحزن والأسى ....والجميع ينظر يميناً وشمالاً يرى صورته معلقة في أركان المدرسة وصدى صوته يتردد على المسامع ورائحته تفوح بالخير على ساحة المدرسة وعلمه الذي تناثر علينا كالمطر فلم يبخل علينا بحرف واحد فكان يبذل الجهد ليوصل المعلومة إلينا ونحن في راحة ...
الدنيا حرمته من رائحة الولد فعاش حياته هو متزوج ولم يكتب له أن يكون أباً فكان يعاملنا معاملة الأب لأبنائه ولم يقصر معنا في شيء ....
فبعد أن سقط علينا الخبر كالصاعقة أمتصته روح الإسلام والحمد لله على نعمة الإسلام ذهبنا لنصلي عليه صلاة الميت ورأيناه في حال سكون وسوف نكون في مثل حاله في يوم من الأيام لقد كان على السرير لايحرك ساكناً بعد أن كان كل يوم يقف أمامنا ويكتب على السبورة ويمسح مايكتبه ونكتب مايكتبه ونحفظ مايقوله ولكن في رمشة عين سقط وأصبح جسد بلاروح وكم القلوب تفطرت عندما رأيناه في هذه الحال والعيون تقول مايدور داخل القلوب فحمل على الأكتاف ونقل إلى دولته ليعانق ترابها...
فكيف سيكون حال أبناءه الذين تعودوا عليه كل يوم يدخل عليهم لينثر علمه لهم وكيف سيكون حال زملاؤه الذين تعودوا على ضحكته البريئة وسوالفه التي تنسيك هم الدنيا ... هذه هي حال الدنيا كلنا سنسلم العصا لمن يأتي خلفنا وكأن الحياة كالدائرة في بدايتها صياح وثم دراسة وعمل وثم موت وكلنا يسير في هذه الدائرة ولانقول إلا مايرضي الله ورسوله ونسأل الله العزيز أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته مع الأبرار والصديقين والشهداء وحسن أولائك رفيقا
