توظيف 20 مكفوفاً بالوزارات والهيئات الحكومية
رئيس مجلس إدارة المركز الثقافي والاجتماعي للمكفوفين:
توظيف 20 مكفوفاً بالوزارات والهيئات الحكومية
الدوحة - ليلى الجميلي
قال رئيس إدارة مجلس إدارة المركز الثقافي والاجتماعي للمكفوفين إبراهيم الكواري إن المركز يعمل جاهدا على دمج المكفوفين داخل المجتمع, وإنه يسعى من خلال الحملات التوعوية التي يقوم بها أن يصل إلى عائلاتهم وإشراكها في الورش الهادفة إلى إبراز قدرات المكفوف وتوضيح أن الإعاقة البصرية قد تعيق تحركات المكفوف وتجعلها بطيئة, إلا أنها لا تعيق عطاءه وقدرته على الإبداع. ثم ذكر الكواري في حوار مع «العرب» أن المركز يعمل على مساعدة منتسبيه ودمجهم في سوق العمل بما يتناسب وقدراتهم, وكشف في هذا الخصوص عن إدماج قرابة العشرين مكفوفا ببدالة الهواتف بمختلف الوزارات والهيئات الحكومية في دولة قطر, وإليكم الحوار..
* ما الأهداف التي يعمل المركز على بلوغها؟
- المركز الثقافي والاجتماعي للمكفوفين هو مركز يخدم فئة المكفوفين وضعاف البصر, تم تأسيسه سنة 2005 وتم إشهاره عن طريق الهيئة العامة للشباب آنذاك ويعتبر حاليا أحد المراكز الشبابية التي تشرف عليها وزارة الثقافة والتراث.
ويعد المركز الفضاء الأمثل لتجميع المكفوفين والعمل على صقل مواهبهم, ثم إنه يعمل على محاولة دمج الكفيف ذكرا كان أو أنثى داخل مجتمعه, ولبلوغ كل هذه الأهداف يعمل المركز على إشراك المكفوفين في الفعاليات والدورات التي يقيمها, كما يقوم المركز بإشراك منتسبيه في الفعاليات التي تقام على مستوى الدولة.
* ما أبرز نشاط يقدمه المركز للمنتسبين؟
- المركز الثقافي والاجتماعي للمكفوفين عضو في الاتحاد العالمي, وعضو في الاتحاد الآسيوي للمكفوفين, وينشط بصفة مستمرة في كل الورش والدورات التي يقوم بها كل من الاتحاد العالمي والاتحاد الآسيوي بهدف تثقيف المنتسبين وتدريبهم على المهارات التي يحتاجون إليها، فقد تم على سبيل المثال تقديم دورات وورش في كيفية إدارة الحوار, وورش حول كيفية القيام بالاجتماعات.
وفي هذا المجال أريد أن أذكر بأنه سيقيم الاتحاد الآسيوي في الشهر الجاري ورشة حول تدريب مدرسي الرياضيات الحديثة للمكفوفين, يقدمها مدرسو الرياضيات الحديثة من قطر, واختار الاتحاد الآسيوي قطر لإقامة الدورة لأنها حققت أشواطا متقدمة في تدريس الرياضيات الحديثة للمكفوفين وستقام الورشة بحضور عشرة دول من بينها لبنان وسوريا وغيرها.
* ما الجهات التي تدعم المركز؟
- تدعم وزارة الثقافة والتراث المركز دعما متواصلا, حيث إن المركز الاجتماعي والثقافي للمكفوفين يعتبر أحد المراكز التابعة لها إلى جانب المراكز الشبابية الأخرى, وتوجد مؤسسات مالية أخرى تدعم المركز, إيمانا منها بالدور الاجتماعي الذي يجب أن تضطلع به داخل المجتمع, ويمكن الحديث في هذا المجال عن الدعم المادي الهام من شركة راس غاز, وعن تبنيها للمسيرة التي أقيمت خلال احتفال المركز بالعصا البيضاء في 16 أكتوبر الماضي.
ثم إننا الآن ننتظر دعما من المجلس الأعلى للاتصالات, وهذا الدعم سوف يكون بإذن الله تعالى في شكل أجهزة وبرامج إلكترونية من شأنها تطوير المعمل الإلكتروني ودعمه والرقي به إلى أعلى المستويات, وأريد أن أنوه بأن الأجهزة المخصصة للمكفوفين ولذوي الاحتياجات الخاصة بصفة عامة باهظة الثمن، لأنها تصنع عبر شركات عالمية وصيانتها مكلفة وتتطلب وقتا وجهدا كبيرين, وأذكر بعض الأمثلة على ذلك: مثلا برنامج (إبصار), الكمبيوتر يكلف حوالي خمسة آلاف ريال, والطابعة تقدر بحوالي 35 ألفا, في حين لا تتجاوز الطابعة العادية 300 ريال, ولحل كل هذه الإشكالات نأمل من المجلس الأعلى للاتصالات أن يكون عند وعده ويزودنا بكل ما يحتاجه المركز من أجهزة متطورة وحل مشكل صيانة الأجهزة لدينا.
* ما أهم الخدمات التي قدمها المركز لمنتسبيه؟
يقدم المركز خدمات متعددة تندرج كلها ضمن هدف واحد, هو دمج المكفوف داخل مجتمعه واستغلال وقته بما يعود عليه بالمنفعة, والمركز يعمل على دعم نشاطات طوال السنة, فلدينا نشاط ربيعي يدوم بين 10 و15 يوما, في حين يمتد البرنامج الصيفي إلى شهرين ويستفيد الجنسان من هذه البرامج والتي تكون في أغلب الأحيان في شكل رحلات أشغال يدوية وزيارات تكون جلها بطلب من المنتسبين للمركز, حيث يقوم مجلس الإدارة بدراسة الطلبات ويقرر بحسب ما هو متوفر من مختصين واستعداداتهم لتقديم الدورات المطلوبة, وأريد أن أؤكد أننا لا نبخل على منتسبينا بشيء, فنحن نسارع قدر الإمكان في الاستجابة لطلباتهم, وإن صعب علينا إيجاد المختص لإعطاء دورة ما داخل الدولة نسعى إلى استدعاء مختصين من الخارج بكفاءات عالية, كما أننا ننوي القيام بورش خاصة يحضرها أولياء الأمور لتعريفهم بمهارات وإمكانات المكفوفين ودحض ما قد يدور بأذهان بعضهم من أن قدرات المكفوف محدودة, والقضاء على النظرة التي تقلل من قيمته وتفعيل دوره داخل المجتمع ومحاولة إخراجه من العزلة التي قد تفرضها العائلة أو المجتمع عليه، ويحزنني فعلا أن هناك بعض العائلات تفرض على المكفوف الالتزام بالبيت بعد إتمام الدراسة.
ثم إننا نقوم بزيارات ميدانية من شأنها أن تفيد الكفيف في حياته اليومية وتقضي على العزلة التي قد يفرضها على نفسه ويفرضها المجتمع عليه, فالمبصر العادي تصله المعلومة بمجرد الرؤية المجردة, أما الكفيف فبقدر ما يتحسس الأشياء بقدر ما تصله المعلومة, ويكون قادرا على العمل الإيجابي والعطاء أكثر.
أما عن هذه الزيارات فقد قمنا باصطحاب فريق من المنتسبين بزيارة لوزارة الداخلية, ومركز العاصمة, والمتحف الإسلامي وأنا بالمناسبة أتوجه بالشكر لكل هؤلاء الذين وفوا وكفوا من حيث استقبالهم لنا ومحاولة تعريف المكفوفين على طبيعة عملهم, وقمنا بزيارة بعض الفنادق وهي أيضاً قامت مشكورة بتقديم بعض الدورات للفتيات حول التجميل وطرق تجهيز الغرف, كما أننا قمنا بزيارة مركز قطر الخضراء حيث تعرف المكفوفون على النباتات وطريقة سقيها والاعتناء بها, ونحن الآن بصدد دراسة زيارة ميدانية إلى كلية الطيران بقطر لاكتشاف «خبايا» عمل الطيار والتعرف على الأجهزة بالطائرة.
* هل الخدمات التي تقدمونها كافية لمتطلبات المنتسبين؟
- ما من أحد يقول إنني اكتفيت, فالمركز يسعى إلى تقديم كل الأنشطة التي من شأنها أن تدمج المكفوف داخل المجتمع, وبقدر ما يقوم المركز بهذه الخدمات على قدر ما يقوم الكفيف بتقديم المزيد من الطلبات لبرامج جديدة يريد أن يستفيد بها عن طريق المركز, ونحن نسعى بتوفير كل ما يرغب فيه منتسبو المركز من دورات وورش حتى تحصل الفائدة ويشعر المكفوفون بأنهم ليسوا بمعزل عن باقي أفراد المجتمع أو بمعزل عما يدور حولهم من تطور واكتساب للمعارف والتكنولوجيا الجديدة.
* هل من حوافز تقدمونها لتشجيع الشاب الكفيف على الانتساب إليكم؟
- من الحوافز التي تشجع الكفيف على القدوم للمركز أن المركز مجاني وكل الخدمات التي تقدم مجانية, حتى إن المركز يوفر التنقل أيضاً بالمجان ويحاول المركز إقامة مأدبة غداء أو عشاء أسبوعيا تقريبا, لتجميع كل الشباب والاستفادة قدر الإمكان من لقائهم الجماعي, ويقدم المركز أجهزة مجانية لكل من يحصل على دورات بالكمبيوتر, كما يقدم لهم برنامج إبصار, إلى جانب الدورات التقنية التي تقام في المركز ويستفيد منها كل المنتفعين ذكورا كانوا أو إناثا.
* هل للمركز دور في تشغيل الشباب؟
- أنا متخصص في تعليم المكفوفين على بدالات الهواتف وكنت موظفا لدى وزارة التعليم وأقوم بتدريب العاملين على بدلات الهواتف, ثم عند قدومي إلى المركز تطور الموضوع إلى أن أقوم بتدريب المكفوفين في المركز, وكل من يستكمل التدريب تقدم له شهادة من وزارة الثقافة تعتمد عندما يتقدم الكفيف للبحث عن عمل, ثم إن لي دورا في مساعدة هؤلاء على البحث عن عمل, فقرابة العشرين مكفوفا تم تشغيلهم في الوزارات التابعة للدولة من مستشفى حمد إلى الوزارات والمؤسسات الحكومية.
وفي هذا الصدد أود أن أذكر بأنني وجدت كل الأبواب مفتوحة, فما من شخص قصدته من أجل تشغيل مكفوف إلا ولاقيت كل الترحيب والقبول الحسن, وحاليا تلقيت اتصالات من البنوك طلبت منها تشغيل المكفوفين في البدالات, ونحن نسعى الآن لتطوير هذا العمل ليشمل الاستقبال ككل.
* هل من تخطيط لإنجاز فعاليات توعوية مشابهة بحيث لا تقتصر على فعالية سنوية؟
- لا تقتصر حملاتنا التوعوية على اليوم العالمي للعصا البيضاء, بل نحن نعمل بشكل متواصل على مدار العام لملء وقت فراغ الكفيف من جهة, والعمل على دمجه داخل المجتمع من جهة أخرى.
فكل الأنشطة والفعاليات التي يقوم بها المركز سواء كانت داخل دولة قطر أم خارجها تسير نحو سياسة واحدة, وهي العمل على إخراج الكفيف من العالم الضيق الذي يعيش فيه, نحو عالم أوسع, جنبا إلى جنب مع باقي أفراد مجتمعه, وجعل كل فئات المجتمع يؤمنون بأن الكفيف هو إنسان فاعل قادر على العطاء وحتى الإبداع والتميز.
* ما طموحاتكم المستقبلية؟
- أتمنى أن أفيد الكفيف بجملة من العلوم والمعارف والتجارب التي تمكنت من تحقيقها في حياتي, فكلما أتيحت لي الفرصة بأن ألتقي بالشباب أو الشابات المنتسبات للمركز أشد على أيديهم وأحاول رفع الحرج الذي يحيط بهم في التعامل مع بقية أفراد المجتمع من ناحية, وفي الخروج والانطلاق لكل ما يفيد المكفوف ويجعله يتقدم إلى الأمام من ناحية أخرى, وأريد أن أوصل رسالة إلى أهالي المكفوفين ولكل المجتمع, هي أن الله عندما يأخذ من الكفيف شيئا يعطيه أشياء أخرى, كما أنني دائما أشجعهم على طرح السؤال الذي يوصل المعلومة إلى الكفيف.
http://www.alarab.com.qa/details.XXXXXXX.o=691&secId=16
