في بحث عن فن تعامل المعلم مع المعاق بصرياً.. المعاقون ليسوا بحاجة للشفقة
في بحث عن فن تعامل المعلم مع المعاق بصرياً.. سمير عبدالواحد: المعاقون ليسوا بحاجة للشفقة
كلمة "مسكين" تؤثر في نفسية الطالب المعاق وتشعره بالعجز
عبدالرحمن أبوشيبة
أكد الأستاذ سمير عبدالواحد أن الأشخاص المعاقين بجميع أنواع الإعاقة ومع اختلاف مستواها ليسوا بحاجة للشفقة والعطف والرحمة بقدر ما هم محتاجون إلى تفهم معنى الإعاقة وتحسين الصورة العامة والنظرة الخاصة للمعاق مبيناً في بحثه التربوي عن الإعاقة البصرية أن ما يحتاجه الكفيف هو إتاحة الفرصة المناسبة للاستقلالية، وأن يكون جزءاً فاعلاً في مجتمعه، ولن يتحقق ذلك إلا إذا تزود المبصرون بالمعلومات الصحيحة عن المكفوفين وقدراتهم وحاجاتهم وعن الطرق الصحيحة في التعامل معهم.
وحول الوسائل المساعدة على التعامل مع الطالب المعاق بصريا فقد لخصها الأستاذ سمير المعلم بمراحل الدمج في توفير البيئة الآمنة للطالب من خلال توفير جو دراسي مستقل يتمثل في حجرة الصف التي يتواجد فيها الطالب المعاق بصريا بحيث لا يترك الباب مواربا فإما أن يفتح عن آخره أو يغلق تماماً حتى لا يصطدم به الطالب عند الدخول أوالخروج، مع الأخذ بعين الاعتبار أن يتعرف الطالب المعاق بصريا على بيئة الصف وهوخال من الطلاب حتى يتبصر طريقه بحرية، وإخباره بالتغييرات التي تطرأ على محتويات الصف ومن الأفضل جلوس الطالب في أول مقعد في الصف حتى يسهل عليه حركة الدخول والخروج وعند تقديم أي شئ للطالب الكفيف ( كتاب مثلا ) لا تقل له خذ، فهو لا يرى اتجاه يديك وموقعك، فإنك إما تصدر صوتًا بالشيء الذي تريد تقديمه له فيسمع الصوت ويعرف الموقع والاتجاه ويسهل عليه أخذه، وإما أن تقربه إلى يده حتى يلمسه ويشعر به فيستطيع أخذه وهذا أفضل.
ويشير بحث الأستاذ سمير إلى ضرورة توفير الجو النفسي للطالب وذلك عن طريق الكفيف مثل أي شخص آخر لا يختلف عنه، عبر المعاملة التلقائية وبشكل طبيعي حتى لا تظهر له العطف الزائد والشفقة، فأكثر ما يؤثر في نفسه كلمة "مسكين"، فهذه الكلمة تجعله يشعر وكأنه عاجزا حقا ً.
2 — ومن الافتراض الخاطئ أن الكفيف يحتاج إلى مساعدة مبالغ فيها وحماية زائدة. وهنا مكمن الخطر فالحماية الزائدة تُحِدُّ من قدرة أي إنسان كفيفًا كان أم مبصرًا، كما أن المبصرين يجب ألا ينصب اهتمامهم على الإعاقة نفسها، فينظر إلى الشخص الكفيف من خلال كف البصر الذي لديه، وبالتالي إلغاء كل الخصائص الفردية الأخرى، وعليهم أن ينظروا إلى المكفوفين كأفراد لكل منهم خصائصه وصفاته المميزة وفي بداية العام الدراسي يجب على المعلم إرشاد زملاء الطالب المعاق في الصف، وفي حصة يكون الطالب المعاق بصريا غير موجود فيها بإرشادهم وتعريفهم بزميلهم الكفيف بأنه فرد منهم وان الكثير من الطلاب المعاقين بصريا بلغوا أعلى المناصب وتوعيتهم بكيفية التعامل مع زميلهم الجديد وعند التحدث مع الكفيف عليك أن تستدير وتنظر باتجاهه وإن كان لا يراك فهويشعر ويعرف إن كنت تتحدث إليه وأنت تنظر باتجاهه من خلال اتجاه صوتك واستخدام اسم الطالب عند الحديث معه أوعند رفع الطالب المعاق بصريا يده للإجابة حتى يتأكد من أن كلام المعلم موجه نحوه وليس نحوشخص آخر بجانب إمكانية إعطاء المعاق بعض المهام القيادية داخل الصف ومساواته بزملائه في الثواب والعقاب وعدم تعزيز الطالب الكفيف بشكل مبالغ فيه عند الإجابة وفي حال قيام الطالب الكفيف بأداء عمل معتمدًا على نفسه، فلا تشعره باستغرابك لما فعل وكأنه أتى بمعجزة مثلا ً كقولك له: هل فعلت ذلك وحدك دون مساعدة؟ فإنك تعامله وقتها وكأنه طفل أو عاجز وفي الامتحانات عامله كما تعامل أي طالب وأن لا تمنحه درجات أكثر مما يستحق حتى لا يشعر بالعطف.
المشاركة الفعالة للطالب المعاق بصريا تستند إلى محاور عدة من أهمها عند دخول المعلم أي صف يوجد به طالب معاق بصريا يجب عليه إشعار الطالب بوجوده عن طريق إصدار بعض الأصوات، ولا يعتمد على أنه يعلم بوجوده، فهولا يراه وقت دخوله كما يجب توزيع الطلاب المعاقين بصريا على مجموعات وعدم جعلهم في مجموعة واحدة، إن كان هناك أكثر من طالب في الصف، مع ملاحظة جعلهم في المجموعات الأمامية حتى تسهّل عليهم عملية الحركة أثناء دخولهم وخروجهم من الصف وعند الكتابة علي اللوح علي المعلم أن يقرأ كل ما يكتبه حتى يستطيع الطالب المعاق متابعته وأن يستخدم دائما توضيحات لفظية ويبعد عن التوضيحات عبر الإشارة اليدوية مع ضرورة استخدام أسلوب المناقشة والحوار خلال عملية الشرح كما يجب مراعاة استخدام الوسائل التعليمية على حاسة السمع أواللمس وفي أثناء القراءة الجهرية يجب أن يأخذ الطالب المعاق بصريا دوره في القراءة من كتابه الخاص به ثم السماح للطالب الكفيف باستخدام آلة الكتابة المخصصة له مع إعطائه الوقت الكافي للكتابة لأن الكتابة على الآلة غير سريعة بالوقت الكافي.
http://www.al-sharq.com/articles/more.php?id=166796
