الشيخة حصة بنت خليفة : نجاح تجربة قطر في دمج ذوي الاعاقة رغم وجود بعض النواقص
خلال حفل نظمه "الثقافي لذوي الاحتياجات".. الشيخة حصة بنت خليفة : نجاح تجربة قطر في دمج ذوي الاعاقة رغم وجود بعض النواقص
الهاجري: تدشين قسم خاص للفتيات لتنمية مهاراتهن والاستفادة من قدراتهن
اليازي الكواري: نعمل على توعية المجتمع بحقوق ذوي الإعاقة
سمية تيشة
أوضحت سعادة الشيخة حصة بنت خليفة آل ثاني المقرر الخاص بالاعاقة لدى الأمم المتحدة سابقا - بأن تجربة قطر في دمج ذوي الإعاقة قد نجحت في بعض الجوانب إلا ان هناك الكثير من الجوانب تحتاج الى العمل بجدية فى الفترة القادمة، وأشارت إلى أن الدولة قد طبقت استراتيجية على المستوى التعليمي بدمج ذوي الإعاقة بجميع المدارس إلا أن الاستراتيجية لم تنجح بالشكل المطلوب، ومازال ينقصها الكثير لتنجح، معزية السبب إلى عدم تهيئة البيئة الملائمة لدمج ذوي الإعاقة، وإعداد المجتمع أو المعلم أو الطلاب من غير ذوي الاعاقات حول كيفية التعامل مع هذه الفئة..
وشددت سعادتها على ضرورة التقييم المستمر لعملية الدمج للوصول إلى الاهداف المرجوة وتحقيق أكبر قدر من الفائدة لذوي الإعاقة، مؤكدة أن عملية دمج الأشخاص من ذوي الاعاقات داخل المجتمع لا تحدث عادة فى المجتمعات التي لا تستوعب ثقافة حقوق الانسان وتتعامل مع هؤلاء الافراد المعاقين من منطلق الحقوق..
جاء ذلك خلال حفل "الحية بية" الذي نظمه المركز الثقافي الاجتماعي التابع للجمعية القطرية لتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة بالتعاون مع قسم ذوي الاحتياجات الخاصة بجامعة قطر مساء أمس بفندق فريج شرق، بحضور ومشاركة عدد كبير من الشخصيات المعنية بفئة ذوي الإعاقة والمؤسسات الداعمة لفعاليات المركز..
حقوق "ذوي الإعاقة"
وقد أشادت الشيخة حصة بنت خليفة في كلمة ألقتها بهذه المناسبة، بجهود القائمين على نشر ثقافة ذوي الإعاقة ودعم قضاياهم المختلفة قائلة" لقد انبهرت خلال زيارتي لقيم ذوي الاحتياجات الخاصة بجامعة قطر ومايقدمه من برامج هادفة وفعالة وبما حققه من تقدم فى العمل وانجازات خلال الفترة الماضية، حيث إن وجود هذا العدد الكبير من الطلبة والطالبات المتطوعين بالعمل اضافة الى الطلاب من ذوى الاحتياجات بالقسم يعد انجازاً كبيراً"، معتبرة القسم نموذجاً للعمل والانجاز، خاصة وانه يعترف اعترافاً كاملاً بجميع حقوق الانسان وبكل الفئات المهمشة التي تندرج تحت هذا المسمى والتي ظل المجتمع لا يعترف بها ويرفضها المجتمع للأسف الشديد لسنوات كثيرة، وفي ظل رفض جميع عناصره للاختلاف والتنوع وعدم تقبل الآخر بكل ماتعنيه تلك الكلمة وما تمثله من عناصر ومقومات..
وأضافت سعادتها قائلة" ان تضم جامعة قطر وحدة قائمة على الدعم والمساندة وايصال المعرفة والتعليم، وحدة تعنى باشباع الاحتياجات وتحقيق الاهداف وتطبق معظم الحقوق وأهمها وهوالتعليم هذا هو معنى النجاح والانجاز الذى نفخر به جميعاً كقطريين، خاصة ان ما يعظم هذا الانجاز هو بدء العمل بالقسم وبشكل استثنائي بواسطة الاشخاص ذوي الاعاقة، بالاضافة الى انه يتعامل مع متطلبات كافة الاعاقات من خلال تصنيفها ونوعيتها، حيث إن الدمج هوالوسيلة التى خلالها تصبح كل تلك الحقوق والمواد النظرية الموجودة في المواد العملية والموجودة فى وثائق الامم والعالمية واقع ممارس وطموحات، لذلك امكانية اشباعه وتحقيقه لايمكن من غير وجود هذا الدمج، مشيرة إلى أنها اطلعت على الكثير من الانشطة والفعاليات دخل قسم ذوى الاحتياجات الخاصة بجامعة قطر التى تسعى الى الدمج ومن أجله، موضحة ان عملية دمج الاشخاص من ذوي الاعاقات داخل المجتمع لا تحدث عادة فى المجتمعات التي لا تستوعب ثقافة حقوق الانسان وتتعامل مع هؤلاء الافراد المعاقين من منطلق الحقوق.
نجاح الدمج
وبينت سعادة الشيخة حصة بنت خليفة أن نجاح الدمج يعتمد على بعض الأمور كالتهيئة والاستعداد على كافة المستويات والاصعدة، مؤكدة ان قسم الاحتياجات الخاصة بالجامعة عمل بشكل جاد فى الفترة الماضية، ومتمنية ان يكون نموذجا يحتذى به ليس في جامعة قطر فقط بل داخل جميع المؤسسات والمنظمات بالمجتمع القطري، خاصة وانه يعبر عن أهم مفهوم ممكن ان يسعى إليه الاشخاص من ذوى الاعاقة، مشددة على أهمية وضرورة ان يستفيد الجميع بما يقدمه هذا القسم وبما وصل اليه من نجاح كبير فى الفترة الماضية، مؤكدة أهمية نقل التجربة ليس داخل المجتمع القطري فقط بل الى جميع المجتمعات والمنظمات الأخرى.
وفي نهاية كلمتها قدمت سعادتها الشكر الجزيل للمركز الثقافي الاجتماعي على دعمه اللامحدود لفئة ذوي الإعاقة من خلال المشاركة في توعية المجتمع بحقوق ذوي الإعاقة والعمل على تنمية العلاقات والتعاون بين المركز وباقي مؤسسات الدولة وإتاحة الفرصة لهذه الفئة في ممارسة أنشطة متنوعة تساعدهم كثيرا على الدمج مع أقرانهم.
التوعية بالمعاقين
السيد جاسم الهاجري - مدير المركز الثقافي الاجتماعي- أكد أن هذا الحفل جاء لتكريم كل من ساهم ودعم فعاليات المركز على مدار العام، وأوضح أن المركز الثقافي الاجتماعي يعتبر أحد فروع الجمعية القطرية لتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة ويهتم بشئون وقضايا ذوي الاحتياجات الخاصة في النواحي التأهيلية والاجتماعية والثقافية والترفيهية، وذلك من خلال العمل على دمج هذه الفئة بالمجتمع والتوعية بحقوقهم ومشاركتهم في كافة الفعاليات والأنشطة، مشيرا إلى أن المركز مازال يطمح إلى الكثير ويسعى جاهدا إلى تعزيز قدرات وامكانيات هذه الفئة بالمجتمع..
ولفت الهاجري إلى أن التوعية سبيل إلى نشر ثقافة ذوي الاحتياجات الخاصة، ولايمكن لأي مؤسسة أن تنجح إلا بجهود أفرادها ومساندتهم لكل ماهو مفيد ويخدم المجتمع، منوها بأن المركز دشن مؤخراً قسما خاصا للفتيات من هذه الفئة لتنمية مهاراتهن والاستفادة من قدراتهن في مختلف المجالات الحياتية.
برامج وأنشطة مختلفة
من جانبها استعرضت السيدة اليازي الكواري - مشرفة الأنشطة والعلاقات العامة بالمركز الثقافي الاجتماعي- خلال الحفل انجازات المركز على مدار عام 2009 قائلة" يعتبر المركز الثقافي الاجتماعي أحد فروع الجمعية القطرية لتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث يهدف إلى المشاركة في توعية المجتمع بحقوق ذوي الاحتياجات الخاصة، ودمجهم أسوة بأقرانهم، فضلاً عن انه يعمل على تنمية العلاقات والتعاون بين المركز وباقي مؤسسات الدولة، وإتاحة الفرصة لذوي الاحتياجات في ممارسة أنشطة متنوعة، وتقديم الدعم النفسي لهم، بالإضافة إلى العمل على إقامة فعاليات خيرية يعود ريعها لصالح ذوي الاحتياجات الخاصة، ولدى المركز أنشطة داخلية وخارجية، ومن أهم أنشطة المركز الداخلية "النجارة" وهو ينقسم إلى قسمين الصيانة والصبغ والمشغولات الخشبية، بالإضافة إلى نشاط "التجليد"ويشتمل على تجليد الكتب، وخياطتها وعمل أطقم المكاتب الجلدية بالإضافة إلى كيفية عمل العلب وبعض التدريبات من خلال استخدام خامة الكرتون المقوى والشمع، فضلا عن نشاط "الخزف والجبس" والذي يشتمل على صنع تشكيلات طينية وجبسية وبعض الزخارف بهذه الخامات "، موضحة أن الزراعة تعد من أبرز أنشطة المركز والتي تشتمل على تدريب المنتسبين على زراعة البذور والعقل وتنظيف وري النباتات الداخلية والخارجية..
وتطرقت الكواري إلى أنشطة المركز الخارجية، وأشارت إلى أن الأنشطة الخارجية تتنوع بين تنظيم رحلات وزيارات تثقيفية وترفيهية واجتماعية، كما تشتمل الأنشطة الخارجية على المشاركة في جميع المناسبات الوطنية والاجتماعية ويتجه المركز باتجاه عمل بعض المعسكرات التدريبية ومعسكرات العمل الداخلي، لما وجد لها من قبول لدى المنتسبين، ولما لها من أثر طيب على نفوسهم.
هذا وقد شهد الحفل العديد من الفقرات المتنوعة التي أشرف عليها الطلبة من ذوي الاعاقة، حيث استعرض الطالب سيف النعيمي قصة لويس برايل في إطار مسرحي، بينما ألقت الطالبة مريم الكواري قصيدة للشاعرة صدى الحرمان، وتم بعد ذلك عرض فيديو تحت عنوان" إني هنا"، كما قدمت طالبات مدرسة التمكن لذوي الاحتياجات الخاصة البالغ عددهن (10) فقرة "الحية بية".. وختاما تم توزيع شهادات الشكر على الداعمين والمتطوعين للمركز الثقافي الاجتماعي.
http://www.al-sharq.com/articles/more.php?id=170568