المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بليز



صديقة الدموع
24-09-2009, 06:07 PM
بليز حد يساعدني بدي بحث عن صلاح الدين الأيوبي لمساق العربي وبدي يكون كل شي فيو
بتمنى اللي بيقدر يساعدني يساعد وميرسي كتير

شجون الشحي
19-10-2009, 01:23 PM
تفضـــلي








صلاح الدين الأيوبي


المقدمة



الحمد لله الذي بلطفه تصلح الأعمال ، وبكرمه وجوده تدرك الآمال ، وعلى وفق مشيئته تتصرف الأفعال ، وبإرادته تتغير الأحوال ، عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال ، والصلاة والسلام على خير الأنام ، وبدر التمام ، سيدنا محمد ذي الشرف الباذخ ، والفضل الشامخ ، والعلم الراسخ ، وعلى آله وصحبه وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين ، أما بعد :

ففي مطلع القرن الخامس الهجري قامت حملات موجهة ضد الإسلام وأهله ، غرضها الفتك بالمسلمين وإبادتهم ، ونهب خيراتهم ، وقد لاقى المسلمون من جراء هذه الحملات عنتاً شديداً ، حيث قتلوا النساء والأطفال والرجال ، وجعلوا القدس نهراً يجري بالدماء .
فانبرى لهؤلاء أبطالٌ أفذاذٌ ، أعادوا للأمة مجدها وسؤددها ونصرها ، ومن هؤلاء القائد العظيم السلطان ( صلاح الدين الأيوبي ) الذي ردّ على المسلمين – بفضل الله تعالى – مجد الإسلام وعزّه ، فكان لا ينتهي وقعة إلا أتبعها بالثانية ، حتى ظفر بالشام ومصر .
وقد أثَّر هذا الحدث في الشعراء المعاصرين له ، وأسال قرائحهم ، فبدأ الشعراء يشيدون بفتوحات هذا القائد ، وبعد وفاته أحسَّ الشعراء كأنَّ طعنةً أصابت فؤادهم ، فرثوه وبكوا عليه .
وقد دفعني إلى كتابة هذا المقال أمور عدة :
أولها : دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله لإثراء المحتوى العربي على ( Knol ) ، وتشجيعه على ذلك .
ثانياً : دعوة مدير جامعة الملك سعود معالي الأستاذ الدكتور عبد الله العثمان حفظه الله لنا لإثراء المحتوى العربي ، وتشجيعه على ذلك .
ثالثاً : الإيمان بقضيتنا الإسلامية القوميّة في نشر ثقافة العرب والعربية في الشبكة العالمية ، وما في ذلك من تعريف العالم الآخر بجهود المسلمين العرب ، وبشبابهم .
رابعاً : الإعجاب بشخصيّة هذا المصلح ( صلاح الدين الأيوبي ) الذي نصر الله به الإسلام ، وهزم به الصليبيين ، فكتبت عن الشعر الذي قيل فيه ، لكونه سلسلة تاريخيّة شعريّة لحياة قائد ، لنحتذي حذوه ونسير على هَدْيه .
اللهَ أسألُ أن يجعل عملي خالصاً لوجهه الكريم ، وأستغفر الله من زلّة القلم ، وقصور التفكير ، وحسبي أنني اجتهدت ، فإن أصبت فلي أجران ، وإن أخطأت فأسأله عز وجل أجر المجتهد المخطئ .


الفصل الأول : شذرات من حياة صلاح الدين الأيوبي

اسمه ونسبه :

هو يوسف بن أيوب بن شاذي الأيوبي [1] (http://www.study4uae.com/k/-/-/3u0auiwt86o6s/1#references) ، أبو المظفر ، الملقب بـ ( الملك الناصر صلاح الدين ) [2] (http://www.study4uae.com/k/-/-/3u0auiwt86o6s/1#references).
ولد بتكريت في العراق ، سنة 532 هـ [3] (http://www.study4uae.com/k/-/-/3u0auiwt86o6s/1#references) ، وهو من أصل كرديّ ، فقد كان أبوه من قرية ( دُوِيْن ) في شرقي أذربيجان ، وهو من الأكراد الروادية [4] (http://www.study4uae.com/k/-/-/3u0auiwt86o6s/1#references) .
أسرته ونشأته :

نشأ صلاح الدين في دمشق وتأدّب وتفقه فيها ، وروى الحديث بها وبمصر بالإسكندرية ، وحدّث في القدس [5] (http://www.study4uae.com/k/-/-/3u0auiwt86o6s/1#references) ، واطلع على أنساب العرب [6] (http://www.study4uae.com/k/-/-/3u0auiwt86o6s/1#references) ، وحفظ ديوان الحماسة [7] (http://www.study4uae.com/k/-/-/3u0auiwt86o6s/1#references) .
وقد كان لصلاح الدين سبعة عشر ابناً ، وهم : الأفضل علي ، والظافر خِضْر ، وقطب الدين موسى ، والعزيز عثمان ، والأعز يعقوب ، والظاهر غازي ، والزاهد داود ، والمعز إسحاق ، والمؤيد مسعود ، والأشرف محمد ، والمحسن أحمد ، والغالب ملشكاة ، وأبو بكر النصر ، والجواد أيوب ، والأشرف توران شاة ، وعماد الدين شادي ، ونصرة الدين مروان . وكان له بنت واحدةٌ اسمها : مؤنسة خاتون [8] (http://www.study4uae.com/k/-/-/3u0auiwt86o6s/1#references) .
عقيدته :

كان صلاح الدين الأيوبي من أهل السنة والجماعة ، يقول ابن تَغْري بَرْدي في نجومه نقلاً عن القاضي ابن شداد في السيرة : « كان [ أي : صلاح الدين ] حسن العقيدة ، كثير الذكر لله تعالى ، وإذا جاء وقت الصلاة وهو راكب نزل فصلَّى ... وكان قد قرأ عقيدة القطب النيسابوري ، وعلمها أولاده الصغار لترسخ في أذهانهم ... وكان يحبّ سماع القرآن » [9] (http://www.study4uae.com/k/-/-/3u0auiwt86o6s/1#references) .
ويقول ابن خَلِّكان في وفياته نقلاً عن ابن شداد أيضاً : « ومن حين استتبّ له الأمر ما زال يشنّ الغارات على الفرنج إلى الكرك والشوبك ... وهذا كله وهو وزير متابع القوم ، لكنه يقول بمذهب أهل السنّة » [10] (http://www.study4uae.com/k/-/-/3u0auiwt86o6s/1#references).
صفاته :

ملك صلاح الدين من آخر حدود النوبة جنوباً ، وبرقة غرباً ، إلى بلاد الأرمن شمالاً ، وبلاد الجزيرة والموصل شرقاً ، وكان مع هذه المملكة المتسعة والسلطنة العظيمة ، كثير التواضع واللطف ، قريباً إلى الناس ، رحيم القلب ، رقيق النفس [11] (http://www.study4uae.com/k/-/-/3u0auiwt86o6s/1#references) .

بمصر ولقبه بـ ( الملك الناصر ) ، بعد قتل الوزير السابق ( شاور ) ، فمَلَكَ قلوب الرجال ، وغشي الناس من سحائب الإفضال والإنعام ، وهو لا يخيّب قاصداً ولا يعدم وافداً .
ولما علم الإفرنج بأمر صلاح الدين واستقامة الأمر بالديار المصرية له ، علموا أنه سيملك ديارهم ، ويقلع آثارهم ؛ لما حُدث عنه من القوة والملك ، فاجتمع الفرس والروم وقصدوا الديار المصريّة إلى دمياط سنة 565 هـ ، فشن عليهم الغارات وقاتلهم قتالاً شديداً حتى تمَّ له النصر وأرحلهم بخفي حنين .
وعندما مرض العاضد مرض موته قطع صلاح الدين خطبته له وخطب للعباسيين ، وانتهى بذلك أمر الفاطميين ، وتمّ الحكم في مصر لصلاح الدين ، وذلك سنة 567 هـ ، ومات نور الدين فاضطربت البلاد الشاميّة والجزيرة ، فدعي صلاح الدين لضبطها ، فأقبل على دمشق سنة 570هـ بجيش كثيف ، فاستقبلته بحفاوة ثم توجّه إلى حمص وحماة وبعلبك وحلب واستولى عليهم ، وحدث عدّة وقعات هناك ، حتى تم له حكم الشام ، ثم بدأ يصلح مصر والشام إصلاحاً حضاريًّا ، فبدأ بعمارة قلعة مصر وأنشأ المدارس والآثار فيها .
ثم ما لبث أن حدثت معركة حطّين سنة 583هـ ، فالتحم القتال واشتدّ الأمر ، وضاق الخناق بالعدد وهم سائرون كأنهم يساقون إلى الموت وهم ينظرون ، وقد أيقنوا بالويل والثبور ، وأحست نفوسهم أنهم من زوار القبور ، وأحاط المسلمون بالكافرين من جميعِ الجوانبِ ، وهزموهم شرَّ هزيمة ، فشكر صلاح الدين اللهَ - عز وجلّ - بالنصر الذي أتمّه على يديه .
وبعد هذا النصر المؤزَّر بدأ يفتح المدن التي على ساحل البحر الأبيض ( جبْلة ، اللاذقيّة ، بيروت ، صيدا ، عكَّا ، يافا ، عسقلان ) ما عدا ( صيدا ) التي ظلت وكراً للصليبيين زمناً طويلاً .
ثم توجّه إلى القدس معتمداً على الباري ومفوِّضاً أمره إليه سنة 583هـ ، فسلموها له أعداء الله بعدما شعروا بالهزيمة ، فَدَخَلها المسلمون بالتهليل والتكبير .
ومن حُسن أخلاق صلاح الدين عند فتحه للقدس أنه عامل الأسرى معاملة نبيلة ، وذلك بأن سمح لهم أن يفدوا أنفسهم بفدية رمزيّة فقط مقابل أن يعفو عنهم ، بعكس ما فعل الصليبيون عندما احتلوّها ، حيث عاثوا في الأرض الفساد أسبوعاً كاملاً ، فهذه أخلاقنا وهذه أخلاقهم ، وهنا تظهر عظمة الإسلام .
وهكذا كانت هذه الحملات تكيد للإسلام وأهله ، وبفضل الله قُيِّض لها من يدحضها ويردّها خائبة على أعقابها ، وينصرها نصراً مؤزراً [12] (http://www.study4uae.com/k/-/-/3u0auiwt86o6s/1#references) .
طعون واتهامات والردّ عليها :

لو سلم أحدٌ من النقدِ لسلم رسول الله صلى الله عليه وسلم منه ، لذا فإن العظماء دائماً محط اللغط وكثرة الكلام .
ومما قيل في صلاح الدين : إن كان شارباً للخمر قبل توليه الحكم ، ثم عندما تولّى الوزارة تاب عنه ، وتقمَّص بقميص الجدّ والاجتهاد ، وما زال على قدم الخير وفعل ما يقربه إلى الله تعالى إلى أن مات .
أقول : إن صحّ ذلك فهو لا يقلِّل من قيمته ، ولا يخدش من مروءته ، فالتائب حبيب الرحمن ، والتائب من الذنب كمن لاذنب له ، والإسلام يَجُبُّ ما قله ، والعصمة للأنبياء .
وقال حسن الأمين في مقال نشره في مجلة العربي مضمونه : « إنّ صلاح الدين لم يقدم على غزو الفرنج إلا بعد موت نور الدين ؛ توسيعاً لملكه الشخصيّ الذاتي ، ففتحه القدس لا يعدو ذلك ، وليس فتحاً دينيًّا مقدساً ، وإن الخليفة الناصر أحمد العباسي أراد أن يرسل جيشاً يساعد فيه صلاح الدين في حروبه ضد الفرنج فرفض صلاح الدين ، وخوفاً من أن يصرّ الخليفة العباسي على ذلك تصالح من الفرنج للتفرغ لقتال جيش الخلافة بالتعاون بينه وبين الصليبيين ، فاستغلّ الصليبيون الموقف وطالبوه بإعادة ما أخذه من مدن فلسطينية ، فاستجاب صلاح الدين لطلبهم وأعاد إليهم جميع المدن ما عدا القدس لكي تستتر فضيحته .
كما أنه قسم البلاد لورثته وكأنها ملكاً شخصيًّا له » [13] (http://www.study4uae.com/k/-/-/3u0auiwt86o6s/1#references) .
أقول : إن قوله : « إنّ صلاح الدين لم يقدم على غزو الفرنج إلا لمصلحة شخصيّة وذاتيّة ، وأنه قسم البلاد لورثته وكأنها ملكاً شخصيًّا له » ليس عليه حجة أو دليل ، والأدلة تشهد بخلاف ذلك ، يقول ابن خلِّكان « أنه [ أي : صلاح الدين ] مات ولم يخلف في خزانته من الذهب والفضة إلا سبعة وأربعين درهماً ناصرياً ، وجرْماً واحداً ذهباً صوريًّا ، ولم يخلف ملكاً ، لا داراً ولا عقاراً ولا بستاناً ولا قريةً ولا مزرعةً » [14] (http://www.study4uae.com/k/-/-/3u0auiwt86o6s/1#references).
فهل من يموت وليس عنده إلا نزر قليل من المال يحارب الفرنج من أجل مصالح ذاتيّة أو دنيويّة ؟!
ويقول ابن تَغْري برْدي نقلاً عن العماد الكاتب : « لم يكن له [ أي : صلاح الدين ] فرس يُركب إلا موهوب ، ولا جاءه قود إلا موهوب ، وما كان يلبس إلا ما يحلّ لبسه » [15] (http://www.study4uae.com/k/-/-/3u0auiwt86o6s/1#references) .
أهذا شيمة من يحارب الفرنج من أجل مصالح شخصية أو دنيوية ؟!
وأما قوله : إن الخليفة العباسي أراد أن يرسل له جيشاً فرفض صلاح الدين ، وتصالح مع الصليبين خوفاً منه وسلمهم بعض المدن لذلك .
فأقول : من أين للخليفة العباسيّ هذا الجيش الكبير ؟! ونحن نعلم أن الدولة العباسية قد انهارت ولم تعد تستطع أن تستجمع قواها من جديد حتى أصبحت ألعوبة في أيدي الترك ، وقد كان بإمكان صلاح الدين أن يقطع الخطبة للخليفة العباسيّ ، ومع ذلك لم يقطعها مطلقاً ، علماً بأنه لم تكن له حاجة بهم .
أما مصالحته الصليبيين فلم يكن خوفاً من الخليفة العباسي ، وإنما هو كما يقول ابن تَغْري بَرْدي : « وقد علم الله تعالى أن الصلح لم يكن عن مرضاة السلطان ، لكنه رأى المصلحة في الصلح لسآمة العسكر من القتال ومظاهرتهم للمخالفة . وكان مَصْلَحَةً في علم الله تعالى ، فإنه اتفقت وفاته بعد الصلح ، فلو اتفق ذلك في أثناء وقعاته كان الإسلام على خطر » [16] (http://www.study4uae.com/k/-/-/3u0auiwt86o6s/1#references) .
وفاته :

توفي صلاح الدين بقلعة دمشق بحُمَّى صفراويّة في السابع والعشرين من صفر ، من سنة 589هـ .
وقد ولي السلطنة عشرين سنة ، وبموتها ارتفعت الأصوات في البلد بالبكاء ، وعظم الضجيج ، وكان يوم موته يوماً عجيباً ، فرحمه الله رحمةً واسعةً [17] (http://www.study4uae.com/k/-/-/3u0auiwt86o6s/1#references) .


الفصل الثاني : عصر صلاح الدين الأيوبي

1 – الحالة السياسية :

خرج صلاح الدين إلى أفق العالم الإسلامي والعربي في القرن السادس ، وكان هذا القرن قرن الحوادث العظام التي غيّرت من ملامح الدولة الإسلامية ؛ فهو مقترن بالحروب الصليبية ، وغارات التتار ، وزاول الدولة الفاطميّة ، واضمحلال دولة المسلمين بالأندلس ، وقيام دولة الأيوبيين في مصر والشام .
ولهذا نستطيع أن نقول إن هذا القرن كان عصر الجزر الإسلاميّ العربيّ ، والمد الصليبي في منطقة الشرق الأوسط في مصر والشام والعراق ، ويرجع هذا الجزر إلى عدة عوامل كلها تمثل الضعف والتفكك والخلاف في الصف الإسلامي [18] (http://www.study4uae.com/k/-/-/3u0auiwt86o6s/1#references) .
وقد تحدثت آنفاً عن الحروب الصليبية في عهد صلاح الدين والقضاء على الدولة الفاطمية ، ولذا أكتفي بما ذكرت .
2 – الحالة الاجتماعية :

خضع الناس في هذا العصر لنظام اجتماعي لم يسبق لهم مشاهدته في العالم الإسلامي ، وهو نظام الإقطاع ، أي : أن يُقطع كلَّ أميرٍ أو قائدِ جندٍ السلطانُ إقطاعاً ، بحيث يتكلفون بكل ما يتصل بهذا الإقطاع من النواحي الإداريّة والماليّة والعسكرية ، على أن يخضع للسلطان مباشرة ، ويقوم بأداء ما عليه من المال ، ويكون الأمير أو القائد وجنده تحت إمرة السلطان كلما دعا الداعي إليهم .
ولهذا النظام مساوئ ومحامد ، فمن أهم محامده : تأديته لقيام عسكري قوي دقيق ، تخرج فيه فرسان ومقاتلون أشداء ، أمكنهم أن يصمدوا أمام فرسان أوروبا طوال فترة الحروب الصليبية .
ومن مساوئه ، ما يأتي :
1 - أنه أدى إلى تقسيم الناس إلى طبقتين ، الأولى : طبقة الأمراء وأصحاب الإقطاع التي تملك كل شيء . والثانية : طبقة الشعب الفقير التي لا تملك شيئاً ، وتعيش كأجراء كادحين عند الطبقة الأولى .
2 - كما أن فيه تصرفاً لصاحب الإقطاع بما في الإقطاع من بشر وحيوان وأرض ونبات ، كما يشاء دون رقيب ولا راد .
3 – وفيه تَعَرَّض الشعب إلى هزّات اقتصادية عنيفة في صور مجاعات متتالية .
وقد كان لهذه الهزات أثر على الشعراء والأدباء فقد كان الأدب وسيلة من وسائل التملق والاستجداء للسلطان ، حتى إن بعض الشعراء كانوا يطلبون العطاء من السطان مباشرة بعد مدحه .
ومن ذلك قول عماد الأصبهاني مخاطباً صلاح الدين :


ارفع حظوظي من حضيض نقصها وعد عن همــازها لمازهــا

والشعر لا بد له من بـاعـث كحاجة الخيـل إلى مهمازهــا
كذلك اتّخذ صلاح الدين والتقوى وسيلة من وسائل الرزق ، حتى إنه ظهرت جماعات لم يكن لها عمل في الحياة إلا أنهم متدينون ، وكان الأمير أو السلطان يتقرب للناس بتقريب هؤلاء الناس ، فظهرت التكايا والزوايا الصوفية بشكل واسع .
وقد كان لهؤلاء أثر كبير في الشعر ؛ بأن أشاعوا في الناس والشعراء روح التوكل والاعتماد على الله عز وجل والزهد والحب الإلهي ، حتى ظهر شعراء أوقفوا شعرهم على الحب الإلهي ، كابن عربي وابن الفارض وغيره[19] (http://www.study4uae.com/k/-/-/3u0auiwt86o6s/1#references) .
وكان المجتمع في ذلك الوقت يضم خليطاً من عناصر وجنسيات متعددة ومتباينة في طبائعها وأخلاقها من العرب الترك والفرس والروم والأرمن ، ولكلٍّ من هؤلاء تراثها الفكري والاجتماعي والديني ، ولا شكّ أن اختلاط هذه العناصر أنبت أشياء كثيرة جديدة في نظم المجتمع وعاداته وتقاليده وأدبه وأفكاره ودينه [20] (http://www.study4uae.com/k/-/-/3u0auiwt86o6s/1#references).
وقد كان السلاطين يقتنون المماليك الأتراك بشكل كبير ؛ لقوتهم وكفاءتهم الحربية ، وقد كان هؤلاء الأتراك شرسين غليظين ، اشتهروا بكثير من المآسي المؤلمة ، كالسلب والنهب والتخريب وهتك الأعراض .
ومع ذا فقد ظهر كثير من علماء الفرس أجلة كالجويني والزمخشري والرازي والحافظ السلفي .
وعلى الرغم مما ساد هذا العصر من العيوب والمفاسد فإنه قد ظهرت فيه حركة عمارة وبناء بارزة على أيدي بعض الشخصيات كصلاح الدين ونظام الملك ، وغيرهما ، فبنوا كثيراً من المساجد والمدارس والجامعات ، واهتمّ بعضهم بالزراعة وحفر القنوات وإقامة القناطر وإصلاح المدن وتشييدها .
ومع كثرة هذه الحروب التي قامت في هذا العصر التي أثقلت كاهل الناس ووعكتهم وعكات مادية ، إلا أن بني أيوب لم يحرموا أنفسهم ولا أمراءهم من النعيم ؛ حيث حقق كثير منهم ثروة عظيمة ، فمثلاً : كان الملك الصالح نجم الدين يمتلك أكثر من ألف مملوك ، الذين أدوا فيما بعد إلى اضطراب الأمن وكثرة الشغب والاعتداء على الناس [21] (http://www.study4uae.com/k/-/-/3u0auiwt86o6s/1#references) .
3 – الحالة الاقتصادية :

نشطت حركة التجارة بصفة عامة في هذا العصر على الرغم مما كان يسود العصر من اضطراب نتيجة الحروب الكثيرة ، فكانت تنقل البضائع من الشرق والغرب ومن الشمال إلى الجنوب ، وقد كان لهذه التجارة أثر كبير في تقوية ميزانية الدولة وتقوية ثرواتها وتنمية مشروعاتها .
وقد كان أهم ما عمل به الناس في مصر والشام هو التجارة ، فمصر والشام تقعان في وسط العالم الإسلامي ، وقد يسر لها هذا الموقع نمو التجارة بها ، فقد كانت تتلاقى بها تجارة الصين والهند مع تجارة البلاد الأوروبية .
وقد كانت التجارة محكومة مقيدة ؛ فقد كان بعض الحكام يحتكرون لأنفسهم أصنافاً خاصّة ، كما فعل الوزير الصالح بن رزيك ؛ حيث احتكر لنفسه الغلات ، وكانت هذه سيرة مذمومة .
كما ازدهرت الحالة الاقتصادية بشكل عام في عصر صلاح الدين وخلفائه ، وذلك لأنه حَدَّ من نظام الإقطاع [22] (http://www.study4uae.com/k/-/-/3u0auiwt86o6s/1#references).
وقد اهتمّ الأيوبيون بالزراعة كثيراً ، ووسعوا مجال التجارة وكتابة العقود الخارجية مع التجار ، وعلى الرغم من ذلك فقد كانت تحدث هزات اقتصادية عنيفة أدت إلى مجاعات كثيرة ، وأدت إلى انتشار الكساد والأوبئة ، ورجع هذا إلى عدة أسباب ، منها : انخفاض النيل في مصر وعدم سيطرة الحكومة على تصريفه ، وانصراف الفلاح عن فلاحة أرضه لأنه يرى أن ثمرة كدّه تذهب لغيره ، وقيام بعض الحكام الظالمين بأعمال تعسّفيّة ، كمصادرة الأموال بالجملة والاستيلاء على الأمتعة والأملاك ظلماً وعدواناً .
ومن هذه المجاعات التي حدثت ، ما قاله ابن الأثير : « وفي سنة 574 هـ اشتدّ الغلاء ، وعمّ أكثر بلاد العراق ومصر وديار بكر وديار الجزيرة والشام وغير ذلك من البلاد ، ودامت إلى أن انقضت السنة » [23] (http://www.study4uae.com/k/-/-/3u0auiwt86o6s/1#references).
ومن أشد المجاعات فتكاً في مصر في عهد العادل بن أيوب ، فقد استمرّت المجاعة من سنة 596 هـ إلى سنة 599 هـ [24] (http://www.study4uae.com/k/-/-/3u0auiwt86o6s/1#references) .
ومن الأسباب التي أدت إلى الهزّات الاقتصادية أيضاً : كثرة الحروب واتصالها ، مما تَطَلَّب كثيراً من الأموال والقوت ، وكانت النتيجة زيادة الضرائب وإرهاق الناس فلا حين وتجاراً [25] (http://www.study4uae.com/k/-/-/3u0auiwt86o6s/1#references).
ومما يؤكد أن السلطان صلاح الدين عندما عرضت عليه الهدنة مع الإنجليز استشار قوّاده فأجمعوا على قبولها ، وقالوا معللين ذلك : « فانظر إلى أحوال البلاد فإنها خربت وتشعثت ، والرعايا فإنها تعكست وتعلثت ، والأجناد فإنها نَصبت ووَصبت ... إلخ » [26] (http://www.study4uae.com/k/-/-/3u0auiwt86o6s/1#references) .
ولا شكّ في أن هذه الهزّات كان لها أثر كبير في نفوس الناس والشعراء خاصّة ، فكانوا كثيراً ما يذكرون النيل وزيادته ونقصه في شعرهم .

4 – الحالة الدينية :

ظهرت في هذا العصر ديانات كثيرة ، وبعضها لم يكن معروفاً من قبل ، والسبب في ذلك هو كثرة الاختلاط في الشعوب في هذا العصر ، وأهم هذه الأديان : السنة والشيعة من إمامية ونزارية وزيدية وإسماعيليّة حشيشيّة ، والدروز الباطنية ، واليهود ، والنصارى ، والوثنيون ، وكذلك العقائد الهندية من مانوية وزرادشتيّة ، وغيرها .
وقد أخذ الشعور الديني عن المسلمين ينمو ويشتد لحاجة المجتمع إلى نموه ، فالحرب الصليبية كان لابد لها من من مسلمين صادقين يحاربون بها حتى يتم النصر ، قال تعالى : (( إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم )) [27] (http://www.study4uae.com/k/-/-/3u0auiwt86o6s/1#references) .
فبدأ الحكَّام يشجعون الفقهاء والصالحين ويقربوهم لهم ويغدقون عليهم في العطاء ، وبدأ الحكام يَظْهرون بمظاهر دينية ؛ ليتقربوا بذلك إلى الناس ، كالعكوف على الصلاة وقراءة القرآن والحديث وما إلى ذلك ، كذلك بناء الربط للصوفيّة ، وتوفير ما يحتاجون إليه فيها من غذاء وكساء ، وبناء دور الحديث والمدارس [28] (http://www.study4uae.com/k/-/-/3u0auiwt86o6s/1#references) ، وفتح المجالس للقراء والمفسرين .
وقد كان صلاح الدين يهتم كثيراً بإقامة شعائر الدين والمحافظة على المظهر الإسلامي ، وكان يحارب الفجور في أنحاء دولته ، ولا يسمح بالشذوذ في العقيدة ، وقد حارب كثيراً من الملحدين وعاقبهم عقاباً شديداً ، ويبرز ذلك في قضائه على الدولة الفاطميّة الشيعية .
كما أولى عنايته بالحج ، فأمَّن الطرق التي يسلكها الحجاج إلى مكة والمدينة ، وبنى كثيراً من الخوانق والربط والدور للفقراء من الصوفيّة والمتعبدين ، وكانت هذه الدور معدة ومزودة بكل ما يحتاج إليه العلماء .
كما قرب صلاح الدين والأيوبيون الفقهاءَ إليهم ، وأحبوهم كثيراً ، واتخذوهم سنداً لهم في حروبهم الصليبيّة ، الذين كانوا يشحذون همم الجند ويستشيرونهم في الجهاد الذي كان رسالة صلاح الدين في الحياة .
وقد أولى الأيوبيون عنايتهم للعلوم الإسلامية والعربية كالفقه والحديث والسيرة النبوية ، وشجعوا مؤلفي الكتب على ذلك ، فخلفوا تراثاً إسلاميًّا عظيماً في مختلف المجالات .
وقد كان التعدد في المذاهب في هذا العصر عاملاً سلبيًّا خاصة بين السنة والشيعة من إمامية وإسماعيلية ، الذين كانوا يحاولون الضرر بالسنة ووضع الدسائس والفتن ، ومن ذلك : قتلهم نظام الملك ، ومحاولة قتل صلاح الدين ، فندب بعض أهل السنة نفسه لحرب هؤلاء ، وسموا أنفسهم ( النبوية ) .
وقد كان للشعور الديني في هذا العصر أثره كذلك على الأسماء والكنى ، فبدأ الناس يتسمون بزين الدين وصلاح الدين ونور الدين وعلاء الدين ونجم الدين وضياء الدين وعز الدين ... إلخ ، وقلّما نجد سلطاناً في هذا العصر أو قائداً أو عالماً إلا واسمه مسبوق بأحد هذه الألقاب .
وقد ظهرت في هذا العصر الطرق الصوفيّة ، وقد تملّكت مشاعر الناس وعواطفهم ، ودعوا إلى الزهد وترك الدنيا والتوكل على الله ، ودعوا إلى التقشّف والقناعة ، والتفكر في الآخرة ، وقد ظهر لهذه الفرقة علماء كثيرون منهم الشيخ عبد القادر الجيلاني والإمام القشيري والشيخ الأنصاري ، وغيرهم [29] (http://www.study4uae.com/k/-/-/3u0auiwt86o6s/1#references) .
5 – الحياة الأدبية :

لم تشغل الحروب الصليبية الخلفاء والوزراء عن الشعراء والأدباء ، فقربوهم إلى مجالسهم واستمعوا إلى قصائدهم التي ألهبت مشاعرهم وأذكت حماستهم وعواطفهم ، فتمسكوا بالنصر ونعموا بلذة الجهاد ونشوة المدح .
وكان الخلفاء والقواد بعد أن تنتهي المعارك يعقدون ندواتٍ للشعراء لكي يتدارسوه وينقدوه ، حتى إن بعض الملوك كان يجيد قرض الشعر وإنشاده ، ومنهم : الملك الأفضل بن صلاح الدين ، وتاج الملوك أخو صلاح الدين ، والملك الكامل بن الملك العادل ، وأخوه الملك المعظم عيسى ، وغيرهم كثير .
وقد كان الحكام يطربون للأدب ويقربون الأدباء ، وكذلك الشعراء ، ويستوزرون الكتاب .
وقد اشتهر صلاح الدين ونور الدين محمود بميلهما للأدب ، وتقريبهما الشعراء وسماعهما القصائد التي تسجل انتصارهما وتخلد مآثرهما ، وكانوا لايبخلون على الشعراء بالمال والعطاء [30] (http://www.study4uae.com/k/-/-/3u0auiwt86o6s/1#references) .
حتى إن صلاح الدين كان كثيراً ما يستدعي بعض مقربيه ، ويطلب إليه أن يقرأ في ديوان أحد الشعراء ، وكان كثيراً ما يتردد الشعر في مجالسه ، وكان يعجب ببعض الأبيات فيكررها ، ومن ذلك قول ابن المنجم :


وما خضب الناس البياض لقبحه وأقبح منه حين يظهر ناصله

ولكنه مات الشباب فسودت على الرسم من حزن عليه منازله
فكان إذا قال : ( ولكنه مات الشباب ) يمسك بلحيته وينظر إليها ، ويقول : أي والله مات الشباب .
وكان للخلفاء بصر بالشعر الجيّد ، وذوق فنيّ في النقد ، روي أن العماد الأصبهاني عرض على صلاح الدين يوماً يضع أبياتاً في وصف الشمس ، ومنها قوله :


بدت بين أوراق الغصون كأنها كرات نضار في لجين مطرق
فقال صلاح الدين : تشبيه الورق باللجين غير موفق ؛ لأن الورق نفسه أخضر .
فقال العماد : كرات نضار بالزمرد محدق .
فقال صلاح الدين : لا بأس [31] (http://www.study4uae.com/k/-/-/3u0auiwt86o6s/1#references) .
وشاعت بين الأدباء في ندواتهم واجتماعاتهم روح النقد ، فكان كثير من الشعراء ينقدون بعضهم بعضاً [32] (http://www.study4uae.com/k/-/-/3u0auiwt86o6s/1#references).
وقد كان للحروب الصليبية أثر كبير في الأدب ، حيث أذكت فيه حماس الشعراء ، وألهبت مشاعرهم ، وأمدتهم بالمعين الصادق من المعاني والأفكار .
وغلب الشعر الحماسي على شعراء هذا العصر حتى أصبح طابعاً عامًّا غلب على روح الشعر ، فلا يكاد يخلو ديوان شاعر في هذه الفترة إلا وبه قصائد من قصائد البطولات الرائعة في مقاومة الصليبيين ، ولم يكتفوا بذلك ، بل وصفوا النكبات التي مُنِي بها المسلمون ، وبخاصة الجرائم الوحشيّة التي اقترفها الصليبيون في القدس .
وفي الحقيقة .. إن الأدب في هذا العصر أغلبه تلوّن بلون الحياة الحربية وما ينجم عنها من نصرٍ أو هزيمةٍ ، وما تستدعيه من تهييج للخواطر ، وإثارة للمشاعر وتحميس للمحاربين ، وقد كان لهذا أثر واضح في نهضة الشعر والأدب ونمائهما [33] (http://www.study4uae.com/k/-/-/3u0auiwt86o6s/1#references) .

الفصل الثالث : صلاح الدين في عيون شعراء عصره

لقد طرق الشعراء في هذا العصر جميع أغراض الشعر التقليدية من مدح وهجاء وغزل ورثاء ووصف وفخر وزهد ، وقد كان للحملات الصليبية أثر بارز في الاتجاهات الموضوعية للشعر ، حيث برز شعر الجهاد بقوّة ، وواكب تلك الحملات ، وحثّ على القضاء عليها ، والانتصار للإسلام والدفاع عنه .
وقد أدى دوره في تلك المعارك التي خاضها المسلمون ، فوصفها وصفاً دقيقاً ، ومدح قادتها ، وافتخر بأبطالها ، وأشاد بانتصاراتهم وفتوحاتهم ، ورثى من استشهد منهم .
وسوف أتناول الحديث بالتفصيل عن هذه الاتجاهات من خلال شخصيّة صلاح الدين ، وموقف الشعراء منه .
وأبدأ بالحديث عن الاتجاه الأول ، وهو المدح .
المبحث الأول : في المدح :

للأبطال أثر عظيم في عيون محبيهم ، وشخصية عُظمى كشخصيّة صلاح الدين يَحِقُّ لها أن تُمَجَّد وتبجل ، كيف لا ؟! وقد وهب دمه لله دفاعاً عن حياض الإسلام وأهله ، فلم يهدأ له بال ، ولم يسكن له طرف حتى أعزّ الله به الدين الإسلاميّ .
وقد كَثُر مادحو صلاح الدين وهواته ومحبوه كثرة بالغة ، حتى ليكاد يُخّيَّل إلينا من كثرة ما قيل فيه أن الشعراء لم يمدحوا سواه ، ولم يلتفتوا لغيره .
فأطراه الشعراء وبجَّلوه ، ووصفوا قوّته وشجاعته ، وحبه لنصرة هذا الدين ، ووصفوه بالتقوى والصلاح والهيبة والمنعة والسؤدد ، وما فاهوا به يُعّدُّ قطرة من بحر ملئ قوة وعزيمة وصبراً وشجاعة .
يقول عماد الأصبهاني واصفاً قوّته ومَنَعَته وتقواه وصلاحه :

http://www.study4uae.com/k/-/-/3u0auiwt86o6s/t24h37/112.png (http://www.study4uae.com/k/-/-/3u0auiwt86o6s/t24h37/112.png)

يقول الشاعر في هذه الأبيات : إنّ الله يسر لمصر من أعاد عليها مجدها وعزتها ، وهو صلاح الدين ، فعندما ملك البلاد أجرى الله تعالى على يديه بحور الجود والكرم على الشعب ، وليس ذلك فحسب ؛ بل هزم جنود المشركين الذين أدخل الله في قلوبهم الرعب والذعر حينما تولى ، حتى فرق جموعهم وبدد صفوفهم ، فوحّد بذلك جموع المسلمين وجبر كسرهم .

http://www.study4uae.com/k/-/-/3u0auiwt86o6s/t24h37/133.png (http://www.study4uae.com/k/-/-/3u0auiwt86o6s/t24h37/133.png)


يصف الشاعر صلاح الدين بأنه حفظ للأمة عليها نعمها ، وحرس بلادها من العدوّ ، وأن الكرم والجود والقوة هو أدنى ما يوصف به ، وأنه بحر عظمةٍ وجودٍ .

وكذلك أسامة بن منقذ الذي يثني على صلاح الدين بصفاته العظيمة التي اكتسبها بجهاده وتضحيته في سبيل الله ، فقد جاهد لنصرة الإسلام في الوقت الذي تخاذل فيه الملوك الآخرون عن تأدية هذا الواجب الديني .
وأن هدف صلاح الدين من هذا الجهاد نصرة دين الله ، لا رغبة في الملك ، أو في حطام الدنيا الزائل ، فضرب أعداء الله ضرب الغربان ، مكسِّراً ما رفعوا من الصلبان فيقول :

http://www.study4uae.com/k/-/-/3u0auiwt86o6s/t24h37/113.png (http://www.study4uae.com/k/-/-/3u0auiwt86o6s/t24h37/113.png)

وحسان بن نمير الكلبي مدح صلاح الدين بقصيدة شبهه فيها بالبدر والشمس ، وبين مدى حبه لصلاح الدين ، فقال :
http://www.study4uae.com/k/-/-/3u0auiwt86o6s/t24h37/114.png (http://www.study4uae.com/k/-/-/3u0auiwt86o6s/t24h37/114.png)

ويقول ابن سناء الملك في قصيدته التي أرسلها لصلاح الدين عندما مرض في حرَّان :
http://www.study4uae.com/k/-/-/3u0auiwt86o6s/t24h37/115.png (http://www.study4uae.com/k/-/-/3u0auiwt86o6s/t24h37/115.png)
يرى ابن سناء نفسه في هذه الأبيات في حيرة ، فهو لا يعلم بأس شيء يمدح به صلاح الدين ، فإنّ مدحه بآثاره ، فآثاره شهيرة حتى إنها تُروى وتُقرأ وتُدرس ، ثم يصف بيت صلاح الدين بأنه بيت مقدّس ، وبأنه بطل من أبطال الحرب ، حتى إنه إذا أرسل جنداً للأعادي في الصباح جاءه خبر النصر بالليل .
كما كان صلاح الدين في الحرب ضحوكاً فرحاً ، قوي القلب ، هش الوجه ، وهذا كناية عن القوة والشجاعة .
ومدح ابن أسعد الموصلي صلاح الدين بقصيدة غراء مطلعها :

أما وجفونك المرضى الصحاح وسكرة مقلتيك وأنت صاحي
إلى أن قال :

ولاح الصبح يحكي في سناه صلاح الدين يوسف ذا الصلاح
ولما ضاق حد عن مداه لقيناه بآمال فساح
فمن هرم وكعب وابن سعدى رعاء الشاء والنعم المراح
جواد بالبلاد وما حوته إذا جادوا بألبان اللقاح
ليفد حياء وجهك كل وجه إذا سئل الندى جهم وقاح

نرى الشاعر يصف ( صلاح الدين ) بالنور الوضاء ، حتى أن سنا الصبح يماثل وضاءة وجه ( صلاح الدين ) ، وأنه لا يستطيع أحد وصفه وصفاً دقيقاً يحدد معالم شخصيته ، فهو بالكرم يضاهي هرماً بن سنان وكعب وابن سعدى ، فهؤلاء إن جادوا بالشاء وألبان اللقاح والنعم المراح فصلاح الدين يجود بالبلاد بأسرها .
ثم يقول :

وما خضع الفرنج لديك حتى رأوا ما لا يطاق من الكفاح
وما سألوك عقد الصلح ودا ولكن خوف معلمة رداح
ملأت بلادهم سهلا وحزنا أسودا تحت غابات الرماح
يصفه هنا بالشجاعة والقوة وشدة البأس ، فالفرنج لم تخضع لـ ( صلاح الدين ) إلا عندما رأت منه مالا يطاق ، وما صالحوه إلا خوف معركة شديدة ، فقد امتلأت بلادهم كلها باتباع ( صلاح الدين ) الأسود الشجعان .
ويقول ( عمارة اليمني ) واصفاً ( صلاح الدين ) بأصالة الحسب ، ورقي الشرف ، والهمة العالية .
وأنه عندما تولى الوزارة نهض بأعبائها نهضة أقلت العثرات ، وحمت البلاد من الأعداء من الإفرنج :

لك الحسب الباقي على عقب الدهر بل الشرف الراقي إلى قمة النسر
كذا فليكن سعي الملوك إذا سعت بها الهمم العليا إلى شرف الذكر
نهضتم بأعباء الوزارة نهضة أقلتم بها الأقدام من زله العثر
كشفتم عن الإقليم غمته كما كشفتم بأنوار الغنى ظلمة الفقر
حميتم من الإفرنج سرب خلافة جريتم لها مجرى الأمان من الذعر
وأنشد ( البهاء البخاري ) ( صلاح الدين ) في قصر العدل في دمشق قصيدة يمدحه بها ويشكو هجران أحبته له .. فقال :

أحبتنا بالقصر لو قصدتم الهجران ما شمت الحسود ولا اشتفى
أشكو إلى الوادي فيحنو بانه من رقة الشكوى علي تعطفا
وجرى بي الأمل الطموح فأم بي سلطان أرض الله طرا يوسفا
الناهب الأرواح في طلب العلا والواهب الآجال في حسن الوفا
يقول : إن أحبابه هجروه ، وكان يود أن لا يكون ذلك لكي يتوفى من شماتة الحسود واشتفائه به ، وأنه حزين جداً لهذا الأمر ، حتى أن الوادي رق له من شدة شكواه ، عند ذلك أمل خيراً بـ ( صلاح الدين9 فذهب إليه ، فرآه خير حبيب وخير وفي ، فقد جذب روحه جذباً إليه .
ويقول ( ابن أسعد الموصلي ) مادحاً ( صلاح الدين ) :

صب بأسباب المعالي مغرم كلف بأبكار المعاني مولع
ثبت الجنان إذا القلوب تطايرت في الروع يعدل ألف ألف مدرع
جمع الجيوش فشت شمل عداته ، ما فرق الأعداء مثل تجمع
لم يثنه عن نصره خلفاءه عظم العدو ولا بعاد الموضع
بجحافل مثل السيول تدافعت وإذا السيول تدافعت لم تدفع
كم وقفة لك في الوغى محمودة أبداً ، وكم جود حميد الموقع

يصف الشاعر ( صلاح الدين ) بأنه ذو معرفة وذوق في الأدب والشعر . وأنه في الحروب قوي القلب ، رابط الجأش في وقت ترى قلوب الملوك تتطاير هلعاً ورعباً .
فقد جمع الجيوش وأتاهم بجحافل مثل السيول ، فرق بهم شمل أعدائه التي لم يستطيع أحد أن يغرقهم إلا بهذا الجمع الذي يقوده ( صلاح الدين ) فهو لم يهاب قوة الأعداء وعظمهم أو بعد موقعهم .
ويشبه ( هبة الله بن الوزير ) ( صلاح الدين ) بأنه كسيدنا يوسف – عليه السلام - ، فكلاهما حكما مصر وسمو في السماء ، وشرفا الأرض التي علتها ركابهم ، وعزت الجيوش التي قاداها ، وجعلا الملوك الذين غزوم عبيداً لهم ، وأقاما قبة الحق والهدى بأسيافهم ، وساسا الدنيا برأيهما .. فقال :

فيوسف في مصر شبيه سميته بملكة يسمو السماء صعودها
لقد شرفت أرض علاها ركابه وعزت جيوش عزمه يستقيدها
وفي أيما أرض يحل مخيما تضوع من نشر العبير صعيدها
لأيوب قد آبت من الغزو سادة تسود ملوك الأرض فهي عبيدها
هم قد أقاموا قبة الحق والهدى بأسيافهم حتى استقل عمودها
فلا زالت الدنيا تساس برأيهم وتسعى إليهم بالثناء وفودها
وقول ( سبط ابن التعاويذي ) مشيداً بعدل ( صلاح الدين ) وجوده :

ولا أرى الأيام مذمومة ويوسف السلطان محمود
الملك العادل في حكمه فهو من الأملاك معدود
وكيف نشخى وجور أيامنا في عصره والجور مفقود
وما لآمالي تشكو الظما وبحره الزاخر مورود
أصبح ظل الله في أرضه فهو على الآفاق ممدود
سيف أمير المؤمنين الذي لواؤه بالنصر معقود
ملكة الدنيا ففي كفه نيابة عنه المقاليد
نيابة في راحتيه بها عهد من الله وتقليد
عدل وجود وكذا الملك لا ينميه إلا العدل والجود
له من الله إذا ما ارتأى وقال توفيق وتسديد
تملي عليه الغيب أفكاره فكلها وحي وتأييد
لا تترقى نحوه همة فغيره في الناس محسود
منزله رحب لزواره فإن سرى ضاقت به البيد
والجار في أبياته وادع وهو برعي الجار مكدود
لو لمس العود ندى كفه أوراق في راحته العود
زلاله في السلم رقراقة وصخره في الحرب جلمود

بعد مقدمة غزلية رائعة تمنى بها وصل محبوبته له ، لكن يحول دون ذلك كبر سنه .ويقول : إن ( صلاح الدين ) هو المحمود فلا ذم في عصره ، وهو العادل فلا جور في أيامه .ثم يتعجب من نفسه ويقول : مالي أشكو الظما ، وبحر ( صلاح الدين ) زاخر مورود ، فهو ظل من ظلال الله في أرضه ممدود في الآفاق مقصود ، وهو ذو همة عالية لا تحكيها همة . وكذلك هو سيف من سيوف الله ، مالك للدنيا ، وأفعاله كلها محمودة كأنها منزلة من السماء ، وقد وهبه الله الرأي السديد ، والتوفيق في كل شيء .ثم يصور كرمه بأن العود اليابس إن لمس ندى كفه لأورق في راحته . ويصور رقته ولينه وحلمه بالماء الزلال ، وشدته في الحرب كالصخر .
ومدح العماد صلاح الدين بقصيده طويلة بدأها بالغزل حيث يقول :

يروقني في المها مهفهفها ومن قدود الحسان أهيفها
ومن عيون الظباء افترها ومن حصور الملاح أنحفها
ما سقمي غير سقم أعينها ثم شفائي الشفاه أرشفها
يسكرني قرقف يشعشعها لحظ الطلا لا الطلا وقرقفها
ثم عرج على مدح ( صلاح الدين ) بعد هذه المقدمة التي بلغت أربعة عشر بيتاً .. فقال :

كأن قلبي وحب مالكه مصر وفيها المليك يوسفها
هذا بسلب الفؤاد يظلمني وهو بقتل الأعداء ينصفها
الملك الناصر الذي أبدأ بعز سلطانه يشرفها
قام بأحوالها ، يدبرها حسناً ، وأثقالها يخففها
بعدله والصلاح يعمرها وبالندى والجميل يكنفها
من دنس الغادرين يرحضها ومن خباث العدا ينظفها
وإن مصراً بملك يوسفها جنة خلد يروق زخرفها
يشتكي الشاعر في هذه الأبيات بأن ( صلاح الدين ) قد سلب عليه لبه وفؤادة فظلمه بذلك .
ثم يصف عز ( صلاح الدين ) وقوته ، وكيفية قتل أعداء الإسلام في مصر ، وشرفها بسلطانه ، وقام يدبر أحوالها ، ويخفف أثقالها بعدله ، ويعمرها بصلاحه ، ويحفظها من دنس الغادرين ، ومن خبث الحاقدين ، حتى لكأنها جنة خلد مزخرفة في أرض الله .
وبعد أن قضى وقتاً يصف عدله وقوته ن شرع في وصف سماحته ووقاره ، وأنه كان لا يرد أحد سأله ، ولا يُخْلِفُ وعداً وعده ، حتى لكأنه حاتم أو الأحنف فقال :

وإنه في السماح حاتمها وإنه في الوقار أحنفها
كم آمل بالندى يحققه ومنية بالنجاح يسعفها
وليس يوليك وعد عارفة إلا وعند النجاز يضعفها
وبهذه الشذرات المتفرقة يتضح لنا بعض ما مدح به ( صلاح الدين ) من تقوى ، وزهد في الدنيا ، وصلاح كبير ، وفوق كل هذا .. فقد كان كريماً ، جواداً ، سخياً ، يضاهي في ذلك ( حاتم الطائي ) . وكان حليماً ، سمحاً ، وقوراً ، يضاهي في ذلك الأحنف بن قيس .وأيضاً .. فقد كان ذا قوة ، وجبروت ، وعظمة ، تهابه الأعداء وترتعد فرائصهم من سماع اسمه ، يضاهي في ذلك عنترة ابن شداد . وقد أعاد لمصر عزها ، ومجدها ، وأيام سؤددها بعد ما دنست بأقدام الصليبيين الحاقدين ..


المصادر والمراجع

الكتب :

- القرآن الكريم .
- الأدب في العصر الأيوبي : للدكتور محمد زغلول سلام ، دار المعارف بمصر ، 1968م .
- أسامة بن منقذ حياته وشعره : لحسن عباس ، الهيئة المصرية العامة للكتاب ، فرع الإسكندرية .
- الأعلام : للزركلي ، دار العلم للملايين ببيروت ، ط الرابعة ، 1979م .
- البداية والنهاية : لابن كثير ، مطبعة السعادة بمصر .
- البيان والتبيين : للجاحظ ، تح عبد السلام هارون ، ط مكتبة الخانجي بمصر ، الرابعة ، 1395 هـ .
- تاريخ الأدب العربي : لعمر فروخ ، ط دار العلم للملايين ببيروت ، 1972م .
- تاريخ النقد الأدبي عند العرب : للدكتور عبد العزيز عتيق ، ط دار النهضة العربية ببيروت ، الرابعة ، 1406هـ .
- الحروب الصليبية في المشرق والمغرب : لمحمد العمروسي المطوي ، ط دار الغرب الإسلامي ببيروت ، الثانية ، 1982م .
- الحروب الصليبية وأثرها في الشعر العربي : للدكتور محمد بن علي الهرفي ، ط نادي الرياض الأدبي ، 1400 هـ .
- حلية الأولياء : لأبي نُعيم الأصبهاني ، ط دار الكتاب العربي ببيروت ، الثالثة ، 1400 هـ .
- الحياة الأدبية في عصر الحروب الصليبية بمصر والشام : للدكتور أحمد أحمد بدوي ، ط دار نهضة مصر بالقاهرة ، الثانية .
- خريدة القصر وجريدة العصر : للعماد الأصبهاني ، تح أحمد أمين وآخرين ، لجنة التأليف والترجمة بالقاهرة ، 1370هـ .
- دراسات في الشعر في عصر الأيوبيين : لمحمد كامل حسين ، ط دار الفكر العربي .
- ديوان تاج الملوك الأيوبي : تح د. محمد عبد الحميد سالم ، ط هجر ، الأولى ، 1408هـ .
- ديوان سبط ابن التعاويذي : اعتنى به مارجليوث ، ط دار صادر ببيروت ، 1903م .
- ديوان ابن سناء الملك : تح محمد إبراهيم نصر ، ط دار الكتاب العربي بالقاهرة ، 1388هـ .
- ديوان أبي الطيب المتنبي : بشرح العكبري ، ضبطه وصححه مصطفى السقا وآخرون ، ط دار المعرفة ببيروت ، 1397هـ .
- ديوان عروة بن الورد والسموأل : ط دار بيروت ببيروت ، 1402 هـ .
- ديوان عماد الدين الأصبهاني : جمع وتحقيق د. ناظم رشيد ، ط مكتبة التراث العربي بالموصل ، 1404 هـ .
- ديوان ابن عُنَين : تح خليل مردم ، ط دار صادر ببيروت .
- الروضتين في أخبار الدولتين : لشهاب الدين المقدسي ، ط دار الجيل ببيروت .
- زهر الآداب : للحصري ، تح علي البجاوي ، ط عيسى البابي الحلبي ، 1389هـ .
- ابن سناء الملك حياته وشعره : لمحمد إبراهيم نصر ، ط دار الكتاب العربي بالقاهرة ، 1387هـ .
- شذرات الذهب : لابن العماد الحنبلي ، ط دار المسيرة ببيروت ، الثانية ، 1399هـ .
- شرح ديوان حسان بن ثابت : وضعه عبد الرحمن البرقوقي ، ط دار الكتاب العربي ببيروت ، 1401 هـ .
- شعر الجهاد في الحروب الصليبية في بلاد الشام : للدكتور محمد بن علي الهرفي ، ط دار الاعتصام بالقاهرة ، الأولى ، 1399هـ .
- صحيح البخاري : ط المكتبة الإسلامية باستانبول .
- صلاح الدين الأيوبي : لأحمد عبد الجواد الدومي ، ط لمكتبة العصرية ، صيدا .
- العقد الفريد : لابن عبد ربه الأندلسي ، شرح أحمد أمين وآخرين ، ط دار الكتاب العربي ببيروت ، 1402 هـ .
- العمدة : لابن رشيق القيرواني ، تح الشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد .
- الغيث المسجم في شرح لاميّة العجم : لصلاح الدين الصفدي ، ط دار الكتب العلمية ببيروت ، الأولى ، 1395هـ .
- الكامل في التاريخ : لابن الأثير ، ط دار الكتاب العربي ببيروت ، الثالثة ، 1400 هـ .
- النجوم الزاهرة : لابن تَغْري بَرْدي ، تقديم وتعليق محمد حسين شمس الدين ، ط دار الكتب العلمية ببيروت ، الأولى ، 1413 هـ .
- معجم الأدباء : لياقوت الحموي ، ط دار إحياء التراث العربي ببيروت ، نشر مرجليوث ، الطبعة الأخيرة .
- وفيات الأعيان : لابن خلِّكان ، تح إحسان عباس ، ط دار صادر ببيروت .

المجلات :

- مجلة العربي : تصدر عن وزارة الإعلام بالكويت ، العددان 442 – 448 .








المراجِع

للاستزادة انظر الكامل 9 : 102 ، ووفيات الأعيان 7 : 139 ، والبداية والنهاية 11 : 255 ، والنجوم الزاهرة 6 : 3 ، وشذرات الذهب 4 : 298 ، والأعلام 8 : 220 .
وفيات الأعيان 7 : 139 .
النجوم الزاهرة 6 : 7 .
النجوم الزاهرة 6 : 3 .
الأعلام 8 : 220 .
النجوم الزاهرة 6 : 11 .
الأعلام 8 : 220 .
النجوم الزاهرة 6 : 57 .
النجوم الزاهرة 6 : 8 .
وفيات الأعيان 7 : 551 .
وفيات الأعيان 7 : 207 .
انظر وفيات الأعيان 7 : 139 ، والبداية والنهاية 11 : 255 ، والحروب الصليبيّة في المشرق والمغرب 81 – 92 .
مجلة العربي ، العدد ( 442 ) ، السنة ( 38 ) ، سبتمبر 1995م ، ص : 104 ، وقد توالت عليه الردود المقنعة القويّة في مجلة العربي العدد ( 448 ) مارس 1996م ، ص : 88 . وهي لا تخرج عمّا قلته .
وفيات الأعيان 7 : 204 .
النجوم الزاهرة 6 : 8 .
النجوم الزاهرة 6 : 45 .
شذرات الذهب 4 : 298 .
الأدب في العصر الأيوبي : 15 .
الأدب في العصر الأيوبي : 50 ، وشعر الجهاد في الحروب الصليبية : 63 .
تاريخ الأدب العربي 3 : 146 .
الأدب في العصر الأيوبي : 51 .
الحياة الأدبية في عصر الحروب الصليبية : 20 .
الكامل 9 : 145 .
النجوم الزاهرة 6 : 143 .
الأدب في العصر الأيوبي : 57 .
شعر الجهاد في الحروب الصليبية في بلاد الشام : 64 .
محمد : 7 .
تاريخ الأدب العربي 3 : 148 .
الأدب العربي في العصر الأيوبي 63 – 73 .
الحياة الأدبية في عصر الحروب الصليبيّة : 25 .
الروضتين 2 : 210 .
ابن سناء الملك حياته وشعره : 19 ، والأدب في العصر الأيوبي : 75 وما بعدها .
ابن سناء الملك حياته وشعره : 31 وما بعدها .

عازفة الأحزان
21-11-2009, 03:34 PM
طلب صداقه اوك؟؟ ثانكس