المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خبر عآآجل



F4_y
15-05-2009, 04:58 PM
البعض يفضل المقاهي والآخرون مستاؤون من البيئة المدرسية
هروب الطلاب من المدارس ظاهرة سلبية تبحث عن حل عاجل






حذر عدد من التربويين من مخاطر ظاهرة هروب الطلاب من البيئة المدرسية وأرجعوها الى عدد من الأسباب أهمها البيئة الأسرية التي ينبغي ان توفر المناخ الملائم للطلاب وشددوا على ضرورة تفعيل دور الاختصاصيين الاجتماعيين في المدارس لحل مشاكل الأبناء وأهمية تفعيل دور مجالس الآباء لتوثيق العلاقة بين البيت والمدرسة.

“الخليج” التقت عددا من المعنيين في سعي منها لمناقشة هذه القضية التربوية المهمة وتسليط الضوء عليها حتى لا تتحول الى ملف دائم وهاجس ازلي.

يؤكد عبيد مفتاح المحرزي مدير مدرسة الصقور النموذجية وجود التسرب المتعمد من قبل بعض الطلاب وهروبهم من الدوام الدراسي الى جانب التأخير الصباحي وانتشار بعض طلبة المدارس في المقاهي والأماكن العامة التي تحيط بمدارسهم، مشيراً الى ان الطلاب في بعض المدارس يفرحون بجرس الانصراف وانتهاء الدوام المدرسي في حين لا أثر لهذه الظواهر في مدارس اخرى.

ويرى ان المدارس التي تجذب طلابها وتوفر لهم حياة دراسية متجددة ومتنوعة وإدارة مدرسية مستوعبة لنفسياتهم ومتطلباتهم لا تعاني من ظاهرة التسرب والتأخير، لأن المشكلة تكمن في انعدام البيئة المدرسية الجاذبة في بعض المدارس، منوها الى ان الاهتمام بالأنشطة المتنوعة يوفر للطالب متنفساً ويجد نفسه في أجواء متجددة وأنشطة يعبر من خلالها عن هواياته وملكاته وتكسبه خبرات جديدة وهي ضرورية لبناء طالب واثق من نفسه وبشخصية مستقلة وطموحة.

وأكد ان الطالب ليس بحاجة الى غذاء للعقل فقط، بل ان المصلحة تقتضي ان نسعى جميعا لتأسيس مدرسة المستقبل وهي المدرسة التي توفر البيئة الجاذبة لطلابها وتربط ربطاً وثيقاً في أدائها بين التربية والتعليم للغوص في اعماق الطالب وتفهم مشاكله وهمومه والعمل على مساعدته والبحث عن أسباب تذمره من المدرسة ونضع لها المعالجات التربوية الصحيحة، مشيراً الى أهمية الشراكة بين المدرسة والأسرة في تحقيق بيئة مدرسية جاذبة، وملاحقة الظواهر السلبية بروح تربوية تستند الى رؤى علمية تأخذ في عين الاعتبار امكانية تكييف الطالب والتأثير فيه بشكل ايجابي، وتنمية حب المدرسة في نفسه وتطوير دافعية حبهم للتعلم.

واشار مدير مدرسة الصقور النموذجية، الى أهمية الأنشطة الاثرائية في تنمية شخصية الطالب وجعله طالباً متعدد الجوانب، منوهاً الى انعدام ظاهرة التسرب والهروب من الدوام المدرسي وغيرها من الظواهر السلبية في حياة طلبة المدارس النموذجية، وذلك لتنوع وتجدد أنشطتها والتواصل المستمر لإدارتها ومعلميها مع أولياء الأمور.

وحول الرعاية النفسية والاجتماعية في خلق البيئة المدرسية الجاذبة وتعديل سلوك الأبناء يؤكد طلال السلومي موجه اول الخدمة الاجتماعية بوزارة التربية والتعليم ان للبيئة تأثيراً كبيراً في الأبناء وهي الأسرة والمدرسة ومؤسسات المجتمع المحلي وجماعة الأصدقاء إذ لكل دوره المؤثر في هذه العملية المتداخلة، مشيراً الى ان الأسرة هي المحضن الأول والمسؤول الرئيسي عن التنشئة الاجتماعية والتربوية للطفل فالسنوات السبع الأولى من عمر الانسان، كما تدلل الدراسات تؤثر في بقية حياته وتؤسس لغالبية الجوانب النفسية والاجتماعية.

وقال ان التربية السليمة تستدعي من الأسرة الرعاية الدائمة والمتوازنة لأبنائها والابتعاد عن الأجواء المشحونة بالمشكلات الأسرية كالتفكك والطلاق والانفصال والسعي الدائم لتكريس الاستقرار الأسري والتواصل مع المدرسة أولاً بأول وعدم انتظار حصول مشكلة أو استدعاء من المدرسة أو حصول الطالب على نتيجة تحصيل متدنية.

وأكد أهمية دور الاختصاصي الاجتماعي بالتعاون مع الإدارة المدرسية والمعلمين في خلق البيئة المدرسية الجاذبة، منوهاً الى انه يحتاج الى الوقت الكافي في مساحة اليوم الدراسي ليتمكن من أداء مهامه على الوجه الأكمل، وان قياس النجاح يأتي بمستوى قدرات الاختصاصي الاجتماعي ومساعدة الإدارة المدرسية له، وقد يتفاوت هذا الأمر من مدرسة الى أخرى، ومن منطقة الى منطقة.

وحث طلال السلومي إدارات المدارس على تفهم دور الاختصاصي الاجتماعي، مشيراً الى ان أبرز ملامح اتجاهات الرعاية النفسية والاجتماعية تتركز في تفعيل مجالس الآباء وتنمية مشاركتهم من خلال اللقاءات والحلقات النقاشية بالمدارس ومواصلة العمل بمشروع توثيق العلاقة بين البيت والمدرسة ومؤسسات المجتمع المحلي والارتقاء بمستوى عمل الاختصاصيين بالمدارس وتفعيل استخدام التكنولوجيا الحاسوبية من خلال استخدام برامج السجلات الالكترونية ومتابعة الاختصاصيين الاجتماعيين للحالات الفردية الخاصة واليومية بشكل علمي مدروس وتفعيل مشاركات المجالس الطلابية.

ويرى حسن موسى عبدالله موجه الخدمة الاجتماعية بتعليمية أبوظبي ان على الاختصاصيين الاجتماعيين في المدارس تلمس هموم ومشكلات الطلاب ذوي المستوى المتدني والذين يتذمرون من حضور الحصص الدراسية بحكم التدني المتراكم الذي حملوه معهم من مراحل سابقة، وأن يُخْضعوا هؤلاء الطلاب لتعديل السلوك لديهم ويبقوهم تحت اشرافهم، مشيراً الى ان عدداً من الاختصاصيين الاجتماعيين بدأوا بالفعل في وضع برامج تعديل سلوك ومتابعة الطلاب الذين هم بحاجة الى من يأخذ بيدهم خاصة في مرحلة “المراهقة”، وظلت اعداد كبيرة من هؤلاء الطلاب تحت اشراف الاختصاصيين الاجتماعيين في المدارس وبدأت تثمر نتائج ذلك الاهتمام، إلا ان الاختصاصي الاجتماعي يتفاجأ مع بداية كل عام دراسي بنقله الى مدرسة أخرى ليأتي البديل الجديد ليبدأ من الصفر معهم، مشيراً الى ان تنقلات الاختصاصيين الاجتماعيين السنوية قد تكون في اطار المصلحة العامة وتبادل الخبرات في الميدان.

وأعرب حسن موسى عن أمله في ان تتفهم إدارات المدارس دور الاختصاصي الاجتماعي، مشيراً الى ان تعليمية أبوظبي تسعى الى ان تحصل على الأفضل في مدارسها وتتمنى ان يتحسن دور المقصرين من الاختصاصيين الاجتماعيين تدريجياً وان يسعى الجميع بجد ومثابرة الى خلق البيئة المدرسية الجاذبة التي تعول عليها في تحسين مخرجات التعليم العام.