المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : طلب : تقرير للتاريخ للصف 11ادبي الفصل الثاني (تم)



أثير الصمت
06-05-2009, 11:21 PM
السلام عليكم...
ابغى بحث عن الحضارة المصرية أو الاغريقية أو دور علماء العرب والمسلمين في المعارف الكونية.:blushing:
بشرط انه يتألف من 15 صفحة وله مقدمة وخاتمة ومراجع.
الله يفرج همومكم ويرزقكم من حيث لاتحتسبون .

al.7ellowa
10-05-2009, 01:35 PM
الحضاره الاغريقيه والرومانيه

العمارة الإغريقية Greek Architecture
من 3000 إلى 146 ق.م


نبذة مختصرة:


ازدهرت هذه العمارة تقريبا في عهد بركليز 444-429 ق.م وكذلك أيام حكم الملك فيليب وابنه الاسكندر الأكبر 334ق.م.

وتعد العمارة الإغريقية أول الحضارات التي تهتم بالدقة المتناهية في التصميم بالنسبة للنسب الجمالية ومراعاة الأشكال الفنية الجميلة و تتميز الحضارة الإغريقية بطرزها الثلاث الدوري والأيوني والكورنثي, وقد أطلقت هذه الأسماء على هذه الطرز نسبة إلى شكل الأعمدة التي تتكون منها المعابد, فمثلا يشير النظام الدوري كاصطلاح إلى الأجزاء الموحدة الثابتة وتتابعها وتكوينها في المعبد الدوري فنلاحظ تلك الأقسام, القاعدة المدرجة المكونة من عدة سلالم مرتفعة ثم بدن العمود ثم التكنة, مما يكون لنا بما يسمى نظام الحامل والمحمول حيث يتكون نظام الحامل من بدن به تجاويف رأسية وتاج ويتكون المحمول من الحمال والإفريز والكرونيش ويبنى المبنى كله من بلوكات من الحجر متلاصقة تماما وبدون مونة لاصقة وأحيانا ما كانت تربط هذه الأحجار عن طريق قطع معدنية أما بالنسبة للأسقف فكانت تتكون عادة من بلاط تراكوتا تثبت على عروق من الخشب محملة على كمرات خشبية أيضا وبذلك كانت معرضة للحريق بسهولة.

ويتجلى الجمال المعماري لتلك الحضارة الرائعة في معابدهم كمثال لمعبد الأركيزون- شكل 3 فالمدخل الشمالي مثلا تم تخصيصه للعذراوات فقط وهو عبارة عن ستة أعمدة بأشكال نسائية لحمل سقف المدخل, وهذا ما دفع أحد الحكام الأتراك بعد حوالي ألفي عام إلى تحويله إلى قصر للحريم وهذا يرجع إلى روعة هذه التماثيل وأيضا الأعمدة الأيونية في الداخل وأعمال النحت الرائعة داخل المبنى, وأهم ما يميز هذه الحضارة الأنيقة هو تحديد أمان وضع النقوش في شكل منظم, وتتميز نقوشهم بالحساسية والدقة والرشاقة,’ على عكس الحضارة المصرية القديمة والتي كانت ترتكز على ملأ الجدران بالنقوش والرسومات.


العوامل المؤثرة( الحضارة الإغريقية)

الحضارة ما هي إلا عوامل مؤثرة وبيئة محيطة لذا كان لزاما علينا أن نذكر العوامل المؤثرة والبيئة التي نشأت فيها العمارة الإغريقية.
1- الناحية التاريخية:
بدأت أولى المحاولات في بناء المعابد تقريبا ما بين عامي 490, 479 ق.م وذلك نتيجة لتعرض اليونان لهجمات من قبل الفرس والعجم ونتيجة لانتصاراتهم في موقعة برية وبحرية ضد هجمات الفرس والعجم تم تخليد هذه الانتصارات عن طريق المعابد ثم ازدهرت أثينا أيام حكم بركليز 444-429 ق.م وانتشرت تلك الحضارة عن طريق الملك فيليب وابنه الاسكندر حيث انشأ مدينة الإسكندرية ووحد بين مصر واليونان وامتدت الفتوحات إلى شمال الهند وانتشرت أيام الحكم الهيليني حتى وصلت إلى آسيا الغربية وبعد وفاته (الاسكندر الأكبر ) اقتسمت الإمبراطورية ووزعت على قواده وكانت مصر من نصيب بطليموس وأسس دولة البطالمة وانعزلت اليونان مما اتاح لروما أن تتدخل وتسيطر على اليونان عام 146 ق.م.

ويمكن تقسيم العمارة الإغريقية بالنسبة للمراحل والخطوات التي مرت بها إلى ثلاث فترات هي:

1- الفترة قبل الكلاسيك إلى عام 1100 ق.م.

2- الفترة الانتقالية من 1100 إلى 700 ق.م

3- الفترة الكلاسيكية من 700 إلى 350 ق.م.

2- المناخ: تمتاز اليونان باعتدال مناخها وصفاء جوها وصحوته, وجمعت بين برودة الشمال ودفء الجنوب, مما أدى لظهور هذه المدينة المعمارية التي تتميز بجمال النسب المعمارية, وذلك مما ساعد على ممارسة أعمالهم في الهواء الطلق مثل القضاء والتمثيل وإدارة الأعمال والاحتفالات ومن أهم الخصائص المعمارية التي تأثرت بالمناخ وجود البوائك والكلونيد واليوريتيكو وذلك لتجنب أشعة الشمس وهطول الأمطار فجأة.

3- الناحية الجيولوجية:

أهم ما تمتاز به هذه البلاد هو وجود الرخام والأحجار بكثرة وبالأخص في جزر باروس وناكسوس واهتم الاغريق بجودة الأحجار بطريقة مبالغ فيها وذلك للحصول على خطوط مستقيمة للغاية وأسطح ملساء لدرجة أنهم كانوا يضيفون طبقة من البياض الرخام على الحوائط المبنية من الأحجار للحصول على أسطح ملساء رخامية جميلة وكانت هذه الظاهرة من أهم مميزات الحضارة الإغريقية في اليونان.



4- الناحية الجغرافية:

شبه الجزيرة اليونانية محاطة بالبحر من ثلاث جهات وامتدت الحضارة الإغريقية إلى بلاد أخرى مجاورة كجزيرة صقلية وجنوب ايطاليا وآسيا الصغرى وساعدت الجبال الموجودة على تقسيم اليونان إلى مناطق نفوذ مختلفة ومن هنا نشأت المنافسة بين هذه الولايات لإبراز حضارة كل منها.



5- الناحية الدينية:

كان يعتمد الدين الإغريقي على عبادة الأشخاص أو الظواهر الطبيعية وكانت لكل بلد عبادة معينة وأعياد خاصة بها وتوجد أيضا آثار لمعتقدات وعبادات أخرى تعتمد على عبادة الأبطال وكان الرهبان والقساوسة هم الذين يقررون ذلك وربما لمدة معينة للرجال والنساء والأبطال وبعد ذلك تنتقي عنهم هذه الصلاحية ويعودون مرة أخرى لطبقة الشعب وقد كان للدين تأثير كبير على الاغريق مما ظهر بوضوح في معابدهم ويرجع هذا التأثير لأنهم كانوا ينظرون للدين نظرة فلسفية عميقة.



أنواع المباني الإغريقية

أولاً المعابد:

أهم ما يميز العمارة الإغريقية طرزها الثلاث الدوري والأيوني والكورنثي وعادة ما يسمى كل طراز من هذه الطرز النظام المعماري ولقد استعملت هذه التسمية فقط في العمارة الإغريقية لأن في استعمالها ما يوحي بأن المعبد الإغريقي الدوري استخدمت فيه عناصر موحدة ثابتة من حيث النوع والعدد ومن حيث علاقة هذه العناصر ببعضها البعض وعلى ذلك نرى مثلا أن المعابد الدورية تتشابه من حيث العناصر والتكوين والنظام وكذا المعابد الأيونية والكورنثية يشير النظام الدوري إلى الأجزاء الثابتة وتتابعها وتكوينها في المعبد الدوري فنلاحظ تلك الأقسام الرئيسية لهذا النظام القاعدة المدرجة ذات السلالم المرتفعة ثم بدن العمود نفسه ثم التكنة حيث يتكون العمود من بدن به تجاويف رأسية وتاج وتتكون التكنة من الحمال والإفريز والكورنيش ويبنى المبنى كله ببلوكات من الحجر للحصول على تقابلات وخطوط منتظمة ودقيقة وأحيانا تربط هذه القطع الحجرية بقطع معدنية عند الضرورة فيما يتعلق بالأسقف فكانت تتكون عادة من بلاط تراكوتا تثبيت على عروق من الخشب محملة على كمرات خشبية أيضا وساعد ذلك على سهولة احتراقها دائما.

المساقط الأفقية للمعابد:

المساقط الأفقية للمعابد ليست مرتبطة بالأنظمة وربما تختلف تلك الأنظمة تبعاً لحجم المبنى ولكن تتشابه هيأتها الأصلية فالنواة الأساسية في المعبد هي المحراب والمدخل المغطى وعلى جانبيه عمودان وأحيانا نجد مدخل أخر خلف المحراب لتأكيد التماثل والمحورية ويحيط بالمعبد رواق من الأعمدة.

يعتبر معبد أرتيمس في كورفي من أهم المعابد التي عبرت لنا عن الطراز الأيوني بوضوح وبصراحة ومما لا شك فيه أنهم اقتبسوا هذا النظام من المصريين القدماء كما سبق القول في طريقة البناء بالحجارة وطريقة خشخنة الأعمدة ولكن الفرق أن المعبد المصري أعتمد على التأثير الداخلي في زواره من رهبة أما الإغريقي فكان يقوم على التأثير في النفوس عن طريق المظهر الخارجي.

أهم المعابد الإغريقية:

معبد البارثينون:

ظهرت لنا المعابد الإغريقية الرائعة بعد تولي بركليس الحكم وذلك بعد أن تم تدمير هضبة الأكربول على يد الفرس عام 480 ق.م ووصلت ا تحت حكمه إلى أوج عظمتها ومن أهم هذه المعابد معبد الباراثينون وكان مخصص للألهه أثينا-كما كانوا يعتقدون-.

التأثر بالحضارات السابقة(الحضارة الاغريقية)

التأثر بالحضارة الفرعونية:

تأثرت الحضارة الإغريقية بالحضارة الفرعونية تأثر واضح حيث كان للمصريين من عصر ما قبل الأسرات علاقات بسكان جزر البحر المتوسط تطورت بمرور الأجيال إلى معاملات تجارية نتجت عنها تأثيرات شتى في الحضارة والفن وظهر هذا التأثر في العمود الدوري فلا عجب عندما زار المعماري الإغريقي مصر ووجد معظم مساكنها بهذه الأعمدة البسيطة الأضلاع والزوايا وبما أنه يهتم بالبساطة فتأثر بهذا العمود البسيط وعلق في ذهنه بسهوله مما دفعه لتطبيقه في مسقط رأسه والتصرف في بعض التفاصيل المعمارية وسنضيف في نهاية البحث مقارنة بسيطة بين العمودين المصري والإغريقي.



التأثر بالحضارة الفارسية:

تأثرت الحضارة الإغريقية تأثرا غير مباشر بالحضارة الإغريقية ويتجلى ذلك في الروح الشرقية التي يتسم بها العمود الأيوني وذلك لاتخاذه الشكل اللولبي والذي يسمى باللفافات.

التأثر بالعمارة الساسانية:

لم تتأثر الحضارة الإغريقية بالحضارة الساسانية.

العمارة الإغريقية:

شيء طبيعي أن تكون الحضارة الإغريقية هي الملهم الأول والأخير للحضارة الرومانية كما كانت الحضارة الفرعونية هي الملهم الأول للحضارة الإغريقية ولذا جدير بالذكر ان نقول أن الحضارة الفرعونية كانت وما زالت الملاذ الدائم لأي معماري حتى يتخذها له منهاجا يسير عليه.

العمارة الرومانية Roman Architecture
من 753 إلى 509 ق.م
نبذة مختصرة:
ورثت العمارة الرومانية كافة فنونها في العمارة والنحت والزخرفة وكونوا فنا ديكتاتوريا ينتشر في جميع أنحاء الإمبراطورية الرومانية بمعنى أن ما كان ينفذ في روما كان ينفذ في جميع ولايات الإمبراطورية.وبالرغم من هذا نجد بعض الاختلاف في بعض المعابد والتي اضطرتها الظروف إن تتخذ هذا الشكل إما بسبب تغير الزمن أو المكان كما هو موجود في بعض المعابد الرومانية بسوريا ومصر حيث اهتم المعماري المصري والسوري بهيئةالتقطيع عن مثيله في أي مكان آخر.كما ذكرنا فالعمارة الرومانية قد اشتقت كل عناصرها تقريبا من الحضارة الإغريقية ولكن الرومان أضافوا طابعهم الخاص الذي لا يخطئه أحد, ويتضح هذا التأثر في معبد ((فورتينا فيرليس-2 ق.م ))في روما وهو من أقدم المعابد الرومانية ومن أجملها وأهم ما يميز الحضارة الرومانية عدم اهتمامهم بالمعابد الدينية فكانوا يكتفون بمحراب في كل بيت ومن أهم المعابد الدينية والذي يعتبر نموذجا آخر من النماذج المعمارية سيباي في تيفولي وقد استخدمت فيه الخرسانة والتي استخدمت من قبل الشرق ولكن في التحصينات, وقد عرف الرومان كيفية إخفاء الشكل الغير مقبول للخرسانة عن طريق تكسيتها بالطوب أو الحجر.

وأهم ما يميز العمارة الرومانية هو الطريق الجديد الذي انتهجته هذه العمارة بحيث إنها اتجهت إلى الاهتمام بالمباني الدنيوية عن الدينية وعن الأماكن العامة عن الخاصة وأيضا استخدام العقود بأشكالها المختلفة والتي اتخذت عدة أشكال جميلة.

في هذا البحث سنعرض بإذن الله أهم العوامل المؤثرة على تلك الحضارة الساحرة

العوامل المؤثرة( الحضارة الرومانية)

1- الناحية التاريخية:

ترجع نشأة روما تقريبا إلى عام 753 و 509 ق.م وبدأ الازدهار عندما بدأ الغزو الروماني لإيطاليا عام 343 ق.م ومنذ ذلك الحين بدأت روما في شن حروبا طاحنة خارج ايطاليا وأول من سقط في الحرب الأولى صقلية عام 264 ق.م ولكن انهزمت ايطاليا على يد هانيبال القرطاجني عام 218 ق.م ولكن هانيبال اضطر إلى ملاقاة الاسكندر الأكبر على أرض قرطاجنة فانهزم عام 146 ق.م وأصبحت قرطاجنة تابعة للحكم الروماني كما سقطت مقدونيا في نفس الوقت واستولت روما على جميع فناني اليونان وكانت هذه الفترة هي حجر الزاوية في بناء هذه الحضارة العظيمة عام133 ق.م

وتم غزو سوريا عام 190 ق.م وأسبانيا عام 133 ق.م وامتدت الإمبراطورية الرومانية من نهر دجلة إلى المحيط الأطلنطي كما اتجه يوليوس قيصر إلى نهر الراين والقناة الإنجليزي وجعلاهما حدودا لإمبراطوريته عام 58- 49 ق.م. وفي عام 58 أضيفت مصر إلى الإمبراطورية وفي عام 43 كانت انجلترا تابعة للإمبراطورية.

وكشيء طبيعي اضمحل الحكم وتدهورت إلى أن انقسمت إلى إمبراطورية في الشرق وأخرى في الغرب عام 65 ق.م وانتهت عام 475م.



2- المناخ:

يقع شمال ايطاليا في وسط أوربا فيتبع القارة الأوروبية أما الوسط فمعتدل وشمسه مشرقة ولكن الجنوب فهو من المناطق الحارة وأيضا لا ننسى أطراف الإمبراطورية الرومانية والتي ذكرنا أنها تشمل وسط أوربا وغرب أسيا وشمال أفريقيا وكل هذا كان له أثر كبير في إتباع خواص معمارية معينة لتلائم كل منطقة والذي أدى أيضا لإدخال بعض الإضافات المعمارية في كل منطقة من مناطق هذه الإمبراطورية المترامية الأطراف.



3-الناحية الجيولوجية:

تختلف الطبيعة في ايطاليا عن اليونان حيث لم يعتمدوا على الحجارة فقط كما فعل الاغريق بل اعتمدوا على جميع أنواع الأحجار والطوب والفخار المطلي والقراميد.

وبالقرب من روما ونتيجة للبراكين ظهر نوع من الحجر يسمى ترافرتين وذلك أدى إلى جودة الزلط والرمل مما أدى إلى استخدام الخرسانة وقد أنشأت المباني كاملة من الخرسانة وتم تكسية الحوائط بالأحجار أو الطوب أو الرخام لتفادي الشكل العاري للخرسانة.

ومما يدل تأثر تلك العمارة بالمؤثرات المحيطة ففي سوريا ولعدم توافر تلك المواد تم استخدام الأحجار في جزيرة فيلة وفي بعلبك بسوريا.



4- الناحية الجغرافية:

ايطاليا بحكم موقعها المتميز على البحر الأبيض المتوسط وطول سواحلها على البحر, كل ذلك ساعد روما أن تكون وسيطاً في نشر الحضارة والفن إلى شمال إفريقيا واسيا الغربية وأوربا فغزى الرومان هذه البلاد بالحروب أولا وفرضت سيطرتها بقوة خٌلقهِم ثم حكموا بالقانون ثم بعد ذلك نشروا الحضارة والمدنية بالفن والكتابة.



5- الناحية الدينية:

كان الإمبراطور هو الحاكم الأعلى للدولة وهو راعي الدين ولم يكن الدين في الإمبراطورية الرومانية له تأثيره كما كان في اليونان ولم يوحد الدين بين المقاطعات الشاسعة في الإمبراطورية وكانت المباني التاريخية ليست معابد فقط بل شملت المباني العامة والمنازل والقصور ولم يكن لرجال الدين أي تأثير كما كان الحال في مصر وكان يكتفي ببناء محراب في كل منزل لصلاة العائلة وعلى ذلك لم يكن للدين تأثير واضح على المنشات والمباني الهامة في تلك الإمبراطورية الواسعة.

التأثر بالحضارات السابقة

التأثر بالحضارة الفرعونية:

تأثرت العمارة الرومانية بالعمارة الفرعونية تأثرا طفيفا وذلك عندما كانت مصر تحت الحكم الروماني, وذلك عندما تخلت عن الخرسانة والطوب واستخدمت الأحجار بدلا من الخرسانة وهذا كان شيء وارد وذلك لعدم توافر الخرسانة وتأثرها بالمعابد المصرية القديمة الشامخة ويظهر ذلك في جزيرة فيلة بمصر, ونتيجة لتأثر الحضارة الرومانية بالحضارة الإغريقية فنستطيع القول بأن الحضارة الرومانية تأثرت بالحضارة المصرية القديمة بالنسبة للعمود الدوري والذي تم نقله تقريبا من العمود المصر بالقديم.

التأثر بالحضارة الفارسية:-

لم تتأثر الحضارة الرومانية بالحضارة الفارسية ولكن يوجد وجه شبه بسيط وهو استخدام بعض المواد المتشابهة مثل الطوب.

التأثر بالعمارة الساسانية:

تأثرت الحضارة الرومانية بوضوح بالحضارة الساسانية وذلك نتيجة لفتوحات الرومان وتأثرهم بالشرق ويظهر هذا على سبيل المثال في معبد البانثيون بروما وقد عبر فيه المعماري بقوة عن الانتقال أو حلقة الوصل بين الحضارتين الإغريقية والرومانية حيث صمم المدخل على الشكل التقليدي أو الشكل المعتاد للمعابد الإغريقية ثم صمم المعبد نفسه على الشكل الدائري وهو يعتبر من الأشكال النقية وهو مغطى بقبوة ضخمة من الطوب قطرها 44 مترا ويوجد بها فتحة قطرها 8 متر ويتشابه 1ذلك بما يوجد في قصر فيروز آباد والذي يوجد به العديد من القباب حيث تصل فيه بعض القباب إلى 25.5.



التأثر بالحضارة الإغريقية:

تعتبر الحضارة الإغريقية الملهم الأساسي للحضارة الرومانية حيث تشبعت بها الحضارة الرومانية في معابدها وأيضا بعض مبانيها العامة ويظهر ذلك في معبد فينوس وهو يشابه المعابد الإغريقية من حيث ارتفاعه عن الأرض بثلاث درجات ومن حيث التغطية بالجمالون ولكن الاختلاف الوحيد أن المعبد يعتبر معبد مزدوج والاختلاف الأخر هو في اتخاذ الرومان طريق الاهتمام بالمباني العامة وليس الدينية كما عند الاغريق

أنواع المباني الرومانية

أولاً المعابد:

احتياجات الرومان لم تقتصر على المعابد فقط وإنما كانوا في حاجة إلى صالات متسعة رحبة لعرض التماثيل والأسلحة والأدوات التي اغتنموها من حروبهم ولذلك يعتبر معبد فورتينا فيرليس الأنموذج الأول للمعابد الرومانية التي حققت ذلك والنموذج الثاني هو معبد سيباي والذي كان عبارة عن كوخ مستدير في الريف الروماني ثم تم إنشائه بالحجر ويملك واجهات جميلة ورشيقة وداخل الصالة يحتوي على شبابيك وأبواب تم بناؤها بالحجر المنحوت والجدران تم بناؤها بالخرسانة ولأول مرة بكسر الأحجار والطوب وخلافه ثم غطيت الحوائط بكسوة من قطع الأحجار الصغيرة وقد استخدمت هذه المباني قبل ذلك بألفي عام في الشرق ولكنها أصبحت علامة مميزة للحضارة الرومانية وذلك لسهولة تشكيلها ورخص ثمنها وسهولة الوصول على تصميم وحدات متسعة.

وما يميز الرومان أنهم استطاعوا أن يخفوا تلك الخرسانة تحت غطاء جميل من الطوب أو الحجر أو الرخام أو بطلاء أبيض ناعم ولكنها اليوم معظمها عارية على عكس الأطلال الإغريقية والتي ما زالت تتمتع برونقها وجمالها حيث ظهرت الخرسانة العارية القبيحة التي بنيت بها المعابد الرومانية.

المساقط الأفقية للمعابد:

كانت تبنى عادة المعابد الرومانية إما مواجهة لمصدر الضوء أو مواجهة لميدان عام وكان للموقع أهمية كبرى في التصميم واهتم الرومان بمداخل المعابد ولم يهتموا بأن يكون المعبد في موقع يسمح برؤيته من جميع الاتجاهات كما كان عند الإغريق والمعابد الرومانية نوعان إما مستطيلة أو دائرية وكانت المعابد عامة تحتوي على خلوة واحدة متسعة ورواق من الأمام وعلى ذلك فالمقابر الرومانية تعتبر في منتهى البساطة من حيث المسقط الأفقي العام ومكوناته وعناصره ويعتبر الفورم الروماني هو المقابل للأجرا عند الإغريق وهو عبارة عن ميدان فسيح في وسط المدينة محاط بمعابد وأبنية رسمية خاصة بالأعمال الاقتصادية والقانونية والدينية وكان بمدينة روما عدة فورم متشابهة في مساقطها الأفقية وهي مصممة لتتماشى مع احتياجات الشعب الروماني.

أهم المعابد الرومانية:

المعابد المستطيلة (معبد فينوس):

هذا المعبد مقام على قاعدة طولها 540x 521 قدم وبه 200 عمود من الجرانيت المصري وتحتوي الواجهة على أعمدة من النظام الكورنثي ومن مميزاته أيضا أنه كان يحتوي على هيكلين ويمتاز بسقفه المغطى بالقرميد الزجاجي المغطى بطبقة من البرونز المذهب التي نزعت عنه عام 625 لتغطية سقف كنيسة سانت بيتر روما ولذا يمكن أن نتصور مقدار ما كان لهذا المعبد من روعة وجمال من حيث التنسيق الهندسي وروعة الفن التشكيلي المنبثق من التكوينات المعمارية والعناصر الفنية.



الأكروبول:

وبعد الانتهاء من إنشاء معبد البارثينون بدأ بركليس في إقامة صرح آخر باهظ التكاليف لبوابة المدخل العام التذكارية من الجزء الغربي للأكروبوليس ومرة أخرى أنشئت هذه المجموعة من الرخام واستخدم نظام المعبد الدوري في عناصر تكوين هذه البوابة التي أقيمت على موقع مختلف المناسيب غير منتظم ولكن ولأول مرة نرى في الجزء الأوسط من الممر المؤدي إلى المدخل العام للبوابة الكبرى صفان من الأعمدة الأيونية حيث كان الاتجاه في العمارة الاثينية نحو استعمال العناصر الأيونية داخل المباني الدوركية.

إن آثينا بأكروبلها الذي يسيطر على الوادي بأجمعه وبموقعها في مأمن من أي اعتداء عليها من البحر وتعتبر النموذج الأصيل للمدينة الأصيل للمدينة الإغريقية وقد كانت توجد به حفر وكهوف قديمة للدفن في جانب التل وكذلك عدد من الهياكل المقدسة والنصب التذكارية التي لم يبق منها شيء الآن ولكن وجودها قديما كان إلى حد ما سببا في توزيع المباني على التل بشكل غير منتظم وكانت المواكب الدينية التي ترقى هذا المرتفع ترى منظر الشمس والأرض والبحر والمدن القريبة بمنظر رائع وهكذا كانت طقوس المواطنين تحظى برفقة كل هؤلاء وإذا كانت آلهتهم تماثل آلهة بلاد ما بين النهرين من حيث نزواتها وغموضها فإنها مما لا شك فيه كانت أكثر منه ودا وهو ما تفصح عنه أوضاع آلهتهم المسترخاة المستريحة التي اتخذوها في الإفريز الذي يصور موكب الحفل الإغريقي الجامع كما يصور جمال الباراثينون.

ويزيد من جمال المباني التي أقيمت على قمة الأكروبول عدم تهذيب قاعدتها الصخرية الضاربة إلى الزرقة والاحمرار الداكن وكذلك أسوار التحصينات العمودية ويبدو المنظر بأجمعه وكأن مواد انفجرت من أغوار عميقة ثم بردت على هيئة بضع بلورات ضخمة متقنة الشكل مغطاة بالألوان الجميلة والمرتقي المنحدر انحدارا شديدا والمؤدي إلى البروبيلا يبرز ضخامة المباني بما يبثه في المتعبد الذي يرتقيه من التأمل العميق والإحساس بضآلته


بني معبد الباراثينون على هضبة الأكروبول من الرخام الأبيض الناصع على الضفة الجنوبية من الهضبة وقد استخدم هذا المعبد لأربع ديانات أثينا وكنيسة ثم كاتدرائية كاثوليكية ثم مسجدا تحت الحكم العثماني ولكنه دمر اثناء الحكم العثماني لاستخدامه كمخزن للذخيرة.

al.7ellowa
10-05-2009, 01:36 PM
الحضارة الفرعونية
(http://asmaahabib.jeeran.com/dsg/archive/2008/10/704618.html)
الاحد, 19 اكتوبر, 2008


الحضارة الفرعونية)
حضارة لن تتكرر ,,

الحضارة الفرعونية هي أضخم حضارة على وجه الأرض قديماً وحديثاً وبها من الاسرار والعجائب ما لا تتخيله العقول ...
وفي زمن هذه الحضارة أرسل الله اليهم العديد من الرسل والانبياء بداية برسول الله موسى عليه السلام ومرورا بهارون ويوسف وعيسى في نهاية هذه الحضارة ....

ونبدأ بحول الله وقوته
نبدأ بعجائب التصميم ...
أولا المعابد :

المعابد الفرعونية كانت تتبع نظاماً هندسيا معقدا وعبقرياً وسخروا هذا الابداع في خدمة افكارهم ..
فكان المعبد يتكون في الغالب من أربعة أماكن
أولا : مكان تواجد الشعب وهو مكان فسيح وبه مكان مخصص للذبح ويحرم على الشعب رفع نظرهم للنظر الى الامام وانما ينظرون الى الارض وذلك لتعظيم الفرعون ولان الفرعون كان لا يظهر على الناس لاضفاء نوعا من الرهبة في نفوس الشعب ..
وكما هو معروف ان الفراعنة كان شكلهم دميم في الغالب ولكنهم كانوا يعالجوا عيوبهم بالتماثيل الضخمة والخالية من العيوب والمبالغة في حجمها ....
واذا قام احد افراد الشعب من رفع رأسه ونظر الى الهيكل فسيرى شيئا يهوله وسوف نفصله في المكان الرابع ...

المكان الثاني : بهو الاعمدة : وهي اعمدة ضخمة جدا متراصة بانتظام ولها قطاع ذو شكل خاص وعددها كبير جدا ..
كان الهدف من هذه الاعمدة عدة اشياء اولا وهو العبقري ..
هو موضوع صدى الصوت فعندما يتكلم الكهنة تقوم هذه الاعمدة بعمل صدى صوت بعددها يعني لو كانت اربعين عمودا تقوم بعمل 40 صدى صوت .... فكان لها تأثير رهيب ..
الثاني أن سقوط اشعة الشمس عليها من السقف المثقوب بشكل منتظم كان يؤدي اولا الا ظلمة فلا ترى الا قليل من الضوء الساقط بشكل مبهر ....

المكان الثالث : مكان للكهنة وكان مظلم تمام لا ترى منه شيء وبفضل القطاع المائل فان المعبد يكون على شكل الميكرفون صغير من الهيكل وكبير من مكان تجمع الشعب فيعمل عمل مكبر الصوت بالظبط وتعمل الاعمدة على انتاج صدى صوت ...

المكان الرابع : هو مكان وجود تمثال للفرعون او الالهة وفي الغالب كان الفرعون هو الههم ..
وبالطبع لان الفرعون شكله دميم فكان يتم وضع تمثال ضخم بابعاد ضخمة ويتم تسليط ضوء من السقف على وجهه فإذا تخطيت القوانين ونظرت ورأيت المنظر فزعت من هول ما ترى وتسمع

الخلاصة :
يدخل المصري الى المعبد بين تماثيل ضخمة جدا للفرعون وبين جدران ضخمة جدا وابواب صغيرة وعندما يدخل يمنع من النظر الى الامام ويقوم بتقديم القربان ثم يستمع الى تعليمات الكهنة والتي تصل اليه بصوت مكبر وصدى صوت رهيب ومخيف تشعره بالخوف ....
واذا رفع راسه ونظر الى الباب الصغير وجد ما يخيفه فهناك تمثال للفرعون ضخم جدا وتسقط عليه اشعة الشمس ويتم تحريكها بطريقة معينة ولبعد المسافة بينه وبين التمثال يعتقد ان هذا هو الفرعون نفسه ويتكلم .. فيشعر بالخوف والرهبة منه ...
بهذه الطريقة كان يرتعد المصريون من الفرعون فهم لا يرونه الا في المعبد باختلاس النظر وبخوف شديد ....

هذه صور قمت بتصميمها على عجالة لتوضيح تصميم المعابد عندهم ...

http://www.aljazeeratalk.net/forum/upload/2350/1207575520.jpg


وهذا قطاع طولي في المعبد يبين شكله ونلاحظ صغر الهيكل وكبر بقية المعبد تدريجيا للعمل كمكبر للصوت

http://www.aljazeeratalk.net/forum/upload/2350/1207575599.jpg


هذه الصورة تقريبية وكأنك تقف وتنظر الى الداخل وعلى مرمى البصر ترى الفرعون او تمثاله ..
http://www.aljazeeratalk.net/forum/upload/2350/1207575683.jpg

وهذه بعض الصور الحقيقة والتخيلية لبعض المعابد

http://touregypt.net/luxor08.jpg


http://www.aljazeeratalk.net/forum/upload/2350/1207595797.jpg

al.7ellowa
10-05-2009, 01:37 PM
بيفيدج لها البحث "دور علماء العرب والمسلمين في المعارف الكونية"

دور الحضارة الإسلامية في التاريخ الإنساني
رضوان زيادة (http://science-islam.net/auteur.php3?id_auteur=232&lang=ar)
مفهوما "التقدم " و"التأخر " عبر تاريخ الحضارات الإنسانية :

احتل مفهوم التقدم التاريخي مكانة مميزة لدى مؤرخي وفلاسفة الحضارات في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر بحيث يمكن اعتبار حضوره والتركيز عليه بمثابة الرد على الأطروحة الدينية واللاهوتية التي تعتبر أن التاريخ إنما ينحدر باتجاه الأسوأ ابتداءً من لحظة الحضور أو التجلي الأولى المتمثلة في ظهور النبي المبشر الذي حمل الدعوة لينقذ البشرية من ضلالها وينير لها طريق الصواب ، بيد أن البشرية بعده نكصت على عقبيها واستمرت في تدهورها وانحدارها الذي لا يُعرف له قرار إلى يوم أن يرث الله الأرض ومن عليها .
نلحظ مثل هذا التفكير في الأديان التوحيدية جميعها اليهودية والمسيحية والإسلام ، فالعالم وفقاً لكل دينٍ من هذه الأديان يحتفظ بالنظام والألق مع بدء ظهور الدين، غير أنه يصل إلى نقطةٍ بعد ذلك يبدأ عندها بالانحدار والانحطاط المتدرجين حتى نهاية الزمان .
غير أن الأديان التوحيدية ليست وحدها من ابتكر مثل هذا النوع من الرؤية، بل إننا نجد أيضاً حضوراً قوياً لمثل هذه الأفكار في الحضارتين اليونانية والرومانية ، فالشاعر الإغريقي هوارس على سبيل المثال يعبّر بدقة : "الزمن يخفّض من قيمة العالم " وهكذا يُنظر إلى الزمن وكأنه عدو الإنسانية مما أشاع نوعاً من البديهية المتشائمة لدى المفكرين الإغريق، وقد تحولت لدى الأوربيين في القرون الوسطى بمثابة النظرية المرشدة فلسفياً ودينياً ولاهوتياً، ثم أصبحت بمثابة العقبة التي تقف أمام حضور نوعٍ جديد من التفكير يحضُّ على التقدم والعمل والازدهار، ولذلك أتت مقولة " التقدم الإنساني " بمثابة الردِّ المباشر والصريح على تلك الترسيمة المعيقة لحركة الإنسان، لقد أكد فرنسيس بيكون الذي يعود الفضل إليه في صياغة برنامج مجدد للفكر في التفكير الأوروبي عبر ( الأورغانون الجديد )،أكد أن الهدف الحقيقي للمعرفة تحسين الحياة الإنسانية، وزيادة سعادة الإنسان، وتخفيف معاناته، بل إن هذه الرؤية كانت بمثابة النجم الذي اهتدى به في جميع أعماله الفكرية، فالغرض المباشر لأعماله كان "تقدم سعادة الجنس البشري" (1)، وهو لذلك يهاجم القديم ويحطم قداسته التي سادت لدى معاصريه ومجايليه، ويعتبر أن اللاحقين سيبدعون ويسبقون المتقدمين بلا شك ، وأكثر من ذلك، فمع سيادة الفكر الإغريقي واليوناني وتحوله بمثابة المقدس والمرشد لأجياله، فاخر بيكون بكل اعتزاز أنه نَسي كلَّ ما تعلمه من الإغريقية وهو صبي ، لقد كان يشدد باستمرار أن الفكرة الملهمة في عمله كانت باستمرار القطيعة التامة والحادة مع الماضي ، وإقامة نظام لا يأخذ شيئاً من الأموات، وهو ما ألهم ديكارت صاحب أطروحة الشك المنهجي التي كثّفها في الكوجيتو ( أنا أفكر إذن أنا موجود ) إلى التأكيد في كتابه المعلّم ( مقالة في الطريقة) أن " مشروع العلم الشامل هو الذي يستطيع أن يسمو بطبيعتنا إلى أعلى درجات الكمال " (2).
لقد حرر عمل بيكون وديكارت العلم والفلسفة من نير سلطة الإغريق، إذ مادام الناس يؤمنون إيماناً عقائدياً مطلقاً أن الإغريق والرومان قد بلغوا في أحسن أيام حضارتهم مستوى فكرياً لا يسع الأجيال القادمة أن تأمل في بلوغه، ومادام مفكروهم يُقدمون كمراجع لا يرقى إليها الشك، فإن نظرية الانحطاط قد بقيت تحتل الساحة، وتستبعد نظرية التقدم ، لكن نقدية بيكون وديكارت قد أشاعت حساً تمردياً في الفكر والفلسفة كان من شأنه أن ينتقل إلى الميادين الأخرى المتعددة . كان أول هذه الميادين هو الاعتراف الصريح بقيمة الحياة الدنيوية أو ما أصبح يُعرف بالدنيوة، عبر إخضاع المعرفة للحاجات الإنسانية، وهو ما أفرز روحاً علمانية للنهضة هيأت العالم المتحرر من سلطة الكنيسة ومكنته من صياغة مذهب المنفعة أو المصلحة الذي يُعنى بسعادة الإنسان أولاً وأخيراً . يمكن القول إذاً أن الصراع بين مفهومي أو بالأحرى نظريتيي ورؤيتيي الانحطاط والتقدم قد اختزل جوهر الحراك الفكري في عصر الأنوار الأوروبي فأصحاب مذهب التقدم كانوا يواجهون أصحاب نظرية الانحطاط بالأسئلة التالية :
http://science-islam.net/puce_rtl.gif هل يستطيع رجال اليوم أن يتباروا الند للند مع مشاهير القدماء، أم أنهم أدنى منهم فكرياً ؟ وهذا السؤال نفسه كان يتضمن قضية أكبر وهي :
http://science-islam.net/puce_rtl.gif هل استنفدت الطبيعة قواها ؟
http://science-islam.net/puce_rtl.gif هل أصبحت عاجزة عن خلق رجال يضاهون في العقل والقوة أولئك الذين خلقتهم ذات يوم ؟ هل أصيبت الإنسانية بالإرهاق أم أن قواها دائمة ولا ينضب معينها ؟ (3) .
لقد كانت هذه الأسئلة بمثابة الحجج الضمنية التي دافع بها المحدثون أصحاب نظرية التقدم عن رؤيتهم ، فأسئلتهم تلك كانت النقيض المباشر لنظرية الانحطاط التي ولّد الرفض لها من غير شك نظرية التقدم الإنساني كما ذكرنا أكثر من مرة .
لقد أصبح الفكر الأوروبي في العصر الوسيط أسير الفكر الأرسطي وأصبح مكبلاً بمقولاته و مفاهيمه ، حتى أصبح الإعجاب المفرط باليونان عائقاً رئيسياً أمام التقدم الأوروبي ، لدرجة أن مفكري العصر الوسيط الأوربيين نسبوا الحقيقة كاملة لأرسطو وراحوا يبحثون عنها في كتاباته المبهمة وعبر تأويلاتٍ متعددة لا نهاية لها بدل أن يحاولوا أن يجهدوا لتأسيس منهج جديد في النظر ، و هو ما لعبت كتابات ابن رشد المترجمة و التي أصبحت تعرف لدى الأوربيين (بالرشدية اللاتين ) دوراً بارزاً في تحطيم الأسطورة الأرسطية التي سادت لدى الأوربيين .
لكن فكرة التقدم نفسها التي بررت نفسها بأن الإنسانية تختزن في كل عصرٍ من عصورها خلاصة الثقافات و الحضارات التي سبقتها وقعت في فخ تأليه ذاتها ، فإذا كان فونتيل أول من صاغ فكرة تقدم المعرفة كمذهب كامل(4) فإن شيوعها ارتبط بعددٍ من العوامل الاقتصادية و السياسية و الثقافية و حتى الاستعمارية و العسكرية فتعميم مبدأ العلم و تحويله إلى قوة حية في المجتمعات الأوربية جعل لنتائج الاكتشافات الصناعية و العلمية المتتابعة رصيداً لا قرار له لدى الناس ، و أصبحت إنجازات الفيزياء أكبر دليل و مبرر لصحة اتجاه مفهوم التقدم، مما حول مفهوم التقدم نفسه في مخيلة الناس إلى عقيدة أيديولوجية جديدة بدأت تشق طريقها و يزداد معتنقوها إلى حد أنها أصبحت بمثابة الأيديولوجية الرسمية التي قامت عليها عددٌ من الدول الأوروبية في القرنين السابع عشر و الثامن عشر .
وخلاصة هذه الأيديولوجيا كانت تقوم على أن الإنسانية خلافاً للفرد، تتألف من جميع العصور، فالفرد يعيش مرحلة شيخوخة ،أما الإنسانية فإنها لا تشيخ أبداً و هي لذلك تكسب دائماً بدلاً من أن تخسر ، أما عصر النضج فإنه يدوم إلى ما لا نهاية لأنه نضجٌ يتقدم من غير توقف . والأجيال اللاحقة ستكون دائماً متفوقة على الأجيال السابقة ، ذلك أن التقدم هو نتيجة طبيعية وضرورية لتكوين العقل الإنساني (5) .
دور المركزية الغربية في تعميم المفهوم الغربي عن "التقدم " :
مع اكتساح فكرة التقدم منافستها القائمة على نظرية الانحطاط، فإنها ستبثُّ انتصارها ذاك على كافة المجالات الإنسانية العلمية والصناعية والفلسفية والسياسية وسيصبح لها روادها المخلصون الذين دافعوا بحرارة وحماسٍ مفرطين عنها ، وإذا كانت هذه الفكرة قد تلقت ضرباتٍ موجعة على يد روسو وأتباعه الذين اعتبروا أن التطور الاجتماعي كان خطيئة جسيمة ، وأن الإنسان كلما ابتعد عن الحالة البدائية البسيطة أصبح أكثر تعاسة ، ولذلك فالحضارة بحسب روسو تتصف في جوهرها بالفساد ، برغم مقالة روسو تلك التي بدت كنقيض لفكرة التقدم فإنها لم تشهد رواجاً حقيقياً ، بحكم أن التطور والتقدم الصناعي والعلمي كان في ذلك الوقت يحقق نتائج باهرة للإنسان ، وكان يحصد نتائجها المواطن البسيط ذاته ، وهو ما جعل رؤية روسو المتشائمة تلك أشبه بنوستالوجيا شاعرية لم تحصد لها مناصرين على أرض الواقع.
بل إن الفكرة الفلسفية ذاتها بدت حازمةً أمرها تماماً على النظر إلى الإنسانية وفق أفقها الواسع ، ففيخته كان أول فيلسوف حديث يُضفي الطابع الإنساني على الأخلاق ، فهو قد نبذ نبذاً كاملاً فكرة التصور الفردي الذي يُشكل أساس علم الأخلاق " الكانطي " والمسيحي على السواء ، إذ أكد أن الدافع الحق إلى الأخلاق ليس خلاص الفرد ، بل تقدم الإنسانية ، وفي واقع الأمر وكما يقول المؤرخ بيري فإن التقدم أصبح مع فيختة مبدأ علم الأخلاق مما جعل المثل الأعلى المسيحي للورع الزهدي ليس ذي قيمة أخلاقية (6) .
ومع تعميم مثل التقدم على الفروع الإنسانية الأخرى ، في التاريخ مع فيكو ، وفي علم الاجتماع مع فورييه وسان سيمون وكونت ، وفي البيولوجيا مع دارون ، وفي البيولوجيا التطورية مع هربرت سبنسر ، وفي الاقتصاد مع ماركس وانغلز ، وفي الفلسفة مع هيغل ، وغيرهم كثيرون ، مع هؤلاء جميعاً وصلت فكرة التقدم إلى نهايتها واستنفدت طاقتها ، بحيث أصبحت أشبه بالفكرة الاستعمارية من حيث تبريرها لغزو واستعمار الحضارات والشعوب الأخرى بغية ضمان تقدمها وإدخالها في سلك الحضارة البشرية وهكذا تحولت فكرة التقدم ذاتها إلى فكرة نابذة واستبدادية عبر إعادة إنتاجها في إطار الحداثة الغربية وتحديداً مع بداية القرن التاسع عشر ، ذلك أنها تحولت مع شقيقاتها كمفهومي العقل والذاتية وهي ما يعتبرها آلان تورين أسس الحداثة الغربية (7) ، لقد تحولت إلى أدواتٍ لممارسة نوع من المركزية الغربية برر لها استعمار كل من الهند والجزائر بحجة أن هذا الاستعمار يمكن أن يجلب لهما التقدم والحضارة عبر الاستعمارين البريطاني والفرنسي لكل من الهند والجزائر(8) ،وهو المبدأ ذاته الذي وجد فيه هيغل نفسه ملجأً للتسامح اتجاه سقوط دولته أمام الجحافل الفرنسية تحت قيادة نابليون لأن اتجاه التاريخ يتجه صاعداً مع نابليون ذاته .
مع وصول المركزية الغربية ذروتها في طرد ونبذ الآخر والمختلف سينشأ عدد من المفكرين والفلاسفة الغربيين الذين رغبوا في تحطيم أصول هذه النزعة المركزية ، وربما كان من أسبقهم نيتشة الذي أخذ منه فوكو الكثير وأسس لاتجاه ما بعد البينوية الذي كان رائداً وموجهاً لتيار الحداثة متمثلاً في جان بودريار وجان فرانسوا ليوتار وغيرهم .
لقد اعتبر فوكو أن التاريخ لم يكن صقيلاً متسقاً كما تصوره هيغل(9) ، إنه لم يكن أليساً ومتسقاً تماماً ، ويسير على نظام واحد،بل قد شهد انعطافات وانتكاسات حادة وجذرية ، ففي الوقت الذي يتطور فيه العلم والطب بدأبٍ و جد يتطور السلاح الذري بشكل مخيف ومرعب كما استُخدم في هيروشيما وناغازاكي ، وإذا كانت مقولة حقوق الإنسان قد حققت اكتساحاً عالمياً مع تحولها لمفهومٍ دولي موجه ، فإن الإنسان ذاته أصبح عرضةً لمزيدٍ من الانتهاكات من خلال تطور الآلة والتقنية ذاتها التي استخدمت لتعذيبه جسدياً وإفقاره اقتصادياً عبر الاستغناء عن خدماته .
إن مفهوم التقدم الإنساني أصبح محض خيال عصر الأنوار المتفائل ، والحداثة التي أنتجت هذا المفهوم لتبرير صيرورتها ومسارها أصبحت عقبةً أمام حرية الإنسان وفاعليته ، إذ الإنسان هنا لم يعد الإنسان الغربي وحده ، وإنما أصبح الإنسان بما هو إنسانٌ في ذاتيته وكينونته وليس بما هو نتاج عرقه أو لغته أو حضارته وثقافته . إن المشترك الإنساني هو أعم بكثير وأوسع وأرحب من اختزاله في صورة الإنسان الغربي الذي ساد مفهومه لعصورٍ طويلة كان مفهوم التقدم حاملاً قانونياً وشرعياً له .
هكذا إذن و مع تفكك المركزية الغربية عبر عديد الضربات التي وجهت لها بدءاً من نيتشه وهيدغر و مروراً بفوكو و شترواس و انتهاء بدريدا و و هابرماز ستطوى الصفحة تماماً عن مفهوم التقدم التاريخي فلسفياً(10) ،و مع سقوط الاتحاد السوفيتي الذي حمل لواء أيديولوجية الحتمية التاريخية سيسقط مفهوم التقدم سياسياً أيضاً (11)و عندها سنقترب من عودةٍ أو ردةٍ لمفهوم الانحطاط و لكن بشكلٍ جديد عبر الكتابات المتكاثرة و المتزايدة التي تتحدث عن نهاية التاريخ مع فوكويا أو "نهاية العالم " كما تشهد ذلك مئات الكتب التي تبشر بالنبوءات التوراتية التي تستعجل القيامة بوصفها مخرج البشرية الأخير(12) .
العالم الإسلامي بين رؤية الانحطاط و سؤال التقدم :
ليس من السهل أبداً التأريخ للعالم الإسلامي وفق معيار تطوري وحيد، بمعنى أن الدين الإسلامي و منذ ظهوره لعب دوراً حاسماً و تاريخياً في تغيير صورة العرب الذين توجه الإسلام إليهم بداية بالدعوة ،فانطلق عندها الدين الإسلامي من أرض جزيرة العرب حتى امتد إلى أوروبة شمالاً و من إيران إلى المحيط الأطلسي ،و قد سيطر المسلمون سيطرة كاملة على البحر المتوسط حتى أن ابن خلدون قال" إن النصارى لم يكن في وسعهم أن يمخروا عباب هذا البحر و لو على ظهر خشبة"(13) لكن هذا التوسع الجغرافي تداخل مع تراجع فكري و فقهي و انسداد في أفق النظام السياسي الذي أصبح قائماً على الملكية أو الإمارة أو السلطنة ،و حتى على المستوى العلمي فإن الحضارة الإسلامية وصلت إلى طريقٍ مسدود برغم ظهور مبدعين نادرين كابن الهيثم في البصريات و الطوسي في علم الفلك و ابن خلدون في التاريخ و علم الاجتماع و غيرهم كثير إلا أن نتاجهم ذلك لم يجد من يحفظه و يبني عليه ، فالمعرفة العلمية تقوم في أساسها على التراكم، و مع افتقاد الحضارة الإسلامية لمثل هذه الميزة تحولت الأعلام الفكرية و العلمية إلى أشبه بالشموع التي تنطفأ عند نفاد مخزونها ،و هو ما حصل تماماً ،في حين تمكن الغرب من الاستنارة بهذه الشموع ليبني عليها تراكماً علمياً فذاً أنتج فيما بعد النهضة الصناعية الأوروبية التي فجّرت مولد الثورة العلمية والتي أصبح لها انعكاساتها على الإنسانية أجمع و في كافة المجالات و الفروع الإنسانية .
مهما يكن فإن البحث في أسباب تدهور الحضارة الإسلامية يخرج عن هدف هذا البحث ،بقدر ما نحاول أن نرصد أو نتتبع للفترة التي عرفت في التاريخ الإسلامي بعصور الانحطاط . و إذا كان التاريخ الإسلامي يحتفظ بفترةٍ ذات أفضلية في تأريخه هي زمن النبي محمد عليه الصلاة و السلام و صحابته الكرام ،و لذلك فالتاريخ من بعدهم لا ينفك ينحدر باتجاه السيئ فالأسوأ و هو ما تقرره أحاديث نبوية عديدة، فإن آيات كريمة و خاصة قوله تعالى: ( كنتم خير أمة أخرجت للناس ) تربط مفهوم الخيرية بالأمة الإسلامية بالمطلق بغض النظر عن زمانها و توقيتها، و هو ما يدفعنا إلى نفي مفهوم الانحطاط بوصفه قدرا ً لاهوتًيا على العالم الإسلامي أن يمر به، و مثل هذا التفكير الشائع لدى الكثير من الأوساط المتدينة ينفي عن البشر فاعليتهم و حراكهم الاجتماعي و السياسي و قدرتهم على التغيير و البحث عن الأفضل، و يشيع عموماً رؤية تواكلية تقوم على أساس أنه" ليس بالإمكان أفضل مما كان " أو قائمة على مبدأ أن "السلف لم يترك للخلف شيئاً "و هو ما يجعلنا مكررين و مقلدين لمقولات السالفين التي علينا تردادها و استنساخها، ففيها خلاصنا الفردي على اعتبار أن الهم الإنساني غالبا ما يكون مغيباً تماماً في مثل هذه الرؤية اللاتاريخية.
يعيد المؤرخ الشهير حسين مؤنس على سبيل المثال لا الحصر تدهور الحضارة العربية الإسلامية إلى القرن الرابع الهجري – العاشر الميلادي ، و يعزو ذلك إلى سوء النظام الإداري و المالي، وإلى جمود النظام السياسي المخرب الذي سارت عليه الحكومات الإسلامية منذ حكم البويهيين في منتصف القرن الرابع الهجري(14) بيد أنه يعقب قائلاً" إن التدهور في عالم الإسلام هو تدهور نظم الحكم و تدهور أخلاقيات أهله في العصور الماضية ،أما تدهور كتلة الشعب فهو شيء لم تعرفه الحضارة الإسلامية قط، و ظلت الأمة الإسلامية في مجموعها أمة فاضلة "(15).
و هكذا فالانحطاط وفقاً لمؤنس ظاهريٌ فقط و عارض ، بينما بقي جوهر الحضارة الإسلامية سليماً و معافى عن أن تمسَّه ظواهر الانحطاط أو أعراضه. إن إحساس التنزه هذا مع الكثير من المفكرين الإسلاميين يمنعنا عن التفكير في سؤال الانحطاط أو التخلف الذي أعاق الحضارة الإسلامية عن اكتشاف الثورة العلمية الحديثة بعد أن كانت مرشحة بامتياز لتحقيقها بحكم التقدم العلمي و الفكري المذهل الذي حققته في القرن الثامن الميلادي لكنها أخفقت بينما تمكنت الحضارة الغربية من تحقيق القفزة باتجاه الثورة العلمية مع أن الغرب في تلك الفترة كان في أشد عصوره انحطاطاً و ظلاماً.
مهما يكن فإن اتجاهاً عاماً ساد لدى المفكرين المسلمين يغلب إلى القول بأن "البشر ساروا على الطريق المستقيم زمن الرسول صلى الله عليه و سلم و الفضل في ذلك يرجع إلى هدي النبوة ثم القرب من عصرها، لكن و بعد هذا العهد أخذ أمر الناس يفسد و أخذوا يبتعدون عن الطريق السوي، و هكذا يأخذ التاريخ في نظر أولئك المفكرين اتجاهاً منحدراً و ينظر كل واحد منهم إلى العصور التي سبقته على أنها بالضرورة أحسن من عصره، و يعتبرون أن هذا الاتجاه سيستمر حتى تعم الفوضى و يعود الإسلام غريباً كما ولد غريباً و يضطرب الأمر كله في النهاية حتى يستنقذ الله الناس بعودة عيسى بن مريم عليه السلام و يقتل الدجال، أي يقضي على الفوضى و الظلم، و يملأ الدنيا عدلاً بعد أن ملئت جوراً ، و يكون ذلك من إشارات الساعة أي مقدمات نهاية الدنيا "(16)مثل هذا التفكير وجدناه شائعاً لدى الفكر الأوربي في العصر الوسيط قبل ظهور فكر الأنوار، ويعود في أصوله إلى تفكير إغريقي قديم ينظر إلى الزمن على أنه عدوٌ للإنسان ثم انتقلت هذه النزعة التشاؤمية إلى التفكير المسيحي الذي يتلبسه مفهوم التضحية مما فرض عليه نوعاً من الرؤية المأساوية و السوداوية تماماً للزمن، الذي يصبح مرذولاً و مطروداً مع تقدمه ، و إن تشرب مثل هذا النوع من التفكير في الرؤية الإسلامية أعاقها عن النظر بعين استقلالية إلى الزمن، الأمر الذي كان من شأنه أن يوسع أفق التفكير الميتافيزيقي للمفكرين المسلمين في القرون اللاحقة، و يمنحهم حريةً من التفكير و الحركة تمثل ضرورة لأي عملية إبداع حقيقي في أية حضارةٍ من الحضارات .
دور الإسلام في العلم الحديث وأسباب إخفاق نهضته الحديثة :
يتساءل توبي هاف قائلاً "لماذا أخفق العلم العربي في أن ينجب العلم الحديث ؟و لماذا انهار و تراجع الفكر العلمي و العمل في الحضارة العربية الإسلامية بعد القرن الثالث عشر ؟مع أن العلم العربي كان منذ القرن الثامن حتى نهاية القرن الرابع عشر أكثر العلوم تقدماً في العالم، و قد تجاوز بكثير ما كان في الغرب و في الصين ،و في كل ميدان للبحث في الفلك و الكيمياء و الرياضيات و الطب و البصريات "(17)ثم يضيف "إذا كان العلم العربي كان له التفوق التقني و العلمي على مدى أكثر من خمسة قرون فلماذا لم ينجب العلم الحديث؟"(18) .
إن هاف يعتبر أن العلوم التي أطلق عليها الغربيون تسمية العلوم الطبيعية كان المسلمون يسمونها (علوم الأوائل ) و ذلك في مقابل أو موازاة العلوم الإسلامية المتعلقة بدراسة القرآن و الحديث و الفقه و الكلام و الشعر و اللغة العربية، و بدافع من حب الاستطلاع و لدوافع دينية بلغ العلم العربي و الإسلامي من القرن الثامن إلى القرن الرابع عشر أعلى مستوى له من التقدم العلمي و لم يكن ذلك بغاية خدمة العلوم الطبيعية ( علوم الأوائل ) بذاتها بقدر ما كان عائداً إلى الحاجة إلى تطوير العلوم الإسلامية نفسها ،فمن أجل تقسيم المواريث اعتُبر الحساب موضوعاً مهماً للدراسة و من أجل تأدية الشعائر كانت الحاجة لتحديد المواقيت و من ثم إلى استخدام الهندسة و إلى ابتكار حساب المثلثات و ذلك بغية اكتساب عمليات حسابية تحدد الاتجاه إلى مكة حيث هي تمثل قبلة المصلين .
و إذا أخذنا بتتبع الأسباب التفصيلية التي تدرس أسباب إخفاق العالم العربي في أن ينجب العلم الحديث رغم أنه كان المرشح المؤهل لذلك و هذه الأسباب هي كما ذكرها هاف ،التي تعد دراسته الأولى من نوعها لجهة إنصافها لدور الحضارة العربية الإسلامية أولاً، و التمحيص في الأسباب العقائدية و السياسية و الاجتماعية و الاقتصادية التي أدت إلى تدهور الحضارة الإسلامية ثانياً، و ثالثاً و أخيراً دراستها المقارنة و المثيرة بين الحضارة الإسلامية و الحضارتين الغربية و الصينية، و هي المقارنة التي من شأنها أن تثير الكثير من التساؤلات و تضيء بنفس الوقت العديد من الجوانب التي غالباً ما يغفل عنها الباحثون المسلمون بحكم أنهم ينظرون إلى حضارتهم برؤية ذاتية تحمل الكثير من التجميل و أحياناً بعض الادعاء و المبالغة . يعيد هاف هذه العوامل إلى أسباب عرقية و سيطرة السنية الأرثوذكسية الدينية و الطغيان السياسي إضافة إلى وسائل متصلة بالبواعث النفسية و العوامل الاقتصادية فضلاً عن إخفاق فلاسفة الطبيعة العرب في أن يطوروا و يستخدموا المنهج التجريبي (19).
هذه العوامل الأساسية انبثقت عنها عوامل فرعية هي ناتجة عنها بالضرورة،فالطغيان السياسي و سيطرة السنية الدينية أفرز تعصباً دينياً و بخاصة تجاه العلوم الطبيعية، مما أدى إلى نشوء ما يسمى بالعلوم السريّة بدلاً من دراسة العلوم اليونانية و العقلية بشكلٍ حر و منفتح تماماً،و هو ما نلحظه عند ملاحظة مدى صعود علوم التصوف و الحركات السرية في القرنيين الثاني و الثالث عشر، بحيث سيطرت عقلية أشبه بالسرية على عقول الكثير من المثقفين و العلماء العرب المسلمين سواء اعتقاداً إيمانياً بالخلاص عبر التصوف، أو ممارسةً للتقية و خوفاً من الحاكم الجائر الذي انحاز لمذهب معين سعى لفرضه بالسيف و البطش .
و لندخل في أمثلةٍ تفصيلية أكثر دقة لنحاول الإجابة عن سؤال إخفاق العلم العربي بشكلٍ أكثر جلاءً و تعمقاً، فمؤرخوا علم الفلك الغربي على سبيل المثال من أمثال كيندي و جولد شتين و عبد الحميد صبره و غيرهم يتساءلون جميعهم بحيرة بعد اطلاعهم على التقدم الذي أحرزه علم الفلك العربي في القرون الثاني عشر و الثالث عشر و الرابع عشر مقارنة مع نماذج العلم الحديث التي انبثقت من تجديدات جهود العلماء المحدثين من مثل كوبر نيكوس و جاليلو و كبلر، فلماذا لم يستطع ابن الشاطر مثلاً أو خلفاؤه و هم كثيرون أن يقوموا بالوثبة الكبيرة نحو نظام مركزية الشمس، و هي الوثبة التي فتحت الباب الميتافيزيقي للثورة العلمية الأوروبية في القرنيين السادس عشر و السابع عشر و بدلاً من ذلك جمد العلم العربي و بدأ في التدهور .
إن ذلك يدعو للحيرة بشكل كبير فلماذا لم يتابع العرب السير إلى الخطوة الأخيرة حتى الثورة العلمية الحديثة التي كانوا أقرب إليها مما كنا نتصور ،إذ أنها لم تكن تتطلب أكثر من نماذج رياضية، فنماذج الأجرام لابن الشاطر و كذلك تلك لدى كوبرنيكوس متماثلة تماماً مع اختلافات ضئيلة في بعض مقاييسها ،بيد أن الانتقال الميتافيزيقي كان من شأنه أن يحدث انشقاقاً فكرياً مع النظرة الإسلامية التقليدية إلى الكون كما كان يفهمه العلماء المسلمون، أما التحول الكوبرنيكي فإنه قد خلع ثلاث حركات إلى الأرض جاعلاً الشمس في المركز و قد أحدثت هذه النقلة الفكرية قدراً كبيراً من الصدام مع الدوائر الدينية و الفكرية في الغرب لكنها حققت تحولاً جذرياً في رؤيتنا إلى العالم ميتافيزيقياً وفكرياً و علمياً. لكن العلماء العرب توقفوا تماماً عند حافة واحدةٍ من أكبر الثورات العلمية في التاريخ ثم انحدروا باتجاه العودة إلى الدراسات الكلاسيكية في الفلك التي تدور حول التقاويم القمرية.
إن المعرفة العلمية الحديثة هي معرفة كونية و إنسانية بلا شك، فهي ليست موروثة لمجتمع قومي أو جماعة عرقية أو أمة معينة إنها معرفة ذات سمة عالمية و تستطيع الحضارات جميعها أن تسهم في اكتشافها و ابتكارها حسب جهودها العلمية و العوامل الأخرى المحيطة التي من شأنها أن تساعد في إظهار هذه المعرفة و إبرازها فكما قال هاف بحق فإن الاكتشاف الرياضي اتخذ سمة العالمية بغض النظر عن الجذور الثقافية للمكتشف و هذا الاكتشاف خلق قنوات اتصال و أهَّب لولادة ابتكارات أضاءت جميعها الطريق لكل الشعوب(20) .
فالعلم العربي أسهم بقدرٍ كبير في المعرفة العلمية و المنهجية و الرياضية إلى ما يمكن تسميته العلم العالمي الحديث فإذا عدنا الآن لمناقشة الأسباب التي حللها هاف و رأى أنها مثلت تعليلاً لإخفاق العلم العربي عن الدخول في الحداثة، فإننا نجده يعتبر أن عدم حيازة العلم كمؤسسة على استقلاله في الحضارة العربية الإسلامية كان أول العوائق ،ذلك أنه تم تمثيل العلوم اليونانية وفقاً لمقتضيات الثقافة الإسلامية ،حيث افترض العلماء المسلمون أن الحقيقية العلمية يجب أن تكون في نسقٍ متسق و منسجم و متناغم مع الدين، و أن يكون له أيضاً دوره ووضعه الجوهري في هذا النسق (21)، فالمعرفة العلمية لم تحظ باستقلال عن المعرفة الدينية، بل إن الأولى كانت مضطرة إلى أن" تتأسلم" حتى تكون قادرة على الذيوع و الانتشار، لقد كانت بحاجة إلى شرعية دينية دائمة تبرز جدواها أو التفرغ لها،خاصة بعد أن احتكرت العلوم الفقهية و العقائدية و علوم الحديث و الأصول الاهتمام الأكبر للمشتغلين بالبحث و التفكير بوصفها أفضل العلوم .
و كما أن الاستقلال العلمي كمؤسسة لها اعتبارها كان متعذراً في الحضارة العربية الإسلامية بالرغم من الاهتمام به و الحثِّ عليه إلا أن ذلك لم يكن يقع سوى تحت عبء جهود فردية و إبداعات شخصية أغراها حب الاطلاع أكثر من رغبتها في تأسيس معرفة علمية لها قواعدها و أسسها العلمية التراكمية .
و الأمر نفسه أيضاً ينطبق على مفهوم القانون كونه يحتاج إلى مؤسساتٍ قضائية ذات استقلالية تامة حتى يستطيع أن يمارس دوره و فاعليته و يكون له دورٌ في تعزيز المفهوم القانوني لدى المجتمع، فعلى الرغم من وجود مآثر و مفاخر قضائية تتعلق بعددٍ من القضاة النزيهين الذين كان لهم قرارهم المبدئي بالرغم من موقف الحاكم أو الخليفة،إلا أن ذلك للأسف لم يتطور إلى مؤسسة لها استقلاليتها التامة عن السلطة التنفيذية، إذ بقي تعيين القضاة محصوراً من قبل الخلفاء أو السلاطين،و لذلك غالباً ما شعر الحكام السياسيون بأنهم قادرون على أن يقرروا لأنفسهم ما ينبغي عليه القانون في أنظمتهم على حد تعبير هاف، و لذلك لم تطور الشريعة الإسلامية الإجراءات أو النصوص اللازمة التي بمقتضاها يمكن للأمير أو من يمثل السلطة التنفيذية أن يُحاسب على أفعال خارجة عن القانون قد ارتكبها، ففي التاريخ الإسلامي كان الجهاز القضائي يتكون من علماء يمارسون وظائفهم بموجب تفويض من السلطة التنفيذية و من ثم فإنهم يعتمدون عليها(22) و حسب هارولد بريمان فإن فصل القضاء الكنسي عن القضاء العلماني للأباطرة و الملوك كان شرطاً ضرورياً لتطوير الفكرة الأوروبية الحديثة عن الاستقلال و هذا ما مكن العلم من التطور كمهمة لها استقلالها، و لكن لما كان الإسلام لم يعرف الكيانات و الجماعات التعاونية فإن ذلك حال دون تطور الأدوار لجماعات مستقلة مهنية توفر لها الامتيازات القانونية و تقيم معايير جامعية متعلقة بالعلم كالموضوعية و الإنصاف و عدم التحيز دون اعتبارات سياسية أو دينية أو شخصية (23)،و هو ما تطور في العالم الغربي إلى نقابات و مؤسسات مهنية مستقلة في حين لم تأخذ مثل هذه المهن شخصيتها القانونية المستقلة .
و يضيف هاف أمراً آخر يتعلق بالتعليم في الحضارة العربية الإسلامية أو ما يسميه سلوكيات الحياة الثقافية في الإسلام من حيث طبيعة العلاقة بين المعلمين و التلاميذ، ذلك أن الفلاسفة المسلمين كالفارابي و ابن سينا و ابن رشد و ابن طفيل جميعهم كانوا يرون أن العامة غير قادرة على استيعاب الحقائق العليا للفلسفة و هو ما تحدث عنه الغزالي في أحد كتبه ( لجم العوام عن التحدث في علم الكلام ) إذ تحدث عن ما يسميه ( المعنى الباطن للشريعة ) و هو ما يتناقض تماماً مع ضرورة تعميم المفهوم العلمي و يحرّم المناقشة العلمية و لا يساعد على بث الروح العلمية في المجتمع فضلاً عن قيم العالمية و الشمولية(24)، فإنجاز الثورة العلمية يقتضي حتماً تحطيم العلاقات و الصلات الترابطية بين أفراد المجتمع العلمي طالما أنهم يسعون جميعاً إلى اكتشاف الحقيقة و يدأبون في البحث عنها .
يبقى في النهاية ما يُسمى التصور العام للعلوم في الإسلام من حيث كونها علوماً إلهية و لذلك فمثل هذا التصور يرفض العلوم العقلية كما يسميها إذا لم تكن متكيفة أو متوافقة مع العلوم النقلية مما يجعل روح الإبداع في الفلسفة أو غيرها من العلوم محدوداً خوف التمرد أو الخروج عن التصور الديني لنظام العالم الطبيعي كما كان سائداً في تلك الفترة و تتحول العلوم عندها إلى محاولة توفيقية بين علوم العقل و النقل، خوف الوقوع في إحراج فقهي أو لاهوتي من شأنه أن يجر على صاحبه الكثير من المشاكل و الصعوبات و لذلك بقيت حرية التفكير محدودة نوعاً ما في تصور عام وضعه علماء الدين أو اللاهوت ، وبغياب مؤسسات قانونية ومهنية تدعم التصورات المنشقة أو المخالفة لن يكون لمثل هذه الآراء أو الأفكار حظ أو نصيب من الولادة فما بالك بانتشارها وذيوعها وهو مبدأ أساس في عملية تراكم المعرفة من أجل إنتاج العلم .
ثم جاء باب إغلاق باب الاجتهاد ليضع حداً نهائياً أمام استحداث مبادئ قانونية أو تصورات جديدة يمكن أن تضاف إلى الشريعة الإسلامية ، وإذا كان إغلاق باب الاجتهاد لا يعدو سوى أن يكون فتوى من قبيل الفتاوى المتعددة التي صدرت في عصور الانحطاط إلا أن أثره القانوني والعلمي كان كارثياً لجهة الإدعاء الشائع بافتراض الكمال والثبات في الشريعة وما على الأجيال اللاحقة إلا التقليد لما كان قد أنجز وصك سابقاً .لقد جمدت المدونة الفقهية والقانونية وتكلست مجموعة التصورات والأحكام ، وهو ما نلحظه واضحاً لدى تتبع الأحكام السياسية والدستورية مثلاً مقارنة مع ضخامة التشريعات وأحكام المعاملات، إننا نجد ضموراً في الفقه السياسي وتضخماً مفرطاً في فقه العبادات .
وأمام هذه المداخل التفسيرية المتعددة التي قدمها هاف والتي هي بلا شك تحمل الكثير من الصحة والصدقية يمكننا أن نفهم معنى الانحطاط الذي طرأ على الحضارة العربية الإسلامية في قرونها المتأخرة ، إنها تمثل إجابة معرفية عن إخفاق العلم العربي عن ابتكار حداثته ،لكنها بنفس الوقت تحمل إجابة شاملة عن تخلف أوجه النشاط في الحضارة العربية الإسلامية في المجالات المختلفة، ذلك أن الطاقة المحركة العلمية قد فقدت فاعليتها ولذلك امتنعت السياسة والاقتصاد والثقافة عن الإبداع الخلاق ورضيت بذاتها التي اهتلكها الزمن رويداً رويداً في حين كانت هذه الطاقة تشتغل بأقصى سرعتها في مكان آخر من العالم، مما جعل الآخر الأوروبي يعيد تجديد ذاته في السياسة والاقتصاد والاجتماع وأصبح مفهوم الانحطاط لديه ماضياً في حين أصبح حاضراً وواقعاً لدينا، فهل التجربة التاريخية ستُتيح لنا الاستفادة من أخطاءنا وخبرات غيرنا أم أننا سنبقى ندور مجدداً في فلك الترداد والاستنساخ .
الهوامش
(1) ج . ب . بيري، فكرة التقدم : بحث في نشأتها وتطورها ، ترجمة عارف حديفة ( دمشق : وزارة الثقافة ، 1988 ) ص 72 .
(2) المرجع نفسه، ص 85
(3) لقد ضاق المفكرون الأوربيون سيّما الفرنسيون منهم لأنهم عبّروا عن حساسية خاصة تجاه القديم والمحدث، لقد ضاقوا ذرعاً بالمزاعم التي تنسب إلى الإغريق و اليونان تفوقاً لا يُنال . فقال موليير مقولته الشهيرة ( القدماء هم القدماء، ونحن أهل هذا العصر )، وهي مقولة تذكرنا بمقولةٍ لعلي بن أبي طالب ( هم رجالٌ ونحن رجال).
(4) ج . ب . بيري ، فكرة التقدم : بحث في نشأتها وتطورها، [ م ، س ]، ص 120 .
(5) المرجع نفسه، ص 132 .
(6) المرجع نفسه ص 233 .
(7) انظر: آلان تورين، نقد الحداثة ، ترجمة صياح الجهيم ( دمشق : وزارة الثقافة، 1998 ) ج2 .
(8) انظر :مايكل هاردتو أنطونيو نيغري، الإمبراطورية:إمبراطورية العولمة الجديدة،تعريب :فاضل جتكر( الرياض : مكتبة العبيكان،ط1 ،2002 ).
(9) انظر :ميشيل فوكو،الكلمات والأشياء،ترجمة مركز الإنماء القومي(بيروت:مركز الإنماء القومي،1989 ).
(10) للمزيد حول ذلك . انظر د. عبد الله إبراهيم، المركزية الغربية : إشكالية التكون والتمركز حول الذات ( بيروت : المركز الثقافي العربي، ط1، 1997 )، وأيضاً : بتر غران ، ما بعد المركزية الأوروبية، إشراف ومراجعة رؤوف عباس ( القاهرة : المجلس الأعلى للثقافة، 1998 ) .
(11) يُعتبر فيلسوف العلم كارل بوبر من أشد ناقدي مفهوم التقدم في النظرية الماركسية، انظر : كارل بوبر عقم المذهب التاريخي ، ترجمة عبد الحميد صبره ( الاسكندرية:منشأة المعارف،1959 ) وأيضاً انظر حواراً ثرياً مع بوبر حول هذا المفهوم في : كارل بوبر،خلاصة القرن،ترجمة الزواوي بغورة ولخضر مذبوح(القاهرة :المجلس الأعلى للثقافة،2002 ).
(12) مع سيطرة المحافظين الجدد والإنجيليين الجدد على معظم مراكز صنع القرار في إدارة جورج بوش الابن في الولايات المتحدة والتي شنت حرباً غير شرعية على العراق بالمعايير الدولية سادت نظريات قيامية لدى الطائفة المعمدانية الإنجيلية التي هي الأكبر عدداً في الولايات المتحدة إذ يبلغ تعدادها 16 مليون تقريباً، وأصبحت تصدر كتباً وقصصاً وروايات هي الأكثر مبيعاً في الولايات المتحدة ومعظمها يدور حول قرب نهاية العالم واقتراب موعد القيامة ونهاية الأزمنة التي يجب أن تختم بمعركة هرمجدون ، انظر روايات جيري جنكنز والقس المتقاعد تم لاهاي التي بلغ عددها إحدى عشر رواية وباعت في الولايات المتحدة وحدها خمسون مليون نسخة وجميعها تبني حبكتها حول "علامات الساعة " التي تؤذن بالواقعة الأخروية التي تستعد لخوضها قوى الخير ضد جحافل الشر . والمسيح ضد المسيح الدجال ، إنها كارثة بدأ العد العكسي لحدوثها ، وسوف تسفر عن مليارات القتلى ولن ينجو منها سوى حفنة من " المختارين " المكلفين بتمهيد الطريق لعودة " المسيح" المخلّص .
(13) انظر : كلود دلماس، تاريخ الحضارة الأوربية، ترجمة توفيق وهبه ( بيروت، باريس : منشورات عويدات، ط2، 1982 ) ص13.
(14) د. حسين مؤنس، الحضارة : دراسة في أصول وعوامل قيامها وتطورها ( الكويت : المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، سلسلة عالم المعرفة ـ 237 ـ ، ط2، أيلول /سبتمبر 1998 ) ص53 .
(15) المرجع نفسه، ص 56 .
(16) المرجع نفسه، ص 186 .
(17) توبي أ. هاف، فجر العلم الحديث : الإسلام ـ الصين ـ الغرب، ترجمة د. أحمد محمود صبحي ( الكويت:المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، سلسلة عالم المعرفة ـ 219 ـ ، ط1، مارس / آذار 1997 ) ج1، ص 73 .
(18) المرجع نفسه، ص 76 .
(19) المرجع نفسه، ص77 .
(20) المرجع نفسه، ص 84 .
(21) المرجع نفسه، ص 88.
(22) المرجع نفسه، ص 106.
(23) المرجع نفسه، ص 106 .
(24) المرجع نفسه، ص 109.

الغلا كله
05-11-2009, 08:41 PM
يسلمووووووووووو