المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تقرير الاسلام والزراعة



ابن العراق الجريح
03-05-2009, 11:40 PM
الإسلام والحث على الزراعة




قال تعالى: >وهو الذي أنزل من السماء ماء فأخرجنا به نبات كل شيء فأخرجنا منه خضراً نخرج منه حباً متراكبا ومن النخل من طلعها قنوان دانية وجنات من أعناب والزيتون والرمان مشتبهاً وغير متشابه، انظروا إلى ثمره إذا أثمر وينعه، إن في ذلكم لآيات لقوم يؤمنون< سورة الأنعام الآية 99، وقال تعالى: >وهو الذي أنشأ جنات معروشات وغير معروشات والنخل والزرع مختلفاً أكله والزيتون والرمان متشابهاً وغير متشابه، كلوا من ثمره إذا أثمر وآتوا حقه يوم حصاده ولا تسرفوا، إنه لا يحب المسرفين< سورة الأنعام الآية 141 .



ويقول رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم: >إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فإن استطاع أن لا تقوم حتى يغرسها فليفعل< رواه أحمد.



لقد حث الإسلام على الزراعة واعتنى بها وحرص عليها ودعا إلى الاعتناء بها وزيادة مساحة الأراضي الزراعية، كما حث على حفر وشق الموارد المائية، فقال عليه الصلاة والسلام: >من أحيا أرضاً ميتة فهي له< رواه أحمد وأبو داود والترمذي.



ويكفي لبيان أهمية ومنزلة الزراعة في الإسلام أن الله تعالى قدم الحبوب والزروع على غيرها في قوله سبحانه وتعالى: >وآية لهم الأرض الميتة أحييناها وأخرجنا منها حباً فمنه يأكلون، وجعلنا فيها جنات من نخيل وأعناب وفجرنا فيها من العيون، ليأكلوا من ثمره وما عملته أيديهم، أفلا يشكرون< سورة يس الآيات 33-35 .



ففي هذه الآيات الكريمة نقاط أساسية ومهمة تتعلق بالأرض والنبات و الزراعة منها:



الأولى : امتنان الله تعالى على عباده بتسخير الأرض لهم، وأنه جعل من خصائصها قابليتها للزراعة فتتحول الأرض القاحلة إلى بساتين نضرة وحدائق غناء.



الثانية : فيها توجيه إلى ضرورة استصلاح الأرض البور.



الثالثة : فيها تقديم الأهم على المهم وتنظيم الأوليات في الغذاء، ففي تقديم الحبوب على النخيل والأعناب دليل على أهميتها حيث أن الحبوب هي الغذاء الأساسي اليومي للإنسان.



الرابعة : في قوله تعالى: >وما عملته أيديهم< توجيه رباني إلى ضرورة العمل، فهذا الخير العميم من الحبوب والثمار والفواكه، إنما جاء بعمل الأيدي بعد أن وهبهم الله صحة الأبدان والقدرة على الإنتاج، وذلل لهم الأرض، وسهل لهم سبل إحياءها بإرشادهم إلى أدوات الزراعة وعلومها ولوازمها.


وقد جعل الحبيب المصطفى صلوات الله وسلامه عليه من الأجر والثواب للمزارعين مالا يعلمه إلا الله فقال: (ما من مسلم يغرس غرسا أو يزرع زرعا فيأكل منه طير أو إنسان إلا كان له به صدقة) رواه البخاري ومسلم.
وقال عليه الصلاة والسلام: (سبع يجري للعبد أجرهن وهو في قبره بعد موته: من علم علما، أو كرى نهرا، أو حفر بئرا، أو غرس نخلا، أو بنى مسجدا، أو ورث مصحفا، أو ترك ولدا يستغفر له بعد موته) أخرجه البزار وأبو نعيم.

فالزراعة من موارد الكسب الحلال وفيها يظهر توكل المؤمن على الله تعالى، فما في الصنائع كلها أبرك منها ولا أنجح إذا كانت على وجهها الشرعي، ففيها يحصل الأجر الكبير من الله، إضافة إلى ما فيها من رفع لمستوى المعيشة وإحياء لحراثة الأرض وتشجيع للأيدي العاملة واستثمار للقوى الكامنة وتخفيف لوطأة البطالة وانتفاع بأصحاب الكفاءات وأرباب المؤهلات، والتوجيه لمزاولة الأعمال الحرة ومضاعفة للجهود في سبيل إنماء الثروة، وفي كل هذا تشجيع على الاقتصاد المحلي وزيادة في الدخل القومي ونهوض بالأمة إلى المستوى اللائق بها بين الأمم.
ولا شك أن الإنسان إذا اطمأن إلى رزقه وتيسرت له أسباب عيشه لا يطمع في كسب المال من غير حله فيستتب الأمن وتسود الطمأنينة ويعم السلام، ومن هنا نرى اهتمام الإسلام بالزراعة والدعوة إلى مراعاة الزراع والرأفة بهم وعدم تحميلهم ما لا يطيقون، ذكر الكتاني أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه خصص ثلث إيراد مصر لعمل الجسور والترع لإرواء الأراضي.
قد سلك كثير من خلفاء المسلمين وأمرائهم نهج الخلفاء الراشدين في توجيه عنايتهم واهتمامهم إلى عمارة الأرض واستصلاحها، وأمروا ببناء السدود وحفر الترع.
فلما ولي الحجاج أمر العراق في أيام عبد الملك بن مروان وابنه الوليد عمد إلى استصلاح المزيد من أراضي الأهواز ، وأمد الفلاحين بالقروض المالية رغبة منه في دعمهم ومساعدتهم، وهو أول من قام بتمويل الفلاحين بالقروض الحسنة.
وأكثر الحجاج من الماشية، وبعث له عامله على السند محمد بن القاسم الثقفي آلاف الجواميس ليستعين بها في إحياء الأرض وزراعتها.
كذلك نرى الخليفة العادل الراشد عمر بن عبد العزيز يقوم بتقديم القروض الحسنة للعاملين في الأرض ولو كانوا من أهل الذمة لما في ذلك من مصلحة للمسلمين . ومن فضل الله تعالى على أهل هذا البلد الخير الطيب أن القيادة الحكيمة أولت الزراعة أهمية خاصة، فقامت بتوجيه المعنيين كافة بضرورة عمل السدود وشق الترع والقنوات، وإعطاء القروض الحسنة إلى المزارعين لاستصلاح الأراضي، وجعل هذا البلد بلدا زراعياً أخضر.
فهيا بنا إلى الأخذ بأسباب القوة، وزراعة ما يفيد وينفع الأمة، حتى نكون أمة تأكل مما تزرع وتلبس مما تصنع، وتشرب الماء مما تجمع.

و أرجو ان يعجتكم ....

RMOOZUAE
05-02-2010, 12:54 AM
يرفـع الموضوع لإستقبـال الفصل الدراسي الثاني :thumb_yello:

بالتوفيـــق للجميـــع