المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : البحوث والتقارير تجدونها هنا



أبو عبدالله
03-05-2009, 05:45 PM
السلام عليكم ورحمة الله

الموضوع يجمع البحوث التي قام الطلاب بقلها وترتيبها من الشبكة

وقد وضعتها هنا بشكل مرتب .


موضحاً كاتب البحث وعنوان البحث .



===============================

أبو عبدالله
03-05-2009, 05:47 PM
الكاتب : غصن الريان

عنوان البحث : الرسول صلى الله عليه وسلم

السنة الدراسية :

الصف :
العاشر 2
مقدم للمعلمة المحترمة :
-----------
الطالبة:
-------------


إهداء
...........................................
..........................................
..........................................
المقدمة

الحمد لله رب العالمين و العافية للمتقين و لا عدوان إلا على الظالمين ، و صلى الله عليه و سلم على نبيه و رسوله المبعوث رحمة للعالمين ، محمد و على أزواجه و صحابته الطيبين الطاهرين و من تبعه إلى يوم الدين .
كلنا نعرف أن للرسول صفات كثيرة و خصال عظيمة تميز بها عن باقي المخلوقات ، و كلنا نعرف حكمة الرسول صلى الله عليه و سلم و موعظته ، و أنه دائما ما يلقي الحكم و النصائح في مواقع صحيحة ، و في أوقات دقيقة ، بحيث ينتفع و يتعلم منها جميع الناس ، و جميعنا يعرف الرسول صلى الله عليه و سلم و أدبه الرفيع ، و أخلاقه الفاضلة ، و معاملته الحسنة للناس و الصحابة و خدمه و حتى زوجاته و بالأخص معاملة زوجاته ، فكثير من الناس في يومنا الحاضر لا يعامل زوجاته معاملة حسنة و لا يعطيها حقها ، و لا يمتثل بالرسول صلى الله عليه و سلم و طريقته في معاملته زوجاته ، بل لا يتأمل بالمواقف التي تجري بين الرسول صلى الله عليه و سلم و زوجاته ، و لو تأمل و تفكر بها ، لشعر بلمسة الرسول الحانية و همسته الصادقة التي تقود إلى أسهل طرق العشرة الزوجية .
و في ضوء هذه العبارات المنيرة أحببت أن أكتب عن محمد صلى الله عليه و سلم و لكن ليس بصفته رسولا أو نبيا بل بصفته زوجا ، و لقد اخترت هذا الموضوع لأن معظم الأزواج بحاجة إلا هذه الدرر التي تنير لهم دربهم و تدلهم على خير سبيل للتخلص من مشاكلهم .
و قد تحدثت في بحثي عن مواضيع عديدة و أمور كثيرة فقد بدأت بحثي بذكر أسماء زوجات الرسول ثم تحدثت عن تعدد زوجات الرسول و الحكمة من ذلك ثم انتقلت بوصف و شرح معاملة الرسول لزوجاته من شورى و عدل و حب و مزاح و غيرها .
إن من أهم أهدافي التي دفعتني لكتابة هذا الموضوع هي حاجة الناس الشديدة و الملحة لمثل هذه النصائح و الإرشادات التي تضيء لهم طريق الحياة الزوجية الهنيئة .

زوجات الرسول صلى الله عليه و سلم

و بما أنني سأتحدث عن الرسول بصفته زوجا ، أحببت أن أبدأ بحثي بأسماء زوجاته :
خديجة " خير نساء العالمين ":
هي أم المؤمنين خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبدالعزى بن قصي القرشية الأسدية ، الملقبة بسيدة نساء العالمين ،هي أول امرأة تزوجها الرسول صلى الله عليه و سلم و لم يتزوج عليها امرأة مدة حياتها ، و أول من أسلم من خلق الله عز و جل و لم يتقدمها رجل و لا امرأة ، تجتمع مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في جدهما " قصي " فهي من أقرب نسائه إليه في النسب ، نشأت في بيت شرف و يسار ، وكانت تدعى في الجاهلية : " الطاهرة ، لشدة عفافها و صيانتها " .
سودة" صاحبة الهجرتين ":
هي أم المؤمنين سودة بنت زمعة بن قيس القرشية العامرية ، كانت في طليعة السابقين ، اللذين استجابوا لدعوة الحق من أول وهلة حين أهّّّّل الإسلام بنوره على الأرض ، كانت سيدة صالحة جليلة من سادات النساء .
عائشة " أفقه نساء العالمين ":
هي أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر الصديق " عبدالله بن أبي قحافة بن عامر بن كعب " لم ينكح رسول الله صلى الله عليه و سلم بكرا غيرها ، و لا امرأة أبواها مهاجران غيرها ، أنزلت براءتها من السماء، و كان الوحي ينزل على رسول الله صلى الله عليه و سلم و هي معه في لحاف واحد ، كانت أحب نساء الرسول صلى الله عليه و سلم إليه و كان أبوها أحب الصحابة إليه ، و قد رأت جبريل عليه السلام ، و كانت تغتسل هي و الرسول من إناء واحد .
حفصة "الصوامة القوامة ":
هي أم المؤمنين حفصة بنت أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنها ، ولدت قبل بعثة النبي صلى الله عليه و سلم بخمس سنين ، بينما كانت قريش تجدد بناء الكعبة ، أمها زينب بنت مظعون ، نشأت حفصة في مكة في عز أبيها عمر بن الخطاب .
أم سلمة "الصابرة المحتسبة :
هي أم المؤمنين هند بنت أبي أمية بن المغيرة بن عبدالله بن مخزوم القرشية المخزومية ، تزوجت من ابن عمها الرجل الصالح عبدالله بن عبد الأسد ، أحد العشرة المبشرين بالجنة فقد أسلم مع عثمان و أبي عبيدة في يوم واحد و أسلمت هي الأخرى مع زوجها فكانت من السابقات إلى الإسلام أيضا .
زينب " المرأة التي زوجها الله من فوق سبع سماوات ":
هي أم المؤمنين زينب بنت جحش من بني أسد بن خزيمة الخاشعة الراضية، الأواهة الداعية ،كثيرة الخير والصدقة كانت من سادة النساء دينا و ورعا وجودا ومعروفا، نشأت في ربوع مكة وقد وجدت نفسها من فُضْلَيات نسائها فقد جمعت بين النسب الأصيل والحسب الرفيع والجمال الوفير
جورية "أعظم النساء بركة " :
هي أم المؤمنين جورية بنت الحارث بن أبي ضرار ،كانت فتاة جميلة حسناء نشأت وترعرعت في حياة الترف والنعيم و الرفاهية، وقد جمع الله لها خصال البر والخير و الفضل، فكانت مضرب المثل في الجمال وحسن الخلق و الأدب حتى كان يتمناها الغني و الشريف، والبعيد و القريب، فتزوجها أحد فرسان بني المصطلق الأشداء " مسافع بن صفوان "


أم حبيبة " صاخبة المحن و المنح ":
هي أم المؤمنين رمله بنت أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية القرشية الأموية ، ولدت قبل بعثت النبي بنحو سبعة عشر عام، نشأت في النعمة وشبت تحت خمائلها فأبوها أبو سفيان بن حرب كان يشغل المقام الرفيع في قومه في الجاهلية فهو عريض الجاه وافر الثراء سابغ النعمة، تزوجت رمله عبيدالله بن جحش
صفية " شريفة الحسب كريمة النسب ":
هي أم المؤمنين صفية بنت حيي بن اخطب من يهود بني النضير، ولدت ونشأت وتربت في عز أبيها الذي كان ذا مال وشرف في قومه، تزوجت سلام بن مشكم و كان شاعرا إلا انه مالبث أن فارقها فتزوجها كنانة بن الربيع وكان من شعراء اليهود أيضا
ميمونة "آخر أمهات المؤمنين ":
هي أم المؤمنين ميمونة بنت الحارث الهلالية ،كان يقال عن أمها أكرم عجوز في الأرض أصهارا فأصهرها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر الصديق وحمزة و العباس بنا عبد المطلب وجعفر وعلي ابنا أبي طالب
زينب " أم المساكين "
هي أم المؤمنين زينب بنت خزيمة بن الحارث الهلالية ، ولدت في مكة قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم ، وتزوجت الطفيل بن الحارث ثم ما لبث أن طلقها فتزوجها بعده أخوه عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب احد السابقين الأولين للإسلام ،كانت سخية كريمة جزيلة العطاء تتصف بالطيبة والعطف على الفقراء وكان لا يأتيها درهم ولا دينار إلا أنفقته على المساكين والمحتاجين حتى أطلق عليها أم المساكين لكثرة إطعامها لهم وصدقاتها عليهم وإحسانها إليهم
مارية "هدية للنبي صلى الله عليه وسلم من مصر "
هي أم المؤمنين مارية القبطية، كانت من الصالحات الخيرات حسنة الدين حلوة جميلة بيضاء مما أثار غيرة نساء النبي صلى الله عليه وسلم منها
ريحانة :
هي أم المؤمنين ريحانة بنت شمعون بن زيد ، كانت امرأة جميلة وسيمة تزوجتن رجلا من بني قريظة"الحمكم " الذي أحبها وأكرمها و وقعت في الأسر بعد مقتل زوجها الحكم فعرض بن ثعلبة بن سعية عليها الإسلام فأسلمت فاختارها رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه .
تعدد زوجات الرسول صلى الله عليه و سلم
تزوج رسول الله إحدى عشر امرأة ، تدثرن باسم أمهات المؤمنين ، و مات عن تسع نساء ، و ياله من شرف عظيم و منزلة رفيعة حظيت بها تلك النساء الكريمات ، و لقد تزوج الرسول صلى الله عليه و سلم المرأة الكبيرة و الأرملة و المطلقة و لم يكن بين تلك الزوجات بكرا إلا عائشة رضي الله عنها .
و هذا البيت النبوي العظيم لم يكن كذلك لولا ما كان لرسول الله صلى الله عليه و سلم يشكر ربه قولا و فعلا ، كان صلى الله عليه و سلم يحث نساءه على العبادة و يعينهن على ذلك امتثالا لأمر الله عز و جل


" و أمر أهلك بالصلاة واصبر عليها لا نسألك رزقا نحن نرزقك و العاقبة للتقوى " سورة طه أية 132 ، لقد تعدد في زوجات لما فيه من خير و منفعة و سنعرف في بحثي هذا حكمة هذا التعدد.
عن عائشة رضي الله عنها قالت (كان النبي صلى الله عليه و سلم يصلي و أنا راقدة معترضة على فراشه فإذا أراد أن يوتر أيقظني )متفق عليه .
و قد حث النبي صلى الله عليه و سلم على قيام الليل و إعانة الزوج و الزوجة لبعضهما حتى إنها تأخذ منحنى جميلا في نضح الماء من الزوج أو الزوجة لا فرق فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( رحم الله رجلا قام من الليل فصلى و أيقظ زوجته فصلت فإن أبت نضح في وجهها الماء ، و رحم الله المرأة قامت الليل فصلت و أيقظت زوجها فصلى فإن أبى نضحت في وجهه الماء ) رواه أحمد
حكمة تعدد زوجات الرسول صلى الله عليه و سلم
إن الرسول الأمين والنبي الكريم قد بذل كل شيء في سبيل الدعوة إلى الله وتجرد من الدنيا وما فيها لهذه الغاية السامية وسلك كل سبيل لتقديمها ونشرها بين الأنام وأن عمله هذا وتزوجه بهاذي النسوة كان من هذه الأسباب التي وطدت أركان الإسلام وثبتت دعائمه وأظهرت للناس المقسطين المنصفين عظمة هذا الرسول الأمين ومبلغ عطفه وثاقب نظره وعظيم رحمته بالمؤمنين والمؤمنات .
فما كان بالرسول حاجة لأن يتزوج بمن تزوج من النساء بعد خديجة الكبرى وقد أمضى معها زهرة شبابه وصفوة عمره لولا حرصه صلى الله عليه وسلم على الدعوة الإسلامية .
وقد رغبه هذا الحرص في مصاهرة من تقوى بهم شوكته ويشتد بهم أزره بعد أن فقد عمه وزوجته وهما الركنان العظيمان من أركان نصرته وتأييده وتدعيمه وتقويته هذه من جهة ومن جهة أخرى عطفه وحنانه ورحمته بالاتي تزوج بهن من الأرامل الثيبات اللواتي تزوجهن بعد أن تركهن أزواجهن من غير ناصر ولا معين .
ولو كان للهوى وللشهوة سلطان من قلب المصطفى عليه الصلاة والسلام لا أخذ من الزوجات من شاء قبل النبوة وهو في أول شبابه واستكمال قواه لا شرع يحول بينه وبين
بغيته ولا عاد تمنعه من قضاء مآربه وتمتعه بملذات الحياة ومتاع الدنيا لاسيما وقد كان
مرغوبا فيه بين الناس لما أشتهر به من مكارم الأخلاق وحميد الفعال والخصال ورائق الجمال وكمال القوة والفتوة ولكنه صلوات الله وسلامه عليه لم يفعل ذلك ولم يتزوج قبل النبوة من شاء من النساء وهو في عنفوان شبابه والعرب كانت تكثر ممن الزوجات حتى أن منهم من كان تحته العشر والعشرون امرأة في وقت واحد .



فلم يتزوج عليه الصلاة والسلام بغير خديجة قبل الإسلام وقد قضى معها شيبته وطائفة من كهولته وبعد أن ماتت خديجة رضي الله عنها قبل الهجرة بثلاث سنوات وقد مكث معها خمسا وعشرون سنة بدأ بعدها بحياة أخرى مع زوجات أخريات ولم يكن الرسول صلى الله عليه وسلم في زواجه هذا بدعا من الرسل حتى يقول المغرضون المنافقون (إن منزلة النبوة التي دعا إليها محمد كان يجب أن تحول بينه وبين الإكثار من عدد الزوجات )نعم لم يكن هو الوحيد الذي تزوج من بين الرسل فغيره ممن الرسل قد تزوج ولا بأس عليهم في ذلك صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين فتلك سنة الله في خلقه
و أمامنا الرسولان الكريمان داوود وسليمان عليهما السلام فقد تزوجا كثيرا من النساء ولا يسع عقل من العقلاء إنكار نبوتها وشريعتهما وما أتيا به من الصحف السماوية المنزلة
ومنزلة النبوة التي دعا إليها الرسول الرحيم لا يجوز أن تحول بينه وبين الإكثار من عدد الزوجات لأن الدعوة إلى شيء تحتاج إلى التبليغ وتدعو إلى الإكثار من الدعاء لنشرها بين الناس وهكذا شئن كل دعوة تريد البقاء والخلود والذيوع بين الملأ فكلما كثر الدعاة وزادوا زاد الإقبال على الدعوة وعظم أمرها وشاع ذكرها وتضاعف ناصروها ومؤيدوها خاصة الدعوات الصادقة التي تحمل معها عناصر خلودها و بقائها كالدعوة الإسلامية المباركة التي جاء بها الرسول الأمين من ربه
و من لوازم صاحب الدعوة الأول المضطلع بدعوته المخلص لها و المتفاني في سبيلها أن يتآلف الناس ويتصل بهم ويسلك السبل التي تقربه منهم ليجد طريقا لدعوته إلى قلوبهم ولاتصال أقوى من اتصال المصاهرة والنسب فكل امرأة يتزوجها يتألف بها أهلها وعشيرتها وقبيلتها فكانت المرأة تعادل المئات من الرجال وجريا على هذه السنة سار رسول الله صلى الله عليه وسلم فتآلف أقواما بزواجه ببعض النساء ودفع عنه أذى أقوام بتزوج الأخريات وأنقذ البعض منهم من الهلاك بزواجه وجزاهن على الإسلام خير الجزاء فصرن أمهات المؤمنين ولو تركهن الرسول لوقعن في شرك المشركين وأراد الرسول صلى الله عليه وسلم فوق هذا وذاك والله أعلم بما أراد أن يجعل من كل واحدة منهن داعية للإسلام ومدرسة قائمة بذاتها تعلم الناس وتفتيهم في أمور دينهم وتبين لهم الحلال والحرام .
فبيوت النبي لم تكن إلا مدارس للمؤمنين والمؤمنات تهذب وتعلم وتبين للناس ما يجب أن يعلموه عن رسولهم في شأنه كله.
وكانت بيوت النبي صلى الله عليه وسلم مفتوحة للسائلات وبعض السائلين من ذوي القربى نساء النبي .
وما أحوج المسلمين آن ذاك إلى مثل هذه المدارس والدين طري والدعوة الإسلامية جديدة على الناس وأن كان أصلها ثابتا في قلوب المؤمنين والمؤمنات وفروعها في السماء تؤتى أكلها كل حين بإذن ربها .
وخلاصة القول أن أمهات المؤمنين الطاهرات التسع الآتي توفي عنهن رسول الله صلى الله عليه وسلم كن معلمات ومهذبات ومصلحات ومفتيات لنساء الأمة الإسلامية ولرجالها في القضايا النسائية والأحكام الشرعية والآداب الزوجية والحكم النبوي وكن قدوة صالحة في الخير وعمل البر والإحسان كما كان الرسول صلى الله عليه وسلم المثل الأعلى في حسن الخلق وطيب العشرة مع نسائه فقد عاشرهن بالمعروف وعدل بينهن وعلمهن الأحكام الشرعية الخاصة بالنساء وسياسة النبي في تعدد النساء في السياسة الرشيدة التي اقتضتها ظروف الدعوة الإسلامية .
ومن الصعب أو المستحيل أن تقوم زوجة واحدة أو زوجتان بالأعباء الجسام التي اضطلع بالقيام بها تسع نسوة مؤمنات عابدات خاشعات وما حفظنه من أحكام الشريعة لايمكن أن تستوعبه امرأة واحدة حفظا ودراية ورواية مهما أوتيت من قوة الحافظة وفرط الذكاء .
وقد روى عن زوجات النبي الطاهرات رجال كثير ونساء في مختلف الأحكام الشرعية خاصة القضايا النسائية وكتب الحديث شاهدة بذلك .
من أجل هذا اختار الله سبحانه أن يكون عدد أزواج الني صلى الله عليه وسلم كبيرا وأن تختلف انتماءاتهن القبلية وأن تجتمع بينهن ابنة أحب الناس إليه وابنة أعدا أعدائه وأن تكون منهن القرشية و الهاشمية واليهودية والنصرانية والعربية والقبطية و الحضرية و الأعرابية وحديثة السن والوسيطة و العجوز لا ليكن أزواجا لنبي وحسب بل لأنهن مكلفات بمهمة تاريخية لم تكلف بها امرأة قط بموجب عقد الزوجية
أي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان كلما تزوج امرأة أضاف شاهدا على حياته وفتح جملة من العيون على أسراره وهي وظيفة لزوج تفرد بها البيت النبوي ولم يعرفها بيت إنسان جليل أو قليل في التاريخ كله.
معاملة الرسول صلى الله عليه و سلم لزوجاته
في دوحة الأسرة الصغيرة تبقى الزوجة مربط الفرس و جذع النخلة و السكن و القرب ، يقول الرسول صلى الله عليه و سلم (الدنيا كلها متاع ، و خير متاع الدنيا الزوجة الصالحة ) صحيح الجامع الصغير
و من حسن خلقه و طيب معشره عليه الصلاة و السلام .. نجده ينادي أم المؤمنين بترخيم اسمها و بخبرها
خبرا تطير له القلوب والأفئدة ! ، قالت عائشة رضي الله عنها : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يوما
(يا عائش ، هذا جبريل يقرئك السلام ) متفق عليه


بل هذا نبي الأمة و أكملها خلقا و أعظمها منزلة يضرب صورا رائعة في حسن العشرة و لين الجانب و معرفة الرغبات العاطفية و النفسية لزوجته ، و ينزلها المنزلة التي تحبها كل أنثى و امرأة !
قالت عائشة رضي الله عنها ( كنت أشرب و أنا حائض ، فأناوله النبي صلى الله عليه و سلم ، فيضع فاه على موضع في فيشرب و أتعرق العرق " أي آخذ ما على العظم من اللحم " فيتناوله و يضع فاه على موضع في ) رواه مسلم
و لم يكن الرسول صلى الله عليه وسلم كما زعم المنافقون و اتهمه المستشرقون بتهم زائفة و ادعاءات باطلة ، بل ها هو يتلمس أجمل طرق العشرة الزوجية و أسهلها .
عن عائشة رضي الله عنها ( أن النبي صلى الله عليه وسلم قبل امرأة من نسائه ثم خرج إلى الصلاة و لم يتوضأ ) رواه أبوداود و الترمذي
و الرسول صلى الله عليه و سلم في مواطن عدة يوضح بجلاء مكانة المرأة السامية لديه و أن لهن المكانة العظيمة و المنزلة الرفيعة ها هو يجيب عل سؤال عمرو بن العاص رضي الله عنه و يعلمه أن محبة الزوجة لا تخجل الرجل الناضج السوي القويم !
عن عمرو بن العاص أنه قال لرسول الله صلى الله عليه و سلم : ( أي الناس أحب إليك ؟ قال : عائشة ) متفق عليه
و لمن أراد بعث السعادة الزوجية في حياته عليه أن يتأمل هذا الحديث ، حديث أم المؤمنين رضي الله عنها و كيف كان عليه الصلاة و السلام يفعل معها ! عن عائشة رضي الله عنها قالت : ( كنت أغتسل أنا و رسول الله صلى الله عليه و سلم من إناء واحد ) رواه البخاري
و نبي هذه الأمة لا يترك مناسبة إلا و استفاد منها لإدخال السرور على زوجته و إسعادها بكل أمر مباح ! تقول عائشة رضي الله عنها : (خرجت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في بعض أسفاره ، و أنا جارية لم أحمل اللحم و لم أبدن فقال للناس : تقدموا ، ثم قال : تعالي حتى أسابقك فسابقته فسبقته ، فسكت عني حتى حملت اللحم و بدنت و سمنت و خرجت معه في بعض أسفاره فقال للناس : تقدموا ، ثم قال : تعالي أسابقك فسبقني ، فجعل يضحك و يقول : هذه بتلك ) رواه أحمد

إنها مداعبة لطيفة و اهتمام بالغ ، يأمر القوم أن يتقدموا لكي يسابق زوجته و يدخل السرور على قلبها ، ثم ها هو يجمع لها دعابة ماضيه و أخرى حاضرة و يقول : هذه بتلك !
و من ضرب في أرض الله الواسعة اليوم و تأمل حال القوم ليعجب من فعله صلى الله عليه و سلم و هو نبي كريم و قائد مظفر و سليل قريش و بني هاشم ، في يوم من أيام النصر قافلا عائدا منتصرا يقود جيشا عظيما ، و مع هذا فهو الرجل الودود اللين الجانب مع زوجاته أمهات المؤمنين ، لم تنسه قيادة قريش و لا طول الطريق و لا الانتصار في المعركة أن معه زوجات ضعيفات يحتجن منه إلى لمسة حانية و همسة صادقة تمسح مشقة الطريق و تزيل تعب السفر .
روي البخاري أنه صلى الله عليه و سلم لما رجع من غزوة خيبر و تزوج صفية بنت حيي رضي الله عنها كان يدير حول البعير الذي تركبه يسترها به ، ثم يجلس بعيره فيضع ركبته فتضع صفية رجلها على ركبته حتى تركب .
كان هذا المشهد مؤثرا يدل على تواضعه صلى الله عليه و سلم ، لقد كان صلى الله عليه و سلم و هو القائد المنتصر و النبي المرسل يعلم أمته أنه لا ينقص من قدره و من مكانته أن يوطىء أكنافه لأهله و أن يتواضع لزوجته ، و أن يعينها و يسعدها .
و من وصاياه عليه الصلاة و السلام لأمته : ( و استوصوا بالنساء خيرا ..........)رواه مسلم
حب الرسول صلى الله عليه و سلم لزوجاته
كان الرسول صلى الله عليه و سلم يحب زوجاته كثيرا و بالأخص عائشة رضي الله عنها فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال :(
عن عائشة رضي الله عنها (أنها كانت تسأل رسول الله صلى الله عليه و سلم كيف حبك لي ؟ فيقول كعقدة الحبل ، فكنت أقول : كيف العقدة يا رسول الله ؟ فيقول : هي على حالها ) رواه أبو نعيم
قالت عائشة رضي الله عنها لرسول الله صلى الله عليه و سلم يوما : ( بأبي أنت و أمي ، يا رسول الله ادع الله يغفر لي ما تقدم من ذنبي و ما تأخر ، فرفع رسول الله صلى الله عليه و سلم يده وقال : اللهم اغفر لعائشة بنت أبي بكر مغفرة ظاهرة و باطنة لا تغادر ذنبا و لا تكسب خطيئة و لا إثما . ثم نظر إليها نبي الرحمة و قال لعائشة : أفرحت يا عائشة ؟ ، قالت عائشة : إي و الذي بعثك بالحق ، فقال رسول الله : أما و الذي بعثني بالحق ما خصصتك بها من بين أمتي و إنها لصلاتي لأمتي بالليل و النهار فيمن مضى منهم و من بقي إلى يوم القيامة و أنا أدعو لهم و الملائكة ، يؤمنون دعائي ) رواه الحاكم


مزاح الرسول مع زوجاته
كان الرسول كثير المزاح مع زوجاته فعن عائشة رضي الله عنها قالت ( كان الرسول صلى الله عليه و سلم مزاحا و كان يقول إن الله لا يؤاخذ المزاح الصادق في مزحه ) ،عن عائشة رضي الله عنها قالت ( أتيت النبي صلى الله عليه و سلم بجريرة طبختها فقلت لسودة و النبي صلى الله عليه و سلم بيني و بينها : كلي ، فأبت ، فقلت : كلي كلي أو لألطخن وجهك ، فأبت فوضعت يدي فيها فلطخت وجهها ، فضحك النبي صلى الله عليه و سلم و أرخى فخذه لسودة و قال : لطخي وجهها ، فلطخت و جهي فضحك النبي صلى الله عليه و سلم )
عدل الرسول صلى الله عليه و سلم بين زوجاته
تزوج الرسول صلى الله عليه و سلم أمهات المؤمنين و جمع بينهن فكان مثالا في العدل و القسمة ، فعن عائشة رضي الله عنها قالت : (كان الرسول صلى الله عليه و سلم إذا أراد سفرا أقرع بين نسائه ، فأيتهن خرج سهمها خرج بها معه، و كان يقسم لكل امرأة منهن يوما و ليلتها ) رواه الترمذي .
و من صور العدل ما رواه أنس بن مال رضي الله عنه : ( كان للنبي صلى الله عليه و سلم تسع نسوة ،
فكان إذا قسم بينهن لا ينتمي إلى المرأة الأولى إلا في تسع ، فكن يجتمعن كل ليلة في بيت التي يأتيها ، فكان في بيت عائشة ، فجاءت زينب فمد يده إليها ، فقالت عائشة : هذه زينب ، فكف النبي صلى الله عليه و سلم يده ...) متفق عليه
شورى الرسول صلى الله عليه و سلم لزوجاته
قال تعالى : " يا أيها النبي قل لزوجاتك إن كنتن تردن الحياة الدنيا و زينتها فتعالين أمتعكن و أسرحكن سراحا جميلا * و إن كنتن تردن الله و رسوله و الدار الآخرة فإن الله أعد للمحسنات منكن أجرا عظيما " الأحزاب الآية 28 و 29
في هذه الآيات الكريمة أمر من الله سبحانه و رسوله صلى الله عليه و سلم بأن يخير نساءه بين أن يفارقهن فيذهبن إلى غيره ممن يحصل لهن عنده الحياة الدنيا و زينتها و بين الصبر على ما عنده من ضيق الحال و لهن عند الله ذلك الثواب الجزيل .فشاورهن الرسول صلى الله عليه و سلم و خيرهن فاخترن رضي الله عنهن و أـرضاهن الله تعالى و رسوله صلى الله عليه و سلم و الدار الآخرة ، فجمع الله لهن بعد ذلك بين خير الدنيا و سعادة الآخرة .
الـمراجع







الـخاتـمة



أحمد الله و أشكره الذي تم بعونه وحده و توفيقه مساعدتي في كتابة هذا البحث البسيط و المتواضع عن الرسول صلى الله عليه و سلم بصفته زوجا ، و التي هي من أفضل المواضيع و أخيرها التي مهما كتبت عنها ما أعطيتها حقها ، فرسول الله صلى الله عليه و سلم حكمة في كل مكان و زمان ، لا يخلو من المواعظ و الإرشادات التي تنير طريق كل مسلم و تهديه لخير سبيل .
حين كتابتي لهذا الموضوع لم تواجهني أية صعوبات فالموضوع بسيط وواضح و من الممكن الحصول على المراجع ، فسيرة الرسول صلى الله عليه و سلم توجد في كل مكان ، لا يخلو بيت منها .
لقد استفدت الكثير من هذا البحث الذي سطرت أوراقه بأنامل يدي و عطرت حروفه بحبي للرسول و نيتي الصادقة بنشر هذه الرسالة العظيمة ، فمن أهم النتائج التي توصلت إليه أن الرسول صلى الله عليه و سلم خير معلم و أعظم دليل يتزود به المسلم ، خير من يقتدى به للتخلص من المصائب و المشاكل التي تسكن فينا ، تعلمت أن الرسول صلى الله عليه و سلم ليس بحسن المعاملة مع الناس فقط بل مع زوجاته الطاهرات ، و أنه لا تنسيه قيادة الجيش و لا طول الطريق و لاكثرة الانتصارات ، أن له زوجات ضعيفات يحتجن إليه يحتجن إلى لمسته الحانية و همسته الصادقة .
وها نحن نغادر هذا البيت العامر بالإيمان القائم على الطاعة ، تبقى لنا سنة الرسول صلى الله عليه و سلم معلما لمن أراد النجاة و لمن أراد الهداية ، لعل الله أن يرزقنا حسن الهداية و جميل الإقتداء .
اللهم ارزقنا حب نبيك صلى الله عليه و سلم و موافقته على الطريق المستقيم لا ضالين و لا مضلين ،اللهم صل على محمد ما تعاقب الليل و النهار ، اللهم صل على محمد ما ذكره الذاكرون الأبرار ، اللهم اجمعنا مع نبينا محمد صلى الله عليه و سلم في الفردوس الأعلى وأقر أعيننا برؤيته و الشرب من حوضه ، شربة لا يظمأ بعدها أبدا ، و صلى الله و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين ...

تراني أنا كاتبتنوا بأنامل يدي ..


أتمنى أن يعجبكم ....... أول حب في الإسلام كان للنبي صلى الله عليه و سلم لزوجته عائشة رضي الله عنها ) أبي سعيد 2. " زوجات النبي الطاهرات " محمد محمود الصواف ، دار العلوم للطباعة – القاهرة 1950 م، الطبعة الثانية ص (13 – 14 ) 3. " السيرة الجليلة في سيرة الأمين المأمون إنسان العيون " علي بن برهان الدين الحلبي ، دار المعرفة للنشر و التوزيع – بيروت1044هـ الطبعة الأولى ، المجلد الثالث ص( 440 441 ) . 4. " يوم في بيت الرسول صلى الله عليه و سلم " عبدالملك القاسم ، دار القاسم للنشر و التوزيع – الرياض 1419 هـ، الطبعة الأولى ص ( 37 – 38 -39 -42 -43 – 44 – 45 ) 5. " زوجات الرسول ، " أشرف محمد الوحش ، دار الفضيلة للنشر و التوزيع و التصدير – القاهرة ، 2004م الطبعة الأولى ص ( 2 – 23 – 24 ) 2007-2008 1 . " نساء النبي صلى الله عليه و سلم " حسين عبدالحميد نيل ، مكتبة رجب للنشر و لتوزيع – القاهرة 2002 م، الطبعة الأولى ص ( 39-40 )

أبو عبدالله
03-05-2009, 05:48 PM
الكاتب : دمعة الغرام



الموضوع : أسباب وضع الحديث

وضع الحديث والكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم أسباب: (أحدهما) وهو أهمها ما وضعه الزنادقة اللابسون لباس الإسلام غشاً ونفاقاً، وقصدهم بذلك إفساد الدين وإيقاع الخلاف والافتراق في المسلمين. قال حماد بن زيد وضعت الزنادقة أربعة آلاف حديث، وهذا بحسب ما وصل إليه علمه واختباره في كشف كذبها وإلا فقد نقل المحدثون أن زنديقاً واحداً وضع هذا المقدار وقالوا: لما أخذ ابن أبي العوجاء ليضرب عنقه قال:(وضعت فيكم أربعة آلاف حديث أحرم فيها الحلال وأحل الحرام) ولقد أثر وضعهم في الإسلام أقبح التأثير ففرق بين المسلمين شيعاً ومذاهب مع أن الإسلام هو الحق الذي لا يقبل الخلاف ولا التعدد. (ثانيها) الوضع لنصر المذاهب في أصول الدين وفروعه فإن المسلمين لما تفرقوا شيعاً ومذاهب جعل كل فريق يستفرغ ما في وسعه لإثبات مذهبه ولا سيما بعد ما فتح عليهم باب المجادلة والمناظرة في المذاهب، ولم يكن المقصود من ذلك إلا إفحام مناظره والظهور عليه، حتى إنهم جعلوا (الخلاف) علماً صنفوا فيه المصنفات مع أن دينهم ما عادى شيئاً كما عادى الخلاف، وهذا السبب يشبه أن يكون أثراً من آثار السبب الذي قبله، وقد استشهد لهذا بعض المحدثين الذين كتبوا في أسباب الوضع بقوله: تاب رجل من المبتدعة فجعل يقول انظروا عمن تأخذون هذا الحديث فإنا كنا إذا هوينا أمراً صيرناه حديثاً. وليس الوضع لنصرة المذاهب محصوراً في المبتدعة وأهل المذاهب في الأصول، بل إن من أهل السنة المختلفين في الفروع من وضع أحاديث كثيرة لنصرة مذهبه أو تعظيم إمامه، وسوف نذكر ونبين الكثير منها في موضعه إن شاء الله. وإليك الآن حديثاً واحداً وهو: (يكون في أمتي رجل يقال له محمد بن إدريس أضر على أمتي من إبليس، ويكون في أمتي رجل يقال أبو حنيفة هو سراج أمتي) قالوا وفي إسناده وضاعان أحدهما مأمون بن أحمد السلمي والآخر أحمد بن عبد الله الخونباري وقد رواه الخطيب عن أبي هريرة مرفوعاً واقتصر على ما ذكره في أبي حنيفة وقال موضوع، وضعه محمد بن سعيد المروزي البورقي ثم قال: هكذا حدث به في بلاد خراسان ثم حدث به في العراق وزاد فيه (وسيكون في أمتي رجل يقال له محمد بن إدريس، فتنته أضر على أمتي من فتنة إبليس) قالوا وهذا الإفك لا يحتاج إلى بيان بطلانه. ومع هذا تجد الفقها ء المعتبرين يذكرون في كتبهم الفقهية شق الحديث الذي يصف أبا حنيفة بأنه سراج الأمة ويسكتون عليها بل يستدلون به على تعظيم إمامهم على سائر الأئمة، وهم مع هذا قدوة الأمة الذين يؤخذ بأقوالهم في الدين ويترك له الكتاب والسنة لأنهما على قولهم يختصان بالمجتهدين. (ثالثها) الغفلة عن الحفظ، اشتغالاً عنه بالزهد والانقطاع للعبادة، وهؤلاء العباد والصوفية يحسنون الظن بالناس ويعدون الجرح من الغيبة المحرمة، ولذلك راجت عليهم الأكاذيب
وحدثوا عن غير معرفة ولا بصيرة، وقد عدهم بذلك بعض المحدثين من أصناف الوُضاع وحاشا لله، ما نعتقد أنهم يعتمدون ذلك، وما هو إلا ما ذكرنا، وعلى كل حال يجب أن لا يعتمد على الأحاديث التي حشيت بها كتب الوعظ والرقائق والتصوف من غير بيان تخريجها ودرجتها، ولا يختص هذا الحكم بالكتب التي لا يعرف لمؤلفيها قدم في العلم ككتاب (نزهة المجالس) المملوء بالأكاذيب في الحديث وغيره بل أن كتب أئمة العلماء كالأحياء لا تخلو من الموضوعات الكثيرة. (رابعها) قصد التقرب من المملوك والسلاطين والأمراء كما نص على ذلك غير واحد من الحفاظ، وكما كذب علماء السوء على الرسول صلى الله عليه وسلم لأجل السلاطين كذبوا كذلك في وضع الأحكام والفروع الفقهية لأجلهم، ومن الأحاديث الموضوعة في هذا الباب ما اشتمل على مدح السلاطين وتعظيم شأنهم، وهو ما يتملق به الجهال للملوك في هذا العصر كما تملقوا لهم فيما قبله. (خامسها) الخطأ والسهو: وقع هذا لقوم، ومنهم من ظهر له الصواب ولم يرجع إليه أنفة واستنكافاً أن ينسب إليهم الغلط، ولم تعرف رقة دين هؤلاء وعدم إخلاصهم في الاشتغال برواية الحديث ألا بعد ما وقع لهم ما وقع. (سادسها) التحديث عن الحفظ ممن كانت له كتب يعتمد عليها فلم يتقن الحفظ فضاعت الكتب فوقع في الغلط. (سابعها) اختلاط العقل في أواخر العمر، وقع هذا لجماعة من الثقات فكانوا معذورين دون من سلم بكل ما نسب إليهم من غير تمييز بين ما روى عنهم في طور الكمال والعقل وبين ما روى في طور الاختلاط والهرم. (ثامنها) الظهور على الخصم في المناظرة لا سيما إذا كانت في الملأ، وهو غير الوضع لنصرة المذاهب الذي تقدم. قال ابن الجوزي: ومن أسباب الوضع ما يقع ممن لا دين له عند المناظرة في المجامع من الاستدلال على ما يقوله كما يطابق هواه تنفيقاً لجداله، وتقويماً لمقاله، واستطالة على خصمه، ومحبة للغلب، وطلباً للرياسة، وفراراً من الفضيحة إذا ظهر عليه من يناظره. (تاسعها) إرضاء الناس وابتغاء القبول عندهم واستمالتهم لحضور مجالسهم الوعظية وتوسيع دائرة حلقاتهم، وقد الصق المحدثون هذا السبب بالقصاص وقالوا: إن في الأحاديث الصحاح والحسان مثل ذلك ولكن الحفظ شق على أولئك القصاص فاختاروا أقرب الموارد وهو الوضع. ونقول أن قصاص هذا الزمان قد اتبعوا خطوات أولئك الوضاع وحفظوا أكاذيبهم لسوء الاختيار، فقلما نرى واعظاً يحفظ الصحاح، وتراهم يكادون يحيطون بالموضوعات التي لا يكاد يوجد بمعناها حديث صحيح السند لان معظمها خرافات وأوهام، وتجرئ على المعاصي بالأماني والتشهي. ولعل ابن الجوزي ما تصدى لتأليف كتابه في الموضوعات إلا بعد ما زاول الوعظ واختبر ما افسد الوعاظ من دين الناس، وقد ذكر عن نفسه أن الأحاديث الموضوعة كانت ترد عليه في مجلس وعظه فيردها فيحقد عليه سائر القصاص. (عاشرها) شدة الترهيب وزيادة الترغيب لأجل هداية الناس، ولعل الذي سهل على واضعي هذا النوع من الأحاديث المكذوبة هو قول العلماء أن الأحاديث الضعيفة يعمل بها في فضائل الأعمال وما في معناها مما لا يتعلق بالأحكام والحقوق، وكأنهم رأوا أن الدين ناقص يحتاج إلى إكمال وإتمام وإن قال الله تعالى: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً)، ولا تستبعدن هذا أيها المسلم المخلص فإن جميع البدع الدينية التي يسميها الناس حتى بعض العلماء (بدعاً حسنة) ويعللونها تعليلات يلوّنونها بلون الدين هي من الزيادة في الدين، ويا ليتها كانت زيادة في الأعمال فقط ولكنها زيادة في العقائد أيضاً كاعتقاد وساطة بعض الصالحين الأموات بين الله والناس في قضاء حوائجهم، إما بأن يقضوها بأنفسهم لأن لهم سلطة غيبية وراء الأسباب، وإما بأن يقضيها الله تعالى لأجلهم فتكون إرادة الله تعالى تابعة في ذلك لإرادتهم كما اشتهر من قولهم (إن لله عباد. إذا أرادوا أراد) وغير ذلك فإذا قلت لهم أن هذا شرع لم يأذن به الله يأتونك بأمثال ينزه الله عنها كتشبيه بالملوك والأمراء الذين يتقرب إليهم بمن يحبون ليفعلوا ما لم يكونوا يفعلونه لولاهم، وفاتهم أن إرادة الله تعالى لا تتغير لأجل أحد لأن تخصيصها وترجيحها إنما يكون بحسب العلم القديم الذي لا تغيير فيه ولا تبديل. (حادي عشرها) إجازة وضع الأسانيد للكلام الحسن ليجعل حديثاً، ذكروا هذا سبباً مستقلاً وهو يدخل فيما سبقه. (ثاني عشرها) تنفيق المدعي للعلم لنفسه على من يتكلم عنده إذا عرض البحث عن حديث ووقع السؤال عن كونه صحيحاً أو ضعيفاً أو موضوعا، فيقول من في دينه رقة وفي علمه دغل: هذا الحديث خرجه فلان وصححه فلان، ويسند هذا إلى كتب يندر وجودها ليوهم أنه مطلع على ما لم يطلع عليه غيره أو يخلق للحديث إسناداً جديداً، قالوا: وربما لم يكن قد قرع سمعه ذلك اللفظ المسؤول عنه قبل السؤال. وهذا نوع من أنواع الوضع شعبة من شعب الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد يسمعه من لم يعرف حقيقة حاله فيعتقد صحة ذلك، وينسبه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقول: رواه فلان وصححه فلان كما قال ذلك المخذول. هذا ما ذكره المحدثون لم نستنبط منه شيئاً من عندنا لأنهم رحمهم الله ما تركوا مقالاً لقائل، ومنه يعلم أن ضبط كل ما وضع من الحديث متعذر، وأنه يجب الاحتياط التام في قبول أي حديث وجد في كتاب أو سمع من رجل حتى يعلم أن الحفاظ اتفقوا على صحة روايته، فإذا طعن في أحد رجال سنده واحد منهم فالعمل حينئذ بما قالوه من تقديم الجرح على التعديل بشرطه. ويبقى بعد ذلك البحث في الحديث دراية، فان خالف شيئاً وجودياً في الطبيعة أو أصلاً من أصول الشريعة الثابتة بالكتاب العزيز أو السنة القطعية أو عمل المسلمين في العصر الأول من الصحابة والتابعين فهو مردود. والحاصل أن الثابت من الدين نقلاً بطريق القطع هو القرآن والأحاديث المتواترة وقليل ما هي، وما كان عليه أهل العصر الأول من العمل الذي يتعلق بالعبادة إذ العبادات وأساسها من العقائد وتهذيب الأرواح هو الذي كمل على عهد النبي صلى الله عليه وسلم جملة وتفصيلاً. وأما المعلومات والأمور القضائية فقد جاءت الشريعة بأصولها العامة وقواعدها الكلية، والجزئيات تجري على ما قاله أحد الأئمة: تحدث للناس أقضية ...الخ فتأمل هذا ينفعك والله الموفق.

أبو عبدالله
03-05-2009, 05:55 PM
الكاتب : المزروعي

الموضوع : الاسلام حماية البيئة


http://www.study4uae.com/vb/attachments/study4uae/14060d1237131855-a7-.doc

أبو عبدالله
03-05-2009, 06:02 PM
الكاتب : أبله نورة
الموضوع : سكينة بنت الحسين رضي الله عنها

http://www.study4uae.com/vb/attachments/study4uae/17464d1240247441-.doc

أبو عبدالله
03-05-2009, 06:03 PM
الكاتب : al.7ellowa (http://www.study4uae.com/vb/members/26069.html)

الموضوع : عبدالله بن المبارك رحمه الله

عبد الله بن المبارك
في مدينة (مرو) سنة 118هـ ولد (عبد الله بن المبارك) ونشأ بين العلماء نشأة صالحة، فحفظ القرآن الكريم، وتعلم اللغة العربية، وحفظ أحاديث كثيرة من أحاديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ودرس الفقه، وأنعم الله عليه بذاكرة قوية منذ صغره، فقد كان سريع الحفظ، لا ينسى ما يحفظه أبدًا، يحكي أحد أقربائه واسمه (صخر بن المبارك) عن ذلك فيقول: كنا غلمانًا في الكتاب، فمررت أنا وابن المبارك ورجل يخطب، فأطال خطبته، فلما انتهى قال لي ابن المبارك: قد حفظتها، فسمعه رجل من القوم، فقال: هاتها، أسمعنا إن كنت حفظتها كما تدَّعي، فأعادها عليه
ابن المبارك وقد حفظها ولم يخطئ في لفظ منها.
وفي الثالثة والعشرين من عمره رحل عبد الله إلى بلاد الإسلام الواسعة طلبًا
للعلم، فسافر إلى العراق والحجاز.. وغيرهما، والتقى بعدد كبير من علماء عصره فأخذ عنهم الحديث والفقه، فالتقى بالإمام مالك بن أنس، وسفيان الثوري، وأبي حنيفة النعمان، وكان عبد الله كلما ازداد علمًا، ازداد خوفًا من الله وزهدًا في
الدنيا، وكان إذا قرأ كتابًا من كتب الوعظ يذكره بالآخرة وبالجنة والنار، وبالوقوف بين يدي الله للحساب، بكى بكاء شديدًا، واقشعر جسمه، وارتعدت فرائصه، ولا يكاد يتكلم أحد معه.
وكان عبد الله يكسب من تجارته مالا كثيرًا، وها هو ذا يعطينا درسًا بليغًا في السلوك الصحيح للمسلم، وذلك حين أتاه أحد أصدقائه واسمه (أبو علي) وهو يظن أن الزهد والتجارة لا يجتمعان قائلاً لعبد الله: أنت تأمرنا بالزهد، ونراك تأتي بالبضائع من بلاد (خراسان) إلى (البلد الحرام) كيف ذا ؟! فقال له عبد الله بن المبارك: يا أبا علي، إنما أفعل ذا لأصون وجهي، وأُكْرِم عرضي، وأستعين به على طاعة ربي، لا أرى لله حقًّا إلا سارعت إليه حتى أقوم به، وكان عبد الله بن المبارك لا يبخل على أحد بماله، بل كان كريمًا سخيًّا، ينفق على الفقراء والمساكين في كل سنة مائة ألف درهم.
وكان ينفق على طلاب العلم بسخاء وجود، حتى عوتب في ذلك فقال: إني أعرف مكان قوم لهم فضل وصدق، طلبوا الحديث، فأحسنوا طلبه لحاجة الناس
إليهم، احتاجوا فإن تركناهم ضاع علمهم، وإن أعناهم بثوا العلم لأمة محمد -صلى الله عليه وسلم- لا أعلم بعد النبوة أفضل من بثِّ العلم.
وكان ابن المبارك يحبُّ مكة، ويكثر من الخروج إليها للحج والزيارة، وكان كلما خرج من مكة قال:
بُغْضُ الحياةِ وخوْفُ اللَّهِ أخرجنَـِـي
وَبيعُ نَفْسي بما لَيسَتْ لَهُ ثمَنَـــــا
إنــي وزنْتُ الَّذي يبْقَـــي لِيعْدلَــه
ما ليس يبْقي فَلا واللَّهِ مـا اتَّزَنَـــا
وكان عبد الله بن المبارك يجاهد في سبيل الله بسيفه، حتى إن كثيرًا ممن أتوا ليستمعوا إلى علمه، كانوا يذهبون إليه فيجدونه في الغزو، وكان يرى أن الجهاد فريضة يجب أن يؤديها المسلمون كما أداها الرسول -صلى الله عليه وسلم- ويروى عنه أنه أرسل إلى صاحبه الفضيل بن عياض يحثُّه على قتال الأعداء، ويدعوه إلى ترك البكاء عند البيت الحرام قائلاً له:
يــا عابِدَ الحرَميْن لـو أبْصَــرْتَنا
لَــعلِمْتَ أنَّكَ في العبَادةِ تَلْعَبُ
من كان يَخْضِبُ خـدَّه بدُمُـــوعِه
فنحوُرنـــا بدمائِنا تتخضَّب
أوْ كــان يُتْعب خيلَه فــي باطل
فخيولُنا يوم الصبيحــة تَتْعبُ
ريح العبير لكـم، ونحن عبيرُنا
رَهَجُ السَّنَابك والغبارُ الأطيبُ
وأحبَّ عبد الله بن المبارك أحاديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم-حبًّا عظيمًا وكان لا يجيب أحدًا يسأله عن حديث منها وهو يمشي، ويقول للسائل: (ليس هذا من توقير العلم) وكان حفَّاظ الحديث في الكوفة إذا اختلفوا حول حديث قالوا:
مروا بنا إلى هذا الطبيب نسأله (يقصدون عبد الله بن المبارك).
ولقد اجتمع نفر من أصحابه يومًا وقالوا: تعالوا نعد خصال ابن المبارك من أبواب الخير، فقالوا: جمع العلم، والفقه، والأدب، والنحو، واللغة، والشعر، والفصاحة والزهد، والورع، والإنصاف، وقيام الليل، والعبادة، والفروسية، والشجاعة، والشدة في بدنه، وترك الكلام في ما لا يعنيه.. حتى أجهدهم العدُّ.
ولقد قدر الناس عبد الله بن المبارك وزادت مهابته لديهم على مهابة
هارون الرشيد.. رُوي أن هارون الرشيد قدم ذات يوم إلى (الرقَّة) فوجد الناس يجرون خلف عبد الله بن المبارك لينظروا إليه، ويسلموا عليه، فنظرت زوجة
هارون الرشيد من شباك قصرها، فلما رأت الناس قالت: ما هذا ؟! قالوا: عالم من خراسان قدم (الرقَّة) يقال له (عبد الله بن المبارك) فقالت: هذا والله الملك، لا ملك هارون الذي لا يجمع الناس إلا بالشرطة والأعوان.
وفي يوم من أيام شهر رمضان سنة 181هـ توفي عبد الله بن المبارك وهو راجع من الغزو، وكان عمره ثلاثة وستين عامًا، ويقال: إن الرشيد لما بلغه موت عبدالله، قال: مات اليوم سيد العلماء.

أبو عبدالله
03-05-2009, 06:09 PM
الموضوع : محاسبة النفس

الرابط : محاسبة النفس (http://saaid.net/Doat/ameer/13.htm)

ملحوظة :البحث متعلق بالفصل الأول

ابلة نورة
05-05-2009, 11:39 AM
السلام عليكم
مشكور اخوي على الموضوع القيم والرائع

وان شاءالله كل الاعضاء بيساعدونك في جمع كل البحوث والتقارير
وعشان الاعضاء الي يون بعدنه يحصلون كل شي جاهز عندهم

uae=uae
05-05-2009, 08:04 PM
شكراااااااااااا اخوي ماتقصر