المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الصدق يهدى الى البر



منى الجابري
26-04-2009, 08:00 AM
[ICOLOR="Red"]الــــــــصــــدق

الصدق هو: اعتقاد الحق وقوله والعمل لله بمقتضاه وهو سجية كريمة وخصلة عظيمة تدل على سلامة الفطرة لدى المتصف بها وثقته بنفسه وبعده عن التكلف والتصنع ويكفي للدلالة على منزلته من الأخلاق وحسن عاقبته على أهله في العاجل والأجل وان الايمان كله صدق في القول وتصديق بالحق وعمل بمقتضاه وتعبير عن هوان كل ما تصنع به المتصنعون ونسجه أهل الحيل سينكشف ويزول ولا يبقى إلا الصدق، وكم في الكتاب والسنة من النصوص الصحيحة الصريحة التي تستجيش الهمم وتحفز العزائم على التحلي بالصدق واللحاق بركب أهله وتعد عليه بالنجاح والنصر والعاقبة الحميدة في الدنيا والآخرة وتغري به بما رتب الله عليه من الأجر العظيم والثواب الكريم وعظيم الرضوان وعلي المقام في الجنان، وأعظم شأن الصدق إن الله تعالى أثنى به على نفسه الكريم بصدق وعده ونصر عبده وصدق الحديث والقيل وأثنى على رسله بالصدق والتصديق وأثابهم على ذلك رفعة الدرجة وعلو المنزلة عنده وجعل لهم لسان صدق في الآخرين وجعل سبحانه الصديقين في منزلة تلي النبيين والمرسلين تنويها بمقامهم وإشادة بفضلهم وتنبيها على عظم ما خصهم الله تعالى به من النعم الدينية والدنيوية وكانوا بذلك سادات الخلق في الدنيا والآخرة بعد النبيين وما ذلك إلا لسبب تصديقهم للنبيين وعملهم بما جاؤوا به من الحق المبين، وهكذا يجزي الله الصادقين بصدقهم أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما فأيضا لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك الفوز العظيم، وفي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم قال؛(عليكم بالصدق فان الصدق يهدي إلى البر وان البر يهدي إلى الجنة وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا)، وفي التنزيل يقول الحق سبحانه؛(يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين)، والمعنى كونوا مع محمد صلى الله عليه وسلم كما روى ذلك عن ابن عمر رضي الله عنهما، وقال الحسن البصري رحمه الله تعالى؛ إذا أردت إن تكون مع الصادقين فعليك بالزهد في الدنيا والكف عن أهل الملة،فنبّه هذا الإمام العظيم على أمرين يستعان بهما على التخلق بالصدق واللحاق بركب الصالحين وهما؛ السبب الأول؛الزهد في الدنيا والواجب منه ترك الحرام ،أما السبب الثاني: للصدق والفوز بمعية الصادقين في نظر ذلك الإمام العظيم فهو الكف عن أهل الملة أي أهل الإسلام فان من سلم المسلمون من لسانه ويده هو المؤمن الكامل الايمان والإيمان الكامل يحجز صاحبه عن الكذب كما يحجزه عن سائر المحرمات وكبائر الذنوب لقوة إيمانه وصدقه في عبادته وعظم خشيته منه لكمال علمه به 0
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد و على آله وصحبه وسلم ؛؛....



حقيقة الصدق ومراتبه:
اعلم أن لفظ الصدق يستعمل في ستةمعانٍ: صدق في القول، وصدق في النية والإرادة، وصدق في العزم، وصدق في الوفاءبالعزم، وصدق في العمل، وصدق في تحقيق مقامات الدين كلها، فمن اتصف بالصدق في جميعذلك فهو صدِّيق لأنه مبالغة في الصدق.
الصدق الأول:في صدق اللسان، وذلكلا يكون إلا في الإخبار أو فيما يتضمن الإخبار وينبه عليه، والخبر إما أن يتعلقبالماضي أو بالمستقبل وفيه يدخل الوفاء والخلف، وحق على كل عبد أن يحفظ ألفاظه فلايتكلم إلا بالصدق.
وهذا هو أشهر أنواع الصدق وأظهرها فمن حفظ لسانه عن الإخبارعن الأشياء على خلاف ما هي عليه فهو صادق.
الصدق الثاني: في النيةوالإرادة، ويرجع ذلك إلى الإخلاص وهو ألا يكون له باعث في الحركات والسكنات إلاالله تعالى، فإن مازجه شوب من حظوظ النفس بطل صدق النية وصاحبه يجوز أن يسمىكاذبًا.
الصدق الثالث:في صدق العزم، إن الإنسان قد يقدم العزم علىالعمل فيقول في نفسه: إن رزقني الله مالاً تصدقت بجميعه - أو بشطره أو إن لقيتعدوًا في سبيل الله تعالى قاتلت ولم أبالِ وإن قُتلت، وإن أعطاني الله تعالى ولايةعدلت فيها ولم أعصِ الله تعالى بظلم وميل إلى خلق، فهذه العزيمة قد يصادقها من نفسهوهي عزيمة جازمة صادقة، وقد يكون في عزمه نوع ميل وتردد وضعف يضاد الصدق فيالعزيمة، فكان الصدق هاهنا عبارة عن التمام والقوة.
الصدق الرابع:فيالوفاء بالعزم، فإن النفس قد تسخو بالعزم في الحال، إذ لا مشقة في الوعد والعزموالمؤونة فيه خفيفة، فإذا حفت الحقائق وحصل التمكن وهاجت الشهوات، انحلت العزيمةوغلبت الشهوات ولم يتفق الوفاء بالعزم، وهذا يضاد الصدق فيه، ولذلك قال الله تعالى: "رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ" [الأحزاب: 23].
عن أنس رضيالله عنه: أن عمه أنس بن النضر لم يشهد بدرًا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فشقذلك على قلبه وقال: أول مشهد شهده رسول الله صلى الله عليه وسلم غبت عنه، أما واللهلئن أراني الله مشهدًا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليرين الله ما اصنع! قال: فشهد أحدًا في العام القابل فاستقبله "سعد بن معاذ" فقال: يا أبا عمرو إلى أين؟فقال: واهًا لريح الجنة! إني أجد ريحها دون أحد! فقاتل حتى قُتل فوُجد في جسده بضعوثمانون ما بين رمية وضربة وطعنة؛ فقالت أخته بنت النضر: ما عرفت أخي إلا بثيابه،فنزلت الآية.
الصدق الخامس: في الأعمال، وهو أن يجتهد حتى لا تدل أعمالهالظاهرة على أمر في باطنه لا يتصف هو به؛ لا بأن يترك الأعمال ولكن بأن يستجرَّالباطن إلى تصديق الظاهر، ورب واقف على هيئة خشوع في صلاته ليس يقصد به مشاهدة غيرهولكن قلبه غافل عن الصلاة فمن ينظر إليه يراه قائمًا بين يدي الله تعالى وهوبالباطن قائم في السوق بين يدي شهوة من شهواته.
الصدق السادس:وهو أعلىالدرجات وأعزها: الصدق في مقامات الدين، كالصدق في الخوف والرجاء والتعظيم والزهدوالرضا والتوكل والحب وسائر هذه الأمور، فإذا غلب الشيء وتمت حقيقته سمي صاحبهصادقًا فيه، كما يقال: فلان صدق القتال، ويقال: هذا هو الخوف الصادق. ثم درجاتالصدق لا نهاية لها، وقد يكون للعبد صدق في بعض الأمور دون بعض فإن كان صادقًا فيجميع الأمور فهو الصدِّيق حقًا.[/COLOR]





هذة صورة

http://http://tbn2.google.com/images?q=tbn:jy4O6EikjPJEkM:http://memoo2070.jeeran.com