المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : موضوع لوضع التقاير وأوراق العمل فقط لا غير ..~



كاسر رجلين النملة
28-03-2008, 09:25 PM
.. // السلام عليكم ورحمة من الله تعالى وبركاته ... // ~

http://www.uaepulse.net/vb/images/smilies/070104_emM9_prv.gif


(( // .. ×× مرحباَ بكم أعضاء الحآدي عشر // .. ×× ))


اليوم عدت إليكم بفكرة جديدة لتعم الفائدة ولتوفير الوقت والجهد على أعضائنا وزوارنا .. ~

بما أننا مقبلون على الفصل الدراسي الثاني .. قررت أن أفتح هذا الموضوع .. لكي نضع كل التقارير هنا .. ~

لذلك من لديه تقرير للفصل الدراسي الثاني يضعه هنآ .. ويرفق المشاركة باسم التقرير ولو كآن بالوورد أفضل .. ~ ..



وهذه خطوآت ارفاق المشاركآت بملف من الوورد .. ~




1 .. عندما تفتحون مربع المشاركة .. ستجدون أسفل صفحة الموضوع الجديد هذا المربع ~
نضغط منه على ( أرفق ملف في المشاركة )


http://img75.imageshack.us/img75/1665/copyid7.jpg






وهذه الخطوة الثانية ~

الان نضغط على ( Browse) ثم نختار الملف الذي نريده بشرط أن لا يكون حجمه كبيراً ..

2- بعد اختيار الملف نضغط على ( رفع ) وننتظر حتى انتهاء عملية الرفع .........




http://img514.imageshack.us/img514/6167/copyeb2.jpg





وبهذه الطريقة نكون قد رفعنا الملف الى المشاركة وحظينا بمشاركة جميلة ومرتبة استفدنا منها واستفاد منها البقية .. ~


تنبيه هام : الرجاء من فضلكم عدم طلب أي تقرير من هنا والا سأقوم بحذف المشاركة

هذا الموضوع خصص لوضع التقارير فقط لا غير وليس لطلب المواضيع ..


وأيضاً أرجو عدم وضع المشاركآت غير القيمة كشكراً وعفواُ ..
لا أريد مشاركآت غير قيمة وقصيرة وإلا سأقوم بالحذف مباشرة دون العودة الى صاحبها ..




http://www.uaepulse.net/vb/images/smilies/50f.gif




كونوا متعآونين ووفروا عليّ وعليكم عنآء الوقت والجهد .... ~

أعود وأكرر هذه النقطة لا أريد مشاركآت شكر و طلب تقارير رجاء .. ~




شكرا لحسن تعاونكم

http://www.uaepulse.net/vb/images/smilies/wub.gif



تحياتي ووافر حبي

~ .. // فراشة علم مشرفة الصف الحآدي عشر أدبي ... // ~

^^ شموخي تعداك ^^
28-03-2008, 09:51 PM
المقدمة
الحمد لله رب العالمين ، الرحمنالرحيم ، مالك يوم الدين ، والعاقبة للمتقين ، ولا عدوان إلا على الظالمين .
اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين..
أمابعد..
يعنى هذا البحث ببعض القضايا في ضوء الفقه الإسلامي وبخاصة المادة (16) التي تتعلق بقضية الأسرة والزواج والمساواة بين الرجل والمرأة في عقد الزواج، وعلةهذا المسلك هو أننا معشر المسلمين مخاطبون بأحكام القرآن والسنة بل وأدلة الأحكامالمجمع على حجيتها والمختلف في حجيتها أيضاً، لذا لزم علينا بموجب الخطاب والتكليف،حماية الإسلام في عقائده وأخلاقه وتنفيذه في تشريعه وأحكامه.. ومع أن هذا الواجبمخاطب به ولي الأمر ابتداءً إلا أن الكافة من المسلمين ولاسيما من يملك بضعا منأدوات الصناعة الفقهية مخاطبون أيضاً وهو ما دفعنا إلى بيان أوجه التشابه والاختلافبين عقد الزواج في الإسلام ويحاك به من تدابير لهدم كيان الأسرة ومن ثمار المجتمع..

عقدالزواج

تعريف عقد الزواج وآثاره في المجتمع:

تعريف الزواج:
في اللغة مادة زوج تعني: أن الزواج يعني الاقتران والازدواج فيقال زوجبالشيء، وزوجه إليه: قرنه به، وتزاوج القوم وازدوجوا: تزوج بعضهم بعضاً، والمزاوجةوالاقتران بمعنى واحد.
وفي القرآن الكريم جاء قوله تعالى: "وزوجناهم بحور عين" أي: قرناهم وكل شيئين اقترن أحدهما بالآخر فهما زوجان هذا هو معنى الزواج فيالله.
وأما تعريف الزواج في اصطلاح الفقهاء: فهو يترادف مع النكاح وهو عبارة عنعقد يتضمن إباحة الاستمتاع بالمرأة بالوطء والمباشرة والتقبيل والضم وما إلى ذلكإذا كانت المرأة محلاً للعقد عليها بأن لم تكن من محارمه أو هو عقد انضمام وازدواجبين الرجل والمرأة.
وفي فقه الإسلام الغاية من الزواج كثيرة متشعبة الأطراف فهوأول لبنات تكوين الأسرة الزوجية التي جعلها الله تعالى أول بداية للحياة البشرية فيالملأ الأعلى وأسكن طرفيها الجنة، وقص نبأها في كتابه المعجز تأكيداً لشأنها قالتعالى: "وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغداً حيث شئتما" ثم دعاإليها الأمم على ألسنة الرسل وحتى عليهما ورفعهما إلى مرتبة العبادة والقربى بالنيةالصالحة فقال تعالى: "وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم".
وفي الصحيحين عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ".. لكني أصوم وأفطر، وأصليوأرقد، وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني".
الزواج هو الصورة الوحيدةلالتقاء الرجل بالمرأة:
جعل الله تعالى الصورة الوحيدة لهذا الالتقاء - بينالرجل والمرأة - هو الزواج العلنى، الذي يوثق بعلم المجتمع، وشهادة الشهود ويقومعلى رعاية حق الأولياء، وتكريم المرأة حيث أوجب استئذانها، وناط الرفض أو القبول فيالنهاية برضاها حالاً أو مقالاً، وحيث جعل لها المهر حقاً شخصياً وسوى بينها وبينالرجل في الأهلية والتكاليف الشرعية إلا فيما رفه فيه عنها رفقاً بها وصوناً لهاواختصها بأحكام تلائم كونها الخلقي والخُلقي عدلاً من الله تعالى ورحمة واحساناًعلى وفق حكمته البالغة.
وجعل لها المهر حقاً شخصياً وقبل هذه الحقوق القانونيةهدى المسلمين إلى نية الجد في الارتباط، وحسن القصد، ودوام المودة، وعشرة المعروفحتى ساق هذا مساق أعظم آياته الكونية فقال تعالى: "ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكمأزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة".
الإسلام يحرم جميع العلاقات خارجإطار الزواج بين الرجل والمرأة:
وتأكيداً لذلك حرم الله كل صور اللقاء بين الذكروالأنثى على غير ما شرع كالسفاح العابر والخدان الدائم والنكاح المؤقت الذي لايستهدف إقامة الأسرة (كالنكاح المتعدد والمحلل) فإن هذه الضروب كلها فضلاً عما فيهامن إمتهان للمرأة هي في ذاتها نزوات تقوم على أنانية طامسة، تريد قضاء شهواتها بلاهدف كريم ولا مسئولية شخصية أو اجتماعية، وهذه حياة الحيوان الأعجم بل إن كثيراًمنهم يحمل مسئولية ذراريه دهراً ما.
كذلك حرم الله العلاقات الشاذة الناشئة بينالرجل والرجل أو المرأة والمرأة حماية لكيان المجتمع من أن تدمره هذه الأمراضالاجتماعية الخطيرة وحفظاً لكيان الأسرة من الانهيار ووضع العقوبات الصارمة لمقترفهذه الجرائم. ولذلك حفت الشريعة الاسلامية على الزواج.
حض الشريعة الإسلامية على الزواج والحكمة فيه:وردت في الشريعة الإسلامية نصوص كثيرة ترغب في الزواج،وتهيب بالشباب أن يتزوجوا وتنهى عن الرهبانية والفردية، فمن ذلك ما رواه أبو داودفي سننه عن عبد الله بن مسعود قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "مناستطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر أحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصومفإنه له وجاء".
وذلك رغبة في تحصين النفس الإنسانية، والبعد بها عن انتهاكالحرمات وذلك بإباحة أن يقضي كل واحد حاجته الجنسية من طريق مباح حلال، فليس أضربالأمة، ولا أدعي إلى فنائها، ولا أشد تأثيراً في كيانها وأسباب حيويتها من انتشارالفسق وترك حبل الشباب منها على غواربهم.
معنى قوامة الرجل على المرأة
إن الأسرة هي شركة صغيرة بين رجل وامرأة وأولاد ولذلك جعل الإسلام لهذه الأسرةباعتبارها الأمة الصغيرة قائداً هو الرجل فقال تعالى: "وللرجال عليهن درجة" ولكن هلقوامة الرجل على بيته تعني منحه حق الاستبداد والقهر؟ بعض الناس يظن ذلك وهو مخطئ ‍! فإن هناك داخل البيت المسلم ما يسمى "حدود الله" وهي كلمة تكررت في آيتين منالآيات التي تحكم علاقات الأسرة ست مرات.
إننا نريد أن نتفق أولاً على إقامةحدود الله، كما رسمها الكتاب الكريم، وشرحتها السنة المطهرة حتى يرتفع المستوىالخلقي والسلوكي لكلا الطرفين.
فإذا كان البيت مؤسسة تربوية أو شركة اقتصاديةفلابد له من رئيس والرياسة لا تلغى البتة الشورى والتفاهم وتبادل الرأي والبحثالمخلص عن المصلحة.
إن هذا قانون مطرد في شئون الحياة كلها، فلماذا يستثنى فيهالبيت؟ وقوله تعالى في صفة المسلمين "وأمرهم شورى بينهم" نزل في مكة قبل أن تكونهناك شئون عسكرية أو دستورية.
وعليه فإن البيت ما هو إلا شركة لابد أن يقومعليها من تكون له الكلمة النهائية فيما يعرض لها من مشكلات وطوارئ وليس أولىبالأسرة من هذا، فإن أمورها لا تحتمل التسويف أو الإهمال، وعلى أحد الطرفين أن يرضىبقيادة الآخر، والفطرة قضت للرجل، وجاء الحكم الإلهي موافقاً ومؤيداً لما فطر اللهعليه الناس، فتوافق الطبع والشرع على هذا الأمر، وجعل الله تعالى للمرأة مهمةووظيفة كبرى فطرت هي الأخرى لها، وليست مهمتها بأقل خطورة من مهمة الرجل، وهذا هوالعدل الذي جاء من الشرع فمن بيده تدبير أمور العباد يلاحظ ظروفهم ملاحظة دقيقةويقر العدل فيهم موازناً بين النفع والضرر فيما يأتي به من التدبير غير مجرٍفيهمإلا ما هو نفع محض أو ما نفعه أكثر من ضرره وعلى هذا بنيت الأسر.
وعلى هذا يجبأن تربى الأجيال وأن ينشأ الأطفال ولا يسمح لغير هذا الوضع أن يكون في المجتمع إلاعلى سبيل الشذوذ والاستثناء، ويدور وجوداً وعدماً مع الأسباب العارضة، وإلا تعثرتالمجتمعات، ونادت بما يطفح عليها من مشكلات وهي جزاء حتم لمصادمة الفطرة، ومراغمةالحقائق، ومجافاة شرائع الله عز وجل.ولذلك شرع الله الزواج.
شروط عقد الزواج :
شروط انعقاد الزواج شروط انعقاد الزواج تتنوع إلى نوعين، لأن منهما ما يرجع إلى العاقد ومنها ما يرجع إلى مجلس العقد.
فأما ما يرجع إلى العاقد من شروط الانعقاد فهو شرط واحد. وهو أن يكون العاقد عاقلاً، فلا ينعقد الزواج إذا كان العاقد مجنوناً أو صبياً لا يعقل لأن كل واحد منهما ليس أهلا للتصرف.
وأما ما يرجع إلى مجلس العقد من شروط الانعقاد فثلاثة شروط:
الأول: أن يتخذ المجلس الذي صدر فيه الإيجاب والقبول.
الثاني: أن يسمع كل واحد من العاقدين كلام الآخر ويفهم ما يراد به، فلا ينعقد الزواج إذا كان أحد العاقدين أصم ولا إذا كان أحدهما لا يفهم المراد من الكلام
الثالث: ألا يخالف القبول والإيجاب في شيء يعد عند التحقيق مخالفة، وذلك بأن يختلف المعقود لهما أو أحدهما أو يكون ما ذكر في عبارة القبول شراً مما ورد في الإيجاب سواء أكانت المخالفة في كل جزء من أجزاء الإيجاب أم كانت في بعض أجزائه دون بعضها الآخر.
وفي هذا أكبر دليل على مساواة المرأة بالرجل في حقها في قبول الزواج أو رفضه والاعتداد بإرادتها في هذا العقد الخطير.
شروط صحةالزواج الأول: أن تكون الزوجة محلاً قابلاً للزواج بهذا الزوج المعين في وقت العقد فلو كانت محرمة عليه حرمة مؤبدة بأن كانت أخته أو خالته أو نحوهما، أو حرمةمؤقتة بأن كانت أخت زوجته أو خالتها أو عمتها أو كانت زوجة لغيره أو معتدة من طلاقمن غيره- لم يصح العقد.
الثانى: أن يكون العقد بحضرة شاهدين مستكملين لشروطالشهادة، وذلك لأن عقد الزواج يتعلق به كثير من الأحكام التي يبقى أثرها على مرالزمان كثبوت النسب وحرمة المصاهرة، واستحقاق الميراث، فكان من الواجب إعلانه للناسوطريق إعلانه هو الإشهاد عليه.
الثالث: أن يكون للزوجة الصغيرة - (البكر) ذكريكون أقرب عصبتها من النسب فإن فقدوا جميعاً فأقرب عصبتها من النسب فلا يجوز أن تزجالمرأة نفسها لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا نكاح إلا بولي وشاهدي عدل" وقولهصلى الله عليه وسلم: "لا نكاح إلا بولي والسلطان ولي من لا ولي له" وذهب الجمهورإلى "أن المرأة لا تزوج نفسها أصلاً".
وقد خالفت اتفاقية "السيداو" هذه الشروطمحاولتها إلغاء هذه الشروط عند الزواج فنصت المادة (16) من الاتفاقية على أن:
" تتخذ الدول الأطراف جميع التدابير المناسبة للقضاء على التميز ضد المرأة في كافةالأمور المتعلقة بالزواج والعلاقات الأسرية بوجه خاص تضمن على أساس تساوي الرجل والمرأة:
(أ) نفس الحق في عقد الزواجفهذا البند يتجاهل مسألة الولاية علىالبنت التي لم يسبق لها زواج وكثير من الآراء الشرعية استناداً على الأحاديثالسابقة تشترط موافقة الوالي لتمرير عقد الزواج حتى يكون شرعيا والقاضي ولي من لاولي له.
- إن وجوب إذن الولي أو ندبه فيه مزيد من رعاية للفتى والفتاة من إنسانصاحب خبرة يكون بجانبها ساعة تأسيس أسرة صغيرة جديدة والرعاية لا تعني إلغاء إرادةالفتى والفتاة واختيارهما. إنما تعني الترشيد والمشورة. وما أصدق قول الشافعي: "إنالمعنى في اشتراط الولاية في النكاح كيلا تضع المرأة نفسها في غير كفء".
كما أنحضور الولي عقد الزواج، كما يثبت إقرار العائلة لهذا الزواج، يساعد على تأكيد أنرابطة الزواج لا تقتصر على علاقة حميمة بين شخصين رجل وامرأة بل هي كذلك صلة وثيقةبين عائلتين أو عشيرتين.
وفي هذا المعنى يقول الإمام محمد عبده:
(لا يخفي أنأحكام الشريعة المقدسة ترشدنا إلى أن المصاهرة نوع من أنواع القرابة، تلتحم بهاالعائلات المتباعدة في النسب، وتتجدد بها صلات الألفة والاتحاد، فقد حرم الله علىالشخص أن يتزوج بأمه أو أنثى من أصولها وفروعها، كما حرم عليه أن يتزوج بأخته أوأنثى من أصول نفسه وفروعه. وكذلك حرم على زوجته أن تقترن بشيءمن أصوله أو فروعه،فكأنما أنزل الله كلا من الزوجين منزلة نفس الآخر ن حتى أنزل فروع كل منهما وأصولهبالنسبة إلى الآخر منزلة أصول نفسه وفروعه. فهذه حكمة بالغة أقامها الشرع لنابرهانا واضحا على أن اتصال إحدى العائلتين بالأخرى بطريق المصاهرة، مساو لنفسالقرابة النسبية في الأحكام والحقوق والاحترام، وهذا هو الموافق لما عليه طبيعةالاجتماع الإنسانى.... فمن كانت له ابنه، وهو يميل إليها ميل الوالد إلى ولده، ثمقضت سنة الله في خلقه بأن يقترن بها شخص من الناس، فمقتضى محبة الوالد لابنته أنيطلب لها جميع الخيرات ويود لو بلغت أقصى درجات السعادة. وحيث أن سعادتها يبعد أنتكون بدون سعادة زوجها الذي هي مقترنة به، فمن الواجب عليه أن يميل إلى زوجها ميلهإلى نفسها، ويكون عونا له على سعادتها، لتتصل بها سعادة ابنته، وهكذا كل من ينتسبإليها بنوع من القرابة، فعليهم أن يكونوا على طراز من المحبة لزوجها، مثل ما همعليه بالنسبة إليها).
وما أدل الحديث الشريف الآتي على تنمية هذه الرابطة بينالعائلات:
فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "تعلموا منأنسابكم ما تصلون به أرحامكم".
§ وقد تحفظت كثير من الدول الإسلامية على هذاالبند، الذي إذا تم رفع التحفظ عليه كان من شأنه:
- إلغاء قوامة الرجل فيأسرته،إضاعة الحقوق الزوجية للمرأة
- إلغاء ولاية الأب على ابنته البكر عند زواجها.
آثــــار عـقـدالـزواج:
الزواج اللازم أو التام الذي استوفي أركانه وشرائطه تترتب عليه آثار شرعية هى1) حل استمتاع كل من الزوجين بالآخر على النحو المأذون فيه شرعا ما لم يمنع منه مانع كالحيض أو النفاس مثلا.
(2) القرار في البيت الشرعي الذي يعده لها الزوج فتكون المرأة ممنوعة من الخروج منه إلا بإذن الزوج لقوله تعالى: "أسكنوهن" وقوله عز وجل وقرن في بيوتكن "لا تخرجوهن من بيوتهن ولا يخرجن".
(3) وجوب المهر المسمى في العقد فتستحقه الزوجة على زوجها لأنه عوض عن منافع البضع.
المهر حق خالص للمرأة ولا يجوز النكاح دون مهر:المهر نوع من الهبة أو الهدية يقدمه الرجل بين يدي عقد الزواج. وهذه الهدية أمر لطيف يزرع بذور المودة في بداية الحياة الجديدة. والهدية تكون بحسب قدرة المهدى، فلا حرج في أقل القليل ولا حرج في الكثير، ما دامت في حدود القدرة والطاقة. والهدية أمر رمزي قيمتها ليست في ثمنها بل في مشاعر من يقدمها، ورغبته في إكرام صاحبته. والكريم من جاد بما عنده، فيستوي في القيمة المعنوية خاتم من حديد يقدمه فقير، مع قنطار من ذهب أو فضة يبذله صاحب ثراء عريض. وعلى كل فإن المهر أمر حتم ولا يجوز حرمان المرأة منه.
قال تعالى: "وَءَاتُوا النسَاءَ صَدُقَتهنَّ".
- وعن ابن عمر - رضي الله عنهما - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الشغار. والشغار أن يزوج الرجل ابنته على أن يزوجه الآخر ابنته ليس بينهما صَدَاق. [رواه البخاري ومسلم]
وفي تحريم هذا النوع من النكاح حفظ حق المرأة في المهر، فلا يكون الأمر كأنه تبادل صفقة تجارية بين الآباء بعضهم مع بعض.
إنصاف اليتيمة وتقديم مهر مثيلاتها:
قال تعالى: {وإن خفتم ألا تقسطوا (2) في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء} (سورة النساء: الآية 3)
- عن عروة بن الزبير أنه سأل عائة عن قول الله تعالى: {وإن خفتم أن لا تقسطوا في اليتامى} فقالت: يا ابن أختى، هذه اليتيمة تكون في حجر وليها، تشركه في ماله ويعجبه مالها وجمالها، فيريد وليها أن يتزوجها بغير أن يُقسط في صداقها فيعطيها مثل ما يعطيها غيره، فنهوا عن ذلك إلا أن يقسطوا لهن ويبلغوا لهن أعلى سنتهن. [رواه البخاري ومسلم]
(4) وجوب النفقة بعناصرها الثلاثة وهي الطعام والسكن والكسوة وذلك بشرط ألا تخرج المرأة عن طاعة زوجها، فإن عصته وخرجت عن طاعته اعتبر ذلك نشوزا مسقطا لنفقتها.
(5) ثبوت حرمة المصاهرة، بمعنى أن تحرم الزوجة على أصول الزوج وفروعه وأن يحرم الزوج على أصول الزوجة وفروعها ولكن تثبت الحرمة في بعض الحالات بنفس العقد كما هو الحال في أصول الزوجة مثلا فالعقد على البنات يحرم الأمهات، وقد يشترط في حرمة المصاهرة الدخول فلا تحرم البنت إلا بعد الدخول بأمها فعلا قال تعالى: "وربائبكم اللاتي في حجوركم من نسائكم اللاتي دخلتم بهم فإن لم تكونوا دخلتم بهن فلا جناح عليكم".
(6) ثبوت نسب الأولاد من هذا الزواج لقوله صلى الله عليه وسلم "الولد للفراش وللعاهر الحجر".
(7) ثبوت حق الإرث بين الزوجين ما لم يمنع من ذلك مانع.
(8) وجوب العدل بين الزوجات في حقوقهن عند التعدد أي التسوية بينهن في الحقوق كالقسم في البيات والنفقة بعناصرها المختلفة، وأما الحب والميل القلبي فهذا أمر لا يملكه قالت عائشة: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم فيعدل ويقول: الله هذا قسمي فيما أملك فلا تلمني فيما تملك ولا أملك" قال الترمذي يعني به الحب والمودة.
- عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تصوم المرأة وبعلها شاهد إلا بإذنه". [رواه مسلم]
- عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا دعا الرجل إمرأته إلى فراشه فأبت أن تجئ، لعنتها الملائكة حتى تصبح". [رواه مسلم]
- عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما من رجل يدعو إمرأته إلى فراشه فتأبى عليه، إلا كان الذي في السماء ساخطا عليها، حتى يرضى عنها". [رواه مسلم]
- عن طلق بن علي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا دعا الرجل زوجته لحاجته فلتأته وإن كانت على التنور.
- عن زيد بن أرقم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فلتجب وإن كانت على ظهر قَتَب". [رواه البزار]
- عن أبي سعيد قال: جاءت إمرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم ونحن عنده فقالت: يا رسول الله، إن زوجي صفوان بن المعطل يضربني إذا صليت، ويفطرني إذا صمت... فسأله عما قالت: فقال: يا رسول الله... أما قولها: يفطرني فإنها تنطلق فتصوم وأنا رجل شاب فلا أصبر. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ: "لا تصوم إمرأة إلا بإذن زوجها". [رواه مسلم]
(9) وجوب طاعة الزوجة لزوجها إذادعاها إلى الفراش، فعن أبي هريرة قال تعالى: "ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجالعليهن درجة" قال ابن العربي: معناه وجوب الطاعة وهو حق عام، فتقدم طاعته على طاعةالله تعالى في النوافل فلا تصوم إلا بإذنه ولا تحج إلا معه، ولكنها لا تطيعه فيمعصية الخالق كما لو أمرها بشرب الخمر أو مراقصة الأجانب ونحو ذلك.
(10) حقتأديب الزوج لزوجته إذا لم تطعه فيما يلزم طاعته فيه كأن تكون ناشزة تعصاه أو تخرجبلا إذنه أو تترك حقوق الله تعالى كالطهارة والصلاة. أولا تفتح له بابها أو تخونهفي نفسها وماله وما إلى ذلك فيكون للزوج أن يعظها وينصحها بالرفض واللين أو يهجرهافي المضطع باعتزالها وترك جماعها أو المبيت معها أو يضربها ضربا غير مبرح أي غيرمؤذ قال تعالى (واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن)، قالابن العربي (نشوزهن) يعني امتناعهن منكم عبر عنه بالنشوز وهو المرتفع من الأرض. وإنكل ما امتنع عليك فقد نشز عنك (فعظوهن) هو التذكير بالله في الترغيب لما عنده منثواب والتخويف لما لديه من عقاب إلى ما يتبع ذلك مما يعرفها به من حسن الأدب فيإجمال العشرة والوفاء بذمام الصحبة، والقيام بحقوق الطاعة للزوج والاعتراف بالدرجةالتي له عليها فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لو أمرت أحدا أن يسجد إلى أحدلأمرت المرأة أن تسجد لزوجها ". (واهجروهن في المضاجع)، أي يوليها ظهره في فراشهكما قال ابن عباس أو لا يكلمها وان وطئها كما قال عكرمه، أو لا يجمعهما سوياً فراشولا وطء حتى ترجع إلى الذي يريد كما قال إبراهيم والشعبى، أو يكلمها ويجامعها ولكنبقول فيه غلظة وشدة. ولم يرض ابن العربي أن يكون معناه، كما ذكره الطبري بالمهاجروهو الحبل في البيوت (واضربوهن) أي ضربا غير مبرح لا يظهر أثره على البدن يعني جروحأو كسر قال: ومن أحسن ما سمعت في تفسير هذه الآية قول سعيد بن جبير، قال: يعظها فإنهي قبلت وإلا هجرها فإن هي قبلت وإلا ضربها فإن هي قبلت وإلا بعث حكما من أهلهوحكما من أهلها فينظران ممن الضرر وعند ذلك يكون الخلع.
ولكن ينبغي أن يلاحظ أنالشارع إذا كان قد أباح الضرب فهو لم يوجبه بل ندب النبي صلى الله عليه وسلم إلىتركه حينما استؤذن في ضرب النساء فقال: "اضربوا ولن يضرب خياركم فاباح وندب إلىالترك وان في الهجر لغاية الأدب، والعبد يقرع بالعصا والحر تكفيه الاشارة فينبغي أنيتقدر الأمر بمناسبة الحال فليست كل أمرأة تضرب عند عدم الطاعة.
(11) المعاشرةبالمعروف فيكف أذاه عنها ويحسن معاملتها ومعاشرتها ويؤدي إليها كامل حقوقها قالتعالى: (وعاشروهن بالمعروف) وقال صلى الله عليه وسلم: "خيركم خيركم لأهله وأناخيركم لأهلي". استوصوا بالنساء خيراً وإذا كان ذلك من حقوق الزوجة على الزوج فلهعليها أيضا أن تحسن معاشرته بالمعروف.
مفهـوم المســــاواة والشـــريعةالإســــلامية:
أ- الزعم السابق في الوثيقة - محل البحث- جوهره أن الإسلام لم ينصف المرأة، ولم يسو بينها وبين الرجل في بعض الحقوق.. مع أن الحق غير ذلك تماماً، حيث رفع القرآن الكريم من شأن المرأة إلى درجة لم تكن تحلم بها من قبل، ولم تصل إليها من بعد في غير فقه الإسلام، ومن أمثلة المساواة التامة بين الرجل والمرأة في الإسلام، أن جعل لها حقاً في المال كالرجل، ومنحها حق التصرف فيه دون رقابة عليها أو ولاية وجعل إذنها شرطا في صحة زواجها، وجعل لها من حقوق الزوجية مثل ما عليها، وجعلها ذات مسئولية مستقلة في العبادات، والمدنيات، والجنايات، وفي الثواب والعقاب عند الله.. فالمرأة في القرآن، لا يؤثر عليها وهي صالحة فساد الرجل وطغيانه، ولا ينفعها وهي صالحة صلاح الرجل وتقواه، فهي صاحبة مسئولية مستقلة أمام الله.
بل إن خطاب القرآن للنبي صلى الله عليه وسلم بشأن مبايعته للنساء، يؤكد أن هذه المبايعة من فروع استقلال النساء في المسئولية، حيث بايعهن الرسول صلى الله عليه وسلم على خصوص وعموم.. وأكثر من هذا، وهو أنه في كثير من الخطاب القرآنى، جمع بين الرجال، والنساء، على السواء، مما يؤكد تمام التسوية بينهما في توجه التكليف.
ب- وفي سيرة المصطفي عليه السلام، ما يؤكد أن المرأة شاركت في الدعوة، وشاركت في الهجرة، وشاركت في الابتلاء، وشاركت في الغزو، وشاركت في العلم، وشاركت في الرواية، وشاركت في الاجتهاد، وشاركت في تأمين الإسلام من الأعداء، بل اعترف الإسلام بدورها، وفضلها في حفظ كيان الجماعة الإسلامية، ووقايتها من أي اضطراب يؤثر على أمنها الداخلي.
فها هي أمنا أم سلمة رضي الله عنها، زوج النبي صلى الله عليه وسلم، الذي يدخل عليها غاضبا بعد صده وأصحابه رضي الله عنهم، عن المسجد الحرام، ثم توقيع صلح الحديبية، الذي كان وقع بعض شروطه على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم شديداً، حيث رأى فيه بعضهم غبنا شديدا على المسلمين، وأن قبوله لون من الذلة لا يتفق وعزة الإسلام، وإعطاء الدنية في الدين، ومن هنا لم يبادروا إلى تنفيذ أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالتحلل من إحرامهم.
نعم يدخل النبي عليه الصلاة والسلام، على زوجه أم سلمه صائحا: "هلك المسلمون يا أم سلمه، أمرتهم فلم يمتثلوا!" (رواه أحمد والبخاري)، وفي رَوِيةً وحزم، قالت رضي الله عنها: اعذرهم يا رسول الله، فقد حملت نفسك أمرا عظيما في الصلح، ورجعوا دون فتح، ولا حج. فهم لذلك مكروبون، والرأي: أن لا تخرج، ولا تلوي على أحد، فتبدأ بما تريد، فإذا رأوك فعلت تبعوك، وعلموا أن الأمر حتم لا هواده فيه، وهم مؤمنون بك، محبوك، مضحون فيك.. فانشرح من النبي صلى الله عليه وسلم صدره، واستقر قلبه، واطمأن إلى ما أرتأت إليه ربة الفكر الجيد، والرأي السليم، فقام من فوره إلى هديه فنحره، ودعا بالحلاق فحلق رأسه، فلم يكد المسلمون يرون النبي صلى الله عليه وسلم يذبح، ويحلق حتى تواثبوا إلى تنفيذ الأمر، والتأم الشمل، وكان ذلك الرأي فتحاً، وأي فتح.
وقد صاغ هذا الحديث الشيخ شلتوت بقوله: انتظم الشمل، وسار جند الله برأي أمة الله، في سبيل الله حتى تمت كلمة الله، وأنزل على نبيه {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا} (المائدة:3)
أمة بقائدها تأخذ برأي أمة من إماء الله سبحانه ويراه القرآن فتحا، ثم يأتي بعد ذلك من جف فكره، ومن لا رسالة له في الدنيا، اللهم إلا رسالة مادية محدودة قوامها الباطل والهوى، ويغمز من شرع الله سبحانه وتعالى، ويتهمه بالقصور، وعدم الفاعلية.. اليس ذلك من العجب العجاب؟!
المســاواة وعلاقـة الزوجـينأ - حق تأديب الزوجلزوجه، لا يتنافي مع المساواة- فيما جُعلت فيه المساواة- بل هو من مقتضياتها، لأنهحق مشروط بعدم الطاعة فيما أوجبه الله عليها من طاعته.. وأصل هذا الحق القوامة،التي جعلها الله عز وجل للرجل: {الرجال قوامون على النساء}، وقوله سبحانه: {واللاتيتخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهنسبيلا} (النساء:34)، فإذا علمنا أن الخوف هنا يعني التيقن، على أرجح الأقوال،وأنالنشوز معصية الزوج، مأخوذ من النشز: أي الارتفاع، فكأنها ارتفعت، وتعالت عما أوجبالله عليها من الطاعة،وأن الضرب- المباح شرعا - بكيفيته المشروعة، مرحلة أخيرة،ونهائية،وفي ذلك يقول القاضي ابن العربى: (من أحسن ما سمعت في تفسير هذه الآية، قولسعيد بن جبير، قال: يعظها، فإن هي قبلت، وإلا هجرها، فإن هي قبلت وإلا ضربها، فإنهي قبلت، وإلا بعث حكما من أهله، وحكما من أهلها، فينظران ممن الضرر، وعند ذلك يكونالخلع).
والرجال، والنساء لا يستوون في ذلك، فإن العبد يقرع بالعصا، والحر تكفيهالإشارة. وأنه من المتفق عليه فقهاً، أن ما يؤدب فيه الزوج المعاصي التي لا حدفيها.. وأن الإمامين مالك وأبا حنيفة رحمهما الله، يريان أن الضرب لا يكون لأولمعصية، مما يعني أن يعاقب من يضرب زوجته لأول أو لثاني معصية.. وأن الإمام أحمدرحمه الله يرى أن يُسأل الزوج عن سبب الضرب، وأن ليس للزوج أن يضرب زوجته أي ضربشاء، فحقه مقيد في ذلك، كما أنه مقيد بمواضع معينة.. وأن الإمامين أبا حنيفةوالشافعي، يريان إن الزوج يضمن تلف أثر الضرب لزوجته، سواء أكان الضرب مما يعتبرتأديبا، أو كان أشد من ذلك، لأن التأديب فعل يبقى المؤدب بعده حيا، كما يقول أبوحنيفة.. أما تخرج الشافعي لذلك، فيعني أن التأديب ليس واجبا على الزوج، إنما هوحقه، ومتروك لاجتهاده، فيتحمل نتيجة اجتهاده.. ومتأخري الحنفية، والشافعية، يرون أنالحقوق يقيد استعمالها بشرط السلامة.
وكل هذا أو غيره مما هو على مستوى الصلاتالاجتماعية والشخصية الأسرية، يهذب وقائع الحياة غير المتناهية، ليقترب بها من فكرةالمساواة، في إطار المودة والرحمة، التي ناطها الشارع بعقد الزواج، على الرغم منالقوامة المتاحة للرجل على المرأة فهي قوامة لا تخل بالمساواة، وهي لصالح المرأة،حيث لا تستوي حركة حياة الناس إلا بذلك.
ب- وعلى مستوى العلاقات المالية،فالندية التي تعني تمام المساواة قائمة بينهما، فلكل منهما ذمته الماليةالمستقلة..و المرأة باستقلال ذمتها، يكون تسلم مهرها حقا لها، تحقيقا للمعاوضة التيتقتضي المساواة أيضا إلى جانب حق الزوجة، وهذا كله في ابتداء العقد، ولكل من هذهالحقوق أثره قطعا، إلا أن ذلك لا يقدح في مسألة المساواة بل يتسق معها، ويؤكدها.. وبيان ذلك هو:
1- من ناحية، إن المهر حق لابد منه شرعا في الزواج، فلا المرأة،ولا وليها يملكان اتمام الزواج دون مهر، بل لا تملك المرأة، ولا وليها أيضا، أنيكون الزواج بمهر يقل عن المحدد شرعا، إلا إذا تنازل صاحب الحق عن بعضه أوكله.
2- ومن ناحية أخرى، فإن للزوجة، وأوليائها، حق المهر، ومناط هذا الحق ألايقل المهر عن المثل، بما لا يتغابن الناس فيه عادة، مما يعني أن المرأة الكبيرة لوزوجت نفسها بأقل من مهر المثل، كان لوليها الاعتراض وطلب الفسخ، إن لم يرض بمافعلت، لأن لها إسقاط حقها دون حق وليها، الذي يبقى له ما دام لم يرض بإسقاطه... وكذلك لو زوّج الصغيرة غير أبيها أو جدها من أوليائها، بأقل من مهر المثل، كانالعقد غير صحيح، رعاية لحقها.
3- إن المهر يثبت للزوجة بمجرد العقد، دينا فيذمة زوجها، إن كان من النقود أو الأموال المثلية، كما يكون أمانة لديه، وفي ضمانهإن كان من القيميات كقطعة من الأرض مثلاً، ومن حق الزوجة أن تطلب كفيلاً به، ولهذهالكفالة أثرها الشرعي في جانب الزوجة (المكفول لها) وفي جانب الزوج (المكفولعنه).
انتهاء عقد زواجينتهي عقد الزواج بعدة طرق اما بالطلاق او بالخلع اوبإتفاق الطرفين أو بالفسخالطلاق: جعل الإسلام الطلاق من حق الرجل وحده لأنهاحرص على بقاء الزوجية التي انفق في سبيلها من المال ما يحتاج إلى انفاق شلن اواكثر منه، اذا طلق واراد عقد زواج اخر.
الخلع: اباح الإسلام الخلع وكذلك القانونوغالبا ما يكون الخلع بناء على طلب الزوجة أو بالإتفاق فيما بينهما.
الفسخ: يكونالفسخ بسبب خلل وقع في العقد أو بسبب طارئ عليه يمنع بقاءه.
وقد نصت المادة (16) من اتفاقية السيداو على تساوي الرجل والمرأة عند فسخ العقد.
والحقيقة أن الشريعةالإسلامية ميزت المرأة بأن جعلت القرار الخاص بإنتهاء عقد الزواج غالبا في يدالزوج؛ لأن الزوجة تتميز بسرعة انفعال وشدته وتغيره وقد يغلب انفعال المرأة احيانافتفوتها الحكمة في اتخاذ القرار وكل هذا من شأنه الحفاظ على الأسرة واستمرارالعلاقة الزوجية.
الخــاتمـــة:
إن مزية الإسلام الكبرى أنه نظام واقعي، يراعي الفطرة البشرية دائما ولايصادمها أو يحيد بها عن طبيعتها. وهو يدعو الناس لتهذيب طبائعهم والارتفاع بها،ويصل في ذلك إلى نماذج تقرب من الخيالات والأحلام، ولكنة في تهذيبه لا يدعو لتغيرالطبائع، لا يضع في حسابة أن هذا التغير ممكن أو مفيد لحياة البشرية حتى إذا أمكن ‍‍‍‍! وإنما يؤمن بأن أفضل ما تستطيع البشرية أن تصل اليه من الخير، هو ما يجئمتمشيا مع الفطرة بعد تهذيبها، والارتفاع بها من مستوى الضرورة الى مستوى التطوعالنبيل.
وهو يسير في مسألة الرجل والمرأة على طريقته الواقعية المدركة لفطرةالبشر، فيسوي بينهما حيث تكون التسوية هي منطق الفطرة الصحيح، ويفرق بينهما كذلكحيث تكون التفرقة هي منطق الفطرة الصحيح، فلننظر أهم مواضع التفرقة: تقسيم الإرثومسألة القوامة. يقول الإسلام في الإرث "للذكر مثل حظ الأنثيين" ذلك حق لكنه يجعلالرجل هو المكلف بالإنفاق ولا يتطلب من المرأة أن تنفق شيئا من مالها علي غير نفسهاوزينتها (إلا حيث تكون العائل الوحيد لأسرتها وهي حالات نادرة في ظل النظامالإسلامي، لأن أي عاصب من الرجال مكلف بالأنفاق ولو بعدت درجته) فأين الظلم الذييزعمة دعاة المساواة المطلقة؟ إن المسألة مسألة حساب لا عواطف ولا إدعاء. تأخذالمرأة – كمجموعة – ثلث الثروة الموروثة لتنفقها على نفسها، ويأخذ الرجل ثلثيالثروة لينفقها أولا على زوجة – أي على امرأة – وثانيا على أسرة وأولاد – فأيهمايصيب أكثر من الآخر بمنطق الحساب والأرقام؟ وإذا كانت هناك حالات شاذة لرجال ينفقونكل ثرواتهم على أنفسهم ولا يتزوجون ولا يبنون أسرة، فتلك أمثلة نادرة وإنما الأمرالطبيعي أن ينفق الرجل ثروته علي بناء أسرة فيها امرأة بطبيعة الحال هي الزوجة وهوينفق عليها لا تطوعا منه بل تكليفا. ومهما كانت ثروتها الخاصة فلا يحق له أن يأخذمنها شيء البتة إلا بالتراضي الكامل بينهما. وعلية أن ينفق عليها كأنها لا تملكشيئا، ولها أن تشكوه إذا امتنع عن الإنفاق، أو قتر فيه بالنسبة لما يملك، ويحكم لهاالشرع بالنفقة أو بالانفصال فهل بقيت بعد ذلك شبهة في القدر الحقيقي الذي تنالهالمرأة من مجموع الثروة؟ وهل هو امتياز حقيقي في حساب الاقتصاد أن يكون للرجل مثلحظ الأنثيين وهو مكلف ما لا تكلفه الأنثى؟على أن هذه النسبة إنما تكون فيالمال الموروث بلا تعب، فهو يقسم بمقتضى العدل الرباني الذي يعطي لكل حسب حاجته ومقياس الحاجة هو التكاليف المنوطة بمن يحملها. أما المال المكتسب فلا تفرقة فيهبين الرجل والمرأة، لا في الأجر على العمل، ولا في ربح التجارة ولا ريع الأرض... الخ. لأنه يتبع مقياسا آخر هو المساواة بين الجهد والجزاء. وإذن فلا ظلم ولا شبهةفي ظلم وليس وضع المسألة أن قيمة المرأة هي نصف قيمة الرجل في حساب الإسلام، كمايفهم العوام من المسلمين وكما يقول المشنعون من أعداء الإسلام. وقد رأينا بحسابالأرقام أن ذلك غير صحيح.
وليس اعتبار شهادة امرأتين بشهادة رجل واحد دليلاكذلك علي أن المرأة تساوي نصف رجل. إنما هذا إجراء روعي فيه كل الضمانان فيالشهادة، سواء كانت الشهادة لصالح المتهم أو ضده، ولما كانت المرأة بطبيعتهاالعاطفية المتدفقة السريعة الانفعال، مظنة أن تتأثر بملابسات القضية فتضل عنالحقيقة، روعي أن تكون معها امرأة أخرى "أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى" وقديكون المشهود له أو علية امرأة جميلة تثير غير الشاهد، أو يكون فتى يثير كوامنالغريزة أو عطف الأمومة الى آخر هذه العواطف التي تدفع إلى الضلال بوعي أو بغيروعى. ولكن النادر جدا حين تحضر امرأتان في مجال واحد أن تتفقا على تزييف واحد دونأن تكشف إحداهما خبايا الأخرى فتظهر الحقيقة. على أن شهادة الواحدة تعتبر فيما تعدالمرأة خبيرة فيه أو مختصة به من شؤون النساء.
أما مسألة القوامة: فالضرورةتقضي أن يكون هناك قيم توكل إلية الإدارة العامة لهذه الشركة القائمة بين الرجلوالمرأة، وما ينتج عنها من نسل وما ستتبعه من تبعات. وقد اهتدى الناس في كلتنظيماتهم إلى أنه لابد من رئيس مسئول وإلا ضربت الفوضى أطنابها وعادت الخسارة علىالجميع.
هذه هي نظرة الإسلام الواقعية للمساواه بين الرجل والمرأة. والتي تعتبرقيمة سامية لابد من السعي اليها، راعى فيها فطرة الإنسان وطبيعة تكوين الرجل والمرأة فخرج هذا القانون العادل النابع من السماء ليحقق للمرأة كل ما تصبو إليه منكرامة وحقوق لم ولن تجدها في شريعة غير شريعة الإسلام.
المصدر :
http://www.uae.ii5ii.com/forumdisplay.php?f=13
http://www.uaewomen.net/archive/inde...21884-p-5.html
http://vb.ozq8.com/archive/index.php/f-24-p-5.html
http://www.ajwaa-uae.com/vb/forumdisplay.php?f=15

والفهرس على حسب الصفحات اللي راح تستوي عندك .. وإذا ما عرفت اتسوي الفهرس راح أساعدك ..

اماراتية حلوة
03-10-2008, 07:09 PM
طيب يا قائد الدراسة ليش ما انت ادور في google
عن الشورى بشكل عام
وتكتب عن فوائد الشورى بالنسبة للعائلة
مثلاً الشورى في العائلة تحقق الترابط وتنتج أفراد يحترمون الرأي الآخر
ومن هالكلام
وادور بعد عن قصص الشورى في سيرة الرسول مع أهله وبتحصل وايد



اماراتية حلوة

اماراتية حلوة
06-10-2008, 12:12 AM
ادعولي اييب نسبة
98%


وهذا هو التقرير جاهز ومرتب
وبنات مدرسة القادسية محد ياخذه
لاني سلمته


http://Copy of الزواج.doc - 87.0 Kb (http://arabsh.com/14ul367ia8z3.html)

رووح حممودي
07-10-2008, 06:40 PM
المقدمة :

بسم الله الرحمن الرحيم

الصلاة والسلام على أزكى الأنبياء و أشرف المرسلين محمد (صلى الله عليه وسلم) الأمين المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:
في بداية هذا التقرير أود أن أقدم إهداء إلى كل من ساعدوني في كتابة التقرير الذي يحمل عنوان ( الزواج في الإسلام ) وفي إظهاره بهذا الشكل الذي هو عليه الآن؛ ومن هؤلاء الناس معلمة المادة التي وجهتنا إلى الطريقة والمنهج الصحيح في اختيار الموضوع وأشكر أيضاً هؤلاء ( الطالبات المشاركات ) الذين أمدوني بالمعلومات ومواقع استخراجها وخاصة الهيكل العام للتقرير.

لا أريد في هذه العجالة أن أتحدث عن مضمون التقرير ولكن سأستعرض لكم الأفكار التي شملناها في التقرير وهي:-
فإن هذا التقرير وهذا الموضوع الذي أكتب عنه من أهم المواضيع التي يجدر بعلماء الدين والشيوخ وأصحاب الفكر السامي والصحفيين الصادقين العالمين بأمور الدين أن يناقشوها، وهي أيضاً من المواضيع التي يجب أن يهتم بها الأناس العاديون المهتمين بأمور الدين ويستمعوا فيها لآراء أولو العقول والألباب ومن ذكرتهم مسبقاً، لذلك فقد اخترت هذا الموضوع الذي أتكلم فيه عن أمورٍ شتى موجودة في صفحة الفهرس، وأرجو أن ينال هذا التقرير الإعجاب والتقدير .

في الحقيقة واجهتنا في كتابة التقرير بعض المشكلات ومنها صعوبة البحث عن المعلومات كافية متعلقة بموضوع البحث ولكن فضلا من الله تعالى استطعنا التغلب على هذه المشكلات...


,,,,,,,, والله ولي التوفيق.














الموضوع

أسس الاختيار

يقول الشيخ محمد صالح المنجد أن الدين هو أعظم ماينبغي توفره في الزوجين، فينبغي أن يكون هذا الزوج مسلماً ملتزماً بشرائع الإسلام كلها في حياته فالمؤمن لا يظلم زوجته، فإن أحبها أكرمها وإن لم يحبها لم يظلمها ولم يهنها قال الله (ولعبد مؤمن خير من مشرك ولو أعجبكم) ويقول أيضاً (والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات) ، وقال النبي محمد ) إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض) .

ويستحب مع الدين أن يكون من عائلة طيبة، ونسب معروف، فإذا تقدم للمرأة رجلان درجتهما في الدين واحدة، فيقدم صاحب الأسرة الطيبة والعائلة المعروفة بالمحافظة على أمر الله مادام الآخر لا يفضله في الدين لأن صلاح أقارب الزوج يسري إلى أولاده ويستحب أيضاً أن يكون هناك قبول في المظهر لقول النبي محمد (خير النساء الذي إذا نظرت إليها سرتك وإذا أمرتها أطاعتك وإذا غبت عنها حفظتك ف نفسها ومالك .

وحسن أن يكون ذا مال يعف به نفسه وأهل بيته، لقول النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) لفاطمة بنت قيس لما جاءت تستشيره في ثلاثة رجال تقدموا لخطبتها أما معاوية فرجل ترب ( أي فقير لا مال له) .

شروط صحة الزواج

شروط صحة الزواج هي الشروط التي تتوقف عليها صحته، بحيث إذا وجدت يعتبر الزواج شرعياً وهخذه الشروط هي:
1- حل المرأة للرجل الذي يريد الاقتران بها، فلا تكون محرمة عليه بأي سبب من أسباب التحريم المؤقت أو المؤبد.
2- الإشهاد على الزواج من شاهدين وولي المرأة، لقول الرسول محمد(صلى الله عليه وسلم): ( لا نكاح إلا بولي وشاهدي عدل .

آثار عقد الزواج

الزواج الذي استوفي أركانه وشرائطه تترتب عليه آثار شرعية هى:
1- استمتاع كل من الزوجين بالآخر على النحو المأذون فيه شرعا ما لم يمنع منه مانع كالحيض أو النفاس مثلا.
2- القرار في البيت الشرعي الذي يعده لها الزوج فتكون المرأة ممنوعة من الخروج منه إلا بإذن الزوج لقول القرآن : (أسكنوهن من حيث سكنتم) .
3- وجوب المهر المسمى في العقد فتستحقه الزوجة .
4- وجوب النفقة بعناصرها وهي الطعام والسكن والكسوة .
5- ثبوت حرمة المصاهرة، بمعنى أن تحرم الزوجة على أصول الزوج وفروعه وأن يحرم الزوج على أصول الزوجة وفروعها ولكن تثبت الحرمة في بعض الحالات بنفس العقد كما هو الحال في أصول الزوجة مثلا فالعقد على البنات يحرم الأمهات .
6- ثبوت حق الإرث بين الزوجين ما لم يمنع من ذلك مانع.
7- وجوب العدل بين الزوجات في حقوقهن عند التعدد أي التسوية بينهن في الحقوق كالقسم في البيات والنفقة بعناصرها المختلفة، وأما الحب والميل القلبي فهذا أمر لا يملكه قالت عائشة: ( كان رسول الله يقسم فيعدل ويقول: هذا قسمي فيما أملك فلا تلمني فيما تملك ولا أملك)
8- وجوب طاعة الزوجة لزوجها إذا دعاها إلى الفراش، لقول القرآن: ( ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة)
قال ابن العربي: معناه وجوب الطاعة وهو حق عام، فتقدم طاعته على طاعة الله في النوافل فلا تصوم إلا بإذنه ولا تحج إلا معه، ولكنها لا تطيعه في معصية الخالق كما لو أمرها بشرب الخمر أو مراقصة الأجانب ونحو ذلك.

9- المعاشرة بالمعروف فيكف أذاه عنها ويحسن معاملتها ومعاشرتها ويؤدي إليها كامل حقوقها ذكر الله تعالى في القرآن: (وعاشروهن بالمعروف) .

10- وقال الرسول محمد : ( خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي) استوصوا بالنساء خيراً وإذا كان ذلك من حقوق الزوجة على الزوج فله عليها أيضا أن تحسن معاشرته بالمعروف.

فوائد الزواج

الذي يريد الزواج يجد العون من الله، فقد قال النبي محمد : ثلاثة حق على الله عونهم: المجاهد في سبيل الله، والمكاتب الذي يريد الأداء، والناكح الذي يريد العفاف.
• الزواج طريق شرعي لإشباع الغريزة الجنسية ، بصورة يرضاها الله ورسوله محمد، فقال : (حُبِّب إليَّ من دنياكم: النساء والطيب، وجُعلتْ قرَّة عيني في الصلاة.
• طريق لكسب الحسنات. قال : (وفي بُضْع كناية عن الجماع أحدكم صدقة). قالوا: يا رسول الله،( أيأتي أحدنا شهوته، ويكون له فيها أجر؟ ) قال: ( أرأيتم، لو وضعها في حرام، أكان عليه وِزْر؟). قالوا: بلى. قال: (فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر.
• وسيلة لاستمرار الحياة، وتعمير الأرض، فالأبناء الصالحون امتداد لعمل الزوجين بعد وفاتهما، فقال : (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم يُنْتفَع به، أو ولد صالح يدعو له.
• سبيل للتعاون، فالزوجة تكفي زوجها تدبير أمور المنزل، وتهيئة أسباب المعيشة، والزوج يكفيها أعباء الكسب، وتدبير شئون الحياة
• تقوية الصلات والمعارف من خلال المصاهرة، واتساع دائرة الأقارب.


الزواج المحرم

كان يوجد أنواع كثيرة من الزواج في الجاهلية فأبطلها الإسلام كلها ماعدا هذا الزواج المذكور ( الشرعي ) ومن هذه الأنواع الحرام :
• زواج الشغار

• زواج التحليل

• زواج الرهط

• زواج المباضعة


حقوق الزوج على الزوجة

حقوق الزوج على الزوجة من أعظم الحقوق ، بل إن حقه عليها أعظم من حقها عليه لقول الله تعالى : ( ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة ) .
قال الجصاص : أخبر الله تعالى في هذه الآية أن لكل واحد من الزوجين على صاحبه حقا ، وأن الزوج مختص بحق له عليها ليس لها عليه .


وقال ابن العربي : هذا نص في أنه مفضل عليها مقدم في حقوق النكاح فوقها .
ومن هذه الحقوق :
أ - وجوب الطاعة : جعل الله الرجل قوَّاماً على المرأة بالأمر والتوجيه والرعاية ، كما يقوم الولاة على الرعية ، بما خصه الله به الرجل من خصائص جسمية وعقلية ، وبما أوجب عليه من واجبات مالية ، قال تعالى : ( الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم )
قال ابن كثير :
وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس { الرجال قوامون على النساء } يعني :
أمراء عليهن ، أي : تطيعه فيما أمرها الله به من طاعته ، وطاعته أن تكون محسنة لأهله حافظة لماله .
وكذا قال مقاتل والسدي والضحاك . " تفسير ابن كثير " ( 1 / 492 ) .
ب - تمكين الزوج من الاستمتاع : مِن حق الزوج على زوجته تمكينه من الاستمتاع ، فإذا تزوج امرأة وكانت أهلا للجماع وجب تسليم نفسها إليه بالعقد إذا طلب ، وذلك أن يسلمها مهرها المعجل وتمهل مدة حسب العادة لإصلاح أمرها كاليومين والثلاثة إذا طلبت ذلك لأنه من حاجتها ، ولأن ذلك يسير جرت العادة بمثله .
وإذا امتنعت الزوجة من إجابة زوجها في الجماع وقعت في المحذور وارتكبت كبيرة ، إلا أن تكون معذورة بعذر شرعي كالحيض وصوم الفرض والمرض وما شابه ذلك .
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت فبات غضبان عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح "
ج - عدم الإذن لمن يكره الزوج دخوله : ومن حق الزوج على زوجته ألا تدخل بيته أحدا يكرهه .
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لا يحل للمرأة أن تصوم وزوجها شاهد إلا بإذنه ، ولا تأذن في بيته إلا بإذنه ، ...."
وعن سليمان بن عمرو بن الأحوص حدثني أبي أنه شهد حجة الوداع مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فحمد الله وأثنى عليه وذكر ووعظ ثم قال : استوصوا بالنساء خيرا فإنهن عندكم عوانٍ ليس تملكون منهن شيئا غير ذلك إلا أن يأتين بفاحشة مبينة فإن فعلن فاهجروهن في المضاجع واضربوهن ضربا غير مبرح فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا إن لكم من نسائكم حقا ولنسائكم عليكم حقا فأما حقكم على نسائكم فلا يوطئن فرشكم من تكرهون ولا يأذن في بيوتكم لمن تكرهون ألا وحقهن عليكم أن تحسنوا إليهن في كسوتهن وطعامهن .
وعن جابر قال : قال صلى الله عليه وسلم : " فاتقوا الله في النساء فإنكم أخذتموهن بأمان الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله ولكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحدا تكرهونه فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضربا غير مبرح ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف " .
د - عدم الخروج من البيت إلا بإذن الزوج : من حق الزوج على زوجته ألا تخرج من البيت إلا بإذنه .
وقال الشافعية والحنابلة : ليس لها الخروج لعيادة أبيها المريض إلا بإذن الزوج ، وله منعها من ذلك .. ؛ لأن طاعة الزوج واجبة ، فلا يجوز ترك الواجب بما ليس بواجب .
هـ - التأديب : للزوج تأديب زوجته عند عصيانها أمره بالمعروف لا بالمعصية ؛ لأن الله تعالى أمر بتأديب النساء بالهجر والضرب عند عدم طاعتهن .
وقد ذكر الحنفية أربعة مواضع يجوز فيها للزوج تأديب زوجته بالضرب ، منها : ترك الزينة إذا أراد الزينة، ومنها : ترك الإجابة إذا دعاها إلى الفراش وهي طاهرة ، ومنها : ترك الصلاة ، ومنها : الخروج من البيت بغير إذنه .
ومن الأدلة على جواز التأديب :
قوله تعالى : ( واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن )
وقوله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة )
قال ابن كثير :
وقال قتادة : تأمرهم بطاعة الله ، وتنهاهم عن معصية الله ، وأن تقوم عليهم بأمر الله ، وتأمرهم به ، وتساعدهم عليه ، فإذا رأيتَ لله معصية قذعتهم عنها ( كففتهم ) ، وزجرتهم عنها .
وهكذا قال الضحاك ومقاتل : حق المسلم أن يعلم أهله من قرابته وإمائه وعبيده ما فرض الله عليهم وما نهاهم الله عنه .
" تفسير ابن كثير " ( 4 / 392 ) .
و- خدمة الزوجة لزوجها : والأدلة في ذلك كثيرة ، وقد سبق بعضها .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية :
وتجب خدمة زوجها بالمعروف من مثلها لمثله ويتنوع ذلك بتنوع الأحوال فخدمة البدوية ليست كخدمة القروية وخدمة القوية ليست كخدمة الضعيفة .
" الفتاوى الكبرى " ( 4 / 561 ) .




الخاتمة

في نهاية هذا الموضوع أود أن أشكر كل الذين أفادوني في كتابة هذا الموضوع وكل من قرأ هذا البحث سواء أعجب به أو كانت له بعض الملاحظات عليه وأرجو وأتمنى أن أستفيد منه في المقام الأول وهذا هو ماأقوم عليه وأن يفيد الآخرون منه أيضاً أتمنى من الله أن أكون قد أحسنت كتابة هذا البحث كما ينبغي وفي الأخير أود أن أنوه إلى أن هذا البحث لم يسحب سحباً كاملاً من موضوع واحد أومن مصدر واحد ، والله ولي التوفيق..............
















المصادر والمراجع
1. موقع ويكيبيديا (الموسوعة الحرة )
2. موقع الإسلام سؤال وجواب
3. رأي أحد الشيوخ
4. معلوماتي الشخصية القلية المستمدة من كتاب التربية الإسلامية للصف الحادي عشر.
5. الشبكة العنكبوتية.


الزواج في الإسلام - منتديات منطقة الشارقة التعليمية (http://www.sez.ae/vb/showthread.php?t=69266)

فيراويهـ
10-10-2008, 02:35 PM
السلام عليكم و الرحمه ـ,,

شحالهم عياال المداارس ,,

اليوم يايبلكم تقرير ,,

فالمرفقات بتحصلووونهـ ,,

سلاااااااامي ,,

foOshea
10-10-2008, 07:33 PM
Thanx يا الغلا ..... الله يعطيك ألف عافية بس ممكن تقبليها مني ..... حاولي قدر الامكان ما تعطين تقرير جاهز عالطول ممكن تحطي مصادر ، معلومات من النت عشان يحاولوا الأعضاء ينسقوها لأنه حرام جهدك يروح و يتاخذ عالجاهز ، بدون زعل أكررها عشان لاحد يزعل و يتضايق بس فكروا في كلامي ... على العموم مشكورة غاليتي و أنا استفدت من الديزاين الناعم و حطيته قالب لتقريري اللي هو عن الزواج .

غـــرشــوبة راكــ
17-10-2008, 01:35 AM
سلام عليكـــــــــــم ورحمة

شخباركم جماعة عساكم بخير وسهاله

جهزتلكم تقرير عن العلماء ورثة الانبياء

واذا تبون شي امروني بس وان شاء الله في خدمتكم

واندوكـــــــــــــــــــــــــــــــــــــم تقريـــــــر

((( ارفق ملف في المشاركة)))

Ďřέล๓.ỬẰЄ
17-10-2008, 02:09 PM
الـــــــسلام علــــيكم
طبعا هذي اول مشاركه لي بالصف الحادي عشر واتمنى اني انال رضاكم[
[b]ارواق العمل بالمرفقات

مزيونه الوحده
17-10-2008, 04:09 PM
مرحباااااااااااااااا

سويت ورقة عمل


للي يبــآآآ

ف المرفقــآآآآآآآآآآآآآآآآت

و دمتم كووول ع طوول

أستاذ محمد
29-11-2008, 06:23 PM
لا تنسوني من الردود
أســــــــــتاذ محمد

مسلماني
30-11-2008, 01:54 PM
بارك الله فيك

بنت_الشيوخ
30-11-2008, 02:12 PM
ماتقصر استاذنا وعساك ع القوه

دمعة حزن ^_^
30-11-2008, 03:43 PM
يسلموو استاذنا..هع

فراشة علم
14-12-2008, 07:16 PM
السلام عليكم والرحمة ^_^

أحبائي هذه بعض أوراق العمل للمراجعه بعد الامتحانات خاصه أن المنهج جديد وليس

عليه أسئلة امتحانيه من ملازم وغيرها فحبذا أن تستفيدوا ان شاء الرحمن لا تنسوني من دعائكم ..

بن عمروو
20-12-2008, 11:33 AM
[SIZE="5"][COLOR="Red"]هذا التقرير هدية مني لكم[SIZE="5"][COLOR="Red"]









نبغى نشوف الردود

الله يعينه ع الدراسه
30-12-2008, 04:03 PM
ملخص درس الزواج للصف الحادي عشر :
مصادر التشريع والمذاهب الفقهية

أهم مصادر التشريع الاجتهادية :-
1- الاجماع
2- القياس
3- المصالح المرسلة
4- العرف
5- سد الذرائع

أثر الاختلاف في مصادر التشريع الاجتهادية في اختلاف الفقهاء :-

1- العمل بالمصدر التشريعي او رفضة
2- الاختلاف في تفاصيل المصدر رغم الاتفاق عليه

المذاهب الفقهية : -
























سمات المذهب الفقهي وأصوله:-

1- البحث في علل الأحكام وحكمتها
2- الاحتياط في قبول حديث الىحاد

سمات المذهب المالكي وأصوله:-

1- اعتماده على عمل أهل المدينة حيث تميز بذلك عن كل المذاهب الاخرى .
2- اعتماده على المصالح المرسلة وسد الذرائع وتعمقه فيها .

سمات المذهب الشافعي وأصوله:-
رتب الشافعي مصادره كما يلي:-
1- القرآن الكريم
2- السنة النبوية
3- الإجماع
4- قول الصحابي
5- القياس

من أشهر مؤلفات الشافعي :-
الرسالة \ الامم في الفقه

أشهر علماء الشافعي :-
الشيرازي \ الغزالي \ النووي













سمات المذهب الحنبلي وأصوله:-
رتب الحنابلة مصادر التشريع كما يلي :-
1- القرآن الكريم
2- السنة النبوية
3- الاجماع
4- فتاوى الصحابة
أشهر علماء الحنبلي :-
الخرقي \ ابو يعلي \ ابن قدامة

سمات المذهب الظاهري وأصوله:-

1- تمسك الظاهرية بالنصوص ورفضوا الراي والمصادر المنبثقة
2- لم يأخذو بالإجماع بإطلاق بل اكتفوا بإجماع الصحابة


أشهر علماء الظاهرية :-
ابوبكر \ محمد بن داود \ ابو محمد \ علي بن محمد


سمات المذهب الإباضي وأصوله:-
رتب الإباضة شريع كما يلي :-

1- الثرآن الكريم
2- السنة النبوية
3- الإجماع
4- القياس

أشهر علماء الإباضة :-
جابر بن زيد الازدي ، ابو عبيدة المسلم بن أبي كريمة ، ضمام بن السائب الندبي .
وينتشر المذهب الآن في اجزاء من سلطنة عمان واجزاء من ليبيا وتونس والجزائر .


سمات المذهب الجعفري وأصوله:-
رتب علماء المذهب الجعفري كما يلي :-

1- القرىن الكريم
2- السنة النبوية الشريفة
3- الإجماع
4- ضيقوا الأخذ بالراي كالقياس والاستحسان والمصالح المرسلة

أشهر علماء الجعفري :-

أبو جعفر بن يعقوب \ الكليني \ ابو جعفر بن محمد القمي .












مصادر التشريع والمذاهب الفقهية

أهم مصادر التشريع الاجتهادية :-
1- الاجماع
2- القياس
3- المصالح المرسلة
4- العرف
5- سد الذرائع

أثر الاختلاف في مصادر التشريع الاجتهادية في اختلاف الفقهاء :-

1- العمل بالمصدر التشريعي او رفضة
2- الاختلاف في تفاصيل المصدر رغم الاتفاق عليه

المذاهب الفقهية : -
























سمات المذهب الفقهي وأصوله:-

1- البحث في علل الأحكام وحكمتها
2- الاحتياط في قبول حديث الىحاد

سمات المذهب المالكي وأصوله:-

1- اعتماده على عمل أهل المدينة حيث تميز بذلك عن كل المذاهب الاخرى .
2- اعتماده على المصالح المرسلة وسد الذرائع وتعمقه فيها .

سمات المذهب الشافعي وأصوله:-
رتب الشافعي مصادره كما يلي:-
1- القرآن الكريم
2- السنة النبوية
3- الإجماع
4- قول الصحابي
5- القياس

من أشهر مؤلفات الشافعي :-
الرسالة \ الامم في الفقه

أشهر علماء الشافعي :-
الشيرازي \ الغزالي \ النووي













سمات المذهب الحنبلي وأصوله:-
رتب الحنابلة مصادر التشريع كما يلي :-
1- القرآن الكريم
2- السنة النبوية
3- الاجماع
4- فتاوى الصحابة
أشهر علماء الحنبلي :-
الخرقي \ ابو يعلي \ ابن قدامة

سمات المذهب الظاهري وأصوله:-

1- تمسك الظاهرية بالنصوص ورفضوا الراي والمصادر المنبثقة
2- لم يأخذو بالإجماع بإطلاق بل اكتفوا بإجماع الصحابة


أشهر علماء الظاهرية :-
ابوبكر \ محمد بن داود \ ابو محمد \ علي بن محمد


سمات المذهب الإباضي وأصوله:-
رتب الإباضة شريع كما يلي :-

1- الثرآن الكريم
2- السنة النبوية
3- الإجماع
4- القياس

أشهر علماء الإباضة :-
جابر بن زيد الازدي ، ابو عبيدة المسلم بن أبي كريمة ، ضمام بن السائب الندبي .
وينتشر المذهب الآن في اجزاء من سلطنة عمان واجزاء من ليبيا وتونس والجزائر .


سمات المذهب الجعفري وأصوله:-
رتب علماء المذهب الجعفري كما يلي :-

1- القرىن الكريم
2- السنة النبوية الشريفة
3- الإجماع
4- ضيقوا الأخذ بالراي كالقياس والاستحسان والمصالح المرسلة

أشهر علماء الجعفري :-

أبو جعفر بن يعقوب \ الكليني \ ابو جعفر بن محمد القمي .












الزواج


حكمة الزواج وأهدافه :

1- السكن والمودة
2- بلوغ الكمال الإنساني
3- النسل

خطوات الزواج :-
1- الخطبة
2- العقد
3- الولى
4- الشاهدان
5- المهر

أسس اختيار الزوج والزوجة :-
1- الدين
2- الخلق
3- التكافؤ بين الزوجين

وصايا قبل عقد الزواج :-
1- الاستخارة
2- الاستشارة
3- الدعاء بالتوفيق والبركة
4- تعلم الاحكام الشرعية والاجتماعية المتعلقة بالحياة الزوجية

شروط عقد الزواج :-
1- التراضي
2- الإحصان
3- الكفاءة
4- الصيغة






موانع صحة عقد النكاح :
1- العقد على المحارم
2- التحليل
3- التاجيل
4- الزيادة على أربع زوجات
5- الجمع بين المرأة واختها أو عمتها او خالتها
6- العقد في وقت الإحرام بالحج أو العمرة
7- العقد على المرأة المعتدة

صور الإعداد للزواج :-
1- الاعداد المادي :-
( هو كل ما يحتاجه الزوجان من ملبس ومسكن )
2- الإعداد النفسي :-
( بمعرفة الحقوق والواجبات والأساليب المحققة للسعادة الزوجية وطرق حل المشكلات)

آداب الزواج:-
1- الوليمة
2- إعلان النكاح بضرب الدف والغناء المباح
3- الدعاء للزوجين

آثار عقد الزواج :-

خالد المنهالي
30-01-2009, 11:01 PM
السلام عليكم
اليوم جبتلكم بحث واتمناء تنال على اعجبكم دورة في النت والجبتة لكم صرحة حلو ما ادري يي في المنهج الجديد او لا :clap:

الحن الشجي
07-02-2009, 05:02 PM
هذا اللي لقيته والسموحه ع القصور والله ولي التوفيق والنجاح

بسم الله الرحمن الرحيم

(لا يشربن أحدكم قائما)ً


عن أنس وقتادة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم " أنه نهى أن يشرب الرجل قائماً " ،

قال قتادة : فقلنا فالأكل ؟ فقال : ذاك أشر و أخبث " رواه مسلم و الترمذي


عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : لا يشربن أحدكم قائماً فمن نسي فليستقي " رواه مسلم .




الإعجاز الطبي ...

يقول الدكتور عبد الرزاق الكيلاني أن الشرب و تناول الطعام جالساً أصح و أسلم و أهنأ و أمرأ حيث يجري ما يتناول الآكل والشارب على جدران المعدة بتؤدة و لطف . أما الشرب واقفاً فيؤدي إلى تساقط السائل بعنف إلى قاع المعدة و
يصدمها صدماً ،


و إن تكرار هذه العملية يؤدي مع طول الزمن إلى استرخاء المعدة و هبوطها و ما يلي ذلك من عسر هضم . و إنما شرب النبي واقفاً لسبب اضطراري منعه من الجلوس مثل الزحام المعهود في المشاعر المقدسة ، و ليس على سبيل العادة و الدوام .



كما أن الأكل ماشياً ليس من الصحة في شيء و ما عرف عند العرب و المسلمين .



و يرى الدكتور إبراهيم الراوي أن الإنسان في حالة الوقوف يكون متوتراً و يكون جهاز التوازن في مراكزه العصبية في حالة فعالة شديدة حتى يتمكن من السيطرة على جميع عضلات الجسم لتقوم بعملية التوازن و الوقوف منتصباً. و هي عملية دقيقة يشترك فيها الجهاز العصبي العضلي في آن واحد مما يجعل الإنسان غير قادر للحصول على الطمأنينة العضوية التي تعتبر من أهم الشروط الموجودة عند الطعام و الشراب ، هذه الطمأنينة يحصل عليها الإنسان في حالة الجلوس حيث تكون الجملة العصبية و العضلية في حالة من الهدوء و الاسترخاء و حيث تنشط الأحاسيس و تزداد قابلية الجهاز الهضمي لتقبل الطعام و الشراب و تمثله بشكل صحيح .



و يؤكد د. الراوي أن الطعام و الشراب قد يؤدي تناوله في حالة الوقوف ( القيام) إلى إحداث انعكاسات عصبية شديدة تقوم بها نهايات العصب المبهم المنتشرة في بطانة المعدة ، و إن هذه الإنعكاسات إذا حصلت بشكل شديد و مفاجىء فقد تؤدي إلى انطلاق شرارة النهي العصبي الخطيرة Vagal Inhibation لتوجيه ضربتها القاضية للقلب ، فيتوقف محدثاً الإغماء أو الموت المفاجىء .كما أن الإستمرار على عادة الأكل و الشرب واقفاً تعتبر خطيرة على سلامة جدران المعدة و إمكانية حدوث تقرحات فيها حيث يلاحظ الأطباء الشعاعيون أن قرحات المعدة تكثر في المناطق التي تكون عرضة لصدمات اللقم الطعامية و جرعات الأشربة بنسبة تبلغ 95% من حالات الإصابة بالقرحة . كما أن حالة عملية التوازن أثناء الوقوف ترافقها تشنجات عضلية في المريء تعيق مرور الطعام بسهولة إلى المعدة و محدثة في بعض الأحيان آلاماً شديدة تضطرب معها وظيفة الجهاز الهضمي و تفقد صاحبها البهجة عند تناوله الطعام و شرابه

صدق رسول الله صلي الله عليه وسلم

شاين تروث
الاعجاز العلمي في السنة النبوية (لا يشربن أحدكم قائما)ً (http://majdah.maktoob.com/vb/majdah16930/)

رهيف آلقلب
12-02-2009, 07:28 PM
الإعجاز العلمي في القرآن الكريم

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العلمين، والصلاة والسلام على أفضل خلقه، محمد صلى الله عليه وسلم، أما بعد، هذا تقرير مختصر في موضوع إعجاز القرآن الكريم من مادة علوم القرآن، فقد جاء تقريري هذا بعنوان إعجاز القرآن الكريم )، ويكمن السبب الحقيقي وراء اختياري هذا الموضوع بسبب لهفتي وشوقي في معرفة الكثير عن إعجاز القرآن، ورغبة مني بتثبيت الإيمان في قلبي وقلب كل مؤمن، وكي يكون حجة داحضة في وجه كل جاحد..
وكان معنى ذلك أن ينقسم تقريري إلى أربع أقسام، تسبقها مقدمة وتتلوها خاتمة:
القسم الأول يحتوي على مقدمة بسيطة لإعجاز القرآن حيث تحتوي على تعريف إعجاز القرآن الكريم وأنه معجزة محمد عليه السلام من الله عز وجل ..
القسم الثاني بعنوان الإعجاز اللغوي في القرآن.
القسم الثالث بعنوان الإعجاز التشريعي في القرآن .
القسم الرابع نماذج للإعجاز العلمي في القرآن الكريم .

وفي النهاية أتقدم بالشكر لكل من ساعدني ، وأرجو أن يكون بحثي مفيدا للجميع، وأعتذر عن كل تقصير فيه، وحسبي أنني لم أدخر جهدا في محاولة الوصول به على درجة الإتقان، لكن الكمال لله وحده، ونسال الله التوفيق والسداد.

القسم الأول: مقدمة
تعريف إعجاز القرآن الكريم :
القرآن في اللغة : من قرأ مرادف للقراءة ، ومنه قوله تعالى : ( إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ * فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ ) (القيامة:18)
القرآن في الإصطلاح: هو كلام الله المنزل على محمد المنقول إلينا بالتواتر المتعبد بتلاوته المتحدى بأقصر صورة منه.
¨ قال تعالى: (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً) (النساء:82) فهو إذن كلام الله.
¨ وقال تعالى: (وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً)(المزمل: من الآية4) وقال تعالى: (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) (محمد:24) فكانت تلاوته والتدبر فيه عبادة لله.
¨ وقال: (وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) (البقرة:23)فقد تحداهم بالإتيان بسورة من مثله.
¨ (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) (الحجر:9) فقد تكفل الله بحفظه من التحريف الذي لحق بالكتب التي سبقت.
الإعجاز: من التعجيز والتثبيط والنسبة إلى العجز، يقال أعجزه الشئ أي فاته، ومنه قوله تعالى: (فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَاباً يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَى أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ) (المائدة:31)
ويقال معجزة النبي (صلى الله عليه وسلم) أي ما أعجز به الخصم عند التحدي .
القرآن معجزة محمد (صلى الله عليه وسلم) من عند الله تعالى:
لقد أيد الله تعالى رسله بمعجزات، وكانت معجزة نبينا (صلى الله عليه وسلم) هي القرآن الكريم الذي عجزت الإنس والجن عن الإتيان بمثله، قال تعالى: (قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْأِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً) (الإسراء:88) وقد شهد بإعجازه أعدائه، ثم تحداه بالإتيان بعشر سور من مثله، قال تعالى: { أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } – هود 13، ثم تحداهم أن يأتوا بسورة من مثله، قال تعالى: (أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) (يونس:38) وتمثلت المعجزة أيضاً في وصوله لنا عن طريق المصطفى (صلى الله عليه وسلم) وهو لم يمسك قلماً ولم يكتب أو يقرأ.

القسم الثاني: الإعجاز اللغوي في القرآن
البلاغة في القرآن:
معجزة القرآن الكريم تتمثل في وجوه كثيرة، أولها البلاغة، وكونه فصيحاً بلسان عربي مبين، قال تعالى: (قُرْآناً عَرَبِيّاً غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ) (الزمر:28)، وقد عجزت العرب رغم فصاحتهم بالإتيان بمثله لما فيه من حسن بلاغة وقوة في المعاني وبراعة الألفاظ ودقة التشبيه وحسن ترابط وتسلسل ورغم ذلك كان بلسان عربي بليغ ومبين، قال تعالى: { بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ } – الشعراء 195، وأعجزت بلاغته فصحاء قريش وخطباءها، فإتهموا محمداً (صلى الله عليه وسلم) بأنه شاعر ثم سرعان ما رأوا أنه ليس بشعر، قال تعالى: (وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ) (يّس:69)، ثم قالوا إنه ساحر كما فعل الوليد بن المغيرة، فقال تعالى على لسانه: { فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ * إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ } – المدثر 23-25، ثم قالوا إنه كاهناً تارة وتارة إتهموه بالجنون، قال تعالى: { فَذَكِّرْ فَمَا أَنتَ بِنِعْمَتِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلَا مَجْنُون * أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَّتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ } ٍ– الطور29-30، ومنهم من قال إنه يقول أساطير الأولين ، قال تعالى : { إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ } - القلم 15 ، كل هذا بكفرهم وعنادهم وقد إستيقنت أنفسهم بأنه من عند الله وعرفوا أنه الحق ولكن الكبر وإتباع الآباء والخوف على الجاه والمكان بين الناس منعهم من قبوله .
مخاطبة العقل والقلب معاً :
ومن معجزات القرآن أنه يخاطب العقل والقلب معاً ، فتجد له وقعاً على كليهما ، وجعله الله شفاء للقلوب ورحمة ونور ، قال تعالى : { يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ } - يونس 57 ، وقال : (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَاراً) (الاسراء:82) ، كما أن معظم القرآن إنما يخاطب العقل ويحثه على التفكر في خلق الله كالسماوات والأرض وإمعان النظر في الكون وفي الأنفس والآفاق وجعل ذلك وسيلة للوصول إلى الإيمان بالله ، قال تعالى : { أَوَلَمْ يَنظُرُواْ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللّهُ مِن شَيْءٍ وَأَنْ عَسَى أَن يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ } - الأعراف 185، وقد جعله الله تعالى مصدراً لتثبيت النفس وعونها على الصبر ومصدر هداية وتبشير للمؤمنين كما ثبت به الله تعالى فؤاد النبي (صلى الله عليه وسلم) ، قال تعالى : { قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ } – النحل 102،كما جعله مصدر راحة وإطمئنان للمؤمن، قال تعالى : { الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ } - الرعد 28 ،وكم أسعد هذا القرآن قلوباً مولعة ومشتاقة للرحمن ومتعطشة للقاءه ، فتجد كلامه تعالى خير دواء وسكن ينزل برداً وسلاماً على القلب والروح فتسعد النفس بترتيله فما أعظمها نعمة هي نعمة القرآن ،وهذا إنما يفهمه ويشعر به المؤمن كامل الإيمان الذي يتوق للقاء الرفيق الأعلى .
أمثال القرآن :
ومن إعجاز القرآن ووسائله للوصول إلى العقول والأفهام ضرب الأمثال التي تقرب المعاني وتفتح الأذهان المغلقة والعقول الحائرة فتقنع كل إنسان يريد أن يصل إلى الحقيقة ولم يقل كما قالت بنو إسرائيل قلوبنا غلف ، بل من يريد الحق ولم يعاند ويكابر لابد وأن يجد الحقيقة في القرآن واضحة كوضوح الشمس في وسط النهار ، قال تعالى : (وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ) (الزمر:27) ، أما المعاندين الذين عرفوا الحق واستكبروا عليه وكفروا به قال عنهم : (وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ وَلَئِنْ جِئْتَهُمْ بِآيَةٍ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا مُبْطِلُونَ) (الروم:58) ، ورغم بيان الأمثال جادل فيها الكفار وتكبروا عليها ، قال تعالى : (وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ الْأِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً) (الكهف:54) .
الإيقاع المنتظم للقرآن الكريم :
ومن إعجاز القرآن أيضاً الإيقاع المنتظم للقرآن الذي جعل كفار قريش يتهمون محمداً بالسحر مرة ومرة بالشعر ومرة بالكهانة ، قال تعالى : (فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا إِنَّ هَذَا لَسِحْرٌ مُبِينٌ) (يونس:76) ، ومن ذلك ما نسمعه عندما نقرأ سورة القمر مثلاً ، فلنقرأ معاً سورة القمر ولنستمع لروعة البيان ومزمار من مزامير داود ، ولنتلو سورة الرحمن ونستمع لما يعجز المتنبئ وأبي فراس وأحمد شوقي وغيرهم عن الإتيان بكلام كهذا ، كما يعجز عبد الحليم وأم كلثوم ووليد توفيق وغيرهم من الفسقة عن أن يأتوا بما في القرآن من روعة وإنسجام ، إن هؤلاء المذكورين وأشباههم لمحرومون من سماع مثل هذا ويا لضياعهم وغرورهم بما هم فيه من باطل ومعصية وما يتلفظون به من سخافة ألفاظ وسماجة ألحان وهوي زائغ وما يتبعهم إلا الغاوون فيا لهم من ضالين مضلين ، أما كلام الله تعالى فلا يأتيه الباطل ولا يخلق من كثرة الرد ، وقال (صلى الله عليه وسلم) لأبي موسى عندما إستمع لتلاوته بأنه أوتي مزماراً من مزامير داوود ، عَنْ أَبِى مُوسَى قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لأَبِى مُوسَى : « لَوْ رَأَيْتَنِى وَأَنَا أَسْتَمِعُ لِقِرَاءَتِكَ الْبَارِحَةَ لَقَدْ أُوتِيتَ مِزْمَارًا مِنْ مَزَامِيرِ آلِ دَاوُدَ » -البخاري 1888 ، ويكفي هذا الحديث في فضائل القرآن : عن الحارث الأعور قال: مررت في المسجد فإذا الناس يخوضون في الأحاديث، فدخلت على علي فقلت: يا أمير المؤمنين ألا ترى الناس قد خاضوا قال: أو قد فعلوها؟ قلت: نعم، قال: أما إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إنها ستكون فتنة قلت: ما المخرج منها يا رسول الله؟ قال: كتاب الله فيه نبأ من قبلكم، وخبر ما بعدكم، وحكم ما بينكم هو الفصل ليس بالهزل، من تركه من جبار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله، وهو حبل الله المتين، وهو الذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم، هو الذي لا تزيغ به الأهواء ولا تلتبس به الألسنة، ولا تشبع منه العلماء، ولا يخلق عن كثرة الرد، ولا تنقضي عجائبه، هو الذي لم تنته الجن إذ سمعته حتى قالوا: {إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد فآمنا به}. من قال به صدق، ومن عمل به أجر، ومن حكم به عدل، ومن دعا إليه هدى إلى الصراط المستقيم.

القسم الثالث : الإعجاز التشريعي في القرآن
أحكام القرآن :
لقد أرسل الله رسله بالبينات ليقوم الناس بالقسط – ابن القيم ، قال تعالى : (لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ)(الحديد: من الآية25) ، وكان القرآن هو أفضل الكتب المنزلة على الإطلاق ، أنزله الله تفصيلاً لكل شئ ، وفرقاناً بين الحق والباطل ، وشرع فيه لعباده ما تقوم به حياتهم ويصلح به معادهم ، قال تعالى : (تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً) (الفرقان:1) ، وجعله تذكرة لمن يخاف وعيده وكان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ، قال تعالى : (فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ)(قّ: من الآية45) ، وبه بيان للأحكام العامة التي يقوم بها أمر الأمة وأحكام الحدود والديات والأسرة والمواريث وغيرها مما يستقيم به أمر الأمة ، قال تعالى : (وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ) (النحل: من الآية 89) ، فجاءت أحكامه كلها لما فيه صلاح الأمة وخيرها ولقد رأينا كيف كانت الأمة الإسلامية في عهد الصحابة والتابعين عندما كان يطبق فيها شرع الله تعالى فكانت الأمة الإسلامية حينها في قمة قوتها وأمنها وإستقرارها ورخائها ، أليس هذا بخير مما فيه الأمة اليوم من ضياع وضعف وعدم أمن وعدم إستقرار ، كل هذا لأنها رمت أحكام القرآن وأخذت بأحكام الشيطان وما شرعه شياطين الإنس من قوانين وضعية ففسد النظام وضاع الأمن وإنتشرت السرقة والزنا والخمر وغيرها من فساد.. فسبحان الذي أرسل لنا القرآن رحمة للعالمين .
أخبار الأمم السابقة :
ومن معجزات القرآن أيضاً قصص القرآن التي هي أحسن القصص ، قال تعالى : { نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ } – يوسف 3 ، وكانت من معجزات النبي (صلى الله عليه وسلم) لأنه أخبر بأحداث كانت قبل آلاف السنين كقصة نوح وقصة موسى وفرعون وقصة بلقيس وسليمان وقصة يوسف وامرأة العزيز وقصة إبراهيم وأبيه وقومه وقصة صالح وناقته وقصة شعيب وقومه وقصة يعقوب وابنائه وغيرها من قصص القرآن التي أخبرت عن أحوال الأمم السابقة ، ومنها قصص بني اسرائيل ، قال تعالى : (إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرائيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ) (النمل:76)
حال العرب قبل و بعد نزول القرآن :
تبدلت حال العرب بعد الإسلام وأصبحوا أمة علم وقوة وسلطان ورفعهم الإسلام إلى أعلى المنازل حيث إختارهم الله من بين الأمم ليكونوا حملة الإسلام إلى العالم فنالوا ذلك الشرف وكانوا خير مبلغين وتوسعت رقعة الدولة الإسلامية حتى فتحت للنبي (صلى الله عليه وسلم) قصور كسرى وقيصر وحكموا العالم وأعزهم الله بنوره نور الإسلام وأصبحوا قادة العالم وفي الآخرة أنالهم الله شرف أن يكونوا شهداء على الناس ، قال تعالى : (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَحِيمٌ) (البقرة:143)

القسم الرابع : الإعجاز العلمي في القرآن
الإعجاز العلمي في القرآن من المواضيع التي بدأ انتشارها مؤخراً بصورة كبيرة وبلغت البحوث العلمية أوجها و اكتشفت كثير من الحقائق التي تحدث عنها القرآن قبل أربعة عشر قرن من الزمان ولا يزال المزيد يكتشف خاصة في مجال الفلك وعلم الأجنة والتشريح والجيولوجيا وعلم الحيوان والنبات وآيات لا حد لها بينها الله تعالى في القرآن تكفي لتبيين أنه الحق من عند الله وأن الله هو الحق المبين ، قال تعالى : (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) (فصلت:53) ، ولكن عمت قلوب العباد عن تدبر القرآن وفهم ما فيه بما ران عليها من الذنوب والمعاصي ، قال تعالى : (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) (محمد:24) ، وهذا الموضوع كبير جداً لذا سنكتفي بتوضيح مثال لكل علم .
نماذج منالإعجاز العلمي للقرآن في الطب :
قديماً كان الناس يعتقدون أن إحساس الألم يمكن من أي مكان ولكن مؤخراً اكتشف أن الجلد فقط هو الذي به مناطق الإحساس حيث وجدوا بالنظر تحت المجهر أن الأعصاب تتركز في الجلد ووجدوا أن أعصاب الإحساس متعددة وأنها أنواع مختلفة : منها ما يحس باللمس ومنها ما يحس بالضغط ومنها ما يحس بالحرارة ومنها ما يحس بالبرودة ووجدوا أن أعصاب الإحساس بالحرارة والبرودة لا توجد إلا في الجلد فقط وعليه إذا دخل الكافر النار يوم القيامة وأكلت النار جلده يبدله الله جلداً ليصير العذاب مستمر ، قال تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُواْ الْعَذَابَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا ) النساء : 56 وأما قوله تعالى : ( وَسُقُوا مَاء حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءهُمْ ) محمد: 15 ولماذا هنا قطع أمعاءهم ؟ لأنهم وجدوا تشريحيا أنه لا يوجد أبدا أعصاب للإحساس بالحرارة أو البرودة بالأمعاء وإنما تتقطع الأمعاء فإذا قطعت الأمعاء ونزلت في الأحشاء فإنه من أشد أنواع الآلام تلك الآلام التي عندما تنزل مادة غذائية إلى الأحشاء عندئذ يحس المريض كأنه يطعن بالخناجر فوصف القرآن ما يكون في الجلد ووصف ما يكون هنا بالمعدة والأمعاء وكان وصفا لا يكون إلا من عند من يعلم سر تركيب الجلد وسر تركيب الأمعاء .
نماذج من الإعجاز العلمي للقرآن في علم الكون :
وجدوا أن القمر يسير بسرعة 18 كيلو مترا في الثانية والواحدة والأرض 15 كيلومترا في الثانية والشمس 12 كيلومترا في الثانية .. الشمس تجري والأرض تجري والقمر يجري قال الله تعالى ( وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ * وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ * لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ) عليّ يجري ومحمد يسير بمنازل وعليّ لا يدرك محمدا ما معنى هذا ؟ معناه أن عليّا يجري ومحمد يجري ولكن عليّا لا يدرك محمدا الذي يجري الله يقول : ( وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ) ثم قال : ( لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ ) يكون القمر قبلها أم لا ؟ .. القمر قبلها وهي تجري ولا تدركه وتجري ولا تدركه لأن سرعة القمر 18 كيلومترا والأرض 15 كيلو مترا والشمس 12 كيلومترا فمهما جرت الشمس فإنها لا تدرك القمر ولكن ما الذي يجعل القمر يحافظ على منازله ؟ وكان من الممكن أن يمشي ويتركها ؟وجدوا أن القمر يجري في تعرج يلف ولا يجري في خط مستقيم هكذا ولكنه جري بهذا الشكل حتى يبقى محافظا على منازله ومواقعه تأملوا فقط في هذه الحركة القمر , الشمس , الأرض , النجوم تجري لو اختلف تقدير سرعاتها.. كان اليوم الثاني يأتي فنقول : أين الشمس ؟ نقول والله تأخرت عنا عشرين مرحلة ! ويجئ بعد سنة من يقول : أين الشمس ؟ نقول : والله ضاعت ..! من أجرى كل كوكب ؟ ( وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ) يسبح ويحافظ على مداره ويحافظ على سرعته ويحافظ على موقعه صنع من ؟ ذلك تقدير العزيز العليم ! هل هذا تقدير أم لا ؟ وهل يكون التقدير صدفة ؟ .. لا إن التقدير يكون من إرادة مريد .. هذا التقدير من قويّ .. من قادر سبحانه وتعالى وضع كل شئ في مكانه وأجراه في مكانه.
نماذج من الإعجاز العلمي للقرآن في الكيمياء :
قال أشهر علماء العالم في مؤتمرات الإعجاز العلمي للقرآن الكريم .. الدكتور استروخ وهو من أشهر علماء وكالة ناسا الأمريكية للفضاء .. قال : لقد أجرينا أبحاثا كثيرة على معادن الأرض وأبحاثا معملية .. ولكن المعدن الوحيد الذي يحير العلماء هو الحديد .. قدرات الحديد لها تكوين مميز .. إن الالكترونات والنيترونات في ذرة الحديد لكي تتحد فهي محتاجة إلى طاقة هائلة تبلغ أربع مرات مجموع الطاقة الموجودة في مجموعتنا الشمسية .. ولذلك فلا يمكن أن يكون الحديد قد تكون على الأرض .. ولابد أنه عنصر غريب وفد إلى الأرض ولم يتكون فيها قال تعالى : ( وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ ) سورة الحديد : 25

الخاتمة :
وفي خلاصة الأمر فإن القرآن الكريم كلام الله الذي أنزله للعالمين رحمة ويشف به صدور قوم مؤمنين وينذر به قوماً لداً ، فيه دستور كامل للدولة الإسلامية ومنهج كامل ينظم حياة الفرد والمجتمع ويضبط به جماح الشهوات والأهواء ويصنع من الإنسانية مجتمع طاهر منظم تعمه الرحمة والتكافل ، ولا يزال القرآن يمدنا بأنواع من العلوم ويفجر لنا كنوز المعرفة ويحي عقولنا بإثارة الفكر ، وفوق كل هذا نور يهدينا إلى سواء السبيل ويقودنا إلى جنات النعيم المقيم .. فاللهم اهدنا به واجعله حجة لنا لا علينا واجعلنا ممن قرأه فوعاه وحفظه وعمل به .. يا ربنا إنك للدعاء سميع مجيب ، وصلى الله على نبينا وحبيبنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم والحمد لله رب العالمين .

المراجع المستخدمة في هذا البحث :
1.القرآن الكريم .
2.محاضرات في علوم القرآن / للدكتور صلاح الصاوي والدكتور/ محمد سالم .
3. وغدا عصر الأيمان " للشيخ عبد المجيد الزندانى – موقع الإعجاز العلمي في القرآن والسنة .
4. الأدلة المادية على وجود الله " لفضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي – موقع الإعجاز العلمي في القرآن والسنة .[/b][/b]

موبايل
12-02-2009, 07:39 PM
السلام عليكم
حطيت لكم معلومات عن الامام البخاري

بس الي عليكم تحطون المقدمة و الخاتمة و ترتبونه

و السموحة

الملف في المرفقات

منالو
21-02-2009, 11:29 PM
هذا تقرير عن النقد البناء في الإسلام
سويتوا بنفسي
و ارجو أن يعجبكم
أرجو عدم التكرير الأهلية الخيرية
أرجو رؤية الردود الجميلة

منال رفعت حسين
10-05-2009, 12:30 AM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منال رفعت حسين http://www.study4uae.com/vb/fh.com.sa/uae/buttons/viewpost.gif (http://www.study4uae.com/vb/showthread.php?p=784010#post784010)

أبنائي الطلبة .. وبناتي الطالبات .. أقدم لكم مراجعة شاملة للمحور الأول الثاني في مادة التربية الإسلامية للصف الحادي عشر ، إضافة إلى عدة نصائح مدرجة في الصفحة الأخيرة من المراجعة ورجاء خاص العمل بما في التوصيات لما لها من أهمية .




وأعدكم إن شاء الله إدراج مراجعة المحور الأخير غداً إن شاء الله مع تقديري لأي ملاحظات .وأرجو الدعاء .وتمنياتي للجميع التوفيق والنجاح
ستجدون المرفق في معلم على الهواء

bίήţ uae
19-08-2009, 04:50 PM
تفضلوا تقرير عن أبو بكر الصديق.

عيناوي(vip)
07-09-2009, 03:29 PM
هذا التقرير لصحابه f5r dxb (http://www.study4uae.com/vb/members/167007.html)
شكراعلى جهودك


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..~
تفضلوا قد تجدون ماقد يفيدكم..~
وبالتوفيق لكم جميعا..~





اتساع الدولة الإسلامية على عهد الرسول الكريم


د. إبراهيم العدوي
المصدر: سيرة رسول الإسلام في التفسير التاريخي لآيات القرآن الكريم
مقالات للكاتب
اتساع الدولة الإسلامية على عهد الرسول الكريم
انهيار السدود الوثنية أمام الإسلام
بسم الله الرحمن الرحيم
{لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ * ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنْزَلَ جُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ} [التوبة: 25 – 26].
تتناول هذه الآيات الكريمة من سورة التوبة يوم حنين وما حفل من وقائع وأحداث جسام، انتهت بانهيار السدود الوثنية أمام الإسلام، وهو الأمر الذي أكسب انتصار المسلمين في غزوة حنين ميزات على غيرها من الانتصارات السابقة عليها.


ذلك أن وقائع غزوة حنين جاءت بعد خمسة عشر يومًا من فتح مكة، الذي حدث لعشر ليال بقين من شهر رمضان سنة ثمان من الهجرة، وهو الفتح الذي جاء فتحًا مبينًا؛ حيث أزال دولة الوثنية من مكة، وحطم الرسول الكريم الأصنام بالكعبة، واتسع نطاق الدولة الإسلامية التي أقامها الرسول الكريم بالمدينة المنورة لتضم مكة أهم مدن الحجاز.
وكان فتح مكة قد أفزع المشركين من أتباع الوثنية، وعمدوا إلى تكوين حلف قبلي منهم، يكون قادرًا على إفساد هذا النصر الذي ناله المسلمون بالقضاء على رأس الوثنية في مكة، وتشكيل سدود مانعة تحول بين الإسلام والانتشار من معقله الجديد في مكة، حيث أخذت سائر القبائل العربية تتطلع إلى الدين الإسلامي الحنيف، وتفهم تعاليمه وأهدافه السامية بعد أن استسلمت رأس المقاومة، وهي قبيلة قرش.


وكانت قبيلة هوازن النازلة آنذاك في جنوب شرق مكة أول من أحس خطورة فتح مكة على كيان الوثنية، وتولى زعيمها مالك بن عوف النصري الدعوة إلى عقد تحالف وثني يقف أمام المسلمين في مكة.
ويشرح ابن هشام في "سيرة النبي" خطوات هذا الحلف الوثني قائلاً: "ولما سمعت هوازن برسول الله - صلى الله عليه وسلم - وما فتح الله عليه من مكة - جمعها مالك بن عوف النصري، فاجتمع إليه مع هوازن ثقيف كلها، واجتمعت نصر وجشم كلها، وسعد بن بكر، وناس من بني هلال"، وهو حشد قبلي وثني خطير.


وبادر مالك بن عوف النصري الاستعداد للحرب؛ جريًا على النظام القبلي التقليدي؛ حيث بعث عيونًا من رجاله لاستطلاع المسلمين في مكة.
وقد حمله تقرير عيونه على الاستمرار في الاستعداد للحرب؛ حتى لا تضعف روح رجاله المعنوية، ذلك أن عيونه قد أتوا إليه - كما ذكر ابن هشام - وقد تفرقت أوصالهم؛ فقال: "ويلكم! ما شأنكم؟! فقالوا: ((رأينا رجالاً بيضًا على خيل بلق، فوالله ما تماسكنا أن أصابنا ما ترى".


وجمع مالك بن عوف النصري قواته في "أوطاس" - وهو وادٍ في ديار هوازن - وعقد مجلسًا حربيًّا للتشاور مع قادة رجاله، وكانت تعبئة هذا الحلف الوثني تجري على النظام القبلي البائد، القائم على اصطحاب الجيش للنساء والأموال؛ استثارةً لحمية المقاتلين وحملهم على الاستماتة في القتال دفاعًا عن نسائهم وأموالهم، وانتقد أحد قادة هذا التحالف - وهو "دريد بن الصمة" شيخ "جشم" - هذه التعبئة القبلية، حين سمع أصوات هذا الحشد الكبير، وما اختلط به من أصوات الدواب.


وشرح ابن هشام في "سيرة النبي" الحوار الذي دار بين "دريد بن الصمة"، و"مالك بن عوف" قائلاً: "سأل دريد مالكًا: ما لي أسمع رغاء البعير، ونهيق الحمير، وبكاء الصغير، ويعار – صوت - الشاة؟، قال مالك: سقت مع الناس أموالهم وأبناءهم ونساءهم؛ فقال دريد: ولم ذاك؟! فقال مالك: أردت أن أجعل خلف كل رجل منهم أهله وماله ليقاتل عنهم! وسخر دريد من هذا اللون من التعبئة، وقال لمالك: إنك راعي ضأن – أي: لا علم له بالقتال - والله، وهل يرد المنهزم شيء؟ إنها إن كانت لك لم ينفعك إلا رجل بسيفه ورمحه، وإن كانت عليك فضحت في أهلك ومالك، ورفض مالك الاستماع إلى رأي دريد، وتمادى في تنفيذ رأيه، والقيام بعدوان على المسلمين.


وكان الرسول الكريم حين بلغته أنباء هذا الحلف الوثني قد بعث عبدالله بن أبي حدرد الأسلمي ليستطلع الخبر، وعاد إلى الرسول الكريم يؤكد له صحة هذا التجمع الوثني الخطير، وسار الرسول الكريم إلى وادي حنين على رأس جيش قوامه عشرة آلاف مقاتل، ممن سبق لهم فتح مكة، فضلاً عن ألفين من المقاتلين الذين انضموا إلى هذا الجيش ممن أسلموا من أهل مكة، واستولى الزهو بالمسلمين لكثرة عددهم، وقالوا: "لن نهزم بعد اليوم من قلة"، واندفعوا عبر الشعاب المؤدية إلى وادي حنين.


وكان الحلف الوثني يترصد مسيرة المسلمين، وكمن لهم في شعاب الوادي، ثم هاجم القوات الإسلامية في غسق الليل السابق مباشرة للفجر، وهو الأمر الذي أدى إلى اضطراب الطلائع الإسلامية أمام هذا الهجوم المباغت الذي أعد له قائد الحلف الوثني كل عدته، اعتمادًا على تخطيطه القبلي، وأشار القرآن الكريم إلى ما حدث في قوله تعالى: {لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ} [التوبة: 25].


وتحطمت هذه الهجمة الوثنية المفاجئة أمام ثبات جأش الرسول الكريم وشجاعة أفراد الجيش الإسلامي، الذين لم تتزلزل قلوبهم، إذ أمر الرسول الكريم العباس بن عبد المطلب - وكان يتميز بصوت جهوري - أن يصيح في المسلمين يحثهم على الثبات، وعلى الالتفات حوله؛ فكان ينادي كل مجموعة:


"يا معشر أصحاب الشجرة
يا معشر أنصار الله وأنصار رسوله
يا معشر الخزرج"..
فأجابوه: لبيك لبيك.


واندفعوا اندفاعًا سريعًا، بحيث كان الرجل منهم يذهب ليعطف بعيره، فلا يقدر على ذلك، فيقذف درعه في عنقه، ثم يأخذ سيفه وترسه ويؤم الصوت، حتى اجتمع عند الرسول الكريم نحو مائة، وهو يقول: ((الآن حمي الوطيس))، حيث عادت الجولة لجيش المسلمين، بعد أن زالت عنهم صدمة الهجوم الوثني المفاجئ، وأخذ النظام الإسلامي وما تحلى به المسلمون من روح الجهاد الإسلامي يظهر جليًّا في انهيار السدود الوثنية سريعة، وانقلاب الموقف، حيث أخذت حشود الوثنية تفر من ميدان المعركة، وعلى رأسها قائد الحلف الوثني نفسه، وهو "مالك بن عوف" الذي فر إلى الطائف، حيث حلفاؤه من "قبيلة ثقيف".


وذكر القرآن الكريم هذا التبدل في موقف المسلمين في قوله تعالى: {ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنْزَلَ جُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ} [التوبة: 26].
وجمع الرسول الكريم غنائم هوازن وأرسلها إلى الجعرانة حتى ينتهي من تتبع فلول الحلف الوثني، وكانت غنائم كبيرة، بلغت من السبي ستة آلاف ما بين نساء وذرية، وعدد الإبل أربعة وعشرون آلفًا، وعدد الغنم أكثر من أربعين ألف شاة، ومن الذهب أربعة آلاف أوقية.


وضرب الرسول الكريم وجيشه الحصار حول الطائف التي التجأت إليها فلول هوازن، وعلى رأسها شيخها وقائد الحلف الوثني، وهو مالك بن عوف، ولكن كان شهر ذي القعدة، - وهو من الأشهر الحرم - قد اقترب، ومن ثم رفع الرسول الكريم الحصار عن الطائف، التي غدت تقف وحدها، بعد أن انهار تحالف الوثني مع هوازن، وغدا أهلها - وبخاصة قادة قبيلة ثقيف - يدرسون أمثل السبل للتخلي عن عنادهم الوثني، والدخول في الدين الإسلامي، وساعد على سرعة تبدد تلك السدود الوثنية التي رغبت هوازن وثقيف في إقامتها أمام الإسلام تلك السياسة الرفيعة التي اتبعها الرسول الكريم في توزيع الغنائم، التي كانت في "الجعرانة" في انتظار عودته من الطائف.


وكان من أهم ما أظهر عظمة الإسلام، وأوضح لمن وقع في أوهام الوثنية سوء ظنهم بالدين الجديد: أن الرسول الكريم أعاد جميع السبايا؛ حيث ردهن مكرمات، بعد أن كساهن كسوة كريمة، فكساهن من "القباطي"، وهي ثياب مشهورة بجودتها وجمالها، وأخذت اسمها نسبة إلى أقباط مصر الذين تولوا صناعتها، ونالت كل واحدة من السبايا "قبطية".
وأخذت الوفود تأتي من هوازن تعلن إسلامها وتخليها عن الوثنية، شاكرةً لله - سبحانه وتعالى - أن هداها إلى ذلك الدين الحنيف، وكان على رأس الوافدين على الرسول شيخ هوازن نفسه، وهو مالك بن عوف، الذي خرج من الطائف سرًّا بعد أن علم بذلك النهج السامي الذي اتبعه الرسول الكريم في معاملة سبي هوازن، وأعلن إسلامه، وأصبح مجاهدًا في سبيل نشر الإسلام، وبخاصة في الطائف وأهلها.


وعاد الرسول الكريم إلى المدينة بعد انهيار هذا الحلف الوثني وسدوده، داعيًا: "اللهم اهد ثقيفًا وأتِ بهم))، وتحققت سريعًا تلك الهداية؛ حيث خرج أحد شيوخ ثقيف - وهو عروة بن مسعود - إثر عودة الرسول الكريم، حتى أدركه قبل أن يدخل المدينة، وأعلن إسلامه، وهو الأمر الذي حمل ثقيفًا بالرغم من قتلها لهذا الشيخ الجليل أن تفيق من عنادها وإصرارها على الوثنية التي انهارت سدودها تمامًا في غزوة حنين، وبادرت بإرسال وفودها تعلن إسلامها، وتخليها التام عن الوثنية التي انتهى عهدها، وصارت كلمة الإسلام هي العليا؛ فقد تقرر في العام التالي ليوم حنين - وهو العام التاسع للهجرة - إقصاء كل معالم الوثنية عن الحياة الإسلامية؛ حيث نزل في سورة التوبة قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ إِنْ شَاءَ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} [التوبة: 28].
وطويت صفحة الوثنية إلى الأبد، وأخذت الإنسانية تنعم بأشعة الإسلام ونوره المبين.
http://www.alukah.net/Articles/Artic...ArticleID=2514 (http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2514)

عيناوي(vip)
07-10-2009, 08:19 PM
http://www.vb.r7lzayed.net/images/afbaa.gif



وشكرا

عبود تيتي
08-10-2009, 10:29 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

خصائص فن الزخرفة الاسلامي ..

إن فن الزخرفة الإسلامي – بقسميه :النباتي والهندسي – ذو خصائص متميزة,منحه إياها الفنان المسلم,فكان بهذا فناً إسلامياً خالصاً,ونجمل بعض هذه الخصائص بمايلي:

1- إنه فن إسلامي:

صحيح ان فن الزخرفة قديم,ولكن المسلمين طوروه,وحوروه,وأدخلوا إليه كل جديد.وساروا به أشواطاً بعيدة حتى بات فناً إسلامياً باعتراف جميع الدارسين لهذا الفن,وقد أطلق عليه الدارسون الغربيون مصطلح "الأرابيسك" تأكيداً لهذا المعنى وتخصيصاً له.

2- الحركة:

من ميزات هذا الفن أنه يلزم عين المشاهد بالحركة,أو بالحركة والتوقف ثم الحركة,فهو فن يأخذ بيد المشاهد ويتجول به في جميع ردهات اللوحة..أو المساحة المزخرفة.

ومن المعلوم أن "الحركة" من مميزات الفن الإسلامي بشكل عام,لأنها – في الأصل – خاصة من خواص المشهد القرآني.
يقول الدكتور فاروقي :إن وجود الحركة في الفن الإسلامي,سواء في الزخرفة أو في النقش,مسألة لامجال للشك فيها..إنها الحركة من الوحدة الصغيرة الى التصميم أو الشكل,ومن الشكل الى أشكال أخرى تشكل في مجموعها مجالاً متصلاً للرؤية...

فالمشاهد يجول ببصره من الوحدة او الشكل الى شكل آخر وآخر في جميع الاتجاهات حتى يرى الرسم كله من أقصاه الى أقصاه.وإن الشكل أو الوحدة يعتبر في الحقيقة مستقلاً وقائماً بذاته..وفي هذا تكمن إيقاعاته الفنية...وبقدر ماتصبح الوحدات متداخلة بشكل كثيف ووثيق,يجبر – المشاهد – على الحركة والتوقف معاً,وبقدر ماتتعوق الحركة بالخطوط الدائرية والمنكسرة,تصبح الحاجة ماسة الى بذل مجهود أكبر لمتابعة القطعة الفنية...

ومن المعروف أن فن الزخرفة يقوم على الخط,الذي يعتبر من أهم العناصر التشكيلية القادرة على التعبير عن الحركة.ويوضح لنا "الألفي" ذلك فيقول:

"إذا تتبعنا وظيفة الخط في الفن الإسلامي..نجد أنه يلعب دوراً أساسياً وبخاصة في العناصر الزخرفية.,ونجد في منتجات الفن الإسلامي نمطين من أنماط الخط:

الأول :الخط المنحني الطياش,الذي يدورهنا وهناك متجولاً في حرية وانطلاق في حدود المساحة المخصصة للزخرفة,وهو لايخرج عليها,ولكنه يعطي إحساساً بالمطلق والاستمرار الى مالانهاية,يقف احياناً وقفة قصيرة عند انتفاخه ولكنه لايلبث ان يستمر,يثب أحياناً فوق الخطوط,أو يمر تحتها أو يتجاوز معها,فيه صفة السعي الدائب والانطلاق.
وهناك نوع آخر من الخطوط وهو الخط الهندسي,الذي تكون وظيفته تحديد مساحات تتكون منها حشوات,تتجه نحو الدقة والصغر كلما ازدهرالفن..ويغلب ان تشكل هذه الحشوات أشكالاً نجمية أواشكالاً مضلعة ذات زويا,أو دوائر..وهذه الخطوط..تعطي إحساساً بالحركة الصارمة ذات العزم الأكيد,ذلك لأنها تقود النظر الى داخل المساحة حيث الأرابيسك الدوار".

والملاحظ أن الخط الطياش يتيح لك متابعة بسرعة,ويكاد بعض الأحيان من جراء سرعته يغيب عن نظرك,بينما يسير بك الخط الهندسي على مهل وبأناة.

إنها "الحركة" مقتبسة من المشهد القرآني.

3- الاتساع (الامتداد):
كانت الخاصة الثانية للمشهد القرآني هي "الاتساع" وقد استطاع الفنان المسلم أن يحقق في إنتاجه الزخرفي هذه الخاصة,بعد أن تمثلها في فكره فانسابت على يده فإذا بريشته تنقلنا من المرئي الى اللامرئي ومن المشاهد الى المتخيل.

إن فن الزخرفة الإسلامي,يدفع بصرك – وأنت أمام لوحة من لوحاته -الى متابعة خطوطه في كل الاتجاهات,فإذا ما انتهت اللوحة بحدودها المكانية المحصورة وجدت نفسك مدفوعاً لمتابعة المشهد عبر خيالك,ذلك أن حدود اللوحة لم تستطع كفكفة المشهد وحصره,وإنما كانت تلك الحدود نهاية لاإرادية لابد منها,الأمر الذي جعل من اللوحة وحدة مشاهدة ذات لون غامق ضمن تصميم لاحدود له متخيل ذو لون فاتح,ينساح الفكرمعه,في اتساع لامحدود.

"فالأساس الجوهري لهذا الفن يكمن في استمرار الرؤية لدى من يشاهده..في ان يصبح خياله قادراً على تصوره الاستمرار..في أن يتجه ذهنه في حركة دائمة سعياً وراء مالانهاية له".

إنه الفن الذي يتجه في الفراغ الى مالانهاية...(ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله).

4- ملء الفراغ:
عمل الفنان المسلم في فنه الزخرفي على تغطية جميع السطوح,حتى كاد يقضي على الفراغ قضاء تاماً,وقد سلك الى ذلك أكثر من سبيل,فهو يستمر تارة في ملء الفراغ بزخرفته على السطح منتقلاً من الصغير الى الأصغر,وتارة يعمد الى الخلفية فيملؤها بخطوطه..فينتج عن ذلك تباين في مستوى السطح,أو تباين بين الضوء والظل..فيكون من ذلك التأثير الجمالي الرائع.

إن هذا الاتجاه في الفن الزخرفي,جعل دارسيه يتفقون على أن الفنان المسلم كان يحب البعد عن الفراغ,والعمل على تغطيته عند وجوده.وقد عبروا عن ذلك ب (كراهية الفراغ) أو (الفزع من الفراغ).
وقد وجدت بعض التعليلات لهذا المسلك:

فمن ذلك ماذهب اليه الدكتور عفيف بهنسي حيث قال: "نرى الزخارف ذات مستوى واحد وتكسو السطح كله كأنما هناك خشية من استقرار الشر في الفراغ,وهو اعتقاد قديم استمر سائداً في الفن الإسلامي".

وهو تعليل غريب!!فقد جاء الإسلام ليقضي على جميع الأساطير والخرافات وليلغي الطيرة ويقضي على التشاؤم ..فكيف استمر الفنان على إظهار هذه المعاني في فنه؟!.إننا نجزم بأن هذا التعليل يجانبه الصواب.

وذهب الألفي الى تعليل آخر فقال:"وفي رأيي أن ماكتبه الباحثون في الفن الإسلامي عن تغطية جميع السطوح الزخارف فزعاً من الفراغ,إنما مرده في الحقيقة,الرغبة في إذابة مادة الجسم بتوجيه النظر الى الزخارف الغنية التي تغطيها.

والرغبة في إذابة مادة الجسم وتحطيم وزنه وصلابته وإعطائه الخفة,اتجاه تستهدفه النظرة الصوفية التي تميز فنون الشرق..ولذلك استعمل الفنان المسلم الزخارف الدقيقة للوصول الى هذه القيمة الفنية الصوفية".

وأعتقد أن هناك أكثر من باعث وراء هذا المسلك,وكلها ذات صلة وثيقة بالمنهج الإسلامي.

إن خاصة "ملء الفراغ" تتفرع من الخاصة السابقة وهي "الاتساع",إن الفنان الذي جعلنا نتابع بخيالنا مشهده خارج حدود اللوحة,أراد منا أن نتجه الاتجاه الآخر,فنتابع عمله فيها,فقد جعلنا في بعض زخارفه – كالأطباق النجمية – ننتقل من الوحدة الزخرفية الى زخارف أخرى في داخلها,ثم تقودنا هذه الى أخرى في داخلها...إنه تأكيد لخاصة الاتساع,ولكن في الاتجاه الآخر – اي داخل اللوحة – وبهذا تتحقق خاصة اخرى وهي خاصة "الشمول" إضافة الى خاصة "التناظر في الامتداد,الامتداد خارج اللوحة مع الخيال..والامتداد داخل اللوحة عبر الزخارف حتى نصل الى أصغر جزئية..ثم يمتد الخيال مع متابعة هذا التصاغر المستمر...

و"الفراغ" امر لا وجود له في المفاهيم التي يطرحها المنهج الإسلامي,إن عمومه وشموله لم يبقيا مايسمى فراغاً,حيث ضبط المنهج كل صغيرة وكبيرة فكان التصور الناتج عنه تصوراً كاملاً وشاملاً ودقيقاً.

ويساوق هذا المفهوم,من جانب آخر,مفهوم الوقت في المنهج,حيث ينبغي ألا يكون هناك ضياع لشيء منه,إذ هو مساحة الحياة وأرضيتها,وينبغي أن يشغل بما يعود بالخير على الإنسان ..فهو واحد من الأسئلة يوم القيامة.وهذا لايعني أن يكون الملء بالعمل الجاد باستمرار,فقد يكون الملء بما ترغبه النفس من لعب أو شهوات أو زينة..وكل ذلك مقبول طالما هو في إطار المنهج..فالفراغ في حياة الإنسان مطلوب ملؤه بالزينة..وهي إما نوافل تدخر للآخرة,وإما نوافل دنيوية تصب في معين الآخرة..

وفي ظل هذه المفاهيم جميعها,كان الأمر بدهياً أن تكون خاصة "ملء الفراغ" إحدى خواص هذا الفن.فهي الإيجابية الكاملة التي وعاها الفنان المسلم,من خلال منهجه.

5- اللاطبيعة:

تلك خاصة عامة في الفن الإسلامي,وقد مر الحديث عن ذلك الفصل الثالث من هذا الباب.ونؤكد هنا أن الفنان المسلم سلك في رسمه الطريقة المنافية للطبيعة الى اللاطبيعة في فنه,فكان إخراجه لها,إخراجاً جديداً ,بحيث سيطر التجريد على هذا الفن.

نعم,لقد تناول الفنان الورقة والشجرة والزهرة..لكنه جعلها بصورة تخالف صورتها التي في الطبيعة,فهي عنده رمز لورقة أو لزهرة..فيه من الأصل بعض مايربطه به,ولكنه شيء جديد.

ومما يؤكد نفي الطبيعة في إنتاج الفنان المسلم,ذلك التكرار..المتتابع المتمائل..إنه يؤكد الارتباط الوثيق باللاطبيعة,إذ يستحيل – في الطبيعة الحية – وجود مثل هذا المشهد المكرر الذي يتلو بعضه بعضاً بطريقة متماسكة لانهائية.

وكما كان الموقف من الزهرة والورقة والشجرة,كان الموقف من الحيوانات والطيور التي أدخلها الفنان في فنه كوسائل زخرفية ايضاً,حيث استطاع أن يسلبها طبيعتها الحية,وأن ينتقل بها الى اللاطبيعة,تارة بتحوير الشكل,وتارة باستعمال الألوان التي لاوجود لها في الطبيعة لهذه الحيوانات..وتارة باختراع حيوانات لاوجود لها.

"إن الكثير من رسوم هذه الطيور والحيوانات,كانت تنتهي اطرافها باشكال هندسية أو نباتية,كما كانت تزخرف أجسامها بمثل هذه الزخارف,أو بالكتابات إمعاناً في تحويلها الى عناصر زخرفية,وإبعاداً لها عن شكلها الطبيعي".
وبهذه المعالجات المختلفة,تحولت هذه الحيوانات الى وحدات زخرفية خالصة,يغلب عليها في كثير من الأحيان الطابع الهندسي.

وهكذا ظل موقف الفنان المسلم إزاء الطبيعة ثابتاً,لأنه موقف منهجي,وليس نزعة عارضة تأتي بها مدرسة,وتذهب بها أخرى...

إن "اللاطبيعة" خاصة أكيدة من خواص الفن الإسلامي.

ونحب أن نختم حديثنا عن فن الزخرفة,بما قاله "روجيه جارودي" إذ استطاع بكلمات قليلة أن يوضح الغاية ويبين الخصائص:

"إن فن الزخرفة العربي,يتطلع الى أن يكون إعراباً نمطياً عن مفهوم زخرفي,يجمع بآن واحد بين التجريد والوزن.
وإن معنى الطبيعة الموسيقي,ومعنى الهندسة العقلي,يؤلفان دوماً العناصر المقومة في هذا الفن...".

عاشقـ الغرامـ
13-10-2009, 01:45 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

ص21 حدد أخلاق العالمك
1 0 طلب الزيادة من العلم.
2 0 مطايقة القول العمل.
3 0 الخلاص في الدعوة.
4 0 الصبر في تبليغ العلم والدين.
5 0 الجرأة على الفتيا وبال عظيم.
6 0 أخلاق العالم قدوة للناس.
السؤال الثاني:
بصدق النية في طلب العلم لله تعالى لا يقصد بتعلمه دنيا يصيبها ثم يبلغه للناس لا يريد منهم جاه ولا مال ولا شهرة.
السؤال الثالث: أظن أنه يترك للطالب بالتعبير عن رغبته في أخلاق وآداب معلمه.
الرابع : أيضا للطالب لكتابة موضوعا .

بنت مدرسة النعيم
13-10-2009, 07:56 PM
المقدمة ::
إن الحمد لله ، نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، وسلم تسليماً كثيراً .

أما بعد .. فيقول الله { قُل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون } (الزمر 9) .
ويقول صلى الله عليه وسلم " من يُرد الله به خيراً ، يفقههُ في الدين " متفق عليه .



سبب اختياري لهاذا التقرير ::

لما رأيت فضل العلم ، وشرف صاحبه ، ومكانته التي ينالها بالعلم ، في الدنيا والآخرة أحببت أن أخرج هذا البحث لينتفع به كل إنسان ولتعلو همته في طلب العلم ، فيجتهد فيه ويعمل بما علم فالعمل ثمرة العلم ، ويبلغه فتبليغ العلم زكاته ، وخير العلم ما نفع صاحبه .فعن جابر بن عبدالله – رضي الله عنهما – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " سلوا الله علماً نافعاً ، وتعوذوا بالله من علم لا ينفع " رواه ابن ماجه وصححه الألباني . فنعوذ بالله من علم لا ينفع ونسأله سبحانه التوفيق والسداد فهو ولي ذلك والقادر عليه .









(1)

الموضوع ::
1- آداب العالم


العلماء ورثة الأنبياء، والأنبياء لم يورثوا من عرض الدنيا متاعا زائلا، ولا مالا فائنا، وإنما ورّثوا دين الله عز وجل القائم على العلم والحكمة، ومعرفة آيات الله في خلقه، وتزكية النفس وصلتها بخالقها، وتحليتها بمكارم الأخلاق.
العلماء ورثة الأنبياء، ورثوا عن سيدنا نوح صبره على تبليغ رسالة الله، وتحمله إيذاء قومه وإعراضهم عنه في سبيل الله، وهو قائم بالدعوة الى الله مئات السنين دون كلل ولا ملل، ولا ضجر ولا قنوط.
وورثوا عن سيدنا إبراهيم شجاعته وصموده أمام أعداء الله، وتضحيته بالحياة واستهانته بالموت في سبيل إعلاء كلمة الله.
وورثوا عن سيدنا موسى قوته وأمانته، وعفته ونزاهته، ودعوته للإنقاذ قومه من الظلم والاستعباد، ورفقه بهم ليخرجهم من الظلمات الى النور، ومن عبادة الطواغيت الى عبادة الله الواحد القهار.
وورثوا عن سيدنا عيسى روحانيته وقربه من الله، وذكره وصلته الدائمة بالله، وصدقه ورحمته، وسمونفسه ورفعتها ومحبتها لجميع خلق الله.
وورثوا عن خاتم النبيين سيدنا محمد وعليهم أجمعين الخلق العظيم، والرحمة للعالمين، والصفوة من الشرع والدين القويم.
ورثوا عنه صبره وحلمه، وجهاده ونضاله، وعرض نفسه ودعوته على الناس في سبيل نشر دين الله، مقتحما الأخطار، غير مبال بتهديد ولا إيذاء ولا استنكار، غير آبه بإغراء بمنصب أو مال أو جمال، قائلا كلمته المشهورة: والله يا عمّ، لو وضعوا الشمس في يميني، والقمر في شمالي، على أن أرجع عن تبليغ رسالة ربي ما رجعت حتى ينفصل رأسي عن كتفي رواه البيهقي عن ابن اسحاق.

هؤلاء العلماء هم الذين عقلوا عن الله ينه، وفهموا مراده من رسالته الى خلقه وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ (43) العنكبوت، فاستقرّ نور الكتاب بين ثنايا صدورهم، وانطبعت معاني الآيات في أعماق قلوبهم بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ العنكبوت 49. وبذلك ارتقوا في مقامات الصالحين، وارتفعوا الى مصافّ المقربين يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ الذاريات 11، وشتان ما بين هذه المنزلة الرفيعة، ومنزلة الغفل الجاهلين، والمعرضين الزاهدين قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ الزمر 9.

هؤلاء العلماء هم مصابيح الهدى التي تدل الناس على منهج الله، وترشدهم الى دين الله، وهم منابع الخير والسعادة والفلاح، يملؤون العقول بالعلم والحكمة، ويهذبون النفوس ويزكونها بمراقبة الله وذكره على الدوام، وينشؤون الجيل القوي بعقيدته، الكريم بأخلاقه، النافع لأمته، المخلص في بناء وطنه، فهم روح المة وكنزها الأكبر. قال : إن مثل العلماء في الأرض كمثل النجوم في السماء، فإذا انطمست النجوم أوشك أن تضلّ الهداة رواه أحمد عن أنس بن مالك.

وإذا كان العلماء مصادر السعادة لمن لاذ بهم وأخلص في صحبتهم في الدنيا، فهم تمام السعادة في الآخرة، يحشر أتباعهم بمعيتهم، ثم يشفعون بهم، قال : ويشفع يوم القيامة ثلاثة: الأنبياء ثم العلماء ثم الشهداء رواه ابن ماجه عن عثمان بن عفان. وقال عليه السلام: يبعث العالم والعابد فيقال للعابد: ادخل الجنة، ويقال للعالم اثبت حتى تشفع للناس بما أحسنت أدبهم رواه البيهقي عن جابر.

(2)

وأي شرف أرفع، وفضل أكبر في تكريم العلماء من عطف شهادتهم في وحدانية الله على شهادة الله وشهادة ملائكته، قال تعالى: شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ آل عمران 18. ومن قول النبي : إن الله وملائكته، وأهل السموات والأرض، حتى النملة في جحرها، وحتى الحوت ليصلون على معلمي الناس خيرا رواه الترمذي. وفي حديث آخر فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر
الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورّثوا دينارا ولا درهما، وإنما ورّثوا العلم فمن أخذ به أخذ بحظ وافر رواه الترمذي.
هذا وللعلماء الحقيقيين صفات بها يعرفون، وأخلاق عليها مجبولون، وآداب بها متصفون،
2- أداب العالم مع منفسه .
1- دوام مراقبة الله : دوام مراقبة الله في السر والعلن، والمحافظة على خوفه في جميع حركات المعلم وسكناته وأقواله وأفعاله، فإنه أمين على ما أُودع من العلوم ، وما مُنح من الحواس والفهوم ، قال تعالى : (بما استخفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء) [سورة المائدة:43](2).

2- الإخلاص: أن يقصد بتعليمه وجه الله تعالى، ولايقصد توصلاً إلى غرض دنيوي كتحصيل مال أو جاه أو شهرة أو سمعة أو تميز عن الأشباه أو تكثر بالمشتغلين عليه أو المختلفين إليه أو نحو ذلك، قال الإمام الشافعي رحمه الله : (وددت أن الخلق تعلموا هذا العلم على أن لا يُنسب إلي حرف منه)، وقال أبو يوسف رحمه الله : (ياقوم أريدوا بعلمكم الله فإني لم أجلس مجلساً قط أنوي فيه أن أتواضع إلا لم أقم حتى أعلوهم ، ولم أجلس مجلساً قط أنوي فيه أن أعلوهم إلا لم أقم حتى أفتضح)(3).


3- التخلق بالزهد: أن يتخلق بالزهد في الدنيا والتقلل منها بقدر الإمكان الذي لا يضر بنفسه أو بعياله، وأن يعتدل ويقنع بما رزقه الله، فإن ذلك لا يعد من الدنيا ، والعالم هو أحق من يستصغر شأن الدنيا ولا يلقي لها بالاً لأنه يعلم مدى فتنتها وسرعة زوالها وكثرة تعبها ونصبها ، وأن يتنـزه عن دنيء المكاسب(4).

4- المحافظة على شعائر الإسلام: أن يحافظ على شعائر الإسلام وظواهر الأحكام ،كإقامة الصلاة في المساجد للجماعات، وإفشاء السلام للخواص والعوام ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والصبر على الأذى، صادعاً بالحق ، لا يخاف في الله لومة لائم، وله في رسول الله صلى الله عليه وسلم وغيره من الأنبياء عليهم السلام أسوة حسنة في الصبر على الأذى وماكانوا يتحملونه في الله تعالى حتى كانت لهم العقبى ، وكذلك القيام بإظهار السنن وإخمال البدع ، والقيام لله في أمور الدين ومافيه مصالح المسلمين على الطريق المشروع والمسلك المطبوع. ولايرضى من أفعاله الظاهرة والباطنة بالجائز منها، بل يأخذ نفسه بأحسنها وأكملها(5)، ومن ذلك استعماله التهليل والتسبيح ونحوهما من الأذكار والدعوات ، والمحافظة على قراءة القرآن(6)، مع التفكر في معانيه وأوامره ونواهيه ووعده ووعيده والوقوف عند حدوده، وليحذر من نسيانه بعد حفظه(7)، ونوافل الصلوات والصيام وغيرهما ، معولاً على الله تعالى في كل أمره، معتمداً عليه، مفوضاً في كل الأحوال أمره إليه(8).







(3)

5- التحلي بمكارم الأخلاق: أن يتخلق بالمحاسن التي ورد الشرع بها وحث عليها، والخلال الحميدة والشيم المرضية التي أرشد إليها ، من الجود والسخاء، وطلاقة الوجه من غير خروج إلى حد الخلاعة ، والحلم والصبر، وملازمة الورع والخشوع، والسكينة والوقار، والتواضع والخضوع، واجتناب الضحك والإكثار من المزاح(9). ومما كتب الإمام مالك بن أنس رضي الله عنه إلى الخليفة هارون الرشيد رضي الله عنه: (إذا علمت علماً عليك علمه وسكينته وسمته ووقاره وحلمه لقوله صلى الله عليه وسلم : "العلماء ورثة الأنبياء"). وقال عمر رضي الله عنه : (تعلموا العلم وتعلموا له السكينة والوقار)(10).
ومن مكارم الأخلاق أيضاً : إفشاء السلام ، وإطعام الطعام ، وكظم الغيظ، وكف الأذى عن الناس ، واحتماله منهم ، والإيثار ، والإنصاف ، وشكر التفضل ، وإيجاد الراحة ، والسعي في قضاء الحاجات ، والتلطف بالفقراء ، والتحبب إلى الجيران والأقرباء، حتى إذا رأى من لا يقيم صلاته أو طهارته أو شيئاً من الواجبات عليه أرشده بتلطف ورفق كما كان يفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم(11).

6-التنـزه عن الأخلاق الرديئة : أن يطهر باطنه وظاهره من الأخلاق الرديئة ، وأن يحذر من الحسد والرياء والإعجاب واحتقار الناس وإن كانوا دونه بدرجات ، وهذه أدواء وأمراض يبتلى بها كثيرون من أصحاب النفوس الخسيسة(12)، وحتى يتخلص من ابتلي بشيء من هذه الأمراض فهناك أدوية لها، فليسارع إلى هذه الأدوية، فمثلاً :
• من أدوية الحسد أن يعلم أن حكمة الله تعالى اقتضت جعل هذا الفضل في هذا الإنسان، فلا يعترض ولا يكره ما اقتضته حكمة الله ، قال الشاعر :
فإن تغضبوا من قسمة الله بيننا فلَله إذ لم يرضكم كان أبصَرا(13)
• ومن أدوية الرياء أن يعلم أن الخلق لا ينفعونه ولا يضرونه حقيقة، فلا يتشاغل بمراعاتهم فيتعب نفسه ويضر دينه ويحبط عمله ويرتكب سخط الله تعالى ويفوت رضاه(14).
• ومن أدوية العجب أن يعلم أن العلم فضل من الله تعالى ومعه عارية، فإن لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى، فينبغي أن لا يعجب بشيء لم يخترعه وليس مالكاً له ولا على يقين من دوامه(15)، وليعلم أن الله قادر على سلب هذا العلم منه في أي لحظة ، كما قال تعالى : ( واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين? ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث ) [سورة الأعراف:175-176].
• ومن أدوية احتقار الناس تدبر قوله تعالى : ( لا يسخر قوم من قومٍ عسى أن يكونوا خيراً منهم) [سورة الحجرات:10]، وقوله تعالى : (فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى ) [سورة النجم:32]، وقوله تعالى : ( إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) [الحجرات:12]، فربما كان الذي يراه دونه أتقى لله تعالى وأطهر قلباً وأخلص نية وأزكى عملاً.(16)

7- صيانة العلم : أن لا يذل العلم ولا يذهب به إلى غير أهله من أبناء الدنيا، وإن كان المتعلم كبير القدر، بل يصون العلم عن ذلك(17). قال الزهري رضي الله عنه : (هوان بالعلم أن يحمله العالِم إلى بيت المتعلم)، وأحاديث السلف في هذا النوع كثيرة ، ولكن إن دعت حاجة إلى ذلك أو ضرورة أو اقتضته مصلحة دينية راجحة على مفسدة ابتذال العلم وحسنت نية المعلم فلا بأس بذلك إن شاء الله تعالى وعلى هذا يُحمل ما جاء به بعض أئمة السلف من المشي إلى الملوك وولاة الأمر كالزهري والشافعي وغيرهما ، لا على أنهم قصدوا بذلك فضول الأغراض الدنيوية. وكذلك إذا كان المأتي إليه من العلم والزهد في المنزلة العلية والمحل الرفيع فلا بأس بالتردد إليه لإفادته(18).




(4)

8- اجتناب مواضع التهم : عليه أن يجتنب مواضع التهم وإن بعدت، ولا يفعل شيئاً يتضمن نقص مروءة أو ما يستنكر ظاهراً ، وإن كان جائزاً باطناً، فإنه يعرض نفسه للتهمة، وعرضه للوقيعة، ويوقع الناس في الظنون المكروهة ، فإن اتفق وقوع شيء من ذلك لحاجة أو نحوها أخبر من شاهده بحكمه ومقصوده ،كي لا يأثم بسببه أو ينفر عنه فلا ينتفع بعلمه ، وليستفيد الجاهل به.
ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم للرجلين لما رأياه يتحدث مع صفية : "على رسلكما إنها صفية"، ثم قال: "إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم فخفت أن يقذف في قلوبكما شيئاً" أو قال : "فتهلكا"(19).(20)

9- الاجتهاد في الاشتغال بالعلم: أن لا يزال مجتهداً بالعلم قراءة وإقراء ومطالعة وتعليقاً ومباحثة ومذاكرة وتصنيفاً(21)، وأن لا يضيع شيئاً من عمره في غير ما هو بصدده من العلم والعمل إلا بقدر الضرورة من أكل أو شرب أو نوم أو استراحة لملل أو أداء حق زوجة أو زائر أو تحصيل قوت وغيره مما يحتاج إليه ، أو لألم أو غيره مما يتعذر معه الاشتغال ، فإن بقية عمر المؤمن لا قيمة له ، ومن استوى يوماه فهو مغبون، فقد كان بعض السلف لا يترك الاشتغال لعروض مرض خفيف أو ألم لطيف بل كان يستشفي بالعلم ويشتغل بقدر الإمكان، وفي صحيح مسلم عن يحيى بن أبي كثير قال : (لايستطاع العلم براحة الجسم)، وقال الشافعي رضي الله عنه : (حق على طلبة العلم بلوغ غاية جهدهم في الاستكثار من علمه ، والصبر على كل عارض دون طلبه ، وإخلاص النية لله تعالى في إدراك علمه نصاً واستنباطاً ، والرغبة إلى الله تعالى في العون عليه)(22).

10- التواضع : أن لا يستنكف من التعلم ممن هو دونه في سن أو نسب أو شهرة أو دين أو في علم آخر، يحرص على الفائدة ممن كانت عنده وإن كان دونه في جميع هذا ، وأن لا يستحي من السؤال عما لم يعلم، وعن مجاهد رضي الله عنه قال : (لا يتعلم العلم مستحٍ ولا متكبر)، وعن سعيد بن جبير رضي الله عنه قال : (لا يزال الرجل عالماً ما تعلم فإذا ترك العلم وظن أنه قد استغنى واكتفى بما عنده فهو أجهل ما يكون)، ، وكان الكثير من السلف يستفيدون من تلامذتهم ما ليس عندهم ، وثبت في الصحيحين : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ ( لم يكن الذين كفروا...) [البينة:1] على أبيّ بن كعب رضي الله عنه وقال : " أمرني الله أن أقرأ عليك "، فاستنبط العلماء من هذا فوائد، منها بيان التواضع، وأن الفاضل لا يمتنع من القراءة على المفضول(23).

11- الاهتمام بالتصنيف: وينبغي للعالم أن يعتني بالتصنيف إذا تأهل له فيه أن يطلع على حقائق العلم ودقائقه، وأن يثبت معه، لأنه يضطره إلى كثرة التفتيش والمطالعة، والتحقيق والمراجعة، ولكن ليحذر كل الحذر أن يشرع في تصنيف مالم يتأهل له، فإن ذلك يضره في دينه وعلمه وعرضه، وليحذر أيضاً من إخراج تصنيفه من يده إلا بعد تهذيبه وترداد النظر فيه وتكريره، وليحرص على إيضاح العبارة وإيجازها، فلا يوضح إيضاحاً ينتهي إلى الركاكة، ولا يوجز إيجازاً يفضي إلى المحق والاستغلاق، وينبغي أن يكون اعتناؤه من التصنيف بما لم يسبق إليه أكثر، وليكن تصنيفه بما يعم الانتفاع به ، ويكثر الاحتياج إليه(24).
3-آداب العالم في مجلسه والتدريس .


إن نشر العلم يكون بطريق التدريس، وبطريق الإفتاء، وبطريق التصنيف، والكلام هنا في الأول، فنقول: ينبغي للمدرس أمور:


(5)

منها إذا خرج إلى مجلسه أن يتطهر من الحدث والخبث، ويتنظف ويلبس أحسن ثيابه، مما يليق نوعه بمثله في زمانه وبلده، قاصدا بذلك تعظيم العلم وتبجيل الشريعة، لا رياء ولا فخرا ولا سرفا.

ويختلف الحال باليسار والوقت، ولابد أن يختلف أيضا بالقصد والحال، فمن الناس من يغلب عليه حال العلم والمعرفة فينبسط، ومن يغلب عليه حال الخوف والورع فينقبض ويتقشف، والكل على هدى من الله.

ثم يركع ركعتي الاستخارة إن كان وقت ركوع، طالبا اختيار الله تعالى فيما يريد، فإن نشر العلم، وإن كان مطلوبا وقربة في الجملة، قد يكون ذلك واجبا أو مندوبا، وقد يعرض له ما يكون به مكروها أو محرما، على ما سنبين إن شاء الله من التفصيل.

ثم لو كان مطلوبا فقد يكون شيء آخر أهم منه وأوكد وأولى بالتقديم، فلابد من النظر في هذا كله، والاستعانة بالاستخارة لئلا يقع في محذور أو محظور، وهو يظن أنه في مأمور، وهو شأن كل مغرور، نسأل الله العافية بمنه.

ويستحضر نية صالحة في بث العلم، وبيان فوائده، وتبليغ أحكام الله تعالى إلى عباده، والإعانة على الدين، وتنمية غرس العلم، وحياطته عن شبهات الضالين وتخليط الجاهلين، ونحو هذا من المقاصد الحسنة، وليستعذ بالله من النية الفاسدة، والمقاصد الخسيسة كما تقدم.

ومنها إذا خرج من بيته أن يقول: «بسم الله توكلت على الله، لا حول ولا قوة إلا بالله، بسم الله على نفسي ومالي وديني، اللهم رضني بقضائك، وبارك فيما قدر لي، حتى لا أحب تعجيل ما أخرت، ولا تأخير ما عجلت»، ويقول: «اللهم أعوذ بك أن أَضل أو أُضل، أو أَزِلّ أو أُزَلّ، أو أَظلِم أو أُظْلَم، أو أَجْهَل أو يُجهلَ عليَّ، عزّ جارك وجل ثناؤك، ولا إله غيرك»، وغير ذلك من الأذكار الواردة عند الخروج، وليقل: «اللهم ثبّت جناني وأدر الحق على لساني»، ونحو ذلك من الدعاء اللائق به.

ثم لا يزال ذاكرا لله تعالى وداعيا ومتعوذا إلى أن يصل إلى مجلسه، فإن كان في مسجد حياه بتحيته، وإلا فالركوع حسن إن كان الوقت، ثم سلم على الحاضرين وجلس مستقبلا إن أمكن، بسكينة وتواضع ووقار متربعا، أو كجلسة التشهد أو نحو ذلك مما يمكن، ولا يمدّ رجليه ولا إحداهما من غير عذر، ولا يرفع إحداهما على الأخرى، ولا يتكئ على يده، ولا يكن على حالة توذِن بالاستخفاف بالجلساء، أو خفة أو طيش، كالعبث باللحية، وإدارة الخاتم، وفرقعة الأصابع وتشبيكها، وكثرة الضحك، والالتفات والمزاح، أو تُشْغِل الفكر كالجوع الشديد والعطش، والهمّ، والنصب، والنوم، والقلق، والبرد، والحر المؤلمين ونحو ذلك.

ومنها أن يبـرز للناس لينتفع القوي والضعيف والكبير والصغير، فإن العلم ـ كما جاء في الأثر ـ لن يهلك حتى يكون سرا، غير أن هذا الأمر يختلف باختلاف العلوم، فرب علم يصلح للعامة، كظواهر الشرع وما في معناها من المواعظ، والتشبيهات والحِكم، فلا بد أن يُتخذ له المجلس العام، ويكون العالم فيه بارزا لينتفع به الراوي عرضا واستملاء، واستماعا، والمستفتي والسائل على الإطلاق.

وعلم آخر إنما هو للخاصة، كدقائق التصوف، وعلم الكلام، وسائر العلوم العقلية، فلابد أن يجعل لأربابه خاصة حيث يصلح بهم ولا يتأذون بغيرهم، ولا يتأذى بهم، ولذا قال الشيخ أبو حامد: «علم الكلام بمثابة الدواء، والفقه كالغذاء، والأول لخصوص، والثاني للناس كافة».

ومنها أن يُكرم المتعاطين عليه، ويُنزلهم منازلهم في السن والشرف والنجابة، وقد كان صلى الله عليه وسلم يكرم أصحابه ويكنيهم، ويسميهم بأحسن أسمائهم إليهم، وهذا مع التلطف بالجميع، وخفض جناح الرحمة عليهم، ويلتفت إليهم ويواجههم، ولا يخص بمواجهته أحدا، بحيث ينكسر قلب غيره، اللهم إلا من سأل أو قرأ شيئا، أو خاطبه خاصة في أمر، فيواجهه بقدر الحاجة، ومن سأله استمع منه رفيعا أو وضيعا، اللهم إلا أن يستحق تعنيفا لتعنت أو نحوه.



(6)
ومنها أن يفتتح بقراءة شيء من القرآن تبركا وتيمنا، على ما جرت به عادتهم، وهي غير جارية في بلادنا المغربية في الفنون، فإن كان في مدرسة شُرط فيها ذلك اتبع شرط الواقف، ويدعو الله تعالى لنفسه
وللحاضرين وسائر المسلمين، ولابد أن يسمي الله تعالى بعد التعوذ به من الشيطان الرجيم، ويحمد الله تعالى، ويصلي على نبيه صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه، ويترضى عن أئمة المسلمين ومشايخه، ويدعو للجميع وللواقف إن كان في مدرسة جزاء على فعله.

ومنها أن يرفع صوته بقدر استماع السامعين، ولا يزيد ولا ينقص، ويترسل في كلامه مقتصدا من غير عجلة ولا طيش، ولا سرعة تخل ولا بطء يمِل، ويفصل كلامه، ويقف ويعيد عند الحاجة، ويراعي في العبارة حال الحاضرين، فإن المبتدئ يخل به الإيجاز، والمنتهي يُضجره الإطناب وكثرة التكرار.

ومنها أن يصون مجلسه عن اللغط لغير حاجة، وعن الهوس واللّدَد، ويزجر من اشتغل بذلك، وكل من لا ينصف ولا يهتم بالاستفادة والرشد، أو يقع له ما لا ينبغي في المجلس، كالنوم والتحدث، والضحك والاستهزاء بالناس، وغير ذلك مما يقع في النظر والجلوس والزي والتقدم والتأخر، وكذا كل ما يخل بالتعلم كما سيأتي بيانه.

ومنها أن يلازم هو الإنصاف، ويتبع الحق واستماعه من كل أحد وإن دنا، وقول: «لا أدري» في محله، وقد قيل: «جُنّة العالم لا أدري، فإن أخطأ أصيبت مقاتله»، ونظمه بعضهم فقال:

ومن كان يهوى أن يُرى متصدرا ويكره لا أدري أصيبت مقاتله

وقالوا: ينبغي للعالم أن يورث أصحابه «لا أدري»، لكثرة ما يقوله، ويعلم أن ذلك لا يضع من قدره، فإن الإحاطة متعذرة، ولا بد من أشياء تكون مجهولة، وهو محل «لا أدري»، ومن طمع في الإحاطة فهو جاهل، ومن تقدم لما ليس له به علم فهو كذاب، وقد سمعت قديما بعض المدرسين يفتخر ويقول: «أنا الذي لا أقف أبدا، إن لم أجد جوابا شغلت السائل بالبحث في سؤاله»، وهذا بلاء عظيم، اجتمع فيه الجهل واللدد، والكِبر والرضى عن النفس، نسأل الله العافية.

ومنها إن تعدد الدرس أن يرتب فيقدم الأشرف الأهم، فيبدأ بتفسير القرآن، ثم بالحديث، ثم بأصول الدين، ثم بأصول الفقه، ثم بالمذهب، ثم بالخلاف، أو النحو، أو الجدل، وغير ذلك.

ومنها أن لا ينتصب لهذا الأمر حتى يكون أهلا له، محققا للفن الذي يريد الخوض فيه، مع ذكاء النفس، وحصافة الرأي، قال تعالى: ﴿وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ﴾، وقال النبي صلى الله عليه وسلم:«المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور»، وقال الشبلي رضي الله عنه: «من تصدر قبل أوانه فقد تصدى لهوانه»، وقال أبو حنيفة: «من طلب الرئاسة في غير حينه، لم يزل في ذل ما بقي».

وقال قائلهم:



تصدر للتدريس كل مهوس



سفيه تسمى بالفقيه المدرس

فحق لأهل العلم أن يتمثلوه



ببيت قديم شاع في كل مجلس

لقد هزلت حتى بدا من هزالها



كلاها وحتى سامها كل مفلس

ومن فعل ذلك فقد جمع بين التعدي على المرتبة، والجهل باستحقاقها، والتدليس على الناس، والتلبيس على منصب العلم، وأكل الوقف باطلا إن كان في مدرسة ونحوها، لأن الواقف إنما يقصد العلمـاء لا المتعاطين، ولو قصد هذا الجنس لم يوف شرطه لفساده.




(7)


ومن تمام الأهلية أن يحسن صنعة التدريس، وكيفية الإملاء والتقرير، والتحرير والتنقير، فإنه رب محصل لفن ولا يحسن هذه الصنعة، فيقع في تخليط وتشتيت، فالواجب في ذلك إذا جلس أن يصغي إلى القارئ حتى إذا فرغ من القدر المحتاج إليه، شرع هو بعد ما مر من الاستفتاح، فاشتغل بتقرير الكلام وتصويره، بعبارة تليق بالحاضرين.

وللناس في ذلك عند الدرس والتصنيف صنعتان: إحداهما أن يلتقط الألفاظ المفردة فيفسرها لفظا لفظا، ويحرر فيها اللغوي والشرعي والعُرفي والحقيقة والمجاز، والمنفرد والمشترك، ونحو ذلك، والمفرد والتثنية، والجمع المصحح والمكسر، والمصروف والممنوع، والمصحح والمعل، ونحو ذلك، حتى إذا فرغ منها رجع إلى التراكيب، ففسرها وبيّن التصديق بعد التصور.

ثانيتهما: أن يخلط الكل ويضربها ضربة، ففي كل تركيب يبين مفرداته ونسبته، والأولى أحظى بتحرير المفردات على ما ينبغي، ولكن لا تخلو من صعوبة على المبتدئ وتهويل عليه، فهي لائقة بالمتوسط والمنتهي، والثانية أرفق.

ثم إن كان في الكلام بحث أو شبهة، أو رأي باطل قرر ذلك كله، على ما صار إليه صاحبه، ولا يمنعه بطلانه عنده من تقريره كما هو شأن أهل الطيش والجهل، ثم يقرر جواب ذلك، أو الرد عليه إن كان في الكلام، وإلا أجاب من عنده إن أمكنه، وإن يسر الله الجواب على لسان أحد من الحاضرين، فليقبله إن كان صحيحا عنده، ولا يستنكف عن قبوله لصدوره ممن دونه، فإن الحق خلق من خلق الله يظهره الله حيث شاء، «والحكمة ضالة المؤمن»، وحق العالم ألا يعتقد أن الأمر مقصور عليه ولا أنه في غُنية عن الزيادة، وكفاية عن الفائدة هيهات!، بل حقه أن يجلس على نية أن يفيد ويستفيد.

وكان شيخنا أبو الفارس عبد العزيز رحمه الله ورضي عنه كثيرا ما يقول: «العلم ثلاث درجات ، من ترقّى الأولى ظن أنه أنه، ومن ترقّى الثانية علم أنه أنه، وأما الثالثة فلا سبيل إليها»، وإن كان عنده باطلا فلا ينبغي أن يرده عليه بصورة التعنيف والتزييف والتجهيل، وإن كان متعلما لا متعنتا، لأن ذلك يخمد قرائح المتعاطين ويكسبهم خورا أبعد عن التلجلج في المدارك وهي طريق الجمود والحرمان، بل بلطافة فيقول مثلا: كلامك حسن لو سلم من كذا، وهكذا يفعل مع المتعاطين فيجرئهم على الفهم والبحث، ويرخي لهم العنان، ويصرف أعنتهم بلطف عن الخطأ والخطل، ثم إن سنح له بحث في الكلام، أو أورد عليه بحث فليشتغل به إن كان عقول الحاضرين تبلغه، وإلا أعرض عنه حتى يكون مع أهله، ويكون كل ذلك بعبارة توافق عقول أهل المجلس، لأن حقهم أوجب.

وحدثونا عن الأستاذ أبي علي الشلوبين أنه دخل حضرة مراكش حرصها الله، فوجد الشيخ الجزولي النحوي رحم الله الجميع، يدرس في مسجده علم العربية، فلما قعد إليه، إذا بين يديه حلقة من المبتدئين وهو يقرر لهم على قدر أفهامهم، فألقى عليه سؤالا فأجابه بجواب متوسط على قدرهم، ثم ارتفعوا فجاءت حلقة أخرى للنجباء الشادِين، فكان يلقي الأسئلة فيجيبه حينئذ بغاية التحقيق والتدقيق.

وليحذر المدرس أن يقفز على البحث والإيراد قبل شرح الكلام، أو يتسارع إلى رد مذهب أو شبهة أو بحث أو سؤال قبل تقريره، ومتى احتاج الكلام إفرادا أو تركيبا، أو البحث فيه، أو الجواب إلى دليل، أو شاهد أو مثال، فلابد من الإتيان به في محله على قدر الحاجة من غير إخلال بما يكون به التصحيح والتبيين، ولا إغراب يحير أفكار الحاضرين، ومتى احتاج شيء من ذلك أيضا إلى توطئة ومقدمة يستعان بها على الفهم، أو التصديق تعين البدء بها بحسن بيان واختصار، حتى يكون كلام المدرس، بحيث لو سُطّر كان تصنيف حسن الرّصف مقبولا.

وهذا أيضا مع وجود الأهلية في الطلبة، وإلا فقد لا يبلغ الطالب لقصوره إلى فهم العبارة المحكمة، فلابد من النزول معه إلى عبارة أوضح بألفاظ متداولة، وتراكيب تليق بحاله، ولا عيب في ذلك حيث كان المقصود الإفهام، وذلك إنما هو حيث يتفق أن يُبتلى الكبير بتعليم الصغير وإلا فالأشبه الجنس بالجنس فإن المبتدئ يشق عليه إدراك إشارات الفحول، والفحل يشق عليه التنزل إلى مقاصد الصبيان، وقد قال أبو العباس بن البناء في نحو هذا :

(8)



قصدت إلى الوجازة في كلامي



لعلمي بالصواب في الاختصار

ولم أحذر فهوما دون فهمي



ولكن خفت إزراء الكبار

فشأن فحولة العلماء شأني



وشأن البسط تعليم الصغار

فإن قيل: أكثر من يتقدم للتدريس قبل الكمال لا يحسن الصنعة، بل ولا يحقق ما يقول، ولا ما ينقل فربما أخذ عنه الخطأ وصار ما يفسده أكثر مما يصلح، فيكون حقا على المبتدئ التقدم إلى الأخذ عن الفحول، ولهذا يقال في العرف: «من سبقك إلى القراءة فاسبقه إلى الشيخ»، ويقال في مثل ذلك «ضربة بالفأس خير من عشرة بالقَدوم».

قلنا: قد يكون ذلك وهو متعين في باب الأخذ، والرواية والاستفتاء، لا في باب التعلم والتدرب في الطلب، ولابد من الفرق بين هذين الأمرين، فإن صاحب الرواية ناقل فلابد له من تحري أهل التثبت فيما يسمع، والمستفتي طالب عمل، فلابد له من تحري أمثل أهل الوقت، ليقلده في النازلة، وأما المتعلم فهو طالب صنعة ينبغي إرهاف خاطره ، لانتقاص الفهوم وارتياض جواد فكره للركض في ميدان العلوم، فلا يضره خطأ يصدر في الوقت ولا تخليط فإنه سيصلح بعد، ومراده إنما هو تغذية روحه وتنمية فكرته، وذلك حاصل بالمدارك مطلقا، وإذا تعاطى ذلك مع أمثاله حصل الغرض، ثم تكون التصفية والتهذيب بعد بملاقاة المحققين، وهذا إنما هو في أرباب الفهم المتأهلين للعلم، وأما البليد الجامد فحسبه ما يسمع، فليطلبه صحيحا مبينا ولكل مقام مقال.

وقيل: «حد الإقراء تصحيح المتن، وحل المشكل، وزيادة على هذا ضررها بالمتعلم أكثر من نفعها».اهـ.

قلت: ولابد أن يدرج فيمـا ذكر التنبيه على النقص، أو الحشو وهو من تصحيح المتن، وتوجيه ما يحتاج إلى التوجيه وهو من الثاني، والتحقيق هو أن يعامَل كل بما يليق به كما مرّ، والمدرس إن لم يكن طبيبا كان ما يفسده أكثر مما يصلحه.

كتاب القانون في أحكام العلم وأحكام العالم وأحكام المتعلم، للإمام أبي المواهب الحسن بن مسعود اليوسي ( ت 1102 هـ)، تحقيق: حميد حماني، مطبعة شالة بالرباط، الطبعة الأولى: 1419هـ/1998م. (ص 330 - 338).













(9)

الخاتمه :

الحمد لله الذي بنعمه تتم الصالحات، والصلاة والسلام على من بعثه الله رحمة للعالمين، وهادياً للناس أجمعين صلى الله عليه وسلم عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً، أما بعد:

تناولت في تقريري هذا عن آداب العالم وتوصلت إلى عدة نتائج أراء من خلال اختياري لهذا الموضوع:

(1) اداب العالم بشكل عآم: أنّ العلماء هم ورثة الانبيآء

(2) وعن أداب العالم مع نفسه: أنّ يتحلى بالاحلاص والزهد وخشية الله و...و... الخ

(3) وأداب العالم في التدريس وفي مجلسه: منها إذا خرج إلى مجلسه أن يتطهر من الحدث والخبث و.. و....الخ .

وأرجو عن ينال تقريري على اعجابكم .



المصادر والمراجع :


http://www.kl28.com/alshamel5/alshamel_show.php?id (http://www.kl28.com/alshamel5/alshamel_show.php?id%20) *

* كتاب الاداب الاسلامية .

*تذكرة السامع والمتكلم في آداب العالم والمتعلم ، ص25، ط1، دار الكتب العلمية ، بيروت ، لبنان .

عيناوي(vip)
16-10-2009, 05:52 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



شرح حديث: (من طلب العلم ليماري به السفهاء...)

http://audio.islamweb.net/audio/parbotton.gif
قال المصنف رحمه الله تعالى: [ حدثنا هشام بن عمار (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=215&ftp=alam&id=1003918&spid=215) حدثنا حماد بن عبد الرحمن (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=215&ftp=alam&id=1004236&spid=215) حدثنا أبو كرب الأزدي (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=215&ftp=alam&id=1004230&spid=215) عن نافع (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=215&ftp=alam&id=1000188&spid=215) عن ابن عمر (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=215&ftp=alam&id=1000065&spid=215) رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من طلب العلم ليماري به السفهاء، أو ليباهي به العلماء، أو ليصرف وجوه الناس إليه فهو في النار) ]. وهذا الحديث أيضاً ضعيف، من أجل أبي كرب (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=215&ftp=alam&id=1004230&spid=215) و حماد بن عبد الرحمن (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=215&ftp=alam&id=1004236&spid=215) ، وهما ضعيفان، لكن الحديث له شواهد. قوله: (من تعلم العلم ليماري به السفهاء) أي: يجادلهم (أو ليباهي به العلماء، أو ليصرف وجوه الناس إليه فهو في النار)، ففيه الوعيد الشديد على من تعلم لأجل هذه المقاصد السيئة؛ فلم يتعلم إلا ليخاصم العلماء، ويجادلهم، أو ليجاري السفهاء ويترفع عليهم، أو ليصرف وجوه الناس إليه، أي: لا يتعلمه إلا رياء وسمعة لا لأجل الله، وتعلم العلم عبادة عظيمة، فيجب على طالب العلم أن يخلص نيته في طلبه لله ويجاهد نفسه، ويدافع الوساوس والخواطر الرديئة، فلا يتعلم لأجل المال، ولا لأجل الدنيا، ولا من أجل الشهرة، ولا من أجل المنصب، فكل هذه الأمور لا ينبغي أن تكون على بال طالب العلم، فالعلم أسمى من ذلك وأعلى، وما يعطاه من المكافأة وغيرها مما يعينه على تعلم العلم ويشجعه، فينبغي ألا تكون له مقاصد سيئة. وقوله صلى الله عليه وسلم: (أو ليباهي به العلماء) أي: ليفاخر العلماء، أو ليصرف وجوه الناس إليه، وهذا الوعيد الشديد يدل على أنه من الكبائر، وللحديث له شواهد يرتقي بها. وينبغي للإنسان أن يكون تعلمه العلم لله، أما إذا كانت النية مشتركة كما جاء في حديث: (الرجل يجاهد لإعلاء كلمة الله وللمغنم)، فعلى حسب ما غلب عليه، فإن غلب الإخلاص فهو مخلص، وإن غلبت نية الدنيا فهو لها، لكن ينبغي للإنسان في كل حال أن يجاهد نفسه حتى يكون طلبه للعلم لله، مثلما قال بعض السلف: طلبنا العلم لغير الله فأبى إلا أن يكون لله، فيجاهد ويدافع الخواطر الرديئة، والله تعالى يقول: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifوَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[العنكبوت:69]، وقال سبحانه: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifوَمَنْ جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[العنكبوت:6]. وإذا لم يدخل في العلم إلا ليماري العلماء، أو يصرف وجوه الناس فقد يعاقب بهذه النية السيئة







شكرا أختي الكريمة على المشاركة


ولكن يجب أن تنتبهي عدم وضع مواضيع مستقلة

ويوجد هناك موضوع للطلبات

أرجو الإلتزام بها

وشكرا



ينقل

سكرتيرة الزعيمة
20-10-2009, 01:36 PM
يبت لكم ملخص عن القناعة والرضا



http://islam.aljayyash.net/encyclopedia/book-1-8

سكرتيرة الزعيمة
21-10-2009, 01:15 PM
اتفضلوااا تقرير عن السنة النبوية

http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%86%D8%A9_%D8%A7%D9%84% (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%86%D8%A9_%D8%A7%D9%84%)

..همسة..
21-10-2009, 04:36 PM
السلام عليكم

هذا مواقع لتحميل الفلاش عن الزواج



http://saaid.net/flash/3roos.htm (http://saaid.net/flash/3roos.htm)

:(23): :(23): :(23):

Ďřέล๓.ỬẰЄ
27-10-2009, 11:14 PM
[ .. عذرا

لكن اي رد غير مفييد

سيتم حذفه (( يعني ارجو انكم تقدموا المفيد ومو تردو بردود او تطلبون

.. ]

saiclon
03-11-2009, 09:26 PM
منطقة العين التعليمية الاسم/..................
التعليم الخاص الصف/................
مدرسة عين الخليج الخاصة (العقود في الإسلام) التاريخ/................
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ
السؤال الأول
اذكر اربع معاملات يستطيع من خلالها مختار أن يحصل على ما يحتاجه من مزارعين ,ومن لوازم زراعية:ـ
1)................................................ .................................................. .......................
2)................................................ .................................................. .......................
3)................................................ .................................................. .......................
4)................................................ .................................................. .......................
اذكر تعريف العقد؟
.................................................. .................................................. .................................................. .................................................. ................................................
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ
صنف:ـ
(الرهن---البيع---الوقف---النكاح---الإعارة---الكفالة---الإجارة---الوصية---الطلاق---المضاربة---الحراسة---الهبة---الخلع---الصلح)

عقود اجتماعية

عقود مالية
عقود معاوضات عقود تبرعات عقود توثيقات





ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عمل الطلاب :ـ كريم خيري و محمد زكريا
مدرس المادة:ـ مطيع

storm_uae
23-11-2009, 10:48 PM
هذي بعض التعديلات على الموضوع الاصلي..............

cjfuae
06-12-2009, 08:27 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه

والى الامام دوما

عين فلسطين
08-12-2009, 09:56 PM
السلام عليكم
هاى اول مشاركة الى معكم والصراحة المنتدى ممتاز جدا
وياريت تقبلونى بينكم وانشاء الله يزيد المنتدى اكتر واكتر

عين فلسطين
08-12-2009, 09:59 PM
وشكرا كتير على المواضيع الحوة

جوريان
30-12-2009, 06:45 PM
مشكورين على الملخص

hassanmty
24-02-2010, 03:26 PM
ابي تقرير حق الفصل الثاني ضروري

ذكرىآ
14-03-2010, 05:45 PM
المقدمة
لقد جاء الكثير من الأنبياء من عند الله ليبشروا المؤمنين و لينذروا المشركين و الكافرين .. و منهم من أيده الله بمعجزات عظيمة تصديقا لنبوته كنبي الله موسى عليه السلام فأعطاه الله آية العصا التي تحولت ثعباناً فهزم بها سحرة فرعون و حولت البحر يبساً فنجى الله بها بني إسرائيل بل و أحيا الله لموسى السبعين رجلا الذين قالوا أرنا الله جهراً فأخذتهم الرجفة .. و منهم نبي الله الياس عليه السلام الذي كان يمشي على الماء بعد أن يضرب بردائه الماء و إحياءه موتى و رفعه الله إلى السماء لينقذه من مؤامرة القتل بعد أن قتل أنبياء البعل .. وكذلك أعطى الله المسيح بن مريم عليه السلام معجزات أحيا بها ثلاثة من الموتى و شفى مرضى و أخرج شياطين .. و كذلك النبي المصطفى سيد المرسلين و خاتم النبيين أيده الله بالمعجزات المادية و المعنوية البينات الصريحات.. إلا أنه في وقتنا هذا اجتمعت كل قوى الشرك على الإسلام و نبي الإسلام ليطفئوا نور الله بأفواههم .. فأصبحنا نرى الكثير من الدجالين .. يفترون الكذب على النبي صلى الله عليه و سلم سيد المرسلين و خاتم النبيين ليشككوا في نبوته.. و القول بأن النبي لم تكن له معجزات كباقي الأنبياء.. و تناسى هؤلاء أنه لو لم يأتي النبي الأمي إلا بالقرآن الكريم وحده لكفاه.. و إلى منتفعي الدين هؤلاء أقول "أنى للذباب أن يناطح السحاب" .. فها هي أمامكم بعض معجزات النبي المصطفى تتحداكم و تثبت بهتانكم و تكشف كذبكم .. و لتثبت قلوب المؤمنين.














الإسراء و المعراج

أخذت الدعوة تشق طريقًا بين النجاح والاضطهـاد، وبـدأت نجـوم الأمل تتلمح في آفاق بعيدة، وقع حادث الإسراء والمعـراج‏.‏ واختلف في تعيين زمنه على أقوال شتى، وروى أئمة الحديث تفاصيل هذه الوقعة، وفيما يلي نسردها بإيجاز‏:‏

قال ابن القيم‏:‏ أسرى برسول الله صلى الله عليه وسلم بجسده على الصحيح من المسجد الحرام إلى بيت المقدس، راكبًا على البُرَاق، صحبة جبريل عليهما الصلاة والسلام، فنزل هناك، وصلى بالأنبياء إمامًا، وربط البراق بحلقة باب المسجد‏.‏

ثم عرج به تلك الليلة من بيت المقدس إلى السماء الدنيا، فاستفتح له جبريل ففتح له، فرأي هنالك آدم أبا البشر، فسلم عليه، فرحب به ورد عليه السلام، وأقر بنبوته، وأراه الله أرواح السعداء عن يمينه، وأرواح الأشقياء عن يساره‏.‏

ثم عرج به إلى السماء الثانية، فاستفتح له، فرأي فيها يحيى بن زكريا وعيسى ابن مريم، فلقيهما وسلم عليهما، فردا عليه ورحبا به، وأقرّا بنبوته‏.‏
ثم عرج به إلى السماء الثالثة، فرأي فيها يوسف، فسلم عليه فرد عليه ورحب به، وأقر بنبوته‏.‏
ثم عرج به إلى السماء الرابعة، فرأي فيها إدريس، فسلم عليه، فرد عليه، ورحب به، وأقر بنبوته‏.‏
ثم عرج به إلى السماء الخامسة، فرأي فيها هارون بن عمران، فسلم عليه، فرد عليه ورحب به، وأقر بنبوته‏.‏
ثم عرج به إلى السماء السادسة، فلقى فيها موسى بن عمران، فسلم عليه، فرد عليه ورحب به، وأقر بنبوته‏.‏
فلما جاوزه بكى موسى، فقيل له‏:‏ ما يبكيك ‏؟‏ فقال‏:‏ أبكى؛ لأن غلامًا بعث من بعدى يدخل الجنة من أمته أكثر مما يدخلها من أمتى‏.‏

ثم عرج به إلى السماء السابعة، فلقى فيها إبراهيم عليه السلام، فسلم عليه، فرد عليه، ورحب به، وأقر بنبوته‏.‏

ثم رفع إلى سدرة المنتهى، فإذا نَبْقُها مثل قِلاَل هَجَر، وإذا ورقها مثل آذان الفيلة، ثم غشيها فراش من ذهب، ونور وألوان، فتغيرت، فما أحد من خلق الله يستطيع أن يصفها من حسنها‏.‏ ثم رفع له البيت المعمور، وإذا هو يدخله كل يوم سبعون ألف ملك ثم لا يعودون‏.‏ ثم أدخل الجنة، فإذا فيها حبائل اللؤلؤ، وإذا ترابها المسك‏.‏ وعرج به حتى ظهر لمستوى يسمع فيه صَرِيف الأقلام‏.‏

ثم عرج به إلى الجبّار جل جلاله، فدنا منه حتى كان قاب قوسين أو أدنى، فأوحىإلى عبده ما أوحى، وفرض عليه خمسين صلاة، فرجع حتى مرّ على موسى فقال له‏:‏ بم أمرك ربك‏؟‏ قال‏:‏ ‏[بخمسين صلاة‏]‏‏.‏ قال‏:‏ إن أمتك لا تطيق ذلك، ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك، فالتفت إلى جبريل، كأنه يستشيره في ذلك، فأشار‏:‏ أن نعم إن شئت، فعلا به جبريل حتى أتى به الجبار تبارك وتعالى، وهو في مكانه ـ هذا لفظ البخاري في بعض الطرق ـ فوضع عنه عشرًا، ثم أنزل حتى مر بموسى، فأخبره، فقال‏:‏ ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف، فلم يزل يتردد بين موسى وبين الله عز وجل، حتى جعلها خمسًا، فأمره موسى بالرجوع وسؤال التخفيف، فقال‏:‏ ‏[قد استحييت من ربي، ولكني أرضى وأسلم‏]‏، فلما بعد نادى مناد‏:‏ قد أمضيت فريضتي وخففت عن عبادي‏.‏

ثم ذكر ابن القيم خلافًا في رؤيته صلى الله عليه وسلم ربه تبارك وتعالى، ثم ذكر كلامًا لابن تيمية بهذا الصدد، وحاصل البحث أن الرؤية بالعين لم تثبت أصلًا، وهو قول لم يقله أحد من الصحابة‏.‏ وما نقل عن ابن عباس من رؤيته مطلقًا ورؤيته بالفؤاد فالأول لا ينافي الثاني‏.‏

ثم قال‏:‏ وأما قوله تعالى في سورة النجم‏:‏ ‏{‏ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى‏}[¹]‏ فهو غير الدنو الذي في قصة الإسراء، فإن الذي في سورة النجم هو دنو جبريل وتدليه، كما قالت عائشة وابن مسعود، والسياق يدل عليه، وأما الدنو والتدلي في حديث الإسراء فذلك صريح في أنه دنو الرب تبارك وتعالى وتدليه، ولا تعرض في سورة النجم لذلك، بل فيه أنه رآه نزلة أخرى عند سدرة المنتهى‏.‏ وهذا هو جبريل، رآه محمد صلى الله عليه وسلم على صورته مرتين‏:‏ مرة في الأرض، ومرة عند سدرة المنتهى، والله أعلم‏.‏



-----------------------------------------------

1- سورة النجم‏‏ [‏ 8‏].‏










وقد جاء في بعض الطرق أن صدره صلى الله عليه وسلم شق في هذه المرة أيضًا، وقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الـرحلة أمورًا عديدة‏:‏

عرض عليه اللبن والخمر، فاختار اللبن، فقيل‏:‏ هديت الفطرة أو أصبت الفطرة، أما إنك لو أخذت الخمر غوت أمتك‏.‏

ورأي أربعة أنهار يخرجن من أصل سدرة المنتهى‏:‏ نهران ظاهران ونهران باطنان، فالظاهران هما‏:‏ النيل والفرات، عنصرهما‏.‏ و الباطنان‏:‏ نهران في الجنة‏.‏ ولعل رؤية النيل والفرات كانت إشارة إلى تمكن الإسلام من هذين القطرين، والله أعلم‏.‏

و رأى مالكًا خازن النار، وهو لا يضحك، وليس على وجهه بشر ولا بشاشة، وكذلك رأي الجنة والنار‏.‏

ورأى أكلة أموال اليتامى ظلمًا لهم مشافر كمشافر الإبل، يقذفون في أفواههم قطعًا من نار كالأفهار، فتخرج من أدبارهم‏.‏

ورأى أكلة الربا لهم بطون كبيرة لا يقدرون لأجلها أن يتحولوا عن أماكنهم، ويمر بهم آل فرعون حين يعرضون على النار فيطئونهم‏.‏

ورأى الزناة بين أيديهم لحم سمين طيب، إلى جنبه لحم غث منتن، يأكلون من الغث المنتن، ويتركون الطيب السمين‏.‏

ورأى النساء اللاتي يدخلن على الرجال من ليس من أولادهم، رآهن معلقات بثديهن‏.‏

ورأى عيرًا من أهل مكة في الإياب والذهاب، وقد دلهم على بعير نَدَّ لهم، وشرب ماءهم من إناء مغطى وهم نائمون، ثم ترك الإناء مغطى، وقد صار ذلك دليلًا على صدق دعواه في صباح ليلة الإسراء‏.‏

قال ابن القيم‏:‏ فلما أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم في قومه أخبرهم بما أراه الله عز وجل من آياته الكبرى، فاشتد تكذيبهم له وأذاهم واستضرارهم عليه، وسألوه أن يصف لهم بيت المقدس، فجلاه الله له، حتى عاينه، فطفق يخبرهم عن آياته، ولا يستطيعون أن يردوا عليه شيئًا، وأخبرهم عن عيرهم في مسراه ورجوعه، وأخبرهم عن وقت قدومها، وأخبرهم عن البعير الذي يقدمها، وكان الأمر كما قال، فلم يزدهم ذلك إلا نفورًا، وأبي الظالمون إلا كفورًا ‏.‏


يقال‏:‏ سُمى أبو بكر رضي الله عنه صديقًا؛ لتصديقه هذه الوقعة حين كذبها الناس‏.‏

وأوجز وأعظم ما ورد في تعليل هذه الرحلة هو قوله تعالى‏:‏ ‏{‏لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا‏}‏ [¹‏] وهذه سنة الله في الأنبياء، قال‏:‏ ‏{‏وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ‏}‏[²‏]، وقال لموسى عليه السلام‏:‏ ‏{‏لِنُرِيَكَ مِنْ آيَاتِنَا الْكُبْرَى‏}‏[³‏]، وقد بين مقصود هذه الإراءة بقوله‏:‏ ‏{‏وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ‏}‏ فبعد استناد علوم الأنبياء إلى رؤية الآيات يحصل لهم من عين اليقين ما لا يقادر قدره، وليس الخبر كالمعاينة، فيتحملون في سبيل الله ما لا يتحمل غيرهم، وتصير جميع قوات الدنيا عندهم كجناح بعوضة لا يعبئون بها إذا ما تدول عليهم بالمحن والعذاب‏.‏

-----------------------------------------------

1- ‏[‏الإسراء‏:‏ 1‏]
2- ‏[‏الأنعام‏:‏75‏]
3- ‏[‏طه‏:‏23‏]

























معجزة تكثير الطعام


يروي الشيخان في الصحيحين أن أبا طلحة دخل ذات يوم على زوجه أمِ سُلَيم، فقال لها: لقد سمعتُ صوتَ رسول الله ضعيفاً أعرف فيه الجوع، فهل عندك من شيء؟ قالت: نعم.
قال أنس: فأخرجتْ أقراصاً من شعير، ثم أخرجت خماراً لها، فلفّتِ الخبز ببعضه، ثم دسّته تحت يدي، ولاثتني ببعضه]¹ [، ثم أرسلتني إلى رسول الله .
فذهبتُ به، فوجدتُ رسول الله في المسجد ومعه الناس، فقُمتُ عليهم، فقال لي رسول الله : آرسلكَ أبو طلحة ؟ فقلت: نعم. قال: بطعام؟ فقلت: نعم. فقال رسول الله لمن معه: قوموا.
قال أنس: فانطلق وانطلقتُ بين أيديهم، حتى جئت أبا طلحة فأخبرتُه، فقال أبو طلحة:يا أم سُليم، قد جاء رسول الله بالناس، وليس عندنا ما نطعِمُهم. فقالت: الله ورسولُه أعلم. فانطلق أبو طلحة حتى لقي رسولَ الله ، فأقبل رسولُ الله وأبو طلحةَ معه، فقال رسول الله : هلُمي يا أم سُليم، ما عندك؟
فأتت بذلك الخبز، فأمر به رسول الله ففُتَّ، وعَصرت أُمُّ سليمٍ عُكَّةً]² [فأَدَمَتْه [أي جعلتْه إداماً]، ثم قال رسول الله فيه ما شاء الله أن يقول [أي من دعاء الله بالبركة].
ثم قال عليه الصلاة والسلام: ((ائذن لعشرةٍ))، فأذن لهم، فأكلوا حتى شبعوا، ثم خرجوا، ثم قال: ((ائذن لعشرة)). فأذن لهم فأكلوا حتى شبعوا .. [وهكذا] فأكل القوم كلُّهم وشبعوا، والقوم سبعون أو ثمانون رجلاً.
-----------------------------------------------
1- أي لفتني ببعضه.
2 -قربةً فيها سمنٌ







معجزة تكثير الماء

[أ]

وذات مرة كان النبي وأصحابه في سفر ، فاشتكى إليه الناس من العطش، فنزل، فدعا اثنين من أصحابه، فقال: ((اذهبا فابتغيا الماء))، فانطلقا، فتَلقيا امرأةً بين مزادتين من ماء، على بعير لها .. فاستنزلوها عن بعيرها، ودعا النبي بإناء، ففرَّغَ فيه من أفواهِ المزادتين، وأوْكأ أفواهَهما .. ونُودي في الناس: اسقوا واستقوا، فسقى من شاء، واستقى من شاء.
وأما المرأةُ صاحبةُ المزادتين، فكانت قائمةً تنظر إلى ما يُفعل بمائها، وأيم الله لقد أقلع عنها، وإنه ليُخيَّل إلينا أنها أشدُ مِلأَة منها حين ابتدأ فيها.
وأراد النبي تطييب خاطرها، فقال: ((اجمعوا لها من بين عجوة ودقِيقَة وسَويقَة)) حتى جمعوا لها طعاماً، فجعلوها في ثوب، وحملوها على بعيرها، ووضعوا الثوب بين يديها، وقـال لها : ((تعلمين ما رَزِئْنا من مائِكِ شيئاً]¹ [ولكن الله هو الذي أسقانا((.
فأتت المرأة أهلها وقد احتبست عنهم، قالوا: ما حبسك يا فلانة؟ قالت: العجبُ، لقيني رجلان، فذهبا بي إلى هذا الذي يقال له: الصابئ، ففعل كذا وكذا، فواللهِ إنه لأسحر الناس من بين هذه وهذه، [أي السماء والأرض] أو إنه لرسولُ الله حقاً. ثم دعت قومها للإسلام، فأسلموا.

لقد استدلت المرأة على صدق النبي ونبوته بما رأته من دليل باهر ومعجزة عظيمة حصلت ببركة النبي ، وكيف لا تعجب وقد شرب القوم من مائها القليل، فكفاهم رغم كثرتهم، من غيرِ أن يَنقُص شيء من مائها.

قال ابن حجر: " وقد اشتمل ذلك على عَلمٍ عظيمٍ من أعلام النبوة ... وظاهره أن جميع ما أخذوه من الماء مما زاده الله تعالى وأوجده, وأنه لم يختلط فيه شيء من مائها في الحقيقة وإن كان في الظاهر مختلِطًا, وهذا أبدعُ وأغربُ في المعجزة .. ويُحتمل أن يكون المراد: ما نَقصْنَا من مِقدار مائِك شيئاً ".


-----------------------------------------------
1- أي لم نُنقِص منه شيئاً.







[ب]

وخرج النبي وأصحابه في سفر آخر فقال: ((إنكم إنْ لا تدركوا الماء غداً تعطشوا)) ... ثم سار وسرنا هُنَيهةً، ثم نزل، فقال: ((أمعكم ماء؟)) قال أبو قتادة: قلتُ: نعم، معي ميضأة فيها شيء من ماء.
فقال : ((ائتني بها))، فأتيته بها، فقال: ((مَسُّوا منها، مَسُّوا منها))، فتوضأ القوم، وبقيتْ جُرعة، فقال : ((ازدهر بها]¹ [ يا أبا قتادة، فإنه سيكونُ لها نبأ)).
يقول أبو قتادة: فلما اشتدت الظهيرة خرج لهم رسول الله ، فقالوا: يا رسول الله، هلكنا عطشاً، تقطعت الأعناق، فقال: ((لا هُلْكَ عليكم)). ثم قال: ((يا أبا قتادة ائت بالميضأة))، فأتيتُ بها، فقال: ((اِحلِل لي غُمري)) يعني قدَحَه، فحَللتُه، فأتيتُ به، فجعل يصبُ فيه، ويسقي الناس، فازدحم الناس عليه.
فقال رسول الله : ((يا أيها الناس أحسِنوا الملَأْ، فكُلكم سيصدُر عن رِيّ))، فشرب القوم حتى لم يبق غيري وغيرَ رسولِ الله ، فصب لي، فقال: ((اشرب يا أبا قتادة)). قلت: أنت يا رسول الله. قـال: ((إن ساقيَ القومِ آخرُهم))، فشربتُ وشرِب بعدي، وبقي في الميضأة نحوٌ مما كان فيها، وهم يومَئذ ثلاثُ مائة.


قال النووي: "وفي حديث أبي قتادة هذا معجزاتٌ ظاهراتٌ لرسول الله إحداها: إخباره بأن الميضأة سيكونُ لها نبأ، وكان كذلك. الثانيةُ: تكثيرُ الماء القليل. الثالثةُ: قوله : ((كلكم سيَرْوى)), وكان كذلك".

-----------------------------------------------

1- أي احتفظ بها.














استسقاؤه – عليه السلام – ربه – عز وجل – لأمته


عن أنس قال : إن رجلا دخل يوم الجمعة من باب كان وجاه المنبر ( وفي رواية : كان نحو دار القضاء ) ورسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) قائم يخطب فاستقبل رسول الله قائما فقال : يا رسول الله هلكت المواشي وانقطعت السبل فادع الله أن يغيثنا قال : فرفع رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) " يديه فقال : اللهم أسقنا اللهم أسقنا اللهم أسقنا قال أنس : فلا والله ما نرى في السماء من سحاب ولا قزعة ولا شيئا ولا بيننا وبين سلع من بيت ولا دار قال : فطلعت من ورائه سحابة مثل الترس فلما توسطت السماء انتشرت ثم أمطرت [ قال : فما صلينا الجمعة حتى أهم الشاب القريب الدار الرجوع إلى أهله ] قال : فو الله ما رأينا الشمس شيئا وفي رواية : ثم مطروا حتى سالت مثاعب المدينة واضطربت طرقها أنهارا فما زالت كذلك إلى يوم الجمعة المقبلة ما تقلع ثم دخل رجل من ذلك الباب في الجمعة المقبلة ورسول الله قائما يخطب فاستقبله قائما فقال : يا رسول الله هلكت الأموال وانقطعت السبل ادع الله أن يمسكها [ قال : فتبسم رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) لسرعة ملالة ابن آدم ] قال : ( فرفع رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يديه : وفي رواية : وبسط يديه حيال صدره وبطن كفيه مما يلي الأرض ) [ حتى رأيت بياض إبطيه ] يدعو ورفع الناس أيدهم مع رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يدعون ثم قال : اللهم حوالينا ولا علينا اللهم على الآطام والجبال والظراب والأودية ومنابت الشجر " قال : فانقطعت وخرجنا نمشي في الشمس . ( وفي رواية : قال : فما يشير بيده إلى ناحية إلا تفرجت حتى رأيت المدينة في مثل الجوبة وسال وادي قناة شهرا ولم يجئ أحد من ناحية إلا أخبر بجود . وفي أخرى : فتقشعت عن المدينة فجعلت تمطر حواليها وما تمطر بالمدينة قطرة فنظرت إلى المدينة وأنها لفي مثل الإكليل ) قال شريك ( هو ابن عبد الله بن أبي نمر ) : فسألت أنسا : أهو الرجل الأول ؟ قال : لا أدري ]¹ [
--------------------------------

1- صحيح : ( . أخرجه البخاري ( 1 / 257 ، 258 ، 259 ، 260 ، 261 - 262 ، 262 263 )ومسلم ( 3 / 24 - 26 ) ومالك ( 1 / 391 / 1 ) وأبو داود ( 1174 ، 1175 ) والنسائي ( 1 / 225 - 226 ، 227 ) والطحاوي في " شرح المعاني " ( 1 / 190 - 191 ) وابن الجارود في " المنتقى " ( 135 ) والبيهقي ( 3 / 353 - 354 ، 355 ، 356 ، 357 ) وأحمد ( 3 / 104 ، 187 ، 194 ، 245 ، 261 ، 271(.






الماء ينبع من بين أصابع النبي صلى الله عليه وسلم

قال أنس بن مالك – رضي الله عنه - : (( أتي النبي صلى الله عليه وسلم بإناء وهو بالزوراء فوضع يده في الإناء فجعل الماء ينبع من بين أصابعه فتوضأ القوم قال قتادة : قلت لأنس : كم كنتم ؟ قال : ثلاثمائة أو زهاء ثلاثمائة . متفق عليه والرواية المذكورة عن أنس بن مالك قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وحانت صلاة العصر والتمس الناس الوضوء فلم يجدوه فأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بوضوء فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده في ذلك الإناء وأمر الناس أن يتوضئوا منه قال فرأيت الماء ينبع من تحت أصابعه فتوضأ الناس حتى توضئوا من عند آخرهم)).[¹]


ثلاثمائة يتوضئون من وضوء رجل واحد لا غير ، فإذا ما نظرنا إلى معجزة موسى عليه السلام . من نبع الماء من بين الحجر ، فإن معجزة النبي أعلى وأكمل وأتم ، فإن نبع الماء من بين الأصابع أعجب من نبعه من الحجر .

يشربون من بئر لا ماء فيها

عَنْ الْبَرَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ :كُنَّا يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ أَرْبَعَ عَشْرَةَ مِائَةً وَالْحُدَيْبِيَةُ بِئْرٌ فَنَزَحْنَاهَا حَتَّى لَمْ نَتْرُكْ فِيهَا قَطْرَةً فَجَلَسَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى شَفِيرِ الْبِئْرِ فَدَعَا بِمَاءٍ فَمَضْمَضَ وَمَجَّ فِي الْبِئْرِ فَمَكَثْنَا غَيْرَ بَعِيدٍ ثُمَّ اسْتَقَيْنَا حَتَّى رَوِينَا وَرَوَتْ أَوْ صَدَرَتْ رَكَائِبُنَا.[²]




-----------------------------------------------

1- قال أبو عيسى وحديث أنس حديث حسن صحيح .وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي.


2- صحيح البخاري







معجزة شفاء علي رضي الله عنه وغيره من الصحابة

قال عليه الصلاة والسلام في غزوة خيبر :- (‏‏ لأعطين هذه الراية غدا رجلا يفتح الله على يديه يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله قال فبات الناس يدوكون ليلتهم أيهم يعطاها فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏كلهم يرجو أن يعطاها فقال أين ‏ ‏علي بن أبي طالب ‏ ‏فقيل هو يا رسول الله يشتكي عينيه قال ‏‏: فأرسلوا إليه ‏ ( ائتوني به ) فأُتي به فنفث في عينه بقليل من ريقه عليه الصلاة والسلام فبرأ لتوه ولم يمرض بعينه قط . [¹]
وقد قام المسيح عليه السلام بالتـفل في عين أحد العميان فشفي من مرضه
وجاء إلى بيت صيدا .فقدموا اليه اعمى وطلبوا اليه ان يلمسه . ( فاخذ بيد الاعمى واخرجه إلى خارج القرية وتفل في عينيه ووضع يديه عليه وسأله هل ابصر شيئا ).

_ وأصيب سلمة يوم خيبر بضربة في ساقه ، فنفث فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث نفثات فما اشتكاها قد . عن يزيد بن أبي عبيد قال : (( رأيت أثر ضربة في ساق سلمة ، فقلت : يا أبا مسلم ، ما هذه الضربة ؟ قال : هذه ضربة أصابتني يوم خيبر ، فقال الناس أصيب سلمة …
فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فنفث فيها ثلاث نفثات ، فما اشتكيت حتى الساعة . [²]





خروج الجن من الصبي بدعائه صلى الله عليه وسلم


عن أبن عباس رضي الله عنهما قال :-إن امرأة جاءت بولدها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت :يا رسول الله ان به لمماً ،وإنه يأخذه عند طعامنا فيفسد علينا طعامنا قال:- فمسح رسول الله صلى الله عليه وسلم صدره ودعا له فثعّ ( أي قاء أو سعل مرة واحدة ) فخرج منه مثل الجرو الأسود يسعى . [³]

-----------------------------------------------
1- رواه البخاري في كتاب الغزوات ورواه مسلم في باب فضائل الصحابة
2- صحيح البخاري ج 4 / 1541/ صحيح أبي داود / 3295 صحيح ابن حبان ج14 / ص 439
3- رواه الدرامي







معجزة رّد عين قتادة بعد تدليها

في غزوة أحد أُصيب قتادة بن النعمان في عينه حتى سقطت وتدلت على وجـنته (أي على أحد خده ) فردها عليه الصلاة والسلام بيده الشريفة فبرأت على الفور ، وصارت عينيه تلك أحسن عينيه . . . فتلك من آيات الله التى أيد الله بها رسوله .[¹]



معجزة شفاء الضرير بدعائه صلى الله عليه وسلم

عن عثمان بن حنيف : أن رجلاً ضريراً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أدع الله أن يعافيني فقال :-( إن شئت أخّرت ذلك فهو أفضل لآخرتك،وإن شئت دعوت لك ) قال :لا، بل أدع الله لي قال :- فأمره أن يتوضأ ويصلي ركعتين ، وأن يدعو بهذا الدعاء :-

) اللهم أني أسألك و أتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة ،يا محمد إني أتوجه بك في حاجتي هذه

فتُقضى ،اللهم شفعة في ) ففعل الرجل فبرأ ،فشفاء هذا الضرير آية من نبوته [²]

وهذا الدعاء خاص في حياته صلى الله عليه وسلم وليس بعد مماته .

-----------------------------------------------
1- أخرجها ابن إسحاق في السيرة النبوية ( 3 / 30 ) ، وابن حجر في الاصابة ، وابن عبدالبر في الاستيعاب في ترجمة النعمان ، وأبو يعلى ، والبيهقي في الدلائل ، وابو نعين في الدلائل برقم ( 418 ، 417 ) وذكرها الحاكم في المستدرك.
2- رواه البخاري في التاريخ الكبير 6/210 ,والطبراني في المعجم الكبير 9/19 وصححه وسلمه الذهبي , والبيهقي في دلائل النبوة 6/166 وغيرهم



















الخاتمة


علمنا أن هذه المعجزات ما هي إلا دلائل محسوسة لتصديق ما جاء به رسولنا الكريم، و نحن كمؤمنين لا نحتاج إلى دلائل و براهين على صدق نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، يكفي أنه مرسل من عند الله عز و جل لنصدقه و نتبعه، و لكن الله أظهر هذه المعجزات للكفار و المشركين و الذين يشككون في صدق الرسول، و لكن مع كل هذه المعجزات فلم يتعظ إلا القليل.
في الختام أرجو أن يكون هذا البحث قد نال إعجابكم و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .










































المراجع و المصادر






1- هذا الحبيب يا محب، أبي بكر جابر الجزائري، مكتبة العلوم و الحكم، الطبعة الثانية، 2001


2- الرحيق المختوم (بحث في السيرة النبوية عليه أفضل الصلاة و السلام)، صفي الرحمن المباركفوري، المكتبة العصرية، بيروت.





3- http://www.islampedia.com/MIE2/awsaf/awsaf1.html
































الفهرس


المقدمة........................................... ..........................................1
الإسراء و المعراج........................................... .............................2
معجزة تكثير الطعام .................................................. ...................6
معجزة تكثير الماء............................................. ...........................7

استسقاؤه – عليه السلام – ربه – عز وجل – لأمته ................................9
الماء ينبع من بين أصابع النبي صلى الله عليه وسلم ................................10
يشربون من بئر لا ماء فيها.............................................. ................10
معجزة شفاء علي رضي الله عنه وغيره من الصحابة .............................11
خروج الجن من الصبي بدعائه صلى الله عليه وسلم ...............................11
معجزة رّد عين قتادة بعد تدليها .................................................. ......12
معجزة شفاء الضرير بدعائه صلى الله عليه وسلم ..................................12
الخاتمة........................................... ............................................13
المراجع و المصادر........................................... ............................14
الفهرس............................................ ..........................................15

mjqubbaj
22-03-2010, 07:03 PM
لو سمحتوووو انا بدي تقرير او بحث عن المنهج النبوي في الدعوة
ضروري الله يخليكم

شمخاوي حتى الموت
24-03-2010, 04:56 PM
لو سمحتوا حبايبي ابي بحث عن الحديث المتواتر او بحث عن الإمام الشافعي ضرووري قبل يوم الثلاثاء الجاي تكفون لا تقصرون معاي و يكون مرتب ..^_*

أمون دائما وياكم
24-03-2010, 08:15 PM
مشكورة يا اختي فاضلة ذكرىأ ع التقرير بس شو العنوان ................................................ و كل ها الاغلاط......
مشكورة ع العمووووووم
و قصرتي يا ماما

غلا بوظبي 222
16-04-2010, 09:03 PM
لو سمحتوا يا أخوان أبي ورقة عمل حق أي درس ف مادة التربية الاسلامية بليييز ضروري

مدحاء الجديدة
25-04-2010, 05:39 AM
هذا بحث عن التفسير الفقهي

مجـهد وراسـب
27-04-2010, 06:43 PM
السلام وعليكم
أشحالكم
بغيت تقرير عن معجزات الأنبياء مع مقدمه وخاتمة

ammmar
10-05-2010, 10:26 PM
بسم الله الرحمن الرحيم



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


هذا بحث الامام الشافعي في المرفقات