ALAS
04-10-2008, 01:05 AM
مريم الشحي .. إمرأة بألف رجل
http://www.albayan.ae/servlet/Satellite?blobcol=urllowres&blobheader=image%2Fjpeg&blobkey=id&blobnocache=false&blobtable=CImage&blobwhere=1221054910849&ssbinary=true
ارتبط اسمها بالعديد من الجمعيات الخيرية، ليعرفها الجميع في كل مكان، فهي صاحبة يد بيضاء، وبسمة لا تنضب تخبئ وراءها الاصالة والكرم، ولها حديث شيق يحمل بين طياته كلمات جميلة تنم عن عمق الاقتران بالأرض والوطن وباني عزته المغفور له بإذن الله الشيخ زايد، وهي التي حصلت على المركز التاسع في انتخابات المجلس الوطني على مستوى رأس الخيمه لتكون الأعلى بين مرشحي المجلس نسائيا، وهي التي كرمها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدوله رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي على أعمالها التطوعية.
من خلف مكتب متواضع بدأت مريم الشحي، رئيسة مفوضية كشافة رأس الخيمة، نائبة رئيس جمعية الشحوح للتراث الوطني ـ ابو ظبي، أمينة سر مدرسة أحمد بن ماجد للتعليم الاساسي، عضو جمعية نهضة المراه برأس الخيمة، عضو مسرح رأس الخيمة الوطني، تروي حكايتها التي بدأت منذ ان وطأت أقدامها أرض قرية شعم التي شبهتها ب ''بصرة'' العراق، فتقول: ''ولدت في غليله عام 1967 وترعرعت في قرية شعم الريفية المحاذية للجبل والمواجهة للبحر، مسقط رأس والدي الذي استطاع ووالدتي أن يكونا أسرة صغيرة من ثلاثة أبناء أنا اوسطهم، في شعم عشت طفولتي كبقية بنات جيلي.
حيث كان والدي يتنقل في عمله بين المزارع والبحر، فقد كانت له مزارع نخيل عملنا فيها جميعا، وله مراكب عدة تبحر في مواسم مختلفة، لقد كان رحمه الله طيبا كريما، ذا شخصية قوية قربته من صاحب السمو حاكم رأس الخيمة واعطته قدرا عاليا بين الشيوخ واهالي البلدة. وما زلت أذكره، عندما كان يهجر ووالدتي مضجعهما مع حلول الفجر بغيه متابعة أعمالهما والشؤون الاخرى، ولعل هذا ما اثر في شخصيتي وأكسبها القوة، فقد استمديت منهما اشياء كثيرة.
حينها لم يكن عدد أهالي شعم يتجاوز ال 600 شخص، تربطهم علاقات اجتماعية قوية فكانوا اشبه بعائلة واحدة، فقد كان الجار بمقام الوالد وكذلك الجارة، وفي حالة ارتكاب احد لخطأ يتم تصويبه من كل جانب، وهو ما أعطانا فرصه لتعلم اشياء كثيرة على ايديهم، ووّلد لدينا حبا كبيرا لأهلنا ولمنطقتنا وارضنا التي تشبه بصرة العراق بمزارعها ومياهها.
في الصيف كنا ننتقل للعيش في بيوت العريش بمنطقة البراحة، ومع حلول الشتاء نتحول باتجاه الجبل، ومع التطور بدأ الاهالي يبنون ما يسمى بـ ''الموارش'' على اسطح البيوت، لننام فيها صيفا، حينها كان لاحترام خصوصية الجار منزلة عظيمة بيننا، واحيانا كثيرا كنا نمنع من الصعود الى الاسطح خيفة التعدي على خصوصية الاخرين.
لم يتجاوز عدد مالكي السيارات في شعم الخمسة رجال، وكان والدي الذي حصل على رخصة القيادة ما قبل العام 1975 واحدا منهم، حيث كان لديه ''جيب''، وكثيرا ما كان يعين الاهالي في احتياجاتهم، واذكر ان راشد بن سلطان الكيتوب كان هو الاخر ممن يمتلكون سيارات وكان مهتما بها، والى جانبها كان لديه الكثير من الاجهزة الكهربائية.
كان والدي من اوائل الذين شيدوا بيوتا من ''الطابوق''، وكان محبا للعلم وطالما حثنا على النهل من انهاره قدر الامكان، ولذلك كانت اول مدرسة انضممت لها في بيتي، فقد شيد والدي غرفتين منفصلتين للصف الاول والثاني، وكنت وزميلاتي نتعلم فيهما مبادئ القراءة والكتابه على يديه وبعض الاخوات الفاضلات، وما ان انشئت أول مدرسة نظامية حتى التحقت بها، وهي مدرسة ام القرى التي كانت تدعمها حكومة الكويت.
وكانت مدرسة مشتركة حتى المرحلة الاعداديه، حينها لم يكن لدينا شهادات ميلاد تقرر سن دخول المدرسه انما كان الطفل يدخلها تقديريا، وباجتيازي لها توجهت الى مدرسة الصباحية برأس الخيمه لدراسة المرحلة الثانويه، وكانت تبعد عن قريتنا نحو 45 دقيقة ذهابا وايابا، وكانت هذه عمليه مضنية ومتعبة لنا فقد كنا نضطر يوميا الى الصحو مبكرا واعداد انفسنا تمهيدا للذهاب الى المدرسة التي كنا نصلها بواسطة سيارة ''جيب''، ولم يكن عددنا حينها يتجاوز ال 30 طالبا، واذكر اننا كنا نضطر الى التغيب عن المدرسة عند نزول المطر.
حيث تقطع مياه الوادي الطريق الواصل بين شعم وراس الخيمه، وكثيرا ما اعادت مديرة المدرسة الامتحانات لنا لهذا السبب، ورغم شدة المعلم أو المعلمة علينا الا ان الاحترام المتبادل كان عنوان العلاقة بيننا، وهو ما جعل منه أبا او اما، الامر الذي ساهم في غرس حب العلم والتعلم في نفوسنا جميعا، ما أعاننا في اجتياز المرحلة الثانوية بتفوق.
رغم ذلك كانت الدراسه متوافقه مع الانشطة الرياضية والموسيقية والفنية، واذكر عندما كنت طالبة في مدرسة ام القرى ان مديرتها الاستاذة آمنة ابو عبيده كانت نشيطه وتحب المشاركة في الفعاليات المختلفة، وقد شجعتني ومجموعه من البنات على المشاركة فيها، حيث كنا نمارس جميع اشكال الرياضة من كرة الطائرة الى الجمباز وغيرها، وقد تفوقت في رياضة الجمباز وكثيرا ما شاركت وبعض الزميلات في مسابقات اقيمت على مستوى الدولة وحصلت فيها على عديد الميداليات والجوائز.
ورغم ذلك لم نجد معارضة من اهلنا انما كان تشجيعهم لنا كبيرا، وما زال صدى الاحتفالات التي كنا نقيمها سواء في داخل أو خارج المدرسه بمناسبة الاتحاد ترن في اذني، وما زلت أذكر ذلك اليوم الذي زار فيه الشيخ زايد رحمه الله منطقة شعم، حينها كنت في المرحلة الاعدادية بمدرسة ام القرى، واذكر ان اهالي المنطقة جميعهم خرجوا لاستقباله، حينها اقمنا احتفالا كبيرا في مدرستنا بهذه المناسبه، وقد لمسنا حنان زايد وحبه لأهله ولأرضه.
ومع بلوغي لسن 17 تزوجت ورزقت بطفلين هما حميد وسلطان، ورغم ذلك لم ادع الزواج يقف حائلا بيني وبين الدراسة حيث كنت دائما أرنو الى المستقبل بعيون وردية، وقررت المواصلة خلال وجودي في عجمان لأحصل في العام 1987 على دبلوم تأهيل تربوي من المعهد التجاري بدبي، ومع عودتي الى راس الخيمه بدأت رحلة البحث عن وظيفة.
وعملت أمينة سر في مدرسة ام القرى، واول راتب تسلمته حينها كان 4500 درهم. وفاة والدي شكلت صدمة حقيقية لي واثقلت همي ومسؤولياتي، فكان علي ادارة شؤون البيت وفتحه اكراما لذكراه ومكانته وعدم تركه للموت، ما اضطرني للعمل بجد وبدأت اشغل وظيفة مديرة المركز النسائي، ورغم المسؤوليات كنت اتطلع الى الامام وتحديدا الى الدراسة.
وبتوفيق من الله انضممت الى جامعة الامارات براس الخيمة، لدراسه تخصص التربية الذي تخرجت فيه عام 1996، حينها كان ولدي حميد ما زال في الصف الثالث الابتدائي وكنت اضطر الى الدراسة والعمل ورعاية شؤون بيتي، ولا انكر انني عشت أجواء ولحظات جميلة مع ابنائي خلال دراستي.
حيث كنت العب دور الطالبة والمعلمة والام والاب في آن واحد، ولله الحمد فها هو ولدي الأكبر حميد قد تخرج من تقنية راس الخيمه بدبلوم هندسة وحاليا يكمل دراسة البكالوريوس في جامعة أم القرى، اما ابني الثاني سلطان ما زال هو الاخر يدرس في تخصص الهندسه بتقنية رأس الخيمة بتخصص الهندسة.
صاحبة إيثار
يقول عبد الله بلحن الشحي، عضو المجلس الوطني عنها: ''اهم شيء في موضوع الخدمه الاجتماعيه هو ان يكون الشخص صاحب ايثار، وعند الحديث عن مريم الشحي ودورها في قضايا المجتمع تبرز هذه الخاصية فهي خادمة لمجتمعها بشكل واسع، فقضايا الامارة والدولة وحتى الوطن العربي تشغلها، وتجدها حاضرة دائما للدفاع عنها، وفي مجال الانتخابات كانت لمبادراتها وتأثيرها في المجتمع اثر في تفوقها ليس فقط على النساء انما على الرجال ايضا، وهذا ان اظهر فانه يظهر القضية التي تحملها مريم للدفاع عن العنصر المواطن ودوره في قضايا المجتمع.
ثقة بالنفس
أما عبد الله حماد، مدير منطقة راس الخيمة التعليمية فقال: ''تعتبر مريم من الفعاليات النسوية الرائدة في مجتمع رأس الخيمة، وهي معروفة بحماستها واعمالها في كافة المجالات، وما زال لها السبق الدائم في مساعدة المحتاجين عن طريق علاقاتها المتعددة بالجمعيات الخيرية والمؤسسات الخاصة التي تحرص على التواصل معها، وهي معروفة في كافة المحافل الاجتماعية على مستوى الدولة.
وهذا يؤكد نظرتها الراسخة عن دور المرأة في المشاركة بالعملية التنموية النابعة من الاحساس بالانتماء الوطني، وبلا شك كان تمثيلها للمرأة في انتخابات المجلس الوطني وحصولها على اعلى صوت نسائي دليل على ثقتها بنفسها وجرأتها، وبأهمية تواجد المرأة بالحياة السياسية في الدولة.
غسان خروب
http://www.albayan.ae/servlet/Satellite?blobcol=urllowres&blobheader=image%2Fjpeg&blobkey=id&blobnocache=false&blobtable=CImage&blobwhere=1221054910849&ssbinary=true
ارتبط اسمها بالعديد من الجمعيات الخيرية، ليعرفها الجميع في كل مكان، فهي صاحبة يد بيضاء، وبسمة لا تنضب تخبئ وراءها الاصالة والكرم، ولها حديث شيق يحمل بين طياته كلمات جميلة تنم عن عمق الاقتران بالأرض والوطن وباني عزته المغفور له بإذن الله الشيخ زايد، وهي التي حصلت على المركز التاسع في انتخابات المجلس الوطني على مستوى رأس الخيمه لتكون الأعلى بين مرشحي المجلس نسائيا، وهي التي كرمها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدوله رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي على أعمالها التطوعية.
من خلف مكتب متواضع بدأت مريم الشحي، رئيسة مفوضية كشافة رأس الخيمة، نائبة رئيس جمعية الشحوح للتراث الوطني ـ ابو ظبي، أمينة سر مدرسة أحمد بن ماجد للتعليم الاساسي، عضو جمعية نهضة المراه برأس الخيمة، عضو مسرح رأس الخيمة الوطني، تروي حكايتها التي بدأت منذ ان وطأت أقدامها أرض قرية شعم التي شبهتها ب ''بصرة'' العراق، فتقول: ''ولدت في غليله عام 1967 وترعرعت في قرية شعم الريفية المحاذية للجبل والمواجهة للبحر، مسقط رأس والدي الذي استطاع ووالدتي أن يكونا أسرة صغيرة من ثلاثة أبناء أنا اوسطهم، في شعم عشت طفولتي كبقية بنات جيلي.
حيث كان والدي يتنقل في عمله بين المزارع والبحر، فقد كانت له مزارع نخيل عملنا فيها جميعا، وله مراكب عدة تبحر في مواسم مختلفة، لقد كان رحمه الله طيبا كريما، ذا شخصية قوية قربته من صاحب السمو حاكم رأس الخيمة واعطته قدرا عاليا بين الشيوخ واهالي البلدة. وما زلت أذكره، عندما كان يهجر ووالدتي مضجعهما مع حلول الفجر بغيه متابعة أعمالهما والشؤون الاخرى، ولعل هذا ما اثر في شخصيتي وأكسبها القوة، فقد استمديت منهما اشياء كثيرة.
حينها لم يكن عدد أهالي شعم يتجاوز ال 600 شخص، تربطهم علاقات اجتماعية قوية فكانوا اشبه بعائلة واحدة، فقد كان الجار بمقام الوالد وكذلك الجارة، وفي حالة ارتكاب احد لخطأ يتم تصويبه من كل جانب، وهو ما أعطانا فرصه لتعلم اشياء كثيرة على ايديهم، ووّلد لدينا حبا كبيرا لأهلنا ولمنطقتنا وارضنا التي تشبه بصرة العراق بمزارعها ومياهها.
في الصيف كنا ننتقل للعيش في بيوت العريش بمنطقة البراحة، ومع حلول الشتاء نتحول باتجاه الجبل، ومع التطور بدأ الاهالي يبنون ما يسمى بـ ''الموارش'' على اسطح البيوت، لننام فيها صيفا، حينها كان لاحترام خصوصية الجار منزلة عظيمة بيننا، واحيانا كثيرا كنا نمنع من الصعود الى الاسطح خيفة التعدي على خصوصية الاخرين.
لم يتجاوز عدد مالكي السيارات في شعم الخمسة رجال، وكان والدي الذي حصل على رخصة القيادة ما قبل العام 1975 واحدا منهم، حيث كان لديه ''جيب''، وكثيرا ما كان يعين الاهالي في احتياجاتهم، واذكر ان راشد بن سلطان الكيتوب كان هو الاخر ممن يمتلكون سيارات وكان مهتما بها، والى جانبها كان لديه الكثير من الاجهزة الكهربائية.
كان والدي من اوائل الذين شيدوا بيوتا من ''الطابوق''، وكان محبا للعلم وطالما حثنا على النهل من انهاره قدر الامكان، ولذلك كانت اول مدرسة انضممت لها في بيتي، فقد شيد والدي غرفتين منفصلتين للصف الاول والثاني، وكنت وزميلاتي نتعلم فيهما مبادئ القراءة والكتابه على يديه وبعض الاخوات الفاضلات، وما ان انشئت أول مدرسة نظامية حتى التحقت بها، وهي مدرسة ام القرى التي كانت تدعمها حكومة الكويت.
وكانت مدرسة مشتركة حتى المرحلة الاعداديه، حينها لم يكن لدينا شهادات ميلاد تقرر سن دخول المدرسه انما كان الطفل يدخلها تقديريا، وباجتيازي لها توجهت الى مدرسة الصباحية برأس الخيمه لدراسة المرحلة الثانويه، وكانت تبعد عن قريتنا نحو 45 دقيقة ذهابا وايابا، وكانت هذه عمليه مضنية ومتعبة لنا فقد كنا نضطر يوميا الى الصحو مبكرا واعداد انفسنا تمهيدا للذهاب الى المدرسة التي كنا نصلها بواسطة سيارة ''جيب''، ولم يكن عددنا حينها يتجاوز ال 30 طالبا، واذكر اننا كنا نضطر الى التغيب عن المدرسة عند نزول المطر.
حيث تقطع مياه الوادي الطريق الواصل بين شعم وراس الخيمه، وكثيرا ما اعادت مديرة المدرسة الامتحانات لنا لهذا السبب، ورغم شدة المعلم أو المعلمة علينا الا ان الاحترام المتبادل كان عنوان العلاقة بيننا، وهو ما جعل منه أبا او اما، الامر الذي ساهم في غرس حب العلم والتعلم في نفوسنا جميعا، ما أعاننا في اجتياز المرحلة الثانوية بتفوق.
رغم ذلك كانت الدراسه متوافقه مع الانشطة الرياضية والموسيقية والفنية، واذكر عندما كنت طالبة في مدرسة ام القرى ان مديرتها الاستاذة آمنة ابو عبيده كانت نشيطه وتحب المشاركة في الفعاليات المختلفة، وقد شجعتني ومجموعه من البنات على المشاركة فيها، حيث كنا نمارس جميع اشكال الرياضة من كرة الطائرة الى الجمباز وغيرها، وقد تفوقت في رياضة الجمباز وكثيرا ما شاركت وبعض الزميلات في مسابقات اقيمت على مستوى الدولة وحصلت فيها على عديد الميداليات والجوائز.
ورغم ذلك لم نجد معارضة من اهلنا انما كان تشجيعهم لنا كبيرا، وما زال صدى الاحتفالات التي كنا نقيمها سواء في داخل أو خارج المدرسه بمناسبة الاتحاد ترن في اذني، وما زلت أذكر ذلك اليوم الذي زار فيه الشيخ زايد رحمه الله منطقة شعم، حينها كنت في المرحلة الاعدادية بمدرسة ام القرى، واذكر ان اهالي المنطقة جميعهم خرجوا لاستقباله، حينها اقمنا احتفالا كبيرا في مدرستنا بهذه المناسبه، وقد لمسنا حنان زايد وحبه لأهله ولأرضه.
ومع بلوغي لسن 17 تزوجت ورزقت بطفلين هما حميد وسلطان، ورغم ذلك لم ادع الزواج يقف حائلا بيني وبين الدراسة حيث كنت دائما أرنو الى المستقبل بعيون وردية، وقررت المواصلة خلال وجودي في عجمان لأحصل في العام 1987 على دبلوم تأهيل تربوي من المعهد التجاري بدبي، ومع عودتي الى راس الخيمه بدأت رحلة البحث عن وظيفة.
وعملت أمينة سر في مدرسة ام القرى، واول راتب تسلمته حينها كان 4500 درهم. وفاة والدي شكلت صدمة حقيقية لي واثقلت همي ومسؤولياتي، فكان علي ادارة شؤون البيت وفتحه اكراما لذكراه ومكانته وعدم تركه للموت، ما اضطرني للعمل بجد وبدأت اشغل وظيفة مديرة المركز النسائي، ورغم المسؤوليات كنت اتطلع الى الامام وتحديدا الى الدراسة.
وبتوفيق من الله انضممت الى جامعة الامارات براس الخيمة، لدراسه تخصص التربية الذي تخرجت فيه عام 1996، حينها كان ولدي حميد ما زال في الصف الثالث الابتدائي وكنت اضطر الى الدراسة والعمل ورعاية شؤون بيتي، ولا انكر انني عشت أجواء ولحظات جميلة مع ابنائي خلال دراستي.
حيث كنت العب دور الطالبة والمعلمة والام والاب في آن واحد، ولله الحمد فها هو ولدي الأكبر حميد قد تخرج من تقنية راس الخيمه بدبلوم هندسة وحاليا يكمل دراسة البكالوريوس في جامعة أم القرى، اما ابني الثاني سلطان ما زال هو الاخر يدرس في تخصص الهندسه بتقنية رأس الخيمة بتخصص الهندسة.
صاحبة إيثار
يقول عبد الله بلحن الشحي، عضو المجلس الوطني عنها: ''اهم شيء في موضوع الخدمه الاجتماعيه هو ان يكون الشخص صاحب ايثار، وعند الحديث عن مريم الشحي ودورها في قضايا المجتمع تبرز هذه الخاصية فهي خادمة لمجتمعها بشكل واسع، فقضايا الامارة والدولة وحتى الوطن العربي تشغلها، وتجدها حاضرة دائما للدفاع عنها، وفي مجال الانتخابات كانت لمبادراتها وتأثيرها في المجتمع اثر في تفوقها ليس فقط على النساء انما على الرجال ايضا، وهذا ان اظهر فانه يظهر القضية التي تحملها مريم للدفاع عن العنصر المواطن ودوره في قضايا المجتمع.
ثقة بالنفس
أما عبد الله حماد، مدير منطقة راس الخيمة التعليمية فقال: ''تعتبر مريم من الفعاليات النسوية الرائدة في مجتمع رأس الخيمة، وهي معروفة بحماستها واعمالها في كافة المجالات، وما زال لها السبق الدائم في مساعدة المحتاجين عن طريق علاقاتها المتعددة بالجمعيات الخيرية والمؤسسات الخاصة التي تحرص على التواصل معها، وهي معروفة في كافة المحافل الاجتماعية على مستوى الدولة.
وهذا يؤكد نظرتها الراسخة عن دور المرأة في المشاركة بالعملية التنموية النابعة من الاحساس بالانتماء الوطني، وبلا شك كان تمثيلها للمرأة في انتخابات المجلس الوطني وحصولها على اعلى صوت نسائي دليل على ثقتها بنفسها وجرأتها، وبأهمية تواجد المرأة بالحياة السياسية في الدولة.
غسان خروب