المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : [تقرير جاهز] الاسلام و حماية البيئة



الـمـهـا
27-09-2013, 11:37 PM
المقدمة :
الحمد لله واهب الحياة وسالبها ، المقيم الأجساد بالأرواح وقابضها ، الذي خلقنا من تراب وإليه مصيرنا ، ومن التراب عندما يشاء يقيمنا ويبعثنا ، وأصلي وأسلم على آله وأصحابه ومن اتبعوهم بإحسان ، الذين سكنوا الدنيا بقلوب معلقة بالآخرة ، فكانوا بتلك الدار الواقية يعملون ، ولنيلها يبذلون ورضوان الله عليهم ..
أما بعد فسأتحدث في هذا التقرير عن الإسلام و حماية البيئة .
إن حماية البيئة، واجب كل إنسان، لأن المجتمع الراقي هو الذي يحافظ علي بيئته،ويحميها من أي تلوث أو أذي، لأنه جزء منها، ولأنها مقر سكناه وفيها مأواه، ولأنها عنوان هويته، ودليل سلوكه وحضارته، وكما يتأثر الإنسان ببيئته فإن البيئة تتأثر أيضا بالإنسان وجاءت التوجيهات الدينية حاملة بين طياتها الدعوة المؤكدة للحفاظ علي البيئة،برٌّا وبحرا وجوٌّا، وإنسانا، وحيوانا، ونباتا،وبناء إلي غير ذلك من مفردات البيئة، لأنها جميعا منظومة واحدة،لكيان واحد فدعا الإسلام إلي الحفاظ على نظافتها وطهارتها وجمالها وقوتها وسلامتها، ونقاء من فيها والمحافظة عليه.


















1
جمال المنظر ونظافة البيئة :-
ودعا الإسلام أتباعه إلي نظافة مظهرهم وشكلهم وشعرهم قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: 'من كان له شعر فليكرمه'
فمن السنن تسريح الرأس والمحافظة علي حسن المنظر ونظافته وجماله، عن عطاء بن يسار قال: أتي رجل النبي صلي الله عليه وسلم ثائر الرأس واللحية، فأشار إليه الرسول، كأنه يأمره بإصلاح شعره، ففعل ثم رجع فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم: 'أليس هذا خيرا من أن يأتي أحدكم ثائر الرأس كأنه شيطان'
وهكذا كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يوجه المسلمين إلي المحافظة علي نظافتهم وحسن مظهرهم ومخبرهم وحسن التجمل في البدن والثوب، ولا يعتبر التجمل وحسن المنظر من الكبر، لأن النظافة والتجمل من الإيمان، لما لهما من أثر بالغ علي حياة الإنسان علي نفسيته، وانشراح صدره في سائر أعماله وأموره.
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: 'لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر، فقال رجل: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا، ونعله حسنا، فقال: 'بأن الله جميل يحب الجمال' وفي رواية: 'ولكن الكبر بطر الحق و غمط الناس'.
وأما ما يتعلق بنظافة البيئة
فقد أمر الرسول صلي الله عليه وسلم بتنظيف الأفنية حيث قال:
'إن الله تعالي طيب يحب الطيب، نظيف يحب النظافة، كريم يحب الكرم، جواد يحب الجود، فنظفوا أفنيتكم ولا تشبهوا باليهود'
ويحث الإسلام علي المحافظة علي البيئة، وتنحية الأذى عنها.
ففي الحديث: 'بكل خطوة يمشيها إلي الصلاة صدقة ويميط الأذى عن الطريق صدقة' وكلمة الأذى تشتمل علي كل ما يضر ويؤذي مثل الشوك والحجر في الطريق والنجاسة وغير ذلك من كل ما هو مؤذ ومستقذر.
وإماطة الأذى عن الطريق من شعب الإيمان، كما جاء في الحديث الذي قال فيه الرسول صلي الله عليه وسلم:
'الإيمان بضع وستون شعبة أعلاها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان'
وهنا ندرك أن النظافة وتنحية الأذى عن طريق الناس لها ارتباط كبير بالإيمان بل إنها من شعبه التي لا يكتمل الإيمان إلا بها. وبهذا يتضح لنا، أن النظافة من الإيمان بحق . وحرصا من الإسلام علي وقاية البيئة من الأذى أمر بالمحافظة علي الماء ونهي عن تلوثه عن جابر رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه وسلم، أنه نهي أن يبال في الماء الراكد'، لأن البول في الماء الراكد الذي لا يتحرك يلوٌث الماء
2
ويفسده ويصبح مصدر عدوي ومرض وأذى لمن يستعمل هذا الماء الذي ألقي بالأذى فيه، بل ليس النهي مقصورا علي الماء الراكد بل أيضا كان النهي عن البول في الماء الجاري نهي رسول الله صلي الله عليه وسلم أن يبال في الماء الجاري لأن فيه تلويثا للماء وإفسادا له كما نهي عن التبرز في الأماكن التي يمر بها الناس أو قد يجلسون عندها كأماكن الظل في الطريق وفي القرى ونحوها عن معاذ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: 'اتقوا الملاعين الثلاث: البراز في الموارد، وقارعة الطريق والظل'
والمعني أن هذه الأمور تكون سببا في لعن صاحبها، قال عليه الصلاة والسلام:'من أذي المسلمين في طريقهم وجبت عليه لعنتهم'
حق الطريق: ومن أهم الأمور التي يجب الحفاظ عليها الطريق العام الذي يمر الناس فيه، فيجب الحفاظ عليه وعلي نظافته وألا يلقي الناس فيه أذي بل عليهم أن يمنعوا الأذى عنه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه وسلم قال: 'إياكم والجلوس بالطرقات، قالوا: يا رسول الله مالنا بد من مجالسنا نتحدث فيها، قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: إذا أبيتم إلا المجلس ، فأعطوا الطريق حقه، قالوا: وما حقه؟ قال: غض البصر، وكف الأذى، ورد السلام، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر' والمراد بكف الأذى، منع كل ما يؤذي الناس الذين يمرون في الطريق فلا يحل إيذاء أحد من المارين في الطريق باللسان عن طريق الكلام في حقه، ولا الإيذاء باليد، ولا الإيذاء برمي بعض الفضلات أو المهملات أو قشور بعض الفاكهة التي يتأذي بسببها بعض من يمرون بالطريق.
واقع المجتمعات :-

وإذا كانت توجهات الإسلام علي هذا النحو الذي يربط بين النظافة والإيمان، ويجعل تنحية الأذى من الطريق شعبة من شعب الإيمان فما بالنا نري بعض المجتمعات تتهاون في النظافة، إن هذه التعاليم الإسلامية تدعو أولئك المفرطين والمقصرين، أن ينظموا حياتهم ومجتمعاتهم وطرقهم وأن يتعاون الجميع علي النظافة والتجمل.
وإن ارتباط النظافة بالإيمان يجعل في داخل كل إنسان وفي أعماقه ووجدانه الشعور بالمسئولية ، فمن كان عنده إيمان، ووازع ديني لا يمكن أن يهمل في بيئته ولا في نظافة المكان الذي يوجد فيه، والذي يحيط به.. وإذا كان وقع بعض الناس وبعض المجتمعات يدل علي التفريط فإن صدق الإيمان يستوجب عليهم أن يبادروا بالنظافة وبالمحافظة علي البيئة وعلي حقوق الطريق كما بينها رسول الله صلي الله عليه وسلم.
3
تطبيق التعاليم الإسلامية :-
إن واجب المجتمع إن ينهض بتطبيق التعاليم الإسلامية التي تدعو إلي المحافظة علي النظافة والتجمل وحماية المجتمع من كل ما يؤذي ويضر.
إن التعاليم الإسلامية تحثنا ألا نلقي بأنفسنا في التهلكة لأي سبب من الأسباب، قال الله تعالي: 'ولا تلقوا بأيديكم إلي التهلكة'
وينهي القرآن الكريم عن الفساد في الأرض بأي صورة من صور الفساد المعنوي أو المادي فقال الله تعالي: 'ولا تعثوا في الأرض مفسدين' وقال سبحانه 'وإذا تولي سعي في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد' وقال الله تعالي:' ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها ذلكم خير لكم إن كنتم مؤمنين'
وتوضح التعاليم الإسلامية أن الذي يحافظ علي بيئته ونظافتها وعدم تركها بل يرعاها وينحي الأذى عنها أن له جزاء عظيما عند الله تعالي يوم القيامة.
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه وسلم قال: 'لقد رأيت رجلا يتقلب في الجنة في شجرة قطعها من ظهر الطريق كانت تؤذي المسلمين'.

كيفية حماية البيئة الإنسانية :-
تمثل حماية البيئة الطبيعية والاجتماعية هدفاً من أهم أهداف الإسلام الحيوية، وتوضح مظهراً من أبرز مظاهر عنايته بسلامة الإنسان وحماية الطبيعة، وحرصه على نظام الحياة وسعادة النوع البشري واستمرار وجوده على هذه الأرض، ذلك لأن سلامة النوع البشري وما تعايش معه من مخلوقات حية، أو ذات علاقة بها كالتربة والماء والهواء منوطة بحمايتها من التلوث والتخريب.
وقد اتخذ الإسلام خطوات فريدة لحماية الصحة والبيئة وسلامة الحياة، يمكن تلخيص أبرزها بالآتي:
1- التوعية والتثقيف وتربية الإنسان على العناية بالصحة والطبيعة، وحماية الأحياء والحياة على هذه الأرض، منطلقاً من مبدأ عقيدي هو أن ما صنعته يد الخالق سبحانه يتصف بالكمال والإتقان والصلاح، ولا شيء خلق عبثاً في هذا الوجود، وإن تصرف الإنسان الأناني أو المنطلق من الجهل والعدوانية يدفعه إلى تخريب البيئة وإفساد المحيط الطبيعي، لذلك يُحمّل القرآن الكريم الإنسان مسؤولية إفساد البيئة بقوله: {ظهر الفسادُ في البرّ والبحرِ بما كسبت أيدي الناس{
2- الحث على الطهارة: ولعل ابرز الإجراءات الوقائية لحفظ البيئة البشرية هي عناية الإسلام بتربية الإنسان على الطهارة والنظافة والدعوة إلى تنظيف الجسد
4
والثياب والأواني والأثاث وقد جاء ذلك البيان القرآني في قوله تعالى:
{وثيابك فطهر} , {وان كنتم جنباً فاطّهروا }
وبذا جعل الطهارة وحماية البيئة من التلوث نعمة يجب الشكر عليها لله سبحانه وبها تتم النعم، ومنه نفهم أن النعم نعمة الصحة والسعادة والمال ، ناقصة من غير طهارة البيئة وحمايتها من التلوث والفساد ذلك لأنها تبقى مهددة بالتخريب والزوال.
ويتسامى الفكر الإسلامي والفهم الحضاري فيه عندما يقرر أن الله خالق الوجود يحب - أي يريد للعباد - الحياة الطبيعية والطاهرة التي لا تلويث فيها ولا قذارة، فيعبر الرسول الهادي (صلى الله عليه وسلم ) عن هذا المنهج بقوله: "إن الله طيب يحب الطيب ، نظيف يحب النظافة".
3- النهي عن تلويث البيئة: وكما يحث الإسلام على الطهارة، فإنه ينهى عن تلويث البيئة وإفسادها، من هذه المناهي ما جاء عن الرسول (صلى الله عليه وسلم) من نهيه عن البصاق على الأرض لما له من مضارّ صحية ومردودات نفسية تخالف الذوق وتثير الاشمئزاز.
وكما ينهى الرسول (صلى الله عليه وسلم) عن البصاق، فإنّه ينهى عن التغوّط تحت الأشجار المثمرة، والتبوّل في المياه الراكدة والجارية وعلى الطرقات، حمايةً للبيئة وحفظاً للطهارة والصحة.
ونستطيع أن نُشخّص أهمية هذه الوصايا في حماية البيئة، إذا عرفنا خطر فضلات الإنسان على الصحة وتلوث البيئة، لاسيما المياه التي تساعد على نمو الجراثيم وانتشارها عن طريق الشرب والغسل، والخضروات التي تُسقى بها.
4- النهي عن النجاسات والتطهر منها: من قراءتنا لفلسفة التشريع الإسلامي ندرك اهتمام هذا التشريع بحماية الإنسان والحفاظ على صحته وحياته المدنية.
ولقد لخّص الفقهاء فلسفة التشريع وعللوه بقاعدة موجزة
هي: (جلب المصالح ودرء المفاسد)
والمصلحة والمفسدة هما ملاك الحكم وعلة تشريعه، وعند تطبيق هذا المبدأ التشريعي على ما ألزمت به الشريعة الإسلامية من حكمها بنجاسة بعض الأعيان، وحرمة أكلها وبيعها ووجوب التطهر منها لأداء الصلاة، عند تطبيق هذا المبدأ تدرك قيمة التشريع الإسلامي وحرصه على درء المفاسد (الأضرار) الصحية التي أثبتتها البحوث والدراسات العلمية، لذا حكمت الشريعة الإسلامية بنجاسة الأعيان الآتية وألزمت بوجوب التطهر منها للصلاة والطواف حول الكعبة ولا يخفى أنّ مشكلة الإنسان سيما في المدن الكبرى، الآن هي مشكلة التخلص من فضلات
5
الإنسان وأخطار التلويث بفضلات مجازر الحيوانات وبفضلات الإنسان والحيوانات الميتة، ذلك لأنّها من أوسع مصادر التلويث بالجراثيم والأمراض الجرثومية، فإنّ فضلات الإنسان والميتة، هي أفضل وسط لعيش الميكروب المرضي الذي يصيب الإنسان.
وكما حدد تلك النجاسات والقاذورات ونهى عن التلوث بها أمر بالتطهر منها، وجاءت هذه الدعوة مكرسة في قوله تعالى:
{ما يُريدُ اللهُ ليجعلَ عليكم من حرجٍ ولكن يُريد ليطهّركُم وليتُمّ نعمته عليكم لعلّكم تشكرون{
ثبّت التشريع الإسلامي مبدأ (لا ضرر ولا ضرار (http://www.google.ae/search?hl=ar&ei=zWmmS8DXMMK0rAf72cT4CA&sa=X&oi=spell&resnum=0&ct=result&cd=1&ved=0CAUQBSgA&q=%D9%85%D8%A8%D8%AF%D8%A3+%28%D9%84%D8%A7+%D8%B6% D8%B1%D8%B1+%D9%88%D9%84%D8%A7+%D8%B6%D8%B1%D8%A7% D8%B1%29.&spell=1)(
وبهذه القاعدة التشريعية الكبرى التي أعطاها صلاحية تجميد أي تشريع يوجب أو يجيز عمل شيء إذا نتج عنه ضرر، وينطبق هذا التشريع بكون الإسلام قد حرّم كل ما من شأنه أن يضرّ بالبيئة تحريماً تشريعياً، ويتحمل الخبراء الذين اعتبر التشريع الإسلامي تشخيصاتهم العلمية الأمينة حجة يجب العمل بها، مسؤولية تحديد الضار من العناصر والمواد والاستخدامات.
وعندئذٍ تتحمل الدولة مسؤولية منع الاستخدامات الضارة واستعمال صلاحياتها باستعمال الوسائل الكفيلة بمنع الضرر.
وإن مبدأ {وتعاونوا على البرِّ والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان}، أساس عريض لحماية البيئة وحفظ نظام الطبيعة، فالآية تنهى عن العدوان على الطبيعة والحياة، وتدعو إلى التعاون على الخير والإصلاح.








6
الخاتمة:
لقد أحيا الإسلام الضمير في وجدان المؤمنين، وعمّق في نفوسهم أهمية المسؤولية، ومنها حماية البيئة ما أمكن إلى ذلك سبيلاً، وحثهم على النظافة والطهارة، وأحل لهم الطيبات وحرم عليهم الخبائث.. وفي ظل هذه التوجيهات الحكيمة كانت تربة الإسلام خصبة للتربية البيئية السليمة لينشأ المسلم نشأة صحيحة ويحيا في بيئة صحية حياة كريمة سعيدة.
إن الله عز وجل خلق الإنسان في أحسن تقويم وأودع فيه قدرات عقلية ونفسية وجسدية تؤهله إلى التكيف وتحمل المسؤولية في تعمير الأرض باعتباره مستخلفاً فيها. وقد حض الإسلام المسلمين دائماً وأبداً على السلوك البيئي الأمثل بدءاً من طلب العلم، وأعمال العقل فتحمل المسؤولية وحماية البيئة.. فالعلم النافع هو المدخل الصحيح للتربية البيئية السليمة..













7
المصادر و المراجع :

www.muntada.islamtoday.net
www.islamweb.net (http://www.islamweb.net)
http://www.uaes.ae/vb (http://www.uaes.ae/vb/showthread.php?t=22320)
موقع الشبكة الإسلامية
مجلة الجندي المسلم















8
الفهرس

المقدمة........................................... ....................... ( 1 )

جمال المنظر ونظافة البيئة............................................ ( 2 )

واقع المجتمعات......................................... ............... ( 3 )

تطبيق التعاليم الإسلامية......................................... ..... ( 4 )

كيفية حماية البيئة الإنسانية .......................................... ( 4 )

الخاتمة .................................................. ............ ( 7 )

المصادر و المراجع ............................................... ( 8 )

الفهرس .................................................. .......... ( 9 )




9