المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : [تقرير جاهز] الاستعارة



الـمـهـا
27-09-2013, 10:25 PM
المقدمة :- الحمد الله الذي أكرم الأمة العربية بإرسال خاتم الأنبياء منها ، وشرف اللغة العربية بأن أنزل القرآن الكريم بلسان عربي مبين ، كتابا فصلت آياته بأفصح العبارات وأبلغها، بشير ونذيرا للعالمين ، أما بعد: إن معرفة قواعد اللغة العربية وفقهها أساس كل العلوم العربية القديمة والحديثة،لذلك احتفى العرب بلغتهم منذ القديم،وتباهوا ببلاغتها وتنافسوا في فصاحتها في أنديتهم وأسواقهم،وحلهم وترحالهم . هذا هو سبب اختياري لهذا التقرير الذي يحمل عنوان (الاستعارة) فاكتساب المعلومات عن لغتنا يساهم في تطويرها و حفظها من الزوال . حيث أنني تناولت في هذا التقرير عدد من المحاور أذكرها مرتبة :- مفهوم الاستعارة ، أركان الاستعارة ، تقسيم الاستعارة باعتبارِ ما يذكرُ من الطرفينِ ، تقسيم الاستعارة باعتبار الطرفين ، تقسيم الاستعارة باعتبار ما يتصل بها من المُلائمات و عدم اتّصالها. راجية المولى أن أكون قد وفقت في كتابة هذا الموضوع . مفهوم الاستعارة (1) :- لغة : من العارية ، أي نقل الشيء من شخص إلى آخر حتى تصبح تلك العارية من خصائص المعار إليه. اصطلاحا : ادعاء معنى الاسم للشيء ، لا نقل الاسم عن الشيء . وإذا ثبت أنها ادعاء معنى الاسم للشيء ، علمت أن الذي قالوه من ( أنها تعليق للعبارة على غير ما وضعت له في اللغة ، ونقل لها عما و ضعت له ) كلام قد تسامحوا فيه ، لأنه إذا كانت (الاستعارة) ادعاء معنى الاسم، لم يكن الاسم مزالا عما وضع له ، بل مقرا عليه (2). أركان الاستعارة (3) :- 1 – مُستعار مُنه – وهو المشَبه به 2 ومُستعار له - وهو المشبه 3- ومُستعار وهو اللَّفظ المنقول. تطبيق: ﴿ وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً﴾ التشبيه: الشيب يشبه النار، المشبه: الشيب المشبه به النار المستعار الفعل ( اشتعل) المستعار منه النار وهي المشبه به المستعار له الشيب وهو المشبه
(1) http://hewar.khayma.com/showthread.php?t=76346 (2) عبد القاهر الجرجاني ، دلائل الإعجاز، مكتبة الخانجي ، القاهرة ، الطبعة الخامسة،2004، ص 437 . (3) http://hewar.khayma.com/showthread.php?t=76346 تقسيم الاستعارة باعتبارِ ما يذكرُ من الطرفينِ (1) :- إذا ذكر في الكلام لفظ المشبه به فقط، فاستعارة تصريحية أو مصرحة نحو قول الشاعر : (2) وَأَمْطَرَتْ لُؤلُؤاً منْ نَرْجِسٍ وَسَقَتْ وَرْداً وَعَضَّتْ عَلَى العُنَّابِ بِالبَرَدِ فقد استعارَ: اللؤلؤَ، والنرجسَ و الوردَ، والعنابَ، والبرَدَ للدموعِ، والعيونَ، والخدودَ، والأناملَ، والأسنانَ. وإذا ذكر في الكلام لفظ المشبه فقط، وحذف فيه المشبه به، وأشير إليه بذكر لازمه : المسمى «تخييلا» فاستعارة مكنية أو بالكناية، كقول أبي ذؤيب الهذلي (3): وإذا المَنِيَّةُ أَنْشَبَتْ أَظْفارَها ... أَلْفَيْتَ كُلَّ تَمِيمَةٍ لا تَنْفَعُ فقد شبه المنية، بالسبع، بجامع الاغتيال في كل، واستعار السبع للمنية وحذفه، ورمز إليه بشيء من لوازمه، وهو )الأظفار) على طريق الاستعارة المكنية الأصلية، وقرينتها لفظة أظفار ، ثم أخذ الوهم في تصوير المنية بصورة السبع، فاخترع لها مثل صورة الأظفار، ثم أطلق على الصورة التي هي مثل صورة الأظفار، لفظ الأظفار فتكون لفظة أظفار استعارة تخييلية لأن المستعار له لفظ أظفار صورة وهمية، تشبه صورة الأظفار الحقيقية، وقرينتها إضافتها إلى المنية، ونظرا إلى أن الاستعارة التخييلية قرينة المكنية، فهي لازمة لا تفارقها، لأنه لا استعارة بدون قرينة.
وإذا : تكون أنواع الاستعارة ثلاثة : تصريحية، ومكنية، وتخييلية.
(1)علي بن نايف الشحود ،الخلاصة في علوم البلاغة، ص273 . (2) - لباب الآداب للثعالبي - (ج 1 / ص 60) وتراجم شعراء موقع أدب - (ج 22 / ص 38) وفقه اللغة - (ج 1 / ص 87) والإعجاز والإيجاز - (ج 1 / ص 37) (3) تاريخ الأدب الأندلسي (عصر الطوائف والمرابطين) - (ج 1 / ص 95)وقواعد الشعر - (ج 1 / ص 3) ونقد الشعر - (ج 1 / ص 32) ولباب الآداب للثعالبي - (ج 1 / ص 42) والحماسة البصرية - (ج 1 / ص 95) ومحاضرات الأدباء - (ج 2 / ص 45) والمفضليات - (ج 1 / ص 78) وجمهرة أشعار العرب - (ج 1 / ص 67) وخزانة الأدب - (ج 1 / ص 146) ونهاية الأرب في فنون الأدب - (ج 1 / ص 271) تقسيم الاستعارة باعتبار الطرفين (1) :- في الاستعارة باعتبار اللفظ المستعار إن كان المستعار له محققا حسا بأن يكون اللفظ قد نقل إلى أمر معلوم، يمكن أن يشار إليه إشارة حسية كقولك : رأيت بحرا يعطي.
أو كان المستعار له محققا عقلا بأن يمكن أن ينص عليه، ويشار إليه إشارة عقلية، كقوله تعال: ( اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ )[الفاتحة: 6] أي: الدينَ الحقَّ، فالاستعارةُ تحقيقيةٌ. وإن لم يكن المستعار له محققا، لا حسا ولا عقلا فالاستعارة تخييلية، وذلك : كالأظفار، في نحو: أنشبتِ المنيةُ أظفارَها بفلانٍ. وأما قولُ زهير : صَحا القَلبُ عن سلمى وأقصرَ باطِلُهْ وَعُرّيَ أفْرَاسُ الصِّبَا وَرَوَاحِلُهْ فيحتمل أن يكون استعارة تخييلية، وأن يكون استعارة تحقيقية، أما التخييل فإنه يكون أراد أن يبين أنه ترك ما كان يرتكبه أو ان المحبة من الجهل والغي، وأعرض عن معاودته فتعطلت آلاته، كأي أمر وطن في النفس على تركه، فإنه تهمل آلاته فتتعطل، فشبه الصبا بجهة من جهات المسير كالحج والتجارة قضى منها الوطر فأهمل آلاتها فتعطلت، فأثبت له الإفراس والرواحل، فالصبا على هذا من الصبوة (2) بمعنى الميل إلى الجهل والفتوة، لا بمعنى الفتاء (3) وأما التحقيق فإنه يكون أراد دواعي النفوس وشهواتها والقوى الحاصلة لها في استيفاء اللذات أو الأسباب التي قلما تتآخذ في اتباع الغي إلا أوان الصبا.
(1) علي بن نايف الشحود ،الخلاصة في علوم البلاغة ،ص273 . (2)- الصَّبْوَة جَهْلَة الفُتُوَّةِ واللَّهْوِ من الغَزَل ومنه التَّصابي والصِّبا صَبا صَبْواً وصُبُوّاً وصِبىً وصَباءً "لسان العرب - (ج 14 / ص 449) (3) الفَتاء بالفتح والمدّ : المصدَرُ مِن الفَتِيّ السِّنّ . يقال : فَتِيٌّ بَيِّن الفَتَاء : أي طَرِيُّ السِّنّ مختار الصحاح - (ج 1 / ص 234) والنهاية في غريب الأثر - (ج 3 / ص 778) تقسيم الاستعارة باعتبار ما يتصل بها من المُلائمات و عدم اتّصالها (1) :- تنقسم الاستعارة باعتبار ذكر (ملائم المُستعار منه) أو باعتبار ذكر (مُلائم المُستعار لهُ) أو عدم اقترانها بما يلائم أحدهما إلى ثلاثة أقسام :- مطلقة، ومرشحة، ومجردة.
فالمطلقة : هي التي لم تقترن بما يلائم المشبه والمشبه به : نحو ( يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ) أو ذكر فيها ملائمها معاً - كقول زهير
لدى أسدٍ شاكي السلاح مقذَّفٍ لــه لِـبَـدٌ أظفارهُ لم تُقَلَّمِ استعار الأسد: للرجل الشجاع، وقد ذكر ما يناسب المستعار له، في قوله «شاكى السلاح مقذف» وهو التجريد، ثم ذكر ما يناسب المستعار منه، في قوله «له لبد أظفاره لم تقلم» وهو الترشيح، واجتماع التجريد والترشيح يؤدى إلى تعارضهما وسقوطهما، فكأن الاستعارة لم تقترن بشيء - وتكون في رتبة المطلقة. والمرشحة : هي التي قرنت بملائم المستعار منه «أي المشبه به» نحو : ( أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ ) استعير الشراء للاستبدال والاختيار، ثم فرع عليها ما يلائم المستعار منه (من الربح والتجارة) ، ونحو: من باع دينه بدنياه لم تربح تجارته «وسميت مرشحة لترشيحها وتقويتها بذكر الملائم» وترشيح الاستعارة التصريحية متفق عليه
والمجردة : هي التي قرنت بملائم المستعار له «أي المشبه» نحو: (رَأيتُ بَحراً على فرس يُعطي)
فيعطي تجريد لأنه يناسب المُستعار له الذي هو الرّجل الكريم ، ونحو ، اشتر بالمعروف عرضك من الأذى.
(1) أحمد الهاشمي ،جواهر البلاغة ،المكتبة العصرية ، صيدا- بيروت.ص147
وسميت بذلك: لتجريدها عن بعض المبالغة، لبعد المشبه حينئذ عن المشبه به بعض بعد وذلك يبعد دعوى الاتحاد الذي هو مبني الاستعارة. ثم اعتبار الترشيح والتجريد إنما يكون بعد تمام الاستعارة بقرينتها سواء أكانت القرينة مقالية أم حالية - فلا تعد قرينة المصرحة تجريداً ولا قرينةُ المكنيّة ترشيحا - بل الزائد على ما ذكر . واعلم: أن الترشيح أبلغ من غيره، لاشتماله على تحقيق المبالغة بتناسى التشبيه، وادّعاء أن المستعار له هو نفس المستعار منه «لا شيء شبيهٌ به» وكأن الاستعارة غير موجودة أصلا، والإطلاق أبلغ من التجريد فالتجريد أضعف الجميع، لأنّ به تضعف دعوى الاتحاد. وإذا اجتمع ترشيح وتجريد: فتكون الاستعارة في رتبة المطلقة إذ بتعارضها يتساقطان، كما سبق تفصيله، وكما يجري هذا التقسيم في (التّصريحية) يجرى أيضاً في (المكنية) (1).
(1) أحمد الهاشمي ،جواهر البلاغة ،المكتبة العصرية ، صيدا- بيروت.ص156 الخاتمة :- وفي الختام أتمنى أن أكون قد أوفيت هذا الموضوع حقه بالشرح وأتمنى أن أكون قـد وفقت في اختياري و كتابتي لهذا الموضوع , وتعرفتم على مفهوم الاستعارة لغة و اصطلاحا , أركانها وأقسامها باعتبارِ ما يذكرُ من الطرفينِ و باعتبار ما يتصل بها من المُلائمات و عدم اتّصالها. و لقد واجهتني بعض الصعوبات في تقريري ، منها على سبيل المثال.. صعوبة الحصول على المراجع, كما أني وجدت صعوبة في تنسيق البحث، ولكن الحمد لله تعالى لقد تغلبت على هذه الصعوبات بفضل الله تعالى ، فأرجو مـن الله تعالى أن ينال هذا التقرير على رضاكم.

والله ولي التوفيق..

المصادر و المراجع :- * عبد القاهر الجرجاني ، دلائل الإعجاز،الطبعة الخامسة، مكتبة الخانجي ، القاهرة، 2004. * أحمد الهاشمي ،جواهر البلاغة ،المكتبة العصرية ، صيدا- بيروت. * علي بن نايف الشحود ،الخلاصة في علوم البلاغة . http://hewar.khayma.com/showthread.php?t=76346* الفهرس :-
المقدمة........................................... ........................................... (1)
مفهوم الاستعارة......................................... ..................................(2)
أركان الاستعارة . .................................................. .....................(2)
تقسيم الاستعارة باعتبارِ ما يذكرُ من الطرفينِ .......................................(3)
تقسيم الاستعارة باعتبار ما يتصل بها من المُلائمات و عدم اتّصالها.............(5)
الخاتمة........................................... ...........................................(7)
المصادر والمراجع.......................................... .............................(8)
الفهرس............................................ .........................................(9)
المقدمة :-
الحمد الله الذي أكرم الأمة العربية بإرسال خاتم الأنبياء منها ، وشرف اللغة العربية بأن أنزل القرآن الكريم بلسان عربي مبين ، كتابا فصلت آياته بأفصح العبارات وأبلغها، بشير ونذيرا للعالمين ، أما بعد:
إن معرفة قواعد اللغة العربية وفقهها أساس كل العلوم العربية القديمة والحديثة،لذلك احتفى العرب بلغتهم منذ القديم،وتباهوا ببلاغتها وتنافسوا في فصاحتها في أنديتهم وأسواقهم،وحلهم وترحالهم .
هذا هو سبب اختياري لهذا التقرير الذي يحمل عنوان (الاستعارة) فاكتساب المعلومات عن لغتنا يساهم في تطويرها و حفظها من الزوال .
حيث أنني تناولت في هذا التقرير عدد من المحاور أذكرها مرتبة :-
مفهوم الاستعارة ، أركان الاستعارة ، تقسيم الاستعارة باعتبارِ ما يذكرُ من
الطرفينِ ، تقسيم الاستعارة باعتبار الطرفين ، تقسيم الاستعارة باعتبار ما يتصل بها من المُلائمات و عدم اتّصالها.
راجية المولى أن أكون قد وفقت في كتابة هذا الموضوع .












مفهوم الاستعارة (1) :-
لغة : من العارية ، أي نقل الشيء من شخص إلى آخر حتى تصبح تلك العارية من خصائص المعار إليه.
اصطلاحا :
ادعاء معنى الاسم للشيء ، لا نقل الاسم عن الشيء . وإذا ثبت أنها ادعاء معنى الاسم للشيء ، علمت أن الذي قالوه من ( أنها تعليق للعبارة على غير ما وضعت له في اللغة ، ونقل لها عما و ضعت له ) كلام قد تسامحوا فيه ، لأنه إذا كانت (الاستعارة) ادعاء معنى الاسم، لم يكن الاسم مزالا عما وضع له ، بل مقرا عليه (2).
أركان الاستعارة (3) :-
1 – مُستعار مُنه – وهو المشَبه به
2 ومُستعار له - وهو المشبه
3- ومُستعار وهو اللَّفظ المنقول.

تطبيق:

﴿ وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً﴾
التشبيه: الشيب يشبه النار،
المشبه: الشيب
المشبه به النار
المستعار الفعل ( اشتعل)
المستعار منه النار وهي المشبه به
المستعار له الشيب وهو المشبه


(1) http://hewar.khayma.com/showthread.php?t=76346
(2) عبد القاهر الجرجاني ، دلائل الإعجاز، مكتبة الخانجي ، القاهرة ، الطبعة الخامسة،2004، ص 437 .
(3) http://hewar.khayma.com/showthread.php?t=76346
تقسيم الاستعارة باعتبارِ ما يذكرُ من الطرفينِ (1) :-
إذا ذكر في الكلام لفظ المشبه به فقط، فاستعارة تصريحية أو مصرحة نحو قول الشاعر : (2)
وَأَمْطَرَتْ لُؤلُؤاً منْ نَرْجِسٍ وَسَقَتْ وَرْداً وَعَضَّتْ عَلَى العُنَّابِ بِالبَرَدِ
فقد استعارَ: اللؤلؤَ، والنرجسَ و الوردَ، والعنابَ، والبرَدَ للدموعِ، والعيونَ، والخدودَ، والأناملَ، والأسنانَ.
وإذا ذكر في الكلام لفظ المشبه فقط، وحذف فيه المشبه به، وأشير إليه بذكر لازمه : المسمى «تخييلا» فاستعارة مكنية أو بالكناية، كقول أبي ذؤيب الهذلي (3):
وإذا المَنِيَّةُ أَنْشَبَتْ أَظْفارَها ... أَلْفَيْتَ كُلَّ تَمِيمَةٍ لا تَنْفَعُ
فقد شبه المنية، بالسبع، بجامع الاغتيال في كل، واستعار السبع للمنية وحذفه، ورمز إليه بشيء من لوازمه، وهو )الأظفار) على طريق الاستعارة المكنية الأصلية، وقرينتها لفظة أظفار ، ثم أخذ الوهم في تصوير المنية بصورة السبع، فاخترع لها مثل صورة الأظفار، ثم أطلق على الصورة التي هي مثل صورة الأظفار، لفظ الأظفار فتكون لفظة أظفار استعارة تخييلية لأن المستعار له لفظ أظفار صورة وهمية، تشبه صورة الأظفار الحقيقية، وقرينتها إضافتها إلى المنية، ونظرا إلى أن الاستعارة التخييلية قرينة المكنية، فهي لازمة لا تفارقها، لأنه لا استعارة بدون قرينة.
وإذا : تكون أنواع الاستعارة ثلاثة : تصريحية، ومكنية، وتخييلية.





(1)علي بن نايف الشحود ،الخلاصة في علوم البلاغة، ص273 .
(2) - لباب الآداب للثعالبي - (ج 1 / ص 60) وتراجم شعراء موقع أدب - (ج 22 / ص 38) وفقه اللغة - (ج 1 / ص 87) والإعجاز والإيجاز - (ج 1 / ص 37)
(3) تاريخ الأدب الأندلسي (عصر الطوائف والمرابطين) - (ج 1 / ص 95)وقواعد الشعر - (ج 1 / ص 3) ونقد الشعر - (ج 1 / ص 32) ولباب الآداب للثعالبي - (ج 1 / ص 42) والحماسة البصرية - (ج 1 / ص 95) ومحاضرات الأدباء - (ج 2 / ص 45) والمفضليات - (ج 1 / ص 78) وجمهرة أشعار العرب - (ج 1 / ص 67) وخزانة الأدب - (ج 1 / ص 146) ونهاية الأرب في فنون الأدب - (ج 1 / ص 271)
تقسيم الاستعارة باعتبار الطرفين (1) :-

في الاستعارة باعتبار اللفظ المستعار إن كان المستعار له محققا حسا بأن يكون اللفظ قد نقل إلى أمر معلوم، يمكن أن يشار إليه إشارة حسية كقولك : رأيت بحرا يعطي.
أو كان المستعار له محققا عقلا بأن يمكن أن ينص عليه، ويشار إليه إشارة عقلية،
كقوله تعال: ( اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ )[الفاتحة: 6] أي: الدينَ الحقَّ، فالاستعارةُ تحقيقيةٌ.
وإن لم يكن المستعار له محققا، لا حسا ولا عقلا فالاستعارة تخييلية، وذلك : كالأظفار، في نحو: أنشبتِ المنيةُ أظفارَها بفلانٍ.
وأما قولُ زهير :

صَحا القَلبُ عن سلمى وأقصرَ باطِلُهْ وَعُرّيَ أفْرَاسُ الصِّبَا وَرَوَاحِلُهْ

فيحتمل أن يكون استعارة تخييلية، وأن يكون استعارة تحقيقية، أما التخييل فإنه يكون أراد أن يبين أنه ترك ما كان يرتكبه أو ان المحبة من الجهل والغي، وأعرض عن معاودته فتعطلت آلاته، كأي أمر وطن في النفس على تركه، فإنه تهمل آلاته فتتعطل، فشبه الصبا بجهة من جهات المسير كالحج والتجارة قضى منها الوطر فأهمل آلاتها فتعطلت، فأثبت له الإفراس والرواحل، فالصبا على هذا من الصبوة (2) بمعنى الميل إلى الجهل والفتوة، لا بمعنى الفتاء (3) وأما التحقيق فإنه يكون أراد دواعي النفوس وشهواتها والقوى الحاصلة لها في استيفاء اللذات أو الأسباب التي قلما تتآخذ في اتباع الغي إلا أوان الصبا.



(1) علي بن نايف الشحود ،الخلاصة في علوم البلاغة ،ص273 .
(2)- الصَّبْوَة جَهْلَة الفُتُوَّةِ واللَّهْوِ من الغَزَل ومنه التَّصابي والصِّبا صَبا صَبْواً وصُبُوّاً وصِبىً وصَباءً "لسان العرب - (ج 14 / ص 449)
(3) الفَتاء بالفتح والمدّ : المصدَرُ مِن الفَتِيّ السِّنّ . يقال : فَتِيٌّ بَيِّن الفَتَاء : أي طَرِيُّ السِّنّ مختار الصحاح - (ج 1 / ص 234) والنهاية في غريب الأثر - (ج 3 / ص 778)
تقسيم الاستعارة باعتبار ما يتصل بها من المُلائمات و عدم اتّصالها (1) :-
تنقسم الاستعارة باعتبار ذكر (ملائم المُستعار منه) أو باعتبار ذكر (مُلائم المُستعار لهُ) أو عدم اقترانها بما يلائم أحدهما إلى ثلاثة أقسام :- مطلقة، ومرشحة، ومجردة.
فالمطلقة : هي التي لم تقترن بما يلائم المشبه والمشبه به : نحو ( يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ) أو ذكر فيها ملائمها معاً - كقول زهير
لدى أسدٍ شاكي السلاح مقذَّفٍ لــه لِـبَـدٌ أظفارهُ لم تُقَلَّمِ
استعار الأسد: للرجل الشجاع، وقد ذكر ما يناسب المستعار له، في قوله «شاكى السلاح مقذف» وهو التجريد، ثم ذكر ما يناسب المستعار منه، في قوله «له لبد أظفاره لم تقلم» وهو الترشيح، واجتماع التجريد والترشيح يؤدى إلى تعارضهما وسقوطهما، فكأن الاستعارة لم تقترن بشيء - وتكون في رتبة المطلقة.
والمرشحة : هي التي قرنت بملائم المستعار منه «أي المشبه به» نحو :
( أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ )
استعير الشراء للاستبدال والاختيار، ثم فرع عليها ما يلائم المستعار منه (من الربح والتجارة) ، ونحو: من باع دينه بدنياه لم تربح تجارته «وسميت مرشحة لترشيحها وتقويتها بذكر الملائم» وترشيح الاستعارة التصريحية متفق عليه
والمجردة : هي التي قرنت بملائم المستعار له «أي المشبه» نحو:
(رَأيتُ بَحراً على فرس يُعطي)
فيعطي تجريد لأنه يناسب المُستعار له الذي هو الرّجل الكريم ، ونحو ، اشتر بالمعروف عرضك من الأذى.


(1) أحمد الهاشمي ،جواهر البلاغة ،المكتبة العصرية ، صيدا- بيروت.ص147
وسميت بذلك: لتجريدها عن بعض المبالغة، لبعد المشبه حينئذ عن المشبه به بعض بعد وذلك يبعد دعوى الاتحاد الذي هو مبني الاستعارة. ثم اعتبار الترشيح والتجريد إنما يكون بعد تمام الاستعارة بقرينتها سواء أكانت القرينة مقالية أم حالية - فلا تعد قرينة المصرحة تجريداً ولا قرينةُ المكنيّة ترشيحا - بل الزائد على ما ذكر .
واعلم: أن الترشيح أبلغ من غيره، لاشتماله على تحقيق المبالغة بتناسى التشبيه، وادّعاء أن المستعار له هو نفس المستعار منه «لا شيء شبيهٌ به» وكأن الاستعارة غير موجودة أصلا، والإطلاق أبلغ من التجريد فالتجريد أضعف الجميع، لأنّ به
تضعف دعوى الاتحاد.
وإذا اجتمع ترشيح وتجريد: فتكون الاستعارة في رتبة المطلقة إذ بتعارضها يتساقطان، كما سبق تفصيله، وكما يجري هذا التقسيم في (التّصريحية) يجرى أيضاً في (المكنية) (1).














(1) أحمد الهاشمي ،جواهر البلاغة ،المكتبة العصرية ، صيدا- بيروت.ص156
الخاتمة :-

وفي الختام أتمنى أن أكون قد أوفيت هذا الموضوع حقه بالشرح وأتمنى أن أكون قـد وفقت في اختياري و كتابتي لهذا الموضوع , وتعرفتم على مفهوم
الاستعارة لغة و اصطلاحا , أركانها وأقسامها باعتبارِ ما يذكرُ من الطرفينِ و باعتبار ما يتصل بها من المُلائمات و عدم اتّصالها.
و لقد واجهتني بعض الصعوبات في تقريري ، منها على سبيل المثال.. صعوبة الحصول على المراجع, كما أني وجدت صعوبة في تنسيق البحث، ولكن الحمد لله تعالى لقد تغلبت على هذه الصعوبات بفضل الله تعالى ، فأرجو مـن الله تعالى أن ينال هذا التقرير على رضاكم.

والله ولي التوفيق..














المصادر و المراجع :-

* عبد القاهر الجرجاني ، دلائل الإعجاز،الطبعة الخامسة، مكتبة الخانجي ، القاهرة، 2004.

* أحمد الهاشمي ،جواهر البلاغة ،المكتبة العصرية ، صيدا- بيروت.

* علي بن نايف الشحود ،الخلاصة في علوم البلاغة .

http://hewar.khayma.com/showthread.php?t=76346*















الفهرس :-
المقدمة........................................... ........................................... (1)
مفهوم الاستعارة......................................... ..................................(2)
أركان الاستعارة . .................................................. .....................(2)
تقسيم الاستعارة باعتبارِ ما يذكرُ من الطرفينِ .......................................(3)
تقسيم الاستعارة باعتبار ما يتصل بها من المُلائمات و عدم اتّصالها.............(5)
الخاتمة........................................... ...........................................(7)
المصادر والمراجع.......................................... .............................(8)
الفهرس............................................ .........................................(9)

الـمـهـا
27-09-2013, 10:34 PM
لتحميل التقرير


تقرير الاستعارة تحميل | مركز تحميل مركزي لـ رفع الصور و الملفات و الفلاش (http://download.mrkzy.com/do.php?id=921097)


لتحميل مخطط التقرير

مخطط تحميل | مركز تحميل مركزي لـ رفع الصور و الملفات و الفلاش (http://download.mrkzy.com/do.php?id=921098)