المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تقرير العربي عن التشبيهه ^^"



مححد شرآتي
12-02-2013, 03:45 PM
المقدمة :

الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، الحمد لله حمدا كثيرا مباركا فيه دائما بالانقطاع ما تعاقب الليل والنهار والحمد لله ما ذكره الذاكرون والحمد لله ملء السموات والارض وملاء ما بينهما وملء ما شاء من شيء بعد له أمابعد :


حياتنا مليئة بالفرح والحزن والسعادة والنور والظلم نعيشها بحلوها ومرها ، وقد نبالغ في حلاوتها و مرها مرة نقول كالسكر ومرة نقول كالملح وكثير وكثيرا من التشبيهات لا تحصى ، حيث التشبيه وسيلة من وسائل الإيضاح ونماذج الدروس التي تسيق الشرح أو يعقب بها عليه ،فتذلل ما عسى أن يكون من عسر في الفهم ،وتثبت معانيها في الذهن ،هذا إلى خلابة البيان هل عرفتم عن ماذا أكتب ؟ أكتب لكم أحبتي تقرير عن التشبيه ، وسيتضمن كالتالي : الأسلوب وأنواعه والتشبيهات الجميلة في القرآن وأهميته ، وأسأل الله التوفيق في كتابتي للتقرير.




الموضوع : -


أسلوب التشبيه :_
هو من الأساليب الأدبية في اللغة العربية فحسب ، وغنما في سائر اللغات ، ولقد عني به العرب وجعلوه أحد مقاييس البراعة الأدبية وتوالى علماء البلاغة على التشبيه كل ينظر إليه من زاوية ويقسمه تقسيمات مختلفة باعتبار من الاعتبارات .
ولكن درسنا للتشبيه يتناول أصوله العامة وقيمته الأدبية أسلوبا من أساليب التعبير ، ولن نلتفت إلى التقسيمات العديدة التي يضيع معها الملحظ الأدبي الذي هو مجال اهتمامنا كله ، يقوم بنيان التشبيه على أربعة أركان :-
المشبه ، والمشبه به يسميان طرفا التشبيه ، ثم أداة التشبيه ووجه الشبه.
ولنتبين هذه الأركان فيما يلي من الأمثلة :
قال المعرى في المديح :
أنت كالشمس في الضياء أن جاوزت كيوان في علو المكان .
وقال الشاعر يمدح :
أنت كالليث في الشجاعة والإقـدام والسيف في قراع الخطوب.
وقال ثان :
كأن أخلاقك في لطفها ورقة فيها نسيم الصباح .
وقال الشاعر :
كأنما الماء في صفاء وقد جرى ذائب اللجين.
ويقول الشاعر :
أنا كالماء إن رضيت صفاء وإذا ما سخطت كنت لهيبا .
ويقول ابن الرومي في مغن أثر في سامعيه :
وكأن لذة صوته ودبيبها سنة تمشي في مفاصل نعس.
وقال ابن المعتز :
وكأن الشمس المنيرة دينار جلته حدائد الضراب . (1)
أنواع التشبيه :
التشبيه البليغ وصوره :
إذا حذف من التشبيه مع الأداة سمي تشبيها بليغا نحو قال الشاعر :
عزماتهم قضب وفيض أكفهم سحب وبيض وجوههم أقمار .

ومن التشبيه البليغ ما أضيف فيه المشبه به إلى المشبه نحو قال الشاعر : ثوب الرياء يشف عما تحته فإذا اكتسيت به فإنك عارى .
ومن أنواع التشبيه البليغ أن يكون المشبه مصدرا مبنيا للنوع مثل قوله تعالى : (( وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب )) (2)
(1) كتاب البلاغة العربية تأصيل وتجديد /د.مصطفى الصاوي الحويني / دار نشر المعارف بالاسكندرية / الطبعة الأولى / ص 84 .
(2) كتاب البلاغة العربية تأصيل وتجديد /د.مصطفى الصاوي الحويني / دار نشر المعارف بالاسكندرية / الطبعة الأولى / ص 92 .
(2)




التشبيه التمثيلي :
غير أن هناك نوعا من التشبيه نجد فيه وجه الشبه حالة مركبة في جملة صفات يصعب فصل بعضها عن بعض ، أولا يتم التشبيه إلا بها مجتمعة ، والغالب أن يكون وجه الشبه في هذا النوع من التشبيهات عقليا ، ويسمى هذا النوع التشبيه التمثيلي فمن ذلك قوله تعالي (( واضرب لهم مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض فأصبح هشيما تذروه الرياح وكان الله على كل شي مقتدرا )) فوجه الشبه هنا صورة مركبة من النماء والجمال والزينة ثم اليبس والجفاف والانحلال .
كذلك نجد في قول الشاعر : كأن مثار النفع فوق رؤوسنا وأسيافنا ليل تهاوى كواكبه
فوجه الشبه فيه مركب من لون أسود يتحرك فيه شيء أبيض لامع ، ويستحيل علينا أن نتصور التشبيه منفصلا في صفاته بحيث نقول عن مثار النقع يشبه الليل في السواد ، وأسيافنا تشبه الكواكب في البياض ، بل لابد أن نفهم التشبيه من تداخل اللونين ووجود حركة في هذا البياض هي حركة السيوف في المشبه وحركة هوى الكواكب في المشبه به .
ونجد في قول الرسول صلى الله عليه وسلم (( ترى المؤمنين في تراحمهم وتوادهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى لهو سائر الجسد بالسهر والحمى )) . تشبيها لجماعة المسلمين بالجسد ، والمشبه والمشبه به مفردان غير مركبين ولكن وجه الشبه مركب من حالة الترابط والتكافل التي تجعل الأجزاء كلها تعمل متساندة حتى إذا طرأ خلل على جزء واحد منها تأثرت به سائر الأجزاء . (1)
التشبيه الضمني :
ويقول ابن المعتز :
اصبر على مضض الحسود فان صبرك قاتله
فالنار تأكل نفسها عن لم تجد ما تأكله
فوجه الشبه هنا مركب إذ أن ترك الحسود والصبر على المعاناة منه حكمة تتمثل في النهار التي يستعر لهيبها وتسبب الأذى ، ولكنها إذا لم تمد بالحطب خبا أورادها و انطفأت ، وقد يأتي التشبيه فالتعبير الأدبي في غير ما قدمناه من صور التشبيه بحيث يوضع المشبه بإزاء المشبه به ، بل يلمحان في التركيب ويفهم التشبيه من سياق الكلام وهذا النوع من التشبيه يستخدم ليفيد بان الحكم الذي أسند إلى المشبه ممكن ، ويتم هذا التشبيه عادة بجملتين أو أكثر ، ويطلق عليه اسم التشبيه الضمني وذالك كما في قول ابن الرومي :
عدوك من صديقك مستفاد فلا تستكثرن من الصحاب
فان الداء أكثر ما تراه يحول من الطعام أو الشراب
فإن الرومي يشبه تحول الصداقة إلى عداوة بتحول الطعام والشراب إلى أسباب للمرض ، ولكنه لم يعبر عن هذا المعنى دفعة واحدة كما يقتضى التشبيه الصريح ، فلم يقل أن بعض الأصدقاء يتحولون إلى أعداء ، كما يتحول بعض الطعام والشراب إلى أذى لجسم ، وإنما دل على كل من ركني التشبيه بجملة مستقلة ، وتركنا نفهم معنى التشبيه من البيتين .
يقول ابن فراس الحمداني : سيذكرني قومي اذا جد جدهم وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر
وأوضح هنا أن الشاعر يقارن بين حالتين : الأولى إحساس قومه بالحاجة إليه في الشدائد والثانية : إحساس الناس بالحاجة إلى ضوء القمر في الليلة المظلمة ، فالتشبيه هنا ضمني لأننا أدركنا من الصياغة التعبيرية للمعنى الذي أراده للشاعر . (2)
__________________________________________________ _________________

(1) كتاب علم البليغ / د. محمد مصطفى هدارة / دار العلوم العربية / الطبعة الأولى / ص 37 و ص 38
(2) كتاب علم البليغ / د. محمد مصطفى هدارة / دار العلوم العربية / الطبعة الأولى / ص 38 و ص 39




تشبيهات جميلة للقرآن :
وفي القرآن الكريم أمثلة رائعة للتشبيهات ذات القيمة الفنية العالية فمن ذلك قوله تعالى في تصوير الصداقة (( يا أيها الذين امنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى كالذي ينفق ماله رئاء الناس ولا يؤمن بالله وباليوم الآخر ، فمثله كمثل صفوان عليه تراب فأصابه وابل فتركه صلدا لا يقدرون على شي مما كسبوا والله لا يهدي القوم الكافرين ومثل الذين ينفقون أموالهم ابتغاء مرضاة الله وتثبيتا من أنفسهم كمثل جنة بربوة أصابها وابل فآتت أكلها ضعفين فإن لم يصبها وابل فطل و الله بما تعلمون بصير ))
فالصدقة أو بذل المال في وجوه الخير له صورتان تشبيهات متقابلتان بحسب المتصدقين فالذين يتبعون صدقتهم بالإيذاء نتيجة حبهم للتظاهر ورقة إيمانهم يشبهون في عملهم الحجر الصلب الذي غطته طبقة خفيفة من التراب فنزل عليه المطر الغزير الذي يخصب الأرض ويمرعها ولكنه لم يفعل شيئا بالحجر إلا إن أزال عنه التراب ليعود صلدا أملس . أما عمل المؤمنون في صدقاتهم فيشبه بالجنة فوق ربوة عالية ينزل عليها المطر المغدق فتزداد خصوبتها وتمرع ، بل أنها ليست بحاجة إلى المطر الغزير فيكفيها منه القليل لتزدهي بخضرتها . (1)

أهمية التشبيه :
التشبيه هو في معناه نوع من البلاغة لإظهار الحسن حسن والسيئ سيئ ، وهذا ما نتحاج أن نتعامل به في حياتنا اليومية مع جميع الأشياء من حولنا فالبلاغة لا تحتاج إلى إنسان مثقف أو غير ذلك وإنما تحتاج إلى حس والتعبير عن هذا الحس بألفاظ معبرة إلى حد ما .
__________________________________________________ _______________
(1) كتاب علم البليغ / د. محمد مصطفى هدارة / دار العلوم العربية / الطبعة الأولى / ص 46 .
(2) almei3.maktoobblog.com





الخاتمة :

إذا كانت قيمة ما يكتب أو مقال ما يفيد من معنى ، فهذا المعنى لا تتضح معالم قيمته إلا من خلال صياغته التعبيرية لذلك فالتشبيه مهم في حياتنا ، والتشبيه يعطي للمعنى أكثر قوة فنستطيع استخدام التشبيه من خلال الأحساس بالحزن أو السعادة ،ولم يقصر علماء البلاغة في بيان منزلة التشبيه ،وما له من أثر في رفع شأن الكلام ،وخلع أشعة البهاء عليه ،وإلباسه روع الإعجاب .


التوصيات
أخيتي اهتمي بجمال تعبيرك من خلال المشبه ، استعيني بأكثر من أنواع التشبيه
حاولي أن توضحي المعنى من خلال التشبيه






وبسس .. ~

بالتوفيييج للكل ^^"