المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : [تقرير جاهز] رحيل نبي الامة



طالب متحمس
26-04-2012, 10:06 AM
رحيل نبي الامة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
فقد تميزت السيرة النبوية المباركة بنبعها الثر وعطائها المتجدد لفهم شريعة السماء.
فهي سيرة عظيمة تنضح بالخير وتفيض بالأمل لتشرق شمسها في آفاقنا الواسعة لنستروح عبيرها الزاكي ونتفيأ ظلالها الوارف كلما أطلت شمس فجر جديد على ثغر هذا الكون الباسم، نسرب من خلالها أغوار سيرة أكرم رسول، وتاريخ أعظم إنسان؛ أدبه ربه فأحسن تأديبه ورباه فأكمل تربيته وجعل إتباعه عنوانا لمحبته......
سأتناول في تقريري هذا الحديث عن وفاة الرسول  من حيث بداية مرض الرسول عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، عندما كان في بيت عائشة غسل الحبيب وكفنه ودفنه.

بداية مرض الرسول عليه أفضل السلام وأتم التسليم:
بعد أن أدى الرسول  حجته الأولى والأخيرة{ حجة الوداع}عاد إلى المدينة وهو هانئ
البال منشرح الصدر مطمئن النفس، بعد أن بلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وتركها
على المحجة البيضاء؛ ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، أظهر الله الإسلام على يديه في عالم ذلك العصر قال تعالى:{ هو الذي أرسل رسولـه بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين
كله ولو كره المشركون }] التوبة 33[
وفـي مستهل السنة الحادي عشرة للهجرة أمر الرسول  بتجهيز جيش كبير لغزو بلاد
الشام فيها كـبار المهاجرين والأنصار، وأسنـد مهمة القيـادة إلى أسـامة بن زيـد الذي كـان
شاباً لم يبلغ العشرين من عمره وخرج أسامة وعسكر بالجرف خارج المدينة استعداداً للسير.
بيد أن هذا الجيش لم يغادر المدينة بعد أن علم بمرض النبي . يروى عن أبي سعيد الخدري
بأنه كـانت على رسول  قطيفة وتصيب الحـمى من يضع يده فوقها فسألوه عن هذا فقال لهم:إنا معاشر الأنبياء كذلك يشتد علينا البلاء ويضاعف لنا الأجور...ولما اشتد برسول الله
وجعه قال:((مروا أبا بكر فليصل بالناس )) فقال : أن أمن الناس علي في صحبته وماله أبو
بكر، ولو كنت متخذاً خليلاً غير ربي لاتخذت أبا بكر، ولكن أخوة الإسلام ومودته، لا يبقين في المسجد باب إلا سد، إلا باب أبي بكر)) رواه البخاري.
وعن انس بن مالك: أن المسلمين بينما هم في صلاة الفجر من يوم الاثنين وأبو بكر يصلي بهم لم يفاجأهم إلا رسول الله  كشف ستر حجرة عائشة فنظر إليهم وهم في صفوف الصلاة ثم تبسم يضحك فنكص أبو بكر على عقبيه ليصلي بالصف، وظن أن رسول  يريد أن يخرج للصلاة فقال أنس: وهم المسلمون أن يفتتنوا في صلاتهم فرحاً برسول الله  فأشار إليهم بيده رسول الله  أن أتموا صلاتهم ثم دخل الحجرة وأرخى الستر.
ثم لم يأت على رسول الله  وقت صلاة أخرى، ولمل ارتفع الضحى دعا النبي فاطمة فسارهـا بشيء فبكت ثم دعاها فسارهـا بشيء فضحكت قالت عائشة: فسألنا عن ذلك أي فيما بعد فقالت: سارني النبي  أنه يقبض في وجعه الذي توفى فيه فبكيت ثم سارني فأخبرني أني أول أهله يتبعه فضحكت. وبشر النبي  فاطمة بأنها سيدة نساء العالمين،
ورأت فاطمة ما برسول الله  من الكرب الشديد الذي يتغشاه فقالت: وأكرب أباه:(( فقال لها ليس على أبيك كرب بعد اليوم))، ودعا الحسن والحسين فقبلهما وأوصى بهما خيراً ودعا أزواجه فوعظهن وذكرهن وطفق الوجع يشتد ويزيد وقد أثر السم الذي أكله بخيبر، قالت عائشة رضي الله عنها: (( كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في مرضه الذي مات فيه: يا عائشة، ما أزال أجد ألم الطعام الذي أكلته بخيبر، فهذا أوان وجدت انقطاع أبهري من ذلك السم)).البخاري
لكن علينا أن نقتدي برسولنا الكريم وأن نطيعه في كل شيء.
في بيت عائشة:
وبعد أن أذن له أمهات المؤمنين في أن يمرض في بيت عائشة رضي الله عنها خرج  يمشي بين رجلين من أهله هما العباس وعلي وهو عاصب رأسه تخط قدماه حتى دخل بيت عائشة رضي الله عنها، ثم حُم  واشتد به الوجع، فقال: ((هريقوا علي سبع قرب من الماء حتى أخرج إلى الناس فأعهد إليهم))، قالت عائشة: فأقعدناه في مخضب لحفصة بنت عمر ثم صب عليه الماء حتى طفق يقول: ((حسبكم حسبكمـ!!))ثم خرج إلى الناس فصلى بهم وخطبهم ثم زاد مرضه فقال: ((مروا أبا بكر فليصل بالناس)) فقالت عائشة إن أبا بكر إذا قام مقامك لا يسمع من الناس البكاء فمر عمر فليصل بالناس وكررت عليه عائشة القول فكرر الإجابة حتى قالت عائشة لحفصة ،قولي له: إن ؟أبا بكر إذا قام مقامك لم يسمع من الناس البكاء فمر عمر فليصل بالناس فقالت له فقال : (( مه إنكن لأنتن صواحب يوسف مروا أبا بكر فليصل بالناس))فقام أبو بكر يصلي بالناس ووجد النبي  من نفسه خفة فخرج بين رجلين العباس وعلي لصلاة الظهر فلما رآه أبو بكر ذهب ليتأخر فأومأ إليه أن لا يتأخر وقال للرجلين: ((أجلساني إلى جنبه))، فأجلساه إلى جنب أبي بكر، فكان أبو بكر قائم بصلاة الرسول 
وهو قاعد والناس يصلون بصلاة أبو بكر.
نحن دائماً نقتدي بالرسول  ونطيع أوامر الله عز وجل أيضاً ولا نعصي لهما أمراً.
ولما كان يوم الخميس وقبل وفاته  بأربع ليالٍ اجتمع عنده ناس من أصحابه فقال: (( ائتوني
بكتف ودواة أكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعده أبداً))، فتنازعوا عنده فأخذوا يردون عليه، فقال
(( دعوني في الذي أنا فيه خير مما تدعوني إليه))،وأوصاهم بثلاث: (( أخرجوا المشركين من جزيرة العرب، وأجيزوا الوفود بنحو ما كنت أجيزهم))، وسكت عن الثالثة.
قالت عائشة: ودخل عبد الرحمن بن أبي بكر وفي يده سواك وأنا مسندة رسول الله  إلى صدري فرأيته ينظر إليه، وعرفت أنه يحب السواك فقلت: آخذه لك؟ فأشار أن نعم، فتناولته فاشتد عليه، فقلت: ألينه لك؟ فأشار أن نعم فلينته بأمره فاستن به، وهو مستند إلى صدري، وبين يديه ركوة ماء فجعل يدخل يده إلى الماء فيمسح بها وجهه ويقول: (( لا إله إلا الله، إن للموت سكرات)) وآخر كلمة قالها: (( اللهم الرفيق الأعلى)).
ومن سفهي وحداثة سني أن الرسول  وقد قبض في حجري، ثم وضعت رأسه على الوسادة، وقمت ألتدم مع النساء واضرب وجهي. وكانت تقول رضي الله عنها: أن من نعم الله علي أن رسول الله  توفي في بيتي وفي يوفي وبين سحري ونحري، وأن الله جمع بين ريقي وريقه؛ أن لينت له السواك فإستاك به.
وتوفي رسول الله  يوم الاثنين الثاني عشر من ربيع الأول من السنة الحادية عشر من الهجرة المباركة، وفي مثل الوقت الذي دخل فيه المدينة.
فيوم الاثنين الثاني عشر من ربع الأول ولد فيه وأوحي إليه فيه، ووصل دار الهجرة فيه وتوفي فيه، ولذا كان يصومه  ويقول: (( يوم الاثنين ولدت فيه وأوحي إلي فيه)).
غسل الحبيب وكفنه ودفنه:
ولما فرغ الصديق وفرغ الأصحاب من البيعة، وبويع لأبي بكر الصديق بالخلافة لرسول الله  على أمته أقبلوا على تجهيز الحبيب  فتولى غسله آل البيت وهم:علي بن أبي طالب، والعباس بن عبد المطلب، والفضل وقثم ابنا العباس، وأسامة بن زيد وشقران مولى رسول 
وكان العباس وولداه يقلبانه، وأسامة وشقران يصبان الماء وعلي يغسله بيده فوق ثيابه، فلم يفض بيده إلى جسده الطاهر قط، فلم ير من رسول الله  ما يرى من الميت، وكان علي يغسله ويقول: بأبي أنت وأمي ما أطيبك حياً وميتاً، وكفن رسول الله  في ثلاث أثواب،
ثوبين صحاريين وبرد حبرة أدرج فيها إدراجاً.
ومن آيات نبوته  أنهم اختلفوا هل يغسلونه كما يغسل الرجال بأن يجرد من ثوب، فأخذهم النوم وهم كذلك، وإذا بهاتف يقول: غسلوا رسول الله  وعليه ثيابه ففعلوا، ولما أرادوا دفنه اختلفوا في موضع دفنه، فجاء أبو بكر رضي الله عنه وقال: سمعت الرسول  يقول: (( ما قبض نبي إلا دفن حيث قبض)). فرفع فراشه  وحفر في موضعه، وذلك بأن حفر له أبو طلحة الأنصاري لحداً، ثم دخل الناس أرسالاً يصلون عليه فرادى؛ الرجال، ثم النساء، ثم الصبيان، ثم العبيد، ولما فرغوا من الصلاة عليه دفن  وذلك ليلة الأربعاء، وكان الذي نزل في قبره علي بن أبي طالب، والفضل وقثم ابنا العباس وشقران،وأثناء ذلك قال أوس بن حولي الأنصاري لعلي: أنشدك بالله وحظنا من الرسول  أي أن تأذن لي في النزول إلى قبر الرسول  فأذن له بالنزول في القبر معهم فنزل، وسووا عليه التراب ورفعوه مقدار شبر عن الأرض.
وقبض رسول الله ، وعمره ثلاث وستون سنة، ولم يخلف من متاع الدنيا ديناراً ولا درهماً،
بل مات ودرعه مرهونة في كذا صاعاً من شعير، فصلى الله عليه وسلم يوم مات ويوم يبعث حياً.
الخـــاتمـــة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
فقد توصلت في تقريري هذا أن نقتدي بجميع الرسل وأن نعمل بما قالوا أو عملوا فإذا عملنا بعملهم نأخذ الثواب والأجر العظيم من الله تعالى.
وأرجوا أن ينال إعجابكم ونستفيد منه ونكون قد أرضينا الله ورسوله والمسلمين.











المصادر والمراجع

الكتاب الأول:الأطلس التاريخي لسيرة الرسول  ، المؤلف: سامي بن عبد الله، ط 6، الناشر: شركة العبيكان للأبحاث والتطوير، بلد النشر: الرياض_ السعودية، ص 392.
الكتاب الثاني: هذا الحبيب الرسول محمد  ، المؤلف: أبي بكر الجزائري،ط1،الناشر: مكتبة العلوم والحكم المدينة المنورة، بلد النشر: صيدا_ بيروت، من ص 307 إلى 310.

رحيل نبي الأمة

طالب متحمس
26-04-2012, 10:07 AM
ادعووووووولي

بنت الفلي وافتخر
08-05-2012, 05:58 PM
بالتوفيق انشاء الله ومشكور وماقصرت :(26):