المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : [استفسار] قصتي التي دخلت بها مسابقة اجمل قصة على مستوى الدولة وانشالله تربح اعطونا رايكم



احمدوش
20-03-2012, 07:17 PM
الأوراق المتساقطة

كأي فتاه كنت أحلم وأرسم أحلاماً كبيرةً على ورق الحرير وأغلف بها ضلوع قلبي اليتيم , فككل البنات
كنت أحلم بقصر كبير وزوج يمسح بيديه دموع الأمس التي جعلت من خدي مرقصاً لها, ولكن الحلم
الأكبر كان بالنسبة لي هو عائلة أغوص بحنانها الذي ضاع ولم أجد له طريقاً, فدونت كل أحلامي بورقة وحفظتها من كل إنسان وصديق ووضعتها في صندوق قديم لأفرح بحرقها بعد التنفيذ.
فبعد ساعة ستشرق شمس الحياه تعلن لي عن يوم جديد , يوم سأكون به طالبة في كلية الطب , كانت تلك أول اللحظات التي أحسست بها بلذة الفرحة و النصر فبعد سنين حققت حلمي الأول ألا وهو التعليم وأما الباقي فكان يأتي بالتدريج.
في البداية تعرفت على مجموعة من الطالبات كانوا أكبر مني سناً وأعلم مني بتلك الكلية الكبيرة فمشيت معهن و الصمت أكل حديثنا حتى سمعت أن محاضرتي الأولى بدأت فذهبت واللهفة ذهبت قبلي, دخلت مكاناً كبيراً , وكانت المقاعد تملأ كل الأرجاء والطلاب مشغولون بالمحادثات الجانبية .
وأنا كنت أنظر إليهم من بعيد كطفلة ضاعت بليلة العيد وحيدة, فلم أستغرب الوضع فمنذ ان أخذ الرب أمانته من أهلي أصبحت والوحدة من أعز الأصحاب , ومرت أيام الدراسة كلمح البصر فتخرجت من تلك الجامعة , والكل من حولي كانوا ينادونني بالطبيبة , سحقاً لتلك الحياة هم لا يعلمون أنني وحدي أحتاج طبيباً ليعالج قلبي الذي ضاع بين صفحات الأيام
فبعد فترة لم تتعد الشهور من تخرجي أتى رجل وطلب يدي لم يكن من حولي سوى أن أقول له نعم ربما لأنني منذ صغري لم اتعلم معنى كلمة لا.فكان زوجي رجلاً ذا مسوؤليات كثيرة فكان رئيس شركة للمقاولات , حاولت وقتها أن أخدع نفسي وأقول:أفرحِ يا فتاة فالحلم الثاني قد تحقق ها أنتِ الآن تعيشين في قصر مع زوج كريم ولم يبق لك الكثير سوى آخر حلم عظيم ألا وهو أن أنعم بكلمة طفل صغير يناديني ماما......
لعب القدر أجمل ألعابه معي فها أنا ذا أحمل بأحشائي توأماً من الأطفال , وقتها قررت أن أترك العالم كله واتفرغ لزوجي وأطفالي فالعد التنازلي قد حان , ساعات ويلون صدى ضحكات أطفالي المكان فلقد فتحت عيني على صوت زوجي وهو يقول :مبروك مبروك يا أم خالد لقد أنعم الله علينا بخالد وأيوب , وقتها فقط أدركت معنى العائلة فتعايشت مع السعادة الأبدية , ولم أظن أنها قد تختطف من بين يدي , فحاولت دائماً أن أكون تلك الأم المثالية.
ومرت بنا الأيام كطيف أضاء من بعيد حتى حان العيد وامتلأ الشارع بالتكبير والتهليل,فقررت أنا وزوجي أن نجعل من هذا العيد يوماً مميزاً لأطفالنا , لأنه سيكون أول عيد لنا مع خالد وأيوب فسوف نأخذهم برحلة إلى أكبر مدينة ألعاب في دبي .
فذهبت لأحضر مستلزمات تلك الرحلة من طعام وشراب , ولكنني تذكرت أن حليب أطفالي قد نفذ ,
فقلت لزوجي : جهز السيارة واهتم بالأطفال ريثما أعود بسرعة من المحل المجاور لبيتنا,
فنظر إلي بإبتسامة غاصت في أعماق التجاعيد وقال: حسناً يا لين سأهتم بالوضع حتى تعودي.
ولكن من سرعتي نسيت هاتفي في المنزل ,وفي تلك اللحظات كان زوجي يتصل بي ولكن لا حياة لمن تنادي , فاشتعل قلبه خوفاً عن سبب تأخري, فقرر أن يأتي هو والأطفال لكي يصطحبني فوراً من ذلك المحل ونذهب إلى ما أسميناه برحلة العيد .
فوضع خالد وأيوب في الخلف , وانطلق بسرعة صرخت لأجلها الأرض تمهل! , وفجأة سمع صوت الهاتف يرن اعتقد فوراً أنني أنا التي اتصل به فنظر إلى الهاتف الذي كان يبعد عنه فأزال الحزام لكي تستطيع يده أن تصل لمكان الهاتف ولم بنتبه لذلك الطريق المزدحم أمامه.
. وفي تلك اللحظات كنت أنا بطريقي نحو المنزل فسمعت صراخ نساء ورجال فأكلني الفضول لأعرف سبب تلك الأصوات , فسألت الشرطي الذي كان يقف بزحمة تلك الأنفاس : خير إنشالله ما الذي حدث ؟
فأجابني : لا حول ولا قوة إلا بالله رجل توفى هو وأطفاله بسبب تهوره فلقد قطع الإشارة وهي حمراء بسرعة جنونية, والذي زاد ذالك الحادث مأساه أنه لم يكن يضع حزام الأمان لا هو و ولا أطفاله فلم يبق منهم سوى هاتف صغير .
فنظرت للهاتف وصرخت صرخة لا نهاية لها , فلم أر سوى بقايا أشلاء ضحايا تلفت هنا وهناك أين طارت تلك الأحلام خالد أيوب هيا بنا نحو الدار,زوجي يا من رسمت لي النور بوسط الظلام فها أنا أتيت فهيا بنا لتلك الرحلة العمياء
ولكن لا صدى للصدى فالعيد تحول لعرس حزين , كنت أنا به وحدي انتظر الرحيل بجسد بلا عقل ولا روح , فلم يبق لي سوى ذكرى أصوات أطفالي وهاتف بقيت أرقامه عبرة لكل طائش مسرع صغير , وبقايا ورقة أحلام وأمنيات كانت تحمل بجوفها صور فتاة تحلم بزوج وقصر كبير.

احمدوش
20-03-2012, 07:18 PM
انشالله تفوز لو فازت الكم حلوان مع تحيات منى عبد السلام