المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حسان بن النعمان



المهلك
26-02-2012, 10:40 PM
حسان بن النعمان
هو حسان بن النعمان بن عدي الأزدي الغساني, من أولاد ملوك غسان. قائد من رجال الحرب والسياسة ومن المشهورين في الفتوحات الإسلامية. ولاه عبد الملك بن مروان على إفريقية سنة 69هـ لما اضطربت الأحوال فيها بعد مقتل أميرها زهير البلوي فزحف بجيش عظيم, واستطاع أن يقضي على الروم الذين تحصنوا في قرطاجة وفي حصون الساحل, فطردهم نهائيا من شمال إفريقية. توجه بعد ذلك إلى حرب زعيمة قبيلة (جراوة) من قبائل البربر الكبيرة, وقد دعاها العرب (الكاهنة) لأنها كانت تتنبأ وتمارس أعمال السحر, وكانت قد تحصنت في جبال (أوراس) , فلما علمت بقدوم حسان, زحفت في عدد لا يحصى من البربر. والتقى الجمعان على نهر (نيني) وانهزم حسان وجيشه بعد بلاء عظيم, وقتل من المسلمين خلق كثير وسمي ذلك اليوم يوم البلاء, وسمي النهر الذي التقوا عليه (نهر البلاء) , وتبعته الكاهنة وأسرت من أصحاب حسان ثمانين شخصا, منهم خالد بن يزيد العبسي, وهو الذي تبنته لجماله وشجاعته. ثم إنها تراجعت وخشيت أن توغل في تتبع المسلمين فيرتدون عليها, فعادت إلى مقرها واكتفت بما حصلت عليه من نصر, بعد أن أخرجت المسلمين من حدودها, في المغرب الأوسط. عاد حسان بعد ذلك إلى القيروان وطلب من الخليفة عبد الملك بن مروان أن يمده بجيش لحرب الكاهنة وطرد الروم, وكان عبد الملك قد فرغ من حرب آل الزبير واستتب له الأمر في العراق وفي الحجاز واليمن, فأمده بجيش كثيف, فخرج حسان إلى الكاهنة سنة 82هـ في معركة جرت في موضع يعرف بـ (بئر الكاهنة) وفيها قتلت الكاهنة وسحق جيشها, وبذلك قضى حسان على مقاومة البربر, وعادت البلاد حتى المحيط الأطلسي جزءا من العالم الإسلامي. اتجه حسان بعد ذلك إلى قرطاجة فطهرها من البيزنطيين, وكانوا قد استولوا عليها سنة 78 هـ, ولاحظ حسان أن هذه المدينة أصبحت تشكل خطرا دائما على الفتح العربي لإفريقية, فأمر بهدمها وتخريب عمرانها وأقام تجاهها على البحر, مدينة عربية إسلامية دعاها باسم (تونس) وأقام فيها قاعدة بحرية تقلع منها الأساطيل وأنشأ بها دار صناعة الأسطول. تولى حسان تنظيم الشئون الإدارية على نحو ما فعله العرب في مصر والشام فدون الدواوين ونظم الخراج وعمل على نشر الدين الإسلامي بين البربر ونشر اللغة العربية بينهم, وبذلك حول المغرب إلى ولاية عربية إسلامية. عاد حسان بعد ذلك إلى دمشق سنة 85 معزولا, ومكث في دمشق مدة, ثم توجه مع الحملات التي كانت تغزو بلاد الروم فغزا ومات غازيا, وخلفه في ولاية إفريقية موسى بن نصير.