المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : " ثقافي الصم " يدرس تضمين قواميس لغة الإشارة بالمناهج الدراسية



عاشقة البسمة
26-09-2011, 11:37 PM
أكد أن إنشاء كلية خاصة بالفئة حلم ما يزال يراودنا.. السناري لـ "الشرق":


" ثقافي الصم " يدرس تضمين قواميس لغة الإشارة بالمناهج الدراسية


تدشين القاموس الإشاري الإسلامي قريبا وطباعة 10 آلاف نسخة مجانا

خطة لتوفير مترجمين للغة الإشارة في مختلف مؤسسات الدولة

الانتهاء من المخططات النهائية لمبنى الصم الجديد قريباً

460 ألف ريال ميزانية المركز سنويا ونتطلع لمضاعفة الرقم

التحاق عدد من أفراد الصم بالوظائف التي تناسب قدراتهم

إطلاق 3 برامج لنشر التوعية المجتمعية بحقوق الصم


حوار : -سمية تيشة


كشف السيد علي عبيد السناري — رئيس مجلس إدارة المركز القطري الثقافي الاجتماعي للصم _ أن المركز يعكف حالياً على تضمين قواميس لغة الإشارة بالمناهج الدراسية لتوعية طلاب المدارس والمعلمين حول كيفية التعامل مع هذه الفئة وفهم لغتهم الحوارية، وأوضح بأنه قريباً سيتم تدشين القاموس الإشاري الإسلامي وهو تكملة للقاموس الإشاري العربي الموحد للصم بجزئية الذي أطلقه المركز عام 2008، وهو ما يعكف المركز على تضمينه ضمن المناهج الدراسية في الدولة، لافتاً إلى أنّ هناك مساعي لتدريس القاموس الإشاري الإسلامي ضمن المناهج الدراسية في كثير من الدول العربية..

وأشار السناري في حوار خاص لـ الشرق بحضور السيد ناجي الزكارنة المدير العام للمركز، إلى أنّ حلم إنشاء "كلية للصم" مازال يراود فئة الصم، موضحاً أن المركز قد خاطب جامعة قطر لإنشاء كلية في الحرم الجامعي للصم، بحيث يتم من خلالها تقديم منهج متكامل للصم لمواصلة مشوارهم التعليمي، على أن تكون مدة الدراسة في الكلية سنتين فقط، متمنياً أن يصبح الحلم واقعا وان ترى الفكرة النور في القريب العاجل..

وأضاف السناري بأن لدى المركز خطة بتوفير مترجمين للغة الإشارة في مختلف مؤسسات الدولة، وقد تمت مخاطبة الجهات المسؤولة بحيث يتم تخصيص شخصين من كل جهة للقيام بمهام الترجمة لفئة الصم، على أن يتكفل المركز بعقد دورات مكثفة لهم في لغة الإشارة، لافتاً إلى أنّ الميزانية التي يتم رصدها لأنشطة وبرامج المركز تبلغ 460 ألف ريال سنويا، متطلعاً إلى مضاعفة الميزانية لتعميم الفائدة على أكبر عدد من الصم في الدولة.

التوعية المجتمعية

بداية أوضح السيد علي السناري بأن "التوعية المجتمعية بحقوق الصم" من أولويات المركز، الذي يسعى جاهداً إلى نشر التوعية المجتمعية وتعزيز لغة الإشارة وذلك عن طريق وضع خطط مدروسة وإطلاق 3 برامج توعية قائلا "هناك جهود مكثفة من قبل مركز الصم في تطوير البرامج والخدمات المقدمة للصم، حيث يسعى المركز إلى تقديم الدعم اللازم للصم ومساعدتهم على اجتياز العقبات والمشكلات التي تواجههم في حدود الإمكانيات المتاحة، والعمل على منحهم مزايا وتسهيلات تساهم في تخفيف الأعباء المعيشية قدر الإمكان، ودعم الروابط الأسرية فيما بين الصم والعمل على إدماجهم في المجتمع، فضلا عن توفير أنشطة وبرامج ذات طابع اجتماعي ثقافي وترفيهي لاستثمار وقت فراغ الصم ولإضفاء جو من التسلية والمرح وكسر الروتين والملل، بالإضافة إلى عقد دورات لغة إشارة لشرائح وفئات عمرية مختلفة بالمجتمع من أجل نشر ثقافة الصم وتيسير قناة التواصل بينهم، ومد جسور الاتصال والتواصل مع المؤسسات والجهات المختلفة بالدولة وتكثيف التعاون المشترك معها في جميع المجالات، العمل على إقرار حقوق الصم التي منحتها لهم القوانين المحلية والمعاهدات والمواثيق العربية والدولية"، مشدداً على أهمية مشاركة الناطقين في برامج الصم.

القاموس الإسلامي

وتحدث السناري عن المرحلة المقبلة للمركز التي تركز على تدشين القاموس الإشاري الإسلامي وهو تكملة للقاموس الإشاري العربي الموحد للصم بجزئيه الذي أطلقه المركز عام 2008، قائلا "يعد القاموس الإشاري الإسلامي مرجعا دينيا لكافة الصم العرب والمسلمين فى مختلف بقاع الأرض، حيث يحتوى على 1400 مصطلح أشاري متخصص بالشريعة الإسلامية من حيث الفقه والعقيدة، بهدف توعية الصم العرب وتثقيفهم في أمور دينهم، للاعتماد على أنفسهم دون الرجوع إلى غيرهم خاصة فيما يتعلق بالمسائل الفقهية" مشيراً إلى أنه سيتم طباعة ما يقارب 10 آلاف نسخة وتوزيعها على الدول العربية والإسلامية مجانا من قبل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية التى دعمت هذا المشروع ماديا ومعنويا.

وأوضح بأن المركز يسعى بشكل كبير إلى تضمين قواميس لغة الإشارة بالمناهج الدراسية لتوعية طلاب المدارس والمعلمين حول كيفية التعامل مع هذه الفئة وفهم لغتهم الحوارية، منوها بان هناك مساعي لتدريس القاموس الإشاري الإسلامي ضمن المناهج الدراسية في كثير من الدول العربية، باعتباره منهاجا لجميع الصم العرب المسلمين فيما يختص بالأمور الفقهية، كما ان هناك مساعي بإدخال قواميس لغة الاشارة بالمناهج الدراسية بمدارس الدولة لتوعية طلاب المدارس والمعلمين حول كيفية التعامل مع هذه الفئة وفهم لغتهم الحوارية، وإتاحة الفرصة أمام الطلاب والمعلمين لتعليم لغة الإشارة.

كلية للصم

وحول التعليم الجامعي للصم قال السناري ان اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة قد احترمت كرامة الأشخاص المتأصلة واستقلالهم الذاتي وحرية تقرير خياراتهم بأنفسهم واستقلاليتهم بما في ذلك حقهم في التعليم والصحة والعمل، وعدم التمييز والمشاركة بصورة كاملة في المجتمع، لافتاً إلى أنّ المركز يطمح إلى إكمال الأصم تعليمه الجامعي اسوة بالآخرين، إلا أن هناك إشكالية كبيرة في هذه القضية لا يستطيع المركز التدخل فيها، وقال "المركز خاطب جامعة قطر لإنشاء كلية في الحرم الجامعي للصم، بحيث يتم من خلالها تدريب وتأهيل العاملين حول كيفية التعامل مع فئة الصم، وتقديم منهج متكامل للصم لمواصلة مشوارهم التعليمي، على أن تكون مدة الدراسة في الكلية سنتين فقط، وبالفعل تم إرسال خطاب رسمي للجامعة بشأن هذا الموضوع، إلا أن الفكرة مازالت معلقة ولم تترجم فعلياً"، متمنياً أن يتم مناقشة هذه الفكرة بجدية وان يتم وضع خطة إستراتيجية لتعليم الأصم الجامعي أسوة ببعض الدول العربية والتي توفر تعليم جامعي لفئة الإعاقة السمعية..

وأوضح في هذا الإطار بأن المركز على أتم الاستعداد لتدريب وتأهيل الكوادر التدريسية حول كيفية التواصل مع الأصم، وتوفير مترجمين على مستوى عال من الخبرة والكفاءة، لافتاً إلى أنّ الكثير من أفراد الصم يأملون في إكمال تعليمهم الجامعي على أرض وطنهم بالرغم من ان هناك جامعات في الدول الأوروبية توفر مقاعد لفئة الصم، إلا أنهم يفضلون اكتساب المفردات العربية الموحدة للتواصل مع إخوانهم.

توفير مترجمي الإشارة

وبالنسبة لتوفير مترجمي لغة الإشارة في مختلف مؤسسات الدولة، أكد السناري أن افتقار بعض مؤسسات الدولة لمترجمي الإشارة تعتبر من أهم المشاكل التي تواجه فئة الصم، لافتاً إلى أنّ المركز يعمل حالياً على خطة بتوفير مترجمين في مختلف مؤسسات الدولة لخدمة هذه الفئة، حيث تم مخاطبة الجهات المسؤولة بحيث يتم تخصيص شخصين من كل جهة للقيام بمهام الترجمة لفئة الصم، على أن يتكفل المركز بعقد دورات مكثفة لهم في لغة الإشارة.

وأضاف قائلا "تقدمنا بطلب رسمي لعدد من مؤسسات المجتمع المدني بحيث يتم توفير مترجمين بصفة مستمرة لخدمة الأصم، حيث إن الأصم بحاجة ملحة إلى وجود مترجمين في بعض المؤسسات وهذا ما نعمل عليه حالياً"، مناشداً مختلف جهات ومؤسسات الدولة من القطاعين الحكومي والخاص لدعم هذه الخطة وتفعليها بما ينصب في مصلحة هذه الفئة.

مبنى جديد للصم

وأشار رئيس مجلس إدارة المركز القطري الثقافي الاجتماعي للصم إلى أنّ التخطيط العمراني قد خصصت سابقا قطعة أرض للمركز على مساحة "12" ألف متر مربع لبناء مركز جديد بفرعيه للرجال والفتيات، وذلك في منطقة "عين خالد"، موضحاً أنّ قريباً سيتم الانتهاء من المخططات النهائية للمبنى، والمباشرة في البناء بما يتناسب مع واحتياجات ذوي الإعاقة السمعية، ولفت إلى أنّ المركز الجديد يضم مدرسة للأطفال الصم ودروسا تعليمية ومنهجية للأسر تهيئ لهم كيفية التعامل مع أبنائهم الصم وتعطيهم فكرة أولية عن لغة الإشارة،متأملاً أن يتم الانتهاء من المبنى الجديد خلال العامين المقبلين.

كما بين السناري أن مركز الصم يسعى إلى تقديم أفضل البرامج والخدمات لفئة الصم بالمجتمع وذلك من خلال توفير أنشطة وبرامج ذات طابع اجتماعي ثقافي ترفيهي لاستثمار وقت فراغ الأعضاء الصم ومنحهم المسؤولية الكاملة والإدارة الذاتية لأنشطتهم، والعمل على إقرار حقوق الصم التي منحتها لهم القوانين المحلية والمعاهدات والمواثيق العربية والدولية.

توظيف الصم

وتطرق السناري إلى توظيف الصم، موضحاً أنّ العمل حق من حقوق فئة ذوي الإعاقة بشكل لتحسين مستواهم المعيشي أسوة بالآخرين، وأضاف إلى أنه قد تم توظيف عدد من الصم في مختلف مؤسسات الدولة الحكومية منها والخاصة مع مراعاة أولوية التوظيف للقطريين..

وأوضح في هذا الإطار بأن المركز يحمل على عاتقه توظيف أكبر عدد من الصم بمختلف مؤسسات الدولة وذلك في وظائف تناسب قدراتهم وإمكانياتهم ، لافتاً إلى أنّ المركز ساهم في العديد من البرامج والخدمات التي تساعد على الارتقاء بفئة الصم في مختلف المجالات الحياتية، من خلال السعي نحو توظيفهم والعمل على عقد العديد من دورات لغة الإشارة لكافة إفراد المجتمع، فضلاً عن استقطاب العديد من الخبراء من الخارج لعمل دورات لغة الإشارة لوزارات الدولة المختلفة ومؤسسات المجتمع المدني.

أهمية التكنولوجيا

ولفت السيد علي السناري — رئيس مجلس إدارة المركز القطري الثقافي الاجتماعي للصم — في ختام حواره إلى أهمية التكنولوجيا الحديثة في حياة الصم، مشيراً إلى أنّ هناك جهودا واضحة من قبل مختلف مؤسسات الدولة في خدمة فئة الصم، وذلك من خلال المشاركة الفعالة في دعم كافة فعاليات المركز..

وأضاف قائلا" خصصت كيوتل 50 % خصماً على مكالمات الفيديو الجيل الثالث للصم، في حين أن مركز مدى التابع للمجلس الأعلى للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات يقوم بتوفير أجهزة وتقنيات تساعد الصم على مواصلة حياتها بكل يسر وسهولة، بل ويقدم خدمات جليلة لذوي الإعاقة بشكل عام"، لافتاً إلى أن الصم مازال يفتقر لبعض الأجهزة، إلا إن مركز "مدى" يسعى جاهداً إلى توفير أفضل الوسائل الحديثة لهذه الفئة، متوجها بالشكر الجزيل لكافة المؤسسات والشركات على دعمهم اللامحدود لأنشطة وبرامج المركز، ومؤكداً أن "الأصم" في جعبته الكثير من القدرات والطاقات وقد أثبت جدارته في كافة المجالات الحياتية.



الموقع الرسمي لجريدة الشرق القطرية (http://www.al-sharq.com/articles/more.php?id=257770)