المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : «التربية» تعد مناهج متطورة لتعزيز اللياقة البدنية



WaLd AlDaR
03-09-2011, 06:29 AM
http://cdn1.albayan.ae/polopoly_fs/1.1496777.1314999636%21/image/3809932112.jpg


قررت وزارة التربية والتعليم زيادة عدد حصص التربية الرياضية لتصبح 3 حصص للطلبة من الصف الأول وحتى السابع أي بمعدل 135 دقيقة أسبوعيا، وحصتين للطلبة من الصف الثامن وحتى الثاني عشر أي بمعدل 90 دقيقة اسبوعيا، وتطوير وتعديل مناهج التربية الرياضية .
وقامت الوزارة بإعداد مناهج حديثة ومتطورة للتربية البدنية والصحية يواكب كافة المتطلبات العصرية المرتبطة بصحة الطلبة ومستوياتهم البدنية ولكافة المراحل الدراسية، بالإضافة إلى تدريب المدرسين المختصين على تطبيق البرامج بشكل اكثر فعالية، وتطوير مناهج كليات التربية الرياضية بما يتناسب واحتياجات الطلبة.
وأوضح الدكتور أسامة اللالا أخصائي الأنشطة الصحية في إدارة التربية الرياضية في دراسة أعدها بهذا الخصوص أن زيادة ممارسة النشاط البدني في المدارس تتطلب تغييراً في أولوية الاهداف التربوية ، وذلك بإعطاء الجوانب الصحية المرتبطة بصحة الطلبة مزيدا من العناية والاهتمام.

أمراض القلب
وقال الدكتور أسامة اللالا ان اهداف المنهاج المدرسي الجديد هو تطوير اللياقة البدنية، سواء كان ذلك في المدرسة الابتدائية او في المدرسة الثانوية، واوضح ان النشاط البدني المنظم والمنتظم لدى الاطفال يساعد بدرجة ثابتة علميا على تقليل عوامل الخطورة من الاصابة بأمراض القلب، كذلك بينت الدراسة ان الاطفال النشيطين بدنيا والذين ينتظمون في ممارسة الانشطة البدنية بشكل منظم هم أكثر استعدادا لنقل هذا السلوك الرياضي الى مرحلة الرشد، وهذا يؤكد على اهمية حث الاطفال وتشجيعهم على ممارسة النشاطات البدنية وأدائها منذ مرحلة الطفولة، حيث اصبحت النشاطات البدنية من الضرورات المهمة خلال سنوات النمو وفي مرحلة الطفولة المبكرة للحفاظ على مستوى طبيعي من النمو والتطور الحركي ومنع حدوث السمنة وامراض القلب وتصلب الشرايين الدموية مبكرا.

علوم ومعارف
وأوضح الدكتور أسامة اللالا أن هناك دورا للأنشطة الرياضية في تدعيم اهداف النظام التربوي، حيث تعد الانشطة التربوية بمجملها امتداداً طبيعيا للعلوم والمعارف الاكاديمية والتي يتلقاها الطالب في الفصول الدراسية، حيث ثبت من خلال البحث العلمي ان الانشطة الفنية والاجتماعية والرياضية والثقافية تساهم في رفع قابلية التلاميذ للتحصيل الدراسي، ولذلك كانت العلاقة التبادلية ما بين قوة التحصيل الدراسي واللياقة البدنية المرتبطة بالصحة علاقة قوية وواضحة .

لياقة كافية
وأكدت الدراسة أن تمتع التلميذ باللياقة البدنية الجيدة يساعده على الاسهام الاولي في التقليل من الضغوط النفسية التي ترافق العملية التعليمية، وتساعده أيضا على تحسين الكفاءة الوظيفية لأجهزة الجسم للعمل بكفاءة عالية، والى الوقاية من التعرض الى الاصابة ببعض الامراض الخطيرة، وأيضاً تعمل اللياقة البدنية الجيدة الى تحقيق نوع من الصحة النفسية والانفعالية والجسمية للطالب، مما سينعكس ايجابيا على مستوى تحصيله الدراسي.

أداء مدرسي
وأوضح الدكتور أسامة، بأن اللياقة البدنية لها دور كبير في تفعيل الاداء الدراسي للتلاميذ، كما أنها ترفع من تحصيلهم الدراسي، وذلك وفقا للدراسة التي أعدها.
وكشف عن ان الجانب البدني هو من اكثر الجوانب تأثيرا في شخصية الطالب، وخاصة في هذا العصر، حيث أشارت الكثير من الدراسات الى أهميته في غرس مجموعة من السمات الاجتماعية والنفسية والعقلية الايجابية، والتي تساعد الطالب على حسن التكيف الاجتماعي والنفسي في المجتمع ، هذا اضافة الى التأثير الايجابي لبرامج التربية الرياضية المقدمة للطلاب على تحسين الكفاءة الوظيفية لجميع اجهزة الجسم لديهم ما ينعكس ايجابياً على ارتفاع مستوى النمو العقلي نتيجة للخبرات التي يكتسبونها، ومن ثم الارتفاع في مستوى التحصيل الدراسي.

تطور حضاري
وذكر أخصائي الأنشطة الصحية في إدارة التربية الرياضية أن وزارة التربية والتعليم حققت العام الماضي دورا إيجابيا من خلال تفعيل دور حصص التربية الرياضية، حيث تم زيادة عدد الحصص إلى حصتين أسبوعياً بدلا من حصة واحدة، وهذا التركيز يحقق متطلبات النظام التربوي الحديث وهو محاولة العمل على وقاية النشء من الاصابة بالكثير من الامراض، حيث إن التقدم والتطور الحضاري مرتبط بكيفية الاعتناء باللياقة البدنية للأطفال من منظور الصحة العامة للوقاية من العديد من الامراض.
وبين اللالا أن الزيادة في ارتفاع نسبة الشحوم بالجسم تعد مصدراً خطراً من الناحية الصحية لما ينجم عنها من امراض مزمنة كثيرة كالسكري وارتفاع ضغط الدم وتصلب الشرايين وارتفاع نسبة الكولسترول في الدم والبروتينات الدهنية منخفضة لكثافة، حيث أثبتت الدراسات العلمية بأن ارتفاع نسب الشحوم في الجسم عن مستوياتها الطبيعية والتي يعبر عنها باصطلاح السمنة او البدانة تضعف من أداء العديد من اختبارات اللياقة البدنية المرتبطة بالصحة بشكل لائق، مشيرا إلى أن هذا الامر هو الذي جعل العناية باللياقة البدنية المرتبطة بالصحة هدفا وطنيا لدى كثير من الامم .

وقال إن العديد من الدراسات أشارت الى ان الابتعاد عن ممارسة الانشطة البدنية والحركية منذ مرحلة الطفولة حتى مرحلة المراهقة يعد احد الاسباب التي لها علاقة بأمراض القلب وتصلب الشرايين، فبات من المهم تشجيع ممارسة الانشطة البدنية التي تؤدي الى رفع الكفاءة البدنية المرتبطة بالصحة، والتي أصبحت تأخذ جزءا كبيرا من برامج التربية الرياضية الوطنية.

أمراض مزمنة
واوضحت الدراسة ان الادلة العلمية المتوفرة تؤكد بأن النشاط البدني المنتظم عند الاطفال يقلل من عوامل الخطورة المهياة للاصابة بامراض العصر المزمنة، وهناك الان اتجاه سائد يدعو الى ضرورة حصول التلاميذ على مشاركة منتظمة في الانشطة البدنية المدرسية معتدلة ، خاصة مع ارتفاع نسبة السمنة لدى الاطفال خلال السنوات الخمس الاخيرة.
وأشار الدكتور اللالا إلى أنه على الرغم من هذه الحقائق العلمية المنشورة فما زالت بعض البرامج والانشطة الرياضية المخصصة للتلاميذ ولا سيما حصص التربية الرياضية المدرسية تخلو من الفعاليات الرياضية التي تطور من مستوى اللياقة البدنية الصحية، وذلك لأن غالبية الوقت المخصص لدرس التربية الرياضية ينقضي في الجوانب الادارية والتنظيمية، وطالب وزارة التربية بالتنبه لخطورة هذا الأمر، لأن الطالب ربما لا يمارس أي نشاط رياضي خلال الاسبوع سوى في حصة الرياضة التي تكون مختصرة نتيجة هذه الجوانب.

دلائل علمية
وبين الدكتور أسامة اللالا أن المؤسسات والمنظمات الصحية والطبية والرياضة العالمية تنبهت في الآونة الأخيرة لأهمية عناصر اللياقة البدنية المرتبطة بالصحة، وذلك لوجود دلائل علمية تؤكد على ارتباط تلك العناصر بصحة الفرد، كما أن تلك العناصر المرتبطة بالصحة تعد قابلة للتطوير من خلال ممارسة الأنشطة البدنية وكما تأثر وبشكل مباشر في نسبة الشحوم في الجسم.

تجارب ودراسات
وقال اللالا إن الاهتمام العالمي المتزايد ببدانة الأطفال والمراهقين يأتي لأسباب عدة اهمها الزيادة الملحوظة لبدانة الأطفال والمراهقين خلال المرحلة العمرية الواقعة بين الـ « 15-20» عاماً، إذ قام محللون أميركيون بتجارب أوضحت أن البدانـة قد زادت بنسبة 39% بين المراهقيـن، وانها باتت منتشرة بنسبة 21.9% لمن هم في عمر الـ «12-17» سنة، ولهذا وجد الباحثون بأن برامج الوقاية من البدانة باتت أمراً ملحاً وضرورياً، لا سيما ان عدد البدناء يزداد في سن المراهقة، بالإضافة إلى ارتباط بدانة الطفولة والمراهقة بخطر استمرارها مع البلوغ .

عبء نفسي
وأوضح ان البدانة لدى الاطفال المراهقين تشكل عبئا نفسيا واجتماعيا ليس فقط على الطفل نفسه، بل على اسرته ومجتمعه مما يؤثر سلبيا على مستوى التحصيل الدراسي نتيجة لانخفاض التكيف الاجتماعي للتلميذ في المدرسة وابتعاده الجزئي عن الانخراط في مجتمعات الطلاب. حيث ثبت ان الاطفال البدناء عرضة لضغط نفسي كبير، فالعديد من المجتمعات الحديثة تنظر إلى البدانة على أنها انغماس ذاتي وإشباع مفرط، فالطفل البدين ينظر إليه على انه غير جذاب.

تحصيل دراسي
وتشير الأبحاث بأن النشاط البدني يزيد عدد الشرايين في الدماغ، وهذا بحد ذاته يسهل امتصاص الغذاء والتخلص من الفضلات، ويعد تفعيل توصيل الأوكسجين والسكر للدماغ من الأمور التي تساعد في الانجاز وكون أن اللعب فطري عند الطفل ويستمتع به من خلال الأنشطة الحركية فإن تطوير المهارات الحركية لدى الأطفال من خلال البرامج المناسبة يعززه استمتاع الطفل بالحياة النشطة، كما أن تعزيز التحكم العضلي للحركات الكبيرة والمهارات الدقيقة وتحسين التوافق بين حركة اليد والعين يقدم شكلاً من الاعتمادية المستقلة، والمقصود بالمهارات الدقيقة هنا تلك الحركات التي تجعل الطفل قادراً على معالجة إغلاق أزرار القميص ومسك كوب من الزجاج ورسم صورة والمشاركة في عدد من المهارات اليدوية المناسبة للمرحلة السنية.

تأثير فسيولوجي
ويساعد النشاط البدني أيضاً في تحسين الحالة الصحية للطالب بتأثيراتها الفسيولوجية المختلفة لتحسين وظائف الجسم والارتقاء باللياقة البدنية المرتبطة بالصحة والعناية بالقوام، وذلك للوقاية من التشوهات القوامية للطالب مما يجعله أكثر تحملاً في مواجهة أعباء اليوم المدرسي، وبذلك تزيد قدرته على التحصيل الدراسي من خلال زيادة تركيز انتباهه وتحسن العمليات العقلية العليا عن طريق تحسن وظائف المخ وهذا ما أثبتته نتائج الدراسات العلمية.
وأثبتت الدراسات أن تخصيص وقت لممارسة الطلاب الأنشطة البدنية خلال اليوم المدرسي يؤدي إلى تحسين الأداء الأكاديمي مقارنة بالطلاب الذين لم تتح لهم مثل هذه الفرصة، ومن خلال هذه المقالة سوف نناقش العلاقة القائمة مابين النشاط البدني والتحصيل الدراسي .

توصيات

أوصت الدراسة التي أعدها الدكتور أسامة اللالا بضرورة زيادة وتفعيل الانشطة الرياضية المرتبطة بالصحة والموجهة لطلبة المدارس ولمختلف المراحل التعليمية لما لذلك من دور كبير جدا في تحسين مستوى التحصيل الدراسي وانعكاسه الايجابي على مجموعة من المتغيرات النفسية والسلوكية لهم، والى التخفيف من مظاهر القلق والتوتر الانفعالي والجسمي والذي يرافق العملية التعليمية وتوعية التلاميذ واولياء امورهم الى اهمية ممارسة الانشطة البدنية في فترة الطفولة لتطوير اللياقة البدنية من منظور الصحة العامة وتعزيز السلوك الحياتي اليومي والذي يمكن نقله الى مرحلة الرشد وضرورة احداث نوع من التنسيق بين مدرسي التربية الرياضية والمرشدين التربويين.
وذلك للوقوف على بعض المشاكل السلوكية والاجتماعية والتي ترافق العملية التربوية خاصة لدى التلاميذ منخفضي النشاط البدني ومنخفضي اللياقة البدنية المرتبطة بالصحة للعمل على حلها، كونها من الامور التي تؤثر على مقدار التحصيل الدراسي والتكيف الاجتماعي للتلميذ.