المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : (( سبق المفردون ))



فلفله طايره
10-06-2011, 12:19 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
.
.
.


ذكر الله عمل صالح يجود به عباد الله الموفقين.. لايكلف جهدآ ولايأخذ وقتآيطلقون به ألسنتهم ليل نهار سرآ وجهار.. يسمعهم السامع
فيذكر الله فيؤجرون..يراهم من أطلق لسانه بالفحش من القول فيستحيون فيذكرون الله فيؤجرون.. يكسو وجوههم النور وتعلوهم المهابه..
زيَّن الله به ألسنة الذاكرين، كما زيَّن بالنور أبصار الناظرين. فاللسان الغافل، كالعين العمياء، والأذن الصماء، واليد الشلاء.


ومن كمال فضل الله وإحسانه على عباده ان شرع لناصيغآ متعدده لذكره باللسان نتعبده بها..ونشرح بهاصدورنا..حتى لاتعيقنا سآمه او يعترينا مللآ
فسبحانه من شارع حكيم وربٌ رحيم..
.
.
.

شواهد:
عن عبد الله بن بسر رضي الله عنه أنَّ رجلاً قَالَ : يَا رسولَ الله ، إنَّ شَرَائِعَ الإسْلامِ قَدْ كَثُرَتْ عَليَّ ، فَأَخْبِرْنِي بِشَيءٍ أَتَشَبثُ بِهِ قَالَ : (لا يَزالُ لِسَانُكَ رَطباً مِنْ ذِكْرِ الله)) .رواه الترمذي ، وقال : (( حديث حسن )) .


عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ:"مَنْ هَالَهُ اللَّيْلُ أَنْ يُكَابِدَهُ،أوبَخِلَ بِالْمَالِ أَنْ يُنْفِقَهُ،أوجَبُنَ عَنِ الْعَدُوِّ أَنْ يُقَاتِلَهُ، فَلْيُكْثِرْ من "سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ"، فَإِنَّهَا أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ جَبَلِ ذَهَب يُنْفَقه فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ".صححه الألباني.

وفي رواية فليكثرذكر الله وفي رواية فليكثر من قول لا إله إلا الله والله أكبروالحمد لله وسبحان الله. (صحيح الترغيب والترهيب).


عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ قَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ فِي يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ حُطَّتْ خَطَايَاهُ وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ " صحيح البخاري "


وفي صحيح مسلم أن فُقَرَاءَ الْمُهَاجِرِينَ أَتَوْا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالُوا ذَهَبَ أَهْلُ الدُّثُورِ بِالدَّرَجَاتِ الْعُلَى وَالنَّعِيمِ الْمُقِيمِ. فَقَالَ «وَمَا ذَاكَ». قَالُوا يُصَلُّونَ كَمَا نُصَلِّى وَيَصُومُونَ كَمَا نَصُومُ وَيَتَصَدَّقُونَ وَلاَ نَتَصَدَّقُ وَيُعْتِقُونَ وَلاَ نُعْتِقُ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم «أَفَلاَ أُعَلِّمُكُمْ شَيْئًا تُدْرِكُونَ بِهِ مَنْ سَبَقَكُمْ وَتَسْبِقُونَ بِهِ مَنْ بَعْدَكُمْ وَلاَ يَكُونُ أَحَدٌ أَفْضَلَ مِنْكُمْ إِلاَّ مَنْ صَنَعَ مِثْلَ مَا صَنَعْتُمْ». قَالُوا بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ «تُسَبِّحُونَ وَتُكَبِّرُونَ وَتَحْمَدُونَ دُبُرَ كُلِّ صَلاَةٍ ثَلاَثًا وَثَلاَثِينَ مَرَّةً». قالَ أَبُو صَالِحٍ فَرَجَعَ فُقَرَاءُ الْمُهَاجِرِينَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالُوا سَمِعَ إِخْوَانُنَا أَهْلُ الأَمْوَالِ بِمَا فَعَلْنَا فَفَعَلُوا مِثْلَهُ.
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:
«ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ».


الدثور : جمع دثر وهو المال العظيم
.
.

.
واعلموا وفقكم الله، أن لسائل أن يسأل: ما بال ذكر الله سبحانه، مع خفته على اللسان وقلة التعب منه، صار أنفع وأفضل، من جملة العبادات مع المشقات المتكررة فيها؟

فالجواب:
هو أن الله-سبحانه-جعل لسائر العبادات مقدارا، وجعل لها أوقاتًا محدودة، ولم يجعل لذكر الله مقدارًا ولا وقتًا، وأمر بالإكثار منه بغير مقدار، لأن رؤوس الذكر هي الباقيات الصالحات؛ لما ثبت عن النبي-صلى الله عليه وسلم-أنه قال: (خذوا جُنتكم. قلنا: يا رسول الله، من عدو قد حضر؟ قال: لا، جنتكم من النار، قولوا: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر. فإنهن يأتين يوم القيامة منجبات ومقدمات وهن الباقيات الصالحات) رواه الحاكم وصححه.
.
.
.


ثم ليعلم كل مسلم صادق، أن المؤثر النافع، هو الذكر باللسان على الدوام مع حضور القلب؛ لأن اللسان ترجمان القلب، والقلب خزانة مستحفظة الخواطر والأسرار، ومن شأن الصدر أن ينشرح بما فيه من ذكره، ويلذَّ إلقاءه على اللسان، ولا يكتفي بمخاطبة نفسه به في خلواته حتى يفضي به بلسانه، متأولًا قول الله -عزَّ وجل-: {وَاذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ وَلاَ تَكُن مِّنَ الْغَافِلِينَ}[سورة الأعراف:205].

فأما الذكر باللسان، والقلب لاه، فهو قليل الجدوى، قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-: (اعلموا أن الله لا يقبل الدعاء من قلب لاه ) رواه الحاكم والترمذي وحسنه.

وكذا حضور القلب في لحظة بالذكر، والذهول عنه لحظات كثيرة، هو كذلك قليل الجدوى؛ لأن القلب لا يخلو من الالتفاف إلى شهوات الدنيا، ومن المعلوم بداهة أن المتلفت لا يصل سريعًا؛ ولذا فإن حضور القلب على الدوام أو في أكثر الأوقات هو المقدَّم على غيره من العبادات؛ بل به تشرف سائر العبادات وهو ثمرة العبادات العملية.
.
.

ختامآ:
انها مجرد دعوه وتذكير عباد الله ..فهلم نتقرب الى الله بذكره لنملأ بذكره نفوسنا..ونسكن بذكره ارواحنا .. ونفرج بذكره همومنا.. لنملأ بذكره بيوتنا ودورنا..ونربي على ذكره اجيالنا..
لنجعل ذكره قبل كل شيء وعند كل شيء وبعد كل شيء..
فمااستكانت الأرواح بمثل ذكره ولاتلذذت الألسن بأشهى من ذكره ولاطربت الآذان بأعذب من ذكره.
".وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ "
.
.
.
ومضه
ذكر الله -عزَّ وجل-، باب مفتوح بين العبد وبين ربه، ما لم يغلقه العبد بغفلته. !!