السفر

[فلفله طايره]

بسم الله الرحمن
الرحيم









السفر كما تعلمون قطعة من العذاب ، كما أخبر بذلك رسولنا عليه الصلاة
والسلام حيث قال : " السَّفَرُ قِطْعَةٌ مِنَ الْعَذَابِ،
يَمْنَعُ أَحَدَكُمْ نَوْمَهُ وَطَعَامَهُ وَشَرَابَهُ، فَإِذَا قَضَى أَحَدُكُمْ
نَهْمَتَهُ فَلْيُعَجِّلْ إِلَى أَهْلِهِ
"




أخرجه البخاري ومسلم





[ نَهْمَتَهُ ]: أي
حاجته






والمراد من الحديث





أن السفر يُشغل المسافر ويجعله يفكر بأهله وأقاربه وهذا يسبب له ألم
وحزن وتقليل من الأكل والشراب




فإذا اقضى مراده من السفر فليعجل الرجوع إلى أهله
وذويه




وخاصة إذا كان السفر
طويلا










وإذا سافر أحدنا أصابه حزن لمفارقته أهله وأقاربه , لأنه لا يدري
لعلها تكون الأخيرة ...






وكثير منا يغفل عن دعاءٍ عظيم
..






أرشدنا إليه الرسول الأعظم والنبي الأكرم عليه أفضل الصلاة وأتم
التسليم .




عن مُوسَى بْنَ وَرْدَانَ، يَقُولُ: أَتَيْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ
أُوَدِّعُهُ فَقَالَ: أَلَا أُعَلِّمُكَ يَا ابْنَ أَخِي شَيْئًا عَلَّمَنِيهِ
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَقَوْلُهُ عِنْدَ الْوَدَاعِ؟
قُلْتُ: بَلَى، قَالَ: قُلْ: «أَسْتَوْدِعُكَ اللهَ الَّذِي
لَا تَضِيعُ وَدَائِعُهُ»




أخرجه النسائي في سننه الكبرى , وصححه الألباني رحمه
الله






كما يستحب للمقيم أن يودع المسافر, وأن يقول له هذا
الدعاء




[أَسْتَوْدِعُ اللَّهَ دِينَكَ وَأَمَانَتَكَ وَخَوَاتِيمَ عَمَلِكَ
]






عن ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا وَدَّعَ رَجُلًا أَخَذَ بِيَدِهِ، فَلَا يَدَعُهَا حَتَّى
يَكُونَ الرَّجُلُ هُوَ يَدَعُ يَدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
وَيَقُولُ: «اسْتَوْدِعِ اللَّهَ دِينَكَ وَأَمَانَتَكَ
وَخواتيم عَمَلِكَ»
أخرجه الترمذي وصححه
الألباني








وإذا قال كل من المسافر والمقيم الدعاء الذي يُشرع لهما أن يقولاه
باستحضار وصدق فإن الله سيحفظهما كما ثبت ذلك في الحديث
الصحيح






فعن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم : "
إِنَّ اللهَ إِذَا اسْتُودِعَ شَيْئًا حَفِظَهُ
"




صحيح الترغيب
والترهيب









وهذا والله أعلم