المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ابناؤنا وتكنولوجيا البلاك بيرى



احيائية
19-02-2011, 07:11 PM
في الحقيقة ان التقنية في مجتمعاتنا تفهم وتستخدم بالمقلوب أغلب الآحيان للأسف الشديد، وتتراوح فنون مجتمعنا في إدارة استخدامها للتقنية من إساءة في الاستخدام إلى جهل لفائدتها الحقيقية ، وقلة هم من يحسنون استخدامها ، بداية من عصر الكمبيوتر والأنترنت ونهاية بتقنية الهواتف المحمولة المزودة بخدمات الأنترنت والمحادثات الفردية والمجموعات الجماعية . وتتنوع هذه الهواتف المحمولة مع اختلاف وتعدد مسمياتها وأشهرها هو :
(البلاك بيري).

اصبحت هذه الصرخة التقنية (البلاك بيري –Bb ) في عالم الهواتف المحمولة بيد الأبناء والبنات من سن التاسعة فما أعلى إن لم يكن أقل من هذه السن في الغالب . مع غياب القيود والضوابط الأسرية ، جاهلين آو متجاهلين تأثيرها في سلوكيات الأبناء والبنات في هذه الأعمار التي هي ما بين اليانعة و المراهقة ، وهي المرحلة العمرية التي تصقل فيها الطباع والسلوكيات التي تنبني عليها تصرفات جيل قادم يُنمي أجيالاً .

فكيف تستطيع الأسر أن تصل بأبنائها وبناتها إلى بر الأمان ومعالي العلوم والثقافة وتربيتهم فيها خلل , واساسياتهم مبنية على تقنية لها مفاهيم مقلوبة..!

فهل تستطيع هذه الأسر أن تلم بخفايا هذه التقنية وتجزم أنها قادرة على مداركتها من (برودكاست ولستات وروابط بين التارة والأخرى تلبي كل الأذواق يحمل بعضها ما يقصم ظهر البعير ..! وإضافات ومحادثات ما بين الجنسين ....الخ ..!).

والإجابة من الاستحالة مداركتها ومن السهل رؤية نتائجها ..!

لكن الأبناء والبنات يرفضون مع لين الجانب الأسري إلا أن يسايروا الركب والأقران ..!

وحينما نحاول التبرير والقول أنها خاضعة لرقابة أسرية ..!

فشتان ما بين رقابة متنقلة ..!! ورقابة تقنية داخل البيت وتحت عيني الأب والأم و يستطيعون رؤيتها والتحكم في أمانها متى ما رغبوا في ذلك والأساليب في هذا المجال متعددة .

في الجانب الآخر من فنون هذه التقنية المفهومة بالمقلوب :

البلاك بيري يعد من أكثر الأجهزة مبيعاً في الأسواق السعودية والامارات كما ذُكر في بعض الإحصائيات فمن النادر أن تجد خمسة عشر شخصاً ولا يملك أحدهم هذا الجهاز ..!

لكن للأسف الشديد أن سلبياته لم تكن مقتصرة على الأعمار الصغيرة فقط , فقد توغلت إلى -الكبار - الأزواج وحدث بسببه حالات طلاق ومشاكل أسرية عديدة , فأصبح يفتك بالأسر دون رحمة .

هذه التقنية طالت من يمتلكها من الشباب والبنات بسلبياتها , و سيطر المفهوم المقلوب لهذه التقنية عليهم .

فأصبحوا لا يأبهون لشيء وأصبحوا مأسوري الحواس والفكر .

حبيبيهم بي بي وغيره يولي .

تسببت هذه التقنية في العديد من حوادث السير لانشغال قائدي المركبات عند قيادتهم باستخدام البي بي .

وأصبحت الجلسات الشبابية مهما تنوعت وكيفما كانت فاقدةً لمعناها الحقيقي فيما يدور فيها من حوار أو ما إلى ذلك لأن البي بي (البلاك بيري ) أصبح يمتلك جميع أوقات الشباب في (البيت – العمل – النزهة – المقهى – أي مكان يطرأ على البال ).
((بل وصل بأحدهم إلى أن أخرجه اما امامنا نحن وبعض من الجماعة وأخذ يدردش على ما قال))
يعني لا سحا ولا شيمة

حينما تريد الخروج أو السفر مع أشخاص تتمنى أن لا يمتلك أياً منهم جهاز بلاك بيري لأنك ستكون كما لو أنت لوحدك ولن يُلقى لك بالاً .

حزني على أعين عشاق البلاك بيري (العشق المقلوب) لأنها لن تستطيع أن تتلذذ بالراحة بعد أن أنهكتها شاشة البي بي إلّا إذا انقطعت تغطية الشبكة المزودة بالخدمة .

فأي عشق أنت يا بلاك بيري و أي تقنية تعيها يا مجتمع

مخرج :

سئمنا أن تسيطر التقنية بمفهومها المقلوب على عقول شبابنا وفتياتنا . فنحن لا نحارب التكنولوجيا والتقنية أياً كانت لكن نحارب سوء إدارة استخدامها كماً وكيفاً .