المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بحث لكل اليه بيكتب عن المناخ



حلم وردي
29-01-2011, 03:26 PM
المقدمة
يعد تغير المناخ مشكلة عالمية طويلة الأجل تنطوي على تفاعلات معقده بين العوامل البيئية وبين الظروف ألاقتصاديه والسياسية والاجتماعية و التكنولوجية و يترتب عليه تأثيرات مهمة على المستوى الدولي و الإقليمي بما فيها المنطقة العربية.
و قد كثر الحديث في العقود الثلاثة الأخيرة من القرن العشرين عن التغير المناخي وما يمكن أن يترتب علية من تغيرات خطيرة تهدد الإنسان على كوكب الأرض. وعلى الرغم من إن موضوع التغير المناخي بشكل خاص نال نصيبا كبيرا من الدراسة .إلاّ إن العلماء لم يتفقوا على شيء موحد بخصوص ذلك .فمنهم من يقول بان التغير المناخي ليس بالشيء الجديد على كوكب الأرض وانه موجود منذ الأزل .
ومنهم من يقول بان التغير المناخي في تركيب الغلاف الجوي قد بلغ الحد الخطر الذي لا رجوع فيه .وبين هذين الرأيين المتطرفين يوجد الكثير من الآراء التي تتباين في مفاهيمها واستنتاجاتها . والناس بين مصدق متحمس ومكذب له آراء ثانية. ولعل السبب الأساس لهذا الاختلاف يعود إلى إن طبيعة موضوع التغير المناخي بالغة التعقيد بشكل عام من جهة. وعدم توفر البيانات الكافية لصياغة نظرية على شيء من الدقة والرسوخ من جهة أخرى.
ولقد تحول التغير المناخي خلال العقدين الأخيرين إلى موضوع دولي لا يقتصر تناوله على العلماء والباحثين وإنما امتد ليشمل السياسيين والاقتصاديين ودخل ضمن جداول أعمال لجان الأمم المتحدة .وكان من نتائج ذلك توقيع الاتفاقيات للتحكم بالتغير المناخي كما في عام 1992 والتي أصبحت نافذة المفعول عام 1994 و غيرها من الاتفاقيات
و بشكل عام يوجد عدة آراء علمية حول موضوع التغير المناخي, الأول يرى أن الأرض تتجه نحو ارتفاع درجة الحرارة و الثاني يرى أنها تتجه نحو التبريد و آخر يرى أنها لا تتغير و آخر يرى أنه لا يمكن التوقع بالتغيير ...
-تاريخ استشعار العالم لضرورة دراسة التغير المناخي:
1979- أول مؤتمر عالمي لمناخ الأرض
1987-التوقيع من قبل 24 دولة على بروتوكول مونتريال لحماية طبقة الأوزون لخفض 50% من انبعاث غازات الـ CFC حتى عام 1999م
1988- مؤتمر تورنتو وإنشاء مجموعة الخبراء العالميين للمناخ GIEC,IPCCC)) والموافقة على خفض انبعاث CO2 بنسبة 20% عن مستواه في عام 1988وذلك حتى عام 2005
1990- نشر أول تقرير لأعمال الـ GIECكما نشر لهذه المجموعة تقارير أخرى في عام 1995 و 2001م
1992- اتفاق بين دول الـ G7على تثبيت إنتاجهم من CO2حتى عام 2000
1995- مؤتمر برلين وقامت 120 حكومة بالاتفاق على خفض إنتاج الـ CO2حسب برنامج زمني متفق عليه
1997- مؤتمر كيوتو الدولي لخفض الـ CO2بنسبة 15% عن مستواه في عام 1990 وحتى عام 2010م
1998- إخضاع بروتوكول كيوتو للتصديق من قبل الحكومات
2005- عدم العمل ببروتوكول كيوتو وظهور أول الدراسات الفاضحة تؤكد نسبية تطبيق هذا البروتوكول من قبل الدول المصدقة عليه!!!




1.1 نظرة وسائل الإعلام للتغير المناخي و الخطر الحقيقي:
شهد عام 2007 تغيرات مناخية عدة. وقد تنبأ المركز البريطاني للأرصاد الجوية منذ بدايته بأنه سيكون أشد حرارة، وأكثر جفافاً حتى من عام 1998 الذي كان الأدفأ على الإطلاق في القرن العشرين. ولم يبدأ أول تساقط للثلج في العاصمة اليابانية طوكيو حتى منتصف آذار عام 2007 كما أنه لم يستمر طويلاً. وقد انسحب الشتاء الدافئ هذا العام على كافة أنحاء العالم بحسب بيان الإدارة القومية الأمريكية للمحيطات والغلاف الجوي. وأشار هذا البيان إلى أن الشتاء الحالي هو الأدفأ منذ ما يزيد على 100 سنة، وأن درجة الحرارة في العالم هي الأعلى منذ عام 1880 . لقد كان المستوى القياسي المرتفع للدفء في كانون الثاني عام 2007 ، هو المسئول عن ارتفاع درجة الحرارة في فصل الشتاء. وبلغ عدد الكوارث الناجمة عن المناخ عام 2007 حوالي الألف, وفي سورية سيطر ضغط مرتفع على منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط في شتاء عام 2007 ، واستمر لحوالي 66 يوماً متواصلاً بدون هطول الأمطار. وكان الهطول 50 % من معدله في ذلك العام.
أما في عام 2010 في سوريا فقد شهدنا زيادة هائلة في الأمطار لدرجة أن موسم الأمطار بقي حتى بداية الشهر السادس (أي وقت كتابة هذا البحث) و لعل التغير المناخي في 2010 كان بسبب الاندفاعات البركانية و الغبار المرافق من أيسلندة.
إذا فالمناخ متغير و ليس يتجه نحو الارتفاع الهائل في درجات الحرارة كما أرادت بعض وسائل الإعلام إظهاره
و الغريب في تلك النظرة الإعلامية للقضية ليس هو الانحياز لرأي نظرية غازات الدفيئة بل هو الجعل منها أداة بيد المؤسسات الدولية لزيادة التحكم في اقتصاديات الدول الفقيرة و النامية و إجبارها على تطبيق استراتيجيات اقتصادية معينة و دون أن تطبقها هي مع أن الدول الفقيرة و النامية لا يوجد لها هذا الانبعاث من ثاني أكيد الكربون نسبة للعالم

الشكل 1 نسب انبعاثات ثاني أكسيد الكربون نسبيا بين دول العالم

يوضح الشكل النصيب البسيط للدول الفقيرة في انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون
و هنا يجب أن نسلط الضوء على الجرائم الحقيقية في المناخ و هي
جريمة التلوث المناخي
فهذه هي الجريمة التي ينبغي دراستها و منعها فهي التي تؤدي لقتل الإنسان مباشرة بالأمراض العديدة
و الصورة لها واضحة و لا تحتاج لا تخمينات و لا تقديرات لحساب تغير واحد بالمليون كما هو حال دراسة ثاني أكسيد الكربون الذي بالأساس لا يمكن قياسه قياسا دقيقا لاختلاف نسبته حسب المكان و حسب الارتفاع و حسب الموسم
و لذلك لنوضح التلوث الهائل و أكبر جريمة مناخية ترتكب بحق مناخ الأرض منذ ملايين السنين

الشكل 2 التلوث و المداخن التي تنفث الدخان



الشكل 3-4-5-6 التلويث الوحشي للغلاف الجوي

هذه الأشكال تظهر التلويث الوحشي للغلاف الجوي في مختلف أرجاء الأرض
تلك الملوثات التي تدخل جسم الإنسان مباشرة لتستقر في عظمه و لحمه

الشكل 7 لوس أنجلس مثال عن تلوث الأجواء في المدن الكبرى
لوس أنجلس مثال عن تلوث الأجواء في المدن الكبرى الناتج عن عوادم السيارات وعن التلوث الصناعي المعروف باسم التلوث الأوزوني



الشكل 8 التلوث بسان دييجو بالتشيلي عاصمة من 6 مليون نسمة



الشكل 9 السماء في شنغهاي


أما إن تكلمنا عن الملوثات الأخرى غير المصانع فلدينا دخان السيارات مثلا

الشكل 10 التلوث بدخان السيارات

الشكل 11 صورة التلوث الناتج من السيارات في بكين مثال عن نظم التلوث في كافة المدن الكبيرة جنوب شرق آسيا
و بعد كل هذه الملوثات يأتينا البعض ليعمينا عنها و يضخم و يهول من تأثير ثاني أكسيد الكربون فقط لا غير
و السؤال أليس من نواتج الاحتراق أول أكسيد الكربون و ثاني أكسيد الكربون و نواتج أخرى كثيرة مثل أكاسيد الكبريت و الرصاص
أليس ثاني أكسيد الكربون غاز طبيعي غير سام بل تستعمله كل الكائنات الخضراء
أليس أول أكسيد الكربون و أكاسيد الكبريت و الرصاص هي غازات سامة
لماذا كل هذا الزخم الإعلامي نحو ثاني أكسيد الكربون و لا يوجد و لا اتفاقية دولية واحدة و لا مؤسسة دولية تعنى و تختص بحماية الإنسان من الغازات السامة
حتى أنه و في تم في عام 2007م إطلاق أول ماسح فضائي للكربون يدعى بـ Carbon Trackمن قبل NOAA
و بنفس الوقت فحتى 2007 لا يوجد هذه الدراسات حول مثلاً أكاسيد الرصاص (التي نتنفسها) في الجو و التي نتيجة للتلوث المناخي الذي صنعه الإنسان و التي هي من أشد الملوثات و أخطرها
و إن جارينا هذا الاتجاه القائل بزيادة ثاني أكسيد الكربون في الجو أليس الأولى تشديد الخناق على الدول التي تقطع كميات هائلة من الأخشاب و الغابات مثل الدول الإسكندنافية مثلاً و كندا , أليس قطع الغابات له تأثير أكبر في زيادة ثاني أكسيد الكربون من إحراق النفط لأنه لا يضيف كمية من الكربون للجو بل ينقص من قيمة دائمة كانت تمتصها الغابات فهي قيمة ليست ثابتة بل قيمة متزايدة كان تمتصها الغابات
و أخيرا فإن أي قارئ لأي تقرير من تقارير الـ IPCC أو أي لجنة دولية مسئولة عن تحويل الأنظار باتجاه التوقع نحو الأسوأ يفاجأ بالمتناقضين المطروحين بآن واحد
فيتم طرح أن الأرض على مقلاة أو كما يحلو للبعض تسميتها بالصوبة الزجاجية! و الحرارة سترتفع و سيزيد بخار الماء مما سيعطي أثر رجعي ايجابي و يزيد الحرارة أيضاً
و لكن الشيء العجيب أنه و بنفس الوقت يتم طرح أن المناخ سيتجه للجفاف
و هو أيضا استخفاف آخر بالعقول
فلا يعقل أن تزيد كمية بخار الماء و الكمية المتبخرة من المحيطات دون أن تتساقط كمطر إذا إن زيادة الحرارة تؤدي لزيادة البخر و منه زيادة المطر و هذا الشيء السليم منطقيا و ليس العكس كما يدعي البعض لأن الماء المتبخر يرجع يتساقط و لا يبقى متبخراً دون هطول
كما أن زيادة الدورة الهيدرولوجية و الأمطار ستزيد كمية الغيوم مما يزيد التغطية الغيمية مما ينقص الحرارة
إذا كل شيء في هذا النظام الطبيعي له ميزان استقرار فعندما يحصل أي اختلاف بشكل ما يتم استقرار العنصر و دعمه بالعاصر الأخرى
كما أن زيادة المسطح المائي و الأمطار يقلل من درجات الحرارة كما هو معروف و لكن يختلف التأثير تبعا للنطاق الحراري و درجة العرض.
كما أن زيادة الحرارة ستؤدي إلى زيادة كمية المياه الموجود بالدورة الهيدرولوجية في الجو و الغيوم و الأنهار والمياه الموجودة على اليابسة و هذه الخسارة ذات مقدار هائل ستكون من مستوى البحار و المحيطات لتنقصها.

















1.2- تعريف الطقس والمناخ
للمناخ والطقس تأثير كبير على حياة الإنسان وصحته وغذائه. ويعرف (الطقس (Weather بالظروف المتقلبة للغلاف الجوي المحيط بالأرض، والمتمثلة بدرجة الحرارة والرياح والهطول والغيوم وغيرها. وينجم)الطقس) من التطور السريع لأنظمة الطقس مثل الضغط المرتفع والمنخفض عند ارتفاع متوسط عن سطح الأرض، مع ما يتعلق بهما من جبهات هوائية وأمطار وأعاصير. وهناك قابلية محدودة للتنبؤ بالطقس
أما المناخ ((climate: فهو يمثل الحالة المتوسطة للطقس واختلافه على مدى فترة زمنية محددة، ومنطقة جغرافية معينة. ويقسم التصنيف الكلاسيكي للمناخ الأرض إلى مناطق مناخية متباينة. ويختلف المناخ من منطقة لأخرى بحسب خط العرض والبعد عن البحر والغطاء النباتي ووجود الجبال أو عناصر جغرافية أخرى. كما أنه يختلف من فصل لآخر ومن سنة لأخرى ومن عقد لآخر، أو على مدى زمني أطول مثل العصر الجليدي.
ويعبر إحصائياً عن التغيرات الهامة التي تطول لعقود أو أكثر بـ التغير المناخي (climate change).
تقاس متحولات المناخ بدرجة الحرارة، وشدة الرياح القريبة من الأرض، وكميات الهطول وأنواعه، ونوع الغيوم، ومقدار الإشعاع الشمسي. ويتأثر المناخ بدوران الغلاف الجوي وتفاعله مع تيارات المحيطات ومع سطح الأرض وخصائصه كالنباتات ورطوبة التربة. ويعتمد المناخ ككل على تركيب الغلاف الجوي، والإشعاع الشمسي، والانفجارات البركانية. ولذا يجب معرفة عناصر النظام المناخي بما في ذلك ديناميكية الغلاف الجوي، وتركيبه والمحيطات وتضاريس الأرض والقبعات الجليدية.


1.3 فهم حقيقة النظام المناخي و مكوناته:
على حد تعبير Hameranta رئيس مجلس النزوع إلى الشك المناخي: (نحن ليس لدينا أي نظرية لنستطيع التنبؤ بالمستقبل المناخي ولا لحظة واحدة)
وفقاً للنماذج المناخية والـ IPCC يبدو أن تأثيرات البيت الزجاجي وبخاصة من جانب الفعل الإنساني تتحمل المسؤولية عن كل التغيرات المناخية
هذا يعتبر تبسيط بشكل واضح!
بل هو تصور مغالي فيه لأن هنالك الكثير من العوامل الأخرى و هي أيضاً مسئولة عن التغييرات بشكل كبير وأكثر فعالية من CO2 ، هذه العوامل المختلفة كلها تصنع ما نسميه (النظام المناخي) وهي تسمية تطبيقية ولكنها لا تتضمن الظواهر كلها دائما والتي يجب أن تكون مأخوذة في حسباننا وذهننا في سياق التغيرات المناخية المتغيرة المستمرة.
*مكونات النظام المناخي:
يتكون النظام المناخي من خمس عناصر أساسية:
ـ الغلاف الجوي: وهو الجزء الأكثر تقلبا وتغييراً وعدم استقراراً وقابلية لتغيير مكوناته في النظام المناخي، وإن التغييرات في مكوناته تعتبر الظاهرة الأساسية في تأثير البيوت الزجاجية بسبب خصائص غازات الدفيئة التي تشع الحرارة وفي الدرجة الأولى بخارا لماء ويجب أن نضيف لذلك الجسيمات الدقيقة السائلة والصلبة المعلقة في الجو الإيروسول aerosols وكذلك الغيوم.
ـ الغلاف المائي: ويشمل كل الماء السائل بما فيه المياه الجوفية العذبة في الأنهار والبحيرات والمياه العميقة العذبة والمياه المالحة في البحار والمحيطات.
(وينحل في كليهما ثاني أوكسيد الكربون كما يعدان مصدراً له أيضاً). وأيضاً الماء الجوي على شكل بخار.
ـ الطبقة الصلبة: كتل اليابسة وتوزيعاتها وتضاريسها (الارتفاع وميلها)، الترب، البراكين والغبار.
ـ الغلاف الجليدي: الجليد في البحر(الجلادات) والجليد على اليابسة (مثل الأراضي الداخلية من جرنيلاد) وانتاركتيكا وجلادات الجبال والمنطق المتجمدة دائماً والحقول الثلجية وكريستالات الثلج في الغيوم العالية.
ـ الغلاف الحيوي: على الأرض وفي البحر ممثلاً بالحياة النباتية وبشكل خاص الكامنة على مناطق واسعة الانتشار مثل المناطق الواسعة من الغابات المطوية غير متناسين حقول البلانكتون.
ـ الغلاف البشري: أو غلاف الذكاء البشري والأعمال البشرية والذي يجب أن نضيفه لمكونات النظام المناخي ممثلاً بأفعال الجنس البشري.
هذه العناصر المتمازجة بإحكام تتأثر بالعمليات الداخلية والخارجية
العمليات الداخلية هي المؤثرات مناخية المتفاعلة التي تؤثر و تعتمد على بعضها.
أما العمليات الخارجية فهي العوامل الأخرى التي تؤثر بالمناخ
كما يمكن أن نضيف لهذه المؤثرات عمليات ذات أثر ارتجاعي (رد فعل)
إن رد الفعل الإيجابي يجعل المؤثر الأساسي أكثر قوة، أما السلبي فيضعفه وكمثال عن المؤثرات الإيجابية يمكن أن نشير إلى زيادة بخار الماء الناتجة عن ارتفاع درجة الحرارة وهذا بدوره يؤدي لزيادة درجات الحرارة أيضاً لأن بخار الماء هو من غازات الدفيئة الأساسية.
ولكن أياً كان فإن زيادة بخار الماء قد تؤدي أيضاً إلى المشاركة في زيادة التغطية الغيميّة مسببةً بذلك تأثيراً رجعياً سالباُ (انظر الشكل12 ) والذي يظهر التكامل الهائل بين عناصر النظام المناخي وهذه المكونات المترابطة بتفاعلات فيزيائية كيميائية وبيولوجية فيما بينها مع تنوع كبير في توازن الوقت والمساحة فيما بينهما.

شكل 12 النظام المناخي
هذا المخطط (الشكل12) يعيد لنا تقديم النظام المناخي العالمي بشكل تقديري ولكن هذا يجب أن لا يؤخذ ليعني أنه يوجد شيء اسمه (المناخ العالمي) إذ أنه لا يوجد شيء من هذا القبيل. إن هذا الشكل وتعريف المناخ العالمي هو مجرد افتراض ذو تصور خيالي.
إن تعريف المناخ أو بشكل آخر إذا أردنا أن نكون أكثر دقة في تعريف العناصر الجغرافية الداخلة في المناخ بشكل دقيق هو أمر غير ممكن على رسم مثل هذا و لا غيره لأن هذه الرسوم والعناصر الجامدة لا يمكنها أن تمثل حقيقة التكامل الطبيعي في العناصر المناخية، في الحقيقة أنها تقدم ما يمكن أن نسميه مجازاً بـ (النظام الأرضي) بشكل عام ولكنها لا يمكن أن تعبّر عن النظام المناخي بأكمله لأن هذا النظام يتشكل من حركة عناصره و تفاعلهم مع بعضهم سواء كانت هذه العناصر متغيرة ضمن مدى زمني طويل أو متغيرة بسرعة نسبة للأخرى
مثال: حركة المياه في المحيطات هي بسبب حركة الرياح التي تسوق الماء أو بسبب محصلة التباين في الكثافة من جرّاء التباين الحراري (أي تيارات الكثافة) أو التيارات المالحة وهي دورة المياه الكثيفة المساقة في المحيطات

الشكل 13 دورة المياه الكثيفة المساقة
دورة المياه الكثيفة المساقة في المحيطات و التيارات المحيطية الحارة و الباردة


والأكثر تفاعلية وترابطاً في هذا المثال السابق و في غيره هي حركة الغلاف الجوي حيث تنقل الهواء والطاقة بين مختلف خطوط الطول والعرض، هذه العناصر المتنقلة إلى حد كبير كالهواء لا يمكن إعادة تقديمها بمخطط كما في الشكل (12)
و كثيرةٌ هي العوامل الأخرى التي يتم نسيانها و إهمالها في النماذج المناخية رغم دورها الجوهري في تعيين المناخ

الشكل 14 إيضاح إضافي لدورة المياه المالحة المساقة و العميقة
و يوضح دورة المياه المالحة المساقة و التيارات البحرية المتعلقة و تشكل المياه الباردة العميقة



1.4 العامل الأكثر تبدلا و تقلباً: الغلاف الجوي
لقد تبدل الغلاف الجوي Atmosphere منذ تشكل الأرض إلى الآن بشكل كبير إلى أن وصل لتركيبته الحالية
و بنفس الوقت إن الحركة الجوية و الدورة العامة قد تغيرت بشكل كبير إلى أن وصلت لحالتها الراهنة
و سواء بالنسبة لموضوع تركيب الغلاف الجوي أو حركته فكليهما أمر متغير ليس ثابت فقد تغيرا منذ القديم وهم دائما في دورة تغير
و إن اتجاه هذا التغير لعنصر واحد هو درجة الحرارة هو أمر غير متفق عليه علمياً و خاصة أن جميع العناصر هذه مترابطة لتكوّن النظام المناخي و الذي لا يمكن تمثيله حقيقة كما أسلفنا بل يمكن عمل أشكال ومنحنيات تقريبية افتراضية
كما أن الغلاف الجوي يتفاعل مع الأغلفة الأخرى و النظام الشمسي و عناصره كالشمس فيتفاعل مع التأثيرات الشمسية . و كمثال تقوم الغازات الموجودة في الغلاف الجوي بنسب بسيطة مثل ثنائي أكسيد الكربون والميثان وأكسيد النتروز والأوزون والتي تشكل نسبة 1% حجماً فقط، بدور هام في ميزان الطاقة، إذ أنها تمتص الأشعة الحرارية أو تحت الحمراء الصادرة من الأرض وتعيد إطلاقها نحو الأرض, تدعى هذه الغازات بغازات الدفيئة Greenhouse Gases GHG. ويحتوي الغلاف الجوي أيضاً على بخار الماء بنسبة تختلف من وقت لآخر، ومن منطقة لأخرى ولكنها في المتوسط بحدود 1% حجماً. وهو أيضا يمتص الأشعة تحت الحمراء الحرارية ويطلقها. كما أن ثنائي أكسيد الكربون والأوزون وبخار الماء تمتص الأشعة الشمسية في المجال فوق البنفسجي القصير. وللأوزون دور مميز. فوجوده في التروبوسفير (الغلاف الجوي القريب من سطح الأرض) أو في الستراتوسفير السفلي يؤدي إلى امتصاص الأشعة تحت الحمراء الحرارية ويعتبر من غازات الدفيئة. أما في طبقات الجو العليا، أي في أعلى طبقة الستراتوسفير، فإنه يقوم بامتصاص الأشعة فوق البنفسجية القصيرة، وبذلك يشكل درعاً يقي الكرة الأرضية منها. ويلعب بخار الماء دوراً هاماً فهو أقوى غازات الدفيئة امتصاصاً للأشعة تحت الحمراء. وهناك أيضا إضافة إلى هذه الغازات المعلقات aerosols والغيوم، التي تلعب بدورها دوراً هاماً أيضاً.




















1.5 النظام القديم للمناخ Paleoclimate وشواهد تغير المناخ :
قبل أن ندرس المناخ القديم يجب أن ندرك مدة العصور الجيولوجية و مدة كل منها للآخر
كما يوضحه الشكل 15
فهذا الجدول يوضح لنا المدة الهائلة للعصور الجيولوجية و كيف أن الفترة المدروسة التي هذي العصر الحديث الهولوسين هي ثانية من عمر الأرض و تاريخها
- أهم شواهد تغير المناخ الحديث:
1-البيانات الخاصة بالأمطار وغيرها من الظواهر المناخية الآخر التي سجلها بطليموس الجغرافي في القرن الأول وحفظها بالإسكندرية وكذلك البيانات التي جمعها Tycho srohe في Uraninbory في القرن السادس عشر .
2-البيانات الخاصة بالفيضانات وفترات الجفاف .
3-البيانات الخاصة بمواعيد بذر الحبوب وجني المحاصيل .وفي بعض جهات أوربا وجدت سجلات كتبت فيها مواعيد جني الكروم منذ سنة 1400 .
4-البيانات الخاصة المواعيد التي تتجمد فيها الموانئ والأنهار .وقد أمكن تسجيل الأوقات التي تجمدت فيها المياه عند سواحل الدانمرك في فصل الشتاء منذ عام 1350 .
5-الأوصاف والشروح التي جاءت في كتابات المعاصرين من الأدباء وان كانت لا تتعرض عادة إلاّ للظواهر الجوية .
6-اختلاف اتساع المسافة بين الحلقات السنوية التي ترى في جذوع الأشجار وتدل على نموها وبنوع خاص الحلقات التي تظهر في أشجار sequoies وهي أشجار تنمو في كاليفورنيا وقد عمر بعضها أكثر من 3000 سنة .
7-التوزيع القديم للنباتات التي تتأثر بسرعة بالأحوال المناخية مثل أشجار النخيل والكروم .
8-وجود الغابات الميتة ( المتحجرة وغيرها ) في جهات لا تكفي أمطارها الحالية لنمو الغابات ووجود بقايا مستنقعات رطبة في جهات جافة جدا في الوقت الحالي .
9-وجود بقايا مراكز العمران في جهات لا تساعد ظروفها المناخية الحالية على قيام المدن وسكنى الناس .مثال ذلك خرائب تدمر. ويقال إن عدد السكان كان يقدر نحو ما يزيد على 100.000 نسمة كان يسكن هذه المدينة .مع إن الأمطار التي تسقط حاليا في هذه المنطقة لا تكفي لسكنى ألف شخص .
10-وجود آثار تدل على قيام الزراعة في مناطق لا يمكن زراعتها في الوقت الحاضر .
الشكل 15
11-امتداد بعض الطرق حول بحيرات قد جفت في الوقت الحالي وقيام بعض الكباري على مجاري مائية ليس بها ماء الآن .
12-وجود وسائل للري في جهات تعتمد في الوقت الحالي على مياه الأمطار لأنها متوفرة.ثم امتداد قنوات قديمة من مجاري مائية جافة حاليا .
13-بيانات خاصة بمستوى بعض البحيرات مثل بحيرة فيكتوريا وبحر قزوين.
14-وجود شواطئ بحرية قديمة ووجود بحيرات جافة حاليا ووجود أحواض ملحية.
15-تقدم الأنهار الجليدية وتقهقرها .
16-وجود مدفن في جزيرة جرينلند في تربة متجمدة المياه مع امتداد جذور النباتات في التوابيت مما يدل على إن مسام التربة فيما مضى ( عندما دفنت الجثث ) كانت تسمح للنباتات بالنمو بعكس الحال في الوقت الحالي .فان تجمد التربة طول السنة يحول دون ذلك .
17-هجرة الشعوب والجماعات من الجهات التي نشأت فيها ،وقد أمكن الربط بين تلك الهجرات وبين الفترات التي سادت فيها الجفاف في بلادهم .
الخلاصة: يتغير المناخ على مدى فترات زمنية مختلفة الطول
وخلال المليون سنة الأخيرة كانت هناك فترات جليدية، وفترات بين جليديه، بسبب التغير الذي حصل على محور دوران الأرض.وعن طريق تحليل عينة لب جليدية مأخوذة من القطب الجنوبي، أمكن تمييز أربع دورات جليدية خلال الـ ٥٠٠٠٠٠ سنة الماضية.
أكتشف مؤخراً أن هناك تغيراً طفيفاً طرأ على درجة الحرارة على مدى واسع على الكرة الأرضية، وخاصة في نصف الكرة الشمالي منها خلال آخر فترة جليدية، فقد ارتفعت درجة الحرارة عدة درجات مئوية خلال حياة إنسان واحد. وعلى النقيض من ذلك يبدو أن المناخ كان إلى حد بعيد مستقراً خلال العشرة آلاف عام الأخيرة، على الرغم من احتمال حدوث تغيرات محلية كبيرة فيه كما يبين الشكل 1 .














الشكل 16 درجة حرارة الأرض على مدى 1100 سنة ماضية

وقد أظهرت التحاليل أن مناخ نصف الكرة الشمالي اتسم بتبريد متواصل خلال الألف عام الأخيرة، ما عدا النصف الأخير من القرن العشرين الذي شهد دفأً قوياً.
لقد كانت درجة الحرارة دافئة نسبياً خلال القرنين الحادي عشر والثالث عشر الميلاديين، وباردة نسبياً من القرن السادس عشر إلى القرن التاسع عشر. وصادف هذا ما سمي بالعصر الجليدي القصير. وعلى الرغم من أن هذه الاختلافات انحصرت في نصف الكرة الشمالي
تستخدم الدراسات على المناخ القديم التغيرات التي تطرأ على مؤشرات حساسة مناخياً لاستنتاج التغيرات المناخية على فترات زمنية، تتراوح من عقود إلى ملايين السنين. تتأثر هذه المؤشرات (مثل عرض حلقات الأشجار) بدرجة الحرارة المحلية، وبعوامل أخرى كالهطول. وغالباً ما تكون لفصول معينة بدلاً من أن تكون لسنين. وتقدم الدراسات التي أجريت على عدد من المؤشرات في مناطق مختلفة من العالم تأكيداً أكبر لتأثيرات مناخية متسقة. ومع ذلك تزداد درجة عدم التأكد بشكل عام مع الزمن بالرجوع إلى الوراء، بسبب عدم التغطية الجغرافية الشاملة.


لقد تم الاستعانة بالكثير من الشواهد لدراسة المناخ القديم و من أهمها لب الجليد ice core حيث تعد محطة في القطب الجنوبي تحفر بداخل الجليد لسماكات هائلة للوصول لمنطقة قديمة فيها باقيا جوية و شواهد مناخية قديمة مثل النظائر المشعة و غيرها فهي تُزوّدُنا بمساهماتَ فريدةَ إلى إعادةِ بناء المناخِ الماضيِ. و من أشهر الدراسات في لب الجليد هي الدراسة في منطقة Vostok

الشكل 17 ويبين موقع منطقة حفر لب الجليد Vostok
حيث تمت فيه دراسة النظائر المشعة و الغازات للحصول على نموذج مناخي قديم لدرجات الحرارة قديماً حيث أعطتنا بيانات عن مدة من 420 ألف سنة خلت حتى الآن
و هي تابعة لـ DOC/NOAA/NESDIS/NCDC
و قد أتت هذه الدراسات الكثيرة من Vostok و غيرها للب الجليد بكثير من الاستنتاجات والنماذج المفترضة والعينات التي سنذكرها هنا

الشكل 18 صورة عينة مأخوذة من موقع Vostok
هذه الصورةِ ترينا قطعة من صميمِ الثلجِ كانت على مستوى1837-1838 متر تحت سطح الأرض
و يتضح شكل الطبقات السنوية بشكل كبير جداً.
و هنالك العديد من النتائج التي يمكن استنتاجها مِنْ الاختلافات في حجمِ بلوراتِ الثلجِ في الشتاءِ مقابل الاختلافات الصيفيةِ والناتجةِ في الوفرةِ وحجمِ فُقاعات الهَواءٍ المحصور في الثلجِ. حِساب مثل هذه الطبقاتِ استعملت (مع التقنياتِ الأخرى) لتَقْرير عُمرِ الثلجِ بشكل موثوق. هذا الثلجِ شُكّلَ قبل حوالي 16250 من السنوات أثناء المراحلِ النهائيةِ للعصر الجليدي الأخيرِ وتقريباً يوجد هنا 38 سنةِ مُمَثَّلة بهذا النموذج. بتَحليل الثلجِ والغازاتِ المحصورة ضمن هذه الطبقات فإن العلماء قادرون على معرفة شروطِ المناخِ القديم






((منقوول للفائدة )) انا استخدمت ايضاا لبحثي

النجاح هدفنا
04-02-2011, 11:24 PM
مشكور و جزاك الله خير

بارك الله فيك