المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مفهوم الإشراف التربوي الحديث وكفاياته واتجاهاته



الموجهة منى الحمادي
22-01-2011, 05:39 PM
يختلف مفهوم "الإشراف التربوي" باختلاف النظرة إلى العمليَّة التعليميَّة وأهدافها , وباختلاف النظرة إلى عمليتي التعليم والتعلم :


ففي الوقت الذي كان ينظر فيه إلى "التعليم" أنه عملية نقل المعلومات من المعلمين إلى المتعلمين ؛ كان "الإشراف التربوي" يضع في سلّم اهتماماته التأكد من تمكّن المعلمين من هذا الدور , وإتقانهم لهذه المهمة ؛ ولهذا فقد كان "التعلّم" يعني تلقي المتعلم المعارف والمعلومات , وكان "التعليم" يعني القدرة على نقل المعارف والمعلومات من المعلمين إلى المتعلمين ؛ لذا فقد كانت عملية "الإشراف التربوي" تقتصر على تقديم التوجيهات والتعليمات للمعلمين , في إطار من الاتصال الذي ينقصه الحوار والتفاعل بين المعلمين والمشرفين في أغلب الأحيان .



ولكن هذا المفهوم للإشراف التربوي لم يعد مقبولاً في ضوء التغيرات التي طرأت على العملية التربوية من حيث نظرتها إلى طريقة التعلم والتعليم , إذ لم تعد النظرة إلى "التعليم" تقتصر على نقل المعلومات والمعارف ؛ بل أصبحت تهدف إلى إحداث التغيرات الإيجابية في سلوك المتعلم من خلال الأهداف السلوكية المختلفة , وتبع ذلك تغير النظرة القاصرة إلى الإشراف التربوي ؛ لتصبح نظرة أكبر شمولية لعملية الإشراف التربوي وعلاقتها بالعملية التعليمية .


ومن هنا فقد تعددت تعريفات "الإشراف التربوي" في العصر الحديث بناء على المستجدات التربوية المعاصرة ؛ وفيما يلي عرض لبعض التعريفات الحديثة التي يؤمل أن تساعد في استخلاص تعريف إجرائي للإشراف التربوي :


1/ هو عملية التفاعل مع المعلمين من أجل تيسير عمليات إحداث التغيير الإيجابي في أدائهم لمهماتهم التعليمية والمساندة لعملية التعليم ، لتحقيق النمو المهني المتكامل(1) .



2/ هو نظام (System) متكامل العناصر له مدخلا ته وعملياته, ويستهدف إحداث تأثيرات إيجابية مرغوب فيها في كفا يا ت الفئة المستهدفة تسهم في تحسين عمليات التعليم والتعلم(2) .



3/ هو سلسلة من الجهود المخططة والمنظمة الموجهة نحو أداء المعلمين لمهماتهم التعليمية الصفية ؛ لمساعدتهم على تطوير قدراتهم ومهاراتهم في تنظيم التعليم وتنفيذ المنهاج التربوي وتحقيق أهدافه في فعالية وأثر(3) .



4/ هو تلك العملية المخططة والمنظمة والهادفة إلى مساعدة المديرين والمعلمين على امتلاك مهارات تنظيم تعلم التلاميذ بشكل يؤدي إلى تحقيق الأهداف التعليمية والتربوية وتكون على هيئة نظام يتكون من مجموعة من العناصر أو العمليات, ولكل عنصر أو عملية وظيفة وعلاقات تبادلية مع بقية العناصر والعمليات , ولها مدخلات وعمليات ومخرجات(4) .



5/ هو جميع الجهود المبذولة في أداء المعلم من أجل تحسين عملية التعليم والتعلم(5) .



وبهذا فإن عملية الإشراف التربوي تعني أن عمل المشرف التربوي(6) :


تعليمي : يضع المعلمين أمام حقائق جديدة .


تدريبي: تدربهم على مهارات جديدة .


تنسيقي : يحرك المعلمين في إطار خطة منظمة موضوعة بالتعاون معهم .


تغييري : يستهدف إحداث التغيير في سلوك المعلمين وسلوك طلبتهم .


استشاري : يقدم المقترحات والبدائل لمعالجة الصعوبات التي تواجه التعليم والتعلم .


وبهذا فإن النظرة الحديثة للإشراف التربوي أنه عملية تساعد المعلمين على امتلاك القدرات لتنظيم تعلّم الطلبة بشكل يحقق الأهداف التربوية .



وإن النظرة الحديثة للمشرف التربوي أنه يقدم للمعلمين التدريب والتوجيه قبل أن يقوم بتقويمهم ؛ لأن التقويم يأتي بعد التخطيط والتدريب والتوجيه والمساعدة على استكشاف الموارد اللازمة لإقدار المعلم على أداء عمله , ولأن التقويم في الإشراف الحديث مرحلة من مراحل الإشراف وليس معادلا له .



ويحتم الاتجاه التكاملي في "الإشراف التربوي" أن يمتلك المشرف عدداً من الكفايات القيادية الأساسية ؛ فهو(7) :



مخطط : يحدد الأهداف ويعد خطة العمل , ومشروعات النمو المهني .


وقائد متطور : يتعامل مع المعلمين في جو من الأمن والثقة والاحترام .


ومقوم تربوي : يقوّم الخطط والبرامج حسب معايير موضوعة لهذه الغاية , ويتابع ما يترتب على التقويم .


ومؤمن بعمله وبمستقبل عمله , وملتزم بأخلاق مهنة التربية .


ومعني بتطبيق المنهاج : أي معني بتطويره وتنفيذه وتقويمه .


ومثقف : يوجه العاملين معه للاهتمام بالثقافة والقيم الثقافية .


وبناء على المفهوم السابق للإشراف التربوي فإن ثمة عدداً من الكفايات التي لا بد من أن يمتلكها المشرف التربوي منها(8) :



أ ــ التدريس الفعال : فلكي يستطيع تطوير أداء المعلمين , فإنه يجب أن يكون هو نفسه معلماً نموذجياً, فالمعلم لا يقتدي بمعلم فاشل, والمشرف التربوي يضطر –أحياناً- إلى لعب دور المدرس حين يُعَرَّف بأسلوب جديد أو يقترح وسيلة جديدة , أو يقدم درساً أنموذجياً .



ب ــ تحليل المناهج وتطويرها : فإذا كان من مهمات المشرف التربوي تنقيح المناهج وتطويرها ، فإنه لا بد من أن يمتلك المهارة التي تمكنه من تحليلها, وتشخيص نقاط القوة والضعف فيها , ووضع التصورات اللازمة لتحسينها أو تطويرها أو تغييرها .



جــ ــ التواصل الإنساني مع الآخرين: فإذا لم يملك القدرة على تفهم حاجات الآخرين , وتقبل نقاط ضعفهم , وتعزيز نجاحاتهم , ومعاملتهم باحترام وتقدير ؛ فإنه لن ينجح في عمله ؛ لأن الوصول إلى قلوب الآخرين هو الخطوة الأولى للوصول إلى عقولهم ودفعهم في الاتجاه الذي يريد .


د- تصميم البرامج التدريبية في أثناء الخدمة: أي قدرته على استقراء حاجات المعلمين, وآليات رفع مستوى أدائهم من خلال برامج واقعية غنية ومناسبة لمستوياتهم (النمو المهني) .


هــ- تقويم البرنامج التربوي: وهذا ينطبق على قدرات متعددة كتقويم عطاء المعلمين, وتقويم أداء التلاميذ من خلال بناء الاختبارات التشخيصية وتحليل نتائجها مثلا .


و ــ تنظيم العمل الجماعي : بكل ما ينطوي عليه من فهم لديناميات الجماعة وأساليب العمل الجماعي وتوجيهه .



ز ــ ممارسة العمل البحثي : فالمشرف التربوي ينبغي أن يكون قادراً على القيام بالبحث وبخاصة الإجرائي منه , ويجب أن يقدم المساعدة المتخصصة للمعلمين حين يحتاجونها في هذا المجال .


الاتجاهات الحديثة في الإشراف التربوي وأساليبه :


يزخر الأدب التربوي الحديث بكثير من الاتجاهات التي تبحث في الإشراف التربوي والقيادة التربوية , ولعل أبرزها الاتجاهات التالية :


1/ الإشراف العيادي ( الإكلينيكي ) : ويعرفه كوجان (Cogan) بأنه نمط من الجهود الإشرافية الموجهة بشكل مركز نحو تحسين ممارسات المعلمين التعليمية الصفية , انطلاقاً من تسجيل كل ما يجري في غرفة الصف من أفعال وأقوال تصدر عن المعلم والمتعلمين في أثناء العملية التعليمية , ثم تحليله بالرجوع إلى ما هو متوفر من معلومات حول المعلمين والمتعلمين (معارفهم وخبراتهم واتجاهاتهم ومهاراتهم ...الخ)(9).



2/ الإشراف باستخدام التعليم المصغر : هذا الإشراف المنطلق من تصور كامل وواضح للكفايات والمهارات العملية الأساسية التي يحتاج إليها المعلمون في أدائهم لمهماتهم التعليمية في إطار دورهم ومسؤولياتهم ومن ثم يجري تقسيم الكفايات وما تتضمنه من مهارات أساسية إلى مهارات فرعية متكاملة يجري التركيز على إكسابها للمعلمين المستهدفين بصورة متدرجة ونامية الواحدة بعد الأخرى في مواقف تعليمية/ تعلميه مصغرة. وتتابع عملية الإشراف دورها لتحقيق التكامل بين المهارات المترابطة التي تنتظم في كفاية كبرى واحدة إلى أن يتحقق للمستهدفين إتقانها في كل متكامل وبشكل جيد .



3/ الإشراف الجمعي / الزمري / الفريقي : وهذا النوع من الإشراف ينطلق من حقائق ومسلمات أساسية هي(10):


أ / إن تضافر الجهود الإشرافية المتنوعة والمتكاملة لعدد من المشرفين التربويين والخبراء من ذوي الاختصاص والاهتمامات المختلفة يمكن أن يلعب دوراً إشرافياً فاعلاً , ويقدم خدمات إشرافية متكاملة لمعلم فرد , أو لعدد من المعلمين الذين تجمعهم حاجات مهنية أو تدريبية مشتركة .


ب/ ثمة فئات من المعلمين والعاملين التربويين يشتركون في حاجات مهنية وتدريبية مشتركة تتطلب خدمات إشرافية معينة يمكن أن يقدمها لهم مجتمعين مشرف فرد , أو فريق من المشرفين والخبراء بصورة متكاملة شاملة , يجري فيها تناول الكفاية أو الكفايات المستهدفة من جميع جوانبها (النفسية والتربوية والأكاديمية والأدائية) .



جـــ/ أن التغيير والتطوير الذي قد يعجز مشرف فرد عن تحقيقه بسبب تعدد جوانبه وتنوع الكفايات اللازمة للتأثير فيه يستطيع الإشراف الفريقي إنجازه بكفاية وفاعلية .


د/ أنه يشكل قوة داعمة أكبر , تستطيع مواجهة أية مقاومة متوقعة لإحداث التطورات المنشودة , وتكون أقوى من أي مشرف فرد , فالفريق أقدر من الفرد على التصدي للتغيير والتطوير .


هــ/ إنه يوفر مصادر متعددة ومتكاملة للخبرة اللازمة لإحداث التغييرات والتطويرات المنشودة .


و/ إنه يضمن تحقيق الشمولية في العملية الإشرافية بحيث تشمل مختلف عناصر وجوانب النظام التربوي والعملية التربوية .


ز/ إنه يعمل على إزالة التضارب والتناقصات التي تصيب الفئات المستهدفة من جراء التناقصات في التوجيهات والتعليمات التي يتلقونها في إطار الإشراف الفردي .


حـ/ إنه يجنب العملية الإشرافية الآثار السلبية التي قد تنشأ عن وجود مشرف ضعيف, قد يصيب ضعفه الكثير من أفراد الفئات المستهدفة .


ط/ إنه يتمتع بمرونة تسمح بتعديل وتغيير أعضاء الفريق الإشرافي عندما تتغير أهداف الإشراف أو المشروع المستهدف .


ومما لا شك فيه أن أساليب وطرائق الإشراف التربوي تتنوع بسبب عدد من العوامل التي تؤثر على تحديد نوعية الأسلوب الإشرافي , ولعل أبرز تلك العوامل ما يلي :


- الهدف الإشرافي .
- طبيعة الفئة المستهدفة من النواحي المهنية والشخصية العامة والخاصة .
- الإمكانات المادية والبشرية الداخلية الخاصة بالمشرف , والإمكانات الخارجية الخاصة بالفئات المستهدفة وبيئاتها .
- كفايات المشرف التربوي وإمكاناته .


ولعل أبرز الأساليب الإشرافية ما يلي :


أولاً : الزيارات الصفية : وتشكل أكثر استراتيجيات الإشراف التربوي شيوعاً وأقواها أثراً على أداء المعلم وتطوير كفاياته التدريبية .



وليتسنى لهذه "الاستراتيجية الإشرافية" أداء دورها الفاعل في أداء المعلم ونتائج تعليمه ، ينبغي أن تنال من منفذيها ما تستحقه من اهتمام بها ووعي لأهميتها ووظائفها وأهدافها, وجهد مخلص ومنظم في تخطيطها وتنفيذها ومتابعة نتائجها .



وتعني هذه "الزيارة الصفية" بمفهومها الحديث(11): العملية النظامية المخططة والمنظمة والهادفة التي يقوم بها المشرف التربوي أو مدير العملية أو كلاهما معا بمشاهدة وسماع كل ما يصدر عن المعلم وتلاميذه من أداء (مرئي أو مسموع) في الموقف التعليمي/ التعلمي بهدف تحليله تعاونياً, ومن ثم تزويد المعلم بتغذية راجعة تطويرية حول جوانب هذا الأداء لتحسينها بما ينعكس إيجابياً على عمليات التعليم والتعلم.



ويمكن أن نصنف الزيارات الصفية بوصفها زيارات إشرافية إلى زيارات :


أ/ استطلاعية تشخيصيَّة أولية .


ب/ توجيهية بطلب من العلم المستهدف .


جـ/ توجيهية دون طلب من العلم المستهدف .


د/ توضيحية تدريبية .


هـ/ تقويمية تجريبية أولية .


و/ ختامية /نهائية .


ومما ينبغي مراعاته في الزيارات الصفية :


أ/أن تكون مدتها وتوقيتها مناسبا , وأن يكون توزيعها متوازنا عل مدار العام الدراسي , فلا تفصل بين كل زيارتين مدة قصيرة جداً ولا مدة طويلة جداً .



ب/التخطيط السليم للزيارات باستعمال سجل خاص .


جـ/ تهيئة الظروف المناسبة للزيارة وتوفير جو الطمأنينة والثقة للمعلم المستهدف لمساعدته على تحقيق الأداء الطبيعي في الحصة .


د/ تفادي عوامل التشتيت كالتدخل المباشر في سير الدرس أو التحدث مع التلاميذ أو مطالبتهم ببعض الكراسات .....


هـ/ إن كلمة ثناء وتقدير لجهود المعلم قبل مغادرة الفصل لها أكبر الأثر على أداء المعلم وتلاميذه .


و/ إن اللقاء الذي يعقب الزيارة يعد نشاطًا أساسيًّا لتحقيق أهداف الزيارة وتقويم المعلم المستهدف تعاونيًّا في ضوء معايير متفق عليها .



وبهذا يكون اللقاء البعدي عملية تواصل إيجابي بين المشرف والمعلم من خلال مناقشة مواطن القوة والضعف, ووضع الخطط العلاجية بعيدا عن تكثيف جملة من النصائح الكثيرة التي قد تدفع المعلم إلى اليأس وتبني اتجاهاً سلبياً نحو عملية الإشراف بكاملها .


ز/ إن استمارة التقويم المستخدمة ينبغي تطويرها باستمرار لكي تظل مواكبة للتطوير الذي يحدث في النظرة المتجددة للمعلم .


ثانياً : الدروس التوضيحية: وتشكل نشاطا إشرافيا أساسيا يتكامل مع بقية الأنشطة الإشرافية الأخرى , وهي تستهدف حفز التقدم المهني للمعلم وتطوير كفاياته الصفية عن طريق توضيح بعض المهارات أو الطرائق التربوية التي تستخدم في التعليم الصفي .


وهناك بعض المبادئ التي ينبغي مراعاتها في الدروس التوضيحية وهي(12) :


أ/ الدروس التوضيحية ليست كيانات قائمة بذاتها ؛ بل هي جزء من برنامج مخطط ومصمم للنمو المهني لدى المعلمين, أي أنه يجب أن يتكامل مع الوسائط الإشرافية التدريبية الأخرى .



ب/ ارتباط الدرس التوضيحي ارتباطا وثيقا بما يدرس في الصف , لإزالة الفجوة بين النظرية والتطبيق .


جـــ/ الإعداد الجيد للدرس التوضيحي, فنوضع له خطة جيدة توزع على المشتركين لمناقشتها ومعرفة أهدافها التدريبية والتعليمية , ومعرفة ما تتضمنه من مبادئ ومفاهيم يراد توضيحها .


د/ تعقب الدرس التوضيحي ندوة يلتقي فيها المتدربون والمشرفون على النشاط مع منفذ الدرس حيث تتم مناقشة الموقف من جميع جوانبه, والخروج بمقترحات محددة ، مع مراعاة عدم الانسياق إلى تصيد الأخطاء الواردة ومحاولة الدفاع عنها, ولذا يستحسن أن يكلف منفذ الدرس تقويما ذاتيا للدرس مبينا مواطن القوة ومواطن الضعف ( قبل بدء المناقشة ) .


هــ/ يقوم المشرف على النشاط بتقديم تقرير عن الدرس التوضيحي مبينا عملية التخطيط والتنفيذ والمقترحات المحددة للمتابعة .


ثالثا : التعليم المصغر : : ( MicroTeaching )


وهو أسلوب مناسب لتدريب المعلمين على مهارات تعليمية محددة في موقف صفي مصغر , مع إخضاع أداء الجمهور المستهدف للتقويم المقنن , ثم تكرار الأداء المتبوع بالتقويم مرة بعد مرة حتى تحقيق الأهداف المرجوة .


ومن المتطلبات الأساسية للتعليم المصغر الفعّال ما يلي :


أ/ إقناع المستهدفين بالقيمة الوظيفية بالمهارة المستهدفة .


ب/ إعداد طريقة تنفيذ المهارة إعدادا جيدا .


جـ/ توفير تمرينات تدريبية كافية لإتقان المهارة .


د/ إتاحة الفرصة للمتدرب لإتقان المهارة ثم تنفيذها .


هـ/ استخدام أجهزة التسجيل الصوتي أو بالصوت والصورة , أثناء عملية الأداء .


و/ تصميم صحيفة تقويم شاملة .


ز/ منا قشة نتائج الأداء بناء على صحائف التقويم والأشرطة الوثائقية للمواقف المختلفة .


رابعا : الاجتماعات :


تشكل اجتماعات المشرفين مع المعلمين أحد الأساليب الإشرافية الفاعلة , إذا أحسن تنظيمها والتخطيط لها والإشراف على تنفيذها وتقويمها ومتابعة نتائجها .


وتأخذ اجتماعات المشرفين التربويين مع المعلمين أشكالاً متعددة منها :


أ/ الاجتماعات الفردية : مع أحد المعلمين الذين يعانون من مشكلة تربوية محددة وخاصة .


ب/ الاجتماعات الزمرية : مع بعض المعلمين الذين تجمعهم حاجة مهنية مشتركة كمعلمي الصف الأول الابتدائي , أو معلمي اللغة العربية أو غيرهم ممن تجمع بينهم حاجة مهنية مشتركة .


جـــ/ الاجتماعات الجماعية : مع المعلمين جميعهم في مدرسة ما لتقديم خدمة إشرافية عامة لهم جميعًا , مثل : أساليب بناء الاختبارات التحصيلية ,أو طرائق تحليل نتائج الاختبارات أو كيفية صياغة الأهداف ..


ومما ينبغي مراعاته عند عقد الاجتماعات :


-اختيار الزمان والمكان الملائمين .
-تحديد الأهداف تحديدا دقيقا .
-الإعداد الجيد للاجتماع .
-إدارة الاجتماع بشكل جيد .
-التوصل إلى قرارات وتوصيات مناسبة .
-تنظيم برنامج لمتابعة نتائج الاجتماع وتوصياته .


خامسا : البحوث والدراسات والمشاريع التحسينية :


لما كانت النظرة الحديثة إلى "الإشراف التربوي" أنه عملية تفاعل إيجابي بين المشرف والمعلم , بهدف دراسة عملية التعليم والتعلم , وتحليلها بإجراء دراسات تشخيصية تحليلية لجميع العوامل والمؤثرات والمتغيرات التي تؤثر في الموقف التعليمي بأسلوب تعاوني/ عملي , ويقوم المشرف التربوي خلال هذه العملية بتقديم المساعدة التي يحتاجها المعلمون لتحسين أدائهم ؛ كأن ينظم البرامج الإشرافية في ضوء الحاجات الواقعية التي يشعر بها المعلمون لمواجهة وتلبية هذه الحاجات ؛ فإنّ استخدام أساليب البحث يعد من أساسيات مهام الإشراف التربوي لدراسة المشكلات التربوية التي تواجه المعلمين بأسلوب علمي(13) .



ويحقق أسلوب البحث من قبل المشرفين ما يلي :


أ/ التواصل المفتوح بين المشرف والمعلم .
ب/ العمل كباحث وموجه ميداني يساعد المعلمين على تفهم مشكلاتهم واتخاذ القرارات المناسبة تجاهها .
جـــ/ تنمية الرغبة في العمل الجماعي لدى المعلمين .
د/ زيادة وعي المعلمين ومعرفتهم بواقعهم وإمكاناتهم .
هـــ/ اكتساب المعلمين مهارات البحث التربوي مما يؤدي إلى زيادة احتمال قيامهم بإجراء بحوث ودراسات فردية أو جماعية بمبادرات ذاتية .


سادسا : الحلقات الدراسية :


وهي لقاءات يعقدها المشرف التربوي مع بعض المعلمين لدراسة موضوع محدد وتدارس أبعاده ومناقشته , وهي إحدى طرائق التعليم المباشر وأحد أساليب الإشراف التربوي , وتتمثل أهمية الحلقات الدراسية في أنها(14) :


أ/ توفر الفرص للعاملين التربويين للتعمق في المفاهيم الأساسية التي تقابلهم في دراساتهم ومطالعاتهم الذاتية .


ب/ تساعدهم على التغلب على الصعوبات والمشكلات التي يجابهونها في دراساتهم وأعمالهم .


جـ/تعمل على تطوير بعض المهارات المتصلة بالمناقشة والحوار , وتوفر فرصة ثمينة لتبادل الخبرات ونقل المعلومات .


د/تتيح الفرصة لتعلم إيجابي مصاحب, يتصل بالأساليب المستخدمة في أنشطتها.


ومما ينبغي مراعاته في الحلقات الدراسية ما يلي(15) :


-تحديد أهداف واضحة ومقنعة للمشاركين فيها .


-وجود خطة ملائمة لتحقيق أهدافها .


-اشتمالها على بعض الأجهزة والوسائل التعليمية المنتمية لموضوع الحلقة .
-أن يكون تنفيذ الحلقة تنفيذاً مرناً .


-تنوّع أنشطتها تنوّعًا وظيفيًّا يرتبط بأهدافها .



-أن يكون مكان انعقاد الحلقة ملائمًا سعة وأثاثًا وتسهيلات مادية أخرى تسهم في توفير المناخ الملائم .



-أن تكون مشاركة العاملين التربويين المشاركين مشاركة أساسية .
-تشجيع التعلم المتبادل بين المشاركين من خلال تبادل أدوار المعلم والمتعلم بين المشاركين.



-تفتح أمام المشاركين آفاقا جديدة تثير فضولهم وتحفزهم على التساؤل والبحث والتجريب.


-انتهاؤها بنشاط ختامي يجمع الأفكار المتصلة بالأهداف ، ويساعد على ملاحظة التكامل بين الأفكار الجديدة وخبراتهم الحيوية ..
- تقويم إسهام المشاركين تقويمًا تعاونيًّا لتوفير تغذية راجعة تعينهم في تحسين مشاركاتهم.


- خضوعها للتقويم: هدفًا , وخطة , ومادة تعليمية , ونشاطًا, ومردودا بقصد التحسين والتطوير .



سابعا : التقويم الذاتي :


يقصد بالتقويم الذاتي أن يُقَوِّم الإنسان نفسه بنفسه , ثم يتصرف في ضوء ذلك , فيعتز بممارسته السليمة ويطور ممارسته غير السليمة(16).


وتستند الدعوة للتقويم الذاتي إلى مبادئ يعبّر عنها بمنطلقات تحكمها وتسوغها ومنها(17):



أ/ أن الإنسان مشدود بطبعه إلى الكمال؛ فإذا توافرت له المعرفة وأدرك جوانب القصور في ممارسته فسرعان ما يجد نفسه مدفوعا ذاتيا إلى العمل لتجاوز قصوره.



ب/ أن التقويم الذاتي يعزز لدى المربي خصائص الإنسان المفكر فيمارس التفكير المبدع, ويستخدم عقله في فهم ذاته وتحقيقها.



جـ/ أن التقويم الذاتي أحد الوسائط التربوية الجيدة لإعداد العاملين التربويين وإنمائهم مهنيًّا , وهو وسيط قليل التكلفة ثابت الجدوى , سريع التأثير.



د/ أن العامل التربوي إنسان يستحق الاحترام والثقة بصدق نواياه وسلامة تطلعاته إلى التقدم ، ورغبته في تطوير ذاته دون دافع خارجي.



هـ/ أن التحسن والتطوير في العملية التربوية لا يعود كله إلى السلطات التربوية العليا, ففي ذلك نصيب يرجع إلى اقتناع العامل التربوي بلزوم التحسين والتطوير.



و/ أن التقويم الذاتي عملية ترفد التربية المستديمة والتعليم الذاتي, وهو عملية لازمة لضمان استمرار التعلم طول العمر.



ز/ أن العامل التربوي وهو يُقَوِّم ذاته يحسّ الأمن والأمان؛ لأنه يقوم بالمهمة دونما حسيب أو رقيب من الخارج, ويدفعه هذا الشعور إلى تعديل سلوكه ذاتيًّا , كلما رغب في الاطمئنان إلى مستوى عمله .



وبهذا فإن التقويم الذاتي يمكن أن يكون استراتيجية يعتبرها المشرف التربوي في تطوير عمله , فإذا أفلح في إقناع المعلم بتقويم ذاته ، أقدره ذلك على ما يلي:



- الاطلاع على أنماط السلوك التي تعرضها صحيفة التقويم الذاتي مما يعين المشرف في أداء دوره التوجيهي والقيادي من الناحيتين الفنية والإدارية.



- محاكمة أنماط السلوك المهني, فيعزز السلوك المرغوب فيه, ويعدل السلوك الذي يتطلب تعديلا في إطار ما تقترحه ضمنًا صحيفة التقويم الذاتي المعينة .



- اتّخاذ مواقف إيجابيَّة من التقويم الذاتي وأدواته ، بوصفه استراتيجيَّة جديدة لتطوير العمليَّة التعليميَّة .



بقلم الدكتور/ محمود شاكر سعيد

منقول