المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شرح قصيدة الأعمى



قدر الصداقة
19-01-2011, 08:49 PM
1. إحساس الأعمى بظلام دائم . الأبيات من (1إلى6) تصوير الظلمة التي يعيشها الأعمى.
زوال: نهاية ، دق: ثبت وهو ضرب الحبل الذي تشد به الخيمة (كناية عن الظلام الدائم )، أطنابه : أحباله .
ليلي دق أطنابه بغير زوال : تشبيه : شبه(ليل الأعمىالمشبه) بـ(الإنسان المشبه به)بالذي يقوم بتثبيت الخيمة للدلالة على بقاء ظلمة الأعمى ، وجه الشبه : البقاء .يقول الشاعر بلسان المحروم من نعمة البصر شاكيا حزينا " ليل المبصرين لا بد أن يزول ويأتي بعده النهار وهكذا في تعاقب مستمر فينعمون بإشراقه وصفائه أما ليلي أنا الأعمى فقد ثبت واستقر إلى غير زوال وأقام خيمته وسكن فيها إلى آخر يوم في حياتي .تحدث الشاعر بلسان الأعمى لبيان مدى شعوره تجاه الأعمى ، للفت نظر الناس لما يعانيه الأعمى في حياته ، وليهتم الناس بتلك الفئة .
2. ليل الأعمى موحش :
مفرد نجوم : نجم ،أمثالهن :أشباههن ومفردها مثل.أين أمثالهن؟:أسلوب استفهام للدلالة على الحسرة.حينما نتأمل هذا البيت بشكل خاص،وسائر الأبيات بشكل عام ندرك أن نعمة الإبصار نعمة عظيمة لأننا نرى بواسطتها جمال الأشياء فنحبها،وندرك عظمة الخالق،وأنه جميل يحب الجمال فسبحان الخالق العظيم الذي خلق الليل والظلمات لكي يشعر الإنسان بالسكون وفي ذات الوقت جمل سواد السماء بالنجوم لكي يتأمل الإنسان في ملكوت الله عزوجل ولكن إذا كان البصير قد غفل عن هذا الأمر فهيهات أن يدركه من حرم نعمة البصر،ولذلك يتحسر الشاعر على عدم قدرته على رؤية النجوم فيقول: صحيح أنني أعيش في ليل دائم،ولكن ليلي موحش فلا نجوم فيه أتأملها،وأَسْلو بِها(أتناسى).
3. نعمة شروق الشمس .
تثب: تنتقل بسرعة،وبم يوحي هذا الفعل؟عقلت:قيدت وربطت وحبست(الحبل الذي تربط به الدابة).يقول الشاعر:في كل يوم تشرق الشمس وتسطع في كبد السماء مرسلة ضياءها إلى شتى بقاع الأرض،ولكنني لا أرى هذا النور ولا أحس به فكأن شمسي قد ربطت بألف حبل حتى لا يشرق لها نور أبدا .ما نوع الاستعارة في قول الشاعر(شمسي عقلت)فيها دلالة على استحالة إشراق شمس الأعمى.
4. ظلام النوم واليقظة .
حيالي:حولي،تيقظت :تنبهت للأمور.فبطبيعة الحال فإن الذي قد تساوى عنده الليل والنهار؛فإن نومه ويقظته سيان،ولذلك يقول الشاعر:إنني إذا نمت لم أر أمامي إلا الظلام،وليت الظلام قد اقتصر على النوم،ولكنني في يقظتي أعيش في الظلام،فنومي ويقظتي ظلام في ظلام.
5. نعمة الإحساس بالنعم :
يميني و يساري:تضاد.إن هذا الأعمى يدرك نعمة الله عزوجل عليه ورحمته ب فها هو يقول:وإنني رغم الظلم التي أحياها فإنني أواجه هذه الحياة مستفيدا من نعم أخرى،فأنا أحس وأشعر،أحس بالهواء حينما أسير سواء كان عن يميني أو عن يساري،وأتخذ هذا الهواء دليلا لي.(ماذا يريد أن يقول الشاعر ؟)أن الهواء يحس ولا يرى،ولكن نحن المبصرون كثير من النعم لا نشعر بها،أما الذين فقدوا نعمة البصر فهم يقدرون قيمة النعم الأخرى التي ينعمون بها،ولذلك يريد الشاعر أن يقول:علينا أن نقدر قيمة النعمة،صحيح أننا لا نحصي نعم الله عزوجل،ولكن على الأقل علينا أن نحمده ونشكره عليها ليلا ونهارا.
6. وحدة الأعمى / ليل الأعمى طويل لأنه يعيش في ظلام دائم .
سارٍ:السائر ليلا.يجوب:يطوف ويتجول.الأوجال1:مخاوف الحياة والمخاطروالمصاعب،الأوجال2:المخاوف الداخلية النفسية ومتاعب الحياة من المشاعر التي تنتاب الأعمى أيضا الإحساس بالوحدة،ولذلك نجد الشاعر هنا وكأنه يبحث عن أنيس له في وحدته فيقول متسائلا:من يأخذ بيد أعمى يسير في ليلة طويلة طول العمر دلالة على طول الظلمة التي يعيشها الأعمى،يقطع ظلماتها بخوف ورعب.
7. نعمة البصيرة : الأبيات من (7إلى10)الحرمان من نعمة البصر لا يعني الحرمان من نعمة العقل.
رب:تفيد احتمال وقوع الشيء،بصيرة:قوة الإدراك والفطنة والجمع بصائر،كشف:رفع عنه ما يغطيه،نفذت:اخترقت،غياهب:ظلمات وستائر الظلام والمفرد:غيهب،أسدال:ستر والمفرد سُِدْل.إن الأعمى قد فقد حبيبته وهو فقد مؤلم شديد،ولذلك فإن الله عزوجل قد أنعم عليه بنعمة عظيمة تعويضا لهذا الفقد وهي نعمة البصيرةوهي قوة الإدراك والفطنة والعلم والخبرة والحجة.وهذه النعمة يمكن أن يمنحها الله للإنسان المبصر،ولكن الذي يغض بصره عن الحرام وعن كل ما يغضب الله عزوجل.وقد سمخنا كثيرا عن قصص العميان الذين يستطيعون أن يميورا بين النقود،كما سمعنا عن العميان العباقرة مثل الشاعر أبي العلاء المعري،والشاعر بشار بن برد ومثل الدكتور طه حسين عميد الأدب العربي ومثل هلين كيلر وغيرهم كثير.يقول الشاعر وقد يمن الله سبحانه وتعالى على فاقد البصر بنعمة البصيرة والفطنة والذكاء التي تكشف له الأسرار،وتخترق ستائر الظلمات فتبين بها أمور كثيرة تخفى على أهل الأبصار في النفس.
8. لله ما أخذ ولله ما أعطى :
منح:أعطى،أخذ ومنح:تضاد،أعاض:أبدل وعوَّض،المكيال:الميزان،بالمكيال:بالعدل.علينا أن ندرك حقيقة أخرى،وهي أن الله هو المعطي والرزاق،فإن أخذ شيئا مما أعطى ، فقد أعطى أكثر مما أخذ. فإن حدث وفقدنا شيئا عزيزا أو إنسانا عزيزا فعلينا أن نحمد الله ونشكره،وعلينا أن نصبر،فالله عزوجل يقول:(وبشر الصابرين).وعلنا أن نتذكر دائما أننا في دار بلاء وامتحان،وإن أكثرنا إيمانا أكثرنا ابتلاء،ورب محنة صارت منحة،فعلينا أن نكثر من الدعاء ونقول:اللهم نسألك عيش السعداء،وموت الشهداء.يقول الشاعر:إن الله سبحانه وتعالى أخذ من الأعمى نعمة البصر،وعوضه بنعمة البصيرة،فبقدر ما أخذ عنه أعطاه.ما العلاقة بين أخذ وأعطى ؟
9. البصيرة تجلو خفايا النفس وتوقد الذهن :
يلمح:النظرة السريعة الخفيفة،الخطرة:الفكرة العابرة وما يخطر في القلب.دب النمال:السير الخفي للنمل (شبه صفة الخواطر التي تجول في نفس الإنسان بدبيب النمل وجه الشبه أنها خفيفة وغير ملموسة وكذلك الأعمى له بصيرة تجعله يشعر بهذه الخواطر ويلمحها) فالمتأمل في نعمة البصيرة يجد لها آثارا عجيبة ،منها أن يصبح الشخص لماحا؛أي يبصر الأمور بسرعة،ولا تمر عليه دون أأن يتفحصها ويدر ك ماهيتها،ويكون قوي البديهةوسريعها،حتى ما يدور في نفسه من أمور بسيطة لا يهملها مهما كانت دقيقة.فكم من المرات جلسنا نهنتأمل أمرا ما ومرت علينا الأوقات دون أن نعط لهذا الأمر أهمية ومر علينا مرور الكرام فضاع علينا علم كثير.ما معنى الخطرة وما جمعها؟ويقول االشاعر أن صاحب البصيرة يدرك خفايا النفس،وما يجول بالخاطر من أمور حتى وإن كانت تسري في النفس كما يسير النمل فلا يسمع له صوت وهذا ربما لأنه لا تشغله الدنيا بمظاهرها كما تشغل غيره من المبصرين .
10. البصيرة تجلو الحق :
جلالة:العظمة،الحق:ضد الباطل يقول الشاعر كما إن صاحب البصيرة برى ما لا يراه المبصر،فهو يرى الأمور كما يجب أن تكون،ويرى الصواب في أوضح صورة فلا يحيد عنه ويلزمه،ويعيش في ضوء عظمته.
11. صون المحتاج من ذل السؤال : الأبيات من (11إلى14)دعوة إلى العناية بالمكفوفين.
أنقذوا:أسلوب أمر،العاجز:الضعيف،صونوا:احموا واحفظوا،مذلة:مهانة،ابتذال:تحقيروإهانةوضعف (بينهما ترادف)،وجهه:محل الكرامة. وهنا ترتيب منطقي في ذكر كلمة العاجز قبل الفقير لأن العجز هو السبب في فقره واعتماده على الآخرين.إن أهل البلاء الذين يصبرون على بلواهم لهم أجر عظيم عند الله ، فإذا كان صاحب البلوى ممن من الله عليهم بنعمة العقل والفهم والإحساس والذوق والبصيرة النافذة صار من واجب المجتمع أن يأخذ بيد هؤلاء،وأن ينمي مواهبهم،فكم من معاق صار عالما وبانيا لأمجاد أمته وصفحة مشرقة في تاريخ الإنسانية.ما معنى ابتذال؟(إهانة واحتقار).
يدعو الشاعر إلى إنقاذ ومساعدة من يعجز عن القيام بأعباء نفسه ويحتاج إلى من يأخذ بيده ويقدم له العلم والعمل،وبذلك يحفظ له كرامته ويغنيه عن ذل السؤال الذي يعرش صاحبه إلى الذل والمهانة والاحتقار.لماذا قال الشاعر(وصونوا وجهه)ذلك لأن الوجه هو موضع العزة والكرامة،ففي الوجه ترى ملامح العزة وملامح الذل،ويعرف الإنسان المريض من الصحيح والخائف من المطمئن ...إلخ ولذلك نجد بعض المتسولين من النساء يرتدين النقاب حتى لا يعرفن أو حياء،كما أصبحنا نرى بعض الطبالات في الأعراس يرتدينه حتى يشعرن بالحرية وهن يغنين أو يرقصن!
12. علمني مهنة أعطيك ثمرة :
علموه:أسلوب أمر،يطرق:يكسب رزقه،امنحوه:أعطوه،مفاتح:العمل،الأقفال:المفرد قفل وهو آلة لقفل الأبواب.امنحوه مفاتح الأقفال :شبه العلم بمفتاح الرزق الذي يفتح أبواب الرزق وشه العيش بالاب المقفل للدلالة على أهمية تعليم الأعمى لتوفير الرزق وأهمية العلم . قديما كان هناك مثل صيني يقول:(لا تعطني سمكة،ولكن علمني كيف أصطاد)وهو مثل يدعو إلى الأخذ بيد المحتاج أيضا،ويبين الجدية في المساعدة،فإننا حين نعطي المحتاج نعرضه إلى ذل السؤال،كما أننا قد لا نملك ما نعطيه إياه في المرة القادمة،ولذلك فالصواب أن ندله على طريقة شريفة لتصيل رزقه،والارتقاء بمستواه الاجتماعي والثقافي.والشاعر هنا يدعو إلى تعليم العاجز والمحتاج وسائل كسب العيش،وتوجيهه إلى الطريق الصحيح والمستقيم وتسهيل الصعوبات التي يلاقيها.مفرد ( أقفال ومفاتيح )؟ .
13. الحذر من إهمال الأعمى وكل معاق أو محتاج إلى العون .
لا تضموا إلى أساه:أسلوب نهي،أساه:ألمه ومعاناته وحزنه الشديد.شبه الجهل بالعمى الذي يصيب الإنسان،النكال:العقاب والعذاب والجمع أنكال إن من نتائج إهمال تلك الفئة أن تتضاعف البطالة ويزداد الجهل،وهما أمران لا يزالان ينخران في جسد الأمة حتى تهوي على وجهها.ولذلك يقول الشاعر محذرا:لا تضيفوا إلى ما يعانيه الأعمى(وكل من هو عاجز)إلى عجزهم ومآسيهم نوعا آخر من العمى والعجز،ألا وهو عمى الجهل فالجهل ظلام آخر،وبذلك سيشعر أنه يلقى العقاب الاجتماعي بعد المصيبة الجسدية،فيحقد على المجتمع ويكون خطرا عليه.
14. العمل الصالح ذخر لك في الدنيا والآخرة :
الفقر والثراء:تضاد.إن الأخذ بيد المحتاج لهو عمل إنساني نبيل يدل على سمو الأخلاق ونبلها،وحري بالمسلم أن يكون أول من يبادر إلى مد يد العون والمساعدة بقدر ما يستطيع،ذلك لأن المسلم يبتغي من وراء ذلك وجه الله والثواب العظيم عنده والفوز بجناته.وإن المسلم إذا مات انقطع عمله إلا من ثلاث:وأحد هذه الثلاث صدقة جارية،والثاني علم ينتفع به.يدعو الشاعر إلى أن ينتهز الناس فرصة القدرة على مساعدة إخوانهم المحتاجين والعاجزين لأن دوام الحال من المحال،فالفقر يذهب كما أن الثراء يذهب،ولكن يبقى ما قدمت أيدينا من أعمال صالحة،ويبقى عمل المعروف،يبقى الثناء الحسن والدعاء.نعم فكم من أناس ماتوا لكنهم أحياء بعلومهم وكتبهم،وما قدموا للإنسانية من خير عظيم.وكم من أناس كانوا وبالا على غيرهم وشرا فدعا الناس عليهم،ولم يذكروهم إلا بشر.
ما العلاقة بين الفقر والثراء؟وما العلاقة بين يذهب الفقر والثراء ويبقى ما بنى الخيرون من أعمال؟ما مفرد (الخيرون) ومن هم؟.