syriahom
19-12-2010, 08:11 PM
سـرور خـيـر مـن نـفـور
سألتُ صديقي ذات يوم عن حاله، وكيف هي أيامه، فأجابني وقمة التشاؤم ظاهرة على عينيه، بأن حياته بائسة، في بحرها واليابسة، فقد ظلت دموع الأسى ترقرق عينيه، وهو قائم أو يُقلِّب جنبيه، فكان عذره، أنّ أعز أصدقائه فارقه، بعدما بالسراء والضراء رافقه، فصمِتُّ ليأخذني تفكيرٌ عميقٌ، كأني في يمِّ عقلي غريقٌ، فأنهيتُ حديثي.
إنّ صديقي معه حق في شيء، وعليه حق في شيء آخر، فقد كان الحق معه، عندما حزن وأخذ على خاطره من موقف صديقه العزيز، وكيف تخلّى عنه بعد العِشرة الطويلة، والتفاهم الذي كان منسجماً بينهما، لكن صديقي الودود أطال في ترحه، وأسرف في بكائه، حتى قلِب الحق من معه إلى عليه، ليدخل في دائرة لا يجوز له أنْ يسمحَ لها بأن تحيطه، أو يخطر بباله على ذلك، فغيّر حياته من نعمة إلى نقمة، ومن سرور إلى نفور، ليرى حياته برؤية كلها آلام وجروح.
لقد أنعم الله عليه وعلينا جميعاً بنعمة العقل التي تَميَّزْنا بها عن باقي الكائنات، فلنا البصيرة المثلى، والرؤية الثاقبة التي ما تخطئ، ونمشي بطريق الصواب، ونقارن الأشياء أيها صحيح فنتّبع أحسنه، وأيها خطأ فنبتعد عنه، فإذا مرّت بنا مصائبٌ فإيّانا والتذمرَ، ولا نُضيِّق بها صدورنا، ولا نُعكِّر بها صفْو حياتنا؛ لأن الحزنَ يقصّر العمر، ولا نجني منه فائدة أو ربحاً ولو كان زهيداً، فقد رأينا معضلتنا من جميع النواحي، ولم نكتفِ بزاوية مُحزنة، فنجعلها سلطاناً علينا للأسى.
الحياة مستمرة ولا تنتظر أحداً؛ لتقف ثانية واحدة، فغيرنا مسرور ونحن حزناء، فَلِم لا نكون مثلهم؟، بل لِمَ لا نزيد عليهم وتكون حياتنا ملؤها السعادة والفرح لأبد الآبدين؟، لنستظل بظل النجاح والرقي بعيدين عن خيبة الآمال التي لا جدوى من ظلها، وكل أسلوبنا يتمثل في رؤيتنا للأحداث التي تمر بنا في جميع بقاعها الضيقة والواسعة، ولا نركّز على زاوية واحدة ونتّشبث بها فلا نغيّرها، فمهما وصلت بنا الأمور بحبكتها وتشابكها، فما نبرح بذكر الله تعالى، ثم بالتخطيط لحلها، لننجح بحلها، وما الذي يقف على نجاحها؟، وماذا ينقصنا لنرى أيامنا ماذا فعلت بنا؟. فلكل أزمة حل، وكل شجرة شوك لنا القدرة على قطعها من الأساس.
همام
سألتُ صديقي ذات يوم عن حاله، وكيف هي أيامه، فأجابني وقمة التشاؤم ظاهرة على عينيه، بأن حياته بائسة، في بحرها واليابسة، فقد ظلت دموع الأسى ترقرق عينيه، وهو قائم أو يُقلِّب جنبيه، فكان عذره، أنّ أعز أصدقائه فارقه، بعدما بالسراء والضراء رافقه، فصمِتُّ ليأخذني تفكيرٌ عميقٌ، كأني في يمِّ عقلي غريقٌ، فأنهيتُ حديثي.
إنّ صديقي معه حق في شيء، وعليه حق في شيء آخر، فقد كان الحق معه، عندما حزن وأخذ على خاطره من موقف صديقه العزيز، وكيف تخلّى عنه بعد العِشرة الطويلة، والتفاهم الذي كان منسجماً بينهما، لكن صديقي الودود أطال في ترحه، وأسرف في بكائه، حتى قلِب الحق من معه إلى عليه، ليدخل في دائرة لا يجوز له أنْ يسمحَ لها بأن تحيطه، أو يخطر بباله على ذلك، فغيّر حياته من نعمة إلى نقمة، ومن سرور إلى نفور، ليرى حياته برؤية كلها آلام وجروح.
لقد أنعم الله عليه وعلينا جميعاً بنعمة العقل التي تَميَّزْنا بها عن باقي الكائنات، فلنا البصيرة المثلى، والرؤية الثاقبة التي ما تخطئ، ونمشي بطريق الصواب، ونقارن الأشياء أيها صحيح فنتّبع أحسنه، وأيها خطأ فنبتعد عنه، فإذا مرّت بنا مصائبٌ فإيّانا والتذمرَ، ولا نُضيِّق بها صدورنا، ولا نُعكِّر بها صفْو حياتنا؛ لأن الحزنَ يقصّر العمر، ولا نجني منه فائدة أو ربحاً ولو كان زهيداً، فقد رأينا معضلتنا من جميع النواحي، ولم نكتفِ بزاوية مُحزنة، فنجعلها سلطاناً علينا للأسى.
الحياة مستمرة ولا تنتظر أحداً؛ لتقف ثانية واحدة، فغيرنا مسرور ونحن حزناء، فَلِم لا نكون مثلهم؟، بل لِمَ لا نزيد عليهم وتكون حياتنا ملؤها السعادة والفرح لأبد الآبدين؟، لنستظل بظل النجاح والرقي بعيدين عن خيبة الآمال التي لا جدوى من ظلها، وكل أسلوبنا يتمثل في رؤيتنا للأحداث التي تمر بنا في جميع بقاعها الضيقة والواسعة، ولا نركّز على زاوية واحدة ونتّشبث بها فلا نغيّرها، فمهما وصلت بنا الأمور بحبكتها وتشابكها، فما نبرح بذكر الله تعالى، ثم بالتخطيط لحلها، لننجح بحلها، وما الذي يقف على نجاحها؟، وماذا ينقصنا لنرى أيامنا ماذا فعلت بنا؟. فلكل أزمة حل، وكل شجرة شوك لنا القدرة على قطعها من الأساس.
همام