ko0osha
12-11-2010, 04:52 PM
ارتمت في أحاضاني وكأن طفل صغيراً يرتمي في احضان امه وكأنه يطلب الدفئ والحنان من حضنها الدافئ ، أخذت تبكي وتبكي ودموعها ملئت ثيابي احسست كأن احدا اسكب كوب ماء لم اتحمل هذا الموقف واخذت ابكي معها وفي داخلي صراع بين احاسيسي وأفكاري وكل واحد يرغب في التغلب على الآخر ، اردت ان اوقفها عن البكاء ولكنني لم استطع حدثت نفسي قائلة : اتركيها ، دعيها تفرغ ما في داخلها ، دعيها تكشف عن الم يكاد يقتلها وفجأة اوقفني عقلي قائلاَ: ولكن ايعقل هذا ..؟ إنها فتاه لم تتجاوز العاشره من عمرها تصرخا صرخة مستغيث يريد النجاة من مركبة اوشكت على الغرق لأن ربانها لم يقدها كما يجب ، رفعت رأسها ونظرت إلي قائلة : ماذا افعل اخبريني ، هل اغرق مثلهم ؟ ام أظل متمسكة بطرف اليابس ؟ لم اعد ارى النور من حولي فجميع ما حولي هو ظلام حالك وكأنه قرر ان يظل ولا يزول. مسحت دموعها وفي داخلي أملا بأن استطيع مساعدتها ، نظرت إلى عينها فرأيتها تحكي لي ألم هذه الطفله التي لم تشعر بحنان والديها فلقد انفصلا وهي رضيعه في المهد فتربت في بيت جدتها ولكنها ايضا لم تعوض بالحنان الذي يحلم به كل طفل لقد حكم عليها بأن تعيش في بيت لا صلاة فيه ولا عبادة بيت مليئ بالفسق والمعصية ، قطعت حبل أفكاري بضحكة صامته تقول فيها : عندما اكبر سأحفر قبر كل واحد منهم بيدي وبالأخص امي لأنني بالفعل اكرهها . كلمات هزت مشاعري ، نبضات قلبي بدأت تتسارع شعرت بألم في رأسي انفعالات اسقطت لآلئ عيني لم اتوقع ان طفله في عمر الزهور قد تفكر هكذا ، طرق الباب وهاقد حان موعد رحيلي اردت ان النهوض ولكنني لم اعد اشعر بقدماي وكأنها شلت من هول الصاعقة ودعتها وانا أعلم بأنني قد اترك جثمان هامداً في روح طفلة، ابتسمت وقلت لها : اصبري فإن الله مع الصابرين .