المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تقرير للعربي



الا حلا م
11-11-2010, 04:34 PM
تقرير حول زيارة طالبات جمعية كليتي التربية والآداب لدار رعاية العجزة والمسنين برأس الخيمة
بمناسبة اليوم العالمي للمسن الموافق للأول من أكتوبر في كل عام:

بقلم: الطالبة/ هند عبد اللطيف الشحي:

واجب علينا أن نقدر فضل الآباء والأمهات علينا خصوصاً ممن بلغوا من العمر عتياً، وهذا نوع من الاعتراف بالجميل والوفاء لأفضالهم الجليلة،،
لذا قامت طالبات جمعية كليتي التربية والآداب، بزيارة لدار رعاية العجزة والمسنين بشعم، وذلك يوم 1-10-2005م اليوم العالمي للمسن:

عند وصولنا إلى الدار كان في استقبالنا السيدة رضا محمد مسؤولة عهدة مستشفى شعم، وقد رحبت بنا خير ترحاب، وفوقها دماثة خلق، يكشف عن المعاني السامية التي يتحلى بها موظفو المستشفى. وفي ذات اليوم، كان المستشفى على مواعيد أخرى لاستقبال وفود طلاب المدارس والزائرين بمناسبة يوم المسن العالمي.
بدأنا جولتنا في المستشفى، بقسم الرجال، حيث ولجنا إلى غرفة كبيرة يرقد فيها عدد من المسنين الذين يعانون مع العجز عن الحركة أو الكلام، بسبب كبر السن أو عاهات مزمنة.
ورأينا كيف جهزت لهم المعدات الطبية والأنابيب التي كانت تحيط بهم، لتعينهم بإذن الله فيما تبقى لهم من عمر في ظل شدة المرض والشلل.
وانتقلنا بعد ذلك إلى غرفة أخرى مجاورة، ضمت عدداً آخر من المسنين، إضافة إلى مجموعة من الأطفال!
ولفتت نظرنا وإشفاقنا في الغرفة حالة طفلين شقيقين يعانيان من مرض واحد، فلا يستطيعان الكلام أو حتى الحركة، بسبب الإعاقة التي شلت حركتيهما.
واتضح من خلال السؤال الذي وجهته الطالبة/ جميلة يوسف للسيدة/ رضا وللممرضة المسؤولة، عما إذا كانا يتلقيان زيارات دورية من أهاليهما، وعن توفر اهتمام وتواصل بين الطرفين، فكانت الإجابة محزنة وللأسف، حيث تبين أنهما من عائلة فلسطينية أصيب جميع أبنائها بنفس المرض، كمرض توارثته العائلة بأكملها. وقامت العائلة بترك الطفلين هنا في المستشفى دون أن يعودوا لزيارتهما أو السؤال عنهما.
ثم انتقلنا إلى غرفة ثالثة في نفس الجناح، واستغربنا من وجود بعض المرضى الذين هم في عمر الشباب والطفولة قد أصيبوا بأمراض عقلية وجسدية أرغمتهم على العيش هنا.
والمفاجئ في الأمر أن هناك مرضى أمضوا في الدار سنين طويلة، فمنهم من أدخل الدار وعمره ثلاث أو أربع سنوات، وأصبح عمره الآن 20 سنة وأكثر، قضوها بين الجدران الأربعة، لا أنيس ولا جليس، واحتضن السقف طفولتهم وشبابهم.
وغمرنا الفرح عندما علمنا من السيدة رضا، أن العديد من المسنين سواء الرجال أو النساء، قد ذهبوا في ذلك اليوم إلى الشارقة للمشاركة في الاحتفال باليوم العالمي للمسن في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، وهؤلاء هم ممن سمحت حالتهم الطبية بالخروج. وتمنينا لو التقينا بهم واستمتعنا بالحديث معهم وتبادل أطراف الحديث، حول ذكرياتهم وماضيهم ونصائحهم في الحياة.
ودلفنا بعد ذلك إلى قسم النساء، حيث التقينا فيه بعدد من النساء، بعضهن عاجزات عن الحركة، وأخريات أصابهن الخرف، ومنهن من تقضي أيام شيخوختها بالدار، محتفظة بذاكرتها.
وكانت هناك امرأتان شابتان في مقتبل العمر، ومصابتان بتخلف عقلي، يجعل الحاجة ملحة وماسة لنقلهن لمستشفى الأمل أو إحدى المستشفيات الأخرى المختصة بحالتهن.
فمريم وريم نظراً لحالتهما تسببان الإزعاج للمسنات في الدار وتحدثان الفوضى، وأغلب المسنات يشتكين منهن، فإحداهن قطعت أسلاك الكهرباء وسببت في انقطاع التيار، والأخرى تضرب أي شخص تقابله وتسبب له الأذى، وهذا يتطلب أن تنقل هاتان المريضتان إلى مكان تلقيان فيه اهتماماً أكثر.
وأما قسم الحوادث في المستشفى فيهتم بالحالات البسيطة والمستعجلة، ويمكث فيه المسنين والأطفال والشباب مما يحتاجون إلى تلقي رعاية اليوم واحد أو لساعات قليلة.
وفي ختام جولتنا قمنا بالالتقاء بمدير المستشفى/ أحمد علي المهبوبي، وشكرناه على دور المستشفى في تسهيل سبل الحياة للمرضى والعجزة، وقمنا بطرح بعض الأسئلة والاستفسارات التي راودتنا خلال القيام بالجولة، ولم يقصر سعادته في الرد بالإجابات الشافية الوافية.
حيث استفسرت الطالبة/ إيمان النقبي عن سبب بقاء المريضتين الشابتين/ مريم وريم في هذه الدار إلى الآن، مع أن حالتهن تفرض نقلهن إلى مكان مختص بحالتهن.
فأوضح السيد المهبوبي بأن محاولاتهم مستمرة لمخاطبة الجهات المعنية، لدرجة أنهم لجأوا لبرنامج تلفزيوني لمناقشة حالة المريضتين، ولكن لم يجدوا لها حلاً رغم تطوع أحد أهل الخير خلال البرنامج للمساعدة، ولكنه انشغل عنهما ولم يتابع حالتهما.
واستفسرت الطالبة/ جميلة يوسف عن شروط قبول المسن في الدار.
وأجابنا المدير بعدم وضع شروط خاصة لذلك، سوى أن يكون المسن من الإمارات أو من دول مجلس التعاون الخليجي.
وقمت بالاستفسار عن مستوى التواصل بين المرضى وأهاليهم، وعما اذا كان الأبناء أو أولياء الأمور يقومون بزيارة ذويهم والتواصل معهم.
وللأسف فقد كانت الإجابة أن الغالبية الكبرى منهم يقومون يالزيارة في أول الأيام فقط، وبعدها تنقطع أخبارهم، وعند محاولة الدار التواصل معهم يكتشفون أن العناوين والأرقام التي زودوا بها وهمية ولا وجود لها على أرض الواقع.
واستفسرت الطالبات أيضاً عن مدى توفير الاحتياجات الضرورية للمسنين، وأشاد المدير بمدى التعاون والتجاوب الإيجابي الذي يلقاه الدار من الدوائر والوزارات الحكومية وأهل الخير لتوفير الاحتياجات للمرضى.
وهذا أمر ليس بغريب في دولة الإمارات دار زايد الخير رحمه الله والذي غرس فينا حب الخير ومد اليد للمحتاجين والمرضى وذوي الفاقة، وقد لمسنا من خلال الزيارة المستوى الكبير لما يلقاه المسن من الاهتمام والرعاية هناك.
كما أن العلاقة حميمة ودافئة بين العاملين في المستشفى والمرضى، فبعض الموظفين يعتبرون الدار بيتهم الثاني ومنهم من أمضى أكثر من 15 سنة في العمل بالدار.