المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فاائدة((تتفسير اية طة((7



bin mohommmad
12-10-2010, 03:18 PM
تفسير الاية سورة طة




قال تعالى (( وإن تجهر بالقول فإنه يعلم السر وأخفي )) سورة طه ،آيه7



انه يعلم السر واخفى ..

تطلعنا هذة الاية الكريمة عن كيفية عمل العقل الباطن بمنظور القرأن

لا نستطيع قول شيء امام هذه الاية ,, الا أن نسبح الله ونحمدة كثيراً

ونستغفر الله على كل مادار في صدورنا وماسيدورفي لحظة غفلة منا

وقال الشيخ السعدي في تفسير هذة الاية :-

(وإن تجهر بالقول فإنه يعلم السر ) الكلام الخفي ( وأخفى ) من السر ،

الذي في القلب ، ولم ينطق به ، أو السر : ما خطر على القلب ( وأخفى)

ما لم يخطر ، يعلم تعالى أنه يخطر في وقته ، وعلى صفته .

" المعنى "أن علمه تعالى محيط بجميع الأشياء ، دقيقها ، وجليها ، خفيها ،

وظاهرها ، فسواء جهرت بقولك أو أسررته ، فالكل سواء ،بالنسبه لعلمه تعالى .

كذلك قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس

« يعلم السر وأخفى »

قال السر ما أسره ابن آدم في نفسه

« وأخفى »

ما أخفى على ابن آدم مما هو فاعله قبل أن يعلمه فالله يعلم ذلك كله فعلمه فيما مضى

من ذلك وما بقى علم واحد وجميع الخلائق في ذلك عنده كنفس واحدة

وهو قوله

« ما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة »

كما قال الضحاك

« يعلم السر وأخفى »

قال السر ما تحدث به نفسك وأخفى ما لم تحدث به نفسك بعد

وأضاف سعيد بن جبير بقولة أنت تعلم ما تسر اليوم ولا تعلم ما تسرغدا والله يعلم ما تسراليوم وما تسر غدا

وأما مجاهد فقال

« وأخفى »

يعني الوسوسة وقال أيضا هو وسعيد بن جبير

« وأخفى »

أي ما هو عامله مما لم يحدث به نفسه

+++
وتشيرهذه الآية إلى أن علم الله فيها يتناول قضية تخص الإنسان بالدرجة الأولى , فهو تبارك وتعالى أشار إلى

ثلاثة اصطلاحات :

1 - الجهر من القول .

2 - السر .

3 - الأخفى .

نقول : إن سلوك الإنسان لا يعدو أن يكون واحدا من ثلاثة :

1 - أن يكون حديثي عن شيء أنا أعرفه والناس تعرفه والله يعرفه وهو العلن

أي الشيء المعلن أو الجهر كما ورد في الآية

2 - أن يكون سرا لا يعرفه الناس ولكن أنا أعرفه و الله أيضا يعرفه , وهذا السر مخفي

عن الجميع ولكنه ليس مخفيا عن الله - عزوجل - فهو يعلم السر , سر كل واحد منا .

3 - ويبقى النوع الثالث الذي تشير إليه الآية وهو الأخفى ؟

فالأخفى هو ما لا يعرفه الناس ولا أعرفه أنا وأنا صاحبه ولكن الله يعرفه .

والملفت للنظر أن هذا الاصطلاح موجود في كتاب الله الكريم منذ أكثر

من ألف وأربعمائة سنة , ونقرؤه جميعا حين نقرأ سورة طه إلا أنه

مصطلح لم نقف عنده بهذه الصورة ربما لأننا لم نملك الأبجدية المطلوبة .

وفي هذا يقول القرطبي عن ابن عباس - :

أن السر ما أسر ابن آدم في نفسه وأخفى ما خفي على ابن آدم مما هو فاعله .

وقال مجاهد : " وأخفى يعني الوسوسة " وقال ايضا :" السر العمل الذي تسره من

الناس وأخفى الوسوسة , وقيل السر هو العزيمة وأخفى مايخطر على القلب ولم يعزم عليه "

ولقد انتبه أحد علماء النفس في نهاية القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين

أي منذ حوالي مائة سنة تقريبا واعتبر ذلك كشفا علميا كبيرا وقد أطلق عليه

اسم " اللاشعور أو العقل الباطن أو الهو " وكلها مصطلحات تعني أمراً واحداً ,

ولعل الأفضل أن نسمي الأشياء بأسمائها وباصطلاحات قرآنية .

والسؤال لماذا الحديث عن هذه الحقيقة التي يدعمها القرآن الكريم ؟

والجواب أن 60 % من سلوكنا اليومي ومن أفعالنا وأقوالنا مصدرها الأخفى .

بمعنى أننى لا أعرف السبب الحقيقي لحوالي 60 % من سلوكي اليومي ,

ولكنني إذا سئلت لماذا فعلت أمرا ما فسيكون عندي مبرر عقلي أستطيع أن أقدمه ,

بمعنى أنني أستطيع أن أقدم المبرر أو السبب العقلاني الذي يقنع الآخرين ,

إلا أن السبب الحقيقي لذلك السلوك يبقى كامنا في أعماقي أي في الأخفى في المكان الذي لا أعرفه .

(الأخفى ),,هو النظام العصبي الذي يشمل الآتي :

1 - المهارات والمكتسبات المتعلمة , والتي تم تعلمها في الوعي ثم انتقلت إلى الأخفى بعد أن تم إتقانها

وصارت عادة سواء منها ما يتعلق بعادات الطعام والشراب والجلوس والمشي والكتابة والقراءة والتفكير .. إلخ , أو غيرها .

2 - البرامج المعلقة بإدارة أجهزة الجسم ( الذي يحكم التنفس وضربات القلب والغدد العرقية وإفراز الغدد الصماء ... )

3 - جميع الذكريات الحسنة والسيئة .

4 - القيم والمعتقدات والاتجاهات .

ومن المهم التأكيد على أن المنفذ الوحيد لهذا كله هو العقل الواعي ,
فليس للأخفى طريق إلى العالم الخارجي إلا عبر الوعي ,
ومن هنا كان من المهم أن لا ندخل إلى وعينا إلا الصواب لأن كل الأفكار
غير الصائبة التي يقبلها العقل الواعي سوف تدخل إلى الأخفى لتستقر فيه ,
فإذا رأى أحدنا أو سمع أو أحس بشيء منكر فمن الحكمة أن يغيره فإن
لم يستطع تغييره بيده أو بلسانه فمن الحكمة أن ينكره بقلبه حتى
لا يستسيغه عقله الواعي ومن ثم يقبله الأخفى باعتباره أمرا مستساغا لا سيما
وأن الأخفى لا يناقش المعلومات التي ترده من العقل الواعي والدليل على ذلك
أن فعل المنكر ينكت في الأخفى نكتة سوداء , وإذا تكرر فعل المنكر
تكررت النكتة السوداء في هذا الأخفى حتى يسود فلا يحلل حلالا ولا يحرم حراما
ذلك أن الأخفى كما قلنا لا يميز ما يرده من العقل الواعي .

هناك العديد من الأدلة أهمها الآتي :

1 - المخاوف الشاذة :

فكثيرا ما نرى كبارا وصغارا يخافون مما لا ينبغي الخوف منه كالظلام ,

والأماكن المرتفعة , والأماكن المغلقة والقطط , والفئران ,

والصراصير , وبعض الحيوانات الأليفة الأخرى , والمقابر ...

2 - فلتات اللسان :

وهي الكلمات التي نتفوه بها دون إرادة منا كقول أحدهم وهو يتحدث للطرف الآخر
الذي يزمع عقد صفقة معه , إن لقاءنا "انحس" مناسبة لعقد الصفقة وهو يقصد القول " أحسن "
وكقول آخر لشخص أشكر الله على ما أنت فيه من " نقمة" وهو يريد أن يقول " نعمة "
وعند اكتشاف الفرد لمثل هذه "الفلتات" فغالبا ما يعتذر عنها ويقول" لم يكن قصدى" أن أقول هذا
, إذن من الذي دفعه لقول مثل ذلك ؟ لا شك أنه "الأخفى" الذي أراد أن يعبر عما يخزنه
من رغبات مكبوتة وجدت عنه ارتخاء الوعي فرصة للخروج إلى السطح .

3 - النسيان :

نحن جميعا ننسى ولكن لماذا ننسى ؟ وهل ننسى كل شيء ؟ والجواب يتطلب حديثا طويلا عن النسيان
, إلا أننا سنكتفى بالقول إن للنسيان أسباب كثيرة منها التعب , ومنها غير التعب فنحن ننسى أحيانا
ونحن في قمة راحتنا , ألم ينسى بعضنا موعدا مع طبيب الأسنان ونحن في أمس الحاجة للذهاب إليه ؟
ترى لماذا ؟ لا شك أن النسيان في مثل هذه المواقف وما شابهها هو نسيان لما نكره أو لما نشعر أننا سوف
نتألم بسببه أو لأننا قد نقلق ونتضايق إذا نحن تذكرنا ما نسيناه .
نعم إن الأخفى ينسينا ذلك وفق منطق يحكمه وهو حرصه على دفع الألم عنا وجلب الراحة
والمتعة ولكن بطريقته الخاصة وهي طريقة تشبه إلى حد بعيد منطق الأطفال في مواجهة المتاعب .

4 - إضاعة الأشياء :

إن فقدان الأشياء أمر يتعرض له كل الناس ولكن هل نفقد هذه الأشياء التي
ربما كانت ثمينة فقط لأننا تعبون ؟ أم أننا قد نفقدها أحيانا مع تمتعنا بأعلى درجات الراحة ؟
وإذا حدث ذلك فمن المسئول عن هذا الفقدان هل هو العقل الواعي أم الأخفى ؟
ألم ينسى أحدنا يوما المكان الذي أوقف فيه سيارته ؟ وهل كان ضياع مكان إيقافها
لأنها سيارة رائعة أم لأنها كانت سيارة متعبة كثيرت أعطالها ؟ يغلب على الظن أننا نضيع
مكان السيارة حين تصبح متعبة ومصدر إزعاج , عندها يريد الأخفى أن يريحنا
ولكن مرة أخرى على طريقته الخاصة .

5 - الأفعال العرضية :

كأن نضع مفتاح السيارة في قفل البيت بدل وضعه في قفل السيارة ولو عدنا لمناقشة الأخفى
لوجدنا أن لدينا رغبة في تلك اللحظة أن نبقى في البيت بدل الخروج , أو نضع مفتاح المكتب في قفل البيت .

6 - ألعاب الأطفال :

من يراقب ألعاب الأطفال يتأكد أنهم يخرجون من أخفاهم كل ما يضايقهم ليصبونه على ألعابهم سواء بالحركات أو بالكلمات .

7 - أحلام النوم :

إن أحلام النوم يغلب أن تكون تعبيرا عن رغبات مكبوتة أو أماني لم تتحقق أو ربما
مخاوف يخزنها الأخفى فتخرج بصورة رمزية في كثير من الأحيان .
ويستطيع الأخفى أن يدرك من الآلام ما لا يدركه الوعي ذلك أنه قادر على التعامل
مع عتبة الحس المنخفضة فتتجمع مثل هذه الأحاسيس وتتشكل أحيانا
على هيئة أحلام بتوقع المرض وفي بعض الأحيان يصدق ما أحس به الأخفى ويظهر المرض .

يقول احد الاشخاص

سألت أحد العلماء .. عن ( يعلم السر وأخفى ) .. فأجابني .. بأجابه أذهلتني .. قال ..

هل .......؟ تعلم بما سوف تفكربه أو يأتي على تفكيرك بعد أسبوع .. قلت ,, ( لا )

وبعد شهر .. قلت لا .. قال وبعد سنه .. قلت له بالطبع ,, ( لا )

فقال ,,هو يعلم ما سوف تفكر به ,,على الأمد البعيد ,,, فما ساعني ألا ان قلت ,,, سبحانه

يدرك العقول *** ولا تدركه *** العقول ***وهذا معنى يعلم السر واخفي


والذي هوا أخفى من السر ,, ما سنفكربه فيمابعد ,, سبحانه وجلت قدرته ,, والله ورسوله أعلم

عن القاسم بن عبد الرحمن عن محمد بن علي عن جابر بن عبد الله قال كنت مع رسول الله
صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك
فأقبلنا راجعين في حر شديد فنحن متفرقون بين واحد واثنين منتشرين
قال وكنت في أول العسكر إذ عارضنا رجل فسلم ثم قال
أيكم محمد ومضى أصحابي ووقفت معه فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم
قد أقبل في وسط العسكر على جمل أحمر مقنع بثوبه على رأسه من الشمس
فقلت أيها السائل هذا رسول الله قد أتاك فقال أيهم هو
فقلت صاحب البكر الأحمر فدنا منه فأخذ بخطام راحلته فكف عليه رسول الله
صلى الله عليه وسلم
فقال أنت محمد قال نعم
قال إني أريد أن أسألك عن خصال لا يعلمهن أحد من أهل الأرض إلا رجل
أو رجلان
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم سل عما شئت
قال يا محمد أينام النبي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم تنام عيناه ولا ينام قلبه
قال صدقت ثم قال يا محمد من أين يشبه الولد أباه وأمه
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ماء الرجل أبيض غليظ وماء المرأة أصفر رقيق
فأي الماءين غلب على الآخر نزع الولد فقال صدقت
فقال ما للرجل من الولد وما للمرأة منه
فقال للرجل العظام والعروق والعصب وللمرأة اللحم والدم والشعر
قال صدقت ثم قال يا محمد ما تحت هذه يعني الأرض
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم خلق فقال فما تحتهم قال أرض
قال فما تحت الأرض
قال الماء قال فما تحت الماء قال ظلمة
قال فما تحت الظلمة قال الهواء قال فما تحت الهواء
قال الثرى قال فما تحت الثرى ففاضت عينا رسول الله صلى الله عليه وعلى
آله وسلم بالبكاء وقال انقطع علم الخلق عند علم الخالق
أيها السائل ما المسؤول عنها بأعلم من السائل
قال فقال صدقت أشهد أنك رسول الله
فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أيها الناس هل تدرون من هذا
قالوا الله ورسوله أعلم قال هذا جبريل عليه السلام

قال الشيخ الشنقيطي رحمه الله :

" بين تعالى في هذه الآية الكريمة أن السر والجهر عنده سواء ، وأن الاختفاء والظهور عنده أيضاً سواء ؛ لأنه يسمع السر كما يسمع الجهر،

ويعلم الخفى كما يعلم الظاهر .

وقد أوضح هذا المعنى في آيات أخر ، كقوله : { وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ أَلا يَعْلَمُ مَنْ

خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ }

[67/13، 14] ، وقوله : { وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى } [20/7] ، وقوله :

{ أَلا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَايُعْلِنُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ}

[11/5]، وقوله : { وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ } الآية [50/16] ، إلى غير ذلك من الآيات

" . انتهى .

كما ينبهُ الله عز وجل من خلال هذه الآيةِ

قوله تعالى: {وَإِن تَجْهَرْ بِٱلْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ ٱلسِّرَّ وَأَخْفَى}. خاطب الله نبيه صلى الله عليه وسلم في هذه الآية الكريمة بأنه: إن يجهر بالقول أي يقله جهرة في غير خفاء، فإنه جل وعلا يعلم السر وما هو أخفى من السر. وهذا المعنى الذي أشار إليه هنا ذكره في مواضع أخر، كقوله: {وَأَسِرُّواْ قَوْلَكُمْ أَوِ ٱجْهَرُواْ بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ} ، وقوله: {وَٱللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ} ، وقوله تعالى: {وَٱللَّهُ يَعْلَمُ إِسْرَارَهُمْ} ، وقوله تعالى: {قُلْ أَنزَلَهُ ٱلَّذِى يَعْلَمُ ٱلسِّرَّ فِى ٱلسَّمَـٰوٰتِ وَٱلاٌّرْضِ} ، إلى غير ذلك من الآيات.
وفي المراد بقوله في هذه الآية {وَأَخْفَى} أوجه معروفة كلها حق ويشهد لها قرآن. قال بعض أهل العلم {يَعْلَمُ ٱلسّرَّ}: أي ما قاله العبد سراً {وَأَخْفَى} أي ويعلم ما هو أخفى من السر، وهو ما توسوس به نفسه. كما قال تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا ٱلإِنسَـٰنَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ ٱلْوَرِيدِ} . وقال بعض أهل العلم: {فَإِنَّهُ يَعْلَمُ ٱلسّرَّ}: أي ما توسوس به نفسه {وَأَخْفَى} من ذلك، وهو ما علم الله أن الإنسان سيفعله قبل أن يعلم الإنسان أنه فاعله، كما قال تعالى: {وَلَهُمْ أَعْمَـٰلٌ مِّن دُونِ ذٰلِكَ هُمْ لَهَا عَـٰمِلُونَ} ، وكما قال تعالى: {هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنشَأَكُمْ مِّنَ ٱلاٌّرْضِ وَإِذْ أَنتُمْ أَجِنَّةٌ فِى بُطُونِ أُمَّهَـٰتِكُمْ فَلاَ تُزَكُّوۤاْ أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ ٱتَّقَىٰ} فالله يعلم ما يسره الإنسان اليوم. وما سيسره غداً. والعبد لا يعلم ما في غد كما قال زهير في معلقته: وأعلم علم اليوم والأمس قبله ولكنني عن علم ما في غد عم
وقوله تعالى في هذه الآية الكريمة: {وَأَخْفَى} صيغة تفضيل كل بينا، أي ويعلم ما هو أخفى من السر. وقول من قال: إن «أخفى» فعل ماض بمعنى أنه يعلم سر الخلق، وأخفى عنهم ما يعلمه هو. كقوله: {يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً} ـ ظاهر السقوط كما لا يخفى.
وقوله تعالى في هذه الآية الكريمة: {وَإِن تَجْهَرْ بِٱلْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ ٱلسِّرَّ} أي فلا حاجة لك إلى الجهر بالدعاء ونحوه، كما قال تعالى: {ٱدْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً} ، وقال تعالى: {وَٱذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ ٱلْجَهْرِ مِنَ ٱلْقَوْلِ} . ويوضح هذا المعنى الحديث الصحيح. لأن النَّبي صلى الله عليه وسلم لما سمع أصحابه رفعوا أصواتهم بالتكبير قال صلى الله عليه وسلم: «ارْبَعُوا على أنفسكم فإنكم لا تَدْعون أصم ولا غائباً، إنما تدعون سميعاً بصيراً. إن الذي تدعون أقرب ألى أحدكم من عنق راحلته».

{وَإِن تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى} وهكذا يتمثل حضور سلطته الإلهية المطلقة في كل موقع من مواقع وجود خلقه، بحيث يشرف عليه إشرافاً مباشراً من دون أن يغيب عنه شيء من أمورهم، في ما يفعلون ويتكلمون، فليس هناك شيء أقرب إليه من شيء، لأن الأشياء تتساوى لديه في جميع شؤونها. وهذا ما يجعل مسألة الجهر بالقول أو الإسرار به، واحدة في علمه، لأنه يعلم السر وأخفى ويسمع وساوس الصدور، ولا يفوته شيء من كلام عباده مهما كان خفياً في مواقع السر العميقة الهامسة.

والخلاصة في رأي الشخصي والله أعلم

أن هذة " الأية " يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى " لها عدة مواضع وتفسر على حسب موضعها !!! ولكن الأساس أو المعنى المراد منها أن الله
تعالى جلَّ وعلا يخبرنا أنه ليس " كخلْقه "، بل له صفات الكمال سبحانه وتعالى ، فهو عزَّ وجلَّ قال عن نفسه

( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ )

الشورى/ من الآية11 .

ومن أصول الإيمان القطعية ، التي لا يصح إيمان العبد ، ولا معرفته بربه إلا بها : أن يعلم أن الله جل جلاله بكل شيء عليم ، بما كان ، وبما
يكون ، وبما لم يكن ، يعلم السر وأخفى ، لا يشغله شيء عن شيء ، ولا صوت عن صوت ، ولا خلق عن خلق ، السر والعلن عنده سواء :

( سَوَاءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ )

وهذا هو الأسلوب القرآني الذي يحرك الإيمان بالله في كل موقع من المواقع التي يمكن أن يطل منها الإنسان على الله، سواء في الحديث عن وحيه، أو عن مخلوقاته، بحيث يستحضر ذكر الله في جوانب عظمته، أو في امتداد ربوبيته، أو في الانفتاح على عظمته في ذاته المقدسة.

$كنوز$
20-10-2010, 11:53 PM
مشكوور أخوي عالمعلومات
تسلم