اسير الهم
09-10-2010, 06:25 PM
تقرير عن افلاطون
المقدمة:
احتل أفلاطون مكانه مبرزة بين مفكري العالم ويعد من القلائل الذين مازالت بصماتهم في مختلف مجالات المعرفة باقية حتى اليوم ومن أهم خصائص إسهامات أفلاطون الفكري أنها تكاد تكون إسهامات بكرا غير مسبوقة ولا مقلدة وخصوصا من حيث انتظام تلك الإسهامات ضمن وحده فكرية يميزها أسلوب ومنهج واضح.
هذا وقد ترك أفلاطون مؤلفات ثلاثة هي بحسب سياقها الزمني : الجمهورية ، والسياسية ، ثم القوانين وخصص أفلاطون كتبه الثلاثة للبحث حول الحياة المجتمعية ، إلا أن كتاب الجمهورية يعتبر في رأي الكثير من العلماء أخصب ما كتب أفلاطون من حيث مادته السوسيولوجية ، يليه في ذلك كتابه القوانين.
الموضوع:
من أهم إسهامات أفلاطون السوسيولوجية في النقاط التالية:
1) كيفية تطور المجتمعات الإنسانية:
يعبر أفلاطون أول من شرح تطور الحياة البشرية على أساس مهجي وعقلي عندما صور نشأة المجتمعات الإنسانية على أنها ضرورة طبيعية يجبر خلالها الإنسان على التجمع في تضامن وتكامل وتعاون . وذلك حتى يمنك إشباع حاجاته الضرورية .
هذا وقد أطلق أفلاطون على أول مرحلة من مراحل ذلك التجمع الإنساني أسم (( المرحلة البدائية)) التي كان التجمع الرعوي هو أول مظاهرها ، وتميزت المجتمعات الإنسانية خلالها بقلة العدد واعتمادها على الحيوان ، كما تميزت بانتظام الناس في أسر صغيرة منعزلة تحكمها العادات والتقاليد والعرف وكانت الرئاسة فيها للأب.
وقد تلت ((مرحلة الزراعة)) المرحلة البائية ، وتميزت بتكاثر عدد السكان مع النمو النسبي لحجم الأسرة ، فضلا عن ظهور تباشير نوع من التنظيم السياسي المرتكز على حكم الارستقراطية أو الملكية المطلقة. ثم ما لبث التنظيم الاجتماعي والسياسي أن اكتمل مع بداية (( مرحلة الحياة الاجتماعية المدنية)) لأن مجتمع المدينة اليونانية القديمة في رأي أفلاطون كان هو المجتمع السياسي الكامل.
2) الإنسان والمجتمع في رأي أفلاطون:
يرى أفلاطون أن الإنسان ما هو إلا نسيج عنصرين أساسيين أولهما مادي وهو الجسم ، وثانيهما إلهي وهو النفس ، والنفس عند أفلاطون أهم من الجسم نظرا لخلودها ، كما قسم أفلاطون النفس إلى ثلاثة أقسام رئيسية هي : العقل فالروح والشهوة ، وجعل السيطرة للعقل الذي يوجد في رأس الجسم ويوجه الروح المتمركزة في الصدر ، أما الشهوة فتوجد في البطن وهي – أي شهوة – جامحة غير مستقرة ، وتكون النفس خيرة وصالحة في رأي أفلاطون إذا ما استطاع العقل أن يحكم سيطرته على كل من الروح والشهوة.
ترجم أفلاطون فلسفته تلك إلى واقع مثالي خلال كتابه (( الجمهورية)) عندما قسم المجتمع إلى ثلاثة طبقات وضح خلالها تأثره الشديد بألا جزاء الرئيسية الثلاثة للنفس البشرية وهي العقل والروح والشهوة ، فنجده مثلا قد وضع على قمة التنظيم في مدينته الفاضلة أو النموذجية ، وضع الفلاسفة وجعلهم حكاما مهيمنين على كل شئون الجمهورية وموجهين لها ، أي جعلهم عقل ذلك المجتمع مع الأخذ في الاعتبار أن أفلاطون وضع مواصفات للفيلسوف تجعله عملة نادرة في أي مجتمع عندما عرف الفيلسوف بقوله ((إنه كل شخص وصل إلى درجة عليا من المعرفة والثقافة)) .
ووضع أفلاطون بعد طبقة الفلاسفة والحكام طبقة المحاربين ، وهم اللب الساهر على حماية مصالح الجمهورية ورعايتها ، ثم جعل أفلاطون طبقة الزراع والتجار في قاع جمهوريته لأنهم بمثابة الشهوة التي تتنازعها رغبات وأنواع مختلفة. وحمل أفلاطون العقل- أي طبقة الفلاسفة والحكام – مسؤولية إحكام السيطرة على بقية الطبقات لإيجاد نوع من التعاون فيما بينها وفقا لتصورات غائية مختلفة ، كما دعا إلى تحريم الزواج وإباحة الاتصال الجنسي بين الرجال والنساء بغير تحديد امرأة ما لرجل معين بهدف إضاعة النسب فلا يبقى أمام المواطنين خيار غير الدولة فتكون لهم أما وأبا ويتفانون في خدمتها بالضرورة. كما طالب أفلاطون بالإكثار من النسل وتحريم الملكية الخاصة ووجه اهتماما خاصا لطبقي الحكام والمحاربين .
3) التنشئة الاجتماعية في رأي أفلاطون :
كان من رأي أفلاطون أن نظم التربية والتنشئة الاجتماعية السائدة في عصره لابد أن تستبدل حتى يمكن أن تقوم جمهوريته الفاضلة على أسس قويمة ، ورأى أن السبيل إلى ذلك يتمثل في مجموعة من الأسس والقواعد التي وضعها لتسير وفقا لها عملية التنشئة الاجتماعية للصغار لأنهم في رأي أفلاطون عجينه يمكن تشكيلها منذ البداية لنستخرج منهم المواطنين الصالحين القادرين على تحقيق وحماية المدينة الفاضلة.
ويمكن تلخيص منهج أفلاطون في هذا الشأن على النحو التالي:
أ- تصنيف الصغار- إناثا وذكورا على حد سواء إلى مجموعات ، ثم تمييز أصحاب القوة الجسدية منهم ، وتعدهم برعاية خاصة للمحافظة على قوتهم الجسمية مع تزويدهم بقسط من الفنون والآداب ، مع العمل على أن تغرس في نفوس الأطفال الصغار مجموعة من الفضائل من خلال توجيه النصح لهم وإرشادهم كلما دعت الضرورة لذلك. ونبه أفلاطون إلى أهمية الدور الذي يلعبه الإيمان بالعقائد الدينية ، واعتبار ذلك الدور أساسيا خلال مختلف مراحل عملية التنشئة الاجتماعية .
ب- وبعد بلوغ الصغار سن الثامنة عشرة ، ينقطعون عن الدرس ويتجهون إلى مزاولة تمرينات عسكرية لمدة عامين ، وبعدها تتاح للممتازين منهم فرصة العودة للمدارس من جديد لكن في مواد أخرى غير الآداب والفنون كالفلك والحساب والهندسة علاوة على الموسيقى ، لأن هذه العوم الأربعة في رأي أفلاطون هي التي تثير في الصغار حب الفلسفة والحكمة والمعرفة.
جـ - وعند سن الثلاثين ، يصطفى أصحاب الاستعداد الفلسفي ليتفرغوا لتعلم فنون الفلسفة والبحث في حقائق الأمور ، ويبقون على هذه الحالة حتى سن الثلاثين ، وبعدها ينزلون إلى معترك الحياة العمة ليزاولوا الوظائف الإدارية والحربية.
د- يوضع هؤلاء الموظفون الإداريون والحربيون تحت المراقبة حتى سن الخمسين ، والممتازون منهم يرقون إلى مصاف الحكام ، ويعهد إليهم بمقاليد الحكم ، وذلك لبلوغهم مرتبة عالية من الحكمة والفلسفة.
هـ- أما مصير من تخلفوا ولم تمكنهم قدراتهم من مواصلة مختلف مراحل الدراسة المشار إليها قبلا ، فهم في رأي أفلاطون لا يصلحون إلا لأن يكونوا جنودا.
ويرى أفلاطون أنه على المجتمع كله أن يهيئ المناخ الصالح لعملية التنشئة الاجتماعية تلك ، وذلك عن طريق ضمان تهيئة مختلف سبل الحياة للدارسين حتى يتفرغوا لدراستهم بغير عوائق .
4) خضوع أفلاطون لآراء منتقديه:
هذا وقد تعرضت أفكار أفلاطون وكثير من تلامذته ومعاصريه للعديد من النقد ، حيث اعتمد أفلاطون على قاعدة (( الغاية تبرر الوسيلة)) وتبنى منهجا شيوعيا قضى على الملكية الفردية ليس بالنسبة للأموال فقط .. وإنما بالنسبة للنساء والأولاد أيضا... كما اهتم أفلاطون كذلك بتجاهله لضرورة إشباع الحاجات التي تعتبر من أهم الدوافع الإنسانية التي تؤدي عدم إشباعها إلى هدم المجتمع ... أي مجتمع ؟!
ولم يكابر أفلاطون ويتحدى موجات النقد الموجه إليه فعاد خلال كتابة ((القوانين)) الذي ألفة في أواخر أيامه ... وعدل الكثير من أفكاره .... وتبنى نظام الأسرة ودافع عنه وحارب الفصل بين الزوجين ، سواء الطلاق أو بغيرة باعتبار ذلك هو الضمان الأكيد للاستقرار الأسري ومن ثم لاستقرار المجتمع. والأكثر من هذا أن أفلاطون أكد على احترام السنن الاجتماعية باعتبارها مصدرا لكل التشريعات الوضعية.
الخاتمة:
وفي ختام بحثي هذا الذي يتحدث عن آراء أفلاطون ومعتقداته ، أتمنى ينال اعجاب من يقراه ويستفيد منه.
المراجع:
1) علم الاجتماع في عالم متغير، تأليف الدكتور صلاح مصطفى الفوال أستاذ علم الاجتماع ،رئيس مركز البحوث والدراسات العربية – القاهرة ، الطبعة الأولى 1416هـ - 1996م ، دار الفكر العربي.
2) كتاب علم الاجتماع ، الدكتور أحمد الخشاب ، دكتور محمد طلعت عيسى ، مكتبة القاهرة الحديثة ، القاهرة، 1963.
3) كتاب فلسفة التاريخ وعلم الاجتماع ، الدكتور عبد العزيز عزت ، القاهرة، 1951.
4) معهد الامارات التعليمي
المقدمة:
احتل أفلاطون مكانه مبرزة بين مفكري العالم ويعد من القلائل الذين مازالت بصماتهم في مختلف مجالات المعرفة باقية حتى اليوم ومن أهم خصائص إسهامات أفلاطون الفكري أنها تكاد تكون إسهامات بكرا غير مسبوقة ولا مقلدة وخصوصا من حيث انتظام تلك الإسهامات ضمن وحده فكرية يميزها أسلوب ومنهج واضح.
هذا وقد ترك أفلاطون مؤلفات ثلاثة هي بحسب سياقها الزمني : الجمهورية ، والسياسية ، ثم القوانين وخصص أفلاطون كتبه الثلاثة للبحث حول الحياة المجتمعية ، إلا أن كتاب الجمهورية يعتبر في رأي الكثير من العلماء أخصب ما كتب أفلاطون من حيث مادته السوسيولوجية ، يليه في ذلك كتابه القوانين.
الموضوع:
من أهم إسهامات أفلاطون السوسيولوجية في النقاط التالية:
1) كيفية تطور المجتمعات الإنسانية:
يعبر أفلاطون أول من شرح تطور الحياة البشرية على أساس مهجي وعقلي عندما صور نشأة المجتمعات الإنسانية على أنها ضرورة طبيعية يجبر خلالها الإنسان على التجمع في تضامن وتكامل وتعاون . وذلك حتى يمنك إشباع حاجاته الضرورية .
هذا وقد أطلق أفلاطون على أول مرحلة من مراحل ذلك التجمع الإنساني أسم (( المرحلة البدائية)) التي كان التجمع الرعوي هو أول مظاهرها ، وتميزت المجتمعات الإنسانية خلالها بقلة العدد واعتمادها على الحيوان ، كما تميزت بانتظام الناس في أسر صغيرة منعزلة تحكمها العادات والتقاليد والعرف وكانت الرئاسة فيها للأب.
وقد تلت ((مرحلة الزراعة)) المرحلة البائية ، وتميزت بتكاثر عدد السكان مع النمو النسبي لحجم الأسرة ، فضلا عن ظهور تباشير نوع من التنظيم السياسي المرتكز على حكم الارستقراطية أو الملكية المطلقة. ثم ما لبث التنظيم الاجتماعي والسياسي أن اكتمل مع بداية (( مرحلة الحياة الاجتماعية المدنية)) لأن مجتمع المدينة اليونانية القديمة في رأي أفلاطون كان هو المجتمع السياسي الكامل.
2) الإنسان والمجتمع في رأي أفلاطون:
يرى أفلاطون أن الإنسان ما هو إلا نسيج عنصرين أساسيين أولهما مادي وهو الجسم ، وثانيهما إلهي وهو النفس ، والنفس عند أفلاطون أهم من الجسم نظرا لخلودها ، كما قسم أفلاطون النفس إلى ثلاثة أقسام رئيسية هي : العقل فالروح والشهوة ، وجعل السيطرة للعقل الذي يوجد في رأس الجسم ويوجه الروح المتمركزة في الصدر ، أما الشهوة فتوجد في البطن وهي – أي شهوة – جامحة غير مستقرة ، وتكون النفس خيرة وصالحة في رأي أفلاطون إذا ما استطاع العقل أن يحكم سيطرته على كل من الروح والشهوة.
ترجم أفلاطون فلسفته تلك إلى واقع مثالي خلال كتابه (( الجمهورية)) عندما قسم المجتمع إلى ثلاثة طبقات وضح خلالها تأثره الشديد بألا جزاء الرئيسية الثلاثة للنفس البشرية وهي العقل والروح والشهوة ، فنجده مثلا قد وضع على قمة التنظيم في مدينته الفاضلة أو النموذجية ، وضع الفلاسفة وجعلهم حكاما مهيمنين على كل شئون الجمهورية وموجهين لها ، أي جعلهم عقل ذلك المجتمع مع الأخذ في الاعتبار أن أفلاطون وضع مواصفات للفيلسوف تجعله عملة نادرة في أي مجتمع عندما عرف الفيلسوف بقوله ((إنه كل شخص وصل إلى درجة عليا من المعرفة والثقافة)) .
ووضع أفلاطون بعد طبقة الفلاسفة والحكام طبقة المحاربين ، وهم اللب الساهر على حماية مصالح الجمهورية ورعايتها ، ثم جعل أفلاطون طبقة الزراع والتجار في قاع جمهوريته لأنهم بمثابة الشهوة التي تتنازعها رغبات وأنواع مختلفة. وحمل أفلاطون العقل- أي طبقة الفلاسفة والحكام – مسؤولية إحكام السيطرة على بقية الطبقات لإيجاد نوع من التعاون فيما بينها وفقا لتصورات غائية مختلفة ، كما دعا إلى تحريم الزواج وإباحة الاتصال الجنسي بين الرجال والنساء بغير تحديد امرأة ما لرجل معين بهدف إضاعة النسب فلا يبقى أمام المواطنين خيار غير الدولة فتكون لهم أما وأبا ويتفانون في خدمتها بالضرورة. كما طالب أفلاطون بالإكثار من النسل وتحريم الملكية الخاصة ووجه اهتماما خاصا لطبقي الحكام والمحاربين .
3) التنشئة الاجتماعية في رأي أفلاطون :
كان من رأي أفلاطون أن نظم التربية والتنشئة الاجتماعية السائدة في عصره لابد أن تستبدل حتى يمكن أن تقوم جمهوريته الفاضلة على أسس قويمة ، ورأى أن السبيل إلى ذلك يتمثل في مجموعة من الأسس والقواعد التي وضعها لتسير وفقا لها عملية التنشئة الاجتماعية للصغار لأنهم في رأي أفلاطون عجينه يمكن تشكيلها منذ البداية لنستخرج منهم المواطنين الصالحين القادرين على تحقيق وحماية المدينة الفاضلة.
ويمكن تلخيص منهج أفلاطون في هذا الشأن على النحو التالي:
أ- تصنيف الصغار- إناثا وذكورا على حد سواء إلى مجموعات ، ثم تمييز أصحاب القوة الجسدية منهم ، وتعدهم برعاية خاصة للمحافظة على قوتهم الجسمية مع تزويدهم بقسط من الفنون والآداب ، مع العمل على أن تغرس في نفوس الأطفال الصغار مجموعة من الفضائل من خلال توجيه النصح لهم وإرشادهم كلما دعت الضرورة لذلك. ونبه أفلاطون إلى أهمية الدور الذي يلعبه الإيمان بالعقائد الدينية ، واعتبار ذلك الدور أساسيا خلال مختلف مراحل عملية التنشئة الاجتماعية .
ب- وبعد بلوغ الصغار سن الثامنة عشرة ، ينقطعون عن الدرس ويتجهون إلى مزاولة تمرينات عسكرية لمدة عامين ، وبعدها تتاح للممتازين منهم فرصة العودة للمدارس من جديد لكن في مواد أخرى غير الآداب والفنون كالفلك والحساب والهندسة علاوة على الموسيقى ، لأن هذه العوم الأربعة في رأي أفلاطون هي التي تثير في الصغار حب الفلسفة والحكمة والمعرفة.
جـ - وعند سن الثلاثين ، يصطفى أصحاب الاستعداد الفلسفي ليتفرغوا لتعلم فنون الفلسفة والبحث في حقائق الأمور ، ويبقون على هذه الحالة حتى سن الثلاثين ، وبعدها ينزلون إلى معترك الحياة العمة ليزاولوا الوظائف الإدارية والحربية.
د- يوضع هؤلاء الموظفون الإداريون والحربيون تحت المراقبة حتى سن الخمسين ، والممتازون منهم يرقون إلى مصاف الحكام ، ويعهد إليهم بمقاليد الحكم ، وذلك لبلوغهم مرتبة عالية من الحكمة والفلسفة.
هـ- أما مصير من تخلفوا ولم تمكنهم قدراتهم من مواصلة مختلف مراحل الدراسة المشار إليها قبلا ، فهم في رأي أفلاطون لا يصلحون إلا لأن يكونوا جنودا.
ويرى أفلاطون أنه على المجتمع كله أن يهيئ المناخ الصالح لعملية التنشئة الاجتماعية تلك ، وذلك عن طريق ضمان تهيئة مختلف سبل الحياة للدارسين حتى يتفرغوا لدراستهم بغير عوائق .
4) خضوع أفلاطون لآراء منتقديه:
هذا وقد تعرضت أفكار أفلاطون وكثير من تلامذته ومعاصريه للعديد من النقد ، حيث اعتمد أفلاطون على قاعدة (( الغاية تبرر الوسيلة)) وتبنى منهجا شيوعيا قضى على الملكية الفردية ليس بالنسبة للأموال فقط .. وإنما بالنسبة للنساء والأولاد أيضا... كما اهتم أفلاطون كذلك بتجاهله لضرورة إشباع الحاجات التي تعتبر من أهم الدوافع الإنسانية التي تؤدي عدم إشباعها إلى هدم المجتمع ... أي مجتمع ؟!
ولم يكابر أفلاطون ويتحدى موجات النقد الموجه إليه فعاد خلال كتابة ((القوانين)) الذي ألفة في أواخر أيامه ... وعدل الكثير من أفكاره .... وتبنى نظام الأسرة ودافع عنه وحارب الفصل بين الزوجين ، سواء الطلاق أو بغيرة باعتبار ذلك هو الضمان الأكيد للاستقرار الأسري ومن ثم لاستقرار المجتمع. والأكثر من هذا أن أفلاطون أكد على احترام السنن الاجتماعية باعتبارها مصدرا لكل التشريعات الوضعية.
الخاتمة:
وفي ختام بحثي هذا الذي يتحدث عن آراء أفلاطون ومعتقداته ، أتمنى ينال اعجاب من يقراه ويستفيد منه.
المراجع:
1) علم الاجتماع في عالم متغير، تأليف الدكتور صلاح مصطفى الفوال أستاذ علم الاجتماع ،رئيس مركز البحوث والدراسات العربية – القاهرة ، الطبعة الأولى 1416هـ - 1996م ، دار الفكر العربي.
2) كتاب علم الاجتماع ، الدكتور أحمد الخشاب ، دكتور محمد طلعت عيسى ، مكتبة القاهرة الحديثة ، القاهرة، 1963.
3) كتاب فلسفة التاريخ وعلم الاجتماع ، الدكتور عبد العزيز عزت ، القاهرة، 1951.
4) معهد الامارات التعليمي