المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : [طلب] هذا اول طلب لي على المنتدى تكفون لا تردوني



بو يمن
02-10-2010, 08:40 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يا جماعة الخير انا طالبكم طلبه لا تردوني انا الصراحة ابا تقرير عن مقام الاحسان بشرط ما يزيد عن 5 صفحات ويكون مرتب وابا بور بونيت عن نفس الموضوع والله يوفقكم وجزاكم الله خير

طارق العفاسي
04-10-2010, 07:39 PM
مقام الإحسان من الإسلام





دون أن ندخل في متاهة الاستدلالات الشرعية حول التصوف, واشتقاقا ته اللغوية و مصادره الشرعية (والتي يجدها الزائر الكريم في منبر الأسئلة و الأجوبة من هذا الموقع)نتعامل مع مفهوم التصوف كمُسمى لا كاسم,أي نتعامل مع "مضمونه التجريبي" و "حمولته الشعورية".

من هذا المنطلق يعتبر التصوف هو مقام الإحسان من الإسلام كما جاء ذلك في الحديث المعروف بحديث جبريل, والذي نصه كالتالي:

عن عمر (رض) قال: بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب، شديد سواد الشعر، لا يرى عليه أثر السفر ولا يعرفه منا أحد، حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسند ركبتيه إلى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه وقال: يا محمد! أخبرني عن الإسلام؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وتقيم الصلاة, وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا. قال: صدقت. فعجبنا له يسأله ويصدقه، قال: فأخبرني عن الإيمان. قال: أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره. قال: صدقت. قال: فأخبرني عن الإحسان. قال: أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك. قال: فأخبرني عن الساعة. قال: ما المسئول عنها بأعلم من السائل. قال: فأخبرني عن أماراتها. قال: أن تلد الأمة ربتها، وأن ترى الحفاة العراة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان. ثم انطلق. فلبث مليا، ثم قال: يا عمر أتدري من السائل؟ قلت: الله ورسوله أعلم. قال: فإنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم" (رواه مسلم).

فالتصوف هو الطابق الثالث في البناء الإسلامي، أي مستوى الإحسان حيث يصبح الإيمان إيمانا شهود يا بعد أن كان إيمانا غيبيا اعتقاد يا. فالغيب الذي نؤمن به على مستوى الإيمان يصبح واقعا شهود يا نتراءاه (كأنك تراه) على مستوى الإحسان.

فإذا كان الإسلام هو مجموع الطوابق الثلاثة إلا أن طابقه الثالث (مستوى الإحسان) هو كماله من خلال تحقيق مستويي الإسلام والإيمان تحقيقا يحول الظن الغائب إلى يقين حاضر.

ومستوى الإحسان عايشه الصحابة رضوان الله عليهم في علاقتهم بالرسول عليه الصلاة والسلام. وانتقلت أسرار هذا المقام إليهم روحيا من خلال رابط المحبة والتعلق بشخص رسول الله صلى الله عليه وسلم.

فكما أن أسرار مستوى الإسلام تنتقل بالتلقين والاستماع من فكر إلى فكر، وأسرار مستوى الإيمان تنتقل بالعمل والإتباع من سلوك إلى سلوك، فأسرار مقام الإحسان تنتقل من قلب إلى قلب بالمحبة والتعلق بشخص رسول الله صلى الله عليه وسلم وورثته من أمته.

وإن غياب ممارسة مستوى الإحسان في سلوك المسلمين (لغياب قناة التواصل لديهم التي هي المحبة)، باستثناء بعض الدوائر الضيقة، أدى إلى تأسيس إسلام مبتور بدون روح.



وعندما حاول البعض ترميم الجزء المتداعي من البناء الإسلامي (طابق الإحسان) نعتوا بالمتصوفة، وتم تقييم سلوكهم انطلاقا من تصور قاصر لإسلام بمستويين فقط، حيث اعتبروا أن محاولة الصوفية بناء الطابق المتداعي هو إضافة إلى الإسلام ما ليس منه.

وإن الحقيقة الصوفية التي اكتشفها العارفون بالله ما هي إلا تفصيل لما أجمل في الشريعة.



وإن معارضة النص القرآني أو ألحديثي بالحقيقة الصوفية يرجع إلى معارضة الجزء (الحقيقة الصوفية) بكله (الشريعة). ذلك أن علاقة الحقيقة الصوفية بالنص القرآني أو ألحديثي هي علاقة تضمن واستغراق (الثاني للأول) لا علاقة تضاد وتنافر كما يحاول الإيهام بذلك بعض ممن يوجد خارج التجربة الصوفية.

إن التعارض – إذا وجد – هو تعارض بين سوء تأويل النص القرآني أو ألحديثي و/أو النص الصوفي، أو بين سوء تأويل النص الصوفي (على فرض صحته) والنص القرآني أو ألحديثي. هذا خصوصا إذا علمنا أن اللغة الصوفية هي لغة إشارية لا دلالية، أي أنها تشير إلى الحقيقة عن بعد ولا تدل عليها. إذ الدلالة الحقيقية للنص الصوفي لا يمكن فهمها إلا بالمشاركة الوجدانية.

إن التصوف هو "القلب النابض" للإسلام و كمال بنائه.لأن العبادة بدون محبة لله و معرفة به تجعل من العبادات"طقوسا شكلية"فارغة.

إن التصوف يمثل"الرصيد الشعوري"غير المدون من السنة النبوية لعدم قابليته للتدوين.ذلك أن أحوال الرسول عليه الصلاة والسلام الباطنية لا تدون في الكتب و لكنها تدرك بالمعايشة الوجدانية.

طارق العفاسي
04-10-2010, 07:40 PM
تزكية النفس
كما أن حبّ الدنيا رأس كل خطيئة، فإنّ اتباع الهوى رأس كل خطأ وجذر كلّ ضلالة، ولكي يتخلّص الإنسان من مختلف الضلالات التي يقع فيها، من حيث يشعر أو لا يشعر.. فلا بدّ من اجتناب الهوى.
إنّ الإنسان قد يقع في الضلالة بسبب سبات عقه، وقد عالجنا أمره آنفاً، وقد يقع في الضلالة لاتباعه الهوى، وخورِ في عزمه وإرادته، وإذا كان في الحالة الأولى قاصراً في الأغلب فانّه في الحالة الثانية مقصّر ومحاسب ومسؤول.
والحالة الأولى تعتري الإنسان في الموضوعات الجانبية، بينما تعتريه الحالة الثانية في القضايا الحياتية أو الدينية الأساسية.
ونحن إذ نبحث هذه الحالة نفصَّل القول أولاً في التذكرة بخطورة اتباع الهوى ودوره في غواية البشر، وثانياً في بيان علاجه المتمثَّل في تنمية الإرادة.
بين العلم الهوى
وقد جاء في كتابنا (المنطق الإسلامي) بعض التفصيل في هذا الموضوع ننقله بتصرّف:
(أنّ الهوى) يمنع العلم، ومخالفة الهوى وسيلة لمعرفة الحق، وإنّ البشر لا يترك الحق عادة إلا لأتباع الهوى، ولكي تتوضحّ هذه الفكرة لا بد أن نتحدث عن معنى الهوى. والنصوص التي تحدثت عنه، وعن الحالات التي يتبع الهوى فيها.
الهوى يعني: الحبّ، وهوى النفس يعني: حب الذات، وأهواء النفس هي: شهواتها، وطبائعها، وغرائزها وميولها الفطرية أو التربوية.
والعلم هو معرفة الحقّ، والحقّ والشهوات قد يلتقيان كما إذا كانت المصلحة في اتباع الحق، ولكنهما يفترقان كثيراً.
فليس كلّ إنسان يهوى الحق، ويشتهي العمل به في كل وقت. إنّما كثيرٌ منا يهوى الباطل، فإننا نشتهي الخلود في الدنيا وليس حقّاً، إنّما الموت- الذي لا نحبّه ولا نشتهيه- هو الحق.
والإسلام اعتبر الحق منطلقاً والهوى منطلقاً، وأراد للإنسان أن يتبع الحق، وينبذ الهوى، إذا كان الهوى يخالف الحق. كما اعبر الإسلام الهوى سبباً لتكذيب الأنبياء (أَفكلّما جاءكم رسولٌ بما لا تهوى أَنفسكم استكبرتم)103.
واتباع الظن-الذي لا يعدوا أن يكون أهواء النفس- هو الذي أردى البشر فجعلهم كفاراً ومشركين.
(إنْ يتّبعون إلاّ الظنّ وما تهوى الأنفس)104.
والعدل مثل الحق لا يمكن تطبيقه إلا بمخالفه الهوى (ولا تتبعوا الهوى ان تعدلوا). وحين بعث الله نبيّه داود وجعله خليفةً على الناس، أمره بمخالفة الهوى، لأنّها طريق العمل بالحق (ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله)105.
ورسالة الرسول-صلى الله عليه وآله –بُنيت على الوحي لا الهوى (وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى)106.
وهى الله عن الطاعة لمن يتبع هواه، ولأنه يتبع الباطل، ولأنّه قد غفل وابتعد عن عقله (ولا تطع مَنْ أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتّبع هواه وكان أمره فُرُطاً)107.
والذي يتبع هوه فإنما هو مشرك، إذ أنّه يعبد هواه.
(أرأيتَ مَنِ اتّخذ إلهه هواه أفانت تكون عليه وكيلاً)108.
وأهواء الناس ضلالات يجب مجانبتها.
(قل لا أتَّبع أهواءكم قد ضللتُ إذاً وما أنا من المهتدمين)109.
والهوى يخالف العلم، ولا يمكن أنْ يجمع الإنسان بين أتّباع الهوى واتّباع العلم (وَلئِنْ اتَّبعتَ أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم ما لك من الله من وليِّ ولا نصير)110.
(ولا تتَّ أهواءهم عمَّا جاءك من الحق)111.
واتباع الحقّ يُصلح الأرض، أمّا اتّباع الهوى فإنه يفسد الأرض والسماء (ولو اتبع الحق أهواءهم لفسدت السمواتُ والأرض ومن فيهن)112.
والذين لم يستجيبوا للرسول، فإنمّا كان السبب اتّباع أهوائهم.
(فأن لم يستجيبوا لك فاعلم أنّما يتَّبعون أهواءهم)113.
أما ضلالة أكثر الناس، فإنّما هي بسبب اتّباع الهوى، وعدم العلم (وإنّ كثيراً ليضلّون بأهوائهم بغير علمٍ)114.وجاء في الحديث: أوحى الله لداود: (احذر وأنذر أصحابك من كل الشهوات، فإنّ القلوب المتعلقة بشهوات الدنيا عقولها محجوبة عنها)115.
وجاء في رواية مأثورة: (إذا حيرّك أمَرانِ أن لا تدري أيهما خير وأصوب، فانظر أنّهما أقرب إلى هواك فخالفه، فإنّ كثير الصواب في مخالفة هواك)116.
وجاء في حديث آخر: (أكثر الصواب في خلاف الهوى.. وإنّ الطمع مفتاح الذل واختلاف العقل، والذهاب بالعلم)117.
شهوات الهوى
اتّباع الهوى إذاً يعني: اتّباع ما يحبّه الإنسان ويشتهيه. وحيث تختلف شهوات الإنسان، فإنّ موارد اتّباع الهوى تختلف هي الأخرى. والسؤال: ما هي شهوات الإنسان: وبالتالي ما هو أهواؤه؟118 شهوة الخلود، شهوة الراحة، شهوة الأمن والسلامة، وأخيراً شهوة الملك والسيطرة.. هي جميعاً شهوة واحدة هي (شهوة الحياة) وهي أعمق شهوة في النفس البشرية، لأنّها صورة لهوى النفس في أوضح وأصدق حالاتها. وشهوة الطعام والمسكن وللباس، شهوة الأولاد، حسّ التكيف مع البيئة، حسّ التكّيف مع المجتمع، والاستسلام لضغوط السلطة، كلُّ اولئك صور أخرى وإنْ كانت باهتة-أحياناً- عن شهوة الحياة، إذ لا يخضع الفرد لتوجيه المجتمع، إلاّ لأنه يخشى من عقوبته المتمثلة في منعه عن ضرورات حياته، ولأنّه يحبُّ حياته، فهو أيضاً يحبّ ما يحافظ عليها من ضرورات، وما ترتبط به هذه الضرورات من التكيّف مع البيئة أو مع المجتمع.
وحين يخضع الإنسان للمجتمع، أو للبيئة، أو للسلطة، تخضع كل مناحي حياته معه وفي طليعتها فكرة، ولذلك فإنّه يدفع بفكره باتّجاه التوافق مع المجتمع والاستسلام لتوجيهاته، وكذلك باتّجاه الخضوع للسلطة.
إذاً: حبُّ الذات أو بتعبير أفضل: (هوى النفس) هو وراء أكثر أسباب الخطأ في الإنسان، ابتداءً من الأسباب النفسية، والتقاليد، وانتهاءً بالأسباب الطبيعية ومروراً بالأسباب الاجتماعية، والاقتصادية.
تنمية الارادة
لأنّ الإنسان يتعرض لأمواج الضغوط، وتعتصره شهواته وعصبياته من داخل نفسه، وقوة الشر من الخارج، فهو بحاجة إلى أرادة قوّية ومشيئة مقتدرة حتى يستقيم على هدى عقله، ولا يضيع في تيّار الأهواء.
وهذه الإرادة تنمو بالرسالات، التي تضع لصاحبها عشرات البرامج التي تساعده على الاستقامة. وفيما يلي نستعرض بعضها:
الف:_ فالرسول بذاته أسوة حسنة، تُفيض سيرته قوة إرادة فيمن حوله، يتبعونه في منهاج حياته بعد علمهم بأنه، كان بشراً مثلهم.
باء:_ والرسالة تعرف الإنسان بنفسه ومبدى كرامته على ربّه، وأنه الذي سخّر له الله ما في الأرض جميعاً. نوّه باسمه، واستضافه لجنته، ورفعه لمقام مخاطبته وبهذه الوسيلة تجعله يثق بنفسه أكثر فأكثر، وتزداد قوة ارادته.
جيم:_ وذكر اله الذي فرضته الرسالة على الإنسان، عبر الصلاة والصيام والحج وتلاوة القرآن والدعاء، وكذلك عبر عشرات المناهج الأخرى، إنّ هذا الذكر يصل قلب العبد بنور الرب، فيجعله فوق تحدّيات الظروف، وقد قال ربّنا سبحانه: (اذكروا الله ذكراً كثيراً)119، (هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليُخرجكَّم من الظلمات إلى النور)120.
دال:_ وسلسلة المحّرمات التي يتَّقيها المؤمن تصونه من الانصياع مع الشهوات التي تحجب عقله، وتهدم ثقته بنفسه كالخمرة والمسير، واللهو والفواحش ما ظهر منها ومنا بطن.
وقد قال ربنا سبحانه: (إنما يريد الشيطان أن يرقع بينكُمُ العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدّكم عن ذِكر الله)121.
هاء:_ وكذلك ما نجده في الرسالات الإلهية من برامج لتزكية النفس وتطهيرها من الرذائل كالأنانية والعنصرية والإستئثار، والغرور والحسد والحقد وسوء الظن، إنّها جميعاً تزيد الإنسان عزماً وتصلباً.
وقد قال ربّنا سبحانه (ونفسٍ وما سوّاها فألهمها فجورها وتقواها قد أفلح من زكّاها وقد خاب من دسّاها)122.(ومَنْ يوقِ شحّ نفسه فأولئك هم المفلحون)123.
(وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى)124.(هو الذي بعث في اُلأميين وسولاً منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإنْ كانوا من قبل لفي ضلالٍ مبين125.
إنَّ العقل والجهل قوَّتان تتجاذبان الإنسان الذي يختار أحدهما بمشيئته الحرة، فإذا تحدَّى رياح الهوى وإختار السير صعداً إلى قمة العقل.. فإنَّه يبصر الحقائق بوضوح، وإذا استسلم لجهله، وإنهار في وديان الشهوات، فإنّه ليس يجهل الحقائق آنئذِ فقط، بل وينسى نفسه أيضاً (نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هُمُ الفاسقون)126.
وهكذا تقف الشهوة في الطرف النقيض من العقل.. ولا يكتمل عقل الإنسان إلا بكبح جماحها ولجم زمامها.
يأتي عبد الله بن سنان إلى الإمام الصادق-عليه السلام-ويسأله: الملائكة أفضل أم بنو أدم؟ فقال: قال أمير المؤمنين-صلوات الله عليه_: إنّ الله ركّب في الملائكة عقلاً بلا شهوة وفي البهائم شهوةً بلا عقل، وركّب في بني آدم كليهما فمَن غلب عقله شهوته، فهو خير من الملائكة، ومن غلب شهوته على عقله فهو شرّ من البهائم). يقول الحديث الشريف المأثور عن أمير المؤمنين-عليه السلام-: (من لم يملك شهوته لم يملك عقله)127.
(ذهاب العقل بين الهوى والشهوة)128.
العاقل من هجر شهوته)129.
وقال الإمام الصادق-عليه السلام _ :
(أفضل طبائع العقل العبادة، وأوثق الحديث له العلم، وأجزل حظوظه الحكمة، وأفل ذخائره الحسنات)130.
معارف القرآن تزيد العقل
لكلِّ شيء وزير، العقل العلم.. إنه يزيده انبساطاً وجلاءً. أرأيت الذي ينُمي عضلاته بالتدريب ومهاراته بالتمرين فلماذا لا ينُمي عقله بالمعارف التي تفتح آفاق العقل، وتفضُّ مكنوناته وسرائره.
والقرآن الكريم: جمل المعارف، وجوامع العلم، وضياء الهدى، فحينما يتِّصل عقل الإنسان بنور الوحي يزداد انشراحاً وبهاءً، لأنه يجلوه ويسهِّل عليه السير في آفاق المعرفة. قال ربّنا سبحانه: (وسخرَّ لكُمُ الليل والنهارَ والشمس والقمر والنجومُ مسخَّراتٌ بأمره إنّ في ذلك لآيات لقوم يعقلون)131. (وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون)132. (هذا بصائرُ للناس)133.
(وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون)134.
وجاء في الحديث الشريف المروي عن الإمام الصادق-عليه السلام_: كثرة النظر في العلم تفتح العقل)135.
قال الإمام أمير المؤمنين-عليه السلام_:
العقل حفظ التجارب، وخير ما جربت ما وعظك)136.
(فساد الأخلاق معاشرة السفهاء، وصلاح الأخلاق معاشرة العقلاء)137.
(العاقل من وعظته التجارب)138.
(من ترك الاستماع عن ذوي العقول مات عقله)139.
وهكذا يتنامى عقل الإنسان بالوحي حينما يوقظه الوحي من سباته. وينمِّي فيه إرادة الانتفاع به، ويزيده ضياءً بالمعارف التي تفتح آفاقه.
يقول العلامة الاصفهاني وهو يشرح العلاقة بين العقل والوحي، في سياق حديث مفصل:
(فتكون الشريعة مؤسسةً على الاحكام العقلية التي تكون العقول حيث ذاتها الكشف عن وجوبها ورمتها الذاتية أو المعللة بالحسن والقبح اللذين حيث ذاتها الكشف نهما في بعض الافعال، فيكون القرآن المجيد والرسول الأكرم والأئمة المعصومون –عليهم السلام- مذكرِّين بهذه الأحكام العقلية.
فكل فعلٍ كان العقل بذاته كاشفاً عن وجوبه أو حرمته، ذاتاً أو معللاً بحسنه وقبحه عن العاقل القادر المالك للرأي بفعله وتركه، يكون هذا العقل حجةً إلهية على هذه الأحكام، لحجيته وحاكميته بذاته على عصمته. وإن المكشوف به عين الواقع. فهو الحجة على ان الفعل الواجب، والحرام بالذات أو للحسن والقبح، واجب وحرام عند الله وعند أنبيائه ورسله. كيف والحق (جلت عظمته) أرشده إلى هذه العقول، واحتجّ بها عل البشر وهو عين إمضاء تلك الأحكام، وعين كون أحكامها أحكامه لأنّه كاشفٌ عن رسوله الذي هو لسانه ونفسه تعالى شأنه.
وعلى هذا الأساس (قامت) علوم الدين، والشرائع على أحكام تلك العقول، التي هي حجج إلهية لكلّ عاقل. فهي الحجة بذاتها على كل ما تكشفه، كما أن العلم الإلهي حجة إلهية على كل ما يكشفه).

طارق العفاسي
04-10-2010, 07:47 PM
وهذا البوربوينت بالمرفقات




حسابك كله = تدعيلي أييب نسبة غاوية 99 وفوق :)

بو يمن
05-10-2010, 02:50 PM
الله يوفقك ويوفقنا ويوفق الجميع اللهم امين
وجزاك الله الف خير

لؤلؤة القمر
17-04-2011, 07:22 PM
{ النفس امارة والله قيوم وكل خافٍ لدى الرحمن معلوم..فإن خلوت فقل ربي يراقبني.. }

يا كثر همي
17-04-2011, 10:45 PM
ليش 99 ، أن شاء اله 200% ههههههههه