المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : [تقرير جاهز] تقرير درس العفو والتسامح



habo0oba
26-09-2010, 07:54 PM
:(23): السلام عليكم أعضاء >< أو عضوات:(23):
:(18):أرحب فيكم فموضوعي الحلو الحلو:(18):
أ:(34):ولا ســـــــــــــــــــــــــــــ:(10):ــــــــــــــ ـــــــــــــا محوني لان كذبت عليكم :(34):
أ:(44):صلا انا محتاجة تقرير الصراحة انا خليته جذي عشان تدخلون:(9):
:(19):ورجاءا من المشرفين والمراقبين ما يغلقون الموضوع:(9):
دخيلكم أفيدوني ما ابا الوضوع يكون نايم :(42):
على طاري الرقاد بروح انام :(53):
:(42)::(42)::(42)::(42)::(42)::(42):
لاتقوموني ألا يوم تكتبون الردود

habo0oba
26-09-2010, 07:57 PM
وشكرا مقدمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــأ

habo0oba
26-09-2010, 07:59 PM
واللي زعلان أو زعلانة تقولي

خسفة
27-09-2010, 03:54 PM
انا زعلانة وايد انا مااحب الكّذب

habo0oba
27-09-2010, 07:12 PM
سووووووووووووري والله مجبــــــــــــــــــــــــورة

علمتني الحياه
27-09-2010, 09:32 PM
ابي اعرف وين التقرير والله كانت مستنسه اني حصلت التقرير

بنــ البلاد ــت
28-09-2010, 02:02 PM
وين التقرير ؟؟ عن العفو و التسامح ؟؟!!

habo0oba
28-09-2010, 04:36 PM
آســــــــــــــــــــــ فة
أنا ماعندي التقرير بس محتاجة
أعذروووووووونيي

habo0oba
28-09-2010, 04:37 PM
يلا مين يساعدنا

خفـــ الشــوق ــوق
28-09-2010, 06:17 PM
وين التقرير

السموحه انا ما احب الي يكذب

habo0oba
29-09-2010, 05:54 PM
خفـــ الشــوق ــوق : والله حتى انا بس محتااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااجة
أتمنى السموحة والعفو
يعني مستحيل حد مابيعطنا التقرير

كاشونة22
29-09-2010, 07:02 PM
أ
ف أبي تقرير

habo0oba
29-09-2010, 07:39 PM
أووووووووووووووك
حبايبي
أنتظرووو

محببة للتعليم
01-10-2010, 01:05 PM
أنا وايد زعلانه منج لأنج كذبتي أنا ما أحب الكذب أكرهه

فارسة الانمي
02-10-2010, 04:09 PM
التسامح والعفو من شيم الكرام(1)
ينبغي للإنسان أن يصدر كل ليلة عفواً عاماً قبل النوم عن كل من أساء إليه طيلة النهار بكلمة أو

مقالة أو غيبة أو شتم أو أي نوع من أنواع الأذى، وبهذه الطريقة سوف يكسب الإنسان الأمن

الداخلي والاستقرار النفسي والعفو من الرحمن الرحيم، وطريقة العفو العام عن كل مسيء هي

أفضل دواء في العالم يصرف من صيدلة الوحي «ادفع بالتي هي أحسن» «والكاظمين الغيظ

والعافين عن الناس والله يحب المحسنين»، يا من أراد الحياة في أبهج صورها وأبهى حُللِها اغسل

قلبك سبع مرات بالعفو وعفّره الثامنة الغفران، قام رجل يسبُّ أبا بكر الصديق ويقول: والله لأسبنَّك

سباً يدخل معك قبرك، فقال أبو بكر: بل يدخل معك قبرك أنت، وسبَّ رجلٌ الإمام الشعبي فقال

الشعبي: إن كنتَ كاذباً فغفر الله لك، وإن كنتَ صادقاً فغفر الله لي. إن تحويل القلب إلى حيّات

للضغينة وعقارب للحقد وأفاعي للحسد أعظم دليل على ضعف الإيمان وضحالة المروءة وسوء

التقدير للأمور، وكما يقول شكسبير: لا توقد في صدرك فرناً لعدوك فتحترق فيه أنت، ما أطيب القلب

الأبيض الزلال، ما أسعد صاحبه، ما أهنأ عيشه، ما ألّذ نومه، ما أطهر ضميره، ثم هل في هذا العمر

القصير مساحة لتصفية الحسابات مع الخصوم، وتسديد فواتير العداوة مع المخالفين؟ إن العمر أقصر

من ذلك، وإن الذي يذهب ليقتصّ من كل من أساء إليه وينتقم من كل من أخطأ عليه سوف يعود

بذهاب الأجر، وعظيم الوزر، وضيق الصدر، وكثرة الهم مع قرحة المعدة، وارتفاع الضغط، وقد يؤدي

ذلك إلى جلطة مفاجئة أو نزيف في الدماغ ينقل صاحبه مباشرة إلى العناية المركّزة ليضاف لقتلانا

ممن مات في قسم الباطنية صريعاً للتخمة بعد أكلة شعبية قاتلة، إن أفضل أطباء العالم هم ثلاثة:

الدكتور بهجة، وتخصصه السرور والفرح والعفو والصفح، والدكتور هادئ، وتخصصه أخذ الأمور بهدوء

والدفع بالتي هي أحسن، والدكتور رجيم، وتخصصه عمل رجيم للجسم لمنعه من كل ضار ومن

الإكثار من المشتهيات التي يدعو إليها الشيطان الرجيم، أيها الناس: الحياة جميلة، ألا ترون النهار

بوجهه المشرق وشمسه الساطعة وصباحه البهيج وأصيله الفاتن وغروبه الساحر، لماذا لا تشارك

الكون بهجته فتضحك كما تضحك النجوم، وتتفاءل كما تتفاءل الطيور، وتترفق كما يترفق النسيم،

وتتلطف كما يتلطف الطّل، الحياة جميلة إذا أخرجتم منها الشيطان والشر والشك والشتم والشؤم

والشماتة وشارون، والمشكلة أن بعضنا متشائم تريه وجه الشمس فيشكو حرّها، وتخرج له الزهرة

فيريك شوكها، وتشير إلى نجوم الليل فيمتعض من ظلمته، إذاً اقترح عليك أن تصدر الليلة مرسوماً

بالعفو عن كل من أساء إليك وبعدها سوف تنام ليلة سعيدة منقول

--------------------------------------------------------------------------------------------------------
العفو يرفع نظام المناعة في الجسم(2)


امر النبي الكريم صلي الله عليه وسلم بالعفو وطبق هذه العبادة في اهم موقف عندما فتح مكة

المكرمة ومكنه الله من الكفار وعفا عنهم وكان من نتيجة العفو ان دخلوا في دين الله افواجا .

واليوم وبعد ما تطور العلم لاحظ العلماء في الغرب شيئا عجيبا الا وهو ان الذي يمارس عادة العفو تقل

لديه الامراض ,وهي ظاهرة غريبة استدعت انتباه الباحثين فبدأوا رحلة البحث عن السبب ,

فكانت النتيجة

ان الانسان الذي يتمتع بحب العفو والتسامح يكون لديه جهاز المناعة اقوي من غيره , كما ان ممارسة

العفو تنشط الجهاز المناعي لدي الانسان , لان الانسان عندما يغضب فأن اجهزة الجسم تنتبه وتستجيب

وكأن خطرا ما يهدد وجودها ,مما يؤدي الي ضخ كميات كبيرة من الدم ,وافراز كميات من الهرمونات ووضع

الجسد في حالة تأهب لمواجهة الخطر اذ هو

ارتفاع في ضغط الدم واضطراب في عملية الهضم والنظام العصبي وضيق في التنفس ,
هذا يؤدي بدوره الي ارهاق الجسد في حالة تكراره ,

وبمجرد ان يغفر ويعفوا الشخص عن اي موقف تزول هذه التوترات وتزول الرغبة

في الانتقام وتهدأ اجهزة

الجسد بسسب زوال الخطر ,وهذا مايعطي فرصة للنظام المناعي بممارسة مهامه بكفأة عالية .ويؤكد

العلماء ان موضوع المكافأة مهم جدا في حالة علاج الغضب والانتقام.

سبحان الله نجد ان القرأن الكريم امر بالعفو والصبر ابتغاء وجه الله واشار

الي المكافأة مهمة جدا وهي ر ضا الله تعالي فهو الذي يعوضنا ويعطينا ما فقدناه ,

وهذا ما جاء في كتاب الله تعالي
{ وجزاء سيئة سيئة بمثلها فمن عفا واصلح فأجره علي الله انه لا يحب الظالمين}
الشوري 40

--------------------------------------------------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم(3)
قصه
القصة تبدأ عندما كان هناك صديقان يمشيان في الصحراء ، خلال الرحلة تجادل الصديقان فضرب أحدهما الآخر على وجهه.
الرجل الذي انضرب على وجهه تألم و لكنه دون أن ينطق بكلمة واحدة كتب على الرمال : اليوم أعز أصدقائي ضربني على وجهي .
استمر الصديقان في مشيهما إلى أن وجدوا واحة فقرروا أن يستحموا.
الرجل الذي انضرب على وجهه علقت قدمه في الرمال المتحركة و بدأ في الغرق، و لكن صديقة أمسكه وأنقذه من الغرق.
و بعد ان نجا الصديق من الموت قام و كتب على قطعة من الصخر : اليوم أعز أصدقائي أنقذ حياتي .
الصديق الذي ضرب صديقه و أنقده من الموت سأله : لماذا في المرة الأولى عندما ضربتك كتبت على الرمال و الآن عندما أنقذتك كتبت على الصخرة ؟
فأجاب صديقه : عندما يؤذينا أحد علينا ان نكتب ما فعله على الرمال حيث رياح التسامح يمكن لها أن تمحيها ، و لكن عندما يصنع أحد معنا معروفاً فعلينا ان نكتب ما فعل معنا على الصخر حيث لا يوجد أي نوع من الرياح يمكن أن يمحيها....
لنتعلم أن نكتب آلامنا على الرمال و أن ننحت المعروف على الصخر...
ولنلتمس العذر ونقابل الإساءة بالحسنة....
قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فى خطبة : ألا أخبركم بخير أخلاق الدنيا والأخرة ؟ العفو عمن ظلمك ، وتصل من قطعك ، والإحسان إلى من أساء إليك ، وإعطاء من حرمك ....
قال تعالى (وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ).

--------------------------------------------------------------------------------------------------------
قصة مؤثره عن التسامح والعفو.......في عهد الصحابه رضيالله عنهم (4)

الأمة دائماً ماتحتاج إلى تدبر سير العظام منها ، وهل أعظم قدراً وأعلى مكاناً من أصحاب رسول الله ، لقد سطرت كتب التاريخ والسنة صفحات خالدة لأولئك الرجال رضي الله عنهم وأرضاهم ،( وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) (التوبة:100) واليوم سنعطر هذا المجلس بقصة فيها كثير من العظات العبر، قصة حفظتها لنا كتب السنة ، أما أطراف القصة فصحابيين فاضلين أولهما الصديق أبو بكر رضي الله عنه ، أفضل رجل بعد الرسل والأنبياء عليهم الصلاة والسلام ، الخليفة الراشد الأول رضي الله عنه ، والثاني خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، الذي سأله مرافقته في الجنة فقال له النبي إذن أفعل فأعني على نفسك بكثرة السجود ، ريبعة بن كعب الأسلمي رضي الله عنه ، فإليكم القصة أولاً كما رواها أحد أطرافها ثم نقف معها بإذن الله وقفات فقد روى الإمام الحاكم في مستدركه وقال هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه عن ربيعة بن كعب الأسلمي رضي الله عنه قوله (وأعطاني رسول الله صلى الله عليه وسلم أرضاً وأعطى أبا بكر أرضاً فاختلفنا في عذق نخلة قال وجاءت الدنيا فقال أبو بكر هذه في حدي فقلت لا بل هي في حدي قال فقال لي أبو بكر كلمة كرهتها وندم عليها قال فقال لي يا ربيعة قل لي مثل ما قلت لك حتى تكون قصاصا قال فقلت لا والله ما أنا بقائل لك إلا خيرا قال والله لتقولن لي كما قلت لك حتى تكون قصاصا وإلا استعديت عليك برسول الله صلى الله عليه وسلم قال فقلت لا والله ما أنا بقائل لك إلا خير قال فرفض أبو بكر الأرض وأتى النبي صلى الله عليه وسلم جعلت أتلوه فقال أناس من أسلم يرحم الله أبا بكر هو الذي قال ما قال ويستعدي عليك قال فقلت أتدرون من هذا هذا أبو بكر هذا ثاني اثنين هذا ذو شيبة المسلمين إياكم لا يلتفت فيراكم تنصروني عليه فيغضب فيأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فيغضب لغضبه فيغضب الله لغضبهما فيهلك ربيعة قال فرجعوا عني وانطلقت أتلوه حتى أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقص عليه الذي كان قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا ربيعة ما لك والصديق قال فقلت مثل ما قال كان كذا وكذا فقال لي قل مثل ما قال لك فأبيت أن أقول له فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أجل فلا تقل له مثل ما قال لك ولكن قل يغفر الله لك يا أبا بكر قال فولى أبو بكر الصديق رضي الله عنه وهو يبكي ) .
إن هذه القصة العجيبة التي نقلتها لنا كتب السنة تحمل في طياتها جملة من الدروس والعبر ، ولاأدري بأيها أبدأ ، هل أبدأ برسول وكيف سمع من أبي بكر وربيعة رضي الله عنهما وكيف جعلهما يتجاوزا هذه المرحلة ، أم بالنفس الكبيرة للصديق رضي الله عنه ، أم أتحدث عن ربيعة رضي الله عنه وتوقيره للصديق رضي الله عنه .
إن المحور الذي تدور عليه هذه القصة هو مادار بين الصحابيين الكريمين ونظرتهما لذلك العذق الذي سبب اختلافاً يسيراً بينهما ، لقد قال ربيعة رضي الله عنه أن السبب في حدوث هذا الأمر
( وجاءت الدنيا ) يعني أن السبب الرئيس كان الإلتفات لهذه الدنيا وزهرتها ، وكأنه رضي الله عنه يقول لنا إن حقيقة الدنيا وزخرفها لاتدع لمثل هذا الخلاف والنزاع ، كأنه يقول لنا لماذا الاختلاف والتنازع والتقاطع بين الخلان والإخوان من أجل مال أو أرض أو ميراث ، كأنه يقول لنا إلى متى تشغلنا هذه الدنيا عن أهدافنا السامية .. عن علاقاتنا فيما بيننا ، اسمعوا إلى ربنا سبحانه وتعالى يصف لنا هذه الدنيا (وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيماً تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِراً) (الكهف:45)
ثم يلفت رضي الله عنه لفتة أخرى توجها رضي الله عنه بعدل مطلق حينما قال عن أبي بكر رضي الله عنه ( فقال لي أبو بكر كلمة كرهتها وندم ) ، حاولت أن أعرف هذه الكلمة التي قالها أبو بكر رضي الله عنه فيما ورد من روايات لهذا الحديث لكنني لم أتوصل إليها مع يقيني الكبير أن هذه الكلمة لاتعدوا أن تكون سبق لسان تداركه الصديق رضي الله عنه بندمه على ماقال – وفي هذا عبرة وأي عبرة فحتى لو أخطأ الأكابر فالعودة إلى الحق تكاد أن تكون أسرع من الوقوع في الخطأ – ثم إن خفاء هذه الكلمة يثبت أن ربيعة رضي الله عنه لايحمل شيئاً يريد أن تنسى هذه الكلمة وتمحى .
طلب أبو بكر رضي الله عنه من ربيعة رضي الله عنه أن يرد له تلك الكلمة ليقتص الصديق رضي الله عنه من نفسه ، لم تمنعه مكانته من رسول الله ولا مكانته في الإسلام أن يحقر أحداً من المسلمين ولاأن يتعدى عليه حتى بلفظ يسير – يقرر لنا الصديق رضي الله عنه بهذا الموقف العظيم مبدأ العدل والتواضع - وفي موقف كبير آخر مقابل لموقف الصديق رضي الله عنه ونفس سامية للمتربي في مدرسة النبوة على صحابها أفضل الصلاة والسلام تسمو عن مبدالة الكلمة المكروهة بمثلها ليقول ربيعة رضي الله عنه (لا والله ما أنا بقائل لك إلا خيراً ) وكأن ربيعة رضي الله عنه مرة أخرى يذكرنا بحقيقة أخرى فكأنه يقول بادل السيئة بالحسنة وكأنه يقول لاتدع للشيطان مدخلاً عليك في تعاملك مع إخوانك وخلانك ، وكأنه يقول لاتقل بلسانك إلا خيراً ، وكأنه يهمس في أذن من اتخذ من لسانه أداة للسب أو الشتم أو السخرية أو الغيبة أو الكذب لاتفعل .. لاتفعل ... فهذا ليس من الخير في شيء ، ثم هو رضي الله عنه يذكرنا بخلق آخر خلق فاضل ألا وهو خلق الحلم لم يرد رضي الله عنه على أبي بكر رضي الله عنه الكلمة بمثلها أو تجاوز ذلك – حاشاه – رضي الله عنه ، أليس في ذلك عبرة لنا أن نضبط أنفسنا ، ومشاعرنا ، يؤسفني أن بعض المسلمين يرد الكلمة بمثليها والجملة بأضعافها ، يستثيره أدنى أمر .. فتجده يزبد ويرعد .. يشتم ويلعن .. وينسى وصية حبيبه حينما أوصى صاحبه رضي الله عنه ( لاتغضب ) .
ثم إن أبا بكر رضي الله عنه وقد أثرت عليه الكلمة التي قالها ، عندما لم يلبي ربيعة رضي الله عنه طلبه ذهب إلى النبي ليرشده في أمره – وفي هذا فائدة جليلة بالعودة إلى المرجعية التي تتمثل في رسول الله في هذه القصة - وتبعه ربيعة رضي الله عنه وفي الطريق أراد قوم ربيعة رضي الله عنه أن يردوه عن إتباع أبي بكر رضي الله عنه وكأنهم يقولون له أنك أنت المخطأ عليك ومعك الحق فلماذا تذهب خلفه ، وتأتي الإجابة الكبيرة في مبناها ومعناها من ربيعة رضي الله عنه ( أتدرون من هذا هذا أبو بكر .. هذا ثاني اثنين هذا ذو شيبة المسلمين .. إياكم لا يلتفت فيراكم تنصروني عليه فيغضب فيأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فيغضب لغضبه فيغضب الله لغضبهما فيهلك ربيعة ) إنه سمو في القول والفعل ... سمو في الأخلاق والتعامل .. سمو في الإحترام والتوقير .. فلله درك ورضي الله عنك حين تعطي للأمة درساً في إنزال الناس منازلهم ، لله درك ورضي الله عنك حين تعرف لأهل الفضل فضلهم ، لله درك ورضي الله عنك حين توقر الصديق رضي الله عنه وتحترمه ..
لله درك ورضي الله عنك حين تضبط الأمور بميزان الشرع للعقل ، انظروا رضي الله عنها علم مكانة أبي بكر رضي الله عنه من رسول الله خشي من غضبه لإنه سيترتب على ذلك غضب رسول الله ثم يترتب على ذلك غضب الله تعالى إنه ميزان الشرع الذي الذي وزن فيه الأمر الذي غاب عن قومه رضي الله عنهم حينما وزنوا الأمر بعاطفتهم المجردة ، وفي هذا درس للأمة عظيم أن العاطفة التي لاتنضبط بضوابط الشرع تؤدي إلى نتائج لاتحمد عقباها ، أترون ماتمر به بلادنا حرسها الله في هذه الأيام من ظهور الأفكار التي حركتها العاطفة الغير منضبطة بضوابط الشرع ، فعاثت في الأرض فساداً تفجر وتدمر وتخرب وتكفر ، أيها المسلمون .. إن العلم الشرعي المبني على الأصول الصحيحة هو السبيل الأوحد إلى سلامة الأمة ونصرها ، نحن أمة منهجنا واضح وأساسه واضح ، ومبناه واضح ، لايحركنا هوىً متبع أو عاطفة غير منضبطة أو حماس غير محسوب .
هذا مادار بين الصحابيين رضي الله عنهما قبل وصولهما إلى رسول الله ، أما ماكان بينهما عند رسول الله . فقد التقى الصحابيان رضي الله عنهما أبو بكر الصديق وربيعة الأسلمي رضي الله عنهما عند رسول الله واستمع لهما ، هكذا رسولنا مع أصحابه رضي الله عنهم يستمع إليهم ويجلس معهم يشاوره فيشير عليهم يسألوه فيجيبهم ، سمع كلا الطرفين ولم يغفل طرفاً دون الآخر وفي هذا مضرب مثل لعدله ، وبعد أن استمع إليهما واتضح له الأمر أرشد ربيعة لما هو خير من رد الكلمة التي قال أبو بكر رضي الله عنه ، وأيده على عدم الرد بالمثل وقال له قل يغفر الله لك ياأبا بكر ) .
قالها ربيعة رضي الله عنه فأبت تلك النفس الكبيرة نفس أبي بكر رضي الله عنه التي تخشى الله وتتقه فسبقت عبراته عبارته وولى وهو يبكي رضي الله عنه وأرضاه .
يالله .. ماأجملها من قصة تختم بهذا الأدب الجم والخلق خلق العفو والتسامح ، ( فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ)(الشورى: من الآية40) .
الموضوع الأصلي: قصة مؤثره عن التسامح والعفو.......في عهد الصحابه رضيالله عنهم ,,, الكاتب: فارسه ,,, المصدر: منبر الدعوة الاسلامي
www.d3ooh.com
--------------------------------------------------------------------------------------------------------
التسامح في الإسلام (5)
د. علي بن عمر بادحدح

الخطبة الأولى
أما بعد أيها الأخوة المؤمنون :
في دين الإسلام العظيم مآثر كثيرة , ومنافع جليلة , وأسس عظيمة , ومعالم هادية , إذا فقهناها حق فقهها وإذا تعلقت بها قلوبنا وتشربت معانيها نفوسنا وانطبعت بها سلوكياتنا فنحن على الجادة والصواب , وسنرى الخير يفيض في نفوسنا وقلوبنا , والنور يكون في أبصارنا وبصائرنا , والهدى يكون في عقولنا وأفكارنا , والتقى تتجلى في أحوالنا وأفعالنا .
يقودني إلى هذا الذي أريد أن أتحدث عنه أني طالعت بالأمس صحيفةً فوجدت فيها أو في أكثر الصحف حديثاً عن ما يسمى باليوم العالمي للتسامح , وكان يوافق يوم أمس بالتاريخ الميلادي , ولم أكن قد علمت شيئا عن مثل هذا ولم أسمع به من قبل أي أن هناك يوماً يسمونه يوم التسامح .
خرج من مؤسسة التربية والعلوم التابعة للأمم المتحدة ليكون تذكيراً بهذا المعنى كما يقولون , وفي هذه النصوص التي ترد في المواثيق الدولية كلامٌ جميلٌ زاهرٌ ومشرقٌ غير أن الواقع قد لا يتفق معه , ففي هذا الميثاق نص يقول :
"نحن شعوب الأمم المتحدة وقد آلينا على أنفسنا أن ننقذ الأجيال المقبلة من ويلات الحروب , نؤكد من جديدٍ إيماننا بالحقوق الأساسية للفرد وكرامته , وفي سبيل هذه الغايات اعتزمنا أن نأخذ أنفسنا بالتسامح , وأن نعيش معاً في سلام وجوار " , وفي فقرة أخرى بنص الميثاق أن التربية يجب أن تهدف إلى تنمية التفاهم والتسامح والصداقة .

وانظر اليوم إلى واقع ما يجري على هذه الأرض , ولسنا نريد أن نخصص وإن كنا نبدأ بالجرائم القريبة الحديثة التي ما تزال رائحة الدم تفوح منها في بيت حانون من أرض الإسراء في فلسطين العزيزة , وإن صعدنا قليلاً وجدنا إحصاءاتٍ تقول إن نحواً من ستمائةٍ وخمسين ألفاً هم الذين قتلوا في العراق خلال هذين العامين أو الثالث الذي يلتحق به , وإذا نظرنا أكثر لوجدنا أيضاً ثمة مئات من الألوف تترى هنا وهناك , ليس في البوسنة والهرسك فحسب وليس في بلاد الأفريقية فحسب , وجدنا صورةً من سعارٍ محمومٍ , وحرب مستعرة , وقتلٍ وتدميرٍ تضاعف أضعافاً كثيرةً عما كان في أوقات مضت , وليس هذا بعيداً أيضاً عنا معاشر المسلمين , حتى نكون صرحاء ومنصفين .
كم تدمير وتفجيرٍ وتقتيلٍ حصلت في بلادنا هذه وفي بلاد المسلمين , كم أحوالٍ اليوم نراها تدخل وتضيق دوائرها , حتى بتنا نسمع عن رجل يقتل زوجته , وعن زوجةٍ تقطع زوجها , وعن ابنٍ يقتل أمه , وعن صورٍ كثيرة تكشف حقيقةً أن هذا التسامح ليس موجوداً كما ينبغي , ولا بالقدر الذي يكفي ليفيض على الناس وُداً وإخاءً وسلاماً , ليس بين المفترقين في الأديان والمختلفين فيها بل حتى بيننا معاشر المسلمين , هل ترون سماحتنا في البيع والشراء , والمطالبة والقضاء , هل ترون سماحتنا بين الأزواج والزوجات , بين الأبناء والآباء , هل ترون لطفاً ووداً بين الأساتذة والتلاميذ , أم أن كثيراً من هذا تظلله ظلالٌ سوداء تكشف عن ضيق في الصدور , ونصرةٍ في القلوب , وسلاقة في الألسن , و فضاضة في التعامل , بل وعدوان يمارس هنا وهناك , يصل إلى حد القتل كما أشرت , وإساءاتٌ كثيرة , ليست كذلك علينا نحن معاشر المسلمين بما أسيئ إلى كتاب ربنا أو إلى حبيبنا ونبينا محمداً صلى الله عليه وسلم , أو إلى ديننا وشرائعنا ووصفها بالفاشية والنازية والعدوانية والإرهاب .

بل نحن أيضاً في ما بيننا نجد أتنابز بالألقاب , والرمي بالتفسيق بالتبديغ التكفير , والوصف لهذه البلد أو تلك البلد , أو ذلك العرق وهذا العرق , كأنما غابت كثير من أصول الإسلام عن عقولنا , ولم تسكن في قلوبنا ونفوسنا , فحري بنا أن نراجع أنفسنا قبل أن نقول عن سماحةِ غيرنا , وأنهم فغاضٌ في معاملاتهم , قساة في قلوبهم , مجرمون في معاملاتهم , قد يصدق ذلك فيهم , لكن ما حالنا نحن معاشر المسلمين .
أريد أن أشير إلى هذا أكثر من غيري ابتداءً , لأؤسس إلى أنه إذا وقعت السماحة بيننا على الوجه الذي يرضاه ربنا وعلى النهج الذي سنه في سلوكه رسولنا , فحين يمكن أن تنعكس سماحتنا على الخلق أجمعين بل على الجمادات والحيوانات والشجر والدواب , لنكون نحن أمة محمدٍ أمة رحمة للعالمين , كما كان هو صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين .

ومن هنا أنطلق إلى هذا الحديث وأحسب أنه يحتاج إلى تكرار واستمرار , السماحة في لغتنا معناها السلاسة والسهولة , ومعناها الكرم والعطاء , ومعناها العفو الإغضاء , كلها مع بعضها البعض تراها تيسيراً وليس تعسيراً , تعرفها تبشيراً وليس تنفيراً , تلمسها رحمة وليست قسوة , هكذا هي السماحة تغلب الجانب الذي يدخل إلى القلوب بذرة الحب والمودة , ويستل منها سخائم الشحناء والبغضاء , يلينها بحسن القول ولين المعاملة , ويجعلها تنقاد لطبيعتها البشرية الفطرية , لا تخرج إلى عدوانية , ولا تذهب إلى دموية .

لأن أصل الديانات السماوية عندما جاءت لترقى بالإنسان إلى مستوى الإنسانية وفوق مستوى الإنسانية بما يكون عليه من الدين الرباني والتشريع الإلهي , فإذا ترك الناس ذلك انحدروا من الإنسانية إلى مادون الإنسانية , وذهبوا إلى الحيوانية والغضبية وقانون الغاب الذي لا يعرف إلا البطش والقسوة قانوناً له كما نرى في عالم اليوم , وكما نرى أيضاً في صورٍ غير قليلةٍ في معاملاتنا .
تكاد اليوم تبحث عن الابتسامة الصافية فلا تجدها إلا نادراً , تبحث عن الكلمة اللطيفة الحانية فلا تسمعها إلا لماماً , تريد المعاملة الهينة اللينة فلا تجدها إلا قليلاً لماذا لأن هذه السماحة التي هي في أصل ديننا نحتاج إلى فقهها وفهمها , وإلى النماذج العملية في تطبيقها , ديننا مؤسسٌ على هذه السماحة .

وأبدأ بهذه الأسس لأنتقل بعد ذلك إلى الصور العملية :
ديننا دين عالمي ومعنى ذلك أننا لا بد أن نتعامل مع العالم كله , من أصحاب الديانات السماوية ومن غير أصحاب الديانات ومن أهل الإلحاد من كل إنسان على وجه هذه الأرض , لأن ديننا جاء كذلك جاء لكل الناس لكل بني البشر , والله سبحانه وتعالى بين ذلك : {تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا} , هذا القرآن للعالمين , ورسولنا : {وما أرسلناك إلا رحمةً للعالمين} , وكتاب ربنا , وبيت ربنا , وكعبتنا وقبلتنا : {إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركاً وهدىً للعالمين } ..
فإن كنا للعالمين فلا بد أن نكون كذلك فينا هذه السِمة يعلمنا إياها الإسلام تأسيسا وتأصيلا , وننظر إلى وجهٍ آخر فنرى أننا نحن الذي نتابع مسيرة سيد الخلق صلى الله عليه وسلم : { قل هذه سبيلي أدعوا إلى الله على بصيرةٍ أنا ومن اتبعن وسبحان الله وما أنا من المشركين } .. ( العلماء ورثة الأنبياء ) ( بلغوا عني ولو آية ) ..
فلو كان رحمةً للعالمين فمبلغوا رسالته ينبغي أن يكونوا رحمةً للعالمين , لا أن يكونوا نذر شرٍ , ولا أصوات عدوانٍ , ولسنا كذلك في ديننا , ولسنا كذلك في تاريخنا , ولسنا كذلك مقارنة بغيرنا لكننا نريد لأنفسنا أن نكون كما يريد الله لنا وكما سنَّ وشرع وهدانا إلى ذلك رسولنا صلى الله عليه وسلم , أنظروا إلى هذه الصورة .
عندما أدركت المنية أبا طالبٍ وقد كان عم النبي صلى الله عليه وسلم , الذي حماه ودافع عنه , الذي أحبه ونافع وكافح لكي لا يمسه أحدٌ بسوء , ماذا كانت معاملة النبي له , كان في غاية الإشفاق عليه , وفي تمام الرحمة به , وفي شدة الشوقِ لأن يلحق به في دوحة الإسلام , ورياض الإيمان , فجاءه في اللحظات الأخيرة من عمره , فرَّغ نفسه له , وهو الذي لا يهمه ولا يعنيه , ولا يضره ولا يباشر أمر هذا الرجل في شأنه من بين الناس كلهم شيء يخص .
لكنه قال: ( يا عماه قل كلمةً أحاجك بها عند الله ) ..
فجاء أبو جهل وجاء أهل قريش يصرفونه حتى لن ينطق بكلمة الإسلام والإيمان , فحزن لذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم , أيحزن على كفر كافر , تلك هي الرحمة , تلك هي السماحة تريد أن تنقذ الناس الآن أن توقعهم .
بل قال صلى الله عليه وسلم: ( إنما مثلي ومثلكم كما رجل استوقد نارا فجعل الفراش والهوام يقعن فيها وجعل يذبهن عنها , فأنا آخذ بحُجُزِكُم من النار ).
كل من يريد أن يقذف بالنار كفراً أو معصيةً فرسالة محمد صلى الله عليه وسلم جاءت لتخرجه من الظلمات إلى النور , ومن الكفر إلى الإيمان , ومن المعصية إلى الطاعة , ومن الغفلة إلى الذكر .
تلك هي مهمتكم يا أتباع محمد صلى الله عليه وسلم , وهكذا كان فعله عندما زار غلاما يهودياً جاراً لرسول الله صلى الله عليه وسلم , وكان مشرفاً على الموت , فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ( قل لا إله إلا الله محمداٌ رسول الله ) , وكان أولئك القوم يلمسون حسن المعاملة الراقية من رسول الله صلى الله عليه وسلم , فتأثر الغلام والتفت إلى أبيه كأنما يستأذن أو يستشير , فقال له أطع أبا القاسم , فقال الغلام لا إله إلا الله محمدٌ رسول الله , وخرج النبي صلى الله عليه وسلم ثم لم يلبث الغلام أن مات , فأي شيءٍ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( الحمد لله الذي أنقذه من النار ) .
كم ملايين البشر , ينبغي أن نمد لهم أيدينا وأن نوصل لهم أصواتنا , وأن نريهم سماحتنا , عل ذلك يلين قلوبهم , ويرشد عقولهم , فنسنتقذهم من النار ( لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خيرٌ لك من حمر النعم ) ..
هكذا تأتينا أصول الإسلام الآن قبل أن ندخل في السماحة بيننا , أصلٌ ثانٍ وهو أصل التيسير في دين الإسلام
{ولقد بسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر} قرآن واضحٌ سهلٌ ميسرٌ بينٌ ..
شريعةٌ ميسورةٌ {يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر} ..
ويأتي هدي المصطفى صلى الله عليه وسلم (ما خير بين أمرين إلا اختار أيسرهما , ما لم يكن إثماً)
وقد يغلب على بعضنا اختيار أشد الأعسر , ظناً منا أننا نأخذ المرتبة الأعلى , والمكان الأكبر , وما ذلك أحيانا إلا في شدةٍ وقسوةٍ في نفوسنا لم نهذبها بهذا القرآن وبسيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم ..

{لا يكلف الله نفساً إلا وسعها}
شريعة الله جاءت كذلك , فما بالنا نأتي نحن فنكلف الناس ما لا يطيقون , ونوجب عليهم ما لم يوجبه الله عز وجل , ونشدد في ما يسر الله سبحانه وتعالى فيه , وهذا يحصل , وقد وقع منه شيء في أحداث السيرة ونبها عليه النبي صلى الله عليه وسلم ..
لما كان بعض الصحابة في سفرٍ وكان الوقت في شدة بردٍ , وكان أحدهم مشجوجا في رأسه , فناموا فاحتلم المشجوج , فأصبح الصبحُ , وهو يريد أن يصلي , كيف يغتسل وهذا الجرح مع البرد والماء البارد , قالوا له لا نرى لك إلا أن تغتسل , فاغتسل فمات , فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم , فقال : ( قتلوه قتلهم الله , أفلا سألوا إن لم يعلموا ) .
والأمر في حقهم معفوٌ عنه لأنهم كانوا على جهل , لكن النبي حذر حتى ننتبه إلى أننا لا نملك مفاتيحاً للجنة ولا للنار , وكذا لا ينبغي أن نشق على الناس في ما يسره الله عليهم .

وديننا جاء فيه التنوع والتيسير في أصله , ألستم تقرؤون دعاء الاستفتاح في الصلاة , سل من بيمينك ومن بيسارك , فستراه يحفظ دعاءً غير الذي تحفظه ..
وكل ذلك أثر وصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم , وفي صفات كثيرة من العبادة تنوعٌ يجيز هذا وهذا , ويجعل هذا وذاك كلاهما على حدٍ سواء في المشروعية والأجر ..
(ما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم النحر عن شيء قدم ولا أخر إلا قال افعل ولا حرج) , ذلك أصلٌ في ديننا , إن كنا كذلك فقهناه , فسينعكس على أحوالنا , سينعكس على أبناءنا فلا نأخذ عليهم بالأشد والأقسى وينعكس على أزواجنا فلا نكون معهم في الأبغض والأيبس الذي لا نرضاه أحيانا لأنفسنا ونشق به على من حولنا .
وهكذا تمضي هذه الأصول تأتي في مرتبة ثالثة عالية وهي تدعونا إلى أن نمارس السماحة والإحسان والبر مع من يخالفنا , بل وأن نجتهد من يعتدي علينا بالعفو والصفح , ما لم يكن ثمة ما يمس الدين والأمة بضرر , وهذا يدلنا على مرتبة عالية , أقرر بها ختام هذه الأصول ..
فالله عز وجل يقول لنا : {لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين}
قال الطبري في تفسيره عند هذه الآية : وأولى الأقوال في ذلك بالصواب قول من قال إنه يعني {لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم الذين لم يقاتلوكم ...} من جميع أصناف الملل والأديان {أن تبروهم وتقسطوا إليهم...} ولا معنى في ذلك لمن قال إن ذلك منسوخٌ لأن البر من أهل الحرب ممن له قرابة ونسب وممن ليس له قرابة ولا نسب غير محرمٍ , بل قال ما لم يكن في دلالة له أي ذلك الحربي أو لأهل الحرب على عورة لأهل الإسلام أو تقوية لهم بقراعٍ أو سلاح , ما لم يكن ذلك كذلك فإن المعاملة الحسنة لمن ليسوا من الأعداء بل من أهل الذمة هي الأصل الذي يعرفهم بديننا , ويرغبهم فيه ويجعلهم ينظرون إلى سماحته وإنسانيته .

ثم يخبرنا قوله جل وعلا في هذه الآية { إن الله يحب المقسطين } ..
قال الطبري في تفسيره : " أي المنصفين الذين ينصفون الناس ويعطونهم الحق وينصفونهم من أنفسهم فيبرون من يبرهم ويحسنون إلى من يحسن إليهم , وقد جاء في معظم التفاسير عند تفسير هذه الآية حديثٌ صحيحٌ عند البخاري ومسلم وغيرهم من أهل السنن " , عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها أن أمها قتيله جاءت إليها (وقيل ذلك كان في وقت صلح الحديبية) (وزارتها) جاءتها في المدينة فذهبت أسماء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تستفتيه.

قالت يا رسول الله إن أمي جاءت إليَّ راغبة , وفي رواية راغبة وراهبة , أفأصل أمي قال لها صِلي أمك , وما معنى جاءت إليَّ وهي راغبة أي ترغب في بري وفي صلتي وفي الإحسان إليَّ , وتخشى أن لا أرحب بها , وأن لا أعطيها وأن لا أتسامح معها , وليس المعنى كما رجح الشراح , أنها كانت راغبة في الإسلام لأنها كان المقصود أنها راغبة في الإسلام فلم تذهب أسماء إلى رسول الله تستأذنه أو تسأله إن كانت راغبة في الإسلام فالجواب مباشر بأن تدعوها إلى الإسلام وأن تحسن إليها بأن تدخلها في الإسلام وهنا قال لها صِلي أمك
وقبل هذه الآية جاء قول سبحانه وتعالى : {عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة ورحمة والله قديرٌ والله غفور الرحيم } ..
قال ابن كثير رحمه الله في تفسير هذه الآية , أي محبةً من بعد البغضة ومودةً من بعد النُفرة , وألفةً من بعد الفرقة , والله قديرٌ قال على ما يشاء من الجمع بين الأشياء المتناثرة والمتباينة والمختلفة , فيألف بين القلوب بعد العداوة , وتصبح مجتمعة متفقة .
استشهد بذلك لما كان بين الأوس والخزرج , من عداوة فلما دخلوا في الإسلام يسر الله ذلك , وكذلكم كان كثير من مشركي مكة , من ألذ أعداء رسول الله صلى الله عليه وسلم , ثم أراد الله أن يسلموا وكان رسول الله أحب إليهم من كل شيء في دنياهم , بل أحب إليهم من نفوسهم التي بين جنوبهم ..
وهكذا تقرر لنا أصول الإسلام أنه إذا كانت هذه المعاملة , مع من يخالف في الدين , أن يبر إذا بر , وأن يحسن إليه إذا أحسن , وأن يعامل بالمعروف , إذا لم يكن من أهل الحرب والعداء , فكيف إذاً بمن هم أهل الإسلام , كيف بنا ونحن بيننا وبين بعض إخواننا جفاءٌ بل عداء أحيانا يدوم أعواماً ويستمر ويستحكم , بل نراه أحيانا بين ذوي القرابة واللحم والدم الواحد , أفليس هذا يدلنا على تفاوت وبعد ؟!
والله سبحانه وتعالى يخاطبنا ويبين لنا ذلك في آياتٍ كثيرةٍ ويرشدنا إلى هذه الحقائق , حتى قال أهل العلم في بعض هذه الآيات , كما قال بعض فقهاء أهل الشافعية , فيها دليلٌ على جواز التصدق على أهل الذمة دون أهل الحرب , وقال بعض أهل العلم وفرق بين المداهنة في الدين تلك لا تقبل والملاطفة في الدنيا أو التعاون وتبادل المنافع الدنيوية , فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم (مات ودرعه مرهونٌ عند يهوديٍ) , كان يتعامل ولكنه لا يقبل دنية في دينة , ولا يقبل انتهاكاً لشيء من حقوق الأمة في أرضها ومالها , وفي أعراضها , وفي غير ذلك من حقوقها , وهكذا يأتينا لهذا الإسلام ليجعل لنا هذا الأمر في هذه المنزلة , بل وليكون كذلك ما هو أظهر من ذلك كما في قول الحق جل وعلا { ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفاراً حسداً من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره } ..
{ادفع بالتي هي أحسن}
دلالة في هذا المعنى ما لم يكن كما قلنا أمر شرعيٌ تترتب عليه مضرةٌ أو إخلالٌ بحكم شرعي , وهكذا إذا كانت هذه هي الأصول .
فالآن لو شرعنا في الحديث عن السماحة في ما بيننا لوجدنا أننا نحتاج نطيل القول كثيرا وكثيرا , فهذا ابن عباس يروي أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل فقيل له أي الأديان أحب إلى الله فكان جواب المصطفى صلى الله عليه وسلم : ( الحنيفية السمحة ) .
الحنيفية التوحيد , والسمحة التي فيها هذا المعنى من السماحة واليسر
وفي حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( أفضل المؤمنين رجلٌ سمح البيع , سمح الشراء , سمح القضاء , سمح الاقتضاء ) . رواه الطبراني في معجمه الأوسط ورجاله ثقات , ودار في ذلك صوراً كثيرة وكثيرة
بل نجد الأجر والثواب في هذا عظيماً كما قد يكون في أجر وثواب الأعمال الصالحة من صوم وصلاة وصيام ودعاء وتلاوة وغير ذلك ؛ فهذا حديث حذيفة يخبر فيه النبي صلى الله عليه وسلم , أنه قال : ( أتى الله عبداً من عباده آتاه الله مالاً فقال له ماذا عملت في الدنيا - أي بهذا المال - فقال العبد : آتيتني مالك فكنت أبايع الناس وكان من خلق الجواز - يعني التجوز والتسامح والتساهل - فكنت أتيسر على الموسر , وأنذر المعسر , فقال الله عز وجل أنا أحق بذلك منك , تجاوزوا عن عبدي فجاوز الله عنه ) والحديث عند الشيخين البخاري ومسلم .
وفيما روى ابن مسعود رضي الله عنه .. وهذا حديثٌ جميلٌ لعلنا نتذكره عن رسول الله صلى الله عليه وسلم , قال : ( ألا أخبركم بمن يحرم على النار أو من تحرم النار عليه ؟! ) , فهل تظنونه قال من يكثر الصلاة أو الصيام أو غير ذلك قال صلى الله عليه وسلم : ( كل قريب هينٍ لينٍ ) ..
ليتنا نكون سمحاء , فنكون مؤهلين لأن نكون برحمة الله عز وجل مع قليل أعمالنا التي نعرف تقصيرنا فيها , معرضين لرحمة الله فندخل الجنة , ولا نكون من أهل الفضاضة والغضة والشدة والقسوة والنفرة والضيق , فضلاً أن نكون من أهل القسر والقهر والعدوان , لا سمح الله .
ومن لطيف ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم , من حديث عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها في قصة جميلة تكون لنا درساً وعبرة عندما حجت أم المؤمنين مع المصطفى رسول الله صلى الله عليه وسلم حجة الوداع حاضت فلم تسطع أن تعتمر قبل الحج فحجة حجةً بلا عمرة , ثم قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم يا رسول الله يرجع الناس إلى ديارهم بعمرة وحج وارجع بحج , وهذه الرواية في لفظها في الصحيح , وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً سهلاً إذا قويت الشيء تابعها عليه فأرسلها النبي صلى الله عليه وسلم مع أخيها عبد الرحمن بن أبي بكر وخرجت إلى التنعيم فأحرمت وجاءت واعتمرت ..
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم سهلا ليناً , إذا هويت الشيء تابعها عليه , مادام ليس هناك إثماً , كان هو ذلك السمح مع أهله مع أزواجه مع أبناءه , وهكذا نرى ذلك في كثيرٍ من أحواله .
فهذا أبو رافع يروي الحديث المشهور الصحيح أن النبي استلف من رجل بكراً , فلما جاءته من إبل الصدقة وكان له فيها نصيب قال له امضي ,فاقض الرجل حقه فقال يا رسول الله لا أجد بكراً وإنما أجد جملاً خياراً رباعيا - يعني سنه - وقيمته أغلى أعطه إياه فإن أحسن الناس أحسنهم قضاءً
كم نحن في حاجة إلى هذا المعنى . أسأل الله عز وجل أن يجعل السماحة في نفوسنا وقلوبنا وأقوالنا وأعمالنا مع أنفسنا ومع أزواجنا ومع أبنائنا ومع إخواننا ومع سائر الناس أجمعين إنه جل وعلا ولي ذلك والقادر عليه أقول هذا القول واستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ومن كل ذنب فاستغفروا إن هو الغفور الرحيم .

الخطبة الثانية
وصية التقوى وصية الله للأمم والخلق أجمعين فاتقوا الله في السر والعلن , واحرصوا على أداء الفرائض والسنن , واعلموا أن السماحة مظهرٌ من مظاهر تقوى الله في القلوب لأنها إذا سكنت في القلب ظهرت آثارها في السلوك , وهذه الخصلة من الخصال العظيمة التي بفطرة الناس يحبونها ويقدرونها , حتى قالت العرب : " من عادة الكريم إذا قدر غفر , وإذا رأى زلةً ستر " .
هكذا سمت الكريم , وهكذا كانت أقاويل الناس في هذا كما في المثل القائل السماح الرباح , كن سمحاً تربح , كن سمحاً مع الناس تربح مودتهم , كن سمحاً في بيعك وشرائك يبارك لك في رزقك , كن سمحاً في كل عملٍ تعمله سترى أن نفسك تطيب وقلبك يطمئن وأنك حينئذٍ تنشط للعمل وتزداد فيه بأمر أكثر وأكثر ..
ومن لطائف ما ورد في السنة حديث رواه الحاكم في مستدركه من حديث موسى ابن طلحة ابن عبيد الله عن امرأة أم أباه , جاءها خطاب كثر منهم عمر بن الخطاب ومنهم علي بن أبي طالب فلم تقبل بهم ثم جاءها طلحة ابن عبيد الله فقالت ذاك زوجي حقاً فلما سئلت وصفته بهذه الأوصاف - ولعلي أقولها بهدوءٍ وربما أكررها عل كل واحدٍ يحرص أن يكون هو صاحب هذا الوصف - قالت : " هذا هو زوجي حقاً , إن دخل دخل ضاحكاً , وإن خرج خرج بساماً , وإن سألت أعطى , وإن سكت ابتدأ , وإن عملت شكر , وإن أذنبت غفر " .
فهل فينا من يكون كذلك لأهله , هل فينا من يكون هذه السماحة التي وصفتها امرأة من جيل الصحابة رضوان الله عليهم , ورأت في بعض أصحاب النبي أنهم دون هذا الذي تريده في هذه السمة المعينة على وجه الخصوص فقالت قولتها , إن دخل دخل ضاحكاً , وإن خرج خرج بساماً , وكثيراً ما ندخل عابسين ونخرج مقطنين , وقالت إن سألت أعطى , وإن سكت ابتدأ , وكثيرٌ منا قد يكون إذا سألت منع وإذا تكلمت قمع وأخيراً قالت إن عملت شكر , وكم تعمل الزوجات من طعام وشرابٍ وغسيل ثيابٍ ورعاية أبناءٍ ثم لا تكاد تحظى بكلمة شكرٍ فإن قصرت قليلاً الثبور وعظائم الأمور والنذر والشرور , وإن أذنبت غفر , هذه سمةٌ جميلةٌ مهمة لماذا لأنها تتحدث عن عشرة يومية ولقاء في والصباح والمساء , والأمر يطول ..
ولعل لنا أحاديث أخرى , نفصل فيها السماحة بين الأزواج , والسماحة مع الأبناء , والسماحة مع المسلمين أجمعين , والسماحة مع من يخالفنا من المسلمين , في صور كثيرة وأمثلة عديدة , زخرت بها نصوصنا الشرعية , وسيرة نبينا صلى الله عليه وسلم , وصفحات تاريخنا , عل القلوب تلين , والألسن تخرج الكلمات الطيبة فالابتسامة صدقة والكلمة الطيبة صدقة , فضلا عن الإحسان والإكرام ..
نسأل الله عز وجل أن يديم الود والحب فيما بيننا وأن يؤلف بين قلوبنا , وأن يجعلنا ممن يحبون لإخوانهم ما يحبون لأنفسهم , وممن يسعون دائماً بالسماحة واليسر واللين والقرب مع إخوانهم جميعاً ...

و شكراااااااا:(2)::(23):

فارسة الانمي
02-10-2010, 04:10 PM
التسامح والعفو من شيم الكرام(1)
ينبغي للإنسان أن يصدر كل ليلة عفواً عاماً قبل النوم عن كل من أساء إليه طيلة النهار بكلمة أو

مقالة أو غيبة أو شتم أو أي نوع من أنواع الأذى، وبهذه الطريقة سوف يكسب الإنسان الأمن

الداخلي والاستقرار النفسي والعفو من الرحمن الرحيم، وطريقة العفو العام عن كل مسيء هي

أفضل دواء في العالم يصرف من صيدلة الوحي «ادفع بالتي هي أحسن» «والكاظمين الغيظ

والعافين عن الناس والله يحب المحسنين»، يا من أراد الحياة في أبهج صورها وأبهى حُللِها اغسل

قلبك سبع مرات بالعفو وعفّره الثامنة الغفران، قام رجل يسبُّ أبا بكر الصديق ويقول: والله لأسبنَّك

سباً يدخل معك قبرك، فقال أبو بكر: بل يدخل معك قبرك أنت، وسبَّ رجلٌ الإمام الشعبي فقال

الشعبي: إن كنتَ كاذباً فغفر الله لك، وإن كنتَ صادقاً فغفر الله لي. إن تحويل القلب إلى حيّات

للضغينة وعقارب للحقد وأفاعي للحسد أعظم دليل على ضعف الإيمان وضحالة المروءة وسوء

التقدير للأمور، وكما يقول شكسبير: لا توقد في صدرك فرناً لعدوك فتحترق فيه أنت، ما أطيب القلب

الأبيض الزلال، ما أسعد صاحبه، ما أهنأ عيشه، ما ألّذ نومه، ما أطهر ضميره، ثم هل في هذا العمر

القصير مساحة لتصفية الحسابات مع الخصوم، وتسديد فواتير العداوة مع المخالفين؟ إن العمر أقصر

من ذلك، وإن الذي يذهب ليقتصّ من كل من أساء إليه وينتقم من كل من أخطأ عليه سوف يعود

بذهاب الأجر، وعظيم الوزر، وضيق الصدر، وكثرة الهم مع قرحة المعدة، وارتفاع الضغط، وقد يؤدي

ذلك إلى جلطة مفاجئة أو نزيف في الدماغ ينقل صاحبه مباشرة إلى العناية المركّزة ليضاف لقتلانا

ممن مات في قسم الباطنية صريعاً للتخمة بعد أكلة شعبية قاتلة، إن أفضل أطباء العالم هم ثلاثة:

الدكتور بهجة، وتخصصه السرور والفرح والعفو والصفح، والدكتور هادئ، وتخصصه أخذ الأمور بهدوء

والدفع بالتي هي أحسن، والدكتور رجيم، وتخصصه عمل رجيم للجسم لمنعه من كل ضار ومن

الإكثار من المشتهيات التي يدعو إليها الشيطان الرجيم، أيها الناس: الحياة جميلة، ألا ترون النهار

بوجهه المشرق وشمسه الساطعة وصباحه البهيج وأصيله الفاتن وغروبه الساحر، لماذا لا تشارك

الكون بهجته فتضحك كما تضحك النجوم، وتتفاءل كما تتفاءل الطيور، وتترفق كما يترفق النسيم،

وتتلطف كما يتلطف الطّل، الحياة جميلة إذا أخرجتم منها الشيطان والشر والشك والشتم والشؤم

والشماتة وشارون، والمشكلة أن بعضنا متشائم تريه وجه الشمس فيشكو حرّها، وتخرج له الزهرة

فيريك شوكها، وتشير إلى نجوم الليل فيمتعض من ظلمته، إذاً اقترح عليك أن تصدر الليلة مرسوماً

بالعفو عن كل من أساء إليك وبعدها سوف تنام ليلة سعيدة منقول

--------------------------------------------------------------------------------------------------------
العفو يرفع نظام المناعة في الجسم(2)


امر النبي الكريم صلي الله عليه وسلم بالعفو وطبق هذه العبادة في اهم موقف عندما فتح مكة

المكرمة ومكنه الله من الكفار وعفا عنهم وكان من نتيجة العفو ان دخلوا في دين الله افواجا .

واليوم وبعد ما تطور العلم لاحظ العلماء في الغرب شيئا عجيبا الا وهو ان الذي يمارس عادة العفو تقل

لديه الامراض ,وهي ظاهرة غريبة استدعت انتباه الباحثين فبدأوا رحلة البحث عن السبب ,

فكانت النتيجة

ان الانسان الذي يتمتع بحب العفو والتسامح يكون لديه جهاز المناعة اقوي من غيره , كما ان ممارسة

العفو تنشط الجهاز المناعي لدي الانسان , لان الانسان عندما يغضب فأن اجهزة الجسم تنتبه وتستجيب

وكأن خطرا ما يهدد وجودها ,مما يؤدي الي ضخ كميات كبيرة من الدم ,وافراز كميات من الهرمونات ووضع

الجسد في حالة تأهب لمواجهة الخطر اذ هو

ارتفاع في ضغط الدم واضطراب في عملية الهضم والنظام العصبي وضيق في التنفس ,
هذا يؤدي بدوره الي ارهاق الجسد في حالة تكراره ,

وبمجرد ان يغفر ويعفوا الشخص عن اي موقف تزول هذه التوترات وتزول الرغبة

في الانتقام وتهدأ اجهزة

الجسد بسسب زوال الخطر ,وهذا مايعطي فرصة للنظام المناعي بممارسة مهامه بكفأة عالية .ويؤكد

العلماء ان موضوع المكافأة مهم جدا في حالة علاج الغضب والانتقام.

سبحان الله نجد ان القرأن الكريم امر بالعفو والصبر ابتغاء وجه الله واشار

الي المكافأة مهمة جدا وهي ر ضا الله تعالي فهو الذي يعوضنا ويعطينا ما فقدناه ,

وهذا ما جاء في كتاب الله تعالي
{ وجزاء سيئة سيئة بمثلها فمن عفا واصلح فأجره علي الله انه لا يحب الظالمين}
الشوري 40

--------------------------------------------------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم(3)
قصه
القصة تبدأ عندما كان هناك صديقان يمشيان في الصحراء ، خلال الرحلة تجادل الصديقان فضرب أحدهما الآخر على وجهه.
الرجل الذي انضرب على وجهه تألم و لكنه دون أن ينطق بكلمة واحدة كتب على الرمال : اليوم أعز أصدقائي ضربني على وجهي .
استمر الصديقان في مشيهما إلى أن وجدوا واحة فقرروا أن يستحموا.
الرجل الذي انضرب على وجهه علقت قدمه في الرمال المتحركة و بدأ في الغرق، و لكن صديقة أمسكه وأنقذه من الغرق.
و بعد ان نجا الصديق من الموت قام و كتب على قطعة من الصخر : اليوم أعز أصدقائي أنقذ حياتي .
الصديق الذي ضرب صديقه و أنقده من الموت سأله : لماذا في المرة الأولى عندما ضربتك كتبت على الرمال و الآن عندما أنقذتك كتبت على الصخرة ؟
فأجاب صديقه : عندما يؤذينا أحد علينا ان نكتب ما فعله على الرمال حيث رياح التسامح يمكن لها أن تمحيها ، و لكن عندما يصنع أحد معنا معروفاً فعلينا ان نكتب ما فعل معنا على الصخر حيث لا يوجد أي نوع من الرياح يمكن أن يمحيها....
لنتعلم أن نكتب آلامنا على الرمال و أن ننحت المعروف على الصخر...
ولنلتمس العذر ونقابل الإساءة بالحسنة....
قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فى خطبة : ألا أخبركم بخير أخلاق الدنيا والأخرة ؟ العفو عمن ظلمك ، وتصل من قطعك ، والإحسان إلى من أساء إليك ، وإعطاء من حرمك ....
قال تعالى (وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ).

--------------------------------------------------------------------------------------------------------
قصة مؤثره عن التسامح والعفو.......في عهد الصحابه رضيالله عنهم (4)

الأمة دائماً ماتحتاج إلى تدبر سير العظام منها ، وهل أعظم قدراً وأعلى مكاناً من أصحاب رسول الله ، لقد سطرت كتب التاريخ والسنة صفحات خالدة لأولئك الرجال رضي الله عنهم وأرضاهم ،( وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) (التوبة:100) واليوم سنعطر هذا المجلس بقصة فيها كثير من العظات العبر، قصة حفظتها لنا كتب السنة ، أما أطراف القصة فصحابيين فاضلين أولهما الصديق أبو بكر رضي الله عنه ، أفضل رجل بعد الرسل والأنبياء عليهم الصلاة والسلام ، الخليفة الراشد الأول رضي الله عنه ، والثاني خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، الذي سأله مرافقته في الجنة فقال له النبي إذن أفعل فأعني على نفسك بكثرة السجود ، ريبعة بن كعب الأسلمي رضي الله عنه ، فإليكم القصة أولاً كما رواها أحد أطرافها ثم نقف معها بإذن الله وقفات فقد روى الإمام الحاكم في مستدركه وقال هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه عن ربيعة بن كعب الأسلمي رضي الله عنه قوله (وأعطاني رسول الله صلى الله عليه وسلم أرضاً وأعطى أبا بكر أرضاً فاختلفنا في عذق نخلة قال وجاءت الدنيا فقال أبو بكر هذه في حدي فقلت لا بل هي في حدي قال فقال لي أبو بكر كلمة كرهتها وندم عليها قال فقال لي يا ربيعة قل لي مثل ما قلت لك حتى تكون قصاصا قال فقلت لا والله ما أنا بقائل لك إلا خيرا قال والله لتقولن لي كما قلت لك حتى تكون قصاصا وإلا استعديت عليك برسول الله صلى الله عليه وسلم قال فقلت لا والله ما أنا بقائل لك إلا خير قال فرفض أبو بكر الأرض وأتى النبي صلى الله عليه وسلم جعلت أتلوه فقال أناس من أسلم يرحم الله أبا بكر هو الذي قال ما قال ويستعدي عليك قال فقلت أتدرون من هذا هذا أبو بكر هذا ثاني اثنين هذا ذو شيبة المسلمين إياكم لا يلتفت فيراكم تنصروني عليه فيغضب فيأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فيغضب لغضبه فيغضب الله لغضبهما فيهلك ربيعة قال فرجعوا عني وانطلقت أتلوه حتى أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقص عليه الذي كان قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا ربيعة ما لك والصديق قال فقلت مثل ما قال كان كذا وكذا فقال لي قل مثل ما قال لك فأبيت أن أقول له فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أجل فلا تقل له مثل ما قال لك ولكن قل يغفر الله لك يا أبا بكر قال فولى أبو بكر الصديق رضي الله عنه وهو يبكي ) .
إن هذه القصة العجيبة التي نقلتها لنا كتب السنة تحمل في طياتها جملة من الدروس والعبر ، ولاأدري بأيها أبدأ ، هل أبدأ برسول وكيف سمع من أبي بكر وربيعة رضي الله عنهما وكيف جعلهما يتجاوزا هذه المرحلة ، أم بالنفس الكبيرة للصديق رضي الله عنه ، أم أتحدث عن ربيعة رضي الله عنه وتوقيره للصديق رضي الله عنه .
إن المحور الذي تدور عليه هذه القصة هو مادار بين الصحابيين الكريمين ونظرتهما لذلك العذق الذي سبب اختلافاً يسيراً بينهما ، لقد قال ربيعة رضي الله عنه أن السبب في حدوث هذا الأمر
( وجاءت الدنيا ) يعني أن السبب الرئيس كان الإلتفات لهذه الدنيا وزهرتها ، وكأنه رضي الله عنه يقول لنا إن حقيقة الدنيا وزخرفها لاتدع لمثل هذا الخلاف والنزاع ، كأنه يقول لنا لماذا الاختلاف والتنازع والتقاطع بين الخلان والإخوان من أجل مال أو أرض أو ميراث ، كأنه يقول لنا إلى متى تشغلنا هذه الدنيا عن أهدافنا السامية .. عن علاقاتنا فيما بيننا ، اسمعوا إلى ربنا سبحانه وتعالى يصف لنا هذه الدنيا (وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيماً تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِراً) (الكهف:45)
ثم يلفت رضي الله عنه لفتة أخرى توجها رضي الله عنه بعدل مطلق حينما قال عن أبي بكر رضي الله عنه ( فقال لي أبو بكر كلمة كرهتها وندم ) ، حاولت أن أعرف هذه الكلمة التي قالها أبو بكر رضي الله عنه فيما ورد من روايات لهذا الحديث لكنني لم أتوصل إليها مع يقيني الكبير أن هذه الكلمة لاتعدوا أن تكون سبق لسان تداركه الصديق رضي الله عنه بندمه على ماقال – وفي هذا عبرة وأي عبرة فحتى لو أخطأ الأكابر فالعودة إلى الحق تكاد أن تكون أسرع من الوقوع في الخطأ – ثم إن خفاء هذه الكلمة يثبت أن ربيعة رضي الله عنه لايحمل شيئاً يريد أن تنسى هذه الكلمة وتمحى .
طلب أبو بكر رضي الله عنه من ربيعة رضي الله عنه أن يرد له تلك الكلمة ليقتص الصديق رضي الله عنه من نفسه ، لم تمنعه مكانته من رسول الله ولا مكانته في الإسلام أن يحقر أحداً من المسلمين ولاأن يتعدى عليه حتى بلفظ يسير – يقرر لنا الصديق رضي الله عنه بهذا الموقف العظيم مبدأ العدل والتواضع - وفي موقف كبير آخر مقابل لموقف الصديق رضي الله عنه ونفس سامية للمتربي في مدرسة النبوة على صحابها أفضل الصلاة والسلام تسمو عن مبدالة الكلمة المكروهة بمثلها ليقول ربيعة رضي الله عنه (لا والله ما أنا بقائل لك إلا خيراً ) وكأن ربيعة رضي الله عنه مرة أخرى يذكرنا بحقيقة أخرى فكأنه يقول بادل السيئة بالحسنة وكأنه يقول لاتدع للشيطان مدخلاً عليك في تعاملك مع إخوانك وخلانك ، وكأنه يقول لاتقل بلسانك إلا خيراً ، وكأنه يهمس في أذن من اتخذ من لسانه أداة للسب أو الشتم أو السخرية أو الغيبة أو الكذب لاتفعل .. لاتفعل ... فهذا ليس من الخير في شيء ، ثم هو رضي الله عنه يذكرنا بخلق آخر خلق فاضل ألا وهو خلق الحلم لم يرد رضي الله عنه على أبي بكر رضي الله عنه الكلمة بمثلها أو تجاوز ذلك – حاشاه – رضي الله عنه ، أليس في ذلك عبرة لنا أن نضبط أنفسنا ، ومشاعرنا ، يؤسفني أن بعض المسلمين يرد الكلمة بمثليها والجملة بأضعافها ، يستثيره أدنى أمر .. فتجده يزبد ويرعد .. يشتم ويلعن .. وينسى وصية حبيبه حينما أوصى صاحبه رضي الله عنه ( لاتغضب ) .
ثم إن أبا بكر رضي الله عنه وقد أثرت عليه الكلمة التي قالها ، عندما لم يلبي ربيعة رضي الله عنه طلبه ذهب إلى النبي ليرشده في أمره – وفي هذا فائدة جليلة بالعودة إلى المرجعية التي تتمثل في رسول الله في هذه القصة - وتبعه ربيعة رضي الله عنه وفي الطريق أراد قوم ربيعة رضي الله عنه أن يردوه عن إتباع أبي بكر رضي الله عنه وكأنهم يقولون له أنك أنت المخطأ عليك ومعك الحق فلماذا تذهب خلفه ، وتأتي الإجابة الكبيرة في مبناها ومعناها من ربيعة رضي الله عنه ( أتدرون من هذا هذا أبو بكر .. هذا ثاني اثنين هذا ذو شيبة المسلمين .. إياكم لا يلتفت فيراكم تنصروني عليه فيغضب فيأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فيغضب لغضبه فيغضب الله لغضبهما فيهلك ربيعة ) إنه سمو في القول والفعل ... سمو في الأخلاق والتعامل .. سمو في الإحترام والتوقير .. فلله درك ورضي الله عنك حين تعطي للأمة درساً في إنزال الناس منازلهم ، لله درك ورضي الله عنك حين تعرف لأهل الفضل فضلهم ، لله درك ورضي الله عنك حين توقر الصديق رضي الله عنه وتحترمه ..
لله درك ورضي الله عنك حين تضبط الأمور بميزان الشرع للعقل ، انظروا رضي الله عنها علم مكانة أبي بكر رضي الله عنه من رسول الله خشي من غضبه لإنه سيترتب على ذلك غضب رسول الله ثم يترتب على ذلك غضب الله تعالى إنه ميزان الشرع الذي الذي وزن فيه الأمر الذي غاب عن قومه رضي الله عنهم حينما وزنوا الأمر بعاطفتهم المجردة ، وفي هذا درس للأمة عظيم أن العاطفة التي لاتنضبط بضوابط الشرع تؤدي إلى نتائج لاتحمد عقباها ، أترون ماتمر به بلادنا حرسها الله في هذه الأيام من ظهور الأفكار التي حركتها العاطفة الغير منضبطة بضوابط الشرع ، فعاثت في الأرض فساداً تفجر وتدمر وتخرب وتكفر ، أيها المسلمون .. إن العلم الشرعي المبني على الأصول الصحيحة هو السبيل الأوحد إلى سلامة الأمة ونصرها ، نحن أمة منهجنا واضح وأساسه واضح ، ومبناه واضح ، لايحركنا هوىً متبع أو عاطفة غير منضبطة أو حماس غير محسوب .
هذا مادار بين الصحابيين رضي الله عنهما قبل وصولهما إلى رسول الله ، أما ماكان بينهما عند رسول الله . فقد التقى الصحابيان رضي الله عنهما أبو بكر الصديق وربيعة الأسلمي رضي الله عنهما عند رسول الله واستمع لهما ، هكذا رسولنا مع أصحابه رضي الله عنهم يستمع إليهم ويجلس معهم يشاوره فيشير عليهم يسألوه فيجيبهم ، سمع كلا الطرفين ولم يغفل طرفاً دون الآخر وفي هذا مضرب مثل لعدله ، وبعد أن استمع إليهما واتضح له الأمر أرشد ربيعة لما هو خير من رد الكلمة التي قال أبو بكر رضي الله عنه ، وأيده على عدم الرد بالمثل وقال له قل يغفر الله لك ياأبا بكر ) .
قالها ربيعة رضي الله عنه فأبت تلك النفس الكبيرة نفس أبي بكر رضي الله عنه التي تخشى الله وتتقه فسبقت عبراته عبارته وولى وهو يبكي رضي الله عنه وأرضاه .
يالله .. ماأجملها من قصة تختم بهذا الأدب الجم والخلق خلق العفو والتسامح ، ( فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ)(الشورى: من الآية40) .
الموضوع الأصلي: قصة مؤثره عن التسامح والعفو.......في عهد الصحابه رضيالله عنهم ,,, الكاتب: فارسه ,,, المصدر: منبر الدعوة الاسلامي
www.d3ooh.com
--------------------------------------------------------------------------------------------------------
التسامح في الإسلام (5)
د. علي بن عمر بادحدح

الخطبة الأولى
أما بعد أيها الأخوة المؤمنون :
في دين الإسلام العظيم مآثر كثيرة , ومنافع جليلة , وأسس عظيمة , ومعالم هادية , إذا فقهناها حق فقهها وإذا تعلقت بها قلوبنا وتشربت معانيها نفوسنا وانطبعت بها سلوكياتنا فنحن على الجادة والصواب , وسنرى الخير يفيض في نفوسنا وقلوبنا , والنور يكون في أبصارنا وبصائرنا , والهدى يكون في عقولنا وأفكارنا , والتقى تتجلى في أحوالنا وأفعالنا .
يقودني إلى هذا الذي أريد أن أتحدث عنه أني طالعت بالأمس صحيفةً فوجدت فيها أو في أكثر الصحف حديثاً عن ما يسمى باليوم العالمي للتسامح , وكان يوافق يوم أمس بالتاريخ الميلادي , ولم أكن قد علمت شيئا عن مثل هذا ولم أسمع به من قبل أي أن هناك يوماً يسمونه يوم التسامح .
خرج من مؤسسة التربية والعلوم التابعة للأمم المتحدة ليكون تذكيراً بهذا المعنى كما يقولون , وفي هذه النصوص التي ترد في المواثيق الدولية كلامٌ جميلٌ زاهرٌ ومشرقٌ غير أن الواقع قد لا يتفق معه , ففي هذا الميثاق نص يقول :
"نحن شعوب الأمم المتحدة وقد آلينا على أنفسنا أن ننقذ الأجيال المقبلة من ويلات الحروب , نؤكد من جديدٍ إيماننا بالحقوق الأساسية للفرد وكرامته , وفي سبيل هذه الغايات اعتزمنا أن نأخذ أنفسنا بالتسامح , وأن نعيش معاً في سلام وجوار " , وفي فقرة أخرى بنص الميثاق أن التربية يجب أن تهدف إلى تنمية التفاهم والتسامح والصداقة .

وانظر اليوم إلى واقع ما يجري على هذه الأرض , ولسنا نريد أن نخصص وإن كنا نبدأ بالجرائم القريبة الحديثة التي ما تزال رائحة الدم تفوح منها في بيت حانون من أرض الإسراء في فلسطين العزيزة , وإن صعدنا قليلاً وجدنا إحصاءاتٍ تقول إن نحواً من ستمائةٍ وخمسين ألفاً هم الذين قتلوا في العراق خلال هذين العامين أو الثالث الذي يلتحق به , وإذا نظرنا أكثر لوجدنا أيضاً ثمة مئات من الألوف تترى هنا وهناك , ليس في البوسنة والهرسك فحسب وليس في بلاد الأفريقية فحسب , وجدنا صورةً من سعارٍ محمومٍ , وحرب مستعرة , وقتلٍ وتدميرٍ تضاعف أضعافاً كثيرةً عما كان في أوقات مضت , وليس هذا بعيداً أيضاً عنا معاشر المسلمين , حتى نكون صرحاء ومنصفين .
كم تدمير وتفجيرٍ وتقتيلٍ حصلت في بلادنا هذه وفي بلاد المسلمين , كم أحوالٍ اليوم نراها تدخل وتضيق دوائرها , حتى بتنا نسمع عن رجل يقتل زوجته , وعن زوجةٍ تقطع زوجها , وعن ابنٍ يقتل أمه , وعن صورٍ كثيرة تكشف حقيقةً أن هذا التسامح ليس موجوداً كما ينبغي , ولا بالقدر الذي يكفي ليفيض على الناس وُداً وإخاءً وسلاماً , ليس بين المفترقين في الأديان والمختلفين فيها بل حتى بيننا معاشر المسلمين , هل ترون سماحتنا في البيع والشراء , والمطالبة والقضاء , هل ترون سماحتنا بين الأزواج والزوجات , بين الأبناء والآباء , هل ترون لطفاً ووداً بين الأساتذة والتلاميذ , أم أن كثيراً من هذا تظلله ظلالٌ سوداء تكشف عن ضيق في الصدور , ونصرةٍ في القلوب , وسلاقة في الألسن , و فضاضة في التعامل , بل وعدوان يمارس هنا وهناك , يصل إلى حد القتل كما أشرت , وإساءاتٌ كثيرة , ليست كذلك علينا نحن معاشر المسلمين بما أسيئ إلى كتاب ربنا أو إلى حبيبنا ونبينا محمداً صلى الله عليه وسلم , أو إلى ديننا وشرائعنا ووصفها بالفاشية والنازية والعدوانية والإرهاب .

بل نحن أيضاً في ما بيننا نجد أتنابز بالألقاب , والرمي بالتفسيق بالتبديغ التكفير , والوصف لهذه البلد أو تلك البلد , أو ذلك العرق وهذا العرق , كأنما غابت كثير من أصول الإسلام عن عقولنا , ولم تسكن في قلوبنا ونفوسنا , فحري بنا أن نراجع أنفسنا قبل أن نقول عن سماحةِ غيرنا , وأنهم فغاضٌ في معاملاتهم , قساة في قلوبهم , مجرمون في معاملاتهم , قد يصدق ذلك فيهم , لكن ما حالنا نحن معاشر المسلمين .
أريد أن أشير إلى هذا أكثر من غيري ابتداءً , لأؤسس إلى أنه إذا وقعت السماحة بيننا على الوجه الذي يرضاه ربنا وعلى النهج الذي سنه في سلوكه رسولنا , فحين يمكن أن تنعكس سماحتنا على الخلق أجمعين بل على الجمادات والحيوانات والشجر والدواب , لنكون نحن أمة محمدٍ أمة رحمة للعالمين , كما كان هو صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين .

ومن هنا أنطلق إلى هذا الحديث وأحسب أنه يحتاج إلى تكرار واستمرار , السماحة في لغتنا معناها السلاسة والسهولة , ومعناها الكرم والعطاء , ومعناها العفو الإغضاء , كلها مع بعضها البعض تراها تيسيراً وليس تعسيراً , تعرفها تبشيراً وليس تنفيراً , تلمسها رحمة وليست قسوة , هكذا هي السماحة تغلب الجانب الذي يدخل إلى القلوب بذرة الحب والمودة , ويستل منها سخائم الشحناء والبغضاء , يلينها بحسن القول ولين المعاملة , ويجعلها تنقاد لطبيعتها البشرية الفطرية , لا تخرج إلى عدوانية , ولا تذهب إلى دموية .

لأن أصل الديانات السماوية عندما جاءت لترقى بالإنسان إلى مستوى الإنسانية وفوق مستوى الإنسانية بما يكون عليه من الدين الرباني والتشريع الإلهي , فإذا ترك الناس ذلك انحدروا من الإنسانية إلى مادون الإنسانية , وذهبوا إلى الحيوانية والغضبية وقانون الغاب الذي لا يعرف إلا البطش والقسوة قانوناً له كما نرى في عالم اليوم , وكما نرى أيضاً في صورٍ غير قليلةٍ في معاملاتنا .
تكاد اليوم تبحث عن الابتسامة الصافية فلا تجدها إلا نادراً , تبحث عن الكلمة اللطيفة الحانية فلا تسمعها إلا لماماً , تريد المعاملة الهينة اللينة فلا تجدها إلا قليلاً لماذا لأن هذه السماحة التي هي في أصل ديننا نحتاج إلى فقهها وفهمها , وإلى النماذج العملية في تطبيقها , ديننا مؤسسٌ على هذه السماحة .

وأبدأ بهذه الأسس لأنتقل بعد ذلك إلى الصور العملية :
ديننا دين عالمي ومعنى ذلك أننا لا بد أن نتعامل مع العالم كله , من أصحاب الديانات السماوية ومن غير أصحاب الديانات ومن أهل الإلحاد من كل إنسان على وجه هذه الأرض , لأن ديننا جاء كذلك جاء لكل الناس لكل بني البشر , والله سبحانه وتعالى بين ذلك : {تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا} , هذا القرآن للعالمين , ورسولنا : {وما أرسلناك إلا رحمةً للعالمين} , وكتاب ربنا , وبيت ربنا , وكعبتنا وقبلتنا : {إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركاً وهدىً للعالمين } ..
فإن كنا للعالمين فلا بد أن نكون كذلك فينا هذه السِمة يعلمنا إياها الإسلام تأسيسا وتأصيلا , وننظر إلى وجهٍ آخر فنرى أننا نحن الذي نتابع مسيرة سيد الخلق صلى الله عليه وسلم : { قل هذه سبيلي أدعوا إلى الله على بصيرةٍ أنا ومن اتبعن وسبحان الله وما أنا من المشركين } .. ( العلماء ورثة الأنبياء ) ( بلغوا عني ولو آية ) ..
فلو كان رحمةً للعالمين فمبلغوا رسالته ينبغي أن يكونوا رحمةً للعالمين , لا أن يكونوا نذر شرٍ , ولا أصوات عدوانٍ , ولسنا كذلك في ديننا , ولسنا كذلك في تاريخنا , ولسنا كذلك مقارنة بغيرنا لكننا نريد لأنفسنا أن نكون كما يريد الله لنا وكما سنَّ وشرع وهدانا إلى ذلك رسولنا صلى الله عليه وسلم , أنظروا إلى هذه الصورة .
عندما أدركت المنية أبا طالبٍ وقد كان عم النبي صلى الله عليه وسلم , الذي حماه ودافع عنه , الذي أحبه ونافع وكافح لكي لا يمسه أحدٌ بسوء , ماذا كانت معاملة النبي له , كان في غاية الإشفاق عليه , وفي تمام الرحمة به , وفي شدة الشوقِ لأن يلحق به في دوحة الإسلام , ورياض الإيمان , فجاءه في اللحظات الأخيرة من عمره , فرَّغ نفسه له , وهو الذي لا يهمه ولا يعنيه , ولا يضره ولا يباشر أمر هذا الرجل في شأنه من بين الناس كلهم شيء يخص .
لكنه قال: ( يا عماه قل كلمةً أحاجك بها عند الله ) ..
فجاء أبو جهل وجاء أهل قريش يصرفونه حتى لن ينطق بكلمة الإسلام والإيمان , فحزن لذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم , أيحزن على كفر كافر , تلك هي الرحمة , تلك هي السماحة تريد أن تنقذ الناس الآن أن توقعهم .
بل قال صلى الله عليه وسلم: ( إنما مثلي ومثلكم كما رجل استوقد نارا فجعل الفراش والهوام يقعن فيها وجعل يذبهن عنها , فأنا آخذ بحُجُزِكُم من النار ).
كل من يريد أن يقذف بالنار كفراً أو معصيةً فرسالة محمد صلى الله عليه وسلم جاءت لتخرجه من الظلمات إلى النور , ومن الكفر إلى الإيمان , ومن المعصية إلى الطاعة , ومن الغفلة إلى الذكر .
تلك هي مهمتكم يا أتباع محمد صلى الله عليه وسلم , وهكذا كان فعله عندما زار غلاما يهودياً جاراً لرسول الله صلى الله عليه وسلم , وكان مشرفاً على الموت , فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ( قل لا إله إلا الله محمداٌ رسول الله ) , وكان أولئك القوم يلمسون حسن المعاملة الراقية من رسول الله صلى الله عليه وسلم , فتأثر الغلام والتفت إلى أبيه كأنما يستأذن أو يستشير , فقال له أطع أبا القاسم , فقال الغلام لا إله إلا الله محمدٌ رسول الله , وخرج النبي صلى الله عليه وسلم ثم لم يلبث الغلام أن مات , فأي شيءٍ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( الحمد لله الذي أنقذه من النار ) .
كم ملايين البشر , ينبغي أن نمد لهم أيدينا وأن نوصل لهم أصواتنا , وأن نريهم سماحتنا , عل ذلك يلين قلوبهم , ويرشد عقولهم , فنسنتقذهم من النار ( لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خيرٌ لك من حمر النعم ) ..
هكذا تأتينا أصول الإسلام الآن قبل أن ندخل في السماحة بيننا , أصلٌ ثانٍ وهو أصل التيسير في دين الإسلام
{ولقد بسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر} قرآن واضحٌ سهلٌ ميسرٌ بينٌ ..
شريعةٌ ميسورةٌ {يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر} ..
ويأتي هدي المصطفى صلى الله عليه وسلم (ما خير بين أمرين إلا اختار أيسرهما , ما لم يكن إثماً)
وقد يغلب على بعضنا اختيار أشد الأعسر , ظناً منا أننا نأخذ المرتبة الأعلى , والمكان الأكبر , وما ذلك أحيانا إلا في شدةٍ وقسوةٍ في نفوسنا لم نهذبها بهذا القرآن وبسيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم ..

{لا يكلف الله نفساً إلا وسعها}
شريعة الله جاءت كذلك , فما بالنا نأتي نحن فنكلف الناس ما لا يطيقون , ونوجب عليهم ما لم يوجبه الله عز وجل , ونشدد في ما يسر الله سبحانه وتعالى فيه , وهذا يحصل , وقد وقع منه شيء في أحداث السيرة ونبها عليه النبي صلى الله عليه وسلم ..
لما كان بعض الصحابة في سفرٍ وكان الوقت في شدة بردٍ , وكان أحدهم مشجوجا في رأسه , فناموا فاحتلم المشجوج , فأصبح الصبحُ , وهو يريد أن يصلي , كيف يغتسل وهذا الجرح مع البرد والماء البارد , قالوا له لا نرى لك إلا أن تغتسل , فاغتسل فمات , فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم , فقال : ( قتلوه قتلهم الله , أفلا سألوا إن لم يعلموا ) .
والأمر في حقهم معفوٌ عنه لأنهم كانوا على جهل , لكن النبي حذر حتى ننتبه إلى أننا لا نملك مفاتيحاً للجنة ولا للنار , وكذا لا ينبغي أن نشق على الناس في ما يسره الله عليهم .

وديننا جاء فيه التنوع والتيسير في أصله , ألستم تقرؤون دعاء الاستفتاح في الصلاة , سل من بيمينك ومن بيسارك , فستراه يحفظ دعاءً غير الذي تحفظه ..
وكل ذلك أثر وصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم , وفي صفات كثيرة من العبادة تنوعٌ يجيز هذا وهذا , ويجعل هذا وذاك كلاهما على حدٍ سواء في المشروعية والأجر ..
(ما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم النحر عن شيء قدم ولا أخر إلا قال افعل ولا حرج) , ذلك أصلٌ في ديننا , إن كنا كذلك فقهناه , فسينعكس على أحوالنا , سينعكس على أبناءنا فلا نأخذ عليهم بالأشد والأقسى وينعكس على أزواجنا فلا نكون معهم في الأبغض والأيبس الذي لا نرضاه أحيانا لأنفسنا ونشق به على من حولنا .
وهكذا تمضي هذه الأصول تأتي في مرتبة ثالثة عالية وهي تدعونا إلى أن نمارس السماحة والإحسان والبر مع من يخالفنا , بل وأن نجتهد من يعتدي علينا بالعفو والصفح , ما لم يكن ثمة ما يمس الدين والأمة بضرر , وهذا يدلنا على مرتبة عالية , أقرر بها ختام هذه الأصول ..
فالله عز وجل يقول لنا : {لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين}
قال الطبري في تفسيره عند هذه الآية : وأولى الأقوال في ذلك بالصواب قول من قال إنه يعني {لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم الذين لم يقاتلوكم ...} من جميع أصناف الملل والأديان {أن تبروهم وتقسطوا إليهم...} ولا معنى في ذلك لمن قال إن ذلك منسوخٌ لأن البر من أهل الحرب ممن له قرابة ونسب وممن ليس له قرابة ولا نسب غير محرمٍ , بل قال ما لم يكن في دلالة له أي ذلك الحربي أو لأهل الحرب على عورة لأهل الإسلام أو تقوية لهم بقراعٍ أو سلاح , ما لم يكن ذلك كذلك فإن المعاملة الحسنة لمن ليسوا من الأعداء بل من أهل الذمة هي الأصل الذي يعرفهم بديننا , ويرغبهم فيه ويجعلهم ينظرون إلى سماحته وإنسانيته .

ثم يخبرنا قوله جل وعلا في هذه الآية { إن الله يحب المقسطين } ..
قال الطبري في تفسيره : " أي المنصفين الذين ينصفون الناس ويعطونهم الحق وينصفونهم من أنفسهم فيبرون من يبرهم ويحسنون إلى من يحسن إليهم , وقد جاء في معظم التفاسير عند تفسير هذه الآية حديثٌ صحيحٌ عند البخاري ومسلم وغيرهم من أهل السنن " , عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها أن أمها قتيله جاءت إليها (وقيل ذلك كان في وقت صلح الحديبية) (وزارتها) جاءتها في المدينة فذهبت أسماء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تستفتيه.

قالت يا رسول الله إن أمي جاءت إليَّ راغبة , وفي رواية راغبة وراهبة , أفأصل أمي قال لها صِلي أمك , وما معنى جاءت إليَّ وهي راغبة أي ترغب في بري وفي صلتي وفي الإحسان إليَّ , وتخشى أن لا أرحب بها , وأن لا أعطيها وأن لا أتسامح معها , وليس المعنى كما رجح الشراح , أنها كانت راغبة في الإسلام لأنها كان المقصود أنها راغبة في الإسلام فلم تذهب أسماء إلى رسول الله تستأذنه أو تسأله إن كانت راغبة في الإسلام فالجواب مباشر بأن تدعوها إلى الإسلام وأن تحسن إليها بأن تدخلها في الإسلام وهنا قال لها صِلي أمك
وقبل هذه الآية جاء قول سبحانه وتعالى : {عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة ورحمة والله قديرٌ والله غفور الرحيم } ..
قال ابن كثير رحمه الله في تفسير هذه الآية , أي محبةً من بعد البغضة ومودةً من بعد النُفرة , وألفةً من بعد الفرقة , والله قديرٌ قال على ما يشاء من الجمع بين الأشياء المتناثرة والمتباينة والمختلفة , فيألف بين القلوب بعد العداوة , وتصبح مجتمعة متفقة .
استشهد بذلك لما كان بين الأوس والخزرج , من عداوة فلما دخلوا في الإسلام يسر الله ذلك , وكذلكم كان كثير من مشركي مكة , من ألذ أعداء رسول الله صلى الله عليه وسلم , ثم أراد الله أن يسلموا وكان رسول الله أحب إليهم من كل شيء في دنياهم , بل أحب إليهم من نفوسهم التي بين جنوبهم ..
وهكذا تقرر لنا أصول الإسلام أنه إذا كانت هذه المعاملة , مع من يخالف في الدين , أن يبر إذا بر , وأن يحسن إليه إذا أحسن , وأن يعامل بالمعروف , إذا لم يكن من أهل الحرب والعداء , فكيف إذاً بمن هم أهل الإسلام , كيف بنا ونحن بيننا وبين بعض إخواننا جفاءٌ بل عداء أحيانا يدوم أعواماً ويستمر ويستحكم , بل نراه أحيانا بين ذوي القرابة واللحم والدم الواحد , أفليس هذا يدلنا على تفاوت وبعد ؟!
والله سبحانه وتعالى يخاطبنا ويبين لنا ذلك في آياتٍ كثيرةٍ ويرشدنا إلى هذه الحقائق , حتى قال أهل العلم في بعض هذه الآيات , كما قال بعض فقهاء أهل الشافعية , فيها دليلٌ على جواز التصدق على أهل الذمة دون أهل الحرب , وقال بعض أهل العلم وفرق بين المداهنة في الدين تلك لا تقبل والملاطفة في الدنيا أو التعاون وتبادل المنافع الدنيوية , فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم (مات ودرعه مرهونٌ عند يهوديٍ) , كان يتعامل ولكنه لا يقبل دنية في دينة , ولا يقبل انتهاكاً لشيء من حقوق الأمة في أرضها ومالها , وفي أعراضها , وفي غير ذلك من حقوقها , وهكذا يأتينا لهذا الإسلام ليجعل لنا هذا الأمر في هذه المنزلة , بل وليكون كذلك ما هو أظهر من ذلك كما في قول الحق جل وعلا { ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفاراً حسداً من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره } ..
{ادفع بالتي هي أحسن}
دلالة في هذا المعنى ما لم يكن كما قلنا أمر شرعيٌ تترتب عليه مضرةٌ أو إخلالٌ بحكم شرعي , وهكذا إذا كانت هذه هي الأصول .
فالآن لو شرعنا في الحديث عن السماحة في ما بيننا لوجدنا أننا نحتاج نطيل القول كثيرا وكثيرا , فهذا ابن عباس يروي أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل فقيل له أي الأديان أحب إلى الله فكان جواب المصطفى صلى الله عليه وسلم : ( الحنيفية السمحة ) .
الحنيفية التوحيد , والسمحة التي فيها هذا المعنى من السماحة واليسر
وفي حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( أفضل المؤمنين رجلٌ سمح البيع , سمح الشراء , سمح القضاء , سمح الاقتضاء ) . رواه الطبراني في معجمه الأوسط ورجاله ثقات , ودار في ذلك صوراً كثيرة وكثيرة
بل نجد الأجر والثواب في هذا عظيماً كما قد يكون في أجر وثواب الأعمال الصالحة من صوم وصلاة وصيام ودعاء وتلاوة وغير ذلك ؛ فهذا حديث حذيفة يخبر فيه النبي صلى الله عليه وسلم , أنه قال : ( أتى الله عبداً من عباده آتاه الله مالاً فقال له ماذا عملت في الدنيا - أي بهذا المال - فقال العبد : آتيتني مالك فكنت أبايع الناس وكان من خلق الجواز - يعني التجوز والتسامح والتساهل - فكنت أتيسر على الموسر , وأنذر المعسر , فقال الله عز وجل أنا أحق بذلك منك , تجاوزوا عن عبدي فجاوز الله عنه ) والحديث عند الشيخين البخاري ومسلم .
وفيما روى ابن مسعود رضي الله عنه .. وهذا حديثٌ جميلٌ لعلنا نتذكره عن رسول الله صلى الله عليه وسلم , قال : ( ألا أخبركم بمن يحرم على النار أو من تحرم النار عليه ؟! ) , فهل تظنونه قال من يكثر الصلاة أو الصيام أو غير ذلك قال صلى الله عليه وسلم : ( كل قريب هينٍ لينٍ ) ..
ليتنا نكون سمحاء , فنكون مؤهلين لأن نكون برحمة الله عز وجل مع قليل أعمالنا التي نعرف تقصيرنا فيها , معرضين لرحمة الله فندخل الجنة , ولا نكون من أهل الفضاضة والغضة والشدة والقسوة والنفرة والضيق , فضلاً أن نكون من أهل القسر والقهر والعدوان , لا سمح الله .
ومن لطيف ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم , من حديث عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها في قصة جميلة تكون لنا درساً وعبرة عندما حجت أم المؤمنين مع المصطفى رسول الله صلى الله عليه وسلم حجة الوداع حاضت فلم تسطع أن تعتمر قبل الحج فحجة حجةً بلا عمرة , ثم قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم يا رسول الله يرجع الناس إلى ديارهم بعمرة وحج وارجع بحج , وهذه الرواية في لفظها في الصحيح , وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً سهلاً إذا قويت الشيء تابعها عليه فأرسلها النبي صلى الله عليه وسلم مع أخيها عبد الرحمن بن أبي بكر وخرجت إلى التنعيم فأحرمت وجاءت واعتمرت ..
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم سهلا ليناً , إذا هويت الشيء تابعها عليه , مادام ليس هناك إثماً , كان هو ذلك السمح مع أهله مع أزواجه مع أبناءه , وهكذا نرى ذلك في كثيرٍ من أحواله .
فهذا أبو رافع يروي الحديث المشهور الصحيح أن النبي استلف من رجل بكراً , فلما جاءته من إبل الصدقة وكان له فيها نصيب قال له امضي ,فاقض الرجل حقه فقال يا رسول الله لا أجد بكراً وإنما أجد جملاً خياراً رباعيا - يعني سنه - وقيمته أغلى أعطه إياه فإن أحسن الناس أحسنهم قضاءً
كم نحن في حاجة إلى هذا المعنى . أسأل الله عز وجل أن يجعل السماحة في نفوسنا وقلوبنا وأقوالنا وأعمالنا مع أنفسنا ومع أزواجنا ومع أبنائنا ومع إخواننا ومع سائر الناس أجمعين إنه جل وعلا ولي ذلك والقادر عليه أقول هذا القول واستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ومن كل ذنب فاستغفروا إن هو الغفور الرحيم .

الخطبة الثانية
وصية التقوى وصية الله للأمم والخلق أجمعين فاتقوا الله في السر والعلن , واحرصوا على أداء الفرائض والسنن , واعلموا أن السماحة مظهرٌ من مظاهر تقوى الله في القلوب لأنها إذا سكنت في القلب ظهرت آثارها في السلوك , وهذه الخصلة من الخصال العظيمة التي بفطرة الناس يحبونها ويقدرونها , حتى قالت العرب : " من عادة الكريم إذا قدر غفر , وإذا رأى زلةً ستر " .
هكذا سمت الكريم , وهكذا كانت أقاويل الناس في هذا كما في المثل القائل السماح الرباح , كن سمحاً تربح , كن سمحاً مع الناس تربح مودتهم , كن سمحاً في بيعك وشرائك يبارك لك في رزقك , كن سمحاً في كل عملٍ تعمله سترى أن نفسك تطيب وقلبك يطمئن وأنك حينئذٍ تنشط للعمل وتزداد فيه بأمر أكثر وأكثر ..
ومن لطائف ما ورد في السنة حديث رواه الحاكم في مستدركه من حديث موسى ابن طلحة ابن عبيد الله عن امرأة أم أباه , جاءها خطاب كثر منهم عمر بن الخطاب ومنهم علي بن أبي طالب فلم تقبل بهم ثم جاءها طلحة ابن عبيد الله فقالت ذاك زوجي حقاً فلما سئلت وصفته بهذه الأوصاف - ولعلي أقولها بهدوءٍ وربما أكررها عل كل واحدٍ يحرص أن يكون هو صاحب هذا الوصف - قالت : " هذا هو زوجي حقاً , إن دخل دخل ضاحكاً , وإن خرج خرج بساماً , وإن سألت أعطى , وإن سكت ابتدأ , وإن عملت شكر , وإن أذنبت غفر " .
فهل فينا من يكون كذلك لأهله , هل فينا من يكون هذه السماحة التي وصفتها امرأة من جيل الصحابة رضوان الله عليهم , ورأت في بعض أصحاب النبي أنهم دون هذا الذي تريده في هذه السمة المعينة على وجه الخصوص فقالت قولتها , إن دخل دخل ضاحكاً , وإن خرج خرج بساماً , وكثيراً ما ندخل عابسين ونخرج مقطنين , وقالت إن سألت أعطى , وإن سكت ابتدأ , وكثيرٌ منا قد يكون إذا سألت منع وإذا تكلمت قمع وأخيراً قالت إن عملت شكر , وكم تعمل الزوجات من طعام وشرابٍ وغسيل ثيابٍ ورعاية أبناءٍ ثم لا تكاد تحظى بكلمة شكرٍ فإن قصرت قليلاً الثبور وعظائم الأمور والنذر والشرور , وإن أذنبت غفر , هذه سمةٌ جميلةٌ مهمة لماذا لأنها تتحدث عن عشرة يومية ولقاء في والصباح والمساء , والأمر يطول ..
ولعل لنا أحاديث أخرى , نفصل فيها السماحة بين الأزواج , والسماحة مع الأبناء , والسماحة مع المسلمين أجمعين , والسماحة مع من يخالفنا من المسلمين , في صور كثيرة وأمثلة عديدة , زخرت بها نصوصنا الشرعية , وسيرة نبينا صلى الله عليه وسلم , وصفحات تاريخنا , عل القلوب تلين , والألسن تخرج الكلمات الطيبة فالابتسامة صدقة والكلمة الطيبة صدقة , فضلا عن الإحسان والإكرام ..
نسأل الله عز وجل أن يديم الود والحب فيما بيننا وأن يؤلف بين قلوبنا , وأن يجعلنا ممن يحبون لإخوانهم ما يحبون لأنفسهم , وممن يسعون دائماً بالسماحة واليسر واللين والقرب مع إخوانهم جميعاً ...

و شكراااااااا:(2)::(23):

شموه خطير
02-10-2010, 06:04 PM
وين التقرير أنا محتايتنه وااااااايد

smsmsm
02-10-2010, 07:52 PM
التقرير مايظهر[/i][/i][/b]السبت 24 شوال 1431

smsmsm
02-10-2010, 07:53 PM
مشكور ة بس التقرير مظهر انا ما احب الي يكذب

.DONT PLAY WITH ME.
02-10-2010, 09:05 PM
هني وبس والباقي خس
http://www.study4uae.com/vb/study4uae47/article147742/

قمر الياسمين
03-10-2010, 05:51 PM
بسم الله الرحمن الرحيم و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين انا ما بحب الكذب كمان بس فكرتك حلوة جذبتني بس يعني خطأ الكذب و مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه

(طالب)
03-10-2010, 06:47 PM
الصراحة استانست يوم شفت كلمة تقرير قلت جذي هو تام هني عشان ما اشوفه وفتحته وقلت الحين ببدا اقرا التقرير وبعدين بحذف اشياء وكذا الا شوي واشوف ماشي تقرير قلت انا ما احب اللي كذا يخلينا ندخل ونستعد للتقرير لكن الفرحة ضاعت يوم ما لقيته والمهم انا شكلي سويت ليكم قصة مع السلامة وشكرا عالكذب وترى الكذب حراااااااااااام ............

habo0oba
04-10-2010, 04:49 PM
يعني باللله عليكم
أنا الوحيدة اللي أكذب وأنا أصلا ماكنت
أبا أكذب بس الصررااااحة الأعاء هم السبب
أي شي فيله كلمة طلب
مايدخلووون ليش يعني
ربي يسااامحكم

mohammed ali
06-10-2010, 05:36 PM
ويييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييين بللللللللللللللللللللللللليز بصييييييييييييييييييييح لا تقولي لي مقلب اباااااااااااااااااااااااااااا التقريييييييييييييير ضروري

كاكا123
08-10-2010, 12:04 PM
ويييين التقرير

hldvm
10-10-2010, 02:36 PM
وعلى شنو زعلتي منه قولي ابليز اوكـــــــــــــــــــــي

ولد الموت
18-10-2010, 03:52 PM
السلام عليكم


للاسف كل الى قالوا احنا ما نحب الكذب انتحر اذا ول عمرهم كذبو

واسف على الازعاج

وشكرا اختي فارسة الانمي على الموضوع.

و هاذي فكرة حلوة اختي habo0oba لجذب الاعضاء

*العلم*
29-01-2013, 08:53 PM
اكرهكم وايييد لانكم ما تيبولي التقرير عن العفو

*العلم*
29-01-2013, 08:55 PM
عندي تقرير بس ما اعرف كيف انزلة عشانكم ؟؟؟؟؟