المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العودة للمدارس واحتياجات العيد ورمضان تلتهم ميزانيات الأسر



WaLd AlDaR
31-08-2010, 01:49 AM
مع بدء العد التنازلي لعودة الطلبة إلى مدارسهم يقف أولياء الأمور هذه الأيام في طوابير الجمعيات والأسواق والمراكز التجارية لشراء ما يحتاج إليه أبناؤهم من مواد ووسائل تعليمية، استعداداً لاستقبال العام الدراسي الجديد الذي يتزامن سنوياً مع رمضان المبارك واستعدادات عيد الفطر، وتدخل بعض الأسر في مواجهة صعبة مع المواسم الثلاثة المجتمعة للإيفاء بالتزاماتها المادية تجاه تلك الاحتياجات، وباتت متطلبات الأبناء تثقل كاهلها، وتشكل كابوساً مزعجاً لها مع بداية كل عام دراسي .

“الخليج” التقت عدداً من أولياء الأمور للتعرف إلى استعداداتهم لموسم العودة إلى المدارس والتزاماتهم نحو متطلبات أسرهم الأخرى، من خلال جولة قامت بها إلى عدد من مراكز التسوق بمدينة أبوظبي، والمحالّ التجارية الأخرى التي بدأ تجارها ترويج واستعراض أدواتهم المكتبية معلنين عن تخفيضات وعروض مغرية للمستهلك الذي يشتري ويدفع وينفق ماله، فيما يكسب التاجر وينتعش سوق البيع .

أفاد معظم أولياء الأمور أن أسعار المواد المدرسية كالحقائب والقرطاسية لم تشهد هذا العام ارتفاعاً في الأسعار، باستثناء الزي المدرسي لطلبة المدارس الخاصة التي تلزم الآباء بتوفير أنواع معينة من البنطلونات والقمصان لأبنائهم، الأمر الذي يصعب على ولي الأمر الحصول عليها في محال تجارية كثيرة لعدم توافرها، وإن وجدت فقد زاد سعرها هذا العام بنسبة 10% عن الماضي بحسب أولياء الأمور، حيث يضطر الآباء والأمهات إلى شراء الزي المدرسي من المدرسة ذاتها التي تبيعهم إياه بأسعار قد تصل إلى ثلاثة أضعاف سعرها في مراكز التسوق .

ويؤكد سليم فارس خنفر - موظف - أن تزامن قدوم العيد مع العودة إلى المدارس لم يكن مفاجئاً له، حيث إنه يقوم سنوياً بالتحضير والاستعداد المسبق مباشرة بعد انتهاء العام الدراسي، مشيراً إلى أن مثل هذا الأمر يجعل كل أسرة منظمة تقوم برصد ميزانية بحجم الأموال التي يمكن إنفاقها وبحرص وتدبير شديدين تحسباً لمثل تلك الظروف .

ويقول إن بعض الأسر مع الأسف لا تستعد ولا تولي أهمية لمثل هذه الظروف ما يضعها في ضائقة مالية تلجأ بسببها إلى الاقتراض من البنوك وفتح ال (فيزا كارد)، وهذا الأمر ليس حلاً لمشكلتها بل يضاعفها ويزيدها بلة .

ويقول أحمد محمد صالح- موظف - إن مصروفات العودة إلى المدارس معروفة وربما بعض الأسر تدبرها مسبقاً، ولكن احتياجات الشهر الفضيل كانت كثيرة ولم يكن بالإمكان حسمها في ظل ارتفاع أسعار السلع الذي يتعمده التجار في كل عام، مشيراً إلى أن الجميع محاصر بارتفاعها ما شكّل عبئاً ثقيلاً على ميزانيات معظم الأسر .

ويفضل سالم خميس سالم القرطبي أب لسبعة أبناء يدرسون في المرحلتين الابتدائية والإعدادية، شراء المستلزمات الدراسية من مراكز التسوق سنوياً حيث إن أسعارها معقولة وفي متناول كافة الأسر، مشيراً إلى أنه لم يشعر هذا العام بارتفاع متطلبات أبنائه من قرطاسية وحقائب وإن كان هناك ارتفاعاً في بعضها فهو طفيف ولا يشعر به ولي الأمر، معتبراً الزيادة أمراً طبيعياً وتأتي في إطار الارتفاع الذي تشهده بقية السلع الغذائية والكماليات المنزلية، مشيراً إلى أن أولياء الأمور ملزمون بالشراء، ارتفع السعر أم انخفض، طالما أن التبريرات التي نسمعها مراراً وتكراراً تكون تحت حجة ارتفاع الأسعار العالمية .

ويفضل خالد الزبيدي - تاجر- التسوق لمستلزمات بناته الخمس من مراكز التسوق التجارية لثقته بجودة معروضاتها وتواضع أسعارها المناسبة وأنها في متناول الجميع، مشيراً إلى أن موديلات الحقائب جميلة وتجذب البنات أكثر من الصبيان، كما أن أسعارها تبدأ من 30 درهماً ولا تزيد على 90 درهماً ونوعيتها متينة، منوهاً بأن بعض المحال التجارية الصغيرة تعرض البضاعة نفسها ولكنها تزيد في السعر حتى تفاصل فيه المشتري، لافتاً إلى أن أسعار البضائع في مراكز التسوق محددة ولا جدال حولها .

ويحذر الزبيدي من البضائع المقلدة للماركات العالمية التي تعرض في بعض المحالّ التجارية وتباع بأسعار مبالغ فيها لإغراء ضعاف النفوس الراكضين وراء الموضة، مشيراً إلى أن الشراء من مراكز التسوق حماية لهم من الوقوع في شرك هؤلاء الباعة .

ويذكر وهبي عبد المجيد محمد مهندس أنه يترك الحرية لأبنائه في اختيار وشراء ما يرغبون به من مستلزمات مدرسية، فالأطفال لهم ذوقهم الخاص بهم وأنا لا أجبرهم على شيء لا يريدون شراءه، مشيراً إلى أنه في حال لم يرض أبناؤه بالبضاعة في مكان ما يذهب للبحث عنها في متجر آخر، لافتاً إلى أنه يتوقع نسبة زيادة الصرف على شراء مستلزمات ابنائه الدراسية لهذا العام 10%، ناصحاً الآباء برصد ميزانياتهم وادخار مبلغ معين من رواتبهم الشهرية تحسباً لمثل هذه الظروف حتى لا يجدوا أنفسهم أمام أزمة تجبرهم على الديون والاقتراض .

ويرفض أحمد الطيب مظاهر المبالغة في الإنفاق على المشتريات الدراسية، مشيراً إلى أنه يكتفي بالشراء من مراكز التسوق (الجمعيات التعاونية) كون بضاعتها جيدة وأسعارها معقولة، فيما قال محمد الصبان إن ميزانيات بعض الأسر لا تكفي لشراء مستلزمات رمضان والعيد والعودة إلى المدارس، حيث إن كل تلك المواسم مهمة ومكلفة، فالغلاء يحاصرنا من كل جانب بدءاً من السكن إلى الطعام والمواصلات والملبس والمأكل طيلة أيام السنة فما بالك بالمواسم الثلاثة .

وتشير أم محمد الهاملي إلى أن بعض الأسر لديها أكثر من خمسة أبناء يدرسون في المدارس الخاصة تستنزفها رسومهم الدراسية .