المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تقرير عن نفيسة العلوم



ملوووكة العسل
26-04-2010, 06:07 PM
المقدمة:
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، أما بعد؛ فقد جاء بحثي بعنوان: ( نفيسة العلوم )، والسبب الكامن وراء اختياري لهذا الموضوع هو للتعرف على هذه الشخصية وللاستزادة بالمعلومات عنها، وقد أردت في هذا البحث المتواضع أن أجمع – قدر الإمكان – عن نشأتها ونسبها، صفاتها، حياتها ووفاتها. وكان معنى ذلك أن يتقسم بحثي إلى عدة أجزاء ، تسبقها مقدمة، وتتلوها خاتمة.
نسبها:
هي نفيسة بنت الحسن بن زيد، حفيدة الحسن بن علي - رضي الله عنهما - لقبها: نفيسة العلم، وقيل أن أبيها أبو محمد الحسن الأنور بن زيد الأبلج بن الحسن السبط بن على بن أبى طالب رضي الله عنهم عين واليًا على مصر من قبل أبي جعفر المنصور فأقام بالولاية خمس سنين فهي من آل البيت لكنها لم ترتكز إلا على عملها وجهادها عملاً بوصية جدها المصطفى - صلى الله عليه وسلم :- "اعلموا أن من بطأ به عمله لم يسرع به نسبه".

مولدها:
ولدت السيدة نفيسة رضي الله عنها بمكة المكرمة، في يوم الأربعاء الحادي عشر من شهر ربيع الأول سنه خمس وأربعين ومائة من الهجرة النبوية , وقد فرح بها أبوها إذ زفت إليه بشرى مولدها وهو يلقى درسا من دروس العلم بالمسجد الحرام، فسجد الحسن الأنور لله سجدة الشكر, وأمر بتسميتها نفيسة علها تكون –إن شاء الله- نفيسة. ثم رفع يديه إلى السماء ودعا : "اللهم أنبتها نباتا حسنا, وتقبلها قبولا طيبا, واجعلها من عبادك الصالحين, وأولياءك المقربين الذين تحبهم ويحبوك وتصافيهم ويصافونك وتقبل عليهم ويقبلون عليك, اللهم اجعلها معدن الفضل ومنبع الخير, ومصدر البر, ومشرق الهداية والنور, اللهم اجعلها نفيسة العلم, وعظيمة الحلم, جليلة القدر, قوية الدين, كاملة اليقين"
وفى يوم مولدها قدم رسول الخليفة أبو جعفر المنصور, ودخل المسجد الحرام حتى وصل إلى الحسن الأنور ثم أخرج كتابا وقدمه إليه وكان مع هذا الكتاب هديه الخلافة، صرة تحتوى على عشرين ألف دينار ففتح الحسن الكتاب فإذا فيه الأمر بتوليته إمارة المدينة.
صفاتها:
كانت عابدة صالحة زاهدة ورعة عاملة، كما كانت مصباحًا أضاء الطريق للسالكين الحيارى، وقدوة احتذاها أهل التقوى والإيمان. عرفت بكثرة البكاء وقيام الليل وصيام النهار وأكلها كان في كل ثلاث ليال أكلة واحدة ولا تقبل طعاماً من أحد بل تأكل من كسب زوجها فقط وهذا شأن الداعي والداعية العفيفة الأبية النفس. حجت ثلاثين مرة في وقت كانت المخاطر التي يتعرض لها الحجاج شديدة من نهب ومشقة ووحوش في الصحراء، وكانت تتعلق بأستار الكعبة قائلة "إلهي وسيدي ومولاي متعني وفرحني برضاك عني".
كانت تجود بما عندها وتؤثر غيرها فتداوي المرضي وتخدمهم، وقد ورثت السيدة نفيسة –رضي الله عنها- عن جدها على بن أبي طالب –كرم الله وجهه- الجرأة والشجاعة وعدم الخوف إلا من الله. مهما كان الجبروت والبطش والطغيان، مراعية أدب النصيحة وحسن القول وأدب مخاطبة السلاطين وذوي الهيبة إذا احتاج الأمر ولم تخش في الحق لومة لائم ولم تعبأ بالعواقب التي قد تصير إليها الأمور، فهدفها (ليكن الحق عالياً وليكن بعد ذلك ما يكون).

حياتها:
عاشت نفيسة في البلد الحرام مع أحفاد رسول الله، فتأثرت بهم، وسارت على منهجهم؛ فحفظت القرآن الكريم، وأقبلت على فهم آياته وكلماته، كما حفظت كثيرًا من أحاديث جدها. ولما بلغت نفيسة مبلغ الشابات؛ تقدم لخطبتها ابن عمها إسحق المؤتمن بن الإمام جعفر الصادق، فرضيته زوجًا لها. ورزقت منه القاسم وأم كلثوم. ولما ترك الإمام الحسن الأنور والد السيدة نفيسة ولاية المدينة خلفه عليها زوجها إسحاق المؤتمن بن جعفر الصادق واليا للعباسين ؛ فهي بنت أمير وزوجة أمير من أهل البيت.

استمرت نفيسة في حياة الزهد والعبادة، تقوم الليل، وتصوم النهار، حتى طلب منها زوجها ذات يوم أن ترفق بنفسها، فقالت: "من استقام مع الله، كان الكون بيده وفى طاعته". وكانت تعرف أنها لكي تفوز بجنة الخلد، فلابد لها أن تجتهد في العبادة، وأن تبتعد عن ملذات الدنيا، تقول: "لا مناص من الشوك في طريق السعادة، فمن تخطاه وصل".
وكان لها دخل كبير في حضور الإمام الشافعي رضي الله عنه إلى مصر ولهذا كان رضي الله عنه يكثر زيارتها والتلقي عنها وفى صحبته عبد الله بن الحكم رضي الله عنه وكان يصلى بها في مسجد بيتها وخصوصا تراويح رمضان وكانت تقدره رضي الله عنه , وتمده بما يكفيه ويعينه على أداء رسالته العلمية الكبرى.

مواقف لها:
قيل لما ظلم أحمد بن طولون واستغاث الناس من ظلمه بالسيدة نفيسة يشكونه إليها : فقالت سائلة متى يخرج موكب الأمير؟ ، ثم كتبت رسالة ووقفت بها في طريقه ونادته فنزل عن فرسه لما عرفها وأخذ الرسالة ثم قرأ فيها: "ملكتم فأسرتم، وقدرتم فقهرتم وحملتم أمانة الحكم فظلمتم، وردت إليكم الأرزاق فقطعتم، هذا وقد علمتم أن سهام الأسحار نافذة غير مخطئة لا سيما من قلوب أوجعتموها وأكباد جوعتموها وأجساد عريتموها فمحال أن يموت المظلوم ويبق الظالم. اعملوا ما شئتم فإنا صابرون، وجوروا فإنا بالله مستجيرون، واظلموا فإنا إلى الله متظلمون"، ﴿وَسَيَعْلَمْ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ﴾ (الشعراء: من الآية 227). فعدل لوقته عن ظلمه.
وهذا أسلوب أهل العلم والفقه والحكمة في الدعوة للحق فقد وجهت الراعي إلى العدل والحق وذكرته بالله والورود بين يديه ، كما وجهت الرعية إلى الدعاء بالأسحار واللجوء إلى الله عند الشدة والتحلي بالصبر حتى يقض الله أمرًا كان مفعولاً وهذا هو مسلك العلماء والدعاة الربانيين الذين لا يريدون إلا الإصلاح.
وحين مرض الإمام الشافعي أرسل إليها يطلب الدعاء له بالشفاء، لكنه مات بعد أيام بعد أن أوصى أن تصلى عليه السيدة نفيسة، فصلت عليه بعد أن صلى عليه الرجال، وحزنت من أجله. وكانت -رضي الله عنها- تجير المظلوم، ولا تستريح حتى ترفع الظلم عنه، فقد استجار بها رجل ثرى من ظلم بعض أولى الأمر، فساعدته في رفع الظلم عنه، ودعت له، وعاد مكرمًا معززًا؛ فأهداها مائة ألف درهم شكرًا لها واعترافًا بفضلها، فوزعتها على الفقراء والمساكين، وهى لا تملك ما يكفيها من طعام يومها.

وفاتها:
وبعد وفاة الشافعي بدأت السيدة نفيسة تعد نفسها للقاء مولاها فحفرت قبرها بيدها تباعا في حجرتها بمنزلها الذي أهداه إليها والى مصر عبد الله بن السري بن الحكم بدرب السباع وهو الذي أصبح فيما بعد مشهدها ومسجدها الحالي, وكانت تصلى في قبرها الذي حفرته بيدها في حجرتها, وقرأت فيه عشرات الخاتمات من القران تبركا واستشفاعا.
وبعد سبع سنوات من الإقامة في مصر، مرضت السيدة نفيسة، فصبرت ورضيت، وكانت تقول: "الصبر يلازم المؤمن بقدر ما في قلبه من إيمان، وحسب الصابر أن الله معه، وعلى المؤمن أن يستبشر بالمشاقة التي تعترضه، فإنها سبيل لرفع درجته عند الله، وقد جعل الأجر على قدر المشقة، والله يضاعف لمن يشاء، والله واسع عليم". وتقول أيضًا: "لقد ذكر الصبر في القرآن الكريم مائة وثلاث مرات، وذلك دليل على قيمة الصبر وعلو شأنه وحسن عاقبته.
وفى يوم الجمعة الخامس عشر من رمضان سنه 208 هجريه اشتد مرضها وكانت السيدة نفيسة صائمة كعادتها، فألحوا عليها أن تفطر رفقًا بها، وهى في لحظاتها الأخيرة، لكنها صممت على الصوم برغم أنها كانت على وشك لقاء الله، وقالت: وأعجبا، منذ ثلاثين سنة أسأل الله تعالى أن ألقاه وأنا صائمة، أأفطر الآن؟! هذا لا يكون. ثم راحت تقرأ بخشوع من سورة الأنعام، حتى وصلت إلى قوله تعالى:( لهم دار السلام عند ربهم وهو وليهم بما كانوا يعملون){الأنعام: 127}
ففارقت الحياة، وفاضت روحها إلى الله، فبكاها أهل مصر، وحزنوا لموتها حزنًا شديدًا، وحينما حضر زوجها أراد أن ينقل جثمانها إلى المدينة، لكن الناس منعوه، ودفنت في مصر. فرحمة الله عليها.
الخاتمة:
والآن بعد هذه الرحلة التي تناولنا فيها عن موضوع ( نفيسة العلوم )، وفي نهاية المطاف أتقدم بتوصيتان:
الأولى: اقترح عمل ندوات ولقاءات واستضافة علماء وشيوخ للتعرف أكثر على نماذج من الشخصيات المسلمة.
الثانية: عمل برامج مخصصة تذاع على وسائل الأعلام المرئية والمسموعة توضح مكانة ودور المرأة في الإسلام .
وفي الختام أرجو أن يكون هذا البحث قد نجح في إلقاء بعض الضوء على هذا الموضوع الشيق ، وأرجو أن يكون قد استوفى جميع بنود البحث المتكامل وأتمنى من الله التوفيق والسداد.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.


المصادر والمراجع:
1) أبي جعفر محمد بن جرير الطبري، كتاب تاريخ الرسل والملوك، الطبعة 1879
2) www.ar-sh.com/vb/showthread.php?p=19827















الفهرس


الموضوع رقم الصفحة
الغلاف 1
المقدمة 2
نسبها 2
مولدها 2
صفاتها 3
حياتها 3،4
مواقف لها 4،5
وفاتها 5
الخاتمة 5
المصادر والمراجع 5

أتمنى لكم الاستفادة

مواطن غير مواطن
29-04-2010, 11:50 AM
ياريت لو ان مرتب

ولـــود
01-05-2010, 06:40 PM
يسلممووووو ع تقريررررر

حلو نعيش المسؤولية
05-07-2010, 06:22 PM
كل الشكر للصاحب الموضوع


نكتفي بخاصية الشكر

يغلق