المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كتاب المؤمن الصادق



جــوكــر
07-04-2010, 04:42 PM
بسم الله الرحمن الرحيم



الرياض / حاول إيريك هوفر في كتابه "المؤمن الصادق" الذي ترجمه د.غازي بن

عبد الرحمن القصيبي أن يركز على فكرة أساسية أنه بزوال الإحباط يزول التطرف،

وبزوال التطرف ينتهي الإرهاب. هذا هو الأسلوب الوحيد الناجع لمعالجة المشكلة التي

تقض مضاجع العالم كله.

على الرغم من وجود كم هائل من المعلومات عن الإرهاب، تنظيماته وقادته وأساليبه

وأدبياته وتمويله، تندر الكتابات التي تضيء عقل الإرهابي من الداخل، وتتيح لنا

فرصة تعرف هذا العالم العجيب المخيف.

يبحث هذا الكتاب في الأساليب التي تتمكن التنظيمات عبرها من السيطرة على

الشخص - الضحية ـ وتحويله إلى متطرّف مستعد لبذل نفسه في سبيل القضية

المقدّسة. ويحاول تحليل البذور والجذور التي تغذي طبيعة هذا الشخص. ويبين

خصائص الأفراد والشرائح المجتمعية التي تشكل خزانا لا ينضب من القابلين للتحول

إلى التطرف. تبدأ رحلة التحول إلى الإرهاب من العقل المهزوم، حيث يرى الإنسان

المحبط عيبا في كل ما حوله، فينسب كل مشكلاته إلى فساد عالمه ويتوق إلى التخلص

من نفسه كفرد، وصهر ذاته في كيان نقي جديد يريحه من الإحساس بالغربة القاتلة

ويمنحه أمان الانتماء إلى أسرة جديدة تحتضنه وتعيد إليه احترامه لذاته. وهنا يجيء

دور الجماعة الراديكالية التي تستغل ما يعانيه المحبط من مرارة وكراهية وحقد،

فتسمعه ما يشتهي أن يسمع وتتعاطف مع ظلاماته، وتعمق انتماءه إلى الكيان الجديد.

من هذا اللقاء الحاسم بين عقلية الفرد المحبط الضائع وبين عقلية القائد الإجرامي

المنظم ينشأ التطرف ومن التطرف ينبت الإرهاب.وفي رأي المؤلف فإن جميع

الحركات الجماهيرية متشابهة من ناحية آليات وأساليب استقطاب أنصارها والسيطرة

عليهم، فجميعها تولد في نفوس أتباعها استعدادًا للموت وانحيازًا إلى العمل الجماعي،

وجميعها، بصرف النظر عن المذهب الذي تدعو إليه، أو البرنامج الذي تعنيه، تولد

التطرّف والحماسة والأمل المتقد والكراهية وعدم التسامح، وجميعها قادرة على تفجير

طاقات قوية من الحراك وتتطلب من أتباعها الإيمان الأعمى والولاء المطلق. وجميع

هذه الحركات، مهما كانت اختلافاتها المذهبية وأهدافها، تستقطب أتباعها الجدد من

النماذج البشرية نفسها، وجميعها تستميل الأنماط والعقول نفسها. فعلى الرغم من أن

هناك فروقًا واضحة بين المسيحيّ المتطرّف، والمسلم المتطرف، والقوميّ المتطرف،

والشيوعي المتطرّف، والنازي المتطرّف، إلا أنه يبقى صحيحًا أن التطرّف الذي حرك

هؤلاء كلهّم هو من الطبيعة نفسها. فهناك درجة من التماثل بين هذه الجماعات تتجلىّ

في إخلاصها للحركة، وفي إيمانها، وفي سعيها إلى السلطة، وفي وحدتها، وفي

استعدادها للتضحية بالنفس. ويرى المؤلف أنه مهما اختلفت القضايا والشعارات التي

يموت الناس من أجلها، فإنهم، على الأرجح، يموتون للسبب نفســه، دون أن يعني

هذا بحال من الأحوال المساواة بين جميع الحركات الثــورية من ناحية المحتوى

الأخلاقي، فالنازي أو الصهيوني المتطرف لا يمكن مقارنته بحال من الأحوال بمن

يفجر نفسه ليدافع عن وطنه.كتاب رائع في محتواه وأسلوبه، زاد من جاذبيته أن

ترجمته جاءت على يد أديب وشاعر من مثل قامة الدكتور غازي القصيبي، في عصر

يكاد يغيب عنه عمالقة المترجمين.

ظيويه
09-06-2010, 10:53 PM
سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك




يزاك الله خير أخي الكريم

ع الطرح القيّم

موفق..،،

:(23):

7αуαтι υαє
19-06-2010, 06:40 PM
شكرا على الموضوع الرائع
مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه
بالتوفيق انشاء اللهــ ..

شاعر الصقور
24-06-2010, 05:35 PM
http://www3.0zz0.com/2010/06/24/13/211224773.gif