المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : [تقرير جاهز] تقرير عن الطيب محمد صالح



ونيس النهار
18-03-2010, 05:42 PM
أديبنا المبدع العظيم الطيب صالح
يناير 1929 ـ فبراير 2009


المقدمة:
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أفضل خلقه محمد صلى الله عليه وسلم اما بعد

إن الطيب صالح ترك بصماته الواضحة في الحياة العامة السودانية وعرف بها العالم الخارجي من خلال روايات جسدت نبوغه الفكري والأدبي وكان ذا قامة أدبية وإعلامية سامقة.
واستطاع أدب صالح أن يعبر عن سمات البيئة العربية ولاسيما السودانية كاشفاً عن قيمها ومفرداتها الإنسانية ومعالمها وطقوسها ولهجتها وآمال أبنائها في نسق سردي مقدماً نفسه مبكراً كأحد أبرز الكتاب العرب الذين يستحقون التقدير والالتفات.

عمل الطيب صالح لسنوات طويلة من حياته في القسم العربي لهيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي ثم في الإذاعة السودانية وبعدها في وزارة الإعلام القطرية لينتقل بعد ذلك للعمل مديراً إقليمياً بمنظمة اليونيسكو في باريس كما شغل منصب ممثل اليونسكو في دول الخليج ومقره قطر.

وقد اخترت ... الكتابة عن هذا الموضوع لانني طالما سمعت عن هذه الشخصية الادبية وقد احببت ان اتعرف من قرب وقد اعجبني كتابات هذا الاديب العربي الكبير رحمه الله تعالى.










الموضوع :

والطيب الصالح الذي تم ترشيحه للمرة الثانية من قبل كتاب سودانيين وعرب للحصول على جائزة نوبل لهذا العام، من اكبر الادباء العرب في القرن العشرين واشهرهم اثر ترجمة روايته الشهير الى 56 لغة واختيارها في 2002 من بين اهم مئة رواية في تاريخ الادب العالمي.

ولد الطيب صالح في قرية كرمكول شمال السودان عام 1929 ثم انتقل الى الخرطوم حيث التحق بالجامعة التي لم يتم دراسته فيها. وفي 1952 غادر السودان الى بريطانيا حيث عمل في القسم العربي في هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) وشغل منصب مدير قسم الدراما.

وانتقل صالح بعد ذلك للعمل في قطر ثم عاد ليتولى منصبا دوليا في مقر المنظمة الدولية للتربية والثقافة والعلوم في باريس.

بدأ الطيب صالح يكتسب شهرة كروائي متميز في 1966 عند صدور روايته "موسم الهجرة الى الشمال" عن دار العودة في بيروت. وقام كبار النقاد العرب بالكتابة عن روايته. وقد ابرز قيمتها الادبية خصوصا الناقد المصري الراحل رجاء النقاش مما دفع بها لواجهة الادب العربي باعتبارها واحدة من اهم الروايات العربية المعاصرة.

وتعد "موسم الهجرة إلى الشمال" من الاعمال العربية الاولى التي تناولت لقاء الثقافات وتفاعلها وصورة الاخر الغربي بعيون الشرقي والغربي بعيون الاخر الشرقي الذي ينظر اليه كشخص قادم من عالم رومانسي يسوده السحر ويكتنفه الغموض.

وقد تطرق الطيب صالح في روايته الى هذه العلاقة من خلال شخصية بطلها السوداني الذي يذهب ليدرس في العاصمة البريطانية لندن. وهناك يضيف الى جانب تميزه وذكائه العقلي وتحصيله الجامعي العالى رصيدا كبيرا في اثبات فحولته الجنسية مع نساء بريطانيا الذين احتلوا بلاده مع تقديم صورة ساحرة عن الحياة في المجتمع الريفي السوداني.

ورغم الاحتفاء بروايته عربيا وعالميا، منع تداولها في بلاده في تسعينات القرن الماضي بعد اكثر من ثلاثين عاما على صدورها اثر تولى الاسلاميين السلطة فيها وذلك لتصويرها مشاهد واستخدامها كلمات توحي بالجنس.

ولم يكتب الطيب صالح سوى اربع روايات ومجموعة قصصية خلال رحلة طويلة مع الادب بدأت منذ 1960 سنة نشره اول قصة قصيرة "نخلة على الجدول" في احدى الصحف اللبنانية.

الا انه كتب اعماله بنفس ورؤية واسلوب مختلف ركز فيها بغالبيتها على حياة الريف السوداني باساليب مختلفة.

والروايات الصادرة له الى جانب "موسم الهجرة الى الشمال" هي "مريود" و"ضو البيت" و"عرس الزين". اما مجموعته القصصية فتحمل عنوان "دومة ود حامد".

وصدر له في السنوات الاخيرة مختارات الطيب صالح التي تضمنت العديد من المقالات المنشورة في الصحف العربية. وقد صدرت عن دار مدبولي في القاهرة ضمن تسعة مجلدات هي "المنسي" و"خواطر الترحال" و"وطني السودان"، بالاضافة الى "مضيئون كالنجوم" الذي جاء في مجلدين احدهما يتعلق بالغرب والشخصيات الغربية والثاني بالشرق والشخصيات الشرقية و"في رحاب الجنداية واصيلة" و"العرب والفرنجة" و"ذكريات المواسم".

وكان مؤتمر الرواية العربية في القاهرة 2005 منحه جائزة الرواية العربية عن روايته "موسم الهجرة الى الشمال" بعد ان شارك في لجنة التحكيم في هذه الجائزة بدورتها الاولى التي منحت الروائي السعودي الراحل عبد الرحمن منيف اول جوائزها.

وتولى رئاسة لجنة التحكيم في دورتها الثانية التي منحت للروائي المصري صنع الله ابراهيم ثاني جوائزه بعد ستة اعوام من منح الجائزة الاولى الا انه رفضها ملقيا بيانا سياسيا انتقد فيه النظام المصري. السودان يحفل بقامات كبيرة, لكننا لا نعرفها وهذه مسؤولية مزدوجة, لكن المؤكد أيضا أن الراحل عبقرية متفردة لا تمنحها الأقدار للبلدان بسخاء.‏

ومن أسف أن تلك العبقرية منعت من التداول في بلدها مرحلة التشدد وتسييس الدين, لكنه السوداني الطيب والصالح, لم يدر ظهره لتراثه بل درس الدين الإسلامي كأحد المكونات التي تمنح المجتمع‏

العربي ثراءه وخصوصيته وعناصر قوته وديمومته, فكان النموذج المثالي للعربي عندما يكون علمانيا ومنصفا ومتسامحا, وكذا حال السودان الطيب عاد وصوب الخطأ, بل إن مختلف مؤسساته‏ .
للطيب الصالح أعمال قليلة, لكن موسم الهجرة إلى الشمال طغت وبتعسف على ما سواها, فأقصت ريادة(بندر شاه) باتجاه واقعية سحرية بنكهة عربية حريفة, من أسف إن المستهلك لم‏ يستسغ خصوصيتها اللاذعة كما لو أنها لادغة, ما جعل القراء ينفضون عنها والنقاد يتجاهلونها فلا يقومون بدورهم في تمهيد الموعر لتسهيل ارتياد الريادي.‏
لم تنضب قريحة المبدع, وإن اختلفت الأساليب, فقد كانت مقالته الأسبوعية في (المجلة) بوابة للإطلالة على أهم التيارات والمنجزات في الغرب.
وكانت مجموعة من المؤسسات الثقافية السودانية تقدمت برسالة إلى الأكاديمية السويدية ترشح صالح لنيل جائزة نوبل إلا أن الأديب الراحل لم يكن مهتماً بأمر الجائزة، فقد أشار إلى أنه لا يشغل نفسه بها وأن في العالم عشرات الكتاب الكبار الذين يستحقون نوبل وبعضهم في العالم العربي لم يمنحوا هذه الجائزة التي شبهها باليانصيب.
وتعد روايته موسم الهجرة إلى الشمال في صدارة الأعمال الأدبية الذائعة الصيت التي نشرت لأول مرة أواخر الستينيات في بيروت، إذ نالت شهرتها لكونها من أولى الروايات التي تناولت بشكل فني راق الصدام بين الحضارات وموقف إنسان العالم الثالث ورؤيته للعالم الأول المتقدم.
الروائي السوداني المعروف الطيب صالح في العاصمة البريطانية لندن عن عمر يناهز الثمانين عاماً بعد أن ترك ثروة أدبية زاخرة ولاسيما في مجالي القصة والرواية.
وذكرت وكالة الأنباء السودانية سونا أن الاتحاد العام للصحفيين السودانيين نعى الطيب صالح الذي وافته المنية بعد أن اعتلى قمة مراتب الأدب وأسهم في الحياة الاجتماعية.
وفي عام 2001 اعتبرت الأكاديميا العربية في دمشق ان روايته موسم الهجرة الى الشمال هي الأفضل في القرن العشرين.
كما كتب العديد من الروايات التي ترجمت إلى أكثر من ثلاثين لغة منها عرس الزين ومريود وضو البيت إلى جانب مجموعات قصصية قصيرة عدة.
وفي مجال الصحافة كتب الطيب صالح لمدة عشرة أعوام عمودا أسبوعيا في صحيفة لندنية تصدر بالعربية تحت اسم المجلة وخلال عمله في هيئة الإذاعة البريطانية تطرق الطيب صالح إلى مواضيع أدبية متنوعة.


الخاتمة

الطيب صالح هو علامة فارقة في المسيرة الروائية العربية. وقد لاقت أعماله القصصية والروائية رواجاً لم يتمتع به كثير من الكتاب والأدباء العرب، ووجد النقاد في أعماله الروائية فتحاً جديداً في ميدان الرواية العالمية. وهكذا يجمع هذا الكتاب بين دفتيه أجناساً متنوعة من التأليف. هي الشهادة والدراسة والحوار والسيرة. في محاولة للإحاطة بهذا الروائي الكبير من جهة ومن جهة ثانية التعبير عن رغبة صادقة للاحتفاء به مبدعاً ثلاثي الأبعاد مزج بين البراعة والوعي والحب في صبوة نادرة.

وقد اختيرت هذه الرواية عام 2002 ضمن أفضل مئة رواية في التاريخ الإنساني وفق قرار اتخذه مئة من كبار الكتاب الذين ينتمون إلى 54 دولة وتم تتويجه كعبقري الأدب العربي.



المصادر المراجع
2/ ادباء في السودان ـ دار الكتاب ـ الخرطوم ـ 1947
3/عرس الزين , الطيب صالح دار العودة، الخرطوم، 1971.


{وتمنى لكم النجاح}
:(39):

عشقي بلادي
20-03-2010, 12:35 PM
مشكوووووووورر

جزاك الله خيييير

خالد إسماعيل
26-10-2010, 08:19 PM
شكراً لكم الله ينطيكم العافية

بــلــوش وحــوش
05-11-2010, 03:15 PM
مــــــــــشــــــــــــــكــــــــــــورررر