المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : [طلب] أريد بس معلومه صغيره عن تطور المقامة الأدبية - أرجوكم



ساكن العين
26-02-2010, 11:49 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته



الموضوع باين من العنوان

أريده بعدة أسطر

ألمحبوبه
27-02-2010, 08:25 AM
وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته

اتفضل اخوي .. وبالتوفيق لك ..



المقامات الأدبية

المقامة لغة: المجلس، والسادة، ويقال للجماعة من الناس يجتمعون في مجلس مقامه كذلك، ومقامات الناس: مجالسهم.

وقد استعمل لبيد بن ربيعة بمعنى الجماعة من الناس وذلك إذ يقول:
ومقــامةٍ غُلْبِ الرقــاب كأنهــم ** جِــنٌّ لدى باب الحصير قيام
….....(وغلب الرقاب تعني لغلاظ الرقاب والأعناق)

واستعملها زهير بن أبي سلمى بمعنى السادة في قوله:
وفيهم مقامات حسان وجوههم ** وأندية ينتابها القول والفعل
ذلك كان مفهوم "المقامة" في الجاهلية، ثم تطور هذا المفهوم حتى أصبحت تعني "الأحدوثة من الكلام" . يقول القلقشندي: "وسميت الأحدوثة من الكلام مقامة، كأنها تذكر في مجلس واحد يجتمع فيه الجماعة من الناس لسماعها" وقد أورد هذا صبح الأعشى: الجزء 14 الصفحة 117

تعريف بصاحب المقامات...
........ هو أبو محمد القاسم بن علي بن محمد بن عثمان الحريري البصري الحرامي ، كان أحد أئمة عصره العرب في لغاتها وأمثالها ،ورموز أسرار كلامها، ومن عرفها حق المعرفة استدل فيها على فضل هذا الرجل، وكثرة إطلاعه، وغزارة مادته ، وكان سبب وضعه لها ، ما حكاه ولده أبو القاسم عبد الله ، قال: كان أبي جالساً في مسجد بني حرام ، فدخل شيخ ذو طمرين ، عليه أُهبة السفر ، رث الحال ، فصيح الكلام حسن العبارة ، فسألته الجماعة :من أين الشيخ ؟ فقال من سروج فاستخبروه عن كنيته فقال :أبو زيد فعمل أبي المقامة الثامنة والأربعين المعروفة بالحرامية ، وعزاها إلى أبو زيد المذكور وبعد ذلك أتمها الخمسين.


ورزق الحريري الحظوة التامة في عمله المقامات ، وقد اشتملت على كثير من البلاغات......

ويحدثنا القلقشندي كذلك عن نشأة المقامة فيقول: واعلم أن أول من فتح باب عمل المقامات، علامة الدهر وإمام الأدب البديع الهمذاني (398 هـ) فعمل مقاماته المشهورة المنسوبة إليه، وهي في غاية من البلاغة، وعلو الرتبة في الصنعة، ثم تلاه الإمام أبو محمد القاسم الحريري (515 هـ) فعمل مقاماته الخمسين المشهورة، فجاءت نهاية من الحسن ،وأقبل عليها الخاص والعام"
وقد ورد هذا في صبح الأعشى أيضا في الجزء 14 الصفحة 125

وقال ابن خلكان: بديع الزمان هو صاحب الرسائل الرائقة والمقامات الفائقة وعلى منواله نسج الحريري مقاماته واحتذى حذوه واقتفى أثره واعترف في خطبته بفضله وأنه الذي أرشده إلى سلوك هذا المنهج"
وجاء ذلك في وفيات الأعيان لابن خلكان: الجزء الأول الصفحة 54


المقامة البغدادية ...
روى الحارث بن همام قال: ندوت بضواحي الزوراء مع مشيخة من الشعراء لا يعلق لهم مبار بغبار ,ولا يجري معهم ممار في مضمار فأفضنا في حديث يفضح الأزهار إلى أن نصفنا النهار فلما غاض ,در الأفكار وصبت النقوش إلى الأوكار لمحنا عجوزاً تقبل من البعد وتحضر إحضار الجرد وقد استتلت صبية أنحف من المغازل وأضعف من الجوازل ,فما كذبت إذا رأتنا أن عرتنا ,حتى إذا ما حضرتنا قالت ، حي الله المعارف وإن لم يكن معارف ,اعلموا يا مآل الآمال وثمال الأرامل اني من سر وات القبائل وسريات العقائل لم يزل أهلي وبعلي يحلون الصدر ويسيرون القلب ويمطون الظهر ويولون اليد فلما أردى الدهر الأعضاد وفجع بالجوارح والأكباد وانقلب ظهراً لبطن نبا الناظر وجفا الحاجب .

وذهبت العين وفقدت الراحة وصلد الزند ووهنت اليمن وضاع اليسار وبانت المرافق ولم يبق لنا ثنية ولا ناب فمذ اغبر العيش الأخضر وازور المحبوب الأصفر اسودّ يومي الأبيض فودي الأسود حتى رثى لي العدو الأزرق فحبذا الموت الأحمر وتلوي من ترون عينه فراره وترجمانه اصفراره قصوى بيد أحدهم ثردة وقصارى أُمنيته بردة وكنت آليت أن لا أبذل الحر إلا الحر ولو أني مت من الضر وقد ناجتني المقرونة بأن توجد عندكم المعونة وآذنتني فراسة ألح وباء بأنكم ينابيع الحباء فنضر الله امرأً أبر قسمي وصدق توسمي ونظر آلي بعين يقذيها الجمود ...

مما تقدم، نرى أن المقامات طراز من النثر الفني ابتكره بديع الزمان ثم حذا حذوه الحريري وغيره من أمثال أبي حفص عمر بن الشهيد الأندلسي.

وتمتاز المقامات بأنها نثر في صورة قصص أو نوادر يرويها شخص واحد لا يتغير، هو عيسى بن هشام عند بديع الزمان، والحارث بن همام عند الحريري. وبطل كل قصة شخص آخر مليح النادرة سريع الخاطر، واسع الحيلة ، يمتاز بالفصاحة والبلاغة، ويدعى أبا الفتح الإسكندري في مقامات بديع الزمان، وأبا زيد السروجي في مقامات الحريري.

وهذا طراز من التأليف نسيج وحده، وهو فن خالص من فنون الأدب العربي. وإلى جانب ذلك هناك مؤلفات سميت "مقامات" لا تنهج نهج البديع والحريري، وليست لها شخصيات تروي أو يروى عنها، وإنما هي قطع أدبية تشتمل على كلمة أو موعظة أو نحو ذلك، توخى كاتبها إتقان العبارة وصاغها صياغة فنية ممتازة، فصارت أقرب إلى المقالات منها إلى المقامات.

وخير مثال لذلك مقامات الزمخشري التي تعمد صاحبها أن تكون نصائح ومن أمثلة ذلك قوله في مقامة التقوى، مخاطبا نفسه:

"يا أبا القاسم العمر قصير، وإلى الله المصير، فما هذا التقصير؟ إن زبرج الدنيا قد أضلك، وشيطان الهوى قد استزلك. لو كنت كما تدعي من أهل اللب والحجى، لأتيت بما هو أحرى بك وأحى، ألا إن الأحجى بك أن تلوذ بالركن الأقوى ، ولا ركن أقوى من ركن التقوى ، الطرق شتى فاختر منها منهجا يهديك، ولا تخط قدماك في مضلة ترديك…"

وقد تأثر كثير من الكتاب في جميع العصور بالمقامات يحتذونها وينسجون على منوالها، وعنوا أكثر ما عنوا بالصياغة والأسلوب وإظهار المقدرة البلاغية، أي أنهم وقفوا بالمقامات عند الحد الذي رسمه لها البديع والحريري، وبذلك جمدت المقامات ولم تتطور مع الزمن.

ولو أنهم نوعوا في موضوعاتها وتفننوا فيها بمقدار تفننهم في براعة الأسلوب والصناعة اللفظية، لكان من الممكن أن تكونه هذه المقامات نواةً وأساساً لبناء القصة القصيرة في الأدب العربي.

المراجع:
1. :مقامات الحريري - المسمى بالمقامات الأدبية
تأليف :أبي محمد القاسم
دار اكتب العلمية_بيروت
ص 128-130 1992
2. في النقد الأدبي. . للدكتور عبدالعزيز عتيق
دار النهضة العربية – بيروت
3. وفيات الأعيان – ابن خلكان
الجزء الأول
4. صبح الأعشى، القلقشندي
طبع بيروت