المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : السمنة تجتاح المدارس و"السكري" يرفع ضغط ميزانية "الصحة"



WaLd AlDaR
18-02-2010, 06:22 PM
بات مرضا السمنة والسكري في مقدمة الأمراض التي تواجه القطاع الصحي في الدولة، رغم الاجراءات

التي يتم اتخاذها للحد من انتشارهما، غير ان الاحصاءات المعلنة تشير الى خطورة بالغة لابد من التصدي اليها بجميع الوسائل الممكنة، خاصة بعدما تجاوز معدل الاصابة بالسمنة بين المواطنين 70% وفقا لاحصائيات وزارة الصحة، فيما تحتل الامارات المرتبة العاشرة بين دول العالم التي يعاني سكانها من السمنة .

كشفت دراسة علمية صادرة عن هيئة الصحة في دبي عن تضخم في معدلات الوزن والسمنة بين طلبة المدارس الثانوية بدبي سواء كانوا مواطنين أو مقيمين حيث بلغت نسب الزيادة بين الطلبة الذكور 45%، وبين الاناث 32%، وقد بلغت نسب الزيادة بين الطلبة المواطنين 30% وبين المقيمين 42%، وأوضحت أن نسبة من لديهم خلفية عن تعريف السمنة 54% من الطلبة، و47% نسبة من لديهم معرفة بأسبابها، و37% من لديهم خبرة بمضاعفاتها بينما أشارت الى أن 56% من الطلبة يؤيدون تصنيف السمنة على أنها مرض و72% يؤيدون أهمية علاج السمنة في مرحلة المراهقة .

وأوصت باتخاذ التدابير الفعالة التي من شأنها التأكيد على اشاعة مفاهيم أنماط صحية بين الجمهور لمحاصرة هذه المشكلة قبل تفاقمها، اضافة الى تبني برنامج تثقيف صحي غذائي وطني موجه الى مختلف فئات المجتمع، اضافة الى تعزيز برنامج الوجبات المدرسية بالخيارات الغذائية الصحية وتدريب كوادر المؤسسات التربوية والتعليمية واكسابهم المهارات الضرورية في العلوم السلوكية لضمان احداث عملية التغيير في العادات الغذائية .

كما أوصت بضرورة تحويل الطلبة من ذوي السمنة المفرطة وزيادة الوزن الى أخصائيين التغذية للتعامل السليم معهم لتفادى الأخطار التي يمكن أن تنجم عن السمنة مع مراعاة المتابعة المستمرة من جانب الأسرة . أما عن مرض السكري فمن الواضح أن هناك خللاً في طرق علاجه ومحاصرته، بعد أن بات يهدد الأمن الصحي لمختلف أفراد المجتمع .

فاحصائيات المرض، وما يترتب عليه من أمراض أخرى لا تتناسب بالمرة مع حجم الانفاق السنوي عليه، والذي بلغ ما يقرب من 200 مليون دولار سنويا للعلاج الفمي فقط داخل الدولة، بخلاف تكلفة مضاعفاته وفقا لما أعلنته وزارة الصحة، فما يقرب من ثلثي المرضى في المستشفيات اما يعانون من السكري أو من مضاعفاته لذلك أصبح السكري والسمنة من الأمراض الأكثر ارهاقاً للقطاع الصحي في الدولة، وتشير احصاءات الصحة العالمية الى أن الامارات تحتل المركز الثاني عالمياً في عدد المصابين بالسكري بنسبة بلغت 21% من اجمالي عدد السكان وتوقعت زيادة تلك النسبة بحلول عام 2015 الى 23%، وأوضحت أن أعداد المصابين على مستوى العالم في زيادة مستمرة ففي عام 1985 بلغ عددهم 30 مليوناً في حين بلغ العدد 150 مليوناً عام 2000 و246 مليوناً عام 2007 .

تكلفة باهظة

وأعلنت “جمعية السكري الاماراتية” أن تكلفة العلاجات المتصلة بمضاعفات مرض السكري في الدولة بلغت خلال عام 2007 نحو 6 مليارات درهم، وحسب تقديرات شركة “ضمان”، فإن تكلفة علاج مرضى السكري المسجلين لدى الشركة سوف تصل الى نحو 10 مليارات درهم سنوياً في عام ،2020 مما يسهم بشكل كبير في زيادة تكلفة الرعاية الصحيّة .

وأكد الدكتور علي النميري، أن داء السكري يعد من أهم الأمراض التي أصبحت تثقل كاهل وزارة الصحة بشكل كبير، بعد أن أصبح سبباً رئيسيا في الاصابة بأمراض القلب المسببة للوفاة بنسبة بلغت 6 .31% العام الماضي، ومن المتوقع أن تتزايد تلك النسبة لتصل الى 50% خلال السنوات العشر المقبلة في حال لم تتخذ الدولة التدابير العاجلة، خاصة وان هناك شخصاً من كل خمسة مصاب بالسكري ومضاعفاته .

من جانبه قال الدكتور محمود فكري المدير التنفيذي لشؤون السياسات الصحية بوزارة الصحة، ان الوزارة تتعامل مع مرض السكري باعتباره قضية وطنية تتطلب تضافر كافة الجهود لمكافحته والحد من انتشاره في مختلف امارات الدولة .

وشدد على أهمية الوقاية الأولية من داء السكري، مؤكداً ضرورة رصد وتقليل عوامل الخطر المرتبطة به خاصة ارتفاع ضغط الدم، والسمنة، والتدخين، وقلة ممارسة النشاط البدني، والابتعاد عن الثقافات الغذائية الخاطئة .

وأضاف أن الاحصاءات والدراسات المبكرة في الكثير من الدول العربية توضح أن انتشار داء السكري بصورة وبائية جعلت منه خطراً صحياً واجتماعياً على المستوى الوطني، مشيراً الى أن نسبة الاصابة بالمرض في هذه الدول قد تجاوزت معدلات الانتشار العالمية وهي تقدر ما بين 15 - 25% في معظم الدول العربية .

وأشار الى أن وزارة الصحة أطلقت خطة عشرية مطلع العام الماضي تعمل على تحقيق سبعة أهداف هي، الوقاية الأولية من النوع الثاني لمرض السكري، والوقاية الثانوية من النوع الثاني لمرض السكري، وتحسين جودة الخدمات الصحية بمستوياتها الثلاثة المقدمة لمرضى السكري ومضاعفاتها، وتدعيم وسائل المراقبة والمتابعة والتقييم الخاص بالمرض، وتدعيم وسائل البحوث والدراسات الخاصة بالمرض، وتمكين مرضى السكري وأسرهم من المشاركة في الخدمات المقدمة ومراقبة جودتها، وأخيراً الشراكة المجتمعية لمكافحة السكري، موضحا أن الاستراتيجية اعتمدت على رؤية واضحة تؤكد المسؤولية المجتمعية، وضرورة تعاون كل فئات المجتمع .

ارتفاع معدلات

وفي سياق متصل قال ان اللجنة الخليجية لمكافحة داء السكري أعلنت أن ما بين خمس وربع مواطني دول مجلس التعاون اما مصابون أو سيصابون بالسكري خلال السنوات القليلة المقبلة مؤكدا أن الدراسات والاحصاءات الوطنية الحديثة تشير الى أن معدلات الاصابة بداء السكري في الامارات عند المواطنين قد ازدادت من 5 .5% في عام 1990 الى 24% في عام ،2005 ويتوقع لهذه النسبة الاستمرار في الارتفاع لتصل الى أكثر من 28% بحلول عام 2025 اذا لم تتخذ الاجراءات الوقائية الفعالة لكبح هذا المرض .

وأكد الدكتور مهاب الصوالحي اخصائي طب الاسرة بدبي، أن السمنة من الأسباب الرئيسية للاصابة بمخاطر ارتفاع ضغط الدم في مرحلة الشباب، اضافة الى مرض المفاصل، والسكري من النوع الثاني، وتصلب الشرايين وزيادة نسبة الكولسترول في الدم، فضلاً عن ارتباطها، عند تقدم العمر، باحتمال الاصابة ببعض أنواع السرطانات كسرطان القولون وسرطان المريء، وسرطان الرحم عند النساء .

وأشار الى احدى الدراسات العلمية التي اظهرت احتمالية وجود علاقة بين زيادة معامل كتلة الجسم والاصابة بالجلطة الدماغية التي قد تتسبب في احداث اعاقة شبه تامة بالمريض، وبما انه لا يوجد حتى الآن علاج واق للآثار الناتجة عن الاصابة بالجلطة الدماغية فمن المهم تفادى الاصابة بها أصلا .

وأشار الى أسباب أخرى قد تسهم في زيادة الوزن غير الاسباب المعلومة للجميع، منها انخفاض ساعات النوم، وتناول أنواع بعينها من الادوية، بجانب ادماج مواد صناعية في العديد من الاغذية المصنعة مما يسهم في احداث خلل بالغدد الصماء ومن ثم زيادة انتاج الخلايا الدهنية .

وقال ان الحوامل المصابات بالسكري تتزايد احتمالية اصابة أطفالهن بالسمنة في وقت لاحق غير ان ذلك الرأي لم يتم تأكيده بشكل قاطع .

خطر واضح

وقالت الدكتورة زينب مالك أخصائية طب الأطفال بمستشفى المدينة في دبي، ان نسب البدانة بين طلبة المدارس، خاصة في مرحلة الطفولة في الدولة بدأت تشكل خطراً واضحاً، بعدما تجاوزت تلك النسبة ثلاثة أضعاف ما هو علية بمختلف المدارس بدول المنطقة والعالم .

وشددت على ضرورة الفحص الدوري للاطفال، فكثيراً ما يسهم التشخيص المبكر في اتخاذ حلول سريعة لتفادي البدانة، وتدارك أي مشاكل صحية يمكن أن تنشأ عنها، ولن يتم ذلك الا من خلال اتباع أنماط صحية عند تناول الغذاء والابتعاد تحديدا عن الوجبات السريعة وانواع الاطعمة المليئة بالسعرات الحرارية، وممارسة رياضة المشي بحد أدنى ساعة يوميا .

وللوصول الى نتائج مرضية، اوصت الدكتورة مالك بضرورة تشجيع الاطفال على تناول 5 قطع من الخضار والفاكهة يوميا، الى جانب تقليل وقت مشاهدة الأطفال التلفزيون، والحاسوب، وممارسة الألعاب الالكترونية الى ساعة أو ساعتين في اليوم على اقصى تقدير، مع عدم تناول الطعام أثناء المشاهدة، لأنه يشجع على استهلاك المزيد من الطعام .

وكذلك التقليل من استهلاك السكر، والمشروبات الغازية، والعصائر المحفوظة والمياه ذات النهكات، وعوضاً عن ذلك لابد من تشجيع الاطفال على شرب المياه والحليب قليل الدسم، اضافة الى ذلك لابد من تناول وجبة الافطار فهي تمنع الشراهة أثناء تناول الطعام، وتضمن حصول الطفل على كمية كبيرة من الطاقة أثناء وجوده في المدرسة .

وقالت: بعد أن يتجاوز الطفل عامه الأول ينصح بالتحول الى المنتجات قليلة الدسم، واختيار المنتجات ذات القمح الكامل، والخبز الأسمر بدلاً من الأبيض، ويفضل أن تحتوي وجبات الطعام، على البروتينات غير الدهنية كالأسماك، والعدس .

من جانبه أوضح الدكتور معاذ احمد عبد العزيز استشاري الأمراض الباطنية، أن حجم المبادرات وبرامج التوعية، التي يتم اطلاقها في الدولة بهدف الحد من انتشار السمنة والسكري، لا تتناسب مع حجم الظاهرة وفداحتها، وما سيترتب عليها خلال/ الاعوام العشرة المقبلة، خاصة وأنها تفتقر الى التواصل والاستمرارية، فهي في الأغلب تعقد لفترات زمنية محدودة، مما يقلل من فاعليتها في تحقيق أهدافها المرجوة .

دراسة أمريكية

أشار الدكتور معاذ عبدالعزيز الى دراسة علمية أصدرتها الجمعية الطبية الامريكية بشأن معدل الزيادة الملحوظة للسمنة بين الأطفال والمراهقين بالولايات المتحدة الامريكية التي بلغت بشكل اجمالى 32%، منها 13،9% لمن تتراوح أعمارهم بين عامين وخمسة أعوام 16% بين الأطفال من 6 الى 11 عاما، بينما بلغت 17،4% عند المراهقين .

ووصفت الدراسة تلك المعدلات بأنها مؤشر على وجود وباء عالمي يمكن أن يتسبب في اصابة الأطفال بالعديد من الأمراض منها النوع الثاني من السكري وهو من أخطر أنواع مرض السكري الذي يعد من الأمراض التي قد تتسبب في شل قدرة الجسم على تحويل السكر الموجود فيما يتناوله الأطفال من أطعمة ومشروبات الى طاقة، الى جانب احتمالات الاصابة بارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب، وزيادة نسبة الكولسترول بالجسم .

وأوصت الدراسة بالعمل على قياس الوزن والطول، وقياس دليل كتلة الجسم لجميع الأطفال، وكذلك المراهقين، مرة على الأقل كل عام، وكذلك الحرص على تشجيع الأطفال للمشاركة في أنشطة رياضية لمدة ساعة يوميا على الأقل للوصول الى الوزن المثالي المطلوب مع الالتزام بعدم تناول العصائر المعلبة والمحلاة لأكثر من مرة في اليوم .

كما دعت الى عدم الافراط في تناول الوجبات السر يعة التي تحتوى على كم هائل من السعرات الحرارية، والتي أصبحت وجبات أساسية للمراهقين .