المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ريم...تكتب رسائل الى الله وهو يجيبها قصة جعات دموعي تنهمر



بنت سوريـــــــــbatoolـــا
12-01-2010, 03:45 PM
تبعث رسالة إلى الله
إستقيظت مبكرة كعادتي .. بالرغم من أن اليوم هو يوم إجازتي ، صغيرتي ريم كذلك ، اعتادت على الاستيقاظ مبكرا .. كنت اجلس في البيت مشغولة بكتبي وأوراقي..رأيت ريم تكتب فقلت ، ماما ماذا تكتبين ؟
قالت اكتب رسالة إلى الله . هل تسمحين لي بقراءتها ماما ريم ؟؟ قالت
لا حبيبتي ماما , هذه رسائلي الخاصة ولا أحب أن يقرأها أحد. و خرجت ريم وهي حزينة , ..
مر على الموضوع عدة أسابيع , ذهبت إلى غرفة ريم و لأول مرة ترتبك ريم لدخولي ... يا ترى لماذا هي مرتبكة؟ ريم .. ماذا تكتبين ؟ زاد ارتباكها .. وردت: لا شئ ماما ، إنها أوراقي الخاصة..
ترى ما الذي تكتبه ابنة التاسعة وتخشى أن أراه؟!!اكتب رسائل إلى الله .
قطعت كلامها فجأة وقالت: ولكن هل يتحقق كل ما نكتبه ماما؟ طبعا يا ابنتي فإن الله يعلم كل شئ..
لم تسمح لي بقراءة ما كتبت , فخرجت من غرفتها واتجهت إلى راشد ، كي اقرأ له الجرائد كالعادة ، كنت اقرأ الجريدة وذهني شارد مع صغيرتي , فلاحظ راشد شرودي . ظن بأنه سبب حزني .. فحاول إقناعي بأن اجلب له ممرضة . كي تخفف علي هذا العبء. يا إلهي لم أرد أن يفكر هكذا .. فحضنت رأسه وقبلت جبينه الذي طالما تعب وعرق من اجلي أنا وابنته ريم .. واليوم يحسبني سأحزن من أجل ذلك .. وأوضحت له سبب حزني وشرودي... ذهبت ريم إلى المدرسة ، وعندما عادت كان الطبيب في البيت فهرعت لترى والدها المقعد وجلست بقربه تواسيه بمداعباتها وهمساتها الحنونة. وضح لي الطبيب سوء حالة راشد وانصرف ، تناسيت أن ريم ما تزال طفلة , ودون رحمة صارحتها أن الطبيب أكد لي أن قلب والدها الكبير الذي يحمل لها كل هذا الحب بدأ يضعف كثيرًا وانه لن يعيش لأكثر من ثلاث أسابيع ، انهارت ريم ، وظلت تبكي وتردد: لن يموت
بابا قلتُ ادعي له بالشفاء يا ريم, يجب أن تتحلي بالشجاعة ، ولا تنسي رحمة الله ، انه القادر على كل شئ .. أنصتت ريم إلى أمها ونسيت حزنها ،
وتشجعت وقالت : لن يموت أبي . في كل صباح تقبل ريم خد والدها الدافئ , ولكنها اليوم عندما قبلته نظرت إليه بحنان وتوسل وقالت : ليتك توصلني يوما إلى المدرسة مثل صديقاتي .. فغمره حزن شديد فحاول إخفاءه وقال: إن شاء الله سيأتي يوما و أوصلك فيه يا ريم.. وهو واثق أن إعاقته لن تكمل فرحة ابنته الصغيرة.. أوصلتُ ريم إلى المدرسة , وعندما عدت إلى البيت ، غمرني فضول لأرى الرسائل التي تكتبها ريم إلى الله , بحثت في مكتبها ولم أجد أي شئ .. وبعد بحث طويل .. لا جدوى .. ترى أين هي ؟!! ترى هل تمزقها بعد كتابتها؟ ربما يكون هنا .. لطالما أحبت ريم هذا الصندوق ، طلبته مني مرارا فأفرغت ما فيه وأعطيتها الصندوق .. يا الهي انه يحوي رسائل كثيرة . وكلها إلى الله!
يا رب ... يا رب ... يموت كلب جارنا سعيد , لأنه يخيفني كثيراً !!
يا رب ... قطتنا تلد قطط كثيرة .. لتعوضها عن قططها التي ماتت !!
يا رب ... ينجح ابن خالتي , لأني أحبه !!!
يا رب ... تكبر أزهار بيتنا بسرعة , لأقطف كل يوم زهرة وأعطيها معلمتي!!!
والكثير من الرسائل الأخرى وكلها بريئة...
من أطرف الرسائل التي قرأتها هي التي تقول فيها :
يا رب ... يا رب ... كبر عقل خادمتنا , لأنها
أرهقت أمي وأتعبتها
يا الهي كل الرسائل مستجابة , لقد مات كلب جارنا سعيد منذ أكثر من أسبوع!
قطتنا أصبح لديها صغارا , ونجح احمد بتفوق ،
و كبرت الأزهار , ريم تأخذ كل يوم زهرة إلى معلمتها
يا الهي لماذا لم تدعوا ريم ليشفى والدها ويرتاح من عاهته ؟؟!! .... شردت كثيرا ليتها تدعوا له .. ولم يقطع هذا الشرود إلا رنين الهاتف المزعج , ردت الخادمة ونادتني :
سيدتي .. المدرسة . تريدك على الهاتف !! ... ما بها ريم ؟؟ هل فعلت شئ؟ قالت المعلمة
إن ريم وقعت من الدور الرابع هي في طريقها إلى معلمتها ، لتعطيها الوردة .. وهي تطل من الشرفة ... وقعت الوردة ... ووقعت ريم ... كانت الصدمة قوية جدا لم أتحملها أنا ولا راشد أبوها ومن شدة صدمته أصابه شلل في لسانه فمن يومها لا يستطيع الكلام .
لماذا ماتت ريم ؟ لا أستطيع استيعاب فكرة وفاة ابنتي الحبيبة... كنت اخدع نفسي كل يوم بالذهاب إلى مدرستها كأني أوصلها , كنت افعل كل شئ صغيرتي كانت تحبه , كل زاوية في البيت تذكرني بها , أتذكر رنين ضحكاتها التي كانت تملأ علينا البيت بالحياة ... مرت سنوات على وفاتها .. وكأنه اليوم ...
و في صباح يوم الجمعة أتت الخادمة وهي فزعة وتقول! أنها سمعت صوت صادر من غرفة
ريم... يا الهي هل يعقل ريم عادت ؟؟ هذا جنون. أنت تتخيلين ...
لم تطأ قدم هذه الغرفة منذ أن ماتت ريم..
أصّر راشد على أن أذهب وارى ماذا هناك.. وضعت المفتاح في الباب وانقبض قلبي ... فتحت الباب فلم أتمالك نفسي .. جلست ابكي وابكي ... ورميت نفسي على سريرها ... ما الذي اصدر الصوت .. نعم انه صوت وقوع اللوحة التي زينت بآيات الكرسي التي كانت تحرص ريم على قراءتها كل يوم حتى حفظتها .. وحين رفعتها كي أعلقها وجدت ورقة بحجم البرواز وضعت خلفه !! يا إلهي إنها إحدى رسائل ريم .. يا ترى ،
ما الذي كان مكتوب في هذه الرسالة بالذات .. !!؟
ولماذا وضعتها ريم خلف الآية الكريمة .. ؟!؟ إنها إحدى الرسائل التي كانت تكتبها ريم إلى الله وكان فيها : يا رب ... يا رب ... أموت أنا و يعيش بابا !! .وهذه الرسالة إستجابها الله أيضاً !! كم أنت عظيمة !! يا ريم

biker 3enawey
12-01-2010, 05:14 PM
http://www.q8moltaqa.net/vb/uploaded/55_01181119387.gif

حـ الإمارات ب
12-01-2010, 11:41 PM
والله القصة وايد حلوه شكرا على القصة الجميله شكرا على الموضوع الجميل

بوووخااالد
13-01-2010, 12:23 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
"
""
"""
(لا املك كلمات على هذه القصه الفريده )

شكراً لكٍ يا اختي على هذه المشاعر التي عيشتنا بها داخل هذه القصه
إلى الامام دوماً


موفقه...

ظيويه
13-01-2010, 01:54 AM
سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك


اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين





تسلمين أختي
ودمتي بخير..،،

بنت سوريـــــــــbatoolـــا
13-01-2010, 02:11 PM
العفو هذا واجبي وشكرا لمروركم