المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إيمان العبيدلي .. تهزم إعاقة ابنها



عاشقة البسمة
04-01-2010, 06:45 AM
إيمان العبيدلي .. تهزم إعاقة ابنها

http://www.raya.com/mritems/images/2010/1/2/2_496110_1_209.jpg

كتبت - منال خيري

كشفت السيدة إيمان العبيدلي أسرار رحلة كفاحها لصناعة نموذج رائد في دمج طفلها "غانم المفتاح" وهو من ذوي الإعاقة ليكون عضواً فاعلاً وناجحاً في المجتمع.

وقالت والدة الطفل "غانم" ل"الراية الاسبوعية" بعد فوزها بجائزة القرن ال 21 لإنجازاتها الإنسانية: إعاقة ابني فجرت بداخلي روح التحدي، فلم أيأس حينما أخبرني الأطباء فور ولادة ابني أن حياته لن تستمر طويلا.


http://www.raya.com/site/topics/arti...8&parent_id=17 (http://www.raya.com/site/topics/article.asp?cu_no=2&item_no=496116&version=1&template_id=18&parent_id=17)

عاشقة البسمة
04-01-2010, 06:46 AM
قاهرة إعاقة ابنها تكشف رحلة الكفاح

http://www.raya.com/mritems/images/2010/1/1/2_495955_1_228.jpg

بعد فوزها بجائزة القرن الـ 21 لإنجازاتها الإنسانية

• إيمان العبيدلي: إعاقة (غانم غيرت حياتي وعلمتني تحقيق المستحيل

• عرفت حقيقة إعاقة ابني قبل الولادة.. وزوجي شاركني رحلة التحدي

• المدارس رفضت استقبال غانم فتحملت نفقات تجهيزات استقباله

• البعض تمنى موته والأطباء توقعوا وفاته.. وإرادة الله فوق الجميع

• أسست جمعية لتوزيع الكراسي المتحركة للمحتاجين بكلفة 200 ألف ريال

• ابني دليل على نجاح تجارب الدمج.. ومضايقات الطلاب أهم التحديات

• قصة تحدي غانم باللغتين العربية والانجليزية في إصدار الرابح دائماً

حوار - منال خيري

إيمان العبيدلي والدة الطفل القطري (غانم المفتاح نموذج للصبر والارادة والتحدي، هزمت إعاقة ابنها وجعلت من إعاقته مصدرا لقوتها، وحافزاً له على تجاوز كل التحديات. الطفل غانم ( الذي استقبل الجميع خبر ولادته بتمني موته، تحدى الجميع بابتسامته الساحرة .. العاشقة للحياة، وهو ما منحها طاقة عطاء جبارة كانت سنده الوحيد في رحلة تحدي الإعاقة. فلم تيأس الأم عندما أخبرها الأطباء بأن ابنها لن يعيش طويلاً بسبب الكمية المفقودة من عظامه والمشاكل الصحية الكثيرة التي يعاني منها.. وإن تحققت المعجزة وعاش فلن يستطيع الحركة. ولكن قدرة الله كانت أكبر فوق الجميع.. وايمانها الراسخ بعظمة المولى تجاوز كل القواعد الطبية.. ها هو ابنها يبلغ من العمر 7 سنوات ولديه إرادة فولاذية استمدها من والدته لكى يتحدى اعاقته. إيمان العبيدلى التي ذاع صيتهما كنموذج فريد لتحدي الاعاقة حصلت مؤخراً على جائزة الأبطال المجهولين ( من مؤسسة قادة القرن الواحد والعشرين تتويجاً لانجازاتها الانسانية ورحلة كفاحها مع فلذة كبدها ونور عينيها.. غانم. الراية الاسبوعية ( قابلت السيدة ايمان العبيدلى خلال الحفل واجرينا هذا الحوار والتفاصيل في السطور التالية:

< كيف بدأت رحلتك مع ابنك غانم ؟

بداية أشكر المسؤولين في مركز الشفلح على دعمهم واهتمامهم الكبير بطفلي غانم ( والذي اعتبره سر قوتي وسعادتي في آن واحد.. ذلك الطفل الذي استقبل الجميع خبر ولادته بتمني الموت له بينما استقبل هو الحياة بكل ما فيها بابتسامة أمل ساحرة. أنا حاليا موظفة متقاعدة تقاعد مبكر ( لكي أتمكن من التفرغ للاهتمام ورعاية وعلاج أبنائي الثلاثة وهم غريسة ( وتبلغ من العمر ثماني سنوات وتعاني من مرض نادر للغاية الا وهو حساسية القمح حيث تمنع من تناول ما يزيد على 95% من الأطعمة ولكم أن تتخيلوا حجم المأساة التي أعانيها لكي أمنع طفلة صغيرة من تناول الاطعمة والحلويات كسائر الاطفال والا تعرضت للموت في أي لحظة.

وكأن الله يريد أن يؤهلني من خلال تجربتي القاسية مع ابنتي غريسة ( لخوض تجربة أخرى أشد منها قسوة ومرارة حيث حملت بطفلي أحمد وغانم وهما توأمان وخلال أشهر الحمل أبلغني الطبيب المشرف على حالتي آنذاك أنني حامل بتوأمين أحدهما طفل طبيعي والآخر يعاني من تشوه كبير وضمور في عموده الفقري ويفتقر لوجود حوض كما أنه مصاب بمتلازمة التراجع الذيلي وفي هذه الاثناء كنت أمام خيارين لا ثالث لهما أحلاهما مر، فإما الاحتفاظ بهذا الجنين الذي لا يوجد أي بصيص أمل لبقائه على قيد الحياة وإن بقي حيا فسيحيا حياة قاسية ومؤلمة للغاية وإما الاجهاض وهو الخيار الذي نصحني به الاطباء وكذلك اسرتي وجميع من هم حولي وأقاربي فآثرت الخيار الأول رغم صعوبته.

- هل لقي قرار احتفاظك بالجنين القبول لدى زوجك ؟

- لا أنسى هنا دور زوجي الذي أيدني كثيرا في هذا القرار حيث قال لي يوم علم بحالة طفلنا غانم إن لم يكن له قدمان فسأكون قدمه اليمنى وأنت قدمه اليسرى وجاءت اللحظة الحاسمة في حياتي ألا وهي لحظة الولادة والمخاض حيث تمت الولادة بكل يسر وسهولة ولكني منعت من قبل الاطباء من رؤيته لمدة يومين بعد الولادة خوفا عليّ من الصدمة ورفقا بي ولتفادي تدهور حالتي النفسية مما سينعكس سلبا بكل تأكيد على حالتي الصحية في هذه الفترة الحرجة وبعدها وبعد إلحاح شديد مني سمح لي الاطباء برؤيته ولكنني منعت من حمله أو ارضاعه خوفا على اجهزته الداخلية حيث لا توجد لديه اي عظام تحميها حيث كان اشبه ما يكون بكيس قطن وخرجت انا من المستشفى وظل هو في الحضانة عدة شهور.

< كيف تم استقبال غانم في المنزل ؟

- عندما جاء الوقت لاصطحاب غانم معي الى المنزل لم أكن مهيأة للتعامل معه حيث كان بالنسبة لي التعامل مع غانم تحديا كبيرا في حياتي لا بد لي من اجتيازه بنجاح، فهو ابني وفلذة كبدي ونور عيني ولا أنكر ان غانم استطاع ان يحول شخصيتي من شخصية امرأة عادية جدا إلى امرأة مخترعة ومبتكرة ومثقفة.

< كيف غير غانم في شخصيتك ؟

- عندما استقبلت غانم في المنزل بدأت اخطط كيف يمكن لي ان أيسر قدر الامكان حياة ابني غانم فلجأت للاستعانة بباب صغير ودراجات وسلالم متحركة ومنحدرات لجميع مداخل ومخارج المنزل وكونت اركانا كاملة بالمنزل ليمارس فيها غانم حياته الطبيعية كطفل.

< ماهي الصعوبات التى واجهتها في تلك المرحلة تحديدا ؟

- من أهم الصعوبات التي واجهتها اننى لم أجد اي مساعدة ودعم او توجيه وارشاد من اي جهة ومع ذلك صبرت وتحملت وعملت كل ما بوسعي لعلاج غانم حيث خضع لعدة عمليات معقدة ونسبة نجاحها لا تتجاوز 30% ومن الحلول التي اقترحها عليها الاطباء الذين اشرفوا على علاجه ان يبتروا قدميه والاستعانة بدلا منها بأرجل صناعية وهو قرار لم استطع اتخاذه حيث تركت هذا القرار لغانم عندما يكبر ليقرر هو ماذا يريد
. < ماهي قصة جمعية غانم للكراسي المتحركة ؟

- من الامور الايجابية التي كانت في حياة غانم انه استطاع المشاركة في بطولة ذوي الاحتياجات الخاصة في دبي وكذلك قيامه بعمل زيارات شهرية للاطفال المرضى بالمستشفى ليعرف ان هناك حالات أخرى اصعب من حالته بكثير ويحمد الله على ما هو فيه وانشاء جمعية غانم الرابح دوما ( للكراسي المتحركة وهي جمعية ليست لها اي صفة رسمية ومقرها بيتي حيث قمت من خلال هذه الجمعية بشراء العديد من الكراسي المتحركة والتى وصلت قيمتها الى 200 ألف ريال تقريبا وتم توزيعها على المحتاجين الى جانب تأليف وطباعة كتيبات وسيديهات وبروشورات وقصص قصيرة عن قصة تحدي غانم لأزمته باللغتين العربية والانجليزية معا دون الاعتماد على مساعدة او دعم اي احد وقمت بزيارات متعددة للمدارس وبعض الجهات لأعرض فيها قصة غانم كنموذج لعله يكون القدوة والمثل لبعض الناس الذين يتخذون من اعاقة ابنائهم مدعاة للخجل والخوف من مواجهة الحياة العامة

< كيف دخل غانم المدرسة ؟

- عندما بلغ غانم ( سن الالتحاق بالمدرسة لم أجد أي مدرسة حكومية أو خاصة تقبل به خوفا من تحمل نفقات تجهيز المدرسة لتتناسب مع حالة غانم، وحينها قررت انا تجهيز المدرسة وتحملت جميع نفقات هذه المهمة من خلال عمل زيارات شبه أسبوعية للمدرسة واصطحبت معي مهندسا مختصا لعمل اللازم بالمدرسة لاستقبال غانم كطالب بها، اذ انه هو الطالب الوحيد من ذوي الاعاقات وسط أطفال جميعهم طبيعيون فأحضرت له سبورة خاصة به لتتلاءم مع حالته وسيارة صغيرة لينتقل بها غانم من الفصل الى المكتبة وغيره وكرسيا متحركا يرتفع وينزل على حسب ارتفاع الطاولة التي يجلس عليها ولم اكتف بشراء كرسي واحد فقط وانما احضرت عدة كراسي متحركة حتى لا يشعر غانم بأنه مختلف عمن حوله من زملائه.

< ما هي الصعوبات التى واجهتك بعد دخوله عالم المدرسة ؟

- من اكثر الصعوبات التي واجهتها منذ التحاقه بالمدرسة هي التعليقات الساخرة التي يُطلقها الاطفال، زملاء غانم، عليه وكذلك الرفض الذي واجهته من قبل اولياء الامور من ان يجلس غانم بجوار طفله خوفا على نفسية ابنه.

< هل كان لمركز الشفلح دور في دعمك ومساعدتك في حالة غانم ؟

- أنا سعيدة للغاية بالقرار الذي أصدره مركز الشفلح بتكفل جميع نفقات تعليم غانم حتى يتم جميع مراحله الدراسية وهذا بناء على الاتفاقية التي عقدها مركز الشفلح مع اكاديمية الجزيرة التي يدرس بها غانم حيث ان هناك آلية تعاون كما اننى سعيدة جدا لكوني أما لطفل اثبت نجاح تجربة الدمج والحمد لله.

< ما هو الهدف التي سعيت الى تحقيقه اجتماعيا من خلال تقديم نموذج غانم ؟

- قمت بهذا الدور للعمل على رفع مستوى الوعي عند المجتمع القطري حول الأطفال ذوي الإعاقات الجسدية.

وأخذت على عاتقي مسؤولية زيادة حساسية وفهم المجتمع القطري لهؤلاء الأطفال.

فعملت على زيادة الوعي بشكل كبير بمتلازمة التراجع الذيلي، وهي متلازمة نادرة تصيب العمود الفقري، والتي يعاني منها ابني غانم.

والحمد لله استطعت ان أتخذ من حالة ابني وايماني الراسخ بقدرتها في مساعدته على الخروج من تلك المحنة مصدر إلهام لى. حيث قمت بإطلاق مؤسسة غانم للكراسي المتحركة والتي تبرعت بمئات الكراسي المتحركة للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمعات الأخرى في منطقة الخليج.

كما قمت بتأسيس نادي غانم الرياضي في عام 2008، للسماح لكل الأطفال سواء كانوا من الأصحاء أو ذوي الاحتياجات الخاصة بالاشتراك معا في مختلف الانشطة الرياضية مثل الكاراتيه وكرة السلة والتزلج. وهذا ضمن رؤيتى لتوفير المرافق المطلوبة لتمكين ذوي الاحتياجات الجسدية الخاصة من الحياة باستقلالية وإقامة نواد رياضية متكاملة خاصة بهم.

< ما هي سلبيات تجربة الدمج لذوي الاعاقة وقد عشتها مع ابنك غانم ؟

- قبل أخذ غانم للمدرسة قمت أنا ووالده بعمل استطلاع للتعرف على سلبيات وايجابيات تجربة دمج ذوي الاحتياجات الخاصة في المدارس الحكومية الابتدائية والتي حصلت منذ سنوات قليلة بقطر. - ما هى اكثر المعوقات التي واجهتك في التعامل مع الأطفال ذوي الإعاقة؟ - من أكبر السلبيات التي وجدناها هى تعرض الأطفال ذوي الإعاقة لتعليقات ومضايقات الطلبة.. ما أدى إلى عدم تكيفهم بباقي الطلبة وبالتالي انعزالهم.. أو رفضهم الذهاب للمدرسة.

هذه السلبيات جعلتنا نعمل على إعداد المدرسة وتهيئة الطلبة لاستقبال ابننا وقد تم رفض غانم من قبل الكثير من المدارس نظرا لحالته الخاصة.. لعدم استعدادهم لاستقبال ذوي الاحتياجات الخاصة أو حتى لا يتحملوا تكاليف هذه التجهيزات وبعد جهد كبير استطعنا والحمد لله أن نجد له مكانا في مدرسته الحالية لذلك قمنا. بإعداد المدرسة والفصل ببعض التجهيزات مثل درجات تساعده للوصول للأماكن العالية وكراسي وطاولات خاصة به موزعة على عدة أماكن و لوحات للرسم والكتابة تناسب طوله ومنحدرات لجميع المداخل وذلك ليعتمد على نفسه في معظم تحركاته. الى جانب العمل على تهيئة الطلبة لاستقبال غانم وذلك عن طريق زيارات شبه أسبوعيه لمدرسته تم فيها توزيع كتيبات وملصقات غانم ورواية حكايته. وعمل أنشطه ومسابقات خاصة بذوي الاحتياجات الخاصة لطلاب المدرسة مثل سباق الكراسي المتحركة بالاتفاق مع إدارة المدرسة وعقد اجتماعات للطلبة وأولياء الأمور للإجابة عن جميع أسئلتهم المتعلقة بغانم.

< هل شعرت ان شخصية غانم تغيرت بالفعل ؟

- بالتأكيد وهذا بسبب التهيئة السابقة للطلبة لاستقبال طفل معاق بينهم.. وتعد تجربته من انجح تجارب الدمج في قطر .. هذا الاستقبال المفعم بالحب من قبل الطلبة لغانم.. وتهيئة البيئة الصفية ليعتمد على نفسه في جميع أموره وقد ولدت لديه الجرأة والثقة في نفسه بحيث أصبح غانم والحمد لله يتميز بسمات القيادة في فصله بشهادة معلماته.

- لماذايعتبر اصدار غانم الرابح دوماً ( هو الاشهر على الاطلاق ) ؟

< جاء إصدار غانم الرابح دوما انطلاقاً من إيماننا العميق بضرورة عرض تجارب الآخرين مع الإعاقة بهدف نشر التوعية الشاملة تجاه ذوي الإعاقة والقضاء بشكل أو بآخر على ظاهرة الخجل الاجتماعي في المجتمع فهو تجربة متميزة.. وإرادة ممزوجة بإيمان عميق بالله سبحانه وتعالى من أجل إدماج غانم في المجتمع دون قيود أو حواجز. ويبدأ الاصدار بالتالي: اسمي غانم طفل قطري.. ولدت بدوحة الخير عاصمة قطر في الخامس من مايو 2002م تنسمت ربيع بلادي في لغتي.. يعني اسمي.. الرابح دوماً، فلأسمي معنى ومغزى.. فلنقرأ ولنسمع.. معاً.. حكايتي الجميلة وقد كتبت قصة غانم أم غانم على لسان غانم وطبعت بواسطة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة.

< كيف ترين تكريم مؤسسة قادة القرن الـ21 لك ؟

- هو تتويج لجهودي وكفاحي مع ولدى ولم اقم بهذا الدور مع ابني لكى انتظر التكريم بل انه واجب على القيام به لأخلق منه انسانا آخر ،لديه القدرة على الصبر والتحدي واشعر من داخلي ان الله سبحان وتعالى ارسله لى هدية ولجميع أسرتي فمع غانم رأينا الخير يدخل المنزل من كل الابواب لاننى أخلصت في حبه ومازلت على استعداد ان أضحي بكل شيء مقابل ان أهيىء له الحياة الكريمة التي ولد من أجلها.


http://www.raya.com/site/topics/arti...0&parent_id=19 (http://www.raya.com/site/topics/article.asp?cu_no=2&item_no=495956&version=1&template_id=20&parent_id=19)