المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : واقع العلاقات التربوية في النظام التعليمي . . (1)



WaLd AlDaR
26-12-2009, 03:26 PM
يشكل الواقع التعليمي عبئاً على مواكبة الوتيرة المتسارعة للتنمية في الدولة على الرغم من توفير جميع الامكانيات للنهوض به، ونظراً لأهمية دوره في إعداد الكفاءات العلمية والمهنية رفيعة المستوى وتأهيل الكوادر الوطنية في عالم أضحت فيه الموارد المعرفية ذات أهمية كبرى في التنمية الشاملة، يحظى التعليم في الإمارات بأهمية بالغة من القيادة الرشيدة ويشكل أولوية في سلم الإستراتيجية الاتحادية .

وتطوير التعليم يجب أن ينسجم مع التقدم الذي وصلت إليه الدولة لتتناسب معاييره مع الطفرات المتلاحقة والإنجازات المتواصلة التي تشهدها الإمارات في شتى مجالات الحياة، وفقاً لرؤية تتلخص في إيجاد منظومة تعليمية تتواءم مع أفضل المعايير التربوية العالمية، وتعد الطالب لحياة نافعة ومنتجة، وتنمي لديه القدرة على التعليم المستمر والتعامل مع معطيات عصر العولمة، وتسهم في تحقيق التنمية المستدامة في المجتمع . وانطلاقاً من أن التعليم هو مفتاح التطور والتقدم للشعوب، تفتح “الخليج” ملف التعليم وتسبر أغوار واقعه وما يعتريه من سلبيات تؤثر في تقدمه وتحد من تطويره، وتسلط الضوء على المعلمين والبيئة التعليمية والمناهج الدراسية والطلبة وأولياء الأمور، وتكشف الستار عن مدى تفاعل العلاقة بين هذه الأطراف وانعكاسها على الارتقاء بمخرجات التعليم وتحسين التحصيل الدراسي للطلبة الذين يعتبرون محور العملية التعليمية .

ضخامة الكتاب ليست دليلاً على قيمته العلمية

يؤكد تربويون أن مسؤولية نجاح المشروعات التطويرية وبرامج التعليم التي تطرحها وزارة التربية والتعليم بالنسبة للمناهج الدراسية، هي مسؤولية مشتركة تقع على عاتق جميع الأطراف المكونة لمفهوم المنهج الدراسي، وأن تطبيق المناهج المطورة بحاجة إلى أن يدرب على تنفيذها المعلم عبر برامج تدريبية متواصلة، وأن المعلم أصبح بحاجة إلى مرشد مقيم في المدرسة يقوم بدور التوجيه والإرشاد، ويكون مسؤولا عن نجاح التدريس وتذليل العقبات التي تعترض المعلمين والطلبة .

ويرون أن عمليات تطوير المناهج والأوعية التعليمية، تستند إلى عدد من الأسس التربوية التي تنقل بؤرة التعلم إلى المتعلم، وأن وثائق المناهج المطورة تخضع لتحكيم من جهات مختصة محلية وخارجية قبل اعتمادها، إلى جانب تسكين الملاحظات والمقترحات في الكتب المدرسية عند إعادة طباعتها وفقا للتغذية الراجعة التي تتلقاها إدارة المناهج من المعلمين والموجهين في كل فصل دراسي، وهذا الإجراء تقوم به وزارة التربية سنوياً .



تتسم الكتب بأنها لا تحتوي على تكرار ولا حشو بلا فائدة، وخاصة مناهج العلوم العامة المبنية على مصفوفة مدى، وتتابع مرتبطة بمعايير ونواتج تعلم ومؤشرات أداء ومستقات من سلاسل عالمية مشهورة مطبقة في دول متقدمة .

في المقابل يرى أولياء الأمور أن المناهج الدراسية تحتوي على وجبات دسمة لا تجد من يهضمها من المعلمين والطلبة، وخاصة المعلمين التقليدين، الذين يعانون من توصيل المعلومة إلى الطلبة بالشكل الجيد، عازين السبب إلى أن الميدان التربوي يضم مدرسين تعودوا على المناهج الخفيفة والسهلة، وليست المناهج الحالية الغنية بالمعلومات من ناحية الكم والنوع، التي تشكل عبئا حقيقياً على المعلم والطالب على حد سواء .

وأن كثافة المناهج الدراسية وغناها المعرفي والكمي يسبب في الكثير من الأحيان إرباكاً للمعلم في إنهاء المقرر الدراسي .

ويؤكد أولياء الأمور أن حجم الكتب وعددها في الحقيبة المدرسية ترهق الطالب يوميا، مطالبين الجهات المسؤولة بحل هذه المشكلة اليومية التي تواجه أولادهم طيلة العام الدراسي .

يرى حمد سيف المزروعي، أن مناهج وزارة التربية والتعليم غنية كثيفة ودسمة، ولا تجد من يهضمها من المعلمين المؤهلين الذين يستطيعون توصيل المعلومة إلى الطلبة بالشكل الجيد، والسبب في ذلك أن الميدان التربوي يحتوي على العديد من المدرسين الذين تعودوا على المناهج الخفيفة والسهلة، وعلى الرغم من المناهج الحالية غنية بالمعلومات من ناحية الكم والنوع، إلا أنها تشكل مشكلة للمعلم والطالب على حد سواء كونها ترهق الجانبين .

وتواجه الطالب إشكالية في الكتب الدراسية ترهقه يومياً . فنجد على سبيل المثال طالباً في الثامنة من العمر يحمل يوميا ما يقارب 10 إلى 12 كيلو جرام من الكتب التي تحتويها الحقيبة المدرسية، وهذا في حد ذاته إنهاك يومي للطالب ومن المفترض أن تجد الجهات المعنية عن هذا الأمر جدولاً منظماً لعملية اصطحاب الكتاب المدرسي مع الطالب وخاصة طالب المرحلة الابتدائية، وليس غريبا أن نرى اليوم حقيبة مدرسية يجرها الطالب على الارض لأنه لا يستطيع حملها .

كما أن كثافة المناهج الدراسية وغناها المعلوماتي والكمي يسبب في الكثير من الأحيان إرباكاً للمعلم في إنهاء المقرر الدراسي في عدد من المواد الدراسية، وأذكر هنا معاناتي مع أولادي في الصفين الثامن والتاسع من صعوبة المنهج الدراسي، وخاصة المواد العلمية، التي يجب أن تتوافق مع المرحلة العمرية للطالب .

تأثير سلبي

من جانبها انتقدت خديجة محمد علي المناهج الدراسية التابعة لوزارة التربية والتعليم وقالت إنها ثقيلة وفيها كثافة كبيرة لا تتناسب مع المرحلة العمرية للطلبة، وأنه من الصعب على المدرسين إنهاء الوحدات الدراسية الخاصة بكل فصل دراسي، وأن المنهج الدراسي يعتمد على قدرة المعلم في توصيل المعلومة للطالب، ومدى استيعاب الطالب للمعلومات، وبالتالي فإن كثافة المعلومات لا تصب في مصلحة الطالب وإنما تؤثر عليه سلبا .

وبالنسبة للمناهج المدرسية، فهذا الأمر يعتمد على الطالب، إذا وجد الطالب أن المواد ممتعة وسهلة فلن يتوانى عن المذاكرة والمراجعة حتى لو كان المحتوى كثيفا، لكن إذا لم يحبها أو وجدها مملة فلن يبذل أي مجهود لدراستها وفهمها .

وثمة ملاحظات كثيرة من أولياء الأمور حول الحقيبة المدرسية التي لوحظ تغييرها وزيادة أعداد الكتب التي يجب على الطالب حملها يوميا وقراءتها بسبب أو من دون سبب، وهذا مضر للطالب في طريقة استيعابه لها، ولا يتناسب مع دوامهم المدرسي الذي ينتهي الساعة الثانية والنصف ظهرا .

ويقول الدكتور طارق شريف بصفتي ولي أمر لطالبين يدرسان في الصفين الثاني والرابع أرى أن مناهج وزارة التربية والتعليم جيدة، وفيها كم معلوماتي كبير أعلى من قدرة الطالب، وتتطلب وجود معلم على درجة كبيرة من الكفاءة قادر على شرح الدروس وتوصيل المعلومة إلى الطلبة بشكل جيد، وهذه معضلة يواجهها أولياء الأمور يوميا في البيت عند متابعة دروس أبنائهم، فالمعلم الذي لا يستطيع خلق دافعية للطالب نحو التعلم يلقي عبء العملية التعليمية على ولي الأمر، والمطلوب توفير كادر تعليمي ذي مهارات متميزة .

ونعاني مع أطفالنا يوميا من الحقيبة المدرسية التي تثقل كاهلهم بسبب سوء تنظيم الجو المدرسي من قبل المدارس، وهذا الأمر يتطلب معالجة وليس من الضروري أن تحتوي الحقيبة المدرسية يوميا على معظم أو جميع الكتب الدراسية مع الطالب من وإلى المدرسة .

تغيرات شكلية

حسن الشاعر ولي أمر يرى أن وزارة التربية والتعليم تغير في المناهج الدراسية وكل ما يتعلق بالبيئة التعليمية إلا المدرس .

وهذه المشكلة تعترض تطوير التعليم وتعاني منها الوزارة منذ سنوات، وكل التطورات التي تقوم بها الوزارة لا تحسن من مستوى التحصيل العلمي للطلبة لأنها شكلية ولا تعتمد على جوهر العملية التعليمية وهو المعلم الذي يوصل المعلومة للطلبة، وما دام المعلم غير قادر على التطوير ما الفائدة من هذا التطوير، والمطلوب تدريب سنوي للمعلمين في الميدان التربوي وليس تدريباً لمدة يومين أو اسبوع ونقول إننا دربنا المعلمين .

والتغييرات المستمرة في المناهج تعمل على تشتيت ذهن الطلبة، والمفترض أن تركز المناهج على تأسيس الطالب بالشكل الصحيح، بعيدا عن الكثافة والصعوبة التي نراها في مناهجنا، وأن حجم الكتب وعددها وكثافة المناهج تؤثر سلباً في الطالب والتعليم ليس المقصود منه حشو أكبر قدر من معلومات في رأس الطالب، وثمة إشكالية، إضافة إلى ذلك، ترهق الطالب وأولياء الأمور وهي كثرة طلبات المدارس والمشروعات المطلوب تنفيذها من الطلبة إلى جانب كثافة المناهج الدراسية .

الارتقاء بالمخرجات

يقول محمد ذياب الموسى المستشار في الديوان الأميري في الشارقة إن الطموح والتطوير واجب على كل مؤسسة وخاصة المؤسسات التعليمية، وثمة ضرورة تفرض نفسها في تطوير المناهج الدراسية إذا كانت تعاني من قصور معرفي في بعض جوانبها في ظل التسارع المعرفي في العالم والاحتياجات للإنسان بشكل عام التي تتطلب دائما الارتقاء للخروج بأفضل المخرجات التربوية والعلمية بشكل واسع .

مناهج وزارة التربية والتعليم في الدولة تعتبر من المناهج الجيدة نسبياً مقارنة مع مثيلاتها في الكثير من الدول العربية وبلدان العامل الثالث، ولكنها تحتاج إلى إعادة نظر في ظل متطلبات العالم والانفجار المعرفي الذي نشهده اليوم لتواكب هذا التطور في شتى مجالات الحياة، وهذا لا يعني أن نطور مناهجنا وننسى الأصول والموروث الحضاري الخاص بنا كمسلمين وعرب، وفي الوقت نفسه يجب ألا يقف هذا الموروث حجر عثرة في طريق تطوير المناهج .

اليوم نرى أنه في سبيل التطوير هناك تجاوز في موروثنا الحضاري والانساني، وعندما أريد أن أطور المواد العلمية مثل الكيمياء والفيزياء والرياضيات والأحياء هذا أمر طبيعي، لأن المناهج الدراسية لهذه المواد تحتاج إلى تطوير مستمر، حتى الدول المتقدمة تراجع بشكل مستمر مناهج المواد العلمية لديها سنوياً لتواكب التدفق المعرفي، لكن للأسف في بعض البلاد العربية يعتبر القائمون أن تطوير المناهج في مواد اللغة العربية والدراسات الاجتماعية والتربية الإسلامية .

والحقيقة أن مناهج وزارة التربية والتعليم تعاني من ضعف ولكن ليس بالضعف الشديد، وتحتاج إلى تطوير، وفي عام 1975 طرحت مشروعات لتطوير المناهج الوطنية، وأخذت منحى جيداً في التطوير لكن الإشكالية التي تواجهنا دوماً هي محاولة التغيير باستمرار أي تتغير الخطط والاستراتيجيات بتغيير القيادات وهذا ينعكس سلباً على التعليم كون السياسات التعليمية طويلة المدى وتحتاج إلى متابعة، وتكامل إصلاح التعليم لا يقتصر على المناهج الدراسية ويجب أن يشمل تطوير المعلم والأنظمة الفنية والإدارية وتطوير القيادات التربوية، وهذا لا يعني أن استورد نظماً تعليمية جاهزة وأطبقها كما هي على واقعنا التعليمي، وإنما يمكن الاستفادة منها بما يتلاءم مع بيئتنا وموروثنا الحضاري والإنساني، ويحقق تطلعات القيادة بالوصول بالتعليم إلى مستوى الطموح .

دراسات تقويمية

قالت الشيخة خلود القاسمي مدير إدارة المناهج في وزارة التربية والتعليم إن عمليات تطوير المناهج والأوعية التعليمية تستند إلى عدد من الأسس التربوية التي تنقل بؤرة التعلم إلى المتعلم .

والمناهج المطورة بنيت وفقا لمبادئ المدرسة البنائية التي تعول على تدرج الخبرات وتكاملها، وأن المعرفة تبنى ولا تعطى، كما ترسخ مبادئ التعلم المستمر، والتعلم للحياة أي مدى الحياة .

وفي ما يخص دواعي تقويم المناهج والكتب المدرسية فتتمثل في مرور ما يقارب من أربع سنوات على تنفيذ بعض المناهج ما يستدعي مراجعتها وتطويرها، والوقوف على آراء منفذي المناهج المطورة، بهدف تطويرها بما يتسق مع مطالب منفذي المناهج والمتعلمين، لأنهم أقدر الناس على إعطاء صورة صادقة عن المنهج، إضافة إلى التحقق بصورة علمية من كفاءة المناهج وقدرتها على تحقيق الأهداف التي وضعت من أجلها .

وثمة أساليب لتقويم المناهج منها أساليب التقييم الداخلي ويتمثل في التغذية الراجعة التي تتلقاها إدارة المناهج سنويا من المعلمين والموجهين، عبر استمارات توزع لهذا الغرض، حيث توزع استمارة بداية الفصل الدراسي الأول وتتضمن اسم المادة وعنوان الكتاب والصف والجزء وسنة الطبع والأخطاء العلمية واللغوية والفنية والطباعية وتصويبها، إضافة إلى الملاحظات والمقترحات، وتسترجع البيانات في نهاية شهر نوفمبر/تشرين الثاني، لإدراج الملاحظات المهمة في كتب الجزء الأول وإعادة طباعتها في السنة المقبلة .

وتوزع استمارة أخرى في بداية الفصل الدراسي الثاني وتسترجع في نهاية ابريل /نيسان ونقوم بتسكين الملاحظات على كتب الجزء الثاني لإعادة طباعتها في السنة المقبلة وهذا الإجراء تقوم به وزارة التربية سنويا، إلى جانب عقد لقاءات مباشرة مع المعلمين والموجهين وأولياء الأمور للتعرف عن كثب إلى ملحوظاتهم على الكتب والمناهج، وتشكيل فرق على مستوى المناطق التعليمية تتألف من معلمين وموجهين لتقييم الكتب المدرسية وفق معايير أعدت لهذا الغرض، وعرض خلاصة ما تم التوصل إليه في حلقات نقاشية مفتوحة تضم عددا من المعلمين والموجهين المقيمين، وأعضاء الشعب المختصة في إدارة تطوير المناهج، وإجراء دراسات تقويمية لبعض الكتب المدرسية المطورة التي مر على تدريسها عامان فأكثر .

وثمة تقييم خارجي يتمثل في قيام مؤسسة تعليمية خارجية بتقييم بعض وثائق المناهج والكتب المدرسية المطورة .

وتتسم المناهج والكتب المطورة بعدد من السمات المهمة هي: تحديد نواتج التعلم والتركيز في المعالجات والممارسات على تحقيق تلك النواتج من خلال عرض المحتوى وبناء الأنشطة التعليمية والتعزيزية والتقويمية، وتصميم الوحدات الدراسية وفق منهج النشاط الذي يفسح مجالا واسعا للتعلم الذاتي والجمعي من خلال الأنشطة، وإيلاء مهارات التفكير أهمية متنامية من خلال بناء أنشطة تقوم على مهارات التفكير وتوضيح استراتيجيات تعليمها في أدلة المعلمين، والتعويل على أساليب التعلم المختلفة من حوار ومناقشة وتعلم تعاوني وتعلم ذاتي، والتدريب على مهارات البحث وجمع المعلومات ومعالجتها، وإنتاج معرفة جديدة وبخاصة في المرحلة الثانوية، وتعزيز دور المكتبة المدرسية ومراكز مصادر التعلم في إثراء التعلم وتعزيزه وتعزيز مهارات التجريب والتركيز على الأداءات وتنفيذ المهمات وتعزيز مهارات التواصل لتعزيز ثقة المتعلم بنفسه، وتعزيز درو الأنشطة اللامنهجية غير الصفية في تفعيل التعلم وتنمية الشخصية والقيم الإنسانية فكرا وسلوكا، وإيلاء البيت ومؤسسات المجتمع دورا مهما في دعم التعلم وتيسيره وتعزيزه وتوسيع مفهوم بيئة التعلم لتتعدى الغرفة الصفية إلى الحديقة والمختبر والمكتبة ومؤسسات المجتمع .

أسس علمية

تقول مريم كمال رئيس قسم العلوم الانسانية في إدارة المناهج في وزارة التربية والتعليم إن التعليم في الدولة من دون مستوى الطموح لأن طموحات قيادتنا كبيرة .

وإذا أردنا تحقيق الأهداف الاستراتيجية للدولة فعلينا التجديد الدائم في كل ما يتعلق بتطوير الإنسان سواء التعليم أو الصحة وما إلى ذلك .

وفي ما يخص المناهج الدراسية، فإنها مبنية على أسس علمية لإعطاء نواتج تعليمية محددة ولا توجد فيها أي حشو أو صعوبة فالمعلومات جميعها في مستوى الطالب والمفروض تذليل أي صعوبات تواجه الطالب من قبل جميع عناصر العملية التعليمية المدرسة والمعلم وأولياء الأمور .

مناهج وزارة التربية والتعليم تخضع لتقييم من قبل متخصصين، ولا تعتمد وثائق المناهج المطورة إلا إذا تم تحكيمها من قبل أطراف أكاديمية محلية ومؤسسات تعليمية خارجية .

وعلى سبيل المثال لا الحصر فإن وثيقة منهج اللغة العربية تم إرسالها للتقييم إلى مركز إدارة المناهج في الأردن، والجامعة الاردنية، وتونس، ومكتب التربية العربي لدول مجلس التعاون إلى جانب جامعة الشارقة، ونحن نختار المؤسسات التربوية القوية في التعليم لتقييم مناهجنا الدراسية وللعلم فإن معظم تقارير تقييم المناهج الدراسية الواردة من الخارج والداخل كانت إيجابية .

وبالنسبة إلى حجم الكتاب فهو لا يدل على جودة التعليم، وعلينا التفكير في أمرين الأول ضرورة توفير أماكن مخصصة للخزائن الشخصية للطلبة في المدرسة التي ستوفر للطلبة مساحة حرة لوضع كتبهم ودفاترهم ولوازمهم من ملابس واحذية رياضية وغيرها، وأن توزيع الخزائن على الطلبة يلبي احتياجاتهم ويخفف من اعبائهم ويقلل إلى حد بعيد من شكواهم من ثقل وزن الحقيبة المدرسية، والأمر الثاني تطبيق التدريس من خلال المعايير، أي من خلال مصادر تعليمية متنوعة، وعدم الاعتماد على الكتاب المدرسي فقط .

وفي المنظومة التعليمية ثمة أطراف عدة مسؤولة عن النهوض بها تبدأ من الأسرة والطالب والمعلم والمدرسة والمناهج الدراسية والبيئة التعليمية والمجتمع، ولا يمكن الارتقاء بالتعليم إذا اعتمد بعض الأطراف على أخرى، وللارتقاء علينا التركيز على قياس مخرجات التعليم التي تنتقل من قياس الكم المعرفي المتحصل لدى الطالب إلى قياس النمو التعليمي لديه ومخرجات التعليم .

تطوير دائم

محمد الأقرع موجه أول فيزياء في وزارة التربية والتعليم، يرى أن المناهج التي تدرسها وزارة التربية والتعليم مقارنة مع الدول العربية تتفوق من ناحية المستوى على معظم الدول العربية، خاصة وأنها في حالة تطوير دائم وتواكب جميع المستجدات العلمية والتقنية والمعرفية، وتركز على المهارات والعمليات وتفعيل دور المتعلم ومشبعة بالانشطة التي تنمي مهارات التفكير، واطلعت على مناهج الفيزياء في دول متقدمة وجدت أن مناهجنا أفضل منها، لأنها تركز على الجانب الأدائي والمعرفي والاستقصاء الذي يعد أحد أهم الاستراتيجيات المعتمدة لتنفيذ هذه المناهج .

وأهم سمات المناهج الدراسية أنها لا تحتوي على تكرار وبالتالي لا تحتوي على حشو بلا فائدة ولو لم تكن المعلومات ضرورية لما وضعت في الكتاب، وخاصة مناهج العلوم العامة المبنية على مصفوفة مدى وتتابع مرتبطة بمعايير ونواتج تعلم ومؤشرات أداء ومستقاة من سلاسل عالمية مشهورة ومشهود لها ومطبقة في دول متقدمة ومقيمة عالميا ونقوم بتقييمها سنويا ونجري عليها تعديلات بناء على التغذية الراجعة .

وقد يكون هناك بعض الخلل في جوانب تم معالجة بعضها مثل مناهج العلوم في الحلقة الثانية التي كان حجم كتبها كبيراً .

وأعتقد أن مناهج العلوم صممت لبيئة ونظام تعليمي مختلف عن النظام التعليمي في دولة الامارات، كونها تتناسب مع اليوم الدراسي الطويل مثل مدارس أمريكا، وغالبا الطالب هناك لا يصطحب معه كل الكتب إلى البيت .

إن مناهج وزارة التربية والتعليم ليست كاملة وتحتاج إلى تطوير وهذا الأمر طبيعي لأن المناهج دائما يعاد النظر فيها لتواكب التغييرات من استراتيجيات تدريس وتقنيات حديثة واحتياجات المتعلمين التي تتغير بين فترة وأخرى .

إعادة النظر

من جانبه يؤكد جمعة الأصور معلم لغة عربية أن مناهج اللغة العربية لا توجد فيها أية إطالة أو حشو وإنما فيها دروس دسمة أعلى من مستوى الطالب في كثير من الاحيان وعلى سبيل المثال لا الحصر بعض القصائد الشعرية يمكن الصعوبة ما يستدعي من المعلم بذل جهد كبير لشرحها للطالب وإيصال المعلومة المطلوبة .

وثمة حاجة ضرورية إلى إعادة النظر بالكامل في هذه المناهج حتى تكون ملائمة للبيئة الوطنية التي يدرس بها الطالب، ومن غير المعقول أن نأتي بمناهج من دول أخرى وندرسها لطلابنا .

وفي ما يخص زيادة عدد الكتب الدراسية أو كبر حجمها فهذا لا يؤثر مطلقا على التحصيل العلمي للطالب، وفي ما يتعلق بمناهج اللغة العربية يمكن للمدرس انهاء الوحدات الدراسية في الكتاب قبل نهاية الفصل الدراسي .

مواءمة السلاسل العالمية

شرعت وزارة التربية والتعليم في العام الدراسي 2002-2003 في مواءمة السلاسل العالمية في بعض المواد الدراسية للارتقاء بالمخرجات التعليمية والاستفادة من الخبرات العالمية في صناعة المنهج الجديد، وأخضعت السلاسل العالمية لدراسة عميقة، حيث يتم ترجمتها وتعريبها وتدقيقها بشكل جيد،يضمن التدرج في عرض المعلومات والترابط والتكامل بينها .

وتقوم الوزارة العملية بمراجعة سنوية للسلاسل المترجمة وتدخل عليها تعديلات بناء على التغذية الراجعة من الميدان التربوي، وتقدم الشركات الوسيطة لإدارة المناهج النسخ المحدثة للسلاسل العالمية في البلد الأم والتي تم مواءمتها، وتعرض الطبعة المعدلة أو المحدثة على إدارة المناهج، بحيث تقرر لجنة المواءمة إذا سيتم طرح هذه النسخة أم لا، علما بان كل سنتين تقريبا تحدث الطبعات لتلك السلاسل في الدول الأم .

وتحرص وزارة التربية على أن توائم السلاسل العالمية التي أثبتت نجاحها على مستوى العالم ويتم اختيارها وفقا لمستواها العلمي، حيث تتميز هذه السلاسل بأنها ذات أوعية منهجية متعددة منها ما يوجه للطالب ومنها ما يوجه للمعلم، إلى جانب احتوائها على المهارات والأنشطة ووضوح دور المتعلم، حيث تعطي دوراً كبيراً للطالب في الأعمال والمهارات، ويتم تشكيل لجنة لدراسة واختيار السلاسل العالمية في بعض المواد الدراسية، وتشكيل لجنة تضم أعضاء من إدارة المناهج ومن التوجيه التربوي، تدرس مجموعة سلاسل عالمية في المواد الدراسية المطلوب مواءمتها، وتختار أنسبها، بما يتوافق مع الوثائق الوطنية ومرتكزاتها وتوجهاتها، وينسجم مع السياسة التربوية في الإمارات ومع البيئة المحلية للمجتمع المحلي بصورة خاصة والبيئة العربية والإسلامية بصفة عامة .

مسؤولية مشتركة

أكدت وزارة التربية والتعليم أن مسؤولية نجاح برامج التعليم والمشروعات التطويرية التي تطرحها في ما يخص المناهج الدراسية هي مسؤولية مشتركة تقع على عاتق جميع الأطراف المكونة لمفهوم المنهج الدراسي، حيث إن المنهج الدراسي ليس كتابا مدرسيا فقط، بل إنه الكتاب والمكتبة بكل مافيها والمعلم والطالب وولي الأمر والفصل الدراسي والمختبر والتقنيات التربوية والأجهزة والوسائط والحديقة والمجتمع وكل مكون سواء كان صغيراً أم كبيراً له علاقة بتعلم الطالب ونمو خبراته .

ونجاح أي برنامج تعليمي مرهون بتكاتف جميع الأطراف ذات العلاقة ومن أهمها الطالب بوصفه متعلما والمعلم بوصفه مرشدا وموجها، وأن تطبيق المناهج المطورة كما خطط لها بحاجة إلى أن يدرب على تنفيذها المعلم عبر برامج تدريبية متواصلة تنفذ من قبل إدارة المناهج “لجان التأليف والشركات الموردة” .