المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أول ناد قطري للمسؤولية الاجتماعية



عاشقة البسمة
08-12-2009, 04:38 AM
أول ناد قطري للمسؤولية الاجتماعية

الدوحة - الوطن والمواطن

قالت الشيخة حصة بنت خليفة انها تتأهب لإنشاء اول ناد قطري للمسؤولية الاجتماعية حتى يمكن حشد القطاع الخاص القطري في برامج ومشروعات انسانية محلية واقليمية.

وقالت إنها تدرس عدة خيارات بعد انتهاء فترة ولايتها كمقرر الامم المتحدة لشؤون ذوي الاعاقة وان احد مناحي هذه الخيارات النشاط الانساني في المناطق الساخنة ومناطق النزاعات المسلحة، ومنها ايضا القيام بدور تنموي في مناطق الفقر بدول العالم النامي، وذلك اضافة لدورها في مجال الاعاقة.

كما اوضحت الشيخة حصة بنت خليفة في حوار أجريناه معها ان المقرر العام خليفتها من جنوب افريقيا وانه سيزور الدوحة خلال العام 2010 و انه اشاد بما أسدته لمنصبها.

كما قالت الشيخة حصة بنت خليفة إن العامل الرئيسي في نجاحها في أداء دورها يعزى الى الدعم المستمر الذي قدمته لها قطر واضافت : ان سمعة قطر كانت تسبقها الى حيث كانت تذهب ، وان واحدا من اهم عوامل نجاحها ايضا هو انها استقبلت بترحاب لكونها قطرية وليس بصفتها الاممية.

http://www.al-watan.com/data/2009120...p?val=local1_3 (http://www.al-watan.com/data/20091207/innerXXXXXXX.asp?val=local1_3)

عاشقة البسمة
08-12-2009, 04:40 AM
الشيخة حصة بنت خليفة : نجحت في دوري مقررا للإعاقة بصفتي القطرية وليست الأممية

حوار - حبشي رشدي

الى مناطق ساخنة منقوعة البشرية فيها ،بالدم والوجع ذهبت طويلا وعديدا، لا لتكون فقط كما المحارم تلتقط دموع المغبونين ولكن لتبحث لهم عن حياة اخرى غير التي يعيشونها، ولتلفت نظر العالم الى فئات على الهامش، او في مربع الحرمان، ولتضع هذا العالم امام استحقاقاته.

الحوار التالي هو الثاني الذي اجريه مع الشيخة حصة بنت خليفة آل ثاني المقرر الاممي الخاص لشؤون الاعاقة، ووجه الاختلاف بين اللقاءين انها كانت في الاول ما زالت بهذا المنصب وفي الثاني كانت قد غادرته بعد ست سنوات ونصف السنة قضتها تجوب دنيا الاعاقة، ولتترك بصمة في موقعها ولتجعل خليفتها المقرر الاممي الجديد وهو من جنوب افريقيا يتحدث عن ميراثها الذي تركته له بانبهار وصل الى حد قوله لها: لم تتركي لي شيئا كثيرا لأفعله من بعدك.

لم تقرر الامم المتحدة التمديد لها في موقعها نصف العام اضافة الى المدة المتعارف عليها «ست سنوات» من فراغ، ولكن لأن تنوع ودقة وعظمة الاداء استدعى المنظمة الدولية ان تحتفظ بها مدة هذا التمديد الاضافي خلافا للشائع والمألوف. ابنة قطر وهي تحوز هذا التقدير تقول انها لا تنسى ان الحفاوة والتقدير اللذين قوبلت بهما اينما ذهبت الى مناطق ساخنة ما كان يعزى الى صفتها الاممية بل لانها قطرية قادمة من هذا البلد الذي احتل موقعه في ضمير العالم: كبيرا معطاء بسخاء، ولانها من بلد حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى، وصاحبة السمو الشيخة موزة بنت ناصر المسند، وهما شخصيتان تحظيان بإجلال وتقدير كبيرين.

حكت لي الشيخة حصة بنت خليفة آل ثاني في هذا الحوار، ان دورها لم يجف له عطاء رغم مغادرتها منصبها الاممي، فما زالت تتلقى الدعوات وما زالت منظمات عالمية تذكر لها دورها وما زالت تستشار. حدثتني ايضا عن لحظات وداع منصب وجدت نفسها فيه وافادته بجهد دؤوب مدعوم من بلدها، وافادها بخبرات عديدة.

وكان السؤال: ماذا بعد منصب المقرر الاممي لشؤون الاعاقة، شرحت لي صورة مليئة بخيارات لم تحسم بعد، فيها من التنوع الذي استقته من خبرات منصبها فهي مشغولة بدور انساني في مناطق النزاعات المسلحة وتنسيق ادوار المنظمات والمؤسسات المحلية والاقليمية والدولية، وهي ايضا مشغولة بقضايا التنمية، باعتبارها ترياق الوقاية الذي يدمل جروح شعوب وامم، وهي ايضا بصدد فكرة انشاء ناد قطري للمسؤولية الاجتماعية، هذا المصطلح الحديث الذي صار يحتل موقعه على اجندة عالم اليوم، وهي ايضا مشغولة باستئناف دورها من خارج منصبها الاممي وفي المجال ذاته، كل ذلك وغيره الكثير في حوارنا التالي معها، وفيما يلي التفاصيل:

ـــــ ماذا بعد انتهاء مهمتك كمقرر أممي خاص لشؤون ذوي الاعاقة؟ ما هي الخطوة التالية؟

- الخطوة التالية ستكون في نفس الاتجاة أي في مجال الاعاقة وحقوق الشخاص المعاقين سأعمل، قد لا يكون هناك شيء محدد، وليست هناك مهمة رسمية على أي مستوى حتى الان، لان مهمة المقرر الخاص للأمم التحدة لشؤون الاشخاص ذوي الاعاقة قد انتهت، وانتهت بعد تمديد مدتها ستة شهور اضافية، وتحديدا في شهر يوليو من العام الجاري، ولكن لانه قبل مهمتي كمقرر خاص كنت معنية بقضايا العاقة، وقضايا التنمية، وقضايا حقوق الانسان بشكل عام، ولانني عملت بمجالات مختلفة فقد عملت بعدة مؤسسات منها اللجنة الوطنية لحقوق الانسان، والمجلس الاعلى لشؤون الاسرة، وعملت بجامعة قطر، كما عملت في مكتب صاحبة السمو الشيخة موزة بنت ناصر المسند، فان لي من الخبرات ما يساعد على تواصل دوري.

ـــــ هذه ادوارك على المستوى المحلي .. فماذا يشغلك على مستويات اخرى؟

- على المستوى الاقليمي كانت لي مشاركات عديدة وتواجد كبير، اما بخصوص ما يشغلني الان فهو الجانب الانساني.

ـــــ ماذا تقصدين بالجانب الانساني تحديدا؟

- بمعنى وضع أي جهد أو اية امكانات عن طريقي أو عن طريق الاخرين لتقديم دعم سواء على صعيد الجانب الإغاثي أو الجانب التنموي في المناطق المتضررة، والمناطق المتعرضة لكوارث انسانية، وهدا التواجد قد تعزز لدي بعد زيارتي لكل من دارفور وقطاع غزة؟ فهاتان الزيارتان شكلتا بالنسبة لي نقطة تحول، سبقها توجه تشكل العام 2008 ركزت فيه على الإعاقة والحروب، أو هذه العلاقة السببية بين الحروب والنزاعات المسلحة والاعاقة، وبعد ان اتضح لي ان هذه الصراعات المسلحة هي اكبر مسبب للاعاقة في عالمنا الراهن.

ـــــ تقولين ان زيارتيك لدارفور وغزة كانتا نقطة تحول فما هي الافكار التي تشكلت، والمعاني التي نضجت وشكلت هذا التحول؟

- حينما تزور دارفور في السودان، وترى ما حدث في غزة بعد عدوان اسرائيلي غاشم، فلن يقتصر اهتمامك فقط بالمعاقين دون سواهم، ففي هاتين المنطقتين لن تميز بين معاقين وغير معاقين، بل ستجد، اعداد المعاقين كبيرة، لدرجة ان الاعاقة كانت شيئا طبيعيا، فهي موجودة بالأصل، وزادتها النزاعات المسلحة عددا كارثيا كما ان غير المعاقين كانوا في اشد الاحوال سوءا، ومن ثم فإن ما رأيته يستدعي التحرك

ـــــ التحرك في أي اتجاه؟

- هناك اكثر من فكرة، ولكن حتى الآن لم تتبلور إحداها، ولم أخلص بعد إلى عمل نهائي رسمي.

ـــــ ولكن دعينا نستعرض احد اهم هذه الافكار؟

- انه التنسيق ودفع مساهمة المنظمات الموجودة على الأرض في هذه المناطق المتضررة، وبشكل طوعي ان امكن للتواجد الفعال في هذه المناطق، فيوجد بعض المنظمات الإغاثية تعمل بالفعل، ولكن هناك ضرورة لتواجد منظمات اكبر، وهناك ايضا ضرورة لتنسيق عمل هذه المنظمات.

وهناك فكرة اخرى تتمثل في احلال المنظمات العربية والاسلامية محل المنظمات الاجنبية، وخاصة بعد ما حدث في دارفور، وبعد ان اخرجت السودان المنظمات الإغاثية الدولية.

ولهذا اعتقد ان عالمنا العربي والاسلامي يستهدف انشاء منظمة اغاثية عربية اسلامية كبيرة تنضوي تحت لوائها ومظلتها المنظمات العربية والاسلامية الإغاثية، فهناك اهداف ينبغي التحرك لتحقيقها، وهناك امكانات ربما غير منسقة مما يتطلب مراجعة، ففي قطر مثلا توجد منظمات اغاثية مشهود لها بالكفاءة والفاعلية، ولها أدوار كبيرة في مختلف المناطق المتضررة بالنزاعات المسلحة، فعلى سبيل المثال الهلال الاحمر القطري تواجد بنشاط كبير وفعال في مناطق ملتهبة عديدة، فلماذا لا نضع ايدينا في ايدي هذه المنظمات العربية المختلفة ليكون لنا دور بارز، فهذه إحدى الافكار التي أراجعها وأحاول الان التفكير جديا في مناقشتها لتعزيز هذا الجانب الانساني الذي تحتل فيه قطر مكانة متميزة.

ـــــ شغلت منصب المقرر الأممي الخاص بالاعاقة لمدة ست سنوات ونصف السنة، وانتهى الامر بتقرير قرأته في المنظمة الدولية امام وفود العالم: فهل تصفين لنا المشاعر التي اعترتك وأنت تودعين هذا المنصب؟

- اولا اعداد التقرير الختامي، ومن ثم تلاوته في الأمم المتحدة كانت لحظات عملية، فقد كان ما يشغلني في تلك اللحظات تكثيف خلاصات مهمتي في تقرير، وبالتالي لم تكن هناك في هذه اللحظات مساحة لمشاعر وداع المنصب، بقدر ما كان التركيز على تقرير أحشد فيه الخلاصات، وألخص فيه نتائج المهمة، واختتمه بتوصيات ومخرجات، وقد كان موعد تقديم هذا التقرير في فبراير الماضي، أي قبل انتهاء مهمتى في يوليو ببضعة شهور، لذا لم يكن التقرير مدعاة لمشاعر وداعية، ذلك لانه كان متبقيا من المهمة شهورا فالمشاعر ما قبل هذا التقرير الختامي كانت عادية، باستثناء انه كان التقرير الاخير والنهائي والذي حاولت فيه تكثيف الاجابات عن الكثير من الاسئلة.

وكنت ادرك تماما، ان التقرير النهائي الذي سأتلوه امام ممثلي الدول الاعضاء في الأمم المتحدة هو الفرصة الاخيرة لي، ولهذا كان الهاجس الاولي ان اكثف فيه خبرتي على امتداد ست سنوات، وان اجيب عن التساؤلات كافة فيما يتعلق بحقوق الاشخاص ذوي الاعاقة في العالم، لتوفير حوافز لأهمية التحرك لأجلهم على الاصعدة الرسمية وغير الرسمية في الاقاليم المختلفة، وبخاصة في مناطق الدول النامية، وعلى وجه الخصوص في المناطق الملتهبة التي تشهد نزاعات مسلحة.

التقرير النهائي

ـــــ قرأنا التقرير النهائي، وتابعنا قرائتك له امام الدول الاعضاء بالأمم المتحدة، ولكن حينما نضعه تحت مجهر، فقد لا نلفت فيه إلى ما أردت ايصاله للمجتمع الدولي، وما اردت التركيز عليه .. فهل تحدثيننا عن ذلك؟

- اعتقد انني كنت اكثر شجاعة وجرأة في مضمون هذا التفرير، فقد سميت الاشياء بمسمياتها، ولم ألتف من حول المعاني، ولم استخدم عبارات فضفاضة، فمن كان يستحق الادانة فقد ادانه التقرير علنا وبصراحة وجرأة، ومن كان يستحق ان تلقي الضوء على مأساته ومعاناته، فقد كان التقريرصوتا اضيف إلى صوت الصارخين مطالبين بإنصاف هؤلاء الضخايا والذين يعانون، ولهذا سلط التقرير الضوء على المآسي التي يعانيها شعب غزة، وشعب دارفور، فقد أضفت صوتي إلى صوت الدارفوريين والغزاويين في هذا التقرير.

ـــــ ألم تكن هناك ردود افعال لتركيزك على معاناة هاتين المنطقتين؟

- كانت هناك ردود افعال كثيرة، ولكنني آثرت الا اترك مقدمة الجبهة دون صوت مدو لانصاف سكان غزة ودارفور، لقد كان متبقيا لي في منصبي نحو اربعة شهور، ومع ذلك ضمنت تقريري النهائي ما اردت قوله بصدق، ووفقا لم عاينته ورأيته وتلمسته.

ـــــ لم تحدثيني عن مشاعرك لحظة ترك المنصب واختتام مهمة المقرر الأممي الخاص بالإعاقة؟

- كنت اشعر ان مهمتي لم تنته بعد، وكنت ايضا اشعر بأنني مثل الذي يبعد عن سكنه لمدة ست سنوات، وكان من الصعب عليه تركه، ويشعر الآن بالحنين الكبير اليه.

ـــــ الحنين لهذا الموقع كبير الآن بعد تركه؟

- ما يخفف من المشاعر تواصلي مع اهل الدار، انني مازلت اتواصل معهم بمسؤولية، وقد رأيتني لدى وصولي للقائك اتحدث هاتفيا، فقد كنت اتحدث مع الاخت سميرة القاسمي مديرة مركز الشفلح، فهناك ثقة لدى القائمين على اجهزة المؤسسات العاملة بمجال الاعاقة في قطر، وهذه الثقة موجودة من قبل، ولكنها مستمرة، وزادت أكثر بعد هذه الخبرة، وهذا الوجود على صعيد دولي، وانا سعيدة بذلك، وتواصلي مستمر مع مركز الشفلح والمجلس الاعلى للاسرة، فسواء على الصعيد الاستشاري هناك اتصالات، أو على مستوى الدعم بالتواصل وربط هذه المؤسسات بجهات مختلفة، فكل ذلك موجود على صعيد محلي.

ـــــ ولكن ماذا عن الصعيد الدولي وهو العيار الذي كان عليه منصبك؟

- دوليا مازلت أتلقى دعوات واتصالات، واستجيب لبعض هذه الدعوات ما امكن لي ذلك.

إلى كندا

ـــــ وما هي اهم الدعوات التي سوف تستجيبين لها قريبا؟

ـــــ آخرها دعوة انا متحمسة لها جدا، وهي من كندا، حيث ان الجالية الاسلامية في هذا البلد اسست مركزا نفحر به كمسلمين، فهو منظمة تحاول بجهود ذاتية دؤوبة ونشطة ان تلبي احتياجات المعاقين داخل المجتمع الكندي.

ـــــ ومتى ستلبين هذه الدعوة؟

- الزيارة ستكون في العام 2010 وتحديدا اواخر شهر يناير وبداية شهر فبراير، فسأكون موجودة بينهم، لأحاول تقديم الدعم لهم ولو بكلمة، وايضا على المستوى الاقليمي العربي هناك تواصل مستمر، فأتلقى اتصالات من خبراء عرب، كما أتلقى دعوات، وآخرها دعوة من دبي، وايضا منظمة التاهيل الدولي للمنطقة العربية وجهت لي دعوة، ولكن للاسف كنت مريضة، ولم استطع المشاركة فهناك تواصل واهتمام والحمد لله.

ـــــ قد لا تحسدين على جولاتك خلال مدة منصبك كمقرر أممي، فهي جولات في مناطق صوت الدراما الانسانية فيها صارخ وزاعق: فهل تكونت لديك فكرة لان تكوني سفيرة انسانية فوق العادة لبلدك قطر في مناطق التضرر بالازمات؟

- اولا احب ان اؤكد لك ان رصيد دولة قطر كان يسبقني دائما إلى حيث كنت اذهب، كما اؤكد لك ايضا ان اسم وسمعة دولة قطر كان مسجلا على شغاف قلوب كل من التقيتهم في هذه المناطق التي ذهبت اليها، واسم حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى، واسم صاحبة السمو الشيخة موزة بنت ناصر المسند في وجدان ووعي كل من عرفتهم والتقيتهم على امتداد مهمتي، ولهذا كنت دائما اتمتم في نفسي بالشكر والعرفان لانني من هذا البلد العظيم الذي سجل لنفسه هذه المكانة والمحبة في قلوب كل الشعوب.

وثمة شيء اخر لابد من ذكره بتقدير واجلال كبيرين، وهو ان مهمتي كمقرر أممي خاص بالاعاقة ما كان يمكن ان تنجح بالقدر الكبير الذي نجحت به، لولا الدعم الذي لقيته من بلدي قطر، فما كان يمكن ان اسافر إلى حيث سافرت، ولهذا افخر انني قطرية، وافخر ويتضاعف بلا حدود تقديري لقيادتي الرشيدة التي قدمت لي كل هذه التسهيلا ت.

وفعلا، وبمنتهى الصدق، فقد كان رصيد بلدي يسبقني دائما، فمثلا حينما ذهبت إلى دارفور قيل لي بكل صراحة وشفافية من كبار المسؤولين السودانيين: ان استقبالنا لك يرجع بالدرجة الاولى إلى انك قطرية، وليس لانك المقرر الأممي الخاص بذوي الاعاقة.

والمؤسسات والمنظمات غير الحكومية في عدة دول، كانت تستقبلني بكثير من الحفاوة والتقدير لا لأنني مقرر أممي، ولكن لأنني قطرية، ولانني من بلد صاحبة السمو الشيخة موزة بنت ناصر المسند، فقد وجدت تعاطفا من هذه المنظمات وشعورا كبيرا بالتقدير لا لشيء الا لانني قطرية، وكانوا يقولون لي بصريح العبارة من مسؤولين وغير مسؤولين: انك قادمة من بلد عظيم، سمعته وصلتنا قبل ان تصلينا.

ولم يكن ذلك في دارفور فقط، ولكن ايضا في غزة، فحينما وصلت إلى هذا القطاع، رأيت مشهدا مؤثرا جدا، فالأطفال هناك كانوا يرتدون علم قطر، ورأيتهم ايضا رافعين علم قطر وعلم فلسطين، فشيء مؤثر ان تجد كل هذا الحب لبلدك في انتظارك سواء في دارفور أو في غزة أو غيرهما، ولهذا تكون لديّ احساس بثقة انني اقابل من الآخرين بكل هذا الاستقبال لأنني قطرية وليس لأنني أمثل منظمة دولية، ولان هناك توقعات بأن تفعل قطر لهم شيئا، وهو ما حدث ويحدث بالفعل، ولهذا تفاعلت مع احتياجات الأشخاص ذوي الإعاقة في غزة من خلال دور انساني، فأنا كممثلة للأمم المتحدة، ومن خلال وظيفتي فإنه يتحتم عليّ تلبية مثل هذه الاحتياجات، فلديّ التزام، ولا بد ان أؤديه بجدية ومسؤولية، ولهذا كنت اجتهد لخلق توازن بين دوري كممثلة للمنظمة الدولية، وكمواطنة قطرية للوفاء بهذه الالتزامات، فكنت اوظف هذين العنصرين من اجل خدمة هذه الفئات وتلبية احتياجاتهم وتحقيق اهدافهم.

وكنت اعمل بكل ثقة من هذا المستوى، لان صاحب السمو أمير البلاد المفدى حينما شرّفت بلقاء سموه قبل سفري إلى غزة سألني عن دوري في غزة خلال الحديث، وكان من الأشياء التي ضاعفت حماسي اهتمام سموه بالجانب العملي، ان كانت هناك مشاريع واجراءات، وطلب سموه ان اعمل على هذا المستوى.

ولهذا حينما كتبت تقريرا عن زيارتي لغزة لم يكن هذا التقرير فقط للأمم المتحدة، ولكنه كان ايضا بالدرجة الأولى لبلدي قطر، باعتبارها دولة معنية بالاوضاع في غزة، وترجمت في هذا التقرير احتياجات ذوي الاعاقة في كل المشاريع التي جلبتها معي، والتي لايزال العمل جاريا عليها.

أهم المشاريع

ـــــ وما هي اهم هذه المشاريع؟

- انها مشاريع كثيرة ومن الصعب الآن تسميتها ولكنها تنقسم إلى اكثر من نوع، فهناك مشاريع تأهيلية، ومشاريع تعليمية، ومشاريع تنموية، فقد حاولت مع زملائي ان نضعها في قائمة والتقيت مع المعنيين والمسؤولين بوزارة الخارجية القطرية من اجل العمل على تنفيذها من خلال قطر، لان زيارتي كانت في ختام ولايتي كمقرر أممي خاص بشؤون ذوي الاعاقة، لدا كان من الاصح، وايضا من العدالة ان نضمن تنفيد مثل هذه المشروعات، فأبلغت المسؤولين عن هذه المشروعات، وايضا اوصلت بعضها إلى المنظمات الانسانية غير الحكومية العاملة في قطر.

ـــــ وهل كانت هناك استجابة؟

- الحمد لله انه كانت الاستجابة كبيرة، وتفاعلت منظماتنا ومؤسساتنا مع هذه المشروعات واتفقنا على ان تتولى كل منظمة مجموعة من المشاريع بحسب اجندتها، وبحسب استراتيجية عملها، وبصراحة اول منظمة اخذت وتبنت مجموعة من المشاريع وبدأت العمل عليها هي الهلال الاحمر القطري.

ـــــ وماذا عن المشاريع في دارفور؟

- ايضا تم التخطيط لمجموعة من المشاريع، ومازلت اعمل لتدخل هذه المشاريع إلى القناة القطرية، وليتم تنفيدها من خلال منظمات ومؤسسات قطرية، وبقدر المستطاع ايضا، قد تدخل في قنوات اقليمية ودولية من اجل تنفيذها واستيفائها.

ـــــ انتهت مهمتك الأممية: فهل لا يزال هناك تواصل لك مع الأمم المتحدة؟

- لا يوجد الآن تواصل مباشر، الا بدرجة معينة، ولكن يوجد تواصل عن طريق تقارير يتم الاستعانة بها واقدمها، فالتقرير الذي قدمته في شهر فبراير من العام الجاري كان التقرير الختامي، ولكن اخلاقيا وكمقرر خاص، فضلا عن مدة العمل الاضافية ستة شهور، فقد تقدمت بتقرير للأمم المتحدة، وهناك تقرير آخر سوف ارسله إلى مجلس حقوق الانسان وللمفوضية العليا لحقوق الانسان، وايضا بناء على زيارتي لدارفور رفعت طلبا أو مشروعا كمقرر خاص للأمم المتحدة إلى صاحبة السمو الشيخة موزة بنت ناصر المسند باعتبارها مبعوثا لليونسكو للتعليم العالي والتعليم اثناء الازمات ومن خلال اهتمام سموها بهذه المبادرة وقد ضمنته مشروع لدعم الاطفال ذوي الاعاقة في سن المدرسة والمحرومين من التعليم، ويعتبرون ضمن فئة الاميين بأن يتم ادخالهم ضمن هذه المبادرة، وقد سعدت جدا باستجابة مكتب صاحبة السمو الشيخة موزة بنت ناصر المسند لهذا الموضوع.

ـــــ زرت بعض مناطق الازمات والصراعات المسلحة كمقرر أممي خاص فهل صادفتك حالات من المعاقين احتفظت معها بعلاقة صداقة؟

- لم يتسن لي ذلك، ولكن هناك مواقف تعكس الالم الذي يمكن ان يستشعره الانسان لدى زيارته مثل هذه المناطق، وفي كل مرة كان هناك فرق كبير بين ما يمكن ان يتخيله الانسان قبل زيارته هذه المناطق، وما يمكن ان يراه على الطبيعة، فالمآسي افدح من ان تتخيل، فمثلا رأيت طفلات صغيرات معاقات باحدى الدول، واللافت انه كان هناك اصرار على ان يكون هناك شيء تغطي به كل طفلة صغيرة رأسها بينما كل ملابسها ممزقة، وقدماها حافيتان، فهناك اهتمام بأمور على حساب امور اخرى، ولذلك كانت تلبية الاحتياجات الانسانية لم اكن متأكدة من الدرجة التي يمكن تحقيقها، وكان ذلك مؤلما بالنسبة لي.

ـــــ هناك اتفاقية خاصة برعاية ذوي الاحتياجات وقعت عليها عدة دول: ما هي المرحلة التالية للأمم المتحدة، بعد هذه الاتفاقية وايضا بعد هذا المسح؟

- بعد توقيع هذه الاتفاقية والتصديق عليها من الدول الاعضاء نظمت الأمم المتحدة اجتماعا للدول الاعضاء تمخض عنه تشكيل لجنة دولية للرصد، وأحد اعضاء هذه اللجنة الدكتورة آمنة السويدي من قطر، اضافة إلى شخصيتين عربيتين اخرتين احدهما من الاردن وهو رئيس اللجنة، والثانية عضو اخر باللجنة وهو من تونس، ودور هذه اللجنة انها ستراقب وترصد تطبيق الدول الاعضاء لهذه الاتفاقية، بمعنى انه ستكون هناك تقارير ستصدر عن درجة التزام الدول الاعضاء المصدقة على تطبيق اتفاقية حقوق الاشخاص ذوي الاعاقة، وعلى اساس درجة الالتزام سيتم التعامل مع هذه الدول، وبمعنى انه إذا كانت هناك تجاوزات في التطبيق، أو إذا كان هناك التزام باشباع وتحقيق حقوق ذوي الاعاقة، وايضا التفاوت في اشباع هذه الحقوق سواء في مادة حق التعلم، أو مادة حق العمل، أو مادة حق السكن، أو مادة حق اقامة حياة اسرية، فالدول الاعضاء المصدقة على هذه الاتفاقية ستكون مسؤولة عن الالتزام بموادها والحقوق الواردة فيها، وقد تكون هناك «فورمات» خاصة لذلك، وايضا حوارات بين هذه اللجنة والدول الاعضاء مثل ما يحدث في لجنة حقوق الطفل.

ـــــ حينما تكون بيننا شخصية كانت مقررا أمميا خاصا بالاشخاص ذوي الاعاقة يجعلنا نسألها عن معايشتها للاوضاع التي عليها ذوو الاعاقة في قطر: كيف تقيمين هذه الاوضاع محليا بعد كل هذه الجهود التي بذلت؟

- كثير من الخطوات الهامة جدا قطعناها فعلى امتداد احد عشر عاما قطعت قطر مشوارا كبيرا، وكانت البداية كبيرة وحقيقية بتشكيل اللجنة الوطنية لذوي الاحتياجات الخاصة بمبادرة من صاحبة السمو الشيخة موزة بنت ناصر المسند، والتي كانت تترأس هذه اللجنة في ذلك الوقت، وكان هدف هذه اللجنة في تلك الاثناء تأسيس مركز الشفلح، واستمرت هذه اللجنة، فذلك على المستوى المؤسساتي، وايضا على المستوى المؤسساتي غير الحكومي فهناك الجمعية القطرية لذوي الاحتياجات التي تكون عنها مراكز مثل المركز الثقافي والاجتماعي، اضافة إلى نواد معينة وبهدف اشباع احتياجات الاشخاص ذوي الاعاقة.

ومنذ اكثر من «20» عاما هناك اهتمام بتعليم الاشخاص ذوي الاعاقة، والبداية الحقيقية لتعليم المكفوفين كان منذ تأسيس معهد النور وايضا للصم كانت هناك مدرسة التربية السمعية اما بالنسبة للاعاقات الذهنية توجد مدرسة التربية الفكرية، وحاليا يوجد اهتمام اكبر، وهناك مراجعات للعمل، وهناك عدة اوجه نظر لا تتعلق فقط بالشكل البنيوي، ولكن ايضا بالدور الوظيفي لهذه البرامج والمشاريع، وصار لدينا في قطر برامج رائدة من خلال مراكز متقدمة مثل الشفلح، ومعهد النور، وهناك منظمات قطرية تعنى بالاشخاص ذوي الاعاقة من غير القطريين، وهذه في الحقيقة خطوة هامة جدا تحسب لدولة قطر لانه في مجال حقوق الاعاقة من المهم الاهتمام بفئات غير المواطنين، أو ما يطلق عليها الاقليات بغض النظر عن الاعداد، والاهتمام بالاقليات مؤشر هام جدا في حقوق الانسان، ايضا نساءل عنه من خلال تطبيق الاتفاقية. وكذلك على مستوى التشريع فمسودة القانون تم اشهارها في في العامين «98» و«99» وكان لي شرف المشاركة في اعدادها والان، ومنذ العام «2003» كان هناك وفد قطري مشكّل من تخصصات مختلفة، شارك وساهم في اعداد، وصياغة ومناقشة مسودة هذه الاتفاقية، وكان لهذا الوفد دور كبير، خاصة ان دولة قطر من اولى الدول التي وقعت على هذه الاتفاقية، وكان انجازا قطريا كبيرا حينما اختيرت الدكتورة امنة السويدي عضوا ضمن اللجنة الدولية المعنية برصيد تطبيق الاتفاقية، فكل هذه الانجازات القطرية تدعو للفخر، ولكن مع ذلك لا يزال هناك الكثير مما يمكن فعله، ولكي نكون دقيقين في مسألة الخطوات المعنيين بها، ومنها موضوع « الدمج» وايضا موضوع التأهيل، وانا شخصيا من خلال خبراتي كمقرر خاص سابق، من المشاكل التي تؤرقني بالفعل هما مسألتا الدمج وتأهيل ذوي الاعاقة.

الدمج والتأهيل

ـــــ ماذا يؤرقك في الدمج والتأهيل؟

- التأهيل ادنى من المستوى الذي يفترض ان يكون عليه التأهيل بمعناه الشمولي، فالتأهيل النفسي ليس على المستوى الذي يجب ان يكون عليه، فهناك مشكلة فيما يتعلق بالاعاقات النفسية ينبغي ان نتصدى لها بشكل اقوى، فلا بد ان نكسر هذا التابوت الذي نعاني منه جميعا في ثقافتنا العربية، وهو الخلل النفسي والاعاقات النفسية، ولدينا ارادة سياسية لانفاذ كل شيء، وليس فقط على مستوى التأهيل.

http://www.al-watan.com/data/2009120...p?val=local7_1 (http://www.al-watan.com/data/20091207/innerXXXXXXX.asp?val=local7_1)