المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : { يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ }



الغلا~
02-12-2009, 05:40 PM
بسم الله الرحمن الرحيم


{ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ }

روي أن ملك الموت جاء إلى إبراهيم عليه السلام ليقبض روحه ، فقال له إبراهيم عليه السلام :جئتني زائراً أم قابضاً،

قال: بل قابضاً يا نبي الله، فقال له إبراهيم عليه السلام :هل رأيت خليلاً يميت خليله !!..

فرجع ملك الموت و قال: يا رب علمت ما أخبرني به خليلك

فأوحى الله تعالى إليه

قل له : يا إبراهيم ، وهل رأيت حبيباً يكره لقاء حبيبه !!..

فقال إبراهيم عليه السلام : يا ملك الموت اقبضني الآن ..



إننا نحب الله تبارك وتعالى ..

ليس بمستغرب فالنفس مجبولة على حبّ من ..أنعم عليها وتفضَّل عليها بالنعم .

.لكن العجيب من ..ملك يحب رعيته ..ويحب عباده ..ويتفضل عليهم بسائر النعم إنَّ حبّ الله لعبد من عبيده ..أمر هائل عظيم ..

وفضل غامر جزيل ..لا يقدر على إدراك قيمته إلا من ..يعرف الله سبحانه.



علامات محبة الله تعالى للعبد:

أن يحفظه من متاع الدنيا ..ويحول بينه وبين نعيمها وشهواتها ..ويقيه أن يتلوث بزهرتها ..لئلا ..يمرض قلبه بها ، وبمحبتها ..

: قال صلى الله عليه وآله وسلم :

( إنَّ الله تعالى ليحمي عبده المؤمن من الدنيا وهو يحبه ، كما تحمون مريضكم الطعام والشراب تخافون عليه ) ..

( ولو كانت الدنيا تساوي عند الله جناح بعوضة ما سقى منها كافراً شربة ماء )

( إنَّ الله قسم بينكم أخلاقكم كما قسم بينكم أرزاقكم ..وإنَّ الله يعطي الدنيا من يحب ، ومن لا يحب ..ولا يعطي الإيمان إلا من يحب )

ومن علامات حبّ الله للعبد :

حسن التدبير له ..

فيربيه من الطفولة على أحسن نظام ..ويكتب الإيمان في قلبه ..وينوّر له عقله ..فيجتبيه لمحبته ..ويستخلصه لعبادته ..

ويشغل لسانه بذكره ..وجوارحه بخدمته ..فيتولاه بتيسير أموره من غير ذلّ للمخلوق ..ويسدد ظاهره وباطنه ..ويجعل همه همّاً واحداً ..

ومن علامات حب الله للعبد :
القبول في الأرض ..والمراد به قبول القلوب له ..بالمحبة والميل إليه ، والرضا عنه ، والثناء عليه ..

قال رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم :

( إنَّ الله إذا أحب عبداً دعا جبريل فقال : إني أحب فلاناً فأحبه ..قال : فيحبه جبريل .

ثم ينادي في السماء فيقول : إنَّ الله يحب فلاناً فأحبوه ..فيحبه أهل السماء ..ثم يوضع له القبول في الأرض ) ..

ومن علامات حب الله للعبد أيضاً :

أن يبتليه بأنواع البلاء حتى يمحصه من الذنوب ..

قال تعالى:

(( ألم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ))

كما قال صلى الله عليه و آله وسلم :

( ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه ، وولده ، وماله حتى يلقى الله وما عليه خطيئة ) ..

نعم ..إذا أحب الله قوماً ..ابتلاهم ..وفرَّغ قلوبهم من الاشتغال بالدنيا ..

غيرةً عليهم أن يقعوا فيما يضرهم به في الآخرة ..وجميع ما يبتليهم به من ..ضنك المعيشة ..

وكدر الدنيا ..وتسليط أهلها ..ليشهد صدقهم معه في المجاهدة ..

ومن علامات حب الله :

أن يتوفاه على عمل صالح ..فالناس - عباد الله - ..لا يدرون بما يختم لهم عند الموت ..فعليهم أن يسألوا الله دائماً حسن الختام ..

أما علامات حب العبد لله:

أن يحب الخلوة ..ويأنس بمناجاة الله ..وتلاوة كتابه ..و أن يكون صابراً على المكاره ..

قال تعالى عن حبيبه أيوب : { إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِراً } ..ثم أثنى عليه قائلاً : { نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ } ..وأمر الله أحب الخلق إليه ..

بالصبر لحكمه فقال : { وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا } ..

وقال : { وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بِاللّهِ } ..وأثنى الله على الصابرين أحسن الثناء

فقال : { وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَـئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ } ..

و أن يكثر من ذكره ..فلا يفتر عنه لسانه ..ولا يخلو عنه قلبه ..فإنَّ من أحب شيئاً أكثر من ذكره ..

فذكر الله ..قوت القلوب ..وبه يزول ..الهم ..والغم ..و الحزن.. { أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ } ..

ومن علامات حب العبد لله :
فعل طاعاته وترك معاصيه ..أن يكون العبد مؤثراً ما أحبه الله تعالى على ما يحبه في ظاهره وباطنه ..

فيترك معصية الله محبة لله ..

فإنَّ المحب للمحب مطيع ..وأفضل الترك ..الترك لله ..كما أن أفضل الطاعة ..طاعة المحبين ..

إلهي كفا بي فخراً أن تكون لي رباً و كفا بي عزاً أن أكون لك عبداً

قال تعالى:

{ يَآ أَيَّهَا الَّذِينَ آَمَنُواْ اتَّقُواْ اللهَ وَ قُولُواْ قَولاً سَدِيداً ، يُصلِحْ لَكُم أَعْمَالَكُم وَ يَغْفِرْ لِكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَ مَن يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزَاً عَظِيمَاً }