المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصة القلب الجريح .. ج2



J1CHANCE
20-11-2009, 08:37 PM
فتحت غادة عينيها ، وهي تشعر بالألم ، وشعرت بصداع شديد يكتنف رأسها ، وتبين لها،

من خلال الضوء الخافت ، الذي تسلل الى عينيها ، شبح وجهي والدها و الدكتور صادق

فعادت تغلق عينيها مرة اخرى وسمعت الدكتور صادق يقول لأبيها:

حمدا لله .. لم تؤثر الصدمة على قلبها .. أنها بضع كدمات فحسب سقوطها في الشرفة ،

ولم تعاودها الأزمة.

ردد الأب: حمدا لله .. حمدا لله.

ثم تطلع الى ابنته بنظرة ملؤها الحزن ، مستطردا:

فليرأف بك الله يا بنيتي .. لا ريب انها كانت صدمة قاسية.

عاد الدكتور صادق يهمس في أذنه: سأسافر الى ألمانيا بعد يومين .. فلا تتردد في الأتصال بي سريعا ، أذا ماتعرضت لأية مضاعفات .

و تطلع مرة اخرى الى غادة ، التي تظاهرت بالنوم ، وأردف :

والآن هيا .. فلنتركها تستريح.

لم يكد يصحب والدها الى الخارج، حتى فتحت غادة عينيها مرة اخرى ، وقد أغرقتهما الدموع وادارت وجهها جانبا ، وحاولت ان تمنع دموعها من الأنهمار ، الا هذا زاد من غزارة الدموع ، حتىبللت وسادتها.

تناهى الى مسامعها صوت الباب يفتح مرة أخرى ، ووقع أقدام والدها يقترب من فراشها قبل ان يقول في صوت خافت يعتصره الحزن:

غادة اما زلت نائمة؟

أجابته بصوت اختنق بالعبرات ، دون أن تدير وجهها اليه:

لا يا أبي .. أنني مستيقظة .

الأب: حمدا لله يا بنتي .. حمدا لله على سلامتك .

امتزج حزنها بشىء من الغضب ، وهي تقول:

لماذا يا ابي ؟ .. لماذا اخفيت عني الحقيقة ؟


أجابها في صوت يحمل أطنا نا من الأسى والأسف :

لم أشأ ايلامك يا بنيتي .. كان لدي دوما امل في تشخيص أفضل ، أو علاج جديد.. لقد طلبت الحصول على أجازة من عملي في الشهر القادم ، لأصطحبك الى لندن وكنت سأخبرك انذاك.

غادة في مرارة: وما الذي يمكن أن يقدموه في لندن لقلب يحتضر ؟

الأب في ضراعة:
لا تقولي هذا يا بنيتي .. أننا لم نفقد الأمل بعد .. ربما كان تشخيص صادق خاطئا .

استدارت تواجهه بعينين مغرورقتين بالدموع ، قائلة:

كان من الضروري ان تخبر عادل ووالده كان من الواجب ان يعلم ان الفتاة التي خطبوها تحمل بين ضلوعها قلبا عليلا .. هذا افضل من ان نخدعه.

الأب في حزن: عادل يحبك ، وسيتمسك بك ايا كان

.
.

سألت غادة أباها في لهفة ورجاء : أهو هنا

سعل الأب في حرج قبل ان يجيب:

لا... لقد سافر لأستكمال دراسته ، كما تعلمين.

اكتسى وجهها يتعبير حزين ، وهي تقول:

كما أعلم ؟.. انني اعلم أنه قد سافر وتركني وحدي ،فاقدة الوعى ، وهو يعلم أنني أقرب الى الموت مني الى الحياة .. ودون كلمة وداع واحدة.

حاول الأب أن يهون عليها الأمر ، مغمغما :

انت تعلمين كم كان سفره ضروريا .

غادة: كان يمكن أن يؤجله بضع ساعات ، حتى أستعيد وعيى على الأقل.

الأب: ولكنه ظل ساهرا الى جوارك طيلة الليل ، و أنا الذي الححت عليه بالسفر ، فلم يكن وجوده ليفيدك بشىء .. فلقد ارتبط بموعد مع أستاذه في السوربون ، وأنت تعلمين كم يعقد هؤلاء الأوربيون مسالة الوقت والمواعيد .

حاوا أن ينطق العبارة الأخيرة بشيء من المرح ، ولكنها غمغمت في صوت كسير وحزين :

ألن يتركني حقا ؟

الأب : كيف تقولين ذلك ؟.. أنت تعلمين كم يحبك عادل و.....

غادة: وماذا ؟ انه لايستطيع مخالفة أوامر أبيه ، ووالده يعترض على زواجه مني الأن، بعد أن علم بحقيقة مرضي .. انه يريد له زوجة سليمة ، تنجب له أطفالا اصحاء ، وتكون عونا له في حياته العملية ومستقبله الباهر ، الذي يعده له ، وأنا أخالف هذه الشروط الآن.

عادت العبرات تكسو وجهها ، دون أن تقوى على كبحها ، فغمغم الأب في أشفاق:

أرجوك يا بنيتي .. لا تفعلي ذلك بنفسك ، فلست أحب أن أرى دموعك ، ثم ان الأنفعال يسبب لك الأضرار . أؤكد لك أن عادل يحبك وأنه...

قاطعته في مرارة :

أتركني وحدي ابي .. أرجوك..

الأب : ولكن ....

غادة : أتوسل اليك.

مزقت لهجتها نياط قلبه ، ولكنه لم يجد بدا من الأنصياع لرغبتها فغادر الحجرة ، مغمغما:

كما تحبين يا بنيتي ، ولكن حاولي التغلب على أحزانك في سرعة ، رحمة بك وبي.

ولم تكد غادة تتأكد من مغادرته حجرتها ، حتى أطلقت العنان لدموعها مرة أخرى ...

وفاض حزنها أنهارا...



فجأة .. وبعد أن سكبت من عينيها فيضا من الدموع ، قررت غادة ان تنفض عن نفسها كل هذا الحزن، فغادرت فراشها ، واستقبلت والدها بابتسامة كبيرة ، وهي تطبع على وجنته قبلة طويلة ، وكأنها تعتذر بها عن كل ما سببته له من حزن وأسى ، وقد وطدت العزم على ان تتعامل مع مرضها كحقيقة واقعة ، فلتلم بكا التعليمات اللازمة، و الأدوية المطلوبة ، وتتقبا الخضوع لمزيد من الفحوصات والتشخيصات ، التي قد تعيد الى قلبها المريض صحته وعافيته ، وألا تستسلم أبدا مادام الأمل قائما وما دامت لا حيلة لها فيما سيحدث

انها ستحيا مع قدرها ، وتتعايش معه ، ولن يسرق منها قلبها المريض حبها للحياة ، ولا تفاعلها معها

ذها ما استقر عليه تفكيرها ، بعد أيام مريرة ، سجنت فيها نفسا في حجرتها ..

و لقد انعكس هذا التحول على الأب نفسه ، فانفرجت أساريره وهو يقول في حنان:

هاهي ذي غادة التي أعرفها ،تعود من جديد .ز الآن أقول من كل قلبي .. حمدالله على سلامتك

داعبته قائلة:
أما أنا فأرى أبا يختلف عمن أعرف ، فلقد شحب وحهك ، وانخفض وزنك كثيرا ، ويبدو أنه قد حان دوري لأعتني بك بعد عودتي من الخارج.

الأب في قلق: أتنوين الخروج؟

غادة: نعم .. لقد مللت الفراش ، سأغادر المنزل ، وأتنزه بعض الوقت في الطرقات وأتنسق الهواء النقي بعيدا عن حجرتي الكئيبة.
الأب: حسنا سأعد سيارتي لنخرج معا

غادة: لا لا تعطل نفسك من أجلي .. لقد اقترب موعد ذهابك الى العمل ، ثم انني احب التنزه على قدمي ، وأجول بمفردي .. وصدقني سينعش هذا نفسيتي كثيرا...

الأب : حسنا يا بينتي ، فقط اعتني بنفسك.

اسرعت غادة تغادر المنزل وأخذت تتمشى حتى بلغت المكتبة، دفعت بابها في ألفة ، ودلفت اليها ، فابتسم صاحب المكتبة على نحو يوحي بأنه يعرفها جيدا وهو يقول:

مرحبا انسة غادة اننا لم نرك منذ زمن طويل .

ابتسمت غادة قائلة: كنت مشغولة بعض الشيء

اندفع يقول في حماس: لقد أحضرت لك بعض الروايات الرومانسية القديمة ، التي تفضلينها دوما وسوف تنال اعجابك بأذن الله .. أتعلمين لقد ابتعتها لك خصيصا من مكتبة عتيقة .. لقد أصر صاحب المكتبة على الأحتفلظ بمجموعته ولكني أقنعته ببيعها..

قاطعته غادة قائلة: حسنا سأخذها كلها ، ولكنني أريد منك أن تبحث لي أولاعن كتاب متخصص في أمراض القلب.

تطلع الرجل اليها في دهشة وهو يقول:
أمراض القلب ؟! .. انها اول مرة تطلبين فيها كتابا من هذا النوع لقد عهدتك دوما..

قاطعته مرة أخرى في أصرار :

هذا صحيح ولكنني أريد هذا الكتاب .. أأجده لديك أم لا؟

أجابها ولم تفارقه الدهشة بعد:
ستجدينه بالطبع ، ولكنه كتاب تخصصي باللغة الأنجليزية ، و..

قاطعته مرة أخرى :
ساخذه

سألها في حيرة :
ألن تطالعي الروايات الرومانسية القديمة؟

أجابته في حزم : لا داعي سأخذها كلها مع الكتاب.

هز كتفيه مستسلما وهو يقول :
حسنا سيبلغ ثمن المجموعة ستين دينارا.
منحته النقود ، وهو يلف المجموعة بورق أنيق ، قبل أن يغمغم بحزن: أتعلمين أنك بأختيارك هذا الكتاب قد حركت في نفسي الحزن انسة غادة؟

سألته بفضول : لماذا

أجابها في حزن أتذكرين عم احمد الذي كان ينظف المكتبة هنا؟

غادة : نعم . . أذكره بلا شك .. انه ذلك الطيب ذو الةجه الممتلىء الذي يستقبلني دوما بابتسامة حنون ونظرات أبوية .. أين هو ؟

صاحب المكتبة : لن يستقبلك بعد الآن للأسف . لقد توفي في الأسبوع الماضي.

غادة في لوعة : توفي ؟! كيف؟

فاجأته أزمة قلبية أودت بحياته .. لقد سقط بين يدي هنا في المكتبة .

اندفعت فجأة تغادر المكتبة ، وقد بدت لها كلماته كخنجر قاس يخترق قلبها وهتف الرجل يناديهافي دهشة ولكنها لم تسمعه ..

كانت صورة عم أحمد تملأ ذهنها وهو يسقط صريع تلك الأزمة القلبية التي افترسته دون هوادة.
وقد عاد ذلك الطنين المزعج الر رأسها و أطلت من عينيها نظرة هلع وقد بدا أن مرضها اللعين يحيط بها من كل جانب .
وفجأة .. تراخى ذراعاها وسقطت حقيبتها وراحت تلهث بقوة وشدة وقد سرى وخز شديد في صدرها راح يتزايد في سرعة حتى بدا كخناجرحادة تخترق قلبها

وامتلأ ت عيناها بصورة جمع من المارة يحيط بها في جزع وفضول ، ثم تجمدت قدماها ، و..

و سقطت غادة ...

اندفع الأب عبر أروقة مستشفى الصدري كالمجنون يسأل كل من يلتقي به من ممرضات و أطباء عن ابنته حتى وصل الى قسمها .

سألت الممرضة الأب : ما اسمها .. ومتى دخلت الى المستشفى

قال الأب في لوعة: اسمها غادة ابراهيم .. ةلقد هاجمتها نوبة قلبية هذا الصباح ولقد أخبروني ان سيارة اسعاف نقلتها الى هنا.

الممرضة: اه تقصد تلك الفتاة التي أحظروها في العاشرة صباحا لقد نقلوها الى غرفة العناية المركزة.

الأب : العناية المركزة ، أبلغت حالته هذا الحد من الخطورة؟

كان الأطباء يغادرون احدى الحجرات الجراحية وقد توسطهم شاب طويل القامة قصير الشعر حاد النظرات تشف ملامحه عن الذكاء والوسامة وقد أحاط به زملاؤه باهتمامهم بعد ان انتهى على التو من اجراء احدى العمليات الجراحية.

اندفع الأب نحوه هاتفا في يأس ومرارة: ابتي دكتور .. أرجوك ماذا أصابها؟؟

أبعده أحد الأطباء عن الطبيب الشاب في هدوء وهو يقول:
اهدأ يارجل لقد وصل الدكتور نبيل من لندن أمس فقط لأجراء بعض العمليات الجراحية ولا يعلم عن حالة ابنتك.

الأب وقد أصابه انهيار تام:
ولكن اين ابنتي لقد قيل لي انها في حجرة العناية المركزة في حالة بالغة الخطورة أريد ان أراها فورا أرجوكم

استوقفه الدكتور نبيل وهو يقول في اهتمام : ماذا اصاب ابته
التفت اليه الطبيب قائلا: انها تلك الفتاة التي أحضروها هذا الصباح مصابة بنوبة قلبية حادة مما استدعى دخولها الى العناية المركزة

سأل الدكتور نبيل : من يشرف على حالته؟

أجابه بكل بسلطة: الدكتور منير نائب رئيس القسم .

تفرس نبيل وجه الأب بأهتمام : أيمكنني رؤيتها؟

بالطبع لو أنك ترغب في ذلك على الرغم من أنها ليست من ضمن الحالات المقرر عرضها عليك

استدار الدكتور نبيل لكي يذهب ليراها ثم لم يلبث ان توقف بغته والتفت الى الأب يسأله :
ألم نلتق من قبل؟

تهالك الأب فوق مقعد قريب وهو يقول بنظرات زائغة: لست أدري لست في حالة تسمح لي باجترار ذكريات سابقة.

نبيل: ولكنني متأكد من معرفتي لك نعم تذكرت .. أنت غانم المنصور

تطلع اليه الأب : انت نبيل سالم

ابتسم نبيل لأول مرة وبدت وسامته واضحة : نعم عمي غانم .. أتذكرني

لم يجب الأب على سؤاله وانما تعلق بذراعه هاتفا:

نبيل أقصد دكتور نبيل ان غادة تموت

قطب نبي حاجبيه ، وهو يقول :

غادة ؟ أهي التي...
.
.

قاطعه الأب منتحبا : نعم يا نبيل ابنتي الوحيدة التي لم انجب سواها تموت

ازداد انعقاد حاجبي نبيل ، واتسعت عيناه في قوة ، ثم التفت الى زميله ، قائلا في حزم:

سأذهب على الفور الى حجرة العناية المركزة ، أبلغهم انني ساتولى امر هذه الحالة ، منذ اللحظة وأريد تقريرا شاملا عن حالتها

كانت حجرة العناية المركزة متسعة فسيحة ، تنتشر فيها أسرة نظيفة معقمة ، و عدد من احدث الأجهزة الطيبة ، كما توزعت فيها الأضاءة على نحو جيد ، لم ينجح في ازالة تلك الرهبة ، التي صنعها السكون الرهيب ، ومشهد الخيام البلاستكية المعقمة ، التي رقدت غادة تحت احداها ..

و تطلع الدكتور نبيل الى وجه غادة الشاحب من خلف الخيمة الشفافة وقد اخفى قناع الأكسوجين نصف الوجه واتصلت عشرات الأنابيب بعروقها وتناثرت خصلات شعرها الأسود فوق الوسادة فمنحها جمالا لم يحجبه الشحوب.

وغمغم نبيل في اعماقه : اهكذا نلتقي ، بعد سنوات الفراق يا غادة؟

أيقظه صوت الدكتور منير ، وهو يناوله تقرير غادة هامسا:
هاهو التقرير الخاص بها .. أنها مصابة بجلطة في الشريان التاجي .. لقد حاولنا تنشيط القلب بالصدمات الكهربائية ، ولكننا فشلنا ، والأدوية المذيبة لجلطات الشريان لم تعط أي نتيجة حاسمة لضيق الشريان الشديد.

قال نبيل في اهتمام :

ولم لا نحاول اجراء التدخل الجراحي؟

أجابه الدكتور منير:
القلب لا يعمل بكفاءة تامة ، فأحد الصمامين تالف تماما، في حين لا تتجاوز كفاءة الثاني ثلاثين في المائة ، مما يجعل التدخل الجراحي بالغ الخطورة.

صمت الدكتور نبيل ، بعض الوقت ، وهو ينقل بصره ما بين التقرير ووجه غادة ، ثم قال:

تلك الأدوية التي تتناولها جيدة ولكن لدي دواء حديثا أكثر فاعلية ، سأحقنها به بنفسي ، ولكن أرجو ان تتخذوا كافة الأستعدادات لتننشيط القلب كهربيا.

غمغم الدكتور منير : يبدو أن المريضة تهمك كثيرا .

رمق نبيل غادة بنظرة محب ، قبل ان يقول : أكثر مما تتصور

اتخذت الأجراءات اللازمة في سرعة ، علي حين ارتدى الدكتور نبيل كمامته الواقية بعد ان غادر حجرة التعقيم ودلف الى الخيمة البلاستيك لحقن غادة..

وفي الخارج ، استوقفه الأب ، وسأله في لهفة وقلق :

كيف حالها الآن.

أجابه نبيل في هدوء :

ما زالت غائبة عن الوعي ، ولكن اطمئن .. أنني أرعاها

أيمكنني رؤيتها ؟

يحسن الا تفعل ، فهي تجتاز مرحلة خطر،و...

أرجوك.... دعني أراها ولو لحظة واحدة .. أعدك أنها لحظة واحدة

حسنا... يمكنك لأن تراها ، على ان تعدني بان تغادر المستشفى بعدها ، وتتجه بعدها الى المنزل ، فأنت بحاجة الى قسط من الراحة وبعدها يمكنك العودة للاطمئنان عليها غدا اترك لي رقم هاتفك وعنوانك ، وسابلغك باي تطور يحدث

أوما الأب برأسه ايجابا في استسلام وتبعه الى الداخل قي صمت ، واختنقت العبرات في عينيه وهو يلقي نظرة على ابنته ، ثم يفر من الموقف سريعا وعندما ابتعد كان قلبه يبكي بدموع من دم....


في بطء وضعف فتحت غادة عينيها

كانت الحجرة تسبح في ضوء خافت ، يضفي عليها نوعا من الهدوء و السكينة ، ولكن ضعف غادة الشديد و تأثير المخدر عليها جعلاها عاجزة عن تبين ما حولها برهة.

اخذت معلم المكان تتبين قليلا قليلا ثم تبينت الطبيب يرتدي معطفا ابيض اللون ، فغمغمت في وهن : أين أنا ؟ .. من أنت ؟

مال عليها الدكتور نبيل ، يقول في رفق:
أنت في حجرتك في المستشفي ، وأنا طبيبك المعالج .. اطمئني لقد مرت الأزمة في سلام .

أ سبلت جفنيها مرة أخرى ، وبدا من الواضح أنه تبذل جهدا كبيرا ، لتبقي عينيها مفتوحتين ، وهي تغمغم:

يلوح لي انني أعرفك

ابتسم نبيل وهو يهمس:
أظن ست سنوات ليست بالفترة الضخمة لتنسينى تماما هكذا
بدت الدهشة على ملامحها وان عجزت عن ترجمتها الى صيحة تعبر عما يجيش في صدرها وهي تقول في ضعف: نبيل؟!

حملت ملامحه عاطفة قوية وهو يغمغم:

نعم يا غادة .. نبيل.. كم يؤسفني أن يأتي لقاؤنا الأول ، بعد تلك السنوات ، وسط ظروف سيئة ، ولكن كل شيء سيمضي على ما يرام ، فأنت الأن أحسن حالا عن ذي قبل ، وستزداد حالتك تحسنا بمرور الوقت.. فقط أريدك أن تهدئي تماما ، وتمصاعي للتعليمات.

قالت في أنين حزين : أخبرني الحقيقة يا نبيل .. كم بقي لي من الوقت ، قبل أن أموت؟

أجابها في صرامة نوعا ما:

لست أحب سماع تلك العبارات اليائسة .. لقد وعدتك بالتحسن ، ألاتثقين بوعودي .

جاهدت لتفتح عينيها ، وتملأهما بصورته ، وهي تغمغم:
انك دوما موضع ثقتي يا نبيل ، حتى عندما تركتني ورحلت، منذ ست سنوات.

بدا الضيق على ملامح ، حيث أن تلك العبارة قد أعادت اليه ذكرى سيئة، فغمغم محاولا ابدال الموضوع:
سأترك الآن فأنت بحاجة الى الراحة والهدوء ، ولست أطالبك الا بالراحة، والالتزام بمواعيد الدواء وتعليمات العلاج ، وسأتابعك يوميا.

قالت في صوت واهن ، عندما بدا لها أنه سيغادر الحجرة:

أتتركني هكذا ، سريعا؟

حاول أن يهزم مشاعره ، وهو يقول:

لاتنسي أنك لست مريضتي الوحيدة

أجابته في انكسار:

حسنا.. لن أشغلك عن باقي مرضاك ، فلست سوى واحدة منهم.

عاد يقترب من فراشها ، قائلا:
أترغبين في شيء؟

أجابته بصوت واهن : نعم أريد أن أرى أبي

أجابها في حنان، وهو يتأمل وجهها الشاحب:
انه ينتظر في الخارج .. سأسمح له بالدخول لدقيقتين فحسب ، فما زلت متعبة ، وهو في أسوا حالات الحزن والقلق ، وياليتك تبدين بعض التفاؤل ، لتطمئني قلبه ، كما أرجو ألا ترهقي نفسك كثيرا .. من أجلي

قالها وأسرع يغادر الحجرة، قبل أن تغلبه مشاعره أمامها وعندما خرج اصطدم....

اصطدم نبيل بوالد غادة الذي كان يقف خارج الغرفة وعيناه متعلقتان ببابها في قلق ولهفة ، فقال له:
يمكنك أن تدخل أليها الآن.. ولكن أرجوك أن تنزع تلك النظرة البائسة ، فقلبها لن يحتمل لوعتها عليك ،ومن الواجب أن نمنحها جميعا شعورا بالأمل والتفاؤل .. هل تفهمني ؟

أجابه الأب في استسلام:


نعم اطمئن.

أفسح له نبيل الطريق ، وراح يراقبه حتى بلغ سرير ابنته ، ثم اغلق الباب بهدوء

وكانت غادة قد عادت تستسلم الى المخدر ، فأغلقت عينيها وارتخى جسدها ، وأن لم تغب عن الوعي تماما فوقف الأب مترددا حائرا ما بين لهفته علي أايقاضها والأطمئنان على صحتها ، وضرورة منحها أكبر قدر من الراحة والسكينة ،ألا أن غادة أنقذته من حيرته عندما فتحت عينيها في صعوبة ، حين شعرت بوجوده ألى جوارها، زاستقبلته بأبتسامة شاحبة واهنة ، عجز ضعفها على منحها الأشراقة المعتادة ، وهي تقول في ضعف: أبي ...

مريم خالد . 98
20-11-2009, 08:55 PM
شكرا لكن لو سمحتي انريد تكملة القصو ووين القى الجزء الاول من القصة ..؟

هل هذه القصة حقيقية أم لا ..؟

J1CHANCE
20-11-2009, 09:06 PM
اولا..لو سمحت .. وبعدين حقيقية .. والجزء الاول .. http://www.study4uae.com/vb/study4uae289/article111495/

أنوار الخليج
25-11-2009, 06:32 PM
قصة عجيبه اكمل ..........