المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مجموعة تقارير للفصل الأول



نونو الصغيره
12-11-2009, 05:48 PM
سورة يس 4
في رحاب الآيات :-
{وآية} أي علامة لهم أخرى على قدرة الله على البعث {الليل نسلخ [11] منه النهار} أي نفصل عنه النهار بمعنى نزيله عنه فإذا هم في الليل مظلمون أي داخلون في الظلام فهذه آية على قدرة الله على البعث وقوله { والشمس تجري لمستقر [12] لها} أي تجري في فلكها منه تبتدىء سيرها وإليه ينتهي سيرها وذلك مستقرها، ولها مستقر آخر وهر نهاية الحياة الدنيا، وإنها لتسجد كل يوم تحت [13] العرش وتستأذن باستئناف دورانها فيأذن لها كما صح بذلك الخبر عن سيد البشر محمد صلى الله عليه وسلم وكونها تحت العرش فلا غرابة فيه فالكون كله تحت العرش وكونها تستأذن فيؤذن لها لا غرابة فيه إذا كانت النملة تدبر أمر حياتها بإذن ربها وتقول وتفكر وتعمل فالشمس أحرى بذلك وأنها تنطق بنطقها الخاص وتستأذن ويؤذن لها وقوله تعالى {ذلك تقدير العزيز} أي الغالب على مراده العليم بكل خلقه، وتقدير سير الشمس في فلكها بالثانية وتقطع فيه ملايين الأميال أمر عجب ونظام سيرها طوال الحياة فلا يختل بدقيقة ولا يرتفع مستواها شبرا ولا ينخفض شبرا إذ يترتب على ذلك حرام العالم الأرضي كل ذلك لا يقدر عليه إلا الله، أليس المبدع هذا الإبداع في الخلق والتدبير قادر على إحياء من خلق وأمات ؟ بلى، بلى إن الله على كل شيء قدير. وقوله تعالى {والقمر قدرناه [14] منازل حتى عاد كالعرجون القديم} هذه آية أخرى على إمكان البعث وحتميته والقمر كوكب منير يدور حول الأرض يتنقل في منازله الثمانية والعشرين منزلة بدقة فائقة وحساب دقيق ليعرف بذلك سكان الأرض عدد السنين والحساب إذ لولاه لما عرف يوم ولا أسبوع ولا شهر ولا سنة ولا قرن. فالقمر يبدأ هلالا صغيرا ويأخذ في الظهور فيكبر بظهوره شيئا فشيئا- حتى يصبح في نصف الشهر بدرا كاملا، ثم يأخذ في الأفول والاضمحلال بنظام عجب حتى يصبح في آخر الشهر كالعرجون القديم أي كعود العرجون أصفر دقيق مقوس كل ذلك لفائدة الإنسان الذي يعيش على سطح هذه الأرض أليس هذا آية كبرى على قدرة الله العزيز العليم على إعادة الحياة لحكمة الحساب والجزاء؟ بلى إنها لآية كبرى فقوله { لا الشمس [15] ينبغي لها أن تدرك القمر} أي لا يسهل على الشمس ولا يصح منها أن تدرك القمر فيذهب نوره بل لكل سيره فلا يلتقيان إلا نادرا في جزء معين من الأفق فيحصل خسوف القمر وكسوف الشمس. وقوله {ولا الليل سابق النهار} بل كل من الليل والنهار يسير في خط مرسم لا يتعداه فلذا لا يسبق الليل النهار ولا النهار الليل فلا يختلطان إلا بدخول جزء من هذا في هذا وجزء من ذاك في ذا وهو معنى {يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل} وقوله وكل في فلك يسبحون} [16] أي كل واحد من الشمس والقمر والكواكب السيارة في فلك يسبحون فلذا لا يقع فيها خلط ولا ارتطام [17] بعضها ببعض إلى نهاية الحياة فيقع ذلك ويخرب الكون. { وآية لهم} أي أخرى غير ما سبق { أنا حملنا ذريَّتهم في الفلك المشحون [18] } أي حملنا ذرية قوم نوح المؤمنين فأنجيناهم بإيمانهم وتوحيدهم وأغرقنا المشركين فهي آية واضحة عن رضا الله تعالى عن المؤمنين الموحدين وسخطه على الكافرين المشركين المكذبين إن في هذا الإنجاء للموحدين والإغراق للمشركين آية وعبرة لو كان مشركو قريش في مكة يفقهون. وقوله تعالى { وخلقنا لهم من مثله ما يركبون} وهذه آية أخرى أيضا وهي أن الله أنجى الموحدين في فلك لم يسبق له مثيل ثم خلق لهم مثله ما يركبون إلى يوم القيامة ولو شاء عدم ذلك لما كان لهم فلك إلى يوم القيامة وآية أخر{ وإن نشأ نغرقهم فلا صريخ لهم} وهي قدرته تعالى على إغراق ركاب السفن الكافرين وان فعلنا لم يجدوا صارخا [19] ولا مغيثا يغيثهم وينجيهم من الغرق {إلا رحمة منا [20] } اللهم إلا رحمة منا فإنها تنالهم فتنجيهم ليتمتعوا في حياتهم بما كانوا يتمتعون به إلى حين حضور آجالهم المحدودة لهم. وقوله تعالى: { وإذا قيل لهم اتقوا ما بين أيديكم وما خلفكم لعلكم ترحمون [21] } أي إذا قيل لهؤلاء المكذبين بآيات الله المعرضين عن دينه المشركين به اتقوا ما بين أيديكم من العذاب حيث موجبه قائم وهو كفركم وعنادكم، وما خلفكم من عذاب الآخرة إذ مقتضيه موجود وهو الشرك والتكذيب رجاء أن ترحموا فلا تعذبوا أعرضوا كأنهم لم يسمعوا. وقوله {وما تأتيهم من آية من آيات} [22] كلام ربهم القرآن الكريم تحمل الحجج والبراهين على صحة ما يدعون إليه من الإيمان والتوحيد إلا كانوا عنها معرضين تمام الإعراض كأن قلوبهم قدت من حجر والعياذ بالله تعالى. {وإذا قيل لهم [23]} أي وإذا قيل لأولئك المشركين المكذبين الملاحدة والقائل هم المؤمنون فقد روي أن أبا بكر الصديق كان يطعم مساكين المسلمين فلقيه أبو جهل فقال يا أبا بكر أتزعم أن الله قادر على إطعام هؤلاء؟ قال: نعم. قال: فما باله لا يطعمهم؟ قال ابتلى قوماً بالفقر وقوماً بالغنى وأمر الفقراء بالصبر، وأمر الأغنياء بالإعطاء، فقال أبو جهل، والله يا أبا بكر إن أنت إلا في ضلال مبين. أتزعم أن الله قادر على إطعام هؤلاء ؟ وهو لا يطعمهم ثم تطعمهم أنت فنزلت هذه الآية وبهذه الرواية اتضح معنى الآية الكريمة {وإذا قيل لهم} أي للكفار {أنفقوا مما رزقكم الله} على المساكين {قال الذين كفروا للذين آمنوا } الآمرين لهم بالإنفاق {أنطعم من لو يشاء الله أطعمه } قالوا هذا استهزاء وكفرا {إن أنتم} أي ما أنتم أيها المسلمون {إلا في ضلال مبين} أي إلا في ذهاب عن الحق وجور عن الرشد مبين لمن تأمله وتدبر فيه. وقوله {ويقولون متى [24] هذا الوعد إن كنتم صادقين } أي ويقول أولئك الملاحدة المكذبون بالبعث استهزاء واستعجالا. متى هذا الوعد الذي تعدوننا به أيها المسلمون إن كنتم صادقين في د عوا كم.
أدلة وحدانية الله تعالى
صفة الوحدانية:عدم التعدد في ذاته وفي صفاته وفي أفعاله فذاته تعالي لست مركبة من أجزاء ولذلك قال الله تعالي عن نفسه( قل هو الله أحد)
فالشيء قد يكون واحدا ومع ذلك يكون مركبا من أجزاء أما الله تعالي فهو أحد ليس مركبا من أجزاء ولا توجد أجزاء تشبه ذاته تعالي .
ومعني عدم التعدد في الصفات عدم وجود صفتين لله من نوع واحد كعلمين وقدرتين وعدم وجود صفة لغيره تشبه صفته تعالي .
وأما عدم التعدد في الأفعال فمعناه عدم وجود فعل لأحد غيره يشبه فعله تعالي . وهذا معني الو حدانية عند أهل السنة والجماعة.
زملاءنا النصاري كونو حياديين في حكمكم علي الأشياء فلن يدخل معكم القبر أحد يحمل عنكم جزءا من الجحيم.
وأقرءوا جيدا وبتمعن
الأدلة العقلية علي وحدانية الله وإبطال الشرك به.
وبناء علي ذلك فنحن نحتاج إلي ثلاثة أدلة:
1-نفي التعدد في الذات بمعني عدم تركبها إلي أجزاء .
2-نفي التعدد في الذات بمعني عدم وجود إلهين.
3-ونفي تعدد الصفات بمعني عدم وجود صفتين له من نوع واحد.
وإليكم الأدلة:
أولا : ما الدليل علي نفي التعدد في الذات بمعني عدم تركبها إلي أجزاء.
أولا: نحن متفقين سواء يهود أو نصاري أو مسلمون علي أن الله قديم أي غير حادث (قديم: يعني هو اللي خلق الكون ومفيش حد قبله في الكون كله ــــــــــــــــــ وحادث يعني:يعني جديد وبالعلم كده مفيش حاجتين في اتجاهين متضادين بيكونو مع بعض في حاجة واحد
يبقي الدليل هو أنه لو تركبت ذاته تعالي من أجزاء لكان محتاجا إلي أجزائه والإحتياج دليل الحدوث وهذا محال علي الله لأننا ثبتنا انه قديم وليس بحادث.
بطريقة أخري لو تركبت ذاته تعالي من أجزاء لكان محتاجا إلي أجزائه ولكان محتاجا الي من يعينه علي تركيب أجزائه وهذا يعني وجود ْاخر قبل الله وهذا محال لأننا ثبتنا أن الله هو الأول وهو القديم
إذن فإن ذات الله ليست مركبة من أجزاء.
ثانيا:نفي التعدد في الذات بمعني عدم وجود إلهين فهو لو فرض وجود إلهين كل منهما متصف بصفات الألوهية من العلم و الإرادة والقدرة.............إلخ فإما أن تتفق إرادتهما أو تختلفا وكل من الفرضين محال فوجود إلهين محال وذلك للآتي:
1-حالة الإختلاف وذلك أنه لو تعلقت إرادة أحدهما بخلق شيء مثلا وتعلقت إرادة الأخر بعدم خلقه فإن الإحتمالات العقلية ستكون كالآتي:
أ-إما أن ينفذ مرادهما معا وهو محال لإجتماع النقيضين(الخلق وعدم الخلق).
ب-وغما ألا ينفذ مرادهما معا وهو محال لأنه رفع للنقيضين ويلزم عجزهما والعجز علي الإله محال.
ج-و‘ما ان ينفذ مراد أحدهما دون الأخر وهذا يستلزم عجز من لم تنفذإرادته وبما أن الإله الثاني مثله فهو عاجز أيضا لأن ما ثبت لأحد المثلين يثبت للآخر بمعني :
إذا كان س=ص ،س=1 فكم تساوي ص
إذن ص=1 لأنها زي س صح؟...................صح
وأما بالنسبة لبطلان حالة إتفاق إرادة الإلهين علي شء واحد مثل إيجاد زهراء فالإحتمالات العقلة هي:
أ- أن يوجداه معا علي سبيل الإستقلال في وقت واحد وهو محال لأنه يودي إلي إجتماع مؤثرين علي أثر واحد يعني (كل واد فيهم يوجد زهراء بنفس الشكل وفس نفس الوقت إذن النتيجة 2 زهراء مش زهراء واحدة وهذا ليس هو المطلوب).
ب-أن يوجداه معا عل سبيل الترتيب بأن يوجده أحدهما ثم يوجده الآخر وهو محال ؛ لانه تحصيل حاصل (يعني واحد يوجده وبعدين التاني يوجده برده) بالله عليكم ده كلام.
ج-أن يوجداه علي سبيل المعاونة فكل منهما يعاون زميله في إيجاده وهو محال وذلك لأنه إن حدث ذلك فمعناه أن كل منهما عاجز- عن إيجاد زهراء - وحده بإحتياجه للآخر يعني (كل واحد عايز التاني يساعده في إيجاد زهراء ).
د- أن يوجداه عي سبيل التقسيم بأن يوجد أحدهما بعضه والآخر بعضه وهو محال لأنه يلزمه عجز كل منهما فكل منهما لا يقدر علي التصرف فيما تصرف فيه الإله الآخر يعني (واحد يخلق جزء من زهراء والتاني يخلق الجزء التاني بتوضيح أكتر واحد خلق الراس وواحد خلق البطن وهكذا........... طيب يعني هو واحد عاجز عن إنه يخلق زهراء بدون تقسيم بينه وبين الإله التاني ؟
طيب علي أي أساس الإله ده أختار إنه يخلق الراس وده يخلق البطن ليه مكنش العكس؟
طيب هو في حد حكم بينهم وقال ده يخلق اراس وده يخلق البطن؟؟؟ وإذا كان في طيب مين هو؟
وإذا بطلت هذه الإحتمالات سواء في حالة الإختلاف أو في حالة الإتفاق انتف بذلك القول بتعدد ذات الله وثبتت وحدانيته#.
ثالثا:نفي التعدد في الصفات بمعني عدم وجود صفتين لله تعالي من نوع واحد كقدرتين مثلا فلأنه يلزم عليه أحد محالين :
أ- إن كان الإيجاد بهما معا يلزم الإجتماع مؤثرين علي أثر واحد وهو محال.
ب-إن كان الإيجاد بأحدهما دون الأخر يلزم عليه التعطيل للأخري وكونها لا فائدة منها . وهذا محال.#
وبذلك ثبتت وحدانية الله عز وجل والحمد لله رب العالمين .







الرسول صلى الله عليه وسلم معلما ومربيا

{ يتلوا عليكم ءايته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة} . هديتنا لسبيل الحق نسلكه مسّكتنا حبل هدى غير منصرم أنت الإمام الذي نرجو شفاعته وأنت قدوتنا في حالك الظلم كان صلى الله عليه وسلم مربيا كملت مناقب المربي فيه، فهو رفيق في تعليمه ويقول:" إن الله رفيق يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف" أخرجه البخاري 6927 ومسلم 2593 عن عائشة رضي الله عنها. ويقول:" ما كان الرفق في شيء إلا زانه، وما نزع من شيء إلا شانه" أخرجه مسلم 2594 عن عائشة رضي الله عنها. وكان يصل الى قلوب الناس بألين السبل حتى قال فيه ربه عز وجل:{ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ } آل عمران 159. فهو أعظم من تمثل خلق القرآن، فتجده القريب من النفوس، الحبيب الى القلوب. جاءه أعرابي فقال في التشهد: الله ارحمني ومحمدا ولا ترحم معنا أحدا، فقال له صلى الله عليه وسلم:" لقد حجرت واسعا" أخرجه البخاري 6010 عن أبي هريرة. أي أنه ضيّق رحمة الله التي وسعت كل شيء، ثم قام الأعرابي فبال في طرف المسجد، فأراد الصحابة ضرب الأعرابي، فمنعهم صلى الله عليه وسلم ودعا بدلو من ماء فصبّه على بول الأعرابي، ثم دعا الأعرابي برفق ولين وحسن خلق فقال:" إن هذه المساجد لا يصلح فيها شيء من الأذى والقذر، وإنما هي للصلاة والذكر وقراءة القرآن" أخرجه مسلم 285 عن أنس بن مالك رضي الله عنه. فذهب هذا الأعرابي الى قومه لما رأى منا لرفق واللين، فدعاهم الى الإسلام فأسلموا. وجلس معه صلى الله عليه وسلم غلام على مائدة الطعام، فأخذت يد الغلام تطيش في الصحفة، فما نهره ولا زجره وإنما قال له برفق:" سمّ الله وكل بيمينك وكل مما يليك" أخرجه البخاري [ 5376، 5378] ومسلم 2022 عن عمر ابن أبي سلمة رضي الله عنه. ودخل اليهود عليه صلى الله عليه وسلم فقالوا: السام عليك، يعني الموت، فقالت عائشة: عليكم السام واللعنة، فقال صلى الله عليه وسلم:" يا عائشة، ما هذا؟ إن الله يكره الفحش والتفاحش، وقد رددت عليهم ما قالوا، فقلت: وعليكم" أخرجه البخاري [ 2935، 6030] ومسلم 2165 عن عائشة رضي الله عنها. وليس في قاموس حياته صلى الله عليه وسلم ولا في معجم أدبه كلمة نابية ولا بذيئة ولا فاحشة، وإنما طهر كله ونقاء وصفاء ولين ووفاء، لأنه رحمة مهداة، ونعمة مسداة، وبركة عامة، وخير متصل. وكان صلى الله عليه وسلم يتخوّل أصحابه بالموعظة كراهية السآمة والملل عليهم، أي يتركهم فترات من الزمن بلا وعظ ليكون أنشط لنفوسهم وأروح لقلوبهم، فكان إذا وعظهم أوجز وأبلغ، وكان ينهى عن التطويل على الناس وإدخال المشقة عليهم، سواء في الصلاة أو الخطب، ويقول:" إن قصر خطبة الرجل وطول صلاته مئنة من فقهه" أخرجه مسلم 869 عن عمار رضي الله عنه. أي علامة على فقهه، فقصّروا الخطبة وأطيلوا الصلاة. وأنكر عمر على الحبشة لعبهم بالحراب في مسجده صلى الله عليه وسلم فقال:" دعهم يا عمر، ليعلم يهود أن في ديننا فسحة" أخرجه أحمد [ 24334، 25431] عن عائشة رضي الله عنها أنظر كشف الخفاء: 658. ودخل أبو بكر عليه صلى الله عليه وسلم في بيت عائشة رضي الله عنها وعندها جاريتان تغنيان يوم العيد، فقال أبو بكر: أمزمار الشيطان في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال صلى الله عليه وسلم:" دعهم يا أبا بكر، فإن لكل قوم عيدا وهذا عيدنا" أخرجه البخاري [ 952، 3931] ومسلم 892 عن عائشة رضي الله عنها. وسأل صلى الله عليه وسلم عائشة عن زواج حضرته للأنصار:" هل كان معكم شيء من لهو؟ ـ أي من طرب ـ فإن الأنصار يعجبهم اللهو" أخرجه البخاري 5163 عن عائشة رضي الله عنها. كل هذا في حدود المباح الذي يريح النفس ويذهب عنها السأم والملل، أما الحرام فكان أبعد الناس عنه صلى الله عليه وسلم. وكان صلى الله عليه وسلم يربي أصحابه بالقدوة الحيّة الماثلة فيه صلى الله عليه وسلم، فكان يدعوهم الى تقوى الله وهو أتقاهم، وينهاهم عن الشيء فيكون أشدّهم حذرا منه، ويعظهم ودموعه على خدّه الشريف، ويوصيهم بأحسن الخلق، فإذا هو أحسنهم خلقا، ويندبهم الى ذكر الله وإذا به أكثرهم ذكرا، ويناديهم الى البذل والعطاء ثم يكون أسخاهم يدا وأكرمهم نفسا، وينصحهم بحسن العشرة مع الأهل، ثم تجده أحسن الناس لأهله رحمة وعطفا ورقة ولطفا: يا صاحب الخلق الأسمى وهل حملت روح الرسالات إلا روح مختار أعلى السجايا التي صاغت لصاحبه امن الهدى والمعالي نصب تذكار والعجيب توصّله صلى الله عليه وسلم الى غرس هذه الفضيلة في نفوس أصحابه غرسا بقي بقاء حياتهم، ودام دوام أعمارهم ونقله الأتباع عنهم، وأتباع الأتباع عن الأتباع الى اليوم، فكان إذا لقيه الرجل يوما من الدهر أو ساعة من الزمن وآمن به، ترك عليه من الأثر ما يبقى ملازما له حتى الموت، فكأن ليس في حياة هذا الرجل إلا ذلك اليوم أو تلك الساعة التي لقي فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم: قد يضيق العمر إلا ساعة وتضيق الأرض إلا موضعا وما ذاك إلا لصدق نبوته عليه الصلاة والسلام وبركة دعوته، وعظيم إخلاصه وجلالة خلقه ونبل فضائله: فعليه ما سجع الحمام سلامنا فيه إله العالمين هدانا.

سورة يس 5
4]{ويقولون متى [2 هذا الوعد إن كنتم صادقين } أي ويقول أولئك الملاحدة المكذبون بالبعث استهزاء واستعجالا. متى هذا الوعد الذي تعدوننا به أيها المسلمون إن كنتم صادقين في د عوا كم.
قال تعالى { ما ينظرون إلا صيحة واحدة} وهي نفخة اسرافيل في الصور وهي نفخة الفناء { تأخذهم وهم يخصمون [25] } أي يختصمون في أسواقهم يبيعون ويشترون، وفي مجالسهم العامة والخاصة إذ تأتيهم بغتة وهم لا يشعرون قال تعالى { فلا يستطيعون توصية} يوصي بها أحدهم لابنه أو أخيه، ولا إلى أهلهم أي منازلهم وأزواجهم وأولادهم يرجعون بل يصعقون في أماكنهم. وقوله تعالى {ونفخ في الصور}، أي صور اسرافيل وهو قرن ويقال له البوق أيضا نفخة البعث من القبور أحياء فإذا هم من الأجداث جمع جدث وهو القبر ينسلون [26] أي ماشين مسرعين إلى ربهم لفصل القضاء والحكم بينهم فيما اختلفوا فيه في هذه الدنيا من إيمان وكفر وإحسان وإساءة وعدل وظلم. قالوا ياويلنا أي نادوا ويلهم وهلاكهم لما شاهدوا من أهوال الموقف { من بعثنا من مرقدنا} [27] وأجابهم المؤمنون بقولهم {هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون } إذ واعدنا الله بلقائه وأخبرتنا الرسل به وبتفاصيله وقوله تعالى {إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم جميع لدنيا محضرون} أي ما هي إلا صيحة واحدة لاسرافيل فإذا الكل واقف بين يدي اللْه تعالى ليحاسب ويجزي قال تعالى{ فاليوم لا تظلم نفس شيئا} أي في هذا اليوم الذي وقفت الخليقة فيه بين يدي ربها لا تظلم نفس شيئا لا بنقص حسنة من حسناتها ولا بزيادة سيئة على سيئاتها. ولا تجزون أيها العباد إلا ما كنتم تعملون من خير وشر.





ما إن حضروا بين يدي الله سبحانه وتعالى للحساب والجزاء حتى أعلن عما يلي: إن أصحاب الجنة اليوم [1] في شغل فاكهون أي إنهم في شغل عما فيه أصحاب النار إنهم في شغل بالنعيم المقيم فاكهون [2] أي ناعمون بالتلذذ بألوان المطاعم والمشارب والحور العين إنهم وأزواجهم في ظلال الجنة على الأرائك [3] أي الأسرة ذات الحجلة متكئون. لهم فيها أي في دار السلام فاكهة من كل زوج ولون ونوع ولهم ما يدعون أي ما يتمنون ويطلبون، وأعظم من ذاك سلام الربّ تعالى عليهم [4] سلام قولا من ربّ رحيم أي سلام من الله بالقول لا بغيره من أنواع السلامة والسلام. فقد روى البغوي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بينما أهل الجنة في نعيمهم إذ يسطع لهم نور فرفعوا رؤوسهم فإذا الربّ عز وجل قد أشرف عليهم من فوقهم السلام عليكم يا أهل الجنة. فذلك قوله تعالى سلام قولا من ربّ رحيم فينظر إليهم وينظرون إليه فلا يلتفتون إلى شيء من النعيم ما داموا ينظرون إليه حتى يحتجب عنهم فيبقى نوره وبركته عليهم في ديارهم.










سعيد بن جبير
'سعيد بن جبير الأسدي (46-95 هـ) تابعي حبشي الأصل، كان تقيا وعالما بالدين درس العلم عن عبد الله بن عباس حبر الأمة وعن عبد الله بن عمر وعن السيدة عائشة أم المؤمنين في المدينة المنورة، سكن الكوفة و نشر العلم فيها و كان من علماء التابعين، فأصبح إماما و معلما لأهلها، قتله الحجاج بن يوسف الثقفي بسبب خروجه مع عبد الرحمن بن الأشعث في ثورته على بني أمية.
كان دعاء سعيد بن جبير على الحجاج قبل مقتله "اللهم لا تسلطه على قتل أحد من بعدي". وفعلا مات الحجاج دون ان يقتل أحد من بعد سعيد بن جبير. وبعد مقتل سعيد بن جبير اغتم الحجاج غما كبيرا وكان يقول : ما لي ولسعيد بن جبير كلما أردت النوم أخذ برجلي ويقال : إنه رؤي الحجاج في النوم بعد موته فقيل له : ما فعل الله بك ؟ فقال : قتلني بكل قتيل قتلة وقتلني بسعيد بن جبير سبعين قتلة ، يوجد مرقد سعيد بن جبير بواسط في العراق . وُلِدَ سعيد بن جبير في زمن خلافة الإمام على بن أبي طالب - رضي الله عنه- بالكوفة، وقد نشأ سعيد محبًّا للعلم، مقبلاً عليه، ينهل من معينه، فقرأ القرآن على ابن عباس، وأخذ عنه الفقه والتفسير والحديث، كما روى الحديث عن أكثر من عشرة من الصحابة، وقد بلغ رتبة في العلم لم يبلغها أحد من أقرانه، قال خصيف بن عبد الرحمن عن أصحاب ابن عباس: كان أعلمهم بالقرآن مجاهد وأعلمهم بالحج عطاء، وأعلمهم بالطلاق سعيد بن المسيب، وأجمعهم لهذه العلوم سعيد بن جبير. وكان ابن عباس يجعل سعيدًا بن جبير يفتي وهو موجود، ولما كان أهل الكوفة يستفتونه، فكان يقول لهم: أليس منكم ابن أم الدهماء؟ يعني سعيد بن جبير، وكان سعيد بن جبير كثير العبادة لله، فكان يحج مرة ويعتمر مرة في كل سنة، ويقيم الليل، ويكثر من الصيام، وربما ختم قراءة القرآن في أقل من ثلاثة أيام، وكان سعيد بن جبير مناهضًا للحجاج بن يوسف الثقفي أحد أمراء بني أمية، فأمر الحجاج بالقبض عليه، فلما مثل بين يديه، دار بينهما هذا الحوار: الحجاج: ما اسمك؟ سعيد: سعيد بن جبير. الحجاج: بل أنت شقي بن كسير. سعيد: بل أمي كانت أعلم باسمي منك. الحجاج: شقيتَ أنت، وشقيتْ أمك. سعيد: الغيب يعلمه غيرك. الحجاج: لأبدلنَّك بالدنيا نارًا تلظى. سعيد: لو علمتُ أن ذلك بيدك لاتخذتك إلهًا. الحجاج: فما قولك في محمد. سعيد: نبي الرحمة، وإمام الهدى. الحجاج: فما قولك في على بن أبي طالب، أهو في الجنة أم في النار؟ سعيد: لو دخلتها؛ فرأيت أهلها لعرفت. الحجاج: فما قولك في الخلفاء؟ سعيد: لست عليهم بوكيل. الحجاج: فأيهم أعجب إليك؟ سعيد: أرضاهم لخالقي. الحجاج: فأيهم أرضى للخالق؟ سعيد: علم ذلك عنده. الحجاج: أبيتَ أن تَصْدُقَنِي. سعيد: إني لم أحب أن أكذبك. الحجاج: فما بالك لم تضحك؟ سعيد: لم تستوِ القلوب..وكيف يضحك مخلوق خلق من طين والطين تأكله النار. وهب سعيد حياته للإسلام، ولم يَخْشْ إلا الله، ولد في الكوفة، يفيد الناس بعلمه النافع، ويفقه الناس في أمور دينهم ودنياهم، فقد كان إمامًا عظيمًا من أئمة الفقه في عصر الدولة الأموية، حتى شهد له عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- بالسبق في الفقه والعلم، فكان إذا أتاه أهل مكة يستفتونه يقول: أليس فيكم ابن أم الدهماء (يقصد سعيد بن جبير). كان سعيد بن جبير يملك لسانًا صادقًا وقلبًا حافظًا، لا يهاب الطغاة، ولا يسكت عن قول الحق، فالساكت عن الحق شيطان أخرس، فألقى الحجاج بن يوسف القبض عليه بعد أن لفق له تهمًا كاذبة، وعقد العزم على التخلص منه، لم يستطع الحجاج أن يسكت لســانه عن قول الحق بالتـهديد أو التخويف، فقد كان سعيد بن جبير مؤمنًا قوي الإيمان، يعلم أن الموت والحياة والرزق كلها بيد الله، ولا يقدر عليه أحد سواه. اتبع الحجاج مع سعيد بن جبير طريقًا آخر، لعله يزحزحه عن الحق، أغراه بالمال والدنيا، وضع أموالا كثيرة بين يديه، فما كان من هذا الإمام الجليل إلا أن أعطى الحجاج درسًا قاسيًا، فقال: إن كنت يا حجاج قد جمعت هذا المال لتتقي به فزع يوم القيامة فصالح، وإلا ففزعة واحدة تذهل كل مرضعة عما أرضعت. لقد أفهمه سعيد أن المال هو أعظم وسيلة لإصلاح الأعمال وصلاح الآخرة، إن جمعه صاحبه بطريق الحلال لاتـِّقاء فزع يوم القيامة..{يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم} [الشعراء:88-89]. ومرة أخرى تفشل محاولات الحجاج لإغراء سعيد، فهو ليس من عباد الدنيا ولا ممن يبيعون دينهم بدنياهم، وبدأ الحجاج يهدد سعيدًا بالقضاء عليه، ودار هذا المشهد بينهما: الحجاج: ويلك يا سعيد! سعيد: الويل لمن زحزح عن الجنة وأدخل النار. الحجاج: أي قتلة تريد أن أقتلك؟ سعيد: اختر لنفسك يا حجاج، فوالله ما تقتلني قتلة إلا قتلتك قتلة في الآخرة. الحجاج: أتريد أن أعفو عنك؟ سعيد: إن كان العفو فمن الله، وأما أنت فلا براءة لك ولا عُذر. الحجاج: اذهبوا به فاقتلوه. فلما خرجوا ليقتلوه، بكي ابنه لما رآه في هذا الموقف، فنظر إليه سعيد وقال له: ما يبكيك؟ ما بقاء أبيك بعد سبع وخمسين سنة؟ وبكي أيضًا صديق له، فقال له سعيد: ما يبكيك؟ الرجل: لما أصابك. سعيد: فلا تبك، كان في علم الله أن يكون هذا، ثم تلا: {ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها} [الحديد:22] ثم ضحك سعيد، فتعجب الناس وأخبروا الحجاج، فأمر بردِّه، فسأله الحجاج: ما أضحكك؟ سعيد: عجبت من جرأتك على الله وحلمه عنك. الحجاج: اقتلوه. سعيد: {وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفًا وما أنا من المشركين} [الأنعام: 79]. الحجاج: وجهوه لغير القبلة. سعيد: {فأينما تولوا فثم وجه الله} [البقرة: 115]. الحجاج: كبوه على وجهه. سعيد: {منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى} [طه: 55]. الحجاج: اذبحوه. سعيد: أما أنا فأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدًا عبده ورسوله، خذها مني يا حجاج حتى تلقاني بها يوم القيامة، ثم دعا سعيد ربه فقال: اللهم لا تسلطه على أحد يقتله بعدي. ومات سعيد شهيدًا في 11 رمضان 95هـ الموافق 714م، وله من العمر سبع وخمسون سنة، مات ولسانه رطب بذكر الله.











أم عمار رضي الله عنها
سمية ام عمار رضي الله عنها اول شهيدة في الاسلام نسبها: سمية بنت الخُباط، هي أم عمار بن ياسر، أول شهيد استشهد في الإسلام، وهي ممن بذلوا أرواحهم لإعلاء كلمة الله عز وجل، وهي من المبايعات الصابرات الخيرات اللاتي احتملن الأذى في ذات الله. كانت سمية من الأولين الذين دخلوا في الدين الإسلامي وسابع سبعة ممن اعتنقوا الإسلام بمكة بعد الرسول صلى الله عليه وسلم وأبي بكر الصديق وبلال وصهيب وخباب وعمار ابنها. فرسول الله صلى الله عليه وسلم قد منعه عمه عن الإسلام، أما أبوبكر الصديق فقد منعه قومه، أما الباقون فقد ذاقوا أصناف العذاب وألبسوا أدراع الحديد وصهروا تحت لهيب الشمس الحارقة. عن مجاهد، قال: أول شهيد استشهد في الإسلام سمية أم عمار. قال: وأول من أظهر الإسلام رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبوبكر، وبلال، وصهيب، وخباب، وعمار، وسمية أم عمار زواجها: كانت سمية بنت خباط أمة لأبي حذيفة بن المغيرة بن عبدالله ابن عمر بن مخزوم، تزوجت من حليفه ياسر بن عامر بن مالك بن كنانه بن قيس العنسي. وكان ياسر عربياً قحطانياً مذحجيًا من بني عنس، أتى إلى مكة هو وأخويه الحارث والمالك طلباً في أخيهما الرابع عبدالله، فرجع الحارث والمالك إلى اليمن وبقي هو في مكة. حالف ياسر أبا حذيفة ابن المغيرة بن عبدالله بن عمر بن مخزوم، وتزوج من أمته سمية وانجب منها عماراً، فأعتقه أبوحذيفة، وظل ياسر وابنه عمار مع أبي حذيفة إلى أن مات، فلما جاء الإسلام أسلم ياسر وأخوه عبدالله وسمية وعمار تعذيب المشركين لآل ياسر: عذب آل ياسر أشد العذاب من أجل اتخاذهم الإسلام ديناً الذي أبوا غيره، وصبروا على الأذى والحرمان الذي لاقوه من قومهم، فقد ملأ قلوبهم بنور الله عزوجل فعن عمار أن المشركين عذبوه عذاباً شديداً فاضطر عمار لإخفاء . إيمانه عن المشركين وإظهار الكفر وقد أنزلت آيه في شأن عمار في قوله عزوجل: ( من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان). وعندما أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:ما وراءك؟ قال : شر يا رسول الله! ما تُركت حتى نلت منك وذكرت آلهتهم بخير! .قال: كيف تجد قلبك؟ قال : مطمئناً بالإيمان. قال : فإن عادوا لك فعد لهم هاجر عمار إلى المدينة عندما اشتد عذاب المشركين للمسلمين، وشهد معركة بدر وأحد والخندق وبيعة الرضوان والجمل واستشهد في معركة صفين في الربيع الأول أو الآخر
من سنة سبع وثلاثين للهجرة، ومن مناقبه، بناء أول مسجد في الإسلام وهو مسجد قباء . وقد كان آل ياسر يعذبون بالأبطح في رمضاء مكة وكان الرسول الله صلى الله عليه وسلم يمر بهم ويدعو الله عزوجل أن يجعل مثواهم الجنة، وأن يجزيهم خير الجزاء. عن ابن إسحاق قال: حدثني رجال من آل عمار بن ياسر أن سمية أم عمار عذبها هذا الحي من بني المغيرة بن عبدالله بن عمر بن مخزوم على الإسلام، وهي تأبى غيره، حتى قتلوها، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بعمار وأمه وأبيه وهم يعذبون بالأبطح في رمضاء مكة، فيقول: صبراً آل ياسر فإنّ موعدكم الجنة وفاتها: نالت سمية الشهادة بعد أن طعنها أبوجهل بحربة بيده في قُبلها فماتت على إثرها. وكانت سمية حين استشهدت امرأة عجوز، فقيرة، متمسكة بالدين الإسلامي، ثابته عليه لا يزح زحها عنه أحد، وكان إيمانها الراسخ في قلبها هو مصدر ثباتها وصبرها على احتمال الأذى الذي لاقته على أيدي المشركين. مصير القاتل: أبوجهل هو عمرو بن هشام بن المغيرة بن عبدالله بن عمر بن مخزوم القرشي، ويكنى بأبي الحكم. كان من أشد الناس عداوة للإسلام والمسلمين، وأكثرهم أذى لهم. وقد لقبه المسلمون بأبي جهل لكثرة تعذيبه المسلمين وقتله سمية، ولكن الله سبحانه وتعالى يمهل ولا يهمل. قتل أبو جهل في معركة بدر الكبرى، حيث قاتل المسلمون المشركين بأسلوب الصفوف، بينما قاتل المشركون المسلمين بأسلوب الكر والفر. طعن أبا جهل على يدي ابني عفراء، عوف بن الحارث الخزرجي الأنصاري، ومعوذ بن الحارث الخزرجي الأنصاري، رضي الله عنهما، ولكنه لم يمت على أثر طعناتهما بسبب ضخامة جسده، ولأن ابني عفراء كانا صغيرين بالسن، لكنه لفظ نفسه الأخيرة على يد عبدالله بن المسعود الذي أجهز عليه. ولقد استشهد ابنا عفراء في هذه معركة رضي الله عنهما. قال عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه: ( إني لفي الصف يوم بدر، إذ التفت فإذا عن يميني وعن يساري فتيان حديثا السن، فكأني لم آمن بمكانهما، إذ قال لي أحدهما سراً من صاحبه: يا عم! أرني أبا جهل! فقلت يا ابن أخي! ما تصنع به؟! قال: عاهدت الله إن رأيته أن أقتله أو أموت دونه. قال لي الأخر سراً من صاحبه مثله، فأشرت لهما إليه, فشدا عليه مثل الصقرين،فضرباه حتى قتلاه .( بعد مقتل أبا جهل، قال النبي صلى الله عليه وسلم لعمار بن ياسر ( قتل الله قاتل أمك ).

سورة يس 6
{ وامتازو [6] اليوم أيها المجرمون} أي يأمر تعالى المجرمين وهم الذين أجرموا على أنفسهم بالشرك وارتكاب المعاصي فأفسدوها يأمرهم بأن يتميَّزوا عن المؤمنين فينفردوا وحدهم ويسار بأهل الجنة إلى الجنة، ثم يوبخ تعالى المجرمين أهل النار بقولها {ألم أعهد إليكم} [7] موصيا إياكم على ألسنة رسلي وفي كتبي بأن لا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين ، وبأن تعبدوني وحدي، ولا تعبدوا الشيطان معي فتشركوه في عبادتي هذا صراط مستقيم أي ترك عبادة الشيطان والقيام بعبادة الرحمن هذا هو الإسلام الصراط المستقيم الذي لا ينتهي بالسالكين إلا إلى باب دار السلام. وقوله {ولقد أضل منكم جبلا} أي خلقا كثيرا هذا من كلام الله الموبخ به للمجرمين. وقوله { أفلم تكونوا تعقلون [8]} وهذا تقريع وتوبيخ أيضا أي أطعتموه وهو عدوكم وعصيتموني وأنا ربكم فلم تكونوا تعقلون عداوة الشيطان لكم، وواجب عبادتي عليكم لأني خلقتكم ورزقتكم وكلأتكم الليل والنهار إذاً فهذه [9] جهنم التي كنتم بها تكذبون اصلوها أي احترقوا بها بما كنتم تكفرون بالله وآياته ولقائه وتكذبون رسله. وقوله تعالى {اليوم نختم على أفواههم وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون} هذا يحدث لما يعرضون على ربهم فيعرض عليهم أعمالهم فينكرون فعندئذ يختم الله على أفواههم فلا يستطيعون الكلام وتنطق باقي جوارحهم وتشهد أرجلهم لما كانوا يكسبون قوله تعالى { ولو نشاء لطمسنا على أعينهم } فأعميناهم {فاستبقوا الصراط} أي ابتدروا الطريق كعادتهم فأنى يبصرون الطريق وقد طمس على أعينهم فلا مقلة فيها ولا حاجب، ولكن الله لم يشأ ذلك لرحمته وحلمه على عباده، وقوله { ولو نشاء لمسخناهم على مكانتهم [10]} أي ولو نشاء مسخ هؤلاء المجرمين من المشركين لمسخناهم في أماكنهم من منازلهم فلا يستطيعون مضيا في الطريق ولا رجوع إلى خلف أي لا ذهاباً ولا إياباً، وقوله تعالى {ومن نعمِّره ننكسه [11] في الخلق أفلا يعقلون}، فنرده رأسا على عقب فكما كان طفلا ينمو شيئا فشيئا في قواه العقلية والبدنية حتى شب واكتهل فكذلك ننكسه في خلقه فيأخذ يضعف [12] في قواه العقلية والبدنية يوما فيوما حتى يصبح أضعف عقلا وبدنا منه وهو طفل. وقوله أفلا تعقلون أيها المكذبون المجرمون أن القادر على هذا وغيره وعلى كل شيء يريده قادر على أن يحييكم بعد موتكم ويبعثكم من قبوركم ويحاسبكم ويجزيكم بأعمالكم.{وما علمناه الشعر [13] } رد على المشركين الذين قالوا في القرآن شعر وفي الرسول شاعر فقال تعالى {وما علمناه} أي نبيَّنا محمد صلى الله عليه وسلم {الشعر [14] وما ينبغي له} أي لا يصح منه ولا يصح له { إن هو إلا ذكر} أي ما هو الذي يتلو إلا ذكر يذكر به الله وعظة يتعظ به المؤمنون {وقرآن مبين} مبين للحق مظهر لمعالم الهدى أنزلناه على عبدنا ورسولنا لينذر به من كان حياً أي القلب والضمير لإيمانه وتقواه لله ويحق أي به القول وهو العذاب على الكافرين لأنهم لا يهتمون به فيعيشون على الضلال ويموتون عليه فيجب لهم العذاب في الدار الآخرة.










حرية الاعتقاد
حرية العقيدة فى الإسلام مصونة ومقدسة ومكفولة إلى حد التقديس الذى لا يجوز العدوان عليه وهذا بصريح النصوص القرآنية التى تعلن أنه (‏ لا إكراه فى الدين قد تبين الرشد من الغى ) .‏ ومهمة الرسول صلى الله عليه وسلم هى مجرد البلاغ وبيان حقيقة الدعوة ,‏ وهذا ما ينطق به القرآن صريحا فى مثل قوله تعالى :‏ (‏ وقل للذين أوتوا الكتاب والأميين أأسلمتم فإن أسلموا فقد اهتدوا وإن تولوا فإنما عليك البلاغ والله بصير بالعباد )‏ .‏ وقوله تعالى :‏ (‏ وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول واحذروا فإن توليتم فاعلموا أنما على رسولنا البلاغ المبين ). وقوله تعالى :‏ (‏ فإن أعرضوا فما أرسلناك عليهم حفيظا إن عليك إلا البلاغ ).‏ وقوله تعالى :‏ (‏ فذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمصيطر إلا من تولى وكفر فيعذبه الله العذاب الأكبر )‏ .‏

وأخيرا ذلك الإعلان الصريح عن افتراق الطريق وترك مسألة الاعتقاد للحرية الكاملة كما يعبر القرآن عن ذلك فى قوله تعالى (‏ قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون ولا أنتم عابدون ما أعبد ولا أنا عابد ما عبدتم ولا أنتم عابدون ما أعبد لكم دينكم ولى دين).‏ هكذا بالإعلان الصريح أنتم أحرار فى اختياركم وأنا حر فى اختيارى . أفبعد هذا حرية ؟‏

أما موضوع قتل المرتد عقوبة على ارتداده فهذه العقوبة لها نظائر فى الشرائع السماوية والأديان جميعها تحمى نفسها وكمثال فإن فى المسيحية ما يسمى حق الحرمان وهو عقوبة مشهورة ومطبقة بل كان البابوات يطبقونها على الخارجين عن سلطان الكنيسة ولو كانوا من الأباطرة .‏ ولم نذهب بعيدا وكل هيئة أو تنظيم أو حزب يرى من حقه أن يعاقب أى عضو من أعضائه إذا أخل بما يسمى الالتزام الحزبى فهل الدين أهون من مثل ذلك ؟‏ على أن لى فى القضية وجها آخر أراه وهو أن الإنسان حين يرتضىالإسلام دينا فإنه بهذا يصبح عضوا فى جماعة المسلمين له ما لهم وعليه ما عليهم ،‏ وكأنه بهذا قد دخل مع جماعة المسلمين فى عقد اجتماعى يقرر الانتماء والولاء بكل ما لهما من حقوق وواجبات للفرد وللأمة التى ينمى إليها ..‏ وبهذا العقد الاجتماعى يصبح الفرد وكأنه جزء من جسد الأمة على النحو الذى أشار إليه الحديث النبوى المشهور :‏ "‏ مثل المؤمنين فى توادهم وتعاطفهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى "‏ .‏ فإذا عن لأحدهم بعد هذا أن يرتد -‏ أعنى أن يفارق الأمة التى كان عضوا فيها وجزءا منها تمنحه ولاءها وحمايتها -‏ يكون بهذا قد مارس ما يشبه الخيانة الوطنية فى المستوى السياسى ..‏ وخيانة الوطن فى السياسة جزاؤها الإعدام ولن تكون أقل منها خيانة الدين.‏ الإسلام لا يجبر أحدا على الدخول فيه فإذا ارتضاه بحرية واقتناع ودخل فيه فعليه أن يلتزمه لأن الأمر فى الدين جد لا عبث فيه .‏ ومع هذا فقتل المرتد لم يرد فيه نص قرآنى ،‏ والمروى فيه حديث واحد وللفقهاء اجتهادات وآراء يعارض بعضها قتل المرتد ، ويدعو بعضها إلى استتابته ،‏ أياما وقيل شهورا وقيل حتى يدركه الموت .‏ ذلك لأن الأمة لن تخسر بارتداد من يرتد بل هو الذى سيخسر دنياه وآخرته ،‏ والقرآن يوجه إلى إهمال شأن من يرتد حيث أن الله يعوض الأمة عنه وعن أمثاله حين يقول (‏ يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتى الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون فى سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ).‏ وفى ضوء هذا التوجيه القرآنى بإهمال شأن المرتد نشير إلى أن هذا يحرم هؤلاء المرتدين مما يطمح إليه أكثرهم من الظفر بالشهرة وذيوع الاسم وهنا يكون التوجيه القرآنى إلى إهمال أمرهم من حسن السياسة الشرعية التى تدعهم يمضون إلى أودية النسيان غير مأسوف عليهم .‏ أما سلمان رشدى فليست قضيته حرية التعبير المزعومة ولكنها وصلت إلى أن تكون حرية العدوان الصريح على مقدسات الدين بالطعن فى رسوله والسخرية من أمهات المؤمنين وتصوير الرسالة كلها على أنها كبعض أساطير ألف ليلة .‏ فى مثل الحالة يطبق عليه ما يطبق على خائن الوطن ،‏ لأنه فعلا نقض العقد الاجتماعى الذى كان يربطه بالولاء والانتماء مع جماعة المسلمين .‏ أما حرية التعبير فى الإسلام فسجلها حافل لا يتسع المقام لبسطه .‏

















موقف الإسلام من التعصب
انطلقت الدعوة الاسلامية في مجتمع كان يسوده التعصب الاعمىللقلبية؛وتجمع أفراد مشاعر لولاء للاهل وألاقارب تحت شعار(انصر أخاك ظالما أو مظلوما)؛وقد عبر الشاعر الجاهلي عن هذا التعصب الأعمى بقوله:
وما أنا الا من غزية ان غوت غويت وان ترشد غزية ارشد
وتمثلت مظاهر هذة العصبية الجاهلية في الغزو والثأر والتعصب للعشيرة والعادات والتقاليد الموروثة عن الاباء والاجداد0
مفهوم التعصب:
يقوم التعصب على تحيز الشخص الى طائفة أومذهب أو قوم أوفكر؛فيدفعه ذلك الى الاعتقاد بأن ما يحماه أو ينتمي اليه الصوب الذي لا يحتمل الخطأ 0
موقف الاسلام من التعصب:
حذر الاسلام من التعصب الاعمى؛ونهى عنه لما له من آثار سيئةمدمرة كأثارة الفتن وغرس مشاعر الحقد والكراهية وسفك الدماء بين الناس0
من صور التعصب:
تتعدد صور التعصب حسن منشئها النفسي أو المعرفي ؛ فقد ينشأ التعصب في مجتمع اذا وجد بيئة مناسبة له؛من حالات نفسية كالغضب والحقد0
أولا-التعصب للقوم:
كان لتقسيم الستعمار للعالم السلامي الى دول قطرية؛يفصلها عن بعضها البعض حدود مصطنعة؛ آثار سلبية على وحدته
حان التعصب القومي يعني النتماء الاعمى لدولة من الدول القطرية الحديثة التي اقيمت على أساس قومي0
ثانيا-التعصب للراي:
ويقصد به ان يتعصب الانسان لرأيه؛ويتمسك به ويعتقد انه صحيح ولا يحتمل الخطأ0
آثار التعصب:
حارب السلام التعصب بجميع أشكاله وصوره؛لما له منل آثار سلبية على الفردوالمجتمعومن ابرز هذه الاثار:
1-يدفع التعصب بصاحبه الى سلوكيات غير مقبولة تتنافى مع الفضيلة0
2-يؤدي التعصب الفكري الى التطرف والغلو والتشدد0
3-يؤدي التعصب الى التمييزعلى أساس العرق أوالجنس أو اللون ؛مما يؤدي حرمان الاخلاين من حقوقهم وكرامتهم الانسانية التي أقرها الاسلام0
4-التعصب يعمل على تمزق الأمة الاسلامية وفرقتها واختلافها؛مما يؤدي الى انتشار العداوة والبغضاء بين افراد المجتمع؛ويشغلهم ذلك عن البحث في القضايا المهمة وألاساسيةالتي تضمن عزة المسلمين وكرامتهم




سورة يس 7
{أو لم يروا} أي أعمي أولئك المشركون ولم يروا مظاهر قدرتنا وإحساننا الموجبة لعبادتنا وهي {أنا خلقنا لهم مما [15] عملت أيدينا أنعاماً فهم لها مالكون} يتصرفون فيها تصرف المالك في ملكه، والمراد بالأنعام الماشية من إبل وبقر وغنم وقوله {وذللناها لهم} أي سخرناها لهم بحيث يركبون ويحلبون ويحملون وينحرون ويذبحون ويأكلون، ولولا هذا التسخير لما قدروا عليها أبداً. وقوله { ولهم فيها منافع ومشارب} المنافع كالصوف والوبر والشعر{ والمشارب} جمع مشرب وهي الألبان في ضروعها يحلبون منها ويشربون. وقوله { أفلا يشكرون } يوبخهم على أكل النعم وعدم الشكر علمِها، وشكر الله عليها هو الإيمان به وتوحيده في عبادته. وقوله {واتخذوا من دون اللُه آلهة} أي اتخذ أولئك المشركون آلهة هي أصنامهم التي يعبدونها لعلهم ينصرون أي رجاء نصرتها لهم وذلك بشفاعتها لهم عند الله تعالى كما يزعمون. قال تعالى في إبطال هذا الرجاء وقطعه عليهم {لا يستَطيعون نصرهم } لأنهم أصنام لا تسمع ولا تبصر ولا تنفع ولا تضر وقوله {وهم لهم جند محضرون} أي والحال أن المشركين هم جند تلك الأصنام محضرون ، عندها يدافعون عنها ويحمونها ويغضبون لها فكيف ينصرك من هو مفتقر إلى نصرتك. وقوله تعالى { فلا يحزنك قوله [16]} أي لا تحزن لما يقول قومك من أنك لست مرسلا، وأنك شاعر وساحر وكاهن إلى غير ذلك من أقاويلهم، {إنا نعلم ما يسرون وما يعلنون [17]} وسنجزيهم عن قولهم الباطل ونأخذهم بكذبهم وافترائهم عليك كما نحن نعلم أنهم ما قالوا الذي قالوا إلا حسداً لك، وإلا فهم يعلمون أنك رسول الله وما أنت بالساحر ولا الشاعر ولا المجنون، ولكن حملهم على ما يقولون الحسد والعناد والكبر. {أو لم ير الإنسان [18]} أي أينكر البعث وهو يعلم أنا خلقناه من نطفة أي من ماء مهين وسويناه رجلا فإِذا هو خصيم لنا أي مخاصم يرد علينا ويشرك بنا وينكر إحياءنا للأموات وبعثهم يوم القيامة فكيف يعمى هذا العمى ويجهل هذا الجهل القبيح، إذ القادر على البدء قادر عقلا على الإعادة وهي أهون عليه. وقوله { وضرب لنا} أي هذا المنكر للبعث مثلا أي جعل لنا مثلا وهو إنكاره علينا قدرتنا على البعث حيث جعل إعادتنا للخلق أمرا عجبا وغريبا إذ قال { من يحي العظام وهي رميم} [19] أي قد رمت وبليت. ونسى خلقه من ماء حقير وكيف جعله الله بشرا سويا يجادل ويخاصم فلو ذكر أصل نشأته لخجل أن ينكر إحياء العظام وهي بالية رميم؟ ولما قال من يحي العظام وهي رميم؟. وقوله تعالى{ قل يحييها الذي أنشأها أول مرة} وهذا هو القياس العقلي الجلي الواضح إذ بالبداهة أن من أوجد شيئا من العدم قادر على إيجاد مثله. وقوله {وهو بكل خلق} أي مخلوق عليم فالعلم والقدرة إذا اجتمعا كان من السهل إيجاد ما أُعدم بعد أن كان موجودا فأُعدم لاسيما أن الموجد من العدم هو المخبر بالإعادة وبقدرته عليها. هذا برهان قطعي وثاني برهان في قوله {الذي جعل لكم [20] من الشجر الأخضر نارا فإِذا أنتم منه توقدون} أي النار وتشعلونها، ووجه الاستدلال أن البعث لو كان مستحيلا عقلا وما هو بمستحيل بل هو واجب الوقوع لكان على الله غير مستحيل لأن الله تعالى قد أوجد من المستحيل ممكنا وهو النار من الماء، إذ الشجر الأخضر [21] ماء سار في أغصان الشجرة. ومع هذا يوجد منها النار، فكان هذا برهانا عقليا يسلم به العقلاء ولا ينازعون فيه أبدا، وبرهان ثالث وهو في قوله {أو ليس الذي خلق السماوات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم}؟ ووجه البرهنة فيه أننا ننظر إلى السماوات السبع وما فيها من خلق عجيب وإلى الأرض وما فيها كذلك وننظر إلى الإنسان فنجده لا شيء إذا قوبل بالسموات والأرض فنحكم بأن من خلق السموات والأرض على عظمها قادر من باب أولى على خلق الإنسان مرة أخرى بعد موته وبلاه وفنائه. ولذا أجاب تعالى عن سؤاله بنفسه فقال {بلى وهو [22] الخلاق العليم} أي الخلاق لكل ما أراد خلقه العليم بكل مخلوقاته لا يخفى عليه شيء منها، وبرهان رابع في قوله {إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون } ووجه الاستدلال أن من كان شأنه في إيجاد ما أراد إيجاده أن يقول له كن فهو يكون. لا يستنكر عليه عقلا أن يحي الأموات بكلمة كونوا أحياء فيكونون كما طلب منهم. وأخيرا ختم هذا الرد المقنع بتنزيه نفسه عن العجز فقال {فسبحان [23] الذي بيده ملكوت كل شيء } [24] أي ملك كل شيء {وإليه ترجعون} أحببتم أم كرهتم أيها الآدميون منكرين كنتم للبعث أم مقرين به مؤمنين.













سورة يس 4
في رحاب الآيات :-
{وآية} أي علامة لهم أخرى على قدرة الله على البعث {الليل نسلخ [11] منه النهار} أي نفصل عنه النهار بمعنى نزيله عنه فإذا هم في الليل مظلمون أي داخلون في الظلام فهذه آية على قدرة الله على البعث وقوله { والشمس تجري لمستقر [12] لها} أي تجري في فلكها منه تبتدىء سيرها وإليه ينتهي سيرها وذلك مستقرها، ولها مستقر آخر وهر نهاية الحياة الدنيا، وإنها لتسجد كل يوم تحت [13] العرش وتستأذن باستئناف دورانها فيأذن لها كما صح بذلك الخبر عن سيد البشر محمد صلى الله عليه وسلم وكونها تحت العرش فلا غرابة فيه فالكون كله تحت العرش وكونها تستأذن فيؤذن لها لا غرابة فيه إذا كانت النملة تدبر أمر حياتها بإذن ربها وتقول وتفكر وتعمل فالشمس أحرى بذلك وأنها تنطق بنطقها الخاص وتستأذن ويؤذن لها وقوله تعالى {ذلك تقدير العزيز} أي الغالب على مراده العليم بكل خلقه، وتقدير سير الشمس في فلكها بالثانية وتقطع فيه ملايين الأميال أمر عجب ونظام سيرها طوال الحياة فلا يختل بدقيقة ولا يرتفع مستواها شبرا ولا ينخفض شبرا إذ يترتب على ذلك حرام العالم الأرضي كل ذلك لا يقدر عليه إلا الله، أليس المبدع هذا الإبداع في الخلق والتدبير قادر على إحياء من خلق وأمات ؟ بلى، بلى إن الله على كل شيء قدير. وقوله تعالى {والقمر قدرناه [14] منازل حتى عاد كالعرجون القديم} هذه آية أخرى على إمكان البعث وحتميته والقمر كوكب منير يدور حول الأرض يتنقل في منازله الثمانية والعشرين منزلة بدقة فائقة وحساب دقيق ليعرف بذلك سكان الأرض عدد السنين والحساب إذ لولاه لما عرف يوم ولا أسبوع ولا شهر ولا سنة ولا قرن. فالقمر يبدأ هلالا صغيرا ويأخذ في الظهور فيكبر بظهوره شيئا فشيئا- حتى يصبح في نصف الشهر بدرا كاملا، ثم يأخذ في الأفول والاضمحلال بنظام عجب حتى يصبح في آخر الشهر كالعرجون القديم أي كعود العرجون أصفر دقيق مقوس كل ذلك لفائدة الإنسان الذي يعيش على سطح هذه الأرض أليس هذا آية كبرى على قدرة الله العزيز العليم على إعادة الحياة لحكمة الحساب والجزاء؟ بلى إنها لآية كبرى فقوله { لا الشمس [15] ينبغي لها أن تدرك القمر} أي لا يسهل على الشمس ولا يصح منها أن تدرك القمر فيذهب نوره بل لكل سيره فلا يلتقيان إلا نادرا في جزء معين من الأفق فيحصل خسوف القمر وكسوف الشمس. وقوله {ولا الليل سابق النهار} بل كل من الليل والنهار يسير في خط مرسم لا يتعداه فلذا لا يسبق الليل النهار ولا النهار الليل فلا يختلطان إلا بدخول جزء من هذا في هذا وجزء من ذاك في ذا وهو معنى {يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل} وقوله وكل في فلك يسبحون} [16] أي كل واحد من الشمس والقمر والكواكب السيارة في فلك يسبحون فلذا لا يقع فيها خلط ولا ارتطام [17] بعضها ببعض إلى نهاية الحياة فيقع ذلك ويخرب الكون. { وآية لهم} أي أخرى غير ما سبق { أنا حملنا ذريَّتهم في الفلك المشحون [18] } أي حملنا ذرية قوم نوح المؤمنين فأنجيناهم بإيمانهم وتوحيدهم وأغرقنا المشركين فهي آية واضحة عن رضا الله تعالى عن المؤمنين الموحدين وسخطه على الكافرين المشركين المكذبين إن في هذا الإنجاء للموحدين والإغراق للمشركين آية وعبرة لو كان مشركو قريش في مكة يفقهون. وقوله تعالى { وخلقنا لهم من مثله ما يركبون} وهذه آية أخرى أيضا وهي أن الله أنجى الموحدين في فلك لم يسبق له مثيل ثم خلق لهم مثله ما يركبون إلى يوم القيامة ولو شاء عدم ذلك لما كان لهم فلك إلى يوم القيامة وآية أخر{ وإن نشأ نغرقهم فلا صريخ لهم} وهي قدرته تعالى على إغراق ركاب السفن الكافرين وان فعلنا لم يجدوا صارخا [19] ولا مغيثا يغيثهم وينجيهم من الغرق {إلا رحمة منا [20] } اللهم إلا رحمة منا فإنها تنالهم فتنجيهم ليتمتعوا في حياتهم بما كانوا يتمتعون به إلى حين حضور آجالهم المحدودة لهم. وقوله تعالى: { وإذا قيل لهم اتقوا ما بين أيديكم وما خلفكم لعلكم ترحمون [21] } أي إذا قيل لهؤلاء المكذبين بآيات الله المعرضين عن دينه المشركين به اتقوا ما بين أيديكم من العذاب حيث موجبه قائم وهو كفركم وعنادكم، وما خلفكم من عذاب الآخرة إذ مقتضيه موجود وهو الشرك والتكذيب رجاء أن ترحموا فلا تعذبوا أعرضوا كأنهم لم يسمعوا. وقوله {وما تأتيهم من آية من آيات} [22] كلام ربهم القرآن الكريم تحمل الحجج والبراهين على صحة ما يدعون إليه من الإيمان والتوحيد إلا كانوا عنها معرضين تمام الإعراض كأن قلوبهم قدت من حجر والعياذ بالله تعالى. {وإذا قيل لهم [23]} أي وإذا قيل لأولئك المشركين المكذبين الملاحدة والقائل هم المؤمنون فقد روي أن أبا بكر الصديق كان يطعم مساكين المسلمين فلقيه أبو جهل فقال يا أبا بكر أتزعم أن الله قادر على إطعام هؤلاء؟ قال: نعم. قال: فما باله لا يطعمهم؟ قال ابتلى قوماً بالفقر وقوماً بالغنى وأمر الفقراء بالصبر، وأمر الأغنياء بالإعطاء، فقال أبو جهل، والله يا أبا بكر إن أنت إلا في ضلال مبين. أتزعم أن الله قادر على إطعام هؤلاء ؟ وهو لا يطعمهم ثم تطعمهم أنت فنزلت هذه الآية وبهذه الرواية اتضح معنى الآية الكريمة {وإذا قيل لهم} أي للكفار {أنفقوا مما رزقكم الله} على المساكين {قال الذين كفروا للذين آمنوا } الآمرين لهم بالإنفاق {أنطعم من لو يشاء الله أطعمه } قالوا هذا استهزاء وكفرا {إن أنتم} أي ما أنتم أيها المسلمون {إلا في ضلال مبين} أي إلا في ذهاب عن الحق وجور عن الرشد مبين لمن تأمله وتدبر فيه. وقوله {ويقولون متى [24] هذا الوعد إن كنتم صادقين } أي ويقول أولئك الملاحدة المكذبون بالبعث استهزاء واستعجالا. متى هذا الوعد الذي تعدوننا به أيها المسلمون إن كنتم صادقين في د عوا كم.
أدلة وحدانية الله تعالى
صفة الوحدانية:عدم التعدد في ذاته وفي صفاته وفي أفعاله فذاته تعالي لست مركبة من أجزاء ولذلك قال الله تعالي عن نفسه( قل هو الله أحد)
فالشيء قد يكون واحدا ومع ذلك يكون مركبا من أجزاء أما الله تعالي فهو أحد ليس مركبا من أجزاء ولا توجد أجزاء تشبه ذاته تعالي .
ومعني عدم التعدد في الصفات عدم وجود صفتين لله من نوع واحد كعلمين وقدرتين وعدم وجود صفة لغيره تشبه صفته تعالي .
وأما عدم التعدد في الأفعال فمعناه عدم وجود فعل لأحد غيره يشبه فعله تعالي . وهذا معني الو حدانية عند أهل السنة والجماعة.
زملاءنا النصاري كونو حياديين في حكمكم علي الأشياء فلن يدخل معكم القبر أحد يحمل عنكم جزءا من الجحيم.
وأقرءوا جيدا وبتمعن
الأدلة العقلية علي وحدانية الله وإبطال الشرك به.
وبناء علي ذلك فنحن نحتاج إلي ثلاثة أدلة:
1-نفي التعدد في الذات بمعني عدم تركبها إلي أجزاء .
2-نفي التعدد في الذات بمعني عدم وجود إلهين.
3-ونفي تعدد الصفات بمعني عدم وجود صفتين له من نوع واحد.
وإليكم الأدلة:
أولا : ما الدليل علي نفي التعدد في الذات بمعني عدم تركبها إلي أجزاء.
أولا: نحن متفقين سواء يهود أو نصاري أو مسلمون علي أن الله قديم أي غير حادث (قديم: يعني هو اللي خلق الكون ومفيش حد قبله في الكون كله ــــــــــــــــــ وحادث يعني:يعني جديد وبالعلم كده مفيش حاجتين في اتجاهين متضادين بيكونو مع بعض في حاجة واحد
يبقي الدليل هو أنه لو تركبت ذاته تعالي من أجزاء لكان محتاجا إلي أجزائه والإحتياج دليل الحدوث وهذا محال علي الله لأننا ثبتنا انه قديم وليس بحادث.
بطريقة أخري لو تركبت ذاته تعالي من أجزاء لكان محتاجا إلي أجزائه ولكان محتاجا الي من يعينه علي تركيب أجزائه وهذا يعني وجود ْاخر قبل الله وهذا محال لأننا ثبتنا أن الله هو الأول وهو القديم
إذن فإن ذات الله ليست مركبة من أجزاء.
ثانيا:نفي التعدد في الذات بمعني عدم وجود إلهين فهو لو فرض وجود إلهين كل منهما متصف بصفات الألوهية من العلم و الإرادة والقدرة.............إلخ فإما أن تتفق إرادتهما أو تختلفا وكل من الفرضين محال فوجود إلهين محال وذلك للآتي:
1-حالة الإختلاف وذلك أنه لو تعلقت إرادة أحدهما بخلق شيء مثلا وتعلقت إرادة الأخر بعدم خلقه فإن الإحتمالات العقلية ستكون كالآتي:
أ-إما أن ينفذ مرادهما معا وهو محال لإجتماع النقيضين(الخلق وعدم الخلق).
ب-وغما ألا ينفذ مرادهما معا وهو محال لأنه رفع للنقيضين ويلزم عجزهما والعجز علي الإله محال.
ج-و‘ما ان ينفذ مراد أحدهما دون الأخر وهذا يستلزم عجز من لم تنفذإرادته وبما أن الإله الثاني مثله فهو عاجز أيضا لأن ما ثبت لأحد المثلين يثبت للآخر بمعني :
إذا كان س=ص ،س=1 فكم تساوي ص
إذن ص=1 لأنها زي س صح؟...................صح
وأما بالنسبة لبطلان حالة إتفاق إرادة الإلهين علي شء واحد مثل إيجاد زهراء فالإحتمالات العقلة هي:
أ- أن يوجداه معا علي سبيل الإستقلال في وقت واحد وهو محال لأنه يودي إلي إجتماع مؤثرين علي أثر واحد يعني (كل واد فيهم يوجد زهراء بنفس الشكل وفس نفس الوقت إذن النتيجة 2 زهراء مش زهراء واحدة وهذا ليس هو المطلوب).
ب-أن يوجداه معا عل سبيل الترتيب بأن يوجده أحدهما ثم يوجده الآخر وهو محال ؛ لانه تحصيل حاصل (يعني واحد يوجده وبعدين التاني يوجده برده) بالله عليكم ده كلام.
ج-أن يوجداه علي سبيل المعاونة فكل منهما يعاون زميله في إيجاده وهو محال وذلك لأنه إن حدث ذلك فمعناه أن كل منهما عاجز- عن إيجاد زهراء - وحده بإحتياجه للآخر يعني (كل واحد عايز التاني يساعده في إيجاد زهراء ).
د- أن يوجداه عي سبيل التقسيم بأن يوجد أحدهما بعضه والآخر بعضه وهو محال لأنه يلزمه عجز كل منهما فكل منهما لا يقدر علي التصرف فيما تصرف فيه الإله الآخر يعني (واحد يخلق جزء من زهراء والتاني يخلق الجزء التاني بتوضيح أكتر واحد خلق الراس وواحد خلق البطن وهكذا........... طيب يعني هو واحد عاجز عن إنه يخلق زهراء بدون تقسيم بينه وبين الإله التاني ؟
طيب علي أي أساس الإله ده أختار إنه يخلق الراس وده يخلق البطن ليه مكنش العكس؟
طيب هو في حد حكم بينهم وقال ده يخلق اراس وده يخلق البطن؟؟؟ وإذا كان في طيب مين هو؟
وإذا بطلت هذه الإحتمالات سواء في حالة الإختلاف أو في حالة الإتفاق انتف بذلك القول بتعدد ذات الله وثبتت وحدانيته#.
ثالثا:نفي التعدد في الصفات بمعني عدم وجود صفتين لله تعالي من نوع واحد كقدرتين مثلا فلأنه يلزم عليه أحد محالين :
أ- إن كان الإيجاد بهما معا يلزم الإجتماع مؤثرين علي أثر واحد وهو محال.
ب-إن كان الإيجاد بأحدهما دون الأخر يلزم عليه التعطيل للأخري وكونها لا فائدة منها . وهذا محال.#
وبذلك ثبتت وحدانية الله عز وجل والحمد لله رب العالمين .







الرسول صلى الله عليه وسلم معلما ومربيا

{ يتلوا عليكم ءايته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة} . هديتنا لسبيل الحق نسلكه مسّكتنا حبل هدى غير منصرم أنت الإمام الذي نرجو شفاعته وأنت قدوتنا في حالك الظلم كان صلى الله عليه وسلم مربيا كملت مناقب المربي فيه، فهو رفيق في تعليمه ويقول:" إن الله رفيق يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف" أخرجه البخاري 6927 ومسلم 2593 عن عائشة رضي الله عنها. ويقول:" ما كان الرفق في شيء إلا زانه، وما نزع من شيء إلا شانه" أخرجه مسلم 2594 عن عائشة رضي الله عنها. وكان يصل الى قلوب الناس بألين السبل حتى قال فيه ربه عز وجل:{ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ } آل عمران 159. فهو أعظم من تمثل خلق القرآن، فتجده القريب من النفوس، الحبيب الى القلوب. جاءه أعرابي فقال في التشهد: الله ارحمني ومحمدا ولا ترحم معنا أحدا، فقال له صلى الله عليه وسلم:" لقد حجرت واسعا" أخرجه البخاري 6010 عن أبي هريرة. أي أنه ضيّق رحمة الله التي وسعت كل شيء، ثم قام الأعرابي فبال في طرف المسجد، فأراد الصحابة ضرب الأعرابي، فمنعهم صلى الله عليه وسلم ودعا بدلو من ماء فصبّه على بول الأعرابي، ثم دعا الأعرابي برفق ولين وحسن خلق فقال:" إن هذه المساجد لا يصلح فيها شيء من الأذى والقذر، وإنما هي للصلاة والذكر وقراءة القرآن" أخرجه مسلم 285 عن أنس بن مالك رضي الله عنه. فذهب هذا الأعرابي الى قومه لما رأى منا لرفق واللين، فدعاهم الى الإسلام فأسلموا. وجلس معه صلى الله عليه وسلم غلام على مائدة الطعام، فأخذت يد الغلام تطيش في الصحفة، فما نهره ولا زجره وإنما قال له برفق:" سمّ الله وكل بيمينك وكل مما يليك" أخرجه البخاري [ 5376، 5378] ومسلم 2022 عن عمر ابن أبي سلمة رضي الله عنه. ودخل اليهود عليه صلى الله عليه وسلم فقالوا: السام عليك، يعني الموت، فقالت عائشة: عليكم السام واللعنة، فقال صلى الله عليه وسلم:" يا عائشة، ما هذا؟ إن الله يكره الفحش والتفاحش، وقد رددت عليهم ما قالوا، فقلت: وعليكم" أخرجه البخاري [ 2935، 6030] ومسلم 2165 عن عائشة رضي الله عنها. وليس في قاموس حياته صلى الله عليه وسلم ولا في معجم أدبه كلمة نابية ولا بذيئة ولا فاحشة، وإنما طهر كله ونقاء وصفاء ولين ووفاء، لأنه رحمة مهداة، ونعمة مسداة، وبركة عامة، وخير متصل. وكان صلى الله عليه وسلم يتخوّل أصحابه بالموعظة كراهية السآمة والملل عليهم، أي يتركهم فترات من الزمن بلا وعظ ليكون أنشط لنفوسهم وأروح لقلوبهم، فكان إذا وعظهم أوجز وأبلغ، وكان ينهى عن التطويل على الناس وإدخال المشقة عليهم، سواء في الصلاة أو الخطب، ويقول:" إن قصر خطبة الرجل وطول صلاته مئنة من فقهه" أخرجه مسلم 869 عن عمار رضي الله عنه. أي علامة على فقهه، فقصّروا الخطبة وأطيلوا الصلاة. وأنكر عمر على الحبشة لعبهم بالحراب في مسجده صلى الله عليه وسلم فقال:" دعهم يا عمر، ليعلم يهود أن في ديننا فسحة" أخرجه أحمد [ 24334، 25431] عن عائشة رضي الله عنها أنظر كشف الخفاء: 658. ودخل أبو بكر عليه صلى الله عليه وسلم في بيت عائشة رضي الله عنها وعندها جاريتان تغنيان يوم العيد، فقال أبو بكر: أمزمار الشيطان في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال صلى الله عليه وسلم:" دعهم يا أبا بكر، فإن لكل قوم عيدا وهذا عيدنا" أخرجه البخاري [ 952، 3931] ومسلم 892 عن عائشة رضي الله عنها. وسأل صلى الله عليه وسلم عائشة عن زواج حضرته للأنصار:" هل كان معكم شيء من لهو؟ ـ أي من طرب ـ فإن الأنصار يعجبهم اللهو" أخرجه البخاري 5163 عن عائشة رضي الله عنها. كل هذا في حدود المباح الذي يريح النفس ويذهب عنها السأم والملل، أما الحرام فكان أبعد الناس عنه صلى الله عليه وسلم. وكان صلى الله عليه وسلم يربي أصحابه بالقدوة الحيّة الماثلة فيه صلى الله عليه وسلم، فكان يدعوهم الى تقوى الله وهو أتقاهم، وينهاهم عن الشيء فيكون أشدّهم حذرا منه، ويعظهم ودموعه على خدّه الشريف، ويوصيهم بأحسن الخلق، فإذا هو أحسنهم خلقا، ويندبهم الى ذكر الله وإذا به أكثرهم ذكرا، ويناديهم الى البذل والعطاء ثم يكون أسخاهم يدا وأكرمهم نفسا، وينصحهم بحسن العشرة مع الأهل، ثم تجده أحسن الناس لأهله رحمة وعطفا ورقة ولطفا: يا صاحب الخلق الأسمى وهل حملت روح الرسالات إلا روح مختار أعلى السجايا التي صاغت لصاحبه امن الهدى والمعالي نصب تذكار والعجيب توصّله صلى الله عليه وسلم الى غرس هذه الفضيلة في نفوس أصحابه غرسا بقي بقاء حياتهم، ودام دوام أعمارهم ونقله الأتباع عنهم، وأتباع الأتباع عن الأتباع الى اليوم، فكان إذا لقيه الرجل يوما من الدهر أو ساعة من الزمن وآمن به، ترك عليه من الأثر ما يبقى ملازما له حتى الموت، فكأن ليس في حياة هذا الرجل إلا ذلك اليوم أو تلك الساعة التي لقي فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم: قد يضيق العمر إلا ساعة وتضيق الأرض إلا موضعا وما ذاك إلا لصدق نبوته عليه الصلاة والسلام وبركة دعوته، وعظيم إخلاصه وجلالة خلقه ونبل فضائله: فعليه ما سجع الحمام سلامنا فيه إله العالمين هدانا.

سورة يس 5
4]{ويقولون متى [2 هذا الوعد إن كنتم صادقين } أي ويقول أولئك الملاحدة المكذبون بالبعث استهزاء واستعجالا. متى هذا الوعد الذي تعدوننا به أيها المسلمون إن كنتم صادقين في د عوا كم.
قال تعالى { ما ينظرون إلا صيحة واحدة} وهي نفخة اسرافيل في الصور وهي نفخة الفناء { تأخذهم وهم يخصمون [25] } أي يختصمون في أسواقهم يبيعون ويشترون، وفي مجالسهم العامة والخاصة إذ تأتيهم بغتة وهم لا يشعرون قال تعالى { فلا يستطيعون توصية} يوصي بها أحدهم لابنه أو أخيه، ولا إلى أهلهم أي منازلهم وأزواجهم وأولادهم يرجعون بل يصعقون في أماكنهم. وقوله تعالى {ونفخ في الصور}، أي صور اسرافيل وهو قرن ويقال له البوق أيضا نفخة البعث من القبور أحياء فإذا هم من الأجداث جمع جدث وهو القبر ينسلون [26] أي ماشين مسرعين إلى ربهم لفصل القضاء والحكم بينهم فيما اختلفوا فيه في هذه الدنيا من إيمان وكفر وإحسان وإساءة وعدل وظلم. قالوا ياويلنا أي نادوا ويلهم وهلاكهم لما شاهدوا من أهوال الموقف { من بعثنا من مرقدنا} [27] وأجابهم المؤمنون بقولهم {هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون } إذ واعدنا الله بلقائه وأخبرتنا الرسل به وبتفاصيله وقوله تعالى {إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم جميع لدنيا محضرون} أي ما هي إلا صيحة واحدة لاسرافيل فإذا الكل واقف بين يدي اللْه تعالى ليحاسب ويجزي قال تعالى{ فاليوم لا تظلم نفس شيئا} أي في هذا اليوم الذي وقفت الخليقة فيه بين يدي ربها لا تظلم نفس شيئا لا بنقص حسنة من حسناتها ولا بزيادة سيئة على سيئاتها. ولا تجزون أيها العباد إلا ما كنتم تعملون من خير وشر.





ما إن حضروا بين يدي الله سبحانه وتعالى للحساب والجزاء حتى أعلن عما يلي: إن أصحاب الجنة اليوم [1] في شغل فاكهون أي إنهم في شغل عما فيه أصحاب النار إنهم في شغل بالنعيم المقيم فاكهون [2] أي ناعمون بالتلذذ بألوان المطاعم والمشارب والحور العين إنهم وأزواجهم في ظلال الجنة على الأرائك [3] أي الأسرة ذات الحجلة متكئون. لهم فيها أي في دار السلام فاكهة من كل زوج ولون ونوع ولهم ما يدعون أي ما يتمنون ويطلبون، وأعظم من ذاك سلام الربّ تعالى عليهم [4] سلام قولا من ربّ رحيم أي سلام من الله بالقول لا بغيره من أنواع السلامة والسلام. فقد روى البغوي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بينما أهل الجنة في نعيمهم إذ يسطع لهم نور فرفعوا رؤوسهم فإذا الربّ عز وجل قد أشرف عليهم من فوقهم السلام عليكم يا أهل الجنة. فذلك قوله تعالى سلام قولا من ربّ رحيم فينظر إليهم وينظرون إليه فلا يلتفتون إلى شيء من النعيم ما داموا ينظرون إليه حتى يحتجب عنهم فيبقى نوره وبركته عليهم في ديارهم.










سعيد بن جبير
'سعيد بن جبير الأسدي (46-95 هـ) تابعي حبشي الأصل، كان تقيا وعالما بالدين درس العلم عن عبد الله بن عباس حبر الأمة وعن عبد الله بن عمر وعن السيدة عائشة أم المؤمنين في المدينة المنورة، سكن الكوفة و نشر العلم فيها و كان من علماء التابعين، فأصبح إماما و معلما لأهلها، قتله الحجاج بن يوسف الثقفي بسبب خروجه مع عبد الرحمن بن الأشعث في ثورته على بني أمية.
كان دعاء سعيد بن جبير على الحجاج قبل مقتله "اللهم لا تسلطه على قتل أحد من بعدي". وفعلا مات الحجاج دون ان يقتل أحد من بعد سعيد بن جبير. وبعد مقتل سعيد بن جبير اغتم الحجاج غما كبيرا وكان يقول : ما لي ولسعيد بن جبير كلما أردت النوم أخذ برجلي ويقال : إنه رؤي الحجاج في النوم بعد موته فقيل له : ما فعل الله بك ؟ فقال : قتلني بكل قتيل قتلة وقتلني بسعيد بن جبير سبعين قتلة ، يوجد مرقد سعيد بن جبير بواسط في العراق . وُلِدَ سعيد بن جبير في زمن خلافة الإمام على بن أبي طالب - رضي الله عنه- بالكوفة، وقد نشأ سعيد محبًّا للعلم، مقبلاً عليه، ينهل من معينه، فقرأ القرآن على ابن عباس، وأخذ عنه الفقه والتفسير والحديث، كما روى الحديث عن أكثر من عشرة من الصحابة، وقد بلغ رتبة في العلم لم يبلغها أحد من أقرانه، قال خصيف بن عبد الرحمن عن أصحاب ابن عباس: كان أعلمهم بالقرآن مجاهد وأعلمهم بالحج عطاء، وأعلمهم بالطلاق سعيد بن المسيب، وأجمعهم لهذه العلوم سعيد بن جبير. وكان ابن عباس يجعل سعيدًا بن جبير يفتي وهو موجود، ولما كان أهل الكوفة يستفتونه، فكان يقول لهم: أليس منكم ابن أم الدهماء؟ يعني سعيد بن جبير، وكان سعيد بن جبير كثير العبادة لله، فكان يحج مرة ويعتمر مرة في كل سنة، ويقيم الليل، ويكثر من الصيام، وربما ختم قراءة القرآن في أقل من ثلاثة أيام، وكان سعيد بن جبير مناهضًا للحجاج بن يوسف الثقفي أحد أمراء بني أمية، فأمر الحجاج بالقبض عليه، فلما مثل بين يديه، دار بينهما هذا الحوار: الحجاج: ما اسمك؟ سعيد: سعيد بن جبير. الحجاج: بل أنت شقي بن كسير. سعيد: بل أمي كانت أعلم باسمي منك. الحجاج: شقيتَ أنت، وشقيتْ أمك. سعيد: الغيب يعلمه غيرك. الحجاج: لأبدلنَّك بالدنيا نارًا تلظى. سعيد: لو علمتُ أن ذلك بيدك لاتخذتك إلهًا. الحجاج: فما قولك في محمد. سعيد: نبي الرحمة، وإمام الهدى. الحجاج: فما قولك في على بن أبي طالب، أهو في الجنة أم في النار؟ سعيد: لو دخلتها؛ فرأيت أهلها لعرفت. الحجاج: فما قولك في الخلفاء؟ سعيد: لست عليهم بوكيل. الحجاج: فأيهم أعجب إليك؟ سعيد: أرضاهم لخالقي. الحجاج: فأيهم أرضى للخالق؟ سعيد: علم ذلك عنده. الحجاج: أبيتَ أن تَصْدُقَنِي. سعيد: إني لم أحب أن أكذبك. الحجاج: فما بالك لم تضحك؟ سعيد: لم تستوِ القلوب..وكيف يضحك مخلوق خلق من طين والطين تأكله النار. وهب سعيد حياته للإسلام، ولم يَخْشْ إلا الله، ولد في الكوفة، يفيد الناس بعلمه النافع، ويفقه الناس في أمور دينهم ودنياهم، فقد كان إمامًا عظيمًا من أئمة الفقه في عصر الدولة الأموية، حتى شهد له عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- بالسبق في الفقه والعلم، فكان إذا أتاه أهل مكة يستفتونه يقول: أليس فيكم ابن أم الدهماء (يقصد سعيد بن جبير). كان سعيد بن جبير يملك لسانًا صادقًا وقلبًا حافظًا، لا يهاب الطغاة، ولا يسكت عن قول الحق، فالساكت عن الحق شيطان أخرس، فألقى الحجاج بن يوسف القبض عليه بعد أن لفق له تهمًا كاذبة، وعقد العزم على التخلص منه، لم يستطع الحجاج أن يسكت لســانه عن قول الحق بالتـهديد أو التخويف، فقد كان سعيد بن جبير مؤمنًا قوي الإيمان، يعلم أن الموت والحياة والرزق كلها بيد الله، ولا يقدر عليه أحد سواه. اتبع الحجاج مع سعيد بن جبير طريقًا آخر، لعله يزحزحه عن الحق، أغراه بالمال والدنيا، وضع أموالا كثيرة بين يديه، فما كان من هذا الإمام الجليل إلا أن أعطى الحجاج درسًا قاسيًا، فقال: إن كنت يا حجاج قد جمعت هذا المال لتتقي به فزع يوم القيامة فصالح، وإلا ففزعة واحدة تذهل كل مرضعة عما أرضعت. لقد أفهمه سعيد أن المال هو أعظم وسيلة لإصلاح الأعمال وصلاح الآخرة، إن جمعه صاحبه بطريق الحلال لاتـِّقاء فزع يوم القيامة..{يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم} [الشعراء:88-89]. ومرة أخرى تفشل محاولات الحجاج لإغراء سعيد، فهو ليس من عباد الدنيا ولا ممن يبيعون دينهم بدنياهم، وبدأ الحجاج يهدد سعيدًا بالقضاء عليه، ودار هذا المشهد بينهما: الحجاج: ويلك يا سعيد! سعيد: الويل لمن زحزح عن الجنة وأدخل النار. الحجاج: أي قتلة تريد أن أقتلك؟ سعيد: اختر لنفسك يا حجاج، فوالله ما تقتلني قتلة إلا قتلتك قتلة في الآخرة. الحجاج: أتريد أن أعفو عنك؟ سعيد: إن كان العفو فمن الله، وأما أنت فلا براءة لك ولا عُذر. الحجاج: اذهبوا به فاقتلوه. فلما خرجوا ليقتلوه، بكي ابنه لما رآه في هذا الموقف، فنظر إليه سعيد وقال له: ما يبكيك؟ ما بقاء أبيك بعد سبع وخمسين سنة؟ وبكي أيضًا صديق له، فقال له سعيد: ما يبكيك؟ الرجل: لما أصابك. سعيد: فلا تبك، كان في علم الله أن يكون هذا، ثم تلا: {ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها} [الحديد:22] ثم ضحك سعيد، فتعجب الناس وأخبروا الحجاج، فأمر بردِّه، فسأله الحجاج: ما أضحكك؟ سعيد: عجبت من جرأتك على الله وحلمه عنك. الحجاج: اقتلوه. سعيد: {وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفًا وما أنا من المشركين} [الأنعام: 79]. الحجاج: وجهوه لغير القبلة. سعيد: {فأينما تولوا فثم وجه الله} [البقرة: 115]. الحجاج: كبوه على وجهه. سعيد: {منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى} [طه: 55]. الحجاج: اذبحوه. سعيد: أما أنا فأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدًا عبده ورسوله، خذها مني يا حجاج حتى تلقاني بها يوم القيامة، ثم دعا سعيد ربه فقال: اللهم لا تسلطه على أحد يقتله بعدي. ومات سعيد شهيدًا في 11 رمضان 95هـ الموافق 714م، وله من العمر سبع وخمسون سنة، مات ولسانه رطب بذكر الله.











أم عمار رضي الله عنها
سمية ام عمار رضي الله عنها اول شهيدة في الاسلام نسبها: سمية بنت الخُباط، هي أم عمار بن ياسر، أول شهيد استشهد في الإسلام، وهي ممن بذلوا أرواحهم لإعلاء كلمة الله عز وجل، وهي من المبايعات الصابرات الخيرات اللاتي احتملن الأذى في ذات الله. كانت سمية من الأولين الذين دخلوا في الدين الإسلامي وسابع سبعة ممن اعتنقوا الإسلام بمكة بعد الرسول صلى الله عليه وسلم وأبي بكر الصديق وبلال وصهيب وخباب وعمار ابنها. فرسول الله صلى الله عليه وسلم قد منعه عمه عن الإسلام، أما أبوبكر الصديق فقد منعه قومه، أما الباقون فقد ذاقوا أصناف العذاب وألبسوا أدراع الحديد وصهروا تحت لهيب الشمس الحارقة. عن مجاهد، قال: أول شهيد استشهد في الإسلام سمية أم عمار. قال: وأول من أظهر الإسلام رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبوبكر، وبلال، وصهيب، وخباب، وعمار، وسمية أم عمار زواجها: كانت سمية بنت خباط أمة لأبي حذيفة بن المغيرة بن عبدالله ابن عمر بن مخزوم، تزوجت من حليفه ياسر بن عامر بن مالك بن كنانه بن قيس العنسي. وكان ياسر عربياً قحطانياً مذحجيًا من بني عنس، أتى إلى مكة هو وأخويه الحارث والمالك طلباً في أخيهما الرابع عبدالله، فرجع الحارث والمالك إلى اليمن وبقي هو في مكة. حالف ياسر أبا حذيفة ابن المغيرة بن عبدالله بن عمر بن مخزوم، وتزوج من أمته سمية وانجب منها عماراً، فأعتقه أبوحذيفة، وظل ياسر وابنه عمار مع أبي حذيفة إلى أن مات، فلما جاء الإسلام أسلم ياسر وأخوه عبدالله وسمية وعمار تعذيب المشركين لآل ياسر: عذب آل ياسر أشد العذاب من أجل اتخاذهم الإسلام ديناً الذي أبوا غيره، وصبروا على الأذى والحرمان الذي لاقوه من قومهم، فقد ملأ قلوبهم بنور الله عزوجل فعن عمار أن المشركين عذبوه عذاباً شديداً فاضطر عمار لإخفاء . إيمانه عن المشركين وإظهار الكفر وقد أنزلت آيه في شأن عمار في قوله عزوجل: ( من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان). وعندما أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:ما وراءك؟ قال : شر يا رسول الله! ما تُركت حتى نلت منك وذكرت آلهتهم بخير! .قال: كيف تجد قلبك؟ قال : مطمئناً بالإيمان. قال : فإن عادوا لك فعد لهم هاجر عمار إلى المدينة عندما اشتد عذاب المشركين للمسلمين، وشهد معركة بدر وأحد والخندق وبيعة الرضوان والجمل واستشهد في معركة صفين في الربيع الأول أو الآخر
من سنة سبع وثلاثين للهجرة، ومن مناقبه، بناء أول مسجد في الإسلام وهو مسجد قباء . وقد كان آل ياسر يعذبون بالأبطح في رمضاء مكة وكان الرسول الله صلى الله عليه وسلم يمر بهم ويدعو الله عزوجل أن يجعل مثواهم الجنة، وأن يجزيهم خير الجزاء. عن ابن إسحاق قال: حدثني رجال من آل عمار بن ياسر أن سمية أم عمار عذبها هذا الحي من بني المغيرة بن عبدالله بن عمر بن مخزوم على الإسلام، وهي تأبى غيره، حتى قتلوها، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بعمار وأمه وأبيه وهم يعذبون بالأبطح في رمضاء مكة، فيقول: صبراً آل ياسر فإنّ موعدكم الجنة وفاتها: نالت سمية الشهادة بعد أن طعنها أبوجهل بحربة بيده في قُبلها فماتت على إثرها. وكانت سمية حين استشهدت امرأة عجوز، فقيرة، متمسكة بالدين الإسلامي، ثابته عليه لا يزح زحها عنه أحد، وكان إيمانها الراسخ في قلبها هو مصدر ثباتها وصبرها على احتمال الأذى الذي لاقته على أيدي المشركين. مصير القاتل: أبوجهل هو عمرو بن هشام بن المغيرة بن عبدالله بن عمر بن مخزوم القرشي، ويكنى بأبي الحكم. كان من أشد الناس عداوة للإسلام والمسلمين، وأكثرهم أذى لهم. وقد لقبه المسلمون بأبي جهل لكثرة تعذيبه المسلمين وقتله سمية، ولكن الله سبحانه وتعالى يمهل ولا يهمل. قتل أبو جهل في معركة بدر الكبرى، حيث قاتل المسلمون المشركين بأسلوب الصفوف، بينما قاتل المشركون المسلمين بأسلوب الكر والفر. طعن أبا جهل على يدي ابني عفراء، عوف بن الحارث الخزرجي الأنصاري، ومعوذ بن الحارث الخزرجي الأنصاري، رضي الله عنهما، ولكنه لم يمت على أثر طعناتهما بسبب ضخامة جسده، ولأن ابني عفراء كانا صغيرين بالسن، لكنه لفظ نفسه الأخيرة على يد عبدالله بن المسعود الذي أجهز عليه. ولقد استشهد ابنا عفراء في هذه معركة رضي الله عنهما. قال عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه: ( إني لفي الصف يوم بدر، إذ التفت فإذا عن يميني وعن يساري فتيان حديثا السن، فكأني لم آمن بمكانهما، إذ قال لي أحدهما سراً من صاحبه: يا عم! أرني أبا جهل! فقلت يا ابن أخي! ما تصنع به؟! قال: عاهدت الله إن رأيته أن أقتله أو أموت دونه. قال لي الأخر سراً من صاحبه مثله، فأشرت لهما إليه, فشدا عليه مثل الصقرين،فضرباه حتى قتلاه .( بعد مقتل أبا جهل، قال النبي صلى الله عليه وسلم لعمار بن ياسر ( قتل الله قاتل أمك ).

سورة يس 6
{ وامتازو [6] اليوم أيها المجرمون} أي يأمر تعالى المجرمين وهم الذين أجرموا على أنفسهم بالشرك وارتكاب المعاصي فأفسدوها يأمرهم بأن يتميَّزوا عن المؤمنين فينفردوا وحدهم ويسار بأهل الجنة إلى الجنة، ثم يوبخ تعالى المجرمين أهل النار بقولها {ألم أعهد إليكم} [7] موصيا إياكم على ألسنة رسلي وفي كتبي بأن لا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين ، وبأن تعبدوني وحدي، ولا تعبدوا الشيطان معي فتشركوه في عبادتي هذا صراط مستقيم أي ترك عبادة الشيطان والقيام بعبادة الرحمن هذا هو الإسلام الصراط المستقيم الذي لا ينتهي بالسالكين إلا إلى باب دار السلام. وقوله {ولقد أضل منكم جبلا} أي خلقا كثيرا هذا من كلام الله الموبخ به للمجرمين. وقوله { أفلم تكونوا تعقلون [8]} وهذا تقريع وتوبيخ أيضا أي أطعتموه وهو عدوكم وعصيتموني وأنا ربكم فلم تكونوا تعقلون عداوة الشيطان لكم، وواجب عبادتي عليكم لأني خلقتكم ورزقتكم وكلأتكم الليل والنهار إذاً فهذه [9] جهنم التي كنتم بها تكذبون اصلوها أي احترقوا بها بما كنتم تكفرون بالله وآياته ولقائه وتكذبون رسله. وقوله تعالى {اليوم نختم على أفواههم وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون} هذا يحدث لما يعرضون على ربهم فيعرض عليهم أعمالهم فينكرون فعندئذ يختم الله على أفواههم فلا يستطيعون الكلام وتنطق باقي جوارحهم وتشهد أرجلهم لما كانوا يكسبون قوله تعالى { ولو نشاء لطمسنا على أعينهم } فأعميناهم {فاستبقوا الصراط} أي ابتدروا الطريق كعادتهم فأنى يبصرون الطريق وقد طمس على أعينهم فلا مقلة فيها ولا حاجب، ولكن الله لم يشأ ذلك لرحمته وحلمه على عباده، وقوله { ولو نشاء لمسخناهم على مكانتهم [10]} أي ولو نشاء مسخ هؤلاء المجرمين من المشركين لمسخناهم في أماكنهم من منازلهم فلا يستطيعون مضيا في الطريق ولا رجوع إلى خلف أي لا ذهاباً ولا إياباً، وقوله تعالى {ومن نعمِّره ننكسه [11] في الخلق أفلا يعقلون}، فنرده رأسا على عقب فكما كان طفلا ينمو شيئا فشيئا في قواه العقلية والبدنية حتى شب واكتهل فكذلك ننكسه في خلقه فيأخذ يضعف [12] في قواه العقلية والبدنية يوما فيوما حتى يصبح أضعف عقلا وبدنا منه وهو طفل. وقوله أفلا تعقلون أيها المكذبون المجرمون أن القادر على هذا وغيره وعلى كل شيء يريده قادر على أن يحييكم بعد موتكم ويبعثكم من قبوركم ويحاسبكم ويجزيكم بأعمالكم.{وما علمناه الشعر [13] } رد على المشركين الذين قالوا في القرآن شعر وفي الرسول شاعر فقال تعالى {وما علمناه} أي نبيَّنا محمد صلى الله عليه وسلم {الشعر [14] وما ينبغي له} أي لا يصح منه ولا يصح له { إن هو إلا ذكر} أي ما هو الذي يتلو إلا ذكر يذكر به الله وعظة يتعظ به المؤمنون {وقرآن مبين} مبين للحق مظهر لمعالم الهدى أنزلناه على عبدنا ورسولنا لينذر به من كان حياً أي القلب والضمير لإيمانه وتقواه لله ويحق أي به القول وهو العذاب على الكافرين لأنهم لا يهتمون به فيعيشون على الضلال ويموتون عليه فيجب لهم العذاب في الدار الآخرة.










حرية الاعتقاد
حرية العقيدة فى الإسلام مصونة ومقدسة ومكفولة إلى حد التقديس الذى لا يجوز العدوان عليه وهذا بصريح النصوص القرآنية التى تعلن أنه (‏ لا إكراه فى الدين قد تبين الرشد من الغى ) .‏ ومهمة الرسول صلى الله عليه وسلم هى مجرد البلاغ وبيان حقيقة الدعوة ,‏ وهذا ما ينطق به القرآن صريحا فى مثل قوله تعالى :‏ (‏ وقل للذين أوتوا الكتاب والأميين أأسلمتم فإن أسلموا فقد اهتدوا وإن تولوا فإنما عليك البلاغ والله بصير بالعباد )‏ .‏ وقوله تعالى :‏ (‏ وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول واحذروا فإن توليتم فاعلموا أنما على رسولنا البلاغ المبين ). وقوله تعالى :‏ (‏ فإن أعرضوا فما أرسلناك عليهم حفيظا إن عليك إلا البلاغ ).‏ وقوله تعالى :‏ (‏ فذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمصيطر إلا من تولى وكفر فيعذبه الله العذاب الأكبر )‏ .‏

وأخيرا ذلك الإعلان الصريح عن افتراق الطريق وترك مسألة الاعتقاد للحرية الكاملة كما يعبر القرآن عن ذلك فى قوله تعالى (‏ قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون ولا أنتم عابدون ما أعبد ولا أنا عابد ما عبدتم ولا أنتم عابدون ما أعبد لكم دينكم ولى دين).‏ هكذا بالإعلان الصريح أنتم أحرار فى اختياركم وأنا حر فى اختيارى . أفبعد هذا حرية ؟‏

أما موضوع قتل المرتد عقوبة على ارتداده فهذه العقوبة لها نظائر فى الشرائع السماوية والأديان جميعها تحمى نفسها وكمثال فإن فى المسيحية ما يسمى حق الحرمان وهو عقوبة مشهورة ومطبقة بل كان البابوات يطبقونها على الخارجين عن سلطان الكنيسة ولو كانوا من الأباطرة .‏ ولم نذهب بعيدا وكل هيئة أو تنظيم أو حزب يرى من حقه أن يعاقب أى عضو من أعضائه إذا أخل بما يسمى الالتزام الحزبى فهل الدين أهون من مثل ذلك ؟‏ على أن لى فى القضية وجها آخر أراه وهو أن الإنسان حين يرتضىالإسلام دينا فإنه بهذا يصبح عضوا فى جماعة المسلمين له ما لهم وعليه ما عليهم ،‏ وكأنه بهذا قد دخل مع جماعة المسلمين فى عقد اجتماعى يقرر الانتماء والولاء بكل ما لهما من حقوق وواجبات للفرد وللأمة التى ينمى إليها ..‏ وبهذا العقد الاجتماعى يصبح الفرد وكأنه جزء من جسد الأمة على النحو الذى أشار إليه الحديث النبوى المشهور :‏ "‏ مثل المؤمنين فى توادهم وتعاطفهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى "‏ .‏ فإذا عن لأحدهم بعد هذا أن يرتد -‏ أعنى أن يفارق الأمة التى كان عضوا فيها وجزءا منها تمنحه ولاءها وحمايتها -‏ يكون بهذا قد مارس ما يشبه الخيانة الوطنية فى المستوى السياسى ..‏ وخيانة الوطن فى السياسة جزاؤها الإعدام ولن تكون أقل منها خيانة الدين.‏ الإسلام لا يجبر أحدا على الدخول فيه فإذا ارتضاه بحرية واقتناع ودخل فيه فعليه أن يلتزمه لأن الأمر فى الدين جد لا عبث فيه .‏ ومع هذا فقتل المرتد لم يرد فيه نص قرآنى ،‏ والمروى فيه حديث واحد وللفقهاء اجتهادات وآراء يعارض بعضها قتل المرتد ، ويدعو بعضها إلى استتابته ،‏ أياما وقيل شهورا وقيل حتى يدركه الموت .‏ ذلك لأن الأمة لن تخسر بارتداد من يرتد بل هو الذى سيخسر دنياه وآخرته ،‏ والقرآن يوجه إلى إهمال شأن من يرتد حيث أن الله يعوض الأمة عنه وعن أمثاله حين يقول (‏ يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتى الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون فى سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ).‏ وفى ضوء هذا التوجيه القرآنى بإهمال شأن المرتد نشير إلى أن هذا يحرم هؤلاء المرتدين مما يطمح إليه أكثرهم من الظفر بالشهرة وذيوع الاسم وهنا يكون التوجيه القرآنى إلى إهمال أمرهم من حسن السياسة الشرعية التى تدعهم يمضون إلى أودية النسيان غير مأسوف عليهم .‏ أما سلمان رشدى فليست قضيته حرية التعبير المزعومة ولكنها وصلت إلى أن تكون حرية العدوان الصريح على مقدسات الدين بالطعن فى رسوله والسخرية من أمهات المؤمنين وتصوير الرسالة كلها على أنها كبعض أساطير ألف ليلة .‏ فى مثل الحالة يطبق عليه ما يطبق على خائن الوطن ،‏ لأنه فعلا نقض العقد الاجتماعى الذى كان يربطه بالولاء والانتماء مع جماعة المسلمين .‏ أما حرية التعبير فى الإسلام فسجلها حافل لا يتسع المقام لبسطه .‏

















موقف الإسلام من التعصب
انطلقت الدعوة الاسلامية في مجتمع كان يسوده التعصب الاعمىللقلبية؛وتجمع أفراد مشاعر لولاء للاهل وألاقارب تحت شعار(انصر أخاك ظالما أو مظلوما)؛وقد عبر الشاعر الجاهلي عن هذا التعصب الأعمى بقوله:
وما أنا الا من غزية ان غوت غويت وان ترشد غزية ارشد
وتمثلت مظاهر هذة العصبية الجاهلية في الغزو والثأر والتعصب للعشيرة والعادات والتقاليد الموروثة عن الاباء والاجداد0
مفهوم التعصب:
يقوم التعصب على تحيز الشخص الى طائفة أومذهب أو قوم أوفكر؛فيدفعه ذلك الى الاعتقاد بأن ما يحماه أو ينتمي اليه الصوب الذي لا يحتمل الخطأ 0
موقف الاسلام من التعصب:
حذر الاسلام من التعصب الاعمى؛ونهى عنه لما له من آثار سيئةمدمرة كأثارة الفتن وغرس مشاعر الحقد والكراهية وسفك الدماء بين الناس0
من صور التعصب:
تتعدد صور التعصب حسن منشئها النفسي أو المعرفي ؛ فقد ينشأ التعصب في مجتمع اذا وجد بيئة مناسبة له؛من حالات نفسية كالغضب والحقد0
أولا-التعصب للقوم:
كان لتقسيم الستعمار للعالم السلامي الى دول قطرية؛يفصلها عن بعضها البعض حدود مصطنعة؛ آثار سلبية على وحدته
حان التعصب القومي يعني النتماء الاعمى لدولة من الدول القطرية الحديثة التي اقيمت على أساس قومي0
ثانيا-التعصب للراي:
ويقصد به ان يتعصب الانسان لرأيه؛ويتمسك به ويعتقد انه صحيح ولا يحتمل الخطأ0
آثار التعصب:
حارب السلام التعصب بجميع أشكاله وصوره؛لما له منل آثار سلبية على الفردوالمجتمعومن ابرز هذه الاثار:
1-يدفع التعصب بصاحبه الى سلوكيات غير مقبولة تتنافى مع الفضيلة0
2-يؤدي التعصب الفكري الى التطرف والغلو والتشدد0
3-يؤدي التعصب الى التمييزعلى أساس العرق أوالجنس أو اللون ؛مما يؤدي حرمان الاخلاين من حقوقهم وكرامتهم الانسانية التي أقرها الاسلام0
4-التعصب يعمل على تمزق الأمة الاسلامية وفرقتها واختلافها؛مما يؤدي الى انتشار العداوة والبغضاء بين افراد المجتمع؛ويشغلهم ذلك عن البحث في القضايا المهمة وألاساسيةالتي تضمن عزة المسلمين وكرامتهم




سورة يس 7
{أو لم يروا} أي أعمي أولئك المشركون ولم يروا مظاهر قدرتنا وإحساننا الموجبة لعبادتنا وهي {أنا خلقنا لهم مما [15] عملت أيدينا أنعاماً فهم لها مالكون} يتصرفون فيها تصرف المالك في ملكه، والمراد بالأنعام الماشية من إبل وبقر وغنم وقوله {وذللناها لهم} أي سخرناها لهم بحيث يركبون ويحلبون ويحملون وينحرون ويذبحون ويأكلون، ولولا هذا التسخير لما قدروا عليها أبداً. وقوله { ولهم فيها منافع ومشارب} المنافع كالصوف والوبر والشعر{ والمشارب} جمع مشرب وهي الألبان في ضروعها يحلبون منها ويشربون. وقوله { أفلا يشكرون } يوبخهم على أكل النعم وعدم الشكر علمِها، وشكر الله عليها هو الإيمان به وتوحيده في عبادته. وقوله {واتخذوا من دون اللُه آلهة} أي اتخذ أولئك المشركون آلهة هي أصنامهم التي يعبدونها لعلهم ينصرون أي رجاء نصرتها لهم وذلك بشفاعتها لهم عند الله تعالى كما يزعمون. قال تعالى في إبطال هذا الرجاء وقطعه عليهم {لا يستَطيعون نصرهم } لأنهم أصنام لا تسمع ولا تبصر ولا تنفع ولا تضر وقوله {وهم لهم جند محضرون} أي والحال أن المشركين هم جند تلك الأصنام محضرون ، عندها يدافعون عنها ويحمونها ويغضبون لها فكيف ينصرك من هو مفتقر إلى نصرتك. وقوله تعالى { فلا يحزنك قوله [16]} أي لا تحزن لما يقول قومك من أنك لست مرسلا، وأنك شاعر وساحر وكاهن إلى غير ذلك من أقاويلهم، {إنا نعلم ما يسرون وما يعلنون [17]} وسنجزيهم عن قولهم الباطل ونأخذهم بكذبهم وافترائهم عليك كما نحن نعلم أنهم ما قالوا الذي قالوا إلا حسداً لك، وإلا فهم يعلمون أنك رسول الله وما أنت بالساحر ولا الشاعر ولا المجنون، ولكن حملهم على ما يقولون الحسد والعناد والكبر. {أو لم ير الإنسان [18]} أي أينكر البعث وهو يعلم أنا خلقناه من نطفة أي من ماء مهين وسويناه رجلا فإِذا هو خصيم لنا أي مخاصم يرد علينا ويشرك بنا وينكر إحياءنا للأموات وبعثهم يوم القيامة فكيف يعمى هذا العمى ويجهل هذا الجهل القبيح، إذ القادر على البدء قادر عقلا على الإعادة وهي أهون عليه. وقوله { وضرب لنا} أي هذا المنكر للبعث مثلا أي جعل لنا مثلا وهو إنكاره علينا قدرتنا على البعث حيث جعل إعادتنا للخلق أمرا عجبا وغريبا إذ قال { من يحي العظام وهي رميم} [19] أي قد رمت وبليت. ونسى خلقه من ماء حقير وكيف جعله الله بشرا سويا يجادل ويخاصم فلو ذكر أصل نشأته لخجل أن ينكر إحياء العظام وهي بالية رميم؟ ولما قال من يحي العظام وهي رميم؟. وقوله تعالى{ قل يحييها الذي أنشأها أول مرة} وهذا هو القياس العقلي الجلي الواضح إذ بالبداهة أن من أوجد شيئا من العدم قادر على إيجاد مثله. وقوله {وهو بكل خلق} أي مخلوق عليم فالعلم والقدرة إذا اجتمعا كان من السهل إيجاد ما أُعدم بعد أن كان موجودا فأُعدم لاسيما أن الموجد من العدم هو المخبر بالإعادة وبقدرته عليها. هذا برهان قطعي وثاني برهان في قوله {الذي جعل لكم [20] من الشجر الأخضر نارا فإِذا أنتم منه توقدون} أي النار وتشعلونها، ووجه الاستدلال أن البعث لو كان مستحيلا عقلا وما هو بمستحيل بل هو واجب الوقوع لكان على الله غير مستحيل لأن الله تعالى قد أوجد من المستحيل ممكنا وهو النار من الماء، إذ الشجر الأخضر [21] ماء سار في أغصان الشجرة. ومع هذا يوجد منها النار، فكان هذا برهانا عقليا يسلم به العقلاء ولا ينازعون فيه أبدا، وبرهان ثالث وهو في قوله {أو ليس الذي خلق السماوات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم}؟ ووجه البرهنة فيه أننا ننظر إلى السماوات السبع وما فيها من خلق عجيب وإلى الأرض وما فيها كذلك وننظر إلى الإنسان فنجده لا شيء إذا قوبل بالسموات والأرض فنحكم بأن من خلق السموات والأرض على عظمها قادر من باب أولى على خلق الإنسان مرة أخرى بعد موته وبلاه وفنائه. ولذا أجاب تعالى عن سؤاله بنفسه فقال {بلى وهو [22] الخلاق العليم} أي الخلاق لكل ما أراد خلقه العليم بكل مخلوقاته لا يخفى عليه شيء منها، وبرهان رابع في قوله {إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون } ووجه الاستدلال أن من كان شأنه في إيجاد ما أراد إيجاده أن يقول له كن فهو يكون. لا يستنكر عليه عقلا أن يحي الأموات بكلمة كونوا أحياء فيكونون كما طلب منهم. وأخيرا ختم هذا الرد المقنع بتنزيه نفسه عن العجز فقال {فسبحان [23] الذي بيده ملكوت كل شيء } [24] أي ملك كل شيء {وإليه ترجعون} أحببتم أم كرهتم أيها الآدميون منكرين كنتم للبعث أم مقرين به مؤمنين.































أسرار الله في الكون

هنالك أنواع متعددة من المجرات تسبح في الكون وتشكل لبنات بناء في هذا الكون الواسع. وتوجد في الكون المرئي من هذه المجرات أو "اللبنات" مئات البلايين!! وبالرغم من ذلك لا تشكل إلا أقل من 5 بالمئة من البناء الكوني، أما الـ 95 بالمئة الباقية فهي مادة مظلمة لا تُرى. إن كل مجرة من هذه المجرات تحوي أكثر من مئة ألف مليون نجم! فسبحان مبدع هذا البناء العظيم.
إن الضوء يقطع في الثانية الواحدة 300 ألف كيلو متراً تقريباً، وهو يقطع في سنة كاملة 9.5 تريليون كيلو متراً تقريباً، والمجرَّة التي تبعد عنا بليون سنة ضوئية، يحتاج ضوؤها للوصول إلينا إلى بليون سنة! خلال هذا الزمن يقطع ضوء هذه المجرة مسافة قدرها 9.5 ألف مليون مليون مليون كيلو متر!!
ان الكون كما يظهر بالأجهزة المكبرة الحديثة، وتظهر فيه النجوم والغبار والدخان الكوني، إنها عظمة الخالق تبارك وتعالى. إنه بناء مُحكم لا وجود فيه للخلل أو الفراغ أو الفروج والشقوق. إن هذا المشهد المهيب ينبغي أن يكون وسيلة لمزيد بالخالق تبارك وتعالى والخوف من عقابه، كيف لا وهو القائل عن عباده المؤمنين: ﴿الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾ [آل عمران: 191].

ان المجرات تزيّن الكون كما تزين اللآلئ العقد: في هذه الصورة تظهر المجرات البعيدة بألوانها الحقيقية تماماً كالزينة، وقد حدثنا عنه القرآن عن هذا المشهد قبل أن يراه العلماء بقرون طويلة في قوله تعالى: ﴿أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ﴾ [ق: 6].

لآلئ تزيِّن العقد!
عندما رأى العلماء هذا الكون بمناظيرهم المقربة والمكبرة، ورأوا ما فيه من نجوم ومجرات وغبار كوني وجدوا أنفسهم أمام بناء هندسي كوني فسارعوا لإطلاق مصطلح [البناء] على هذا الحشد الضخم من المجرات والدخان والغبار، ورأوا فيه ألواناً وزينة فشبهوها باللآلئ!

وتمثل المادة المظلمة أكثر من 95% من حجم الكون، هذه المادة لا نراها ولكنها موجودة وهي التي تسيطر على توزع المادة المرئية في الكون. وحجم المادة المرئية في الكون أقل من 5% وهنا تتجلى عظمة القرآن عندما تفوق على العلم بتسمية السماء ﴿بناء﴾ وليس كما يسميها العلماء "فضاء".

و المجرة حلزونية تسير في الكون وفق نظام محكم، وتبعد أكثر من 130 ألف سنة ضوئية!! ويوجد أكثر من مئة ألف مليون مجرة في الكون أكبر وأصغر من هذه. إن السماء كما يقول العلماء بناء محكم بل السماء تظهر غنى في البناء، وهذا ما حدثنا عنه القرآن بل إن البارئ سبحانه قد أقسم بهذا البناء: ﴿وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا﴾ [الشمس: 5].
وفي أقوال العلماء عندما تحدثوا عن البناء الكوني نجدهم يتحدثون أيضاً عن تشبيه جديد وهو أن المجرات وتجمعاتها تشكل منظراً رائعاً بمختلف الألوان الأزرق والأصفر والأخضر مثل الخرز على العقد، أو مثل اللآلئ المصفوفة على خيط. أي أن هؤلاء العلماء يرون بناءً وزينةً.
ففي إحدى المقالات العلمية نجد كبار علماء الفلك في العالم يصرحون بعدما رأوا بأعينهم هذه الزينة:
"إن المادة في الكون تشكل نسيجاً كونياً، تتشكل فيه المجرات على طول الخيوط للمادة العادية والمادة المظلمة مثل اللآلئ على العقد".
إذن في أبحاثهم يتساءلون عن كيفية بناء الكون، ثم يقررون وجود بناء محكم، ويتحدثون عن زينة هذا البناء. ويقررون أن الكون يمتلئ بالمادة العادية المرئية والمادة المظلمة التي لا تُرى، أي لا وجود للفراغ أو الشقوق أو الفروج فيه. لقد وجدتُ أن القرآن يتحدث بدقة تامة وتطابق مذهل عن هذه الحقائق في آية واحدة فقط!!!
والأعجب من ذلك أن هذه الآية تخاطب الملحدين الذين كذبوا بالقرآن، يخاطبهم بل ويدعوهم للنظر والتأمل والبحث عن كيفية هذا البناء وهذه الزينة الكونية، وتأمُّل ما بين هذه الزينة كإشارة إلى المادة المظلمة، تماماً مثلما يرون!!!
يقول تعالى: ﴿أَفَلَمْ يَنظُرُوا إِلَى السَّمَاء فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٍ﴾ [ق: 6]. والفروج في اللغة هي الشقوق.
واليوم نحن نشاهد من خلال الصور البناء الكوني كما ظهر للعلماء في أضخم عملية حاسوبية، وتظهر المجرات كلبنات البناء التي تزين السماء، وتظهر المادة المظلمة بلون أسود.
إذن تأمل معي قول العلماء بأن السماء بناء، ومزينة، ولا فروج أو فراغ فيها، وتأمل كذلك قول الله تعالى: ﴿أَفَلَمْ يَنظُرُوا إِلَى السَّمَاء فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٍ﴾، ألا تصور لنا الآية الكريمة ما يراه العلماء اليوم بأحدث الأجهزة؟
وتأمل أيضاً أخي القارئ كيف يتحدث هؤلاء العلماء في أحدث اكتشاف لهم عن كيفية البناء لهذه المجرات، وكيف تتشكل، وكيف تُزيّن السّماء كما تزين اللآلئ العقد! حتى الفراغ بين المجرات والذي ظنّه العلماء أنه خالٍ تماماً، اتضح حديثاً أنه ممتلئ تماماً بالمادة المظلمة، وهذا يثبت أن السماء خالية من أية فروج أو شقوق أو فراغ، وبما يتطابق تماماً مع النص القرآني الكريم.


الخاتمة

في هذه الوجوه المتعددة ردّ على دعوى أولئك الذين يهاجمون الإعجاز العلمي لكتاب الله تعالى، وردّ على كل من يعتقد بأن المسلمين ما داموا متخلفين علمياً وتقنياً، فلا يجب عليهم أن يبحثوا في الإعجاز العلمي! وردّ على من يقول بأن المسلمين ينتظرون دائماً الغرب الملحد ليقدم لهم الحقائق والاكتشافات العلمية، ثم ينسبوا هذه الاكتشافات للقرآن.
بل على العكس من ذلك! ففي اكتشافات الغرب لهذه الحقائق وحديث القرآن عنها بدقة مذهلة وخطاب القرآن لهؤلاء الملحدين، في كل ذلك أكبر دليل على صدق كتاب الله تعالى، وأنه كتاب حقّ. ولو كان هذه القرآن من تأليف محمد صلى الله عليه وسلم، لنسبَ هذه الاكتشافات لنفسه، لماذا ينسبها لأعدائه من الملحدين ويخاطبهم بها؟؟


















أسرار الله في الكون

هنالك أنواع متعددة من المجرات تسبح في الكون وتشكل لبنات بناء في هذا الكون الواسع. وتوجد في الكون المرئي من هذه المجرات أو "اللبنات" مئات البلايين!! وبالرغم من ذلك لا تشكل إلا أقل من 5 بالمئة من البناء الكوني، أما الـ 95 بالمئة الباقية فهي مادة مظلمة لا تُرى. إن كل مجرة من هذه المجرات تحوي أكثر من مئة ألف مليون نجم! فسبحان مبدع هذا البناء العظيم.
إن الضوء يقطع في الثانية الواحدة 300 ألف كيلو متراً تقريباً، وهو يقطع في سنة كاملة 9.5 تريليون كيلو متراً تقريباً، والمجرَّة التي تبعد عنا بليون سنة ضوئية، يحتاج ضوؤها للوصول إلينا إلى بليون سنة! خلال هذا الزمن يقطع ضوء هذه المجرة مسافة قدرها 9.5 ألف مليون مليون مليون كيلو متر!!
ان الكون كما يظهر بالأجهزة المكبرة الحديثة، وتظهر فيه النجوم والغبار والدخان الكوني، إنها عظمة الخالق تبارك وتعالى. إنه بناء مُحكم لا وجود فيه للخلل أو الفراغ أو الفروج والشقوق. إن هذا المشهد المهيب ينبغي أن يكون وسيلة لمزيد بالخالق تبارك وتعالى والخوف من عقابه، كيف لا وهو القائل عن عباده المؤمنين: ﴿الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾ [آل عمران: 191].

ان المجرات تزيّن الكون كما تزين اللآلئ العقد: في هذه الصورة تظهر المجرات البعيدة بألوانها الحقيقية تماماً كالزينة، وقد حدثنا عنه القرآن عن هذا المشهد قبل أن يراه العلماء بقرون طويلة في قوله تعالى: ﴿أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ﴾ [ق: 6].

لآلئ تزيِّن العقد!
عندما رأى العلماء هذا الكون بمناظيرهم المقربة والمكبرة، ورأوا ما فيه من نجوم ومجرات وغبار كوني وجدوا أنفسهم أمام بناء هندسي كوني فسارعوا لإطلاق مصطلح [البناء] على هذا الحشد الضخم من المجرات والدخان والغبار، ورأوا فيه ألواناً وزينة فشبهوها باللآلئ!

وتمثل المادة المظلمة أكثر من 95% من حجم الكون، هذه المادة لا نراها ولكنها موجودة وهي التي تسيطر على توزع المادة المرئية في الكون. وحجم المادة المرئية في الكون أقل من 5% وهنا تتجلى عظمة القرآن عندما تفوق على العلم بتسمية السماء ﴿بناء﴾ وليس كما يسميها العلماء "فضاء".

و المجرة حلزونية تسير في الكون وفق نظام محكم، وتبعد أكثر من 130 ألف سنة ضوئية!! ويوجد أكثر من مئة ألف مليون مجرة في الكون أكبر وأصغر من هذه. إن السماء كما يقول العلماء بناء محكم بل السماء تظهر غنى في البناء، وهذا ما حدثنا عنه القرآن بل إن البارئ سبحانه قد أقسم بهذا البناء: ﴿وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا﴾ [الشمس: 5].
وفي أقوال العلماء عندما تحدثوا عن البناء الكوني نجدهم يتحدثون أيضاً عن تشبيه جديد وهو أن المجرات وتجمعاتها تشكل منظراً رائعاً بمختلف الألوان الأزرق والأصفر والأخضر مثل الخرز على العقد، أو مثل اللآلئ المصفوفة على خيط. أي أن هؤلاء العلماء يرون بناءً وزينةً.
ففي إحدى المقالات العلمية نجد كبار علماء الفلك في العالم يصرحون بعدما رأوا بأعينهم هذه الزينة:
"إن المادة في الكون تشكل نسيجاً كونياً، تتشكل فيه المجرات على طول الخيوط للمادة العادية والمادة المظلمة مثل اللآلئ على العقد".
إذن في أبحاثهم يتساءلون عن كيفية بناء الكون، ثم يقررون وجود بناء محكم، ويتحدثون عن زينة هذا البناء. ويقررون أن الكون يمتلئ بالمادة العادية المرئية والمادة المظلمة التي لا تُرى، أي لا وجود للفراغ أو الشقوق أو الفروج فيه. لقد وجدتُ أن القرآن يتحدث بدقة تامة وتطابق مذهل عن هذه الحقائق في آية واحدة فقط!!!
والأعجب من ذلك أن هذه الآية تخاطب الملحدين الذين كذبوا بالقرآن، يخاطبهم بل ويدعوهم للنظر والتأمل والبحث عن كيفية هذا البناء وهذه الزينة الكونية، وتأمُّل ما بين هذه الزينة كإشارة إلى المادة المظلمة، تماماً مثلما يرون!!!
يقول تعالى: ﴿أَفَلَمْ يَنظُرُوا إِلَى السَّمَاء فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٍ﴾ [ق: 6]. والفروج في اللغة هي الشقوق.
واليوم نحن نشاهد من خلال الصور البناء الكوني كما ظهر للعلماء في أضخم عملية حاسوبية، وتظهر المجرات كلبنات البناء التي تزين السماء، وتظهر المادة المظلمة بلون أسود.
إذن تأمل معي قول العلماء بأن السماء بناء، ومزينة، ولا فروج أو فراغ فيها، وتأمل كذلك قول الله تعالى: ﴿أَفَلَمْ يَنظُرُوا إِلَى السَّمَاء فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٍ﴾، ألا تصور لنا الآية الكريمة ما يراه العلماء اليوم بأحدث الأجهزة؟
وتأمل أيضاً أخي القارئ كيف يتحدث هؤلاء العلماء في أحدث اكتشاف لهم عن كيفية البناء لهذه المجرات، وكيف تتشكل، وكيف تُزيّن السّماء كما تزين اللآلئ العقد! حتى الفراغ بين المجرات والذي ظنّه العلماء أنه خالٍ تماماً، اتضح حديثاً أنه ممتلئ تماماً بالمادة المظلمة، وهذا يثبت أن السماء خالية من أية فروج أو شقوق أو فراغ، وبما يتطابق تماماً مع النص القرآني الكريم.


الخاتمة

في هذه الوجوه المتعددة ردّ على دعوى أولئك الذين يهاجمون الإعجاز العلمي لكتاب الله تعالى، وردّ على كل من يعتقد بأن المسلمين ما داموا متخلفين علمياً وتقنياً، فلا يجب عليهم أن يبحثوا في الإعجاز العلمي! وردّ على من يقول بأن المسلمين ينتظرون دائماً الغرب الملحد ليقدم لهم الحقائق والاكتشافات العلمية، ثم ينسبوا هذه الاكتشافات للقرآن.
بل على العكس من ذلك! ففي اكتشافات الغرب لهذه الحقائق وحديث القرآن عنها بدقة مذهلة وخطاب القرآن لهؤلاء الملحدين، في كل ذلك أكبر دليل على صدق كتاب الله تعالى، وأنه كتاب حقّ. ولو كان هذه القرآن من تأليف محمد صلى الله عليه وسلم، لنسبَ هذه الاكتشافات لنفسه، لماذا ينسبها لأعدائه من الملحدين ويخاطبهم بها؟؟

مغرورة كيوت
12-11-2009, 11:08 PM
يسلمووووووووووووو..
والله يعطيييييييكم العاااااافيهــ..~.~

فارسة السنة
14-11-2009, 09:04 AM
بالتوفيق وفي ميزان حسناتك

7ɑɱɱoɖ ʂneɨjder
09-09-2010, 05:22 PM
شــكـراً عــلـى مـسـاعـدتـك ..

يـرفـع و يغـلـق اجتناباً للردود السطحية ..