المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العماله الوافده



راعي العطور
08-11-2009, 06:49 PM
:s61::s66:على مدى ثلاثة عقود متتالية، والتقارير والإحصائيات تؤكد عاماً بعد عام أن أعداد العمالة الوافدة، خصوصاً غير الماهرة منها، في تزايد مطّرد في دول مجلس التعاون الخليجي، وذلك يحدث في الوقت الذي تتزايد فيه أعداد المواطنين الباحثين عن فرص عمل في أوطانهم. فتقرير التنمية الإنسانية العربية لعام 2003، الصادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وكذلك الإحصائيات المحلية، يؤكدان تفاقم هذه الظاهرة، فنسبة العمال الوافدين إلى إجمالي القوى العاملة وصلت إلى نحو سبعين في المائة في المملكة العربية السعودية، أي ما يعادل ثمانية ملايين وثمانمائة ألف عامل، وخمسة وثمانين في المائة في دولة قطر، ونحو ستين في المائة في سلطنة عمان، وستين في المائة في مملكة البحرين، ونحو تسعين في المائة في دولة الإمارات العربية المتحدة، وثمانين في المائة في دولة الكويت.

لقد نُشر العديد من الدراسات والتقارير حول الانعكاسات السلبية للخلل في التركيبة السكانية على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والأمنية في دول المجلس، كما أُطلق العديد من المبادرات على المستويات كافة لوضع حدّ لهذه المشكلة، ولكن النتائج التي تمخضت عنها هذه الجهود لا تزال دون التوقعات
وفي هذا السياق، فإن هناك دراسة صدرت عن مؤسسة راند للأبحاث بشأن العوامل والتوجهات السكانية وانعكاساتها على الأمن الوطني، وهي تلقي الضوء على مدى خطورة الدور الذي يمكن أن تلعبه الجاليات الأجنبية في طبيعة الصراعات المستقبلية، وذلك من خلال استخدامها كإحدى الأدوات في صراعات قد لا تكون الدولة المضيفة طرفاً فيها، ولكن قد تجد نفسها متورطة بسبب توجهات تتبناها مجموعات مقيمة على أراضيها
وتنطلق الدراسة بالتأكيد على أن التكتلات السكانية الوافدة في بلدان أخرى ليست بالأمر الجديد، وأنها وُجدت منذ فجر التاريخ، إلا أنها لم تُعتبر من قبل الدول المضيفة على أنها مصدر تهديد للأمن القومي إلا في حالات نادرة. ولكن التقدم الذي شهدته وسائل المواصلات والاتصالات خلال العقود الثلاثة الماضية سهّل عملية الانتقال والتواصل بين مختلف دول العالم، وجعل هذه الجماعات أكثر التصاقاً بدولها الأصلية وأكثر اهتماماً بمصالحها الوطنية. فإذا تمكنت هذه الجماعات الوافدة من تنظيم صفوفها وتعبئة قدراتها فإنها قد تصبح مصدر قلق للدول المضيفة، وخصوصاً إذا تبنت هذه الجماعات مواقف تتعارض والسياسات الداخلية أو الخارجية لهذه الدول. لقد تحولت الجاليات الأرمنية في فرنسا والولايات المتحدة، والصينية في جنوب شرق آسيا، والهندية في أوروبا الغربية وأمريكا الشمالية وفيجي وشرق إفريقيا وغيرها من الجاليات التي لا يتسع المجال لذكرها، إلى قوى ضغط قادرة إلى حد ما على التأثير في القرار السياسي ولو بدرجات متفاوتة في الدول المضيفة.
أضف إلى ذلك أن هذه الجماعات يمكن أن تلجأ إلى جمع التبرعات وإقامة الحملات لتقديم الدعم المادي والمعنوي لمؤيديها أو تشويه صورة معارضيها في داخل الدول المضيفة أو خارجها، أو حتى ممارسة الضغوط على هذه الدول لاتخاذ مواقف قد تتعارض ومصالحها الوطنية. والأمثلة أكثر من أن تُعد أو تحصى بهذا الخصوص، ولكن الدراسة تذكر منها على سبيل المثال لا الحصر: الدور الذي لعبته الجماعات الكرواتية في العديد من دول العالم لحشد التأييد الدولي ضد الصرب، والجهود التي بذلتها الجماعات الأرمنية لمنع الولايات المتحدة من التقارب مع أذربيجان، كما أن جماعات التاميل كثيراً ما جمعت التبرعات، وحشدت التأييد للمتمردين ضد القوات الحكومية في سريلانكا.



إن ذكر هذه الحقائق التي أوردتها الدراسة المشار إليها يجب ألا يُفهم منه أنه تحريض ضد أحد، ولكن فقط للتأكيد على مدى خطورة التهديد الذي يمكن أن يحدثه الخلل السكاني.
فإذا كانت دول كالولايات المتحدة الأمريكية والعديد من الدول الأوروبية مثل فرنسا وألمانيا قد أنشأت مراكز أبحاث ودوائر رسمية وأجهزة خاصة لإبقاء هذه الأقليات ملتزمة بالقوانين المطبقة في هذه الدول، ومنعها من التحول إلى مصدر تهديد للأمن والاستقرار الداخلي، فما الذي يمنع دول مجلس التعاون من الأخذ في الاعتبار ولو مجرد احتمال أن تسيء بعض الجماعات الوافدة كرم الضيافة، وترتكب ممارسات قد تهدد أمن واستقرار هذه الدول، وخصوصاً أن بعض شعوب المنطقة أصبحت أقليات في أوطانها بكل ما يحمله هذا الأمر من دلالات راهنة ومستقبلية!

وإذا كان المرء يأمل ألا تقع مثل هذه الأحداث المؤسفة التي تهدد الأمن والاستقرار، ومع التسليم في الوقت نفسه بأهمية الدور الذي لعبته الجاليات الوافدة في إعمار وتنمية الدول المضيفة، إلا أنه لا يمكن إسقاط الاحتمالات آنفة الذكر من الحسبان.

ومع تزايد ضغوط المنظمات العالمية مثل منظمة التجارة العالمية ومنظمة العمل الدولية بشأن ملفات الوافدين والمهاجرين، فإنه لا بد للجهات الرسمية المعنية في دول المجلس، والمكلّفة بوضع الحلول العملية لهذه المشكلة وما تفرضه من تحديات من مواصلة جهودها وتسريع وتيرة تنفيذ الخطط والبرامج العملية لإيجاد فرص عمل ووظائف للمواطنين على أساس جدول زمني واضح ومحدد، وبالرغم مما قد يترتب على ذلك من خسائر مادية في المدى القصير، إلا أنها لن تكون حتماً أفدح من تهديد استمرار الأوضاع السكانية الراهنة بكل ما تحمله من آثار وتداعيات محتملة.

يحيى عمران
09-11-2009, 09:36 PM
شكرااااا أخوي راعي العطور على المعلومات القيمة سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك

حبروك
10-11-2009, 06:05 PM
مشكوووووووووور اخوي راعي العطورر على المعلومات

وجالك الله أاااالف خير

اخوك حبروك ^______^

(جميلة)
10-11-2009, 06:44 PM
مشكوووووووووووووور

الــــــنــــقـــــي
10-11-2009, 06:52 PM
مشكور و الله يجعل الجنة مثواك

(محمد الحوسني)
15-11-2009, 03:06 PM
مشكـــــــــــــــور علـــى الموضوع ^___^