دعوية
02-11-2009, 07:05 PM
السلام عليكم
اليوم يبت لكم تقرير عن معركة صفين حق الي يبغي ( لان احنا مدرستنا طلبت تقرير عن معركة صفين ))
المهم هذا التقرير و ان شا الله يعجبكم ...
بسم الله الرحمن الرحيم
تقرير عن
معركة صفين
عمل الطالبـ/ة :
لمادة : التـــــاريخ
باشــراف المعلم\ة :
الصـــف : الثــــامن
المدرسة :
مقدمة :
حاول الإمام علي أن يقيم الحجّة على معاوية ـ والي الشام ـ وأصحابه بأسلوب الحوار والموعظة الحسنة ، حقناً لدماء المسلمين ووأد الفتنة ، ولكن تلك المحاولات لم تجد آذاناً صاغية عند معاوية .
لذا بعد انتصاره ( عليه السلام ) على الناكثين في حرب الجمل بالبصرة ، بدأ ( عليه السلام ) بتعزيز جيشه للتوجّه إلى الشام لتصفية الفئة الباغية التي يرأسها معاوية بن أبي سفيان .
زمان ومكان المعركة :
بدأت معركة صفين في الأول من صفر 37 هـ ، وصفين منطقة بين الشام والعراق .
عدد الجيش :
جهّز معاوية جيشاً عدده ( 130 ) ألف مقاتل من الشاميين ، وجهّز الإمام علي ( عليه السلام ) جيشاً عدده ( 135 ) ألف مقاتل من الكوفيين ، منهم ( 100 ) مقاتل ممّن قاتل مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في معركة بدر الكبرى ، كعمار بن ياسر ، وحزيمة بن ثابت ، وسعد بن قيس ، وعبد الله بن عباس وغيرهم .
مساعي الإمام علي :
سعى الإمام علي ( عليه السلام ) لإصلاح الموقف بالوسائل السلمية ، فبعث أوّلاً بوفد ثلاثي إلى معاوية يذكّره الله ، ويدعوه إلى التقوى والورع ، فكان جواب معاوية : ليس عندي إلاّ السيف .
ثمّ دعا الإمام علي ( عليه السلام ) معاوية إلى المبارزة ، حقناً لدماء الآخرين ، ولكن معاوية رفض خشية على نفسه من بطشة الإمام ( عليه السلام ) .
خُلق الإمام علي :
نزل معاوية بمن معه عند نهر الفرات ، في وادي صفين الوسيع ، واستولى على الماء ، ونزل الإمام علي ( عليه السلام ) في ذلك الوادي أيضاً ، وقد منع معاوية أهل العراق أن يشربوا من ماء الفرات ولو قطرة واحدة ، فأضرّ بهم وبدوابهم العطش ، ولمّا لم تنفع محاولات أمير المؤمنين ( عليه السلام ) لبلوغ الماء بالحسنى ، اضطره الأمر إلى استعمال القوّة لإنقاذ عشرات الأُلوف ممّن كانوا معه من الموت عطشاً .
ولمّا تمّت له السيطرة على الماء حاول بعض الأصحاب إقناع الإمام علي ( عليه السلام ) أن يقابلهم بالمثل ، فأبى ذلك أشدّ الإباء ، وأتاح لمعاوية وجيشه ، الذين هددّوه قبل ساعات قليلة بالموت عطشاً ، أن يردوا الماء ويشربوا أسوة بأصحابه .
ورغم هذه الأخلاق الرفيعة ، والمعاملة الحسنة فقد استمر جيش معاوية في استفزاز جيش الإمام ( عليه السلام ) الذي لم يجد بداً من السماح لأصحابه بالقتال بعد أن أوقع بهم الأعداء عدداً من القتلى والجرحى نتيجة اعتداءاتهم .
عمار تقتله الفئة الباغية :
لقد كان لاستشهاد عمار بن ياسر في معركة صفين ، الأثر الكبير في تضعضع جيش معاوية بعد أن علموا بأنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قائل لعمار بن ياسر : ( يا عمار تقتلك الفئة الباغية ) ، ومعنى ذلك أنّهم هم الفئة الباغية لا الإمام علي ( عليه السلام ) وأصحابه .
قال خزيمة بن ثابت : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : ( تقتل عماراً الفئة الباغية ) .
وقال عبد الله بن سلمة : رأيت عماراً يوم صفين شيخاً كبيراً آدم طوالا ، أخذ الحربة بيده ويده ترعد ويقول : والذي نفسي بيده ، لقد قاتلت هذه الراية مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ثلاث مرات ، وهذه الرابعة .
وقال محمّد بن عمارة بن خزيمة بن ثابت : ما زال جدّي ـ يعني خزيمة ـ كافاً سلاحه يوم الجمل حتّى قتل عمار بصفين ، فسلّ سيفه فقاتل حتّى قتل .
ليلة الهرير :
وهي الليلة التي كان البرد فيها قارصاً إلى الحد الذي كان يسمع للجنود هرير كهرير الكلب ، وبالإضافة إلى البرد في هذه الليلة فقد اشتد القتال بين الجيشين ، بحيث قتل الإمام علي ( عليه السلام ) في يومه وليلته خمسمائة وثلاثة وعشرون رجلاً ، وكان ( عليه السلام ) إذا قتل رجلاً كبّر .
وكان لمالك الأشتر فيه نصيب كبير ، فكان يقول : إنّ هؤلاء القوم لا يقاتلونكم إلاّ عن دينكم ليميتوا السنّة ، ويحيوا البدعة ، ويعيدوكم في ضلالة قد أخرجكم الله عزّ وجل منها بحسن البصيرة ، فطيبوا عباد الله أنفساً بدمائكم دون دينكم ، فإنّ ثوابكم على الله ، والله عنده جنّات النعيم ، وإنّ الفرار من الزحف فيه السلب للعزّ والغلبة على الفيء ، وذل المحيى والممات ، وعار الدنيا والآخرة .
وفي ليلة الهرير كان الأشتر يضرب ضرباته بكل قوّة حتّى اخترق صفوف أهل الشام ، وأجرى حولهم عمليات الالتفاف والتطويق ، فانكشفت غالب صفوفهم ، وكادوا ينهزمون ، حتّى وصل الأشتر إلى قرب خيمة معاوية بن أبي سفيان ، فعند ذلك رفع أهل الشام المصاحف فوق الرماح .
خدعة رفع المصاحف :
لمّا رأى معاوية بن أبي سفيان انتصارات جيش الإمام علي ( عليه السلام ) على جيشه ، وقد قرب منه القائد مالك الأشتر مع مجموعته ، دعا عمرو بن العاص إلى خطّة للوقوف أمام هذه الانتصارات .
فقام عمرو بن العاص بخدعة ، حيث دعا جيش معاوية إلى رفع المصاحف على أسنّة الرماح ، ومعنى ذلك أنّ القرآن حكماً بيننا ، أراد من ذلك أن يخدع أصحاب الإمام علي ( عليه السلام ) ، ليقفون عن القتال ويدعون الإمام علي ( عليه السلام ) إلى حكم القرآن .
وفعلاً جاء زهاء عشرين ألف مقاتل من جيش الإمام ( عليه السلام ) حاملين سيوفهم على عواتقهم ، وقد اسودّت جباههم من السجود ، يتقدّمهم عصابة من القرّاء الذين صاروا خوارج فيما بعد ، فنادوه باسمه لا بإمرة المؤمنين : يا علي اجب القوم إلى كتاب الله إذا دعيت ، وإلاّ قتلناك كما قتلنا ابن عفّان ، فو الله لنفعلنها إن لم تجبهم .
فقال ( عليه السلام ) : ( عباد الله إنّي أحقّ من أجاب إلى كتاب الله ، ولكن معاوية وعمرو بن العاص وابن أبي معيط ليسوا بأصحاب دين ولا قرآن ، وإنّي اعرف بهم منكم ، صحبتهم أطفالاً وصحبتهم رجالاً ، فكانوا شرّ الأطفال وشرّ الرجال ، إنّها كلمة حقّ يراد بها باطل ، إنّهم والله ما رفعوها ، إنّهم يعرفونها ولا يعملون بها ، ولكنّها الخديعة والوهن والمكيدة ، أعيروني سواعدكم وجماجمكم ساعة واحدة ، فقد بلغ الحق مقطعه ، ولم يبق إلاّ أن يقطع دابر الذين ظلموا ) .
ثمّ قال ( عليه السلام ) لهم : ( ويحكم أنا أوّل من دعا إلى كتاب الله ، وأوّل من أجاب إليه ... ) .
قالوا : فابعث إلى الأشتر ليأتيك ، وقد كان الأشتر صبيحة ليلة الهرير قد اشرف على عسكر معاوية ليدخله ، فأصرّوا على رأيهم ، وكان أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في هذا الموقف أمام خيارين لا ثالث لهما :
1ـ المضي بالقتال ، ومعنى ذلك أنّه سيقاتل ثلاثة أرباع جيشه وجيش أهل الشام .
2ـ القبول بالتحكيم وهو أقلّ الشرّين خطراً .
وهكذا كان القبول بالتحكيم نتيجة حتمية لظروف قاهرة لا خيار لأمير المؤمنين ( عليه السلام ) .
التحكيم :
اتفق الجيشان ـ جيش أهل الشام وجيش أهل العراق ـ على مبدأ التحكيم ، وكان عمرو بن العاص المفاوض من قبل أهل الشام ، وكان أبو موسى الأشعري المفاوض من قبل أهل العراق .
وقد اختلف الناس في أبي موسى الأشعري أشدّ الاختلاف ، فاللذين استجابوا لفكرة التحكيم أراده مفاوضاً عنهم ، واللذين رفضوا فكرة التحكيم ـ وهم الإمام علي ( عليه السلام ) وأصحابه ـ رفضوا أن يكون الأشعري مفاوضاً عنهم ، ولكن لم يكن أمام الإمام ( عليه السلام ) بدّ من الاستجابة لأهل العراق والقبول بأبي موسى الأشعري .
وقد تعرّض الأشعري لخداع ابن العاص الذي أقنعه بخلع أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، بينما قام عمرو بن العاص بتثبيت معاوية وخلع أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، وانتهت تلك المهزلة على هذا النحو .
نتائج المعركة :
قُتل من الطرفين خلال المعركة ( 70 ) ألف رجلاً ، فمن أصحاب معاوية من أهل الشام ( 45 ) ألف رجلاً ، ومن أصحاب الإمام علي ( عليه السلام ) من أهل العراق ( 25 ) ألف شهيداً .
محبتكم < دعوية >
اليوم يبت لكم تقرير عن معركة صفين حق الي يبغي ( لان احنا مدرستنا طلبت تقرير عن معركة صفين ))
المهم هذا التقرير و ان شا الله يعجبكم ...
بسم الله الرحمن الرحيم
تقرير عن
معركة صفين
عمل الطالبـ/ة :
لمادة : التـــــاريخ
باشــراف المعلم\ة :
الصـــف : الثــــامن
المدرسة :
مقدمة :
حاول الإمام علي أن يقيم الحجّة على معاوية ـ والي الشام ـ وأصحابه بأسلوب الحوار والموعظة الحسنة ، حقناً لدماء المسلمين ووأد الفتنة ، ولكن تلك المحاولات لم تجد آذاناً صاغية عند معاوية .
لذا بعد انتصاره ( عليه السلام ) على الناكثين في حرب الجمل بالبصرة ، بدأ ( عليه السلام ) بتعزيز جيشه للتوجّه إلى الشام لتصفية الفئة الباغية التي يرأسها معاوية بن أبي سفيان .
زمان ومكان المعركة :
بدأت معركة صفين في الأول من صفر 37 هـ ، وصفين منطقة بين الشام والعراق .
عدد الجيش :
جهّز معاوية جيشاً عدده ( 130 ) ألف مقاتل من الشاميين ، وجهّز الإمام علي ( عليه السلام ) جيشاً عدده ( 135 ) ألف مقاتل من الكوفيين ، منهم ( 100 ) مقاتل ممّن قاتل مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في معركة بدر الكبرى ، كعمار بن ياسر ، وحزيمة بن ثابت ، وسعد بن قيس ، وعبد الله بن عباس وغيرهم .
مساعي الإمام علي :
سعى الإمام علي ( عليه السلام ) لإصلاح الموقف بالوسائل السلمية ، فبعث أوّلاً بوفد ثلاثي إلى معاوية يذكّره الله ، ويدعوه إلى التقوى والورع ، فكان جواب معاوية : ليس عندي إلاّ السيف .
ثمّ دعا الإمام علي ( عليه السلام ) معاوية إلى المبارزة ، حقناً لدماء الآخرين ، ولكن معاوية رفض خشية على نفسه من بطشة الإمام ( عليه السلام ) .
خُلق الإمام علي :
نزل معاوية بمن معه عند نهر الفرات ، في وادي صفين الوسيع ، واستولى على الماء ، ونزل الإمام علي ( عليه السلام ) في ذلك الوادي أيضاً ، وقد منع معاوية أهل العراق أن يشربوا من ماء الفرات ولو قطرة واحدة ، فأضرّ بهم وبدوابهم العطش ، ولمّا لم تنفع محاولات أمير المؤمنين ( عليه السلام ) لبلوغ الماء بالحسنى ، اضطره الأمر إلى استعمال القوّة لإنقاذ عشرات الأُلوف ممّن كانوا معه من الموت عطشاً .
ولمّا تمّت له السيطرة على الماء حاول بعض الأصحاب إقناع الإمام علي ( عليه السلام ) أن يقابلهم بالمثل ، فأبى ذلك أشدّ الإباء ، وأتاح لمعاوية وجيشه ، الذين هددّوه قبل ساعات قليلة بالموت عطشاً ، أن يردوا الماء ويشربوا أسوة بأصحابه .
ورغم هذه الأخلاق الرفيعة ، والمعاملة الحسنة فقد استمر جيش معاوية في استفزاز جيش الإمام ( عليه السلام ) الذي لم يجد بداً من السماح لأصحابه بالقتال بعد أن أوقع بهم الأعداء عدداً من القتلى والجرحى نتيجة اعتداءاتهم .
عمار تقتله الفئة الباغية :
لقد كان لاستشهاد عمار بن ياسر في معركة صفين ، الأثر الكبير في تضعضع جيش معاوية بعد أن علموا بأنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قائل لعمار بن ياسر : ( يا عمار تقتلك الفئة الباغية ) ، ومعنى ذلك أنّهم هم الفئة الباغية لا الإمام علي ( عليه السلام ) وأصحابه .
قال خزيمة بن ثابت : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : ( تقتل عماراً الفئة الباغية ) .
وقال عبد الله بن سلمة : رأيت عماراً يوم صفين شيخاً كبيراً آدم طوالا ، أخذ الحربة بيده ويده ترعد ويقول : والذي نفسي بيده ، لقد قاتلت هذه الراية مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ثلاث مرات ، وهذه الرابعة .
وقال محمّد بن عمارة بن خزيمة بن ثابت : ما زال جدّي ـ يعني خزيمة ـ كافاً سلاحه يوم الجمل حتّى قتل عمار بصفين ، فسلّ سيفه فقاتل حتّى قتل .
ليلة الهرير :
وهي الليلة التي كان البرد فيها قارصاً إلى الحد الذي كان يسمع للجنود هرير كهرير الكلب ، وبالإضافة إلى البرد في هذه الليلة فقد اشتد القتال بين الجيشين ، بحيث قتل الإمام علي ( عليه السلام ) في يومه وليلته خمسمائة وثلاثة وعشرون رجلاً ، وكان ( عليه السلام ) إذا قتل رجلاً كبّر .
وكان لمالك الأشتر فيه نصيب كبير ، فكان يقول : إنّ هؤلاء القوم لا يقاتلونكم إلاّ عن دينكم ليميتوا السنّة ، ويحيوا البدعة ، ويعيدوكم في ضلالة قد أخرجكم الله عزّ وجل منها بحسن البصيرة ، فطيبوا عباد الله أنفساً بدمائكم دون دينكم ، فإنّ ثوابكم على الله ، والله عنده جنّات النعيم ، وإنّ الفرار من الزحف فيه السلب للعزّ والغلبة على الفيء ، وذل المحيى والممات ، وعار الدنيا والآخرة .
وفي ليلة الهرير كان الأشتر يضرب ضرباته بكل قوّة حتّى اخترق صفوف أهل الشام ، وأجرى حولهم عمليات الالتفاف والتطويق ، فانكشفت غالب صفوفهم ، وكادوا ينهزمون ، حتّى وصل الأشتر إلى قرب خيمة معاوية بن أبي سفيان ، فعند ذلك رفع أهل الشام المصاحف فوق الرماح .
خدعة رفع المصاحف :
لمّا رأى معاوية بن أبي سفيان انتصارات جيش الإمام علي ( عليه السلام ) على جيشه ، وقد قرب منه القائد مالك الأشتر مع مجموعته ، دعا عمرو بن العاص إلى خطّة للوقوف أمام هذه الانتصارات .
فقام عمرو بن العاص بخدعة ، حيث دعا جيش معاوية إلى رفع المصاحف على أسنّة الرماح ، ومعنى ذلك أنّ القرآن حكماً بيننا ، أراد من ذلك أن يخدع أصحاب الإمام علي ( عليه السلام ) ، ليقفون عن القتال ويدعون الإمام علي ( عليه السلام ) إلى حكم القرآن .
وفعلاً جاء زهاء عشرين ألف مقاتل من جيش الإمام ( عليه السلام ) حاملين سيوفهم على عواتقهم ، وقد اسودّت جباههم من السجود ، يتقدّمهم عصابة من القرّاء الذين صاروا خوارج فيما بعد ، فنادوه باسمه لا بإمرة المؤمنين : يا علي اجب القوم إلى كتاب الله إذا دعيت ، وإلاّ قتلناك كما قتلنا ابن عفّان ، فو الله لنفعلنها إن لم تجبهم .
فقال ( عليه السلام ) : ( عباد الله إنّي أحقّ من أجاب إلى كتاب الله ، ولكن معاوية وعمرو بن العاص وابن أبي معيط ليسوا بأصحاب دين ولا قرآن ، وإنّي اعرف بهم منكم ، صحبتهم أطفالاً وصحبتهم رجالاً ، فكانوا شرّ الأطفال وشرّ الرجال ، إنّها كلمة حقّ يراد بها باطل ، إنّهم والله ما رفعوها ، إنّهم يعرفونها ولا يعملون بها ، ولكنّها الخديعة والوهن والمكيدة ، أعيروني سواعدكم وجماجمكم ساعة واحدة ، فقد بلغ الحق مقطعه ، ولم يبق إلاّ أن يقطع دابر الذين ظلموا ) .
ثمّ قال ( عليه السلام ) لهم : ( ويحكم أنا أوّل من دعا إلى كتاب الله ، وأوّل من أجاب إليه ... ) .
قالوا : فابعث إلى الأشتر ليأتيك ، وقد كان الأشتر صبيحة ليلة الهرير قد اشرف على عسكر معاوية ليدخله ، فأصرّوا على رأيهم ، وكان أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في هذا الموقف أمام خيارين لا ثالث لهما :
1ـ المضي بالقتال ، ومعنى ذلك أنّه سيقاتل ثلاثة أرباع جيشه وجيش أهل الشام .
2ـ القبول بالتحكيم وهو أقلّ الشرّين خطراً .
وهكذا كان القبول بالتحكيم نتيجة حتمية لظروف قاهرة لا خيار لأمير المؤمنين ( عليه السلام ) .
التحكيم :
اتفق الجيشان ـ جيش أهل الشام وجيش أهل العراق ـ على مبدأ التحكيم ، وكان عمرو بن العاص المفاوض من قبل أهل الشام ، وكان أبو موسى الأشعري المفاوض من قبل أهل العراق .
وقد اختلف الناس في أبي موسى الأشعري أشدّ الاختلاف ، فاللذين استجابوا لفكرة التحكيم أراده مفاوضاً عنهم ، واللذين رفضوا فكرة التحكيم ـ وهم الإمام علي ( عليه السلام ) وأصحابه ـ رفضوا أن يكون الأشعري مفاوضاً عنهم ، ولكن لم يكن أمام الإمام ( عليه السلام ) بدّ من الاستجابة لأهل العراق والقبول بأبي موسى الأشعري .
وقد تعرّض الأشعري لخداع ابن العاص الذي أقنعه بخلع أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، بينما قام عمرو بن العاص بتثبيت معاوية وخلع أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، وانتهت تلك المهزلة على هذا النحو .
نتائج المعركة :
قُتل من الطرفين خلال المعركة ( 70 ) ألف رجلاً ، فمن أصحاب معاوية من أهل الشام ( 45 ) ألف رجلاً ، ومن أصحاب الإمام علي ( عليه السلام ) من أهل العراق ( 25 ) ألف شهيداً .
محبتكم < دعوية >