المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شرح درس تعاتب ابنائها



زعيم العالم
28-10-2009, 02:24 PM
اللغة العربية كنز لا يفنى ، ومعين لا ينضب ،تمد الإنسان بكل ما يحتاج إليه من المصطلحات العلمية ، ومفردات الحضارة إن اعتراها ضعف أو اختلاط بلغة الأعاجم ، فلأنّ أبناءها قد تهاونوا وقصّروا ، فالضّعف فيهم وحدهم ، وعليهم أن ينهضوا بلغتهم ليحفظوها سالمة للأجيال المتعاقبة .

اللغة العربية التي يجب أن يتقنها كل إنسان عربي هي اللغة العربية السليمة ، فهي لغة جميلة مرنة ، قادرة على أن تعبر بيسر عن حضارات عصرنا ، مثلما عبّرت من قبل عن الحضارات السابقة.

وهي لغة واحدة نزل بها القرآن الكريم قال الله تعالى : (( إنا أنزلناه قرآناً عربياً )) ، وقد كتبها العرب وتحدثوا بها ، وبقدر ما يعتز الإنسان العربي بلغته العربية السليمة ،ويحبها فإنه يستطيع إتقانها ويسعى إلى التحدث بها ، ونشرها بين الناس .

اللغة العربية غنيّة بمفرداتها ، كالبحر الذي يحتوي في أحشائه اللآلئ والمرجان ، والأحجار النفيسة ، فلغتنا تحتوي على ألفاظ متنوعة ، بعضها جزلة فخمة ، وبعضها سهلة وبسيطة ، ولكي يعرف العربيّ قيمة هذه اللغة وروعتها ، يجب أن يسأل المختصين عنها ، ويتعلم منهم قواعد النحو والصرف ، وإنشاء الجمل ، وإتقان التعبير ، لأنّ العربي اليوم أصبح غريباً عن لغته الأمّ .

ويكفي العربي فخراً أنّ القراَن الكريم ، كتاب الله المحكم قد أنزله الله العلي القدير باللغة العربية ، التي حفظها الله بحفظه للقرآن قال الله تعالى : (( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون )) ، وذلك هو السبب الرئيس في حفظ العربية من الاندثار والضياع على الرغم من النكبات التي تتالت عليها ، والمحن التي حلت في ساحتها ، ولولا القرآن الكريم لأصبحت اللغة العربية نسياً منسياً مثل غيرها من اللغات التي كانت موجودة سابقاً ، واندثرت بعد ذلك ، بالإضافة إلى أنّ دخول القرآن الكريم بيت كل مسلم ،يحتم على المسلمين وإن اختلفت جنسياتهم ، وتناءت أقطارهم أن يتعلموا القرآن الكريم ،لأنّه مادة عبادتهم لله تعالى ، وبذلك انتشرت اللغة العربية في مشارق الأرض ومغاربها .

ولقد كان العرب في الجاهلية يعتزون بلغتهم العربية الفصحى ، ويتنافسون في نظم الشعروالخطب والحكم والأمثال ، فقد بلغ الذهن العربي أوج نضجه وتفتحه قبل بعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم فصاغت عقولهم أحلى قوافي الشعر وأعذبها ، ونطقت ألسنتهم بأبهى كلام النثر وأرقه وما وجود أسواق عكاظ وذي المجاز وغيرهما ،إلا دليل على مدى تفتح الذهنية العربية قبل الإسلام ،فقد كانت هذه الأسواق منتديات أدبية يتبارى فيها الفصحاء والبلغاء والشعراء ،ويكرم فيها المتفوقون ،وتعلق قصائدهم على أستار الكعبة المشرفة تخليداً لتلك القصائد وعرفاناً بقيمتها ولذلك فقد جاءت معجزة القرآن العظيم من جنس بضاعتهم التي مهروا في صناعتها ،ولكنهم عجزوا عن محاكاة القرآن والإتيان بمثل سورةّ منه ، وذلك لفصاحة ألفاظه ، ومتانة تراكيبه،وجمال تصويره ،وإشراق تعبيره ،فاعترفوا بذلك الفضل ولقد قيل : ( إنما يعرف الفضل من الناس ذو ود ) .

ولقد ارتفع القرآن باللغة العربية التي نزل بها إلى أعلى مستوى بلاغي ،لايمكن أن تصل إليه لغة من لغات العالم قال الله تعالى (قرآناً عربياً غير ذي عوج لعلهم يتقون ورفع الله شأن العرب بالإسلام وأعلى ذكرهم بالقرآن قال الله تعالى( وإنه لذكر لك ولقومك ولسوف تسألون )) وقال أيضاً ( لقد أنزلنا إليكم كتاباً فيه ذكركم أفلا تعقلون )) والذكر هنا الشرف وعلو المنزلة فاستحقوا بذلك وصف الله لهم بقوله : (( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر )) .

وبعد كل ما تقدم نريد أن نصل إلى القول : بأنّ أبناء اللغة العربية مقصرون في الحفاظ على لغتهم الأمّ وقد يصل ذلك إلى الإهمال الذي قد يؤدي إلى ضياع العربيّة ، بسبب انتشار العامية في كلّ البلاد العربيّة ، وتفضيل ذلك على الفصحى ، فأصبح العربي غريباً عن لغته يتعلمها في المدرسة ،كما يتعلم الأعجمي في بلاده لغة من لغات العالم ، فإذا سمع العربي أحداً يتكلم بالفصحى يستغرب ذلك ، ويدقق في الكلمات وكأنه يسمع لغة غريبة عنه ولا صلة له بها ، كما أنّ كثيراً من الطلاب في المدارس لا يتقنون التكلم بالفصحى .

والخطر الذي يهدد اللغة العربيّة اليوم ، هو امتزاج اللهجات العامية بكلمات أعجميّة ،ترددها ألسنة الشباب والشابات فينطقون مثلاً : ( صباح الخير ، مساء الخير ، طبعاً ، شكراً ..... ) بالإنجليزية أو الفرنسية ،مدّعين أنّ هذا مقياس يدل على ثقافة الفرد ، ويعلي من شأنه في المجتمع ، ولكن لو تأمل الناطق باللغات الأخرى ،لوجد أنه يضيّع لغته الأصلية على حساب لغة أخرى ، وإننا لا ننكر على الآخرين تعلم اللغات الأجنبية ، ولكن ننكر عليهم إدخال مفردات من الإنجليزية أو الفرنسية أو غيرهما من لغات العالم إلى العربية أثناء التكلم بها مع الآخرين،وكأنها جزء من لغتهم ، فهذا يدل على عدم ثقة العربي بشخصيته ولغته التي نزل بها القرآن الكريم ، فيقلد الآخرين دون وعي وتفكير فيما يقوم به.

عيناوية كاشخة
28-10-2009, 09:12 PM
مشكووووووووووور اخوية ع شرح الدرس