شاطر بس
22-10-2009, 01:31 PM
المقدمة:
الحمد الله الذي خلق الثقلين لعباده و أرسل الرسل بذلك عليهم الصلاة والسلام , فخلق العباد و أوجب عليهم أداء ما فرض عليهم منها وترك ما حرم عليهم عن إخلاص له سبحانه و رغبة و رهبة ووعدهم على ذلك الأجر العظيم و النعيم المقيم في دار الكرامة و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أن محمدا عبده و رسوله و خليله صلى الله عليه و سلم عليه و آله و أصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
أما بعد :
سأتناول في موضوعي عن التجربة الشعورية والآثار النافعة التي قد تنجم عنها
أي عما قد يصل بها من معنى خلقي، أو فلسفي، أو اجتماعي، أو ما شاكل ذلك، إذ أنها – في جوهرها- تجربة خيالية أو تأملية تنشأ عن طريق وضع الكلام في نسق خاص من الوزن. ولذلك ذهب بعض النقاد إلى أن واجب نظرية الشعر أن تركز على هذه القيمة المستقلة، وأن تبحث عنها، وتعنى بكشف أسرارها وخباياها.
التجربة الشعرية
لاشك أن للتجربة الشعرية قيمتها مستقلة عن الآثار النافعة التي قد تنجم عنها تقول الناقدة إليزابيث درو :" لما كان الشعر فناً وسيلته اللغة فمن واجب الناقد أن يفعل ما في وسعه ليبين مظاهر هذه المهارة اللفظية"
وكتب أودن ذات مرة يقول: إذا حضر إليه شاب يطمع في أن يكتب، وقال له: لديّ أمر جليل أود أن أكتب عنه؛ فهو ليس بشاعر، ولكنه إذا اعترف وقال: " أريد أن أقف طويلاً مع الألفاظ، أستمع لحديثها؛ فهو حينئذٍ قد يصبح شاعراً"
وكان الجاحظ قد سبق الجميع في التعبير عن هذه القضية عندما قال قولته المشهورة: " المعاني مطروحة في الطريق، يعرفها العجمي والعربي، والبدوي والقروي والمدني، وإنما الشأن في إقامة الوزن، وتخير اللفظ، وسهولة المخرج، وكثرة الماء"
وقد تبنى بعض النقاد – بسبب من ذلك – الدعوة إلى استقلالية الحكم النقدي عن الارتباط بأي معيار آخر غير فني، فقال روستر يفور هاملتون: " إن النشاط العملي والنشاط العقلي لهما أهمية ثانوية في نظرية الشعر… ولكن اهتمامها بهما مقصور على كونهما عاملين يدخلان عالم الخيال، وقيم الشعر – كغيره من الفنون الأخرى- متميزة عن قيم الأخلاق، كما هي متميزة عن قيم التفكير، وينبغي الحكم على الشعر- من حيث هو شعر – طبقاً لنوع التجربة الخيالية التي يمدنا بها فحسب، ولا يجوز الحكم عليه بمعيار ما فيه من خير خلقي، أو بمعيار صدقه بالنسبة لشيء يقع خارجه".
ولكن هذه الدعوة إلى الحيدة الفنية وعدم إدخال المعتقدات والأفكار في الحكم النقدي – وإن بدت وجيهة في الظاهر- لا سبيل إلى تحقيقها في واقع الأمر، وهي مطلب عسير غير ميسور؛ وذلك لأن طبيعة معتقداتنا لها تأثير كبير في تلقي التجربة الشعرية، وفي الإحساس بها، مما يدخل- بشكل إرادي أو غير إرادي- في الحكم عليها.
إن لكل قارئ للشعر طبيعته الخاصة، وإن كثيراً أو قليلاً من الإعجاب بالقصيدة ليرجع إلى كونها تقدم تجربة تشبه تجربة المتلقي، أو حالة من حالاته، وهو ذو حساسية خاصة، وثقافة خاصة، وإن له آراءه وموقفه من الحياة والكون، ولا بد أن يؤثر ذلك كله في موقفه من الإحساس الفني والجمالي بالقصيدة.
تقول إليزابيث درو: " إن الذوق الشخصي سيظل دائماً متبايناً بحسب ما للإنسان من فردية وميول خاصة، لأن لون ثقافتنا، ومبلغ وعينا؛ يدفعاننا دائماً إلى اتخاذ بعض المقاييس الفنية وطرح بعضها الآخر"
ويقول هاملتون: " بالإجمال فإن طبيعة معتقداتنا لها تأثيرها – ولن أقول تأثيرها الكبير – على مستوى تجربتنا الشعرية".
ثم إن الشعر مرتبط – في البدء والنهاية- بالحياة بأكملها فهو يصدر عنها، ويغترف من معينها، وإن إحدى غايات الشعر العظيم " تبليغ التجربة الإنسانية وتوصيلها " ولقد كان الدكتور/ جونسون يقول: " الغاية الوحيدة للأدب هي أن يجعل القارئ يحسن الاستمتاع بالحياة، أو يحسن تحملها".
إن الحياة الإنسانية – كل عمقها وتنوعها وواقعيتها- هي مادة الأدب، والأدب سجل حيّ لما رآه الناس في الحياة، وما عرفوه منها، وما خبروه من أحوالها، وما أحسوا به تجاهها، وما كانت مواقفهم منها، ولذلك كان هدسون يقول: إن الأدب تعبير عن الحياة وسيلته اللغة، وكان كولردج يقول: " إن الأدب نقد للحياة".
وإذا كانت صلة الأدب بالحياة –في كل صورها وأشكالها- هي هذه الصلة العميقة الحميمة فهل يمكن عندئذٍ الاكتفاء بالنظر إلى الشعر على أنه تجربة جمالية مستقلة، ثم التوفر على قراءته والحكم عليه بعيداً عن أي سياق اجتماعي أو فكري؟
ثم إن افتراض الجمال في العمل الأدبي مسألة شكلية بحتة، مجردة عن الفكر، أمر فيه نظر صحيح أن الشعر لا تصنعه الأفكار، ولكنه يثرى بها، وهي تغني تجربته الجمالية نفسها، وإن انهماك الشاعر في معرفة الحياة، والتعمق فيها، يكسبانه حصيلة موفورة من الثقافة والخبرة، فضلاً على حس مرهف يجعل تجربته أكثر حرارة وصدقاً وإقناعاً وإنسانية.
صحيح كذلك أن العمل الفني لا يستمد جلاله وروعته من جلال الموضوع الذي يعالجه، بل من خلال القدرة الفنية على التعبير عن هذا الموضوع، ولكن الأصح كذلك أن التجربة الفنية لا تنهض على الأسس الشكلية وحدها " إن المبنى في ذاته لا قيمة له من دون المعنى، وإن الاثنين لا ينفصلان، وإن الشعر استعمال خاص للغة، ولكن قيمة أي استعمال للغة هي أن نقول شيئاً، لأن اللغة وسيلة اتصال بين الناس".
ولا شك أن النقاد يؤثرون الحكم على القصيدة من خلال فنيتها، فمثل هذا الحكم الفني أحظى عند النقد؛ لأن عناصره أكثر إقناعاً؛ إذ هي تشكل قسطاً مشتركاً بين الناس، لأنها تقوم على الكمال الشكلي، والتناسق الجمالي، والحكم الفني – في هذه الحالة – يستمد شرعيته من عناصر ذاتية في النص نفسه، لا يتدخل فيها الفكر أو العقيدة اللذان تفترق عندهما مشارب الناس ومذاهبهم ومنازعهم، ولذلك يبقى لتجربة الحكم الفني الجمالي نوع من التميز، باعتبارها متعة خيالية يؤكدها نظام معين للكل
الخاتمة:
ولكن المشكلة – كما ذكرنا- أن الحكم الفني الجمالي وحده لا سبيل إليه عند أي ناقد مهما ادّعى الحَيدة الفكرية، ذلك أن هذه الحيدة أمر غير ميسور أصلاً، وهذا ما عبّرت عنه بشكل صريح إليزابيث درو بقولها: " نوقشت كثيراً فكرة الشعر والمعتقد، وكثير من الناس يجدون أنهم لا يستمتعون بالشعر إذا كانوا يختلفون مع الشاعر في معتقداته أو أفكاره؛ فاعتقاد ملتون الديني مثلاً قد حطم كل استمتاع بالفردوس المفقود، وكفر بوب بالأنظمة الدينية قد أفسد قصيدته "مقال في الإنسان" وفي الجانب الآخر يقف أولئك الذين يعلنون أن أفكار الشاعر لا تلعب دوراً في تذوق الشعر، وأنهم يمكن أن يكونوا موضوعيين تماماً بالنسبة لها. وأنا أشك كثيراً في صحة هذا الزعم".
إن النقاد يدعون إلى الموضوعية وإلى العلمية، وتقول طائفة منهم إن عملية النقد لا يمكن أن تتحقق إلا إذا " اعتبر الفن غرضاً صرفاً" ولكن الواقع والممارسة العملية يؤكدان أن محاولة الناقد التجرد الصارم، أو التام، عن قناعاته الفكرية والعقدية أمر غير مستطاع، وأن قناعة الناقد (الجمالية) لا بد أن تهتز – إن لم تقل تنهار- أمام نص فاقع الدلالة في تقديم فكرة عن الحياة والكون مخالفة كل المخالفة لما يعتقده أو يحس به.
يتحدث الناقد الفرنسي " دانييل برجيز" عن تيارات النقد الأدبي الحديث الكبرى وهي: النقد التكويني، والنقد النفسي، والنقد الموضوعي والنقد الاجتماعي، والنقد اللساني، ثم يوضح لنا أنها ترتبط أصلاً بمفهوم فكري عقدي عن الإنسان يقول: إن هذه التيارات الخمسة : "تفترض مفهوماً معيناً للنص الأدبي، وحتى مفهوماً معيناً للإنسان"
المراجع:
1.كتاب الأدب العربي
2.كتاب الجاحظ
الحمد الله الذي خلق الثقلين لعباده و أرسل الرسل بذلك عليهم الصلاة والسلام , فخلق العباد و أوجب عليهم أداء ما فرض عليهم منها وترك ما حرم عليهم عن إخلاص له سبحانه و رغبة و رهبة ووعدهم على ذلك الأجر العظيم و النعيم المقيم في دار الكرامة و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أن محمدا عبده و رسوله و خليله صلى الله عليه و سلم عليه و آله و أصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
أما بعد :
سأتناول في موضوعي عن التجربة الشعورية والآثار النافعة التي قد تنجم عنها
أي عما قد يصل بها من معنى خلقي، أو فلسفي، أو اجتماعي، أو ما شاكل ذلك، إذ أنها – في جوهرها- تجربة خيالية أو تأملية تنشأ عن طريق وضع الكلام في نسق خاص من الوزن. ولذلك ذهب بعض النقاد إلى أن واجب نظرية الشعر أن تركز على هذه القيمة المستقلة، وأن تبحث عنها، وتعنى بكشف أسرارها وخباياها.
التجربة الشعرية
لاشك أن للتجربة الشعرية قيمتها مستقلة عن الآثار النافعة التي قد تنجم عنها تقول الناقدة إليزابيث درو :" لما كان الشعر فناً وسيلته اللغة فمن واجب الناقد أن يفعل ما في وسعه ليبين مظاهر هذه المهارة اللفظية"
وكتب أودن ذات مرة يقول: إذا حضر إليه شاب يطمع في أن يكتب، وقال له: لديّ أمر جليل أود أن أكتب عنه؛ فهو ليس بشاعر، ولكنه إذا اعترف وقال: " أريد أن أقف طويلاً مع الألفاظ، أستمع لحديثها؛ فهو حينئذٍ قد يصبح شاعراً"
وكان الجاحظ قد سبق الجميع في التعبير عن هذه القضية عندما قال قولته المشهورة: " المعاني مطروحة في الطريق، يعرفها العجمي والعربي، والبدوي والقروي والمدني، وإنما الشأن في إقامة الوزن، وتخير اللفظ، وسهولة المخرج، وكثرة الماء"
وقد تبنى بعض النقاد – بسبب من ذلك – الدعوة إلى استقلالية الحكم النقدي عن الارتباط بأي معيار آخر غير فني، فقال روستر يفور هاملتون: " إن النشاط العملي والنشاط العقلي لهما أهمية ثانوية في نظرية الشعر… ولكن اهتمامها بهما مقصور على كونهما عاملين يدخلان عالم الخيال، وقيم الشعر – كغيره من الفنون الأخرى- متميزة عن قيم الأخلاق، كما هي متميزة عن قيم التفكير، وينبغي الحكم على الشعر- من حيث هو شعر – طبقاً لنوع التجربة الخيالية التي يمدنا بها فحسب، ولا يجوز الحكم عليه بمعيار ما فيه من خير خلقي، أو بمعيار صدقه بالنسبة لشيء يقع خارجه".
ولكن هذه الدعوة إلى الحيدة الفنية وعدم إدخال المعتقدات والأفكار في الحكم النقدي – وإن بدت وجيهة في الظاهر- لا سبيل إلى تحقيقها في واقع الأمر، وهي مطلب عسير غير ميسور؛ وذلك لأن طبيعة معتقداتنا لها تأثير كبير في تلقي التجربة الشعرية، وفي الإحساس بها، مما يدخل- بشكل إرادي أو غير إرادي- في الحكم عليها.
إن لكل قارئ للشعر طبيعته الخاصة، وإن كثيراً أو قليلاً من الإعجاب بالقصيدة ليرجع إلى كونها تقدم تجربة تشبه تجربة المتلقي، أو حالة من حالاته، وهو ذو حساسية خاصة، وثقافة خاصة، وإن له آراءه وموقفه من الحياة والكون، ولا بد أن يؤثر ذلك كله في موقفه من الإحساس الفني والجمالي بالقصيدة.
تقول إليزابيث درو: " إن الذوق الشخصي سيظل دائماً متبايناً بحسب ما للإنسان من فردية وميول خاصة، لأن لون ثقافتنا، ومبلغ وعينا؛ يدفعاننا دائماً إلى اتخاذ بعض المقاييس الفنية وطرح بعضها الآخر"
ويقول هاملتون: " بالإجمال فإن طبيعة معتقداتنا لها تأثيرها – ولن أقول تأثيرها الكبير – على مستوى تجربتنا الشعرية".
ثم إن الشعر مرتبط – في البدء والنهاية- بالحياة بأكملها فهو يصدر عنها، ويغترف من معينها، وإن إحدى غايات الشعر العظيم " تبليغ التجربة الإنسانية وتوصيلها " ولقد كان الدكتور/ جونسون يقول: " الغاية الوحيدة للأدب هي أن يجعل القارئ يحسن الاستمتاع بالحياة، أو يحسن تحملها".
إن الحياة الإنسانية – كل عمقها وتنوعها وواقعيتها- هي مادة الأدب، والأدب سجل حيّ لما رآه الناس في الحياة، وما عرفوه منها، وما خبروه من أحوالها، وما أحسوا به تجاهها، وما كانت مواقفهم منها، ولذلك كان هدسون يقول: إن الأدب تعبير عن الحياة وسيلته اللغة، وكان كولردج يقول: " إن الأدب نقد للحياة".
وإذا كانت صلة الأدب بالحياة –في كل صورها وأشكالها- هي هذه الصلة العميقة الحميمة فهل يمكن عندئذٍ الاكتفاء بالنظر إلى الشعر على أنه تجربة جمالية مستقلة، ثم التوفر على قراءته والحكم عليه بعيداً عن أي سياق اجتماعي أو فكري؟
ثم إن افتراض الجمال في العمل الأدبي مسألة شكلية بحتة، مجردة عن الفكر، أمر فيه نظر صحيح أن الشعر لا تصنعه الأفكار، ولكنه يثرى بها، وهي تغني تجربته الجمالية نفسها، وإن انهماك الشاعر في معرفة الحياة، والتعمق فيها، يكسبانه حصيلة موفورة من الثقافة والخبرة، فضلاً على حس مرهف يجعل تجربته أكثر حرارة وصدقاً وإقناعاً وإنسانية.
صحيح كذلك أن العمل الفني لا يستمد جلاله وروعته من جلال الموضوع الذي يعالجه، بل من خلال القدرة الفنية على التعبير عن هذا الموضوع، ولكن الأصح كذلك أن التجربة الفنية لا تنهض على الأسس الشكلية وحدها " إن المبنى في ذاته لا قيمة له من دون المعنى، وإن الاثنين لا ينفصلان، وإن الشعر استعمال خاص للغة، ولكن قيمة أي استعمال للغة هي أن نقول شيئاً، لأن اللغة وسيلة اتصال بين الناس".
ولا شك أن النقاد يؤثرون الحكم على القصيدة من خلال فنيتها، فمثل هذا الحكم الفني أحظى عند النقد؛ لأن عناصره أكثر إقناعاً؛ إذ هي تشكل قسطاً مشتركاً بين الناس، لأنها تقوم على الكمال الشكلي، والتناسق الجمالي، والحكم الفني – في هذه الحالة – يستمد شرعيته من عناصر ذاتية في النص نفسه، لا يتدخل فيها الفكر أو العقيدة اللذان تفترق عندهما مشارب الناس ومذاهبهم ومنازعهم، ولذلك يبقى لتجربة الحكم الفني الجمالي نوع من التميز، باعتبارها متعة خيالية يؤكدها نظام معين للكل
الخاتمة:
ولكن المشكلة – كما ذكرنا- أن الحكم الفني الجمالي وحده لا سبيل إليه عند أي ناقد مهما ادّعى الحَيدة الفكرية، ذلك أن هذه الحيدة أمر غير ميسور أصلاً، وهذا ما عبّرت عنه بشكل صريح إليزابيث درو بقولها: " نوقشت كثيراً فكرة الشعر والمعتقد، وكثير من الناس يجدون أنهم لا يستمتعون بالشعر إذا كانوا يختلفون مع الشاعر في معتقداته أو أفكاره؛ فاعتقاد ملتون الديني مثلاً قد حطم كل استمتاع بالفردوس المفقود، وكفر بوب بالأنظمة الدينية قد أفسد قصيدته "مقال في الإنسان" وفي الجانب الآخر يقف أولئك الذين يعلنون أن أفكار الشاعر لا تلعب دوراً في تذوق الشعر، وأنهم يمكن أن يكونوا موضوعيين تماماً بالنسبة لها. وأنا أشك كثيراً في صحة هذا الزعم".
إن النقاد يدعون إلى الموضوعية وإلى العلمية، وتقول طائفة منهم إن عملية النقد لا يمكن أن تتحقق إلا إذا " اعتبر الفن غرضاً صرفاً" ولكن الواقع والممارسة العملية يؤكدان أن محاولة الناقد التجرد الصارم، أو التام، عن قناعاته الفكرية والعقدية أمر غير مستطاع، وأن قناعة الناقد (الجمالية) لا بد أن تهتز – إن لم تقل تنهار- أمام نص فاقع الدلالة في تقديم فكرة عن الحياة والكون مخالفة كل المخالفة لما يعتقده أو يحس به.
يتحدث الناقد الفرنسي " دانييل برجيز" عن تيارات النقد الأدبي الحديث الكبرى وهي: النقد التكويني، والنقد النفسي، والنقد الموضوعي والنقد الاجتماعي، والنقد اللساني، ثم يوضح لنا أنها ترتبط أصلاً بمفهوم فكري عقدي عن الإنسان يقول: إن هذه التيارات الخمسة : "تفترض مفهوماً معيناً للنص الأدبي، وحتى مفهوماً معيناً للإنسان"
المراجع:
1.كتاب الأدب العربي
2.كتاب الجاحظ